{ اللورد }

By oOmamao

1.3M 102K 38K

. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزل... More

« 1 »
« 2 »
« 3 »
« 4 »
« 5 »
« 6 »
« 7 »
« 8 »
« 9 »
« 10 »
« 11 »
« 12 »
« 13 »
« 14 »
« 15 »
« 16 »
« 17 »
« 18 »
« 19 »
« 20 »
« 21 »
« 22 »
« 24 »
« 25 »
خاتمة

« 23 »

41.2K 3.5K 448
By oOmamao


تنبيه

*هذا الجزء يُروى من منظور الشخص
الثالث وليس عن طريق إزابيل.*




لم يكن اليوم الذي يلي أي حفل تحضره إليزابيث غرين أحد الأيام المفضلة لديها إذ يغمرها الإرهاق مما يجعلها تحبذ أن تقضيه في غرفتها مستلقية على سريرها، لكن لم يكن هذا أحد خياراتها أثناء بقائها في منزل الماركيز بلاك وود.

اضطرت أن تقضي كامل اليوم برفقة بقية قاطني المنزل ما بين أحاديث جانبية ومناوشات مع إبنتي ستنادفورد وهاورد وبحث مضنٍ عن السيد ستيفينز بدون جدوى، وبالرغم أن يومها لم يكن سعيدًا تماماً إلا أنه لم يخلو من لحظات شعرت فيها بالراحة والإطمئنان.
كان هذا عندما قضت بعض الوقت برفقة الضابط أول بحري هاري ماكينزي.

مشاعر متضاربة غمرتها بعد قضاء بعض الوقت برفقة هاري وقد أرادت وبشدة مناقشتها مع إزابيل إلا أن الأخيرة قضت ذلك اليوم في عجلة هنا وهناك وبرفقتها خادمتها آنّا فلم تستطع إليزابيث الحديث معها، خاصة بعد أن أصيبت إزابيل بوعكة مساء ذلك اليوم جعلت إليزابيث تشعر بقلق كبير ناحية أختها.

لم تستطع البقاء برفقة الضيوف بعد العشاء وكل ما يشغل بالها إن كانت إزابيل بخير، فذهبت إلى غرفتهما لتجدها لا تزال متدثرة بغطائها وترفض الحديث مع أي أحد.

بخيبة أمل وجدت إليزابيث طريقها عبر ممرات المنزل المضاءة بالشموع وسط ليلة صيفية ساكنة. لم تتوقع حينها أن تجد السيد ستيفينز أمامها وقد كان برفقته عدد لا بأس به من الخدم.

كانوا يتناقشون في أمر ما في صالة مفتوحة تقع بعيدًا عن مكان تواجد الضيوف في العادة.
خشيت أن تكون قد قاطعت حديثهم فمن الواضح أنهم يناقشون أمرًا مهمًا يتعلق بالمنزل فالسيد ستيفينز أصبح مسؤولًا عن المكان بعد أخيه، إلا أن تلك الإبتسامة التي أرسلها ستيفينز ناحيتها عند رؤيتها جعلتها تتنفس الصعداء.

إقترب ستيفينز منها متجاهلًا الهمسات بين الخدم في المكان والذين كانوا يرمقون إليزابيث بنظرات لم تفهم معناها.
حياها ستيفينز بإنحناءه مهذبة:
" مساء الخير أنسة إليزابيث، هل يمكنني خدمتك بشيء ما؟ "
" أه .. كلا أنا أسفة لمقاطعتكم لقد كنتُ ماره وحسب"
" وهل يمكنني ان أسأل ما الذي تفعلينه في هذا الجزء من المنزل في مثل هذا الوقت؟"

لم تكن نبرته معاتبة أو غاضبة لكن إليزابيث شعرت بالخجل من نفسها وإحمرت وجنتاها بينما أجابت:
" لقد .. كنتُ أشعر ببعض الضيق ولم أحب البقاء مع الضيوف لذلك .. ذهبت في جولة صغيرة "
" آه .. لقد فهمت، لكن لماذا تشعرين بالضيق، هل أنتِ بخير أنستي الجميلة؟"

مرة أخرى إحمر وجهها:
" أنا بخير.. لكن إزابيل هي من ليس بخير، لذلك أشعر ببعض الضيق "
لفت كلامها إنتباهه، سأل بسرعة:
" الأنسة إزابيل ليست بخير؟"
" نعم، لا أدري ما بها لكنها لم تتحرك من سريرها منذ ساعات وقالت خادمتها أنها مصابة ببعض ألام المعدة"
" أوه كم هذا مؤسف، لهذا لم ترافقنا في العشاء إذن، هل أمرهم بإحضار طبيب لها؟"

رأت إليزابيث قلقًا مرسومًا على وجهه فأسعدها هذا. فلقد تذكرت فورًا أن إزابيل قالت من قبل أن السيد ستيفينز لا يحبها لكن يبدو أنها كانت مخطئة فيما تظنه.

إبتسمت وأجابت:
" كلا .. لا داعي لذلك أظنها ستصبح بخير غدًا فهي كثيراً ما تتوعك هذه الأيام "
" أرجو ذلك بالفعل، لكن إن لم تصبح بخير غدًا يجب أن تخبريني حتى أحضر لها طبيبًا "
أكد لها ستيفينز فشكرته مجدداً وأخبرته أنها ستفعل.
إفترقت عنه لتتركه يعاود حديثه مع الخدم والذين لمحت من بينهم باتريكا فإبتسمت لها قبل أن تعاود سيرها ناحية غرفتها، قررت أن يومها لم يكن سيئًا بعد كل شيء.

كان ذلك عندما إستيقظت منتصف الليل بسبب ضوضاء ما، ظنت أنها إزابيل كعادتها تقرأ في كتاب ليلًا لذلك لم تبذل مجهودًا للإستيقاظ، لكن وقبل أن تغوص في أحلامها مجددًا نبهها عقلها بأمر نسيته، أن إزابيل كانت مريضة.

لذلك فتحت عينيها بسرعة وهيي تستعد لتأنيبها إن وجدتها تقرأ في كتاب كما العادة وتطلب منها الراحة قليلًا لكن .. لم تكن إزابيل في سريرها، قرب طاولة زينتها أو في أي مكان في الغرفة المظلمة.

نهضت إليزابيث بسرعة ونادت بإسم أختها لكن بالتأكيد لم يكن هناك رد.
أخذت إليزابيث روبها وتغطت به ثم توجهت خارج غرفتها عبر الممر الطويل إلى حيث الحمامات ونادت بإسم أختها مجددًا لكن لا رد، عادت وأخذت تهمس في المكان والقلق بدأ يغمرها، في القاعة الرئيسة، في الصالات المرافقة، ذهبت وتحققت من الباب الرئيسي لكنه كان مغلقًا، بل حتى في غرفة التدخين لكن مرة أخرى .. لا رد.

أخذتها ساقاها بسرعة إلى حيث لم تذهب من قبل. إلى الجناح السفلي حيث غرفة الخدم المرافقين للضيوف، تعلم أن لدى إزابيل عادة منذ الصغر أن تذهب وتنام عند خادمتها آنّا عندما تكون مريضة فهي لم تحب البقاء وحدها في مرضها، لذلك ظنت أنها ربما ستكون هناك.

لكن وعندما فتحت آنّا باب الغرفة وكانت وحدها إزداد قلق وخوف إليزابيث !
" أنسة إليزابيث ما الذي تفعلينه هنا ما الذي حدث!؟"
سألتها آنّا بنبرة ناعسة وهي تعيد خصلات من شعرها الأشقر تناثرت أمام عينيها، لتجيبها إليزابيث بتوتر وهي تكاد تبكي:
" أوه آنّا .. أرجوكِ أخبريني أنكِ تعرفين أين إزابيل!"
" أنسة إزابيل! أليست في غرفتها؟ "
" اوه يا إلهي .. آنّا إن إزابيل ليست في سريرها أو في أي مكان أخر .. "

كان الجزع واضحًل في صوت إليزابيث ورغم أن آنّا مشهورة أكثر بهدوء أعصابها ونضوجها إلا أن تلك الجملة التي نطقت بها إليزابيث جعلتها تفقد كل الهدوء الذي تميزت به.

" ما الذي تقصدينه أنستي؟ أين يمكن أن تكون إزابيل !! "
لم يكن صوتها خافتًا ولم تكن ملامحها هادئه كانت مصدومة، خائفة وقلقة.
" لا أدري .. لا أدري .. "

وقبل أن تضيف إليزابيث أي شيء إبتعدت آنّا عن أمامها وقد أحكمت لف الشال الذي يحيطها بيديها وأبعدت شعرها عن وجهها ثم بدأت تسير بسرعة رافقتها فيها إليزابيث قائلة:
" هل تعلمين أين هي؟ "
" كلا .. لكن ربما السيد إرنست يعلم  "

تذكرت إليزابيث أمر إرنست، وأنه ربما تكون إزابيل قد ذهبت إليه .. أمل أخر غمرها.
لكنه سرعان ما تبخر عندما فتح إرنست باب غرفته بنفس الملامح التي كانت على وجه آنّا قبل قليل. أمر جعل آنّا لا تضيع أي ثانية وهي تخبر إرنست من فورها:
" سيدي إرنست إن الأنسة إزابيل مفقودة. أظن أنها في خطر "

جملة واحدة جعلت ملامح إرنست الناعسة المستغربة  تتغير تمامًا..
" ما الذي تتحديث عنه ! "

فتحت آنا فمها لتجيب لكن الكلمات أبت أن تخرج وقد إمتلأت عيناها فجأة بالدموع، حثها إرنست على الحديث وقد بدأ الخوف يتغلغل فيه بعد رؤية دموع آنّا لأول مرة. أخيرًا قالت:

" لقد .. لقد كانت تبحث عن تلك النبته، وعرفت أن هناك .. من يستهدف حياة .. الماركيز .. ومن ثم لا أدري لماذا .. حبست نفسها في غرفتها .. لقد كانت ... خائفة . لم تخبرني بشيء فقط كانت خائفة ... و .. "

لم يحتج إرنست لسماع المزيد وهو يتخطى المرأتين الخائفتين أمامه ثم يتوجه بخطوات كبيرة ناحية الجناح الغربي.

دقات قلبه متزايدة وأنفاسه مضطربه، خائف أن يكون ما يظنه قد حصل، أن يكون ذلك القاتل قد وصل إلى اللورد .. وإلى أخته التي لا تنفك تدخل نفسها في ما لا يعنيها.

بسرعة وجد نفسه أمام باب الجناح ثم تعالت طرقاته في الباب، بعد ثوانٍ وصلت الفتاتان أخيرًا وهما تتنفسان بسرعة كان اللورد حينها قد فتح باب جناحه ليجد أفراد عائلة غرين أمامه وعلى وجوههم نظره لم تعجبه.

نوعًا ما أخرج إرنست نفسًا مرتاحًا فعلى الأقل اللورد بخير، وربما إزابيل أيضًا ستكون بخير.
" إرنست .. ما الأمر؟ هل من خطب ما؟ "
سأل اللورد بإهتمام كبير .. ليجيبه إرنست بتردد:
" إنها إزابيل ... لقد .. إنها .. مفقودة ! "

شعر إرنست أن كلامه غير مفهوم فأخذ يقول مجددًا:
" قالت آنّا أمرًاعن كونها .. كانت تحقق في أمر منْ .. يحاول قتلك .. وقالت إليزبيث أنها .. مفقودة "

شرح إرنست وهزت آنّا رأسه لكلامه، ظن أن كلامه لا يزال غير مفهوم بل وغير منطقي فكيف ستختفي أخته بينما كانت مع إليزابيث في غرفة واحدة. لكن ما رأه على وجه اللورد جعله يفهم أنه قد صدقه .. بل أكثر .

إتسعت عينا اللورد أغسطس مع كل كلمة يقولها إرنست ثم وأخيرًا وجد نفسه مصدومًا للغاية وكلمة واحدة خرجت من فمه:
" مستحيل ! "

قبل قليل فقط كانت إزابيل برفقته. لم تمر أكثر من عشرين دقيقة على خروجها من غرفته، فكيف يقولون انها قد إختفت؟!

" هل بحثتم عنها جيدًا؟! "
" لقد بحثت في أغلب الأمكان التي يمكن أن تكون فيها لكنني لم اجدها "
أجابته إليزابيث. ليقول:
" لنبحث مجددًا ربما هي في غرفة ما وقد غلبها النوم "

هز إرنست رأسه لذلك وهو يعرف جيدًا أخته التي تحب أن تذهب إلى أماكن غريبة أغلب الوقت فقط لكي تستطيع القراءة بهدوء..

خرج اللورد من غرفته برفقتهم. وتفرق أربعتهم في صالات المنزل المختلفة وهم ينيرون المكان بأكمله وينادون بإسم إزابيل، أمر جعل بعض الضيوف يستيقظون ويخرجون لمعرفة ما يحدث.

كان هاري أول الواصلين، ليجد صديقه والفتاة التي يحب يتجولان بين ممرات المنزل والقلق على وجهيهما. وقع بصر إليزابيث عليه أولًا لتغمرها مشاعر كثيرة وتمتلئ عيناها بالدموع وهي تقترب منه متسائلة:
" سيد ماكينزي. هل تعلم أين هي أختي؟ "
" إزابيل؟ .. كلا لم أرها طوال هذا اليوم. لماذا! "
" يا إلهي . يا إلهي .. أين يمكن أن تكون !"

قالتها إليزابيث بجزع ودموعها لا تتوقف عن الإنهمار، أمر جعل قلب هاري يتمزق وهو لا يدري كيف يهدئها أو على الأقل يعلم ما الذي يحدث. أقبل اللورد إليه فإلتفت ناحيته:
" أغسطس . ما الأمر؟ ما بها إزابيل؟ "

كان اللورد حينها قد بدأ يتأكد أن إزابيل ليست موجودة في المنزل. وهذا يعني أمرًا واحدًا  أمرًا لم يكن يتمنى أن يكون حقيقة. لذلك كلما قاله لـهاري كان:
" نحتاج أن نتحدث مع ستيفينز "

ما إن ذكر اللورد إسم ستيفينز حتى ملأ الجمود وجه هاري بينما إنعقد حاجبا إليزابيث فهي لم تفهم ما دخل السيد ستيفينز بكل هذا، إلا أن الرجلين لم يقولا شيئاً أخر وقد إتخذا طريقًا ناحية غرفة ستيفينز.
لم تتبعهما إليزابيث فقد شعرت أن أمرًا لن تحب معرفته سيحدث.

في طريقهما سأل هاري عن سبب كل هذا وللحظات لم يستجب إليه اللورد إلا انه توقف فجأة بعدها وأطلق نفسًا عميقًا جعل هاري يتوقف أيضًا بقلق:
" أغسطس ما الأمر؟ ما دخل ستيفينز بإختفاء إزابيل؟ أنت تعلم شيئًا أليس كذلك؟ "

حول اللورد مدى بصره إلى صديقه ولم يخفي الألم الذي يشعر به فتوتر هاري ... لم يرى صديقه منذ سنوات بمثل هذه الملامح .. تمامًا كما اليوم الذي توفي فيه والداه وعندما توفيت زوجته وإبنه.. بدا وكأنه فقد فردًا أخر من عائلته.

" لقد كان ستيفينز .. "
لم يحتج اللورد لقول المزيد فلقد إرتسم الفهم على وجه هاري على الفور وإنعقد حاجباه معًا وهمست شفتاه بـمستحيل.

" لقد كان هو، أخبرتني إزابيل بكل الحقيقة قبل ساعة فقط. لا أعرف كيف. لكنها علمت كل شيء و .. ولقد كانت قلقه .. ثم خرجت بعد أن طلبت مني ان أخبرك غدًا بكل شيء .. ثم .. إختفت "

كان اللورد يتحدث بصوت أقرب للهمس في الممر الذي أضئ من حولهما. بدأت ضجة تنساب من حولهما إذ تزايد عدد الضيوف الذي إستيقظوا مع كل تلك الضجة، بينما بقي الصديقان يرمقان بعضهما لما بدا وقتًا طويلًا.. أغمض هاري عينيه بشدة وهو يحاول إستيعاب ما قاله اللورد.

بكل هدوء اخبره أن شقيقه كان من يحاول قتله. وأن هنالك فتاة لا دخل لها قد إختفت بسببه ولا أحد يعلم ماذا حل بها. لكن وقبل أن يصدرا أي رد فعل أخر كان ستيفينز قد وصل.

برفقته كان إرنست وأوسكار غرين ومن تلك الملامح على وجهه يبدو أنه قد علم بإختفاء إبنته.

أما ستيفينز فقد رسم بعض القلق على وجهه وقد إقترب من شقيقه قائلًا:
" لقد سمعت بإختفاء الأنسة إزابيل. ألديك أي فكرة أين يمكن أن تكون؟ لقد أرسلت بعض الخدم إلى الخارج ليبحثوا حول المنزل وقرب البحيرة. "

لم يستجب اللورد لما قاله ستيفينز بينما أطلق هاري قهقهه جامدة قبل أن يقول بحدة:
" ءأنت جاد ! "

نظر ستيفينز بطرف عينيه إلى هاري ولم يعلق إذ لم تعجبه طريقة حديثه إليه ثم عاد بنظره إلي شقيقه ليجد أمرًا غريبًا فيه. وقبل أن يستبين عن أي شيء تدخل السيد أوسكار قائلًا:
" سيدي اللورد، أرجوك يجب أن نبحث عن إبنتي فورًا "
" لا تقلق سيد أوسكار سأبذل قصار جهدي في ذلك. سأرسل المزيد من الخدم ليبحثوا عنها،أنا متاكد أننا سنجدها بحلول الصباح "

كان ستيفينز من إستجاب له، تحدث بثقة وهو يحاول طمأنه السيد غرين. ليقول إرنست:
" لكن كيف يمكن أن تختفي هكذا من غرفتها فجأة! "
" أوه يا عزيزي إرنست. لا أدري حقًا لكنني أعدك أن أعـ... "

لم يكمل ستيفينز جملته إذ أن هاري أمسك به من تلاليب قميصه بغضب كبير ليجعل الدهشة ترتسم في وجوه من حولهم.

" هـ .. هاري ، ما الذي تفعله "
" إصمت أيها الوغد .. "
هدده هاري ليهتف السيد أوسكار متسائلًا عن ما يفعله هذا الشاب بينما لم يحرك اللورد وإرنست أي خطوة.

" أنت تعرف أين هي . أنت من خطفها "
دهشة إجتاحت أوجه الجميع ليتبعها ستيفينز قائلًا بإستنكار شديد:
" ما الذي تقوله هاري؟؟ لماذا قد أقوم بخطف الأنسة إزابيل ! ما الذي تتهمني به هل جننت !"
" أيها الـ .. "

أراد لكمه. إفراغ غضبه فيه وجعله يندم على كل شيء فعله حتى الأن إلا أن اللورد أوقفه قائلًا:
" سيكون من الأفضل أن نبدأ البحث عن الأنسة إزابيل فورًا "
" أغسطس .. وماذا عن هذا الوغد ! "

" هاري. أنا لا أسمح لك بالحديث عني هكذا، أنا لا اعرف شيئًا عن مكان الأنسة إزابيل ولن أستفيد شيئًا مـ .. "
مرة أخرى أسكته هاري بأن أغلق فمه بقبضته المفتوحة وهمس بغضب مكتوم متجاهلًا تمامًا تحذيرات السيد أوسكار له بأن يهدأ:
" أنت .. لا .. تتدخل "

مُرغمًا صمت ستيفينز . وفي لحظتها وصل السيد والانس والسيد باكنتوم وراعهما المشهد الذي رأياه. لكن وقبل أن يسألا عن أي شيء قال اللورد:

" والانس عليك الذهاب الأن برفقة هنري وتشارلز والسيد هادسون وإحضار كل الخدم الذين يعملون في المنزل وحبسهم داخل قاعة الإحتفالات الكبيرة. لا إستثناءات حتى جاك "

كان يتحدث بجدية وصرامة كبيرين جعلا والانس يستجيب من فوره بدون أسئلة ويذهب بعيدًا، ثم إلتفت اللورد إلى السيد باكنتوم المندهش ليضيف:
" سيد باكنتوم أستميحك عذرًا وأود أن اطلب منك طلبًا صعبًا . "
" بالتأكيد. بالتأكيد أيها اللورد "

" أخي .. أود منك إبقاؤه في غرفته وحراسته إلى أن نعود. لا أحد يدخل عليه ولا هو يستطيع الخروج منها لأي سبب كان "

جملته تلك جعلت ستيفينز ينتفض قائلًا:
" هاي. ولماذا تحبسني ! لا تقل لي أنك مثل صديقك الغبي هذا تظن أن لي دخلًا بكل ما يحصل ! "
لم يكن ستيفينز وحده من يعترض إذ قال السيد باكنتوم:
" سيدي اللورد أيمكنك على الأقل شرح لماذا تريد ذلك! "
" ليس الأن. عليك فقط ضمان أن لا يخرج ستيفينز من هذا المنزل أبدًا "

لم يترك له أي خيار ليعترض. توجهت الأعين تجاه ستيفينز الذي كان منزعجًا.. فهو لم يتوقع لأي لحظة أن يشك أي أحد به.. لا أحد غير تلك الفتاة يفترض به يعلم بشأنه، و الآن بعد أن تخلص منها بلا رجعه يجب ان يختلي المكان له وأن يستطيع متابعة خطته بكل هدوء. لكن يحدث هذا الأن؟

قرر ستيفينز أن لا يفزع فربما هاري وأغسطس يتحركان بدون خطة مدروسة وهما يشكان به لأسباب طفولية فقط. لذلك قرر أن لا يثير الشك به وقال:
" حسنًا لا بأس. رغم كوننا سنفقد يدًا أخرى تستطيع البحث عن الأنسة إزابيل بعد قرارك بحبس الخدم أيضًا لكن لا بأس. سأفعل ما تريد. وأرجو فقط أن تجدوا الأنسة بسرعة "

ما قاله جعل السيد باكنتوم يشعر بالشفقة عليه ليرمق اللورد بنظرات معاتبه لم يأبه بها اللورد.
توجه الإثنان إلى غرفة ستيفينز بينما أكمل اللورد لـهاري:
" عليك بتجهيز عشرة أحصنة فورًا  وكل من يستطيع الخروج من الضيوف أخبره أن يذهب معنا "
هز هاري رأسه بلا كلمات ثم ذهب من فوره.

أخيرًا بقي اللورد مع السيد غرين وإرنست. لحظة صمت قطعتها اللورد بأن قال معتذرًا:
" أنا أسف حقًا .. "

لم يكن السيد غرين يفهم شيئًا ولم يعرف سبب شك اللورد بأخيه لكن إعتذار اللورد كان حقيقيًا وجعله يعرف أن إبنته في خطر بالتاكيد.
" لا تعتذر .. جدها لي فقط "

لم يحتاج لأن يقولها فاللورد أغسطس كان قد قرر أنه لن يعود إلى هذا المنزل إن لم تكن إزابيل برفقته.
بدأ السير ناحية البهو الرئيسي ليجد أغلب ضيوف منزله متجمعين هناك وقد فتح الباب الرئيسي للمنزل بمصراعيه وبعض الضيوف يقفون خارجًا وسط الظلام وهم ينادون بإسم إزابيل، بينما من هم في الداخل يتهامسون بقلق وخوف إرتسم على وجوه اغلبهم خاصة الفتيات اللاتي بكت بعضهن خوفًا على مصير صديقتهن المجهول.

ومن بين كل أولئك كانت إليزابيث برفقة آنّا تتحدثان. إنقطع حديثهما فور دخول اللورد وإرنست. نظرت إليزابيث بأعين متسعة إلى آنّا فهزت لها رأسها ودفعتها مشجعة أن تذهب وتتحدث إليهم.

إلتفت إرنست إليها ليقوم بإمساك يديها قائلًا بكل الشجاعة التي يدخرها:
" لا تقلقي إليزابيث. سنجدها. أنا متاكد من ذلك "
كان يخبرها بذلك لكنه أيضًا يحاول إقناع نفسه به.
لم يخفى على إليزابيث الإرتجاف في صوته وفي يديه مما جعلها تتأكد أن الأمر خطير وأن عليها قول ما لديها.

" إرنست هناك ما يجب أن تعرفه "
نبرتها الجادة جعلته يحول كل إنتباهه له ليحثها على الإكمال ..
" لقد .. كنتُ أتحدث مع آنّا . أخبرتني عن ما .. فعلته إزابيل هذا اليوم .. ولقد قالت أمرًا لفت أنتباهي .. قالت أن تصرفات إزابيل بدأت تتغير بعد أن ... بعد أن إلتقت السيد ستيفينز في مكان ما .. "
لفت ذلك كل إنتباه إرنست.

" .. قالت أن إزابيل بدت .. خائفة منه .. لكنها لم تخبرها بشيء عن السبب ... "
شد إرنست إمساكه على يديها وهو يفكر فيما قالته الأن وفيما حصل بين الأخوين قبل قليل ..
" إرنست .. هل لـالسيد ستيفينز أي علاقة بإختفاء إزابيل؟ "
سألته بنبرة حزينة للغاية ليجيبها بصراحة:
" لا أدري حقًا.. لا أدري "
" لا يمكن ان يكون هذا صحيحًا فهو شخص طيب. وهو لا يكرهها حقًا.. لقد .. لقد سألني عنها هذا اليوم . وقال أنه سيحضر لها طبيبًا أيضًا "

عقد إرنست حاجبيه:
" هل إلتقيتي به هذا اليوم؟ "
" نـ نعم. لقد كان في إجتماع مع بعض الخدم. ولقد جاء وتحدث معي وسأل عن إزابيل"
" إجتماع مع خدم؟ "

قالها بإستنكار فخلال هذا اليوم لم يسمع عن أي إجتماع يفترض أن يكون مع الخدم إذ أنه كان ينقل للـورد أخبار المنزل وإحتياجاته حتى لا ينقطع عن ما يحدث فيه.
" أظن أنك مخطئة، لم يكن هنالك أي إجتماع كهذا "
" بلى كان .. لقد كان برفقته رئيس الخدم جاك وباتريكا، وذلك الرجل الذي يشرف على الخادمات في غرفة الطعام وبعض اللاتي أراهن ينظفن كثيرًا، و .. والرجل الذي يعمل في الحديقة الزجاجية ... "

مع ذكرها كل هؤلاء كانت عينا إرنست تتسعان شيئًا فشيئًا. إلى أن أفلت يديها وسط إستغرابها وقد كان عقله يعمل بأقصى ما لديه. فجأة بدا له كل شيء واضحًا ومنطقيًا وعلم لماذا كان اللورد وهاري يتحدثان هكذا مع ستيفينز. علم ما الذي حصل هذا اليوم مع أخته وقد علم أنها في خطر كبير أيضًا.

كل ذلك جعل الرعشة في جسده تزداد إلا أنها لم تمنعه من أن يتحرك بسرعة لينقذ أخته قبل أن يندم. ودون أن يشرح لـإليزابيث إبتعد إرنست عنها وذهب وراء اللورد ووالده الذين خرجا ينتظران وصول الأحصنة ليخبرهما عن ما عرفه بسرعة.

_____________

حقائق فيكتورية:
۱- يمكن القول أن الملكة فيكتوريا
كانت أول من بدأت تقليد إرتداء
الثوب الأبيض في حفل الزفاف
عندما إرتدته في زواجها من الأمير
ألبرت، فقد أصبح من الشائع إرتداؤه
تقليدًا لها وإنتشر ذلك حول العالم.

٢- تقليد شجرة عيد الميلاد عند
البريطانيين جلبه الأمير ألبرت
زوج الملكة فيكتوريا والذي ولد
وتربى في ألمانيا حيث هذا التقليد
أمر شائع وقد إنتشر هو الأخر
بسبب تقليد العامة للعائلة الملكية
وأصبح أمرًا شائعًا ومنتشرًا بين
أفراد الديانة المسيحية حول العالم. ▫

-تعليقات وأراء؟

⭐ & 💬

” رضيتُ بالله رباً،
وبالإسلام ديناً،
وبمحمد صل الله عليه وسلم
نبياً ورسولا “

Continue Reading

You'll Also Like

283K 9.9K 50
بنت يتيمة الاب وتعيش مع امها واختها لي بعمر15سنه وعندها عمام ثنين الجبير حنون ورباها هيه واختها والثاني رجل لٱ يعرف الرحمه مو زين سكرجي اغلب اوقاته ب...
23.9K 978 88
اسم آخر : 千金有福 مؤلف الرواية :إر فنغ تشونغ عدد الفصول :622 الحالة: مكتمل ملخص الرواية: سافرت وي رو، وهي طبيبة ذات مهارات عالية، عبر الزمن كدور داعم ف...
10.8K 942 51
الوصف بالتشابتر 0 رواية مترجمة
519K 29.5K 24
بعد علاقة عاطفية فاشلة قررت سوريل تغير نمط حياتها..بعد ان كانت تعمل معلمة، قررت تعمل مربية في أبعد مكان عن لندن لتنسى! ولكن حياتها تغيرت تماماً بعد ا...