« 19 »

43.8K 3.6K 1.5K
                                    

قبل سنتين كانت الحفلة الأولى التي ذهبتُ إليها مع إرنست عند بلوغنا الثامنة عشرة وأصبح بإمكاننا دخول عالم الكبار أخيرًا، سرعان ما ملأنا الإحباط فهي لم تكن كما توقعنا بالتأكيد، خاصة بالنسبة لي فرغم كونه أول ظهور لي في مثل تلك الحفلات إلا أن أحدًا لم يطلب الرقص معي، كأنهم يقولون أنني لا أثير الإهتمام ولا أستحق أن يُتعّرف بي.

بالجهة الأخرى رقص إرنست مع الكثيرات وكان هذا هو سبب إنزعاجه فهو لم يكن معتادًا بعد على الرقص مع فتيات غيري وإليزابيث أحيانًا.

المهم أن أول حفل لي كان فشلًا ذريعًا جعل الكثيرات من زميلاتي في المدرسة مِمَّن حضرن الحفل يتخذنني موضوعًا للسخرية لأسابيع بعدها.

ربما كان ذلك أحد الأسباب التي جعلتني أبعدُ فكرة الإجتماعيات عن رأسي وأركز أكثر على دراستي وتلك الأحلام التي بنيتها بمرور السنين.

رغم محاولات والدتي الكثيرة إلا أنها لم تفلح في جعلي أهتم بتلك الأشياء وحتى الأن بالنسبة لي حضور حفل هو أمر مزعج وتضييع لساعات كان يمكن أن أقرأ فيها كتابًا جديدًا، لكن لأول مرة لم يكن بيدي فعل أي شيء لكي لا أذهب إلى حفل ما.

أجلس الأن على طاولة زينتي، لا أزال أرتدي روبي فـسارا لم تنتهي من تسريح شعري بعد إلا أن آنّا كانت قد إنتهت من وضع المكياج الذي - لم أعتده بهذه الكثافة - على وجهي ثم ذهبت لتتفقد الفستان الأحمر القاني المنفوش من الأسفل وعاري الكتفين مع قفازين ورديين طويلين إلى منتصف الساعد والذي كان قد عُلق على الحائط قرب طاولة التزيين.

في الخلف وقفت إليزابيث التي كانت قد إنتهت من إرتداء ثيابها وأخذت باقي وقتها تعلق وتعطي الأوامر للخادمتين لما يجب أن تفعلاه لي، وبصمت مُطيع كنت أجلس دون فعل شيء.

لا يزال هنالك ساعة حتى موعد بدء الحفل إلا أننا بدآنا تجهيزاتنا قبل ساعتين كاملتين!

لماذا؟ لأن هذه التي لا تحب الحفلات ستقوم اليوم بالرقصة الإفتتاحية مع الماركيز أغسطس بلاك وود والذي كان قبل يوم بالتمام قد صرّح عن رغبته الجدية في الدخول في علاقة معها!

أخذتُ نفسًا وأغمضتُ عيني وقد جفل كتفاي عند تذكري ذلك ثم هززتُ رأسي لأبعد تلك الذكري التي لا أستطيع حتى الأن إستيعابها عن بالي.

" ما الأمر إزابيل؟ "
تساءلت إليزابيث بقلق واضح، لأجيب بسرعة:
" لا شيء أنا بخير! "

دون أن تقتنع هزت رأسها ثم عادت وقالت لـسارا خادمتها:
" إجعلي بعض شعرها ينسدل على كتفها، يجب أن نستغل كثافته جيدًا "
" أمرك أنستي "

أخرجت نفسًا وقد بدأت أشعر بالتعب من الجلوس طوال هذا الوقت، لكنه أفضل بالتأكيد من الخروج ومواجهة كل هؤلاء الناس.

{ اللورد } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن