....................
جمالُ الحياة؟
هي مُجردُ حياة
ولكلِ جزءٍ مذاق
بدايةُ الطفولة
منتصفُ المُراهقة
ونهاية ريعان الشباب
لكني عشت فقط ببداية الطفولة
ومررتُ على الآخرين مرور الكرام
أنا توقفت فحسب
أنا مجردُ جمادٍ يمشي على الأرض
من قال لي أنني جماد؟
مين يونغي أخبرني بذلك
بلكماته المتتالية على وجهي
كلُ المشاعر مزيفة لا وجود لها
فقط الألم الجسدي هو الحقيقي
إرتطم ظهري بالحائط خلفي بقوة
شعرتُ بأنفي ينزف
"جيسو لا زالت تبكي منذُ الأمس
تنظرُ للمرآة وتكرر أنا قبيحة،
كله بسببك "
يونغي إستمر بالصراخ و البُكاء
أمسك بياقتي
لكني لكمتهُ بقوة حتى إرتد أرضاً
لم يقف
بل إستمر بالبكاء
لِمَ يبكي أساساً؟
"جيسو لم تستطع التوقف عن البكاء
هي حتى رفضت الذهاب للمدرسة اليوم
جيسو تُحبُ المدرسة
لكن اليوم أخبرتني أنها تكرهها"
كنتُ أستطيع تذكر جيمين
وقتها
كيفَ كنت أحبه
وكيف كنت على وشك أن أقتل أي أحد يبكيه
جلس القرفصاء فاقداً طاقته
نظرَ ليمينه يتجنب رؤيتي
"اللعنة عليك
اللعنة عليك لأنك سرقت إبتسامة شقيقتي
اللعنة على تصرفاتك المتهورة
إنها فتاة مليئة بالطاقة
لكنها تفقد كل سعادتها حين يتحدث أحدهم عن مرضها"
"كان خطأك لِمَ جعلتها تصعدُ معنا
وأنت تعلم بأنني هُناك "
جلت بنظري على رواق الشارع الضيق
أشعة شمسِ الغروب
وهواءٌ بارد
نظرت لهُ كان فاقداً للنور
وأنا كنتُ مُعتماً فاقداً للحياة
"كنتَ السبب في تألم جيمين
والآن تؤذي شقيقتي
كفر عن ذنبك كوك
إذهب و أعتذر لجيسو"
تزامن حديثه بينما أحاول إيقاف نزيف أنفي
"ساعودُ للمنزل
جين سيعود من الجامعة وسيقلق علي"
بنبرة ضاحكة ساخرة حدثني
"بِتَ تخافُ على مشاعر جين الآن ؟"
إلا أني رددتُ بنفس النبرة
"بطريقةٍ منطقية يونغي؛
أحاولُ أن تكون حياتي هادئة
لكنك أفسدت هدوئي لليوم
كن شاكراً تركت غرفتي لأجلك، لتضربني وتطلب مني الإعتذار
أنت ساذجٌ
مين يونغي"
كنتُ على وشك المغادرة إلا أني إلتفت وأردفت
"وأيضاً أنا لم أؤذي جيمين
إياكَ و قولَ هذا مجدداً
لأنه جيمين خاصتي
شكراً على اللكمات
بت أشعر أنني على قيد الحياة
ربما "
أجل بقرار نفسي وعميقاً
كان حرف الجيم من فعلَ ذلك
لستُ أنا
.........
النورُ أظلم
وباتَ القمرُ فقط ما أراه
رغم سطوع أضواء المحلات
وتشتت أنوار السيارات
وضوضاء الأبواق
كان القمر سيد المكان بالنسبة لي
أو أنني بِتُ أعمى؟
نظرت لإشارة المرور لأقطع الشارع
مشيتُ علني أرى أحداً ما
لكني حينما صادفتُ الكثير
أنا لم أرى سوى انعكاسي المكسور
كما قال
أنا مجردُ جماد
أنا شفرةٌ حادة خطيرة على من حولي
ألقيت نظرة على السماء السوداء
ودلفتُ المنزل
وكما توقعت أمي هرعت لي تتفقدني
و افزعتها الجروح التي على وجهي
"من فعل بِكَ هذا؟"
نظرت لبحر عينيها
"هل عاد جين؟"
"لا"
لا أريد الكذب
ولا أريد الحديث أساساً
لذا تجاهلتها ودلفت غرفتي مغلقاً الباب
مُرحباً بعالمي
غرفتي؟
غرفةٌ عادية للغير
قصرٌ بالنسبة لي
تحتوي على طاولة دراسة بنية اللون
وجودها كعدمها؛ لعدم أستخدمي لها
ودولابُ ملابس
نصفٌ لي والنصف الآخر لجيمين
و مرآة متوسطة الطول
سريرٌ كبير
وآخرٌ صغير
تحتضن جدران غرفتي
رسومات جيمين على الأوراق الصغيرة
وبعضاً من رسوماتي التي تشاركناها سوياً
فَتح الباب دونَ أن يطرق
تقدم إلي فزعاً يتفقدني
"مالذي حدث؟
من فعل هذا بوجهك؟"
فتحتُ دولابي
أبحث عن شيء مُريح البسه
"إنه يونغي"
تنهد
علمت أنهُ عرف السبب
من كلامي المؤذي بالأمس
تخصر يُعاتبني
"كم مرة أخبرتك أن تكون حذراً بكلامك كوك؟"
تجاهلته لأفتح أزرار قميصي
إلا أنهُ أدارني إليه
ليغلق ما فتحتُ من الأزرار
جرني خارج غرفتي
"ستذهب للأعتذار"
دفعته ككل مرة
" لن أعتذر "
"بلى ستعتذر
أنت أخطأت وعليك الاعتذار "
ما ذنبي؟
إن كانت مُفرداتي بعيدةٌ عني
إن كانت مُفرداتي تجعلُ من كل حُروفها جيماً لي
إن كان نصفي ما زالَ يقبعُ هناك
في ذرات هواء جوني
في صيفها وشتائها
في ثلجها و ترابها؟
............
كنتُ أحمل
علبة شوكلاته كبيرة
إشتراها جين
أخبرني أن الفتيات يعشقن الشوكلاه لذا ستكون عملية إرضاءها سهلة
كان يقرعُ جرس المنزل
و أنا أنظر لساعتي التي أشارت للثامنة مُكرراً بداخلي ما علمني إياه
فتحَ لنا يونغي وعلى شفته جرحٌ صغير
لينظر لي جين
لأتقدمُ قائلاً
"أين أختك ؟"
ضحك علي
ليتنحَ جانباً ،سامحاً لنا بالدخول
أدخلنا غرفة الجلوس
بينما شاهدته يصعدُ الدرج
إلا انهُ عاد واضعاً يده خلف رقبته
"إنها ترفضُ الخروج
إذهب إليها"
نظر لي جين بحده لأصعد مع يونغي
جين يبدو كوالدتي اليوم
لا في الحقيقة إنهُ هكذا كل يوم
طرق الباب
ودخلت
عندما شعرت بدخولنا غطت وجهها بلحافها مُدعية النوم
نقرت كتفها بخفه
"أنا أعتذر
لم أقصد قول هذا
تفضلي هذه الشوكلاته مني
وأيضاً أنتِ جميلة"
بدوت كالآلي حين نطقتها
لم تكن كلماتي
كان جين من علمني إياها
إنهُ شخصٌ مبتذل
أخرجت رأسها من تحت الغطاء ونظرت لي بعينٍ حمراء تدل على كثرة البكاء
ألهذه الدرجة؟
اعتدلت بجلستها
و أخذت الشوكلاتة من يدي
"إعتذارك مقبول"
قالت هذا تدعي الغضب
لكني تفاجأت عندما ضحكت فجأة بوجهي
هذا غريب
هل الشوكلاتة هي السبب؟
"كنت خائفة أن أكون شخصاً قبيحاً
أنت شخصٌ لطيف جونغكوك"
"لا أنا لستُ لطيف
تناوليها جيداً
سأذهبُ الآن "
كنت على وشك الذهاب
إلا أنها امسكتني من طرف قميصي
"لنكن أصدقاء"
"أكره الصداقات"
لست أكره الصداقات
أنا فحسب فارغ
بداخلي وعميقاً
رغم تبدد ألوان جيسو
عميقاً جداً
حيثُ لا يمكن لمفرداتي إدراكها
أعتقد أن
جيسو شخصٌ جميل
أدركت هذا الآن
حقاً؟
............
كنتُ أمشي مع جين عائدين للمنزل
توقف جين
"ألا تريد أن تسأل؟"
وضعتُ يدي بداخل جيب بنطالي
نظرتُ إليه بينما نكمل سيرنا
"ماهو الخوف معنوياً؟"
ضحك ككل مرة
"الخوف يرتبط إرتباطاً وثيقاً
بنقاطِ ضعف الإنسان"
"بماذا يشعرُ المرءُ إذا زارهُ الخوف؟"
حك ذقنه ؛ليفكر
كيف يصيغُ لي كلامه
"دقاتُ القلب سريعة وتوترٌ وقلق
وتعرقٌ وجسدٌ بارد رغم ذلك "
همست
"هذا سخيف للغاية
الخوف مجرد مشاعرٍ وهمية "
.........
قَرعَ جين باب منزلنا
وكل ما وجدناه
وجهُ والدتي الفزع
آخر مرة رأيتُ ملامحها بهذا الشكل
كان تحديداً قبل اثنى عشرة سنة
حين مد الجيم يداهُ نحو قلبي منتزعاً إياه بقسوة
حين دفعني
حين رأيتُ السُحب بشكلٍ مُقرف
عندما أجبرني على شَربِ الأحمر
دخلنا بسرعة نتبعها
كان الوضعُ لا يبشر بالخير
حسناً بشكلٍ منطقي فحسب لا شعورياً!
بما علي التظاهر
أهذا وقتٌ مناسب لأسأل جين هذا السؤال؟
"أستتركنا ؟"
إعتدنا أن يَحفُ بنا حرفُ الجيم بشكلٍ ما أو بآخر
لا أكرههُ ولا أحبه
هو حرفٌ صنعَ الكثير بحياتي
أجدهُ بكل مكان
بأسمي وأسماء إخوتي
و والدي و والدتي
والمكان الذي يقبعُ نِصفُ جسدي فيه
وكل جسده
.
.
.
.
كانوا يمشون مُتتابعين
همس بأذنهِ بخفيه عن الجميع
"تعالَ معي سأريك شيئاً جميلاً بمناسبة عيد ميلادك"
ضحك الآخر بلطف
"ماهو؟"
"بُحيرة جميلة بها الكثير من الطيور"
جعلهُ يضحك حتى أدمى
حتى بات يكرهُ الجمال
.
.
.
.
اللامُفرداتية|نِصفُ جسد:
2
_____________
ملاحظة:
_بالنظر لأسرة جيون
فحالتهم المادية ممتازة
............
_الأحداث مملة؟
مجرد بداية
_ايش توضح لكم في البارت ؟
_تحليلاتكم؟
كونوا بخير♡