غابة إيلين

De dee--dee

42.9K 3K 1.4K

حدثتني جدتي يومًا ما، أن كل تلك الغابات المهجورة، و الجبال ذات القمم الخضراء أو القبعات الثلجية ، و الأماكن... Mai multe

مقدمة
1- رذاذ مضيء
2- السيد توماس
4- كوارتز، العاصمة
5- الغابة الحقيقية
6- الغول
7- جومين و نامين
8- أقزام المدينة
9- السيدة الزرقاء
10- زنبقة سوداء
11- إيليـن
12- جنيات صغيرات
13- السهم الفضي
14- ساحر صغير
15- جندي مجهول
16- أحلام و أماني
17- التبر في الأفق
18- فوستر
سنراقب النجوم معا

3- قطار الصحراء السريع

1.8K 156 142
De dee--dee

البركة في البكور، إذا أردت إنجاز عملك، و بداية يومك بنشاط لتقضي أغراضك فما عليك سوى النهوض قبل شروق الشمس.

كان سوير عازمًا على المضي قدمًا فيما خطط له، فعند الثالثة صباحاً كان قد جهز حقيبته، إرتدى ملابسه المفضلة -قميص أسود مقلّم مع بنطال بني- بالإضافة لقبعته السوداء ذاتِ الحواف،
بالإضافة لساعة معصمه الخاصة التي تضيء بالليل و مصباح يعمل بالطاقة الشمسية، و حقيبة إسعافات أولية صغيرة، بالإضافة لعدة الكشافة.

تفقّد سوير مدخراته قليلاً ثم أخفى محفظة المال في طيات ثيابه.

تنهد سوير بأسى و هو يتأمل الغرفة، قد لا يعود للمنزل قريباً لكنه يريد أن يصلح خطأه، أن يثبت لوالدته بأنه رجل المنزل، و أن بإمكانه أن يساعد، و أن بإمكانه الذهاب في طريقه لمفرده.

رفعت سارة رأسها و قالت:
" لو رحلت يا أخي فسأخبر أمي."

إلتفت سوير لجهة سرير سارة بحقد لتضيف:
" بشرط، أن تأخذني معك، أنا و لينيريا."

رفعت لينيريا رأسها و قالت:
" نعم! أنا أريد الذهاب أيضاً، لو لم تأخذاني سأخبر أمي أيضاً ."

تنهد سوير لتضيف سارة:
" لقد حسم الأمر إذًا ! سنذهب نحن الثلاثة للحصول على المال من أرض الجنيات،
لكن يا سوير، بدلاً من التسرع علينا وضع خطة أولاً.."

" خطة؟"

سأل سوير مستغربًا فقالت سارة:
" نعم خطة، هل ستخرج هكذا دون معرفة المكان الذي أنت ذاهب إليه؟ دون تفقد أدواتك، أموالك و طعامك الضروري في الرحلة؟ و كم ستستغرق؟"

أخفض سوير رأسه مفكرًا ثم قال بعد هنية:
" إذا لن نذهب اليوم... لقد كنت متسرعًا "

ثم رفع رأسه و أضاف:
" أنت محقة، يجب أن نجمع ما نحتاجه من معلومات، ثم نذهب غدًا "

أومأت سارة و قالت:
" نعم، هكذا أفضل، لتكون مغامرة حقيقية، و أيضاً ...
أنا آسفة لأنني أخبرت أمي..."

أعاد سوير حقيبته للخزانة و قفز على السرير ليخفي وجهه في الوسادة دون الرد على سارة.

مع خيوط الشمس الذهبية كان الصغار قد استيقظوا، اقترب سوير من لينيريا و قال:
" لا تخبري أي شخص بأي شيء، حسناً ؟"

أومأت لينيريا بالموافقة لتذهب و تفتح الخزانة بحثاً عن ملابسها المفضلة،
بينما بحث سوير في خزانته ليخرج خريطة صغيرة و قلمًا أسود،
ثم جلس على الأرض لتجلس سارة قربه و تقول:
" إذًا ، أين سنذهب؟"

أشار سوير للخريطة و قال:
" توجد كثير من الغابات، لكن أكبرها توجد عبر المقاطعة الغربية و الوسطى، إنها الغابة العظمى،
تمتد لمساحة خمسمئة كيلومتر مربع.
لا بد أن تكون وجهتنا المنشودة هناك"

أخذت سارة القلم من سوير و أضافت:
" نحن الآن في المقاطعة الجنوبية، في مدينة آركس.
أسهل الطرق هي نحو الشمال مباشرة،
حيث نذهب إلى العاصمة عبر القطار، قد نصل بعد حوالي خمس ساعات،
ثم نتجه غربًا نحو مدينة ناتاريس لنصل بعد ساعة عبر البحيرة، هناك لن تكون الحراسة مشددة كما العاصمة و يمكننا أن نتسلل للغابة"

أومأ سوير و قال:
" خطة محكمة، في العاصمة يمكننا زيارة خالتي ليسا، بما أن أمي لن تعرف الجهة التي سنذهب لها يمكننا أن نرتاح هناك ليوم، و أن ندّعي بأننا جئنا لكي نمكث معها أسبوعاً بما أننا في عطلة، نرتاح هناك ليوم أو أكثر، ثم نهرب"

إقتربت لينيريا من التوأم و قالت:
" لماذا تبتسمان كالأشرار هكذا؟ "

"لا شيء، هل جهزتِ ملابسك؟
يمكنك حمل ثلاثة فساتين"

دخلت آنا غرفة الصغار ليرفعوا رؤوسهم، اقتربت منهم و قالت:
" ماذا تفعلون؟ "

طوى سوير الورقة و قال:
" كنا نرسم على الورقة"

رفعت سارة القلم لتوميء آنا و تقول:
" ننتظركم للإفطار منذ وقت، هيا أسرعوا"

خرجت آنا ليخفي سوير الخريطة في طيات ثيابه، ثم ينهض من الأرض ليتناول الإفطار.

جلست سارة و لينيريا على المائدة الصباحية تتناولان البان كيك مع الشاي بينما حمل سوير حقيبته الظهرية و ذهب نحو الباب قائلا:
" سأذهب للخارج لمدة، لست جائعًا "

ركض سوير بسرعة قبل أن تتمكن آنا من قول شيء،
و من ثم قاد دراجته بسرعة لمحل الأدوات.
عند وصوله ركن الدراجة في الطرف و دخل المحل الصغير ببطء،
ليحيه البائع قائلاً :
" أهلاً سوير! جئت باكراً اليوم"

"أهلاً داو، صباح الخير"

تلفّت سوير في الأغراض المعلقة على الحائط بتمعّن، ثم سأل الشاب:
" كم سعر ذلك الحبل؟ و تلك الثلاث أغطية الصغيرة؟"

"ثلاثة و أثنتا عشرة، خمسة عشرة قطعة فضية"

بحث سوير في حقيبته و أخرج المال بينما وضّب البائع الأغراض في كيس، ثم ناولها لسوير قائلاً :
" هل أنتم ذاهبون في رحلة؟"

" أمم.. بلى! سنذهب للتخييم مع أصدقائنا قريباً "

ابتسم داو و أضاف:
" رحلة موفقة! كونو حذرين"

تهللت أسارير سوير و شكر البائع ثم خرج ليعرج بدراجته على البقالة،
توقف و أسرع للداخل و هو يحمل قائمة في يده لشراءها، كان ينظر للورقة و لم ينتبه للشخص الواقف أمامه فاصطدم به.

تأوه سوير بألم و رفع رأسه ليرى آدم، ابتسم آدم و حياه:
" صباح الخير! أتيت لشراء البقالة الآن؟ "

"صباح النور، بلى"

أجاب سوير بإختصار ووقف في الصف، فقال آدم:
" سأشتري معجون أسنان فقط، يمكنني أن أحضر لك ما..."

قاطعه سوير:
" لا بأس، أنا كبير كفاية لشراء البقالة بنفسي، شكرًا آدم"

رفع آدم حاجبيه مندهشًا، و أومأ برأسه قائلًا :
" حسنًا ... أنا آسف"

اشترى سوير علبة مربى، كيسا صغيراً من الخبز و من ثم خرج من البقالة بسرعة ليركب دراجته، اقترب منه آدم و خاطبه:
" هل ما زلت غاضباً مني من ليلة الأمس؟"

" لقد قررت أنني لن أتحدث معك مجددًا "
أجاب سوير ثم أضاف:
" لأنك دائمًا ما تعتبرني طفلاً ، أنا لست طفلاً ، أنا شخص راشد مسؤول عن تصرفاته و يمكنه تحمل كل شيء"

صمت آدم مفكرًا ثم قال:
" هل يمكننا الذهاب للبحيرة، لنتحدث؟"

أومأ سوير و قاد دراجته بهدوء ليتبعه آدم، عبر الطريق الخالي المؤدي للبحيرة الصغيرة التي تظهر كل خريف، و تختفي في الصيف.

أوقف سوير الدراجة عند طرف شجرة،
ليذهب و يجلس قرب آدم على الأرض، بحث سوير في الأرض ليحمل حجراً و يلقيه على الماء، ليراقب وثباتهِ قبل أن يختفي تحت سطح المياه.

قال آدم:
" عندما كنت صغيراً ، ربما في مثل عمرك،
كنت أعيش مع أمي، أبي، و إخوتي الستة.

كان أبي مجرد عامل بسيط يعمل في بقالة للعائلة، لم نكن نمتلك قدرًا وفيرًا من المال، كنت أنا أكبر إخوتي، فتركت الدراسة و بدأت بمساعدة أبي في العمل،
ساعدته في البقالة، و صرت ساعده الأيمن من أجل بقية إخوتي، ثم تعلمت قيادة الشاحنات الصغيرة و عربات النقل في الخامسة عشرة لأعمل كسائق بعدها."

تنهد آدم و قال:
" أتعلم؟ نجونا أنا و مونيك فقط، و الفضل يعود من بعد الله لوالدك السيد كارتر، و لوالدتك كذلك،
لذلك أرى فيكم عائلتي"

سمع آدم نشيجًا فالتفت ليرى سوير تملأ وجهه الدموع و المخاط، فضحك و بحث في جيبه ليخرج منديله القماشي و يمسح به وجه سوير قائلًا :
" ذلك ليس بالأمر المأساوي،
كنت أريد إخبارك بأنني أعتبرك كأخي الصغير، لذلك أهتم بك، أكثر من اللازم ربما، لأنك أكبر إخوتك،
والدك ليس معك لذلك يجب عليك تحمل مسؤولية أكبر، أن تفكر بنضج أكثر و أن تكون بجانب والدتك، و أن تساعدها"

أومأ سوير بشدة و عانق آدم ليعانقه كذلك.

عاد سوير للمنزل بتصميم أكبر على المضي قدماً في رحلته، فأسرع لغرفته حيث أخرج الأغراض و خبأها تحت سريره، إقتربت سارة و قالت:
" مربى؟ هذا رائع! أفكر أيضاً بحمل علبة الزبيب معنا، و علبة اللحم المدخن المجفف، إنه لذيذ جداً !"

أومأ سوير لتسأله:
" هل سيكفينا المال؟ معي مئتا قطعة فضية"

بحث سوير في محفظته و قال:
" تبقى لدي مئتان و خمس و ثمانين"

رفعت لينيريا حصالة أموالها التي تشبه شكل الدابة الوردية و قالت:
"لدي تسعون، و قطعة ذهبية واحدة"

فقال سوير:
" أي مئة و تسعون قطعة فضية، هذا جيد، مجموع ما لدينا ستمئة و خمس و سبعون، يمكننا شراء تذكرتين و نصف بمئة و خمس و عشرين، و نحفظ الباقي"

عندما غربت الشمس تناول الصغار طعامهم و من ثم صعدوا لغرفتهم للنوم باكراً ،
أوى الجميع لأسرتهم و من ثم غطوا في نوم عميق.

عند حوالي الثانية صباحاً استيقظ سوير ليبدل ملابسه و يوقظ سارة و لينيريا،
حمل سوير حقيبته الظهرية و لمس قبعته السوداء بفخر،
بينما ارتدت سارة قميصها الأحمر ذو الأكمام القصيرة و البنطال الأسود مع الحزام الأحمر و الحذاء الأحمر، إرتدت لينيريا فستانها الوردي المنفوش المفضل، مع حذاءها الأبيض اللامع و قبعتها الزهرية مع شريط أبيض عليها،
ثم حملت حقيبتها السوداء الصغيرة التي تحمل فيها حلوياتها،

قام سوير بربط الملاءات بمساعدة سارة و من ثم ربطها بطرف السرير،
قالت سارة بحماس:
" ياللمغامرة! هل تذكر مسلسل المنقذون؟
لطالما أردت أن أنزل هكذا مثلهم من النافذة"

" إنهم ينزلون بالحبال و ليس الملاءات، الملاءات في مسلسل الهاربون"
أجاب سوير ثم ساعد سارة لتتجاوز حافة النافذة،
نزلت سارة ببطء لترفع له يدها،
فقام برمي حقيبتها من النافذة لتقوم بإلتقاطها،
ثم رمى حقيبته لتقوم بإلتقاطها.

إنخفض سوير ليقوم بربط طرف الملاءة حول لينيريا و يقول:
" لا تخافي و لا تصرخي، ستنزلين بهدوء و سهولة و ستمسك بك سارة، حسناً ؟"

أومأت لينيريا و أمسكت قبعتها جيداً ليقوم سوير بإخراجها من النافذة، سقطت لينيريا نحو الأرض لتمسك بها سارة و تفكها من الملاءات،
وقفت لينيريا ووضعت قبعتها لينزل سوير ببطء إلى أن نزل للأرض.

خرج الصغار بهدوء عبر السياج، ليقفوا أمام المنزل المظلم لآخر مرة، أمسكت لينيريا بيد سوير و قالت:
" هل سنعود للمنزل مجددًا ؟
أنا خائفة من أن تغضب أمي "

فقال سوير:
" سنعود بالتأكيد، بعد أن نعود بأموال كافية لكي تبعد السيد توماس عنا للأبد"

سار الثلاثة عبر الطرق الخاوية المظلمة نحو محطة القطار السريع.
بعد مسيرة على الأقدام وصل الثلاثة للمدخل، ذهب سوير للآلة الإلكترونية و أدخل المال لتخرج بطاقتان للكبار و بطاقة للصغار،
و من ثم أعطى سارة و لينيريا بطاقتيهما و عبروا جهاز مسح ثم ذهبوا للقطار،
كان كبيراً ، بشكل إنسيابي و لون أزرق، مع رسم لنخلة و شمس في وسطه و عبارة:
" قطار الصحراء السريع"

لم تكن المحطة مزدحمة، دخل الصغار للقطار و بحثوا ليجدو مقاعدهم ثم يجلسوا، إلتصقت سارة بالنافذة بينما لينيريا في الوسط تتناول بعض الحلويات،
كان سوير في الطرف ينظر نحو المقعد المقابل بشرود،
عند حوالي الثالثة بدأ الركاب بالإزدياد، اقتربت فتاة شابة لها شعر بني ووجه بشوش برفقة رجل يفوقها طولا و له شعر أزرق ناعم، كلاهما يرتديان سراويل جينز لكن الشابة لها قميص أخضر و رفيقها له قميص أزرق، جلسا في المقعد المقابل للصغار،
نظرت الشابة عبر النافذة لتفرك يديها معًا و تقول:
" الجو في الداخل باردٌ، ربما عليهم تقليل التكييف"

" بلى، معك حق عزيزتي"
أجاب الشاب بينما وقف ليتفحص مفتاخ التكييف في السقف، فهمست لينيريا لسارة:
" هل هما أخوان؟"

ابتسمت سارة بخبث و أجابت:
" بالطبع لا، أراهن أنهما متزوجان جديدان أو مخطوبان، هل سمعتِ سوير يقول لنا عزيزتي من قبل؟ الإخوة لا يقولون ذلك، بل الأحبة"

أومأت لينيريا بإهتمام لتسأل الشابة بصوت عالٍ:
" أنتما متزوجان، أليس كذلك؟"

التفت التوأم نحوها بصدمة لتلتفت الشابة لرفيقها و تضحك بخفة، ثم تجيب:
" لا لسنا كذلك، أو بالأحرى ليس بعد"

ثم أمالت رأسها بإبتسامة و قالت:
" إننا مخطوبان، منذ خمس سنوات"

ابتسمت لينيريا و قالت:
" عمري خمس سنوات! ذلك وقت طويل"

تنهدت الشابة و أضافت:
" أنت محقة، لكننا كنا ما نزال ندرس وقتها، الآن كل شيء جاهز، فقط بعض الترتيبات و المشتريات "

حدق الشاب نحو الصغار ليقول:
" هل أنتم وحدكم؟ "

فأجابه سوير:
" بلى، سنسافر وحدنا، لزيارة خالتي في العاصمة، أمي مشغولة الآن، كما أننا نعرف الطريق و هي رحلة واحدة لذا لن نتوه"

أومأ الشاب برأسه متفهماً لتقول الشابة:
" تسافرون وحدكم لكل تلك المسافة البعيدة؟! ماذا لو جرى لكم خطب ما؟!
رونالد، لنأخذهم لمنزل خالتهم، حسنا؟!"

أومأ رونالد لتهتف بحماس و تقول:
" سنكون أصدقاء إذًا !
أنا شيرسكا، و هذا رونالد، من مدينة كوارتز، جئنا هنا لدعوة بعض الأقارب لزفافنا، سيكون قريبا !
أنتم من هنا، صحيح؟"

أومأت سارة و أجابت:
" بلى، نحن من آركس، إسمي سارة، هذا أخي سوير و أختي لينيريا"

"أنتما توأم، صحيح؟"

سأل الشاب بينما أخرج علبة سجائره و بدأ في البحث عن القداحة،
أومأت سارة و سوير و قالا:
" بلى، نحن كذلك"

إلتفت سوير لسارة غاضباً و قال:
"لا تقلديني!"

"أنت من قلدني!"

أشعل رونالد سيجارته لتضربه شيرسكا على كتفه و تقول:
" أخبرتك مئة مرة أن هذا يقتلك، علاوة على أنك ستؤذي هؤلاء الصغار "

أومأت لينيريا لتنهض من مقعدها و تقف أمام رونالد، ثم بحثت في حقيبتها و أخرجت قطعة فريز قدمتها له قائلة:
" خذ هذه، إنها ألذ، و لا تقتل،
هل تريدني أن أخبرك عن حكاية النحلة التي كانت تدخّن؟"

إبتسم رونالد ليطفيء السيجارة في طرف المقعد و يدخلها في جيبه، ليحمل لينيريا و يُجلسها على فخذه قائلاً :
" سأحب سماعها بكل تأكيد"

عند تمام الساعة السادسة و النصف استيقظت آنا لتنهض بتكاسل بعد يوم مرهق،
كانت عيناها الغائرتان ووجهها الشاحب أكبر دليل على ذلك،
دلفت للمطبخ بعد أن بدّلت ملابسها لتعد الشاي و الإفطار،
كانت الجدة جالسة في الصالة تقرأ كتابًا ،
وضت آنا أواني الشاي و الأطباق و الأباريق،
ثم جلست قرب والدتها و قالت:
" الصغار باتوا يتصرفون بغرابة، سوير يمضي الوقت كله في الخارج و يتجنبني، و سارة في الغرفة، بينما لينيريا تتجول بين الحديقة و المطبخ، صاروا لا يتحدثون معي كثيراً ، هل هذا بسبب ما سمعوه من حديثي مع توماس؟"

تنهدت آنا بحزن لتضع جورجينا النظارة و الكتاب جانباً لتربت على كتف آنا و تقول:
" هذا أمر محتمل، لم يكن عليك إخفاء الأمر عنهم، ربما يشعرون ببعض الخوف من فقدان المطعم أو فقدانك كذلك، فهم لا يريدون أبا بدلاً عن أبيهم.
عليكِ أن تتحدثي معهم، إنها أزمة و ستزول، ذلك سيبعث فيهم الإطمئنان ."

أومأت آنا بصمت لتنهض و تقول:
" سأذهب لإيقاظهم"

صعدت آنا الدرجات بحماس و هي تفكر في أخذ الصغار لنزهة اليوم بما أنها ليست مشغولة بالعمل،

طرقت الباب بخفة لتقول:
" أيها الكسالى، استيقظوا ! توجد مفاجأة اليوم"

حاولت آنا فتح الباب دون جدوى، دفعته كذلك فكان مغلقاً ،
رفعت آنا حاجبيها بإستغراب لتبحث في جيبها عن سلسلة مفاتيح المنزل،
قامت بإدخال المفتاح و فتح الباب ببطء،
كانت الحجرة هادئة جداً، الأسرة مرتبة و خالية، النافذة مفتوحة و مجموعة من الملاءات مربوطة من طرف فراش سوير قرب النافذة، اقتربت آنا من النافذة ببطء و هي تهز رأسها بعدم تصديق لتنظر نحو الأسفل، حيث يمتد حبل الملاءات للأرض،
تسارعت أنفاس آنا و هي تتخيل ما حدث لصغارها، تم خطفهم، توماس أخذهم، أو قتلهم!

تراجعت آنا للخلف و عيناها مغرورقتان بالدموع لتلاحظ ورقة مثبتة على وسادة سوير بدبوس، ترددت قبل أخذها لتأخذها و تقرأها بسرعة،

كان خط يد سوير:
" صباح الخير أمي و جدتي، أنا آسف من أجل اللوحة، أنا أشعر بالذنب الشديد، لم أكن أقصد أن أسقط لكن سارة و لينيريا أخافتاني فسقطت، لكنه ذنبي وحدي.
أنا كنت أريد أن أكون شخصا مسؤولا، أن أساعد في المنزل و أكون مثل أبي، لكن ربما نضطر لبيع البيت بسببي.
لذلك قررت أن أصلح ما أفسدته، سأذهب للحصول على النقود من أرض الجنيات، سارة و لينيريا أصرتا على الذهاب معي و سأعتني بهما، لقد أعددنا كل شيء للرحلة و سنعود للمنزل سالمين بالنقود، أعدك.

التوقيع: سوير، سارة، لينيريا "

-------☆-----------
عندما كنت صغيرة، فكرت يوما ما بالهرب من المنزل لأن أمي وبختني، لكنني غيرت رأيي لكي لا أصير متشردة في الشارع XD
و قبل أكثر من عشر سنوات كنت بصدد النزول بحبل من شقتنا في الطابق الثاني، لولا أن أمي قد لاحظتني في الوقت المناسب.

ما هي أبرز مغامرات طفولتكم؟

Continuă lectura

O să-ți placă și

201K 18.1K 93
عامان كاملان لم يعشهما غيره! حبيبة رقيقة لا يعرفها احد سواه! قالوا له هلوسات ولكن هل للهلوسة ان تترك في يده مايراه الجميع؟! قصة تدور بين الواقع وال...
128K 6.5K 102
تمر أحداث الرواية عن اساطير مظلمة لامرأة غامضة من كوكب وعالم آخر .. . الملكة الساحرة التي تعود من جديد للحكم على كوكبها المظلم بعد ان كانت منبوذة في...
11.4M 212K 71
" مُكتملة " اول رواية لي كاتبة مبتدئة جدًا اتمنى تعجبكم ونكبر سوا ❤️ ~ كُتبت بواسِطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🌟 ~
317 70 19
(جربت طعم ان تحيا منبوذ منذ الطفوله؟... ذنب ذنبوه عليك انت لا تعلم اي شيء.. لا اب لا ام لا عائله وحيداََ... لكن ساروي لكم قصتي التي اذا سمعها الاجيا...