{ اللورد }

By oOmamao

1.3M 102K 38K

. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزل... More

« 1 »
« 2 »
« 3 »
« 4 »
« 5 »
« 6 »
« 7 »
« 8 »
« 9 »
« 10 »
« 11 »
« 12 »
« 13 »
« 14 »
« 15 »
« 17 »
« 18 »
« 19 »
« 20 »
« 21 »
« 22 »
« 23 »
« 24 »
« 25 »
خاتمة

« 16 »

40.9K 3.5K 1K
By oOmamao


" ألم تحن الساعة الثالثة بعد؟ أريد الذهاب لزيارة اللورد سريعًا "

هكذا كسرت جوزفين الصمت بيننا وهي تتحدث بلهجة حالمة ويدها تسرع في تحريك مروحتها، نظرت الفتيات إليها من أماكنهن في جلسه الحديقة الخارجية بنظرات مستغربة لتسأل ماتيلدا السؤال الذي أراد الجميع معرفة إجابته:
" ألم تذهبي لرؤيته هذا الصباح ؟"
" بلى، ولكنني وعدته بالقدوم مجددًا قد أحب رفقتي لذلك وعدته بالمجيئ مرة أخرى لأبعد عنه ملل البقاء وحيدًا أثناء تعافيه "
" أظن أنني سأذهب معكِ، أريد توطيد علاقتي باللورد أغسطس "

تدخلت ماتيلدا قائلة بنبرة متلاعبة لتقول جوزفين بما بداغيظًا كتمته بترفّع:
" لن يهم كثيرًا فعلاقتي باللورد أفضل، تعلمين أنني قد إلتقيته في الحفل الذي قُدمت فيه للمجتمع قبل ثلاثة أشهر فقام بالرقص معي مرتين! "
" حقًا؟؟ "
" نعم، ومرة أخرى رقصنا سويًا في الحفل السابق لابد أن بيننا شيئًا ما "

توقفت عن تحريك مروحتها وهي تراقب زهرة توليب قريبة منها بنظرتها الحالمة، لتتدخل جورجيا قائلة دون إهتمام فعلي:
" ليس الأمر مهمًا حقًا فأنا أيضاً رقصت مع اللورد في حفلات سابقة ولقد رقص مع ماتيلدا وبضعة فتيات اخريات في حفل الإسبوع الماضي لكن هذا لا يجعلنا المرشحات المثاليات له "
" كلا.. لا تقارني فأنتما لم تحضرا له الزهور وتجلسا معه لنصف ساعة سويًا وحدكما، كما أن .... "

هنا أكملت بهمس وقد بدت سعيدة:
" ...السيد ستيفينز يبدو موافقًا على تقربي من شقيقه فهو من أعطاني الزهور لأذهب إليه "

بدت دهشة على وجوه الفتيات وهن ينظرن لبعضهن فعادت جوزفين بظهرها في كرسيها ونظره راضية على وجهها، أستطيع رؤيتها بطرف عيني تنظر ناحيتي لتعرف ردة فعلي لما قالته لكنني كنتُ لا أزال أقرأ في كتابي بإهتمام.

لم فجأة أصبحت الفتيات يتحدثن عن هذا الموضوع؟

لأن إحدى السيدات تحدثت البارحة وسط تلك المعمعة التي كانت تحدث وقالت: أن اللورد ما كان ليكون وضعه سيئًا هكذا لو لم يكن وحيدًا بدون زوجة تعتني به في مرضه وتعني بمنزله وخدمه، وأن عليه الإختيار من بين الفتيات اللاتي سيأتين إلى حفله فهي فرصة جيدة إجتمعت فيها كثير من فتيات المجمتع النبيل.

يبدو أن كلامها هذا لم يمر مرور الكرام على الفتيات المقيمات أو على الأقل ماتيلدا وجوزفين فهما الوحيدات المهتمتان بشأن اللورد.
جورجيا وجدت هنري، إليزابيث لديها ستيفينز، لورا وضعت عينيها على أخي الغبي ونورا كانت قد صرّحت أنها لا تهتم بالزواج حاليًا.

لذلك بدأت الإثنتان منافسة لجذب إنتباه اللورد إليهم، جعلني ذلك أشعر بخيبه أمل هذا بالتحديد ما كنتُ أتحدث عنه عندما تمت خطبة ماري.

المجتمع الذي يرى الفتاة قد خُلقت من أجل الزواج فأصبحت الفتاة تظن ذلك أيضًا وتفعل كل شيء من أجل تحقيق ذلك.

لكن.. سأعترف أنني ومنذ أن أتيت إلى هنا كنتُ قد نسيت هذه الأفكار ونسيت سبب غضبي من زواج ماري ونسيت أنني أصلًا لم أكن من المدعوات لهكذا شيء.

" إزابيل .. ألن تذهبي أنتِ أيضًا لزيارة اللورد؟"
سألتني إليزابيث بهمس فأخرجتني من أفكاري. وجدتها ولورا قد إقتربتا مني بكرسيهما ونظرة مهتمه على وجههما. أردفت لورا:
" أجل يجب أن تذهبي هذا أفضل من هذه المتحذلقة جوزفين "

إبتسمت لهما لكنني خيبت، لهما قائلة:
" قلت لكم من قبل لا أحبذ زيارة اللورد وهو مريض، وأيضًا ليس وكأنني أريد الدخول في هذه المنافسة، فأنا – كما تعلمين يا إليزابيث – لا أريد الزواج قريبًا"
" لكنني ظننتُ أنك واللورد تملكان شيئًا يجمعكما! "

قالت لورا بخيبه أمل، فقلت:
" لا أنكر أننا نتفق ويرجع ذلك لأنني وإرنست نتشابه كثيرًا ذلك إستطاع اللورد الحديث والإندماج معي أكثر من غيري من الفتيات والتعرف علي لكن هذا لا يعني أنني أو هو كونّا مشاعر عاطفية تجاهه بعضنا "

زادت خيبه أمل لورا بينما نظرت لي إليزابيث متفحصة كأنها تتأكد مما قلته فنظرت إليها بجدية لـاؤكد لها ما قلته.

هذا ما خرجت به بعد أن قضيت أغلب الليلة الماضية أفكر في ماهيه المشاعر المتضاربة التي ملأت رأسي بعد ذلك الصباح وبعد الحادث قبل يومين.

منظر آنّا وبيتر البارحة جعلني أعيد التفكير في كل ما جمعني واللورد وتأكدت أن ما بيننا ليس شيئًا مما يلمح له من هم حولي فمهما أجبرت نفسي على رؤيه اللورد كما تراه بقيه الفتيات أجد نفسي أصد عن ذلك فأنا لدي أحلام لأبنيها بعيدًا عن زوج يحتكرني وبيت يحبسني وأيضًا بعد رؤية مشاعر الحب الحقيقية التي جمعت آنّا وبيتر  تأكدت أنني لم أجرب من قبل ما يدعونه حب. لا يزال أمرًا خياليًا أقرأ عنه في الروايات فقط.
وهذا يعيدنا لنقطة أنني من المؤكد.. لا أحمل مشاعر عاطفية تجاه اللورد ومن المؤكد أنه أيضًا لا يزال يحب الليدي إيميليا. 

ورغم تأكدي من كل ذلك لا تزال كلمات هاري قبل أيام تتردد في رأسي لتجعلني أشك فيما أنا متأكدة منه، أن اللورد حقًا.. مهتم بي.

كل هذه الأفكار ذهبت سريعًا عندما تذكرت ما حصل لعائلة بيتر وذلك القرار الظالم الذي إتخذه اللورد وعدم مجئيه لوداعهم أيضًا.. فتملكني الغضب عليه.

إن ذهبت لرؤيته.. لن أقول له شيئًا لطيفًا بالتأكيد لهذا من الأفضل بقائي بعيدة عنه.

" أنا متشوقه لحفل بعد غد، أشعر أنه سيكون مميزًا"

فجأة أُخرِجتُ من دوامة أفكاري بما قالته جوزفين.
" حفل بعد غدٍ سيقام؟ "
تسألتُ بإستنكار فأنا ظننتُ أنه سيتم تأجيله بعد كل المشاكل التي حصلت يوم البارحة وبعد حادث اللورد أيضًا لتقول جوزفين وهي ترفع حاجبًا:
" ألم تسمعي السيد ستيفينز وهو يعلن ذلك وقت الغداء؟ "

أبعدت نظري عنها متوترة فأنا لم أعد أستمع لما يقوله ستيفينز، نظرتُ إلى إليزابيث لأتأكد فقالت:
" نعم، لقد قال أنه تناقش مع اللورد والذي قال أنه سيكون بخير بما فيه الكفاية ليرحب بالضيوف على الأقل ويمكنه العودة إن شعر بالتعب فالمنزل منزله على أي حال وسيتولى السيد ستيفينز إستقبال الضيوف "

كورت فمي فهذه أول مرة أسمع بكل هذا، ولكم شعرت بغباء هذا القرار.
لم يكن الوضع مناسبًا للإحتفال أبدًا لا أفهم منطق اللورد في ذلك  كما أن المنزل يعاني من نقص في الخدم، فكيف سيقومون بأداء كل المهام التي كان يؤديها بيتر ووالدته وشقيقته بالإضافة للإعتناء بالضيوف المقيمين أيضًا!

زاد غيظي تجاه اللورد ووجدتُ نفسي أقف وأعتذر عن الفتيات وأسير حول المنزل بإتجاه الغرفة المفتوحة في زاوية المنزل الشمالية الغربية.
غرفة التدخين.

كنتُ أعلم أن الرجال برفقة اللورد في الوقت الحالي ورأيت السيد والانس يذهب برفقتهم مما يجعل من هم موجودون هنا الأن هم إرنست وهاري.

ولقد كنتُ محقه، لم يكن إرنست يدخن إلا أن هاري كان على وشك إشعال غليون عندما وقعت عينه علي فقال متذمرًا::
" ليس مجددًا .. أنا لم أبدأ بالتدخين بعد عودي بعدما أنتهي "

أدرت عيني بضجر متجاهلة إياه بينما أخطو عبر الباب الزجاجي المفتوح من الحديقة إلى داخل الغرفة، قال إرنست:
" ماذا الأن؟ "
" إن الحفل سيقام "
" أجل، لقد قال السيد ستيفينز ذلك "

تنهدت وجلست على كرسي منفرد يواجههما، قلت:
" كيف ذلك واللورد مصاب! هل سيقابل الضيوف برباط على رأسه؟"

" هذا ما قلته أيضًا، لكن ستيفينز أصر على ذلك.. قال أن إلغاء الحفل بسبب حادث بسيط كهذا سيضر بسمعه العائلة، وأنه لا يجب للماركيز إبداء ضعفه أمام الناس "

أجاب هاري وهو يخرج نفسًا حارًا لأقول بإستنكار شديد:
" أحياناً أظن أن السيد ستيفينز لا يحب اللورد حقًا "
لم يعلق هاري وهو ينظر إلي فقط، بينما قال إرنست:
" في الحقيقة أفهم ما يريده السيد ستيفينز فالمجتمع لا يرحم الضعيف خاصة أن السير ألكساندر سيكون موجودًا وهو شخص يبحث عن نقطة ضعف في اللورد ليستغلها وفي حال كهذا علينا التفكير بمنطقية لا بمشاعرنا "

نظر كلانا إليه بملامح مستنكرة، لأقول لـهاري:
" وتقول أنني أشبهه؟ "
" أنتِ تشبهينه أخت إرنست وإليزابيث، لكنه ذو عقل أكبر من سنه فقط ويفكر بمنطقية "
" شكرًا لك "

تجاهلناه بينما بدا أن هاري تذكر أمرًا فقال وهو ينظر لي:
" بالمناسبة، أنتِ الوحيدة في هذا المنزل التي لم تذهب لزيارة أغسطس بعد، لماذا لم تذهبي؟ "
جفلت للحظة وقد عاد هذا الموضوع مرة أخرى، لاحظت إرنست الذي بدا مهتمًا بما سأنطقه كإجابة، قلت:
" لأنني لا أريد إزعاجه وهو متعب "

" صدقيني.. ستكونين أفضل من تلك القصيرة التي زارته صباحًا.. أوه يا إلهي لقد كنتُ برفقته لبعض الوقت عندما كانت موجودة وكدت أن أمزق شعري من حديثها وتدللها لتفت إنتباهه، فما بالك بأغسطس الذي قضى نصف ساعة وهو معها !.. لقد كاد يبكي لأنني تركته وحيدًا!! "

فغرت فمي وأنا أسمع ما يقوله عن جوزفين وكدت أن أضحك لو لم يكن ذلك غير لائق ليسأل إرنست بإهتمام:
" من هي هذه؟"
" جوزفين هاورد "
اجبته فهز رأسه كأنه تعرّف عليها، لأردف قائله لهاري:
" عليك تحذيره إذًا.. فهي تنوي زيارته مجددًا بعد ساعة "
" إنه رجل ميت "

" بالمناسبة، ألم يكن من البداية سبب دعوة كل هؤلاء الأنسات من أجل إختيار زوجة للـورد؟ "
من سأل كان إرنست وجعل سؤاله هاري ينظر إليه لوهله بنظرة لم أفهمها ثم سأل قائلًا بإهتمام:
" كيف عرفت؟ "
" والدتي إستنتجت ذلك "
" ولقد قالت السيدة باكنتوم نفس الشيء "

أردفت فقال هاري:
" واو .. كما هو متوقع من سيدات المجتمع الراقي، حسنًا.. لقد كانت هذه خطة والكر في الحقيقة، لقد أجبر أغسطس على قبولها إذ أخبره أنه يحتاج إلى زوجة لتكون معه في حياته، ويحتاج إلى وريث أيضًا.. بالطبع كونه الرجل الذي هو عليه لم يحب أغسطس الفكرة ولم يرد خيانه ذكرى إيميليا لكن والكر .. هو والكر وقد فعل ما يريد "

" وإذًا.. ماذا تظن أن اللورد يفكر في هذا الموضوع؟"
مرة أخرى سأل إرنست. فأجابه:
" وهل تظنه يتذكر أصلًا؟ لابد أنه نسي في الثانية الأولى بعد وفاة والكر لكن هذا لا يمنع أنه.. أنني أظن أنه بدأ يظهر إهتمامًا بأنثى ممن يتواجدن في هذا المنزل "

أخيرًا قال وهو ينظر ناحيتي بطرف عينيه،وقد فعل إرنست المثل أيضًا.
أدرت عيني وقد أدركت أن إرنست وهاري كانا يريدان الوصول لهذه النقطة منذ البداية.
" هاري .. لم لا تهتم بشؤونك فقط "
بحرقه قال:
" وهل تظنين أنني نسيت أمر إليزابيث؟ لكنها لا تعطيني أي فرصة لأتحدث معها. بل تبدل الطريق فورًا إن رأتني قادمًا. يا إلهي هي عنيدة مثلكِ تمامًا أول مرة أتأكد أنكما شقيقتان "

مرة أخرى أدرت عيني بينما ضحك إرنست، تتحدث هاري مجدداً وهو يسكت إرنست من ضحكه بضربة من يده:
" المهم .. أخت إرنست وإليزابيث .. عليك زيارة أغسطس إنه يحتاج لبعض الرفقة الممتعة غير هؤلاء العجائز وأخيكي الممل هذا "
عبس إرنست بينما أجبت بعدم إهتمام وأنا أنظر بعيداً:
" لا أظن أن حديثنا سيكون ممتعًا إن ذهبتُ لرؤيته فأنا لا أزال غاضبة لما حصل مع بيتر وعائلته "

لثوانٍ لم يعلق هاري وهو ينظر ناحيتي بفم مفتوح قبل أن يردد مجددًا:
" كلا.. سيكون حديثكما ممتعًا وعليكِ الذهاب لرؤيته"
إستغربت للحظة لكن وقبل أن أسأل قاطعنا دخول خادم وهو يقول:
" سيدي إرنست والأنسة إزابيل إن الكونت غرين يريد حضوركما إلى غرفته حالًا "

تبادلت وإرنست النظرات الجزعة.
" ما الذي فعلتِه الآن؟  "
" أنا لم أفعل شيئًا!! "
" إذاً لماذا يريدنا والدي؟ "
" وما ادراني! لنذهب قبل أن نتأخر ويغضب "

نهضنا سريعًا بدون أن نلقي كلمة لهاري الذي لم يمانع وهو يعاود اخذ غليونه ليشعله.

في الصالة المرفقة بغرفة والدي جلستُ وإرنست ومعنا إليزابيث أيضًا في مقعد كبير مقاصد للمقعدين الذين شغلهما والدي ووالدتي ونظره مهمومة على وجهيهما.

تبادل ثلاثتنا النظرات بحيره ثم حولنا نظرنا إلى تلك الرسالة على الطاولة بيننا. والتي لابد هي سبب الهم على وجهيهما.

أخيرًا قالت والدتي:
" لقد.. لقد وصلتنا رسالة من إلمر "

مع ذكر إسم شقيقنا الأكبر جفل ثلاثتنا فأخر عهدنا به أنه قد إعتذر عن المجيئ إلى هذه الرحلة لأمر جعله يتأخر في سكوتلندا والأن رسالة تصل منه لتتسبب بهذا المنظر أمامنا!. تمنينا أن لا يكون قد أصيب بمكروه.

" و ماذا تقول الرسالة يا أمي؟ هل إلمر بخير؟ "
سأل إرنست، فأجابت:
" آه .. نعم نعم هو بخير لم يصب بأذى "
تنفسنا الصعداء فقالت إليزابيث:
" إذاً ما الأمر؟ لم تبدوان وكأن شبحًا مر بكما؟"

أخرجت والدتي نفسًا حارًا ثم أجابت:
" لقد أخبرنا إلمر في رسالته أن سبب تأخره أنه قد حصل حادث إصطدمت فيه سيارته بفتاة كانت تسير في الشارع فإضطر للبقاء وتحمل مسؤولية علاج الفتاة "
" وإذا؟ "
حثها إرنست لتكمل.

" وقال أنه بمرور الوقت.. بدأ يشعر... يشعر بمشاعر تجاه هذه الفتاة وأنه عندما يعود للمنزل يريد جلبها معه ليعرفها علينا و.. يتزوجها "

بالتأكيد أدهشنا الخبر لكنه ليس لدرجة أن نجلس مهمومين نراقب الفراغ كما فعلا، فسألتُ حذرة:
" وما السيء في الأمر؟ ألم تكوني من يصر أن يتزوج إلمر مبكروً والأن ها هو يريد الزواج أخيرًا "
من أجابني كان والدي الذي عدل من جلسته وقال بصوته الوقور:
" بالتأكيد خبر كهذا سيسعدنا فنحن نريد من وريث العائلة أن يستقر ويصبح رجلًا مسؤولًا لكن ما يثير شكنا أمر ما... انه وفي هذه الرسالة لم يذكر شيئًا عن إسم هذه الفتاة أو عائلتها أو ماذا يعملون "

بإستغراب سأل إرنست:
" ما الذي تعنيه والدي؟"
" أعني أنه ربما هو يعلم أننا لن نوافق على هذه الفتاة فقام بإخفاء معلومات عنها حتى يضعنا أمام الأمر الواقع حينما يأتيان "

كان كلامه منطقيًا لكن في نفس الوقت لم يكن هذا شيء يفعله إلمر، يمكن أن أتخيل إرنست يفعله لكن إلمر كان إبن والدي ويشبهه في كل شيء حتى الأفكار العتيقة.

قال والدي:
" لهذا جلبتكم إلى هنا، إقرأوا هذه الرسالة ربما تفهمون شيئًا لم نعرفه نحن فأنتم إخوته على أي حال"

مع قوله هذا قمتُ بسرعة بأخذ الرسالة بفضول لاعرف ما كتبه إلمر إنحنى إرنست الذي كان يجلس على يميني وإليزابيث يساري إنحنيا ليقرأ معي ما كتبه إلمر.

كانت الرسالة مقتضبة ومختصرة كُتب فيها:

[  إلى والدايّ العزيزان:

أكتب إليكما وأنا لا أزال في سكوتلندا وأنا أعلم أنكم في المنزل الصيفي الخاص باللورد بلاك وود وأرجو أن لا تزعجكم رسالتي في إجازتكم.

أريد إخطاركم أنني بخير وأن عودتي من سكوتلندا قد تتأخر إسبوعًا أو أكثر بعد رجوعكم إلى المنزل وهذه المرة لأن عملًا طارئًا قابلني مع أحد المسؤولين لكنني أستطيع تولي الأمور فلا تقلق والدي.

أيضًا أريد إخطاركم عن سبب تأخري عن العودة في المرة الأولى، وأعتذر عن عدم البوح به وقتها وهو أنني قد تسببت بحادث لأنسة كانت تعبر الشارع بسيارتي وقد أصيبت بجروح ألزمتها الفراش لوقتٍ، جعلني إحساسي بالذنب أبقى وأتكفل بكل تكاليف علاجها ومساعدتها.

ورغم خجلي من قول هذا لكنني وفي هذه الفترة تعرّفت على هذه الفتاة أكثر وشعرت معها بما لم أشعر به مع أي فتاة في لندن أو مانشيستر، ودون أن أدرك وجدتُ نفسي انجذب لها وأتمنى أن تصير زوجة لي.

لهذا أخطركم أنني قد قررت جلبها معي لتقابلوها وأرجو.. أن تباركوا زواجنا.

إبنكم المحب.

إلمر غرين ]

مع نهايتنا من قراءة الرسالة أبدينا نظرة متفهمة لما قاله والدي، أيده إرنست قائلًا:
" بالتأكيد هذا ما يفهم من ما كتبه وهو أمر غير متوقع أبدًا منه "
" هذا ما تظنه أيضًل؟ أوه يا إلهي ما الذي يريد هذا الفتى أن يدخل عائلتنا فيه! "

قالها والدي بتعب وهو يتنهد، لتمسد والدتي يدها على كتفه وتقول:
" إهدأ عزيزي ربما فهمنا خطًأ ربما هي فتاة من أسرة جيدة "
كانت تتأمل لكني قطعت حديثها وانا أرفع بصري عن الرسالة قائلة:
" في الحقيقة لا أظن ذلك بل وأشعر أنها ليست مجرد فتاة من أسرة عادية متوسطة بل ربما هي من الطبقة الفقيرة "

كلامي جعل جميعهم ينظرون إلي بإستنكار، سألت والدتي:
" لم تظنين ذلك؟ "
" لأنه كتب هنا أنه تكفل بعلاجها ومساعدتها فإن كانت من أسرة متوسطة لن يسمح كبرياء أهلها بجعل نبيل يتكفل بعلاج إبنتهم فهم قادرون على ذلك، لكن إن كانت أفقر من ذلك.. فيتوجب على إلمر حينها المساعدة "

تبادل والداي النظرات بجزع بينما همهم إرنست أن هذا يمكن الحصول بالفعل، ورأيت إليزابيث وهي تغطي فهمها بيدها غير مصدقة لما إقترفته يد أخينا الكبير.

" مستحيل.. مستحيل أن يكون هذا صحيحًا.. عزيزي ماذا سنفعل إن جلب معه فتاة من الطبقة الفقيرة!؟ كيف سيكون مظهرنا امام الناس إن تزوج وريث عائلة غرين النبيلة بفتاة من الطبقة الفقيرة! "
" وهل تظنين أنني سأسمح له بذلك؟ بالتأكيد لا "
" أوه يا أيها الرب الكريم، لماذا يحدث هذا بعد كل تلك المشاكل مع أولئك الخدم هل حان دورنا لشيء مثل هذا؟! "

أردت التدخل فورًا فقد غاظتني ردة فعلهم العنصرية هذه إلا أن إرنست أسكتني وهو يهمس في أذني:
" إزابيلا.. إياك وقول أي شيء إضافي "

نظرت إليه معترضه لكنه هز رسه بأن لا.
رغم سُخطي إلا أنني أذعنت، أخذ والدي يقول ليبدد ما قلته انه ليس دائمًا تصيب إستنتاجاتي وأنه لابد أنني مخطئة هذه المرة. أدرت عيني بغيظ وإرنست يضحك قربي.

إفترقت عنهم بعد أن قضينا وقتًا إضافيًا مع والدينا فنحن لم نقضي وقتًل عائليًل منذ زمن وعرفت حينها أن أوليفيا قد أرسلت رسالة تشتكي فيها من كل المصائب الذي قام بها التوأم وإبنتاها في الأسابيع الماضية.. للحظة حمدتُ الله أنني لم أكن متواجدة هناك.

لم أعد مع إليزابيث إلى حيث توجد الفتيات إذا إتخذت طريقي إلى الجناح الغربي حيث المكتبة فأنا قد أنهيت مخزوني من الكتب وأريد كتابًا جديدًا، ورغم عدم ذهابي في الأيام الماضية وذلك لأن المكتبة تقع قرب جناح اللورد أغسطس إلا أنني مجبرة اليوم أن أذهب بنفسي فلقد أعطيت آنّا اليوم إجازة لترتاح بعد كل المجهود النفسي الذي تعرضت له البارحة وليس لدي شخص أخر لأجعله يحضر كتابًا لي.

إرنست؟ لقد طلبت منه بالفعل، لكنه ضربني بإصبعه السبابه على جبهتي وقال:
" إذهبي بنفسك "

لهذا الأن أنا أسير بهدوء متجنبه إحداث أي ضجة قد تُسمع من كان في جناح اللورد.

لا أظنه سيسمعني على أي حال فيفترض بـجوزفين أن تكون موجودة معه الأن وماتيلدا أيضًا يمكن أن تكون معهما.. هذا يعني أنني في أمان لبعض الوقت.

أو هذا ما ظننته..

______________

حقائق فيكتورية:
تقاليد الزواج:
(3) الزواج
الزواج هو المرحلة الأخيرة، ويربط
الزواج بين الزوجين للأبد ويجب

أن يكونا من نفس الطبقة الإجتماعية.
بعد الزواج تلعب المرأة دور الزوجة
المطيعة والأم.▫

*معلومة إضافية*

The Commonwealth of Nations
هل تعلم ماهي كومونولث الأمم؟

كومونولث الأمم المعروف عادة باسم الكومونولث، هو منظمة حكومية دولية تضم 53 دولة عضو معظمها أراضي سابقة للإمبراطورية البريطانية. (مستعمرات).

يعود تاريخ الكومونولث إلى النصف الأول من القرن العشرين مع إنهاء استعمار الإمبراطورية البريطانية.

رمز هذه الجمعية الحرة هي الملكة إليزابيث الثانية التي تترأس الكومنولث. الملكة هي رئيسة دولة من 16 دولة عضو، تعرف باسم عوالم الكومنولث، في حين أن 32 عضوًا آخرين هم جمهوريات وخمسة آخرون لديهم ملوك مختلفين.

مرحبًا :)
وإذاً:

-جوزفين وماتيلدا.. وحرب لفت نظر اللورد!؟

-لماذا للمرة الثانية سمح اللورد لستيفينز بفعل ما يريد وإقامة الحفل؟

-ما قصة إلمر غرين برأيكم؟

-وأخيراً.. لقاء في المكتبة 🙊.

أراكم في الإسبوع القادم 😘

⭐& 💬

[ اللهم إنا نسألك الجنة ❤ ]

Continue Reading

You'll Also Like

5.6K 351 5
ﺃنَا ﺍلوَجع ﺍلذِي لَا يبكِي ﻭَ لَا يشكِي ﻭَ لا يرجُو مِن ﺍلله شِفَاء ! ﺃﻧَﺎ ﺍﻟﺠَﺤِﻴﻢ ﺍﻟﺬِﻱ احتَضن نَار جَهنم دُون رِداء ! انا الشيطان الذي رجموه وشت...
1.5K 157 53
منظمة هدفها مساعدة الناس وتوفير الأمن لهم وتوحيد السلالات ال١٣ بطل القصة هو فتى في سن ال٢٢ يدعى اورجانو وهو عضو جديد في المنظمة تصحابه أحداث كثيرة في...
287K 10K 50
بنت يتيمة الاب وتعيش مع امها واختها لي بعمر15سنه وعندها عمام ثنين الجبير حنون ورباها هيه واختها والثاني رجل لٱ يعرف الرحمه مو زين سكرجي اغلب اوقاته ب...