لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ

By niveous_moon

69.6K 4.9K 5.9K

L'ABRAZO ; THE OPEN EMBRACE. First Book {Anniversary ; 22 July 2016} Characters ; BYUN BAEKHYUN KIM TAEYEO... More

The Start.
Author note.
1. يومٌ أسودُ
2. زهرةُ بنفسجَ ذابلةْ
3. سمٌّ و تِرياقٌ
4. فراشةٌ سوداء
5. جرعةُ حبّ و سعادةٍ
6. سَأَبْقَى
7. دُوبَامِينْ
8. كِذبةُ نيسانْ.
9. فهد وردي
10. التنورة القصيرة
11. المُعجَبُ السريّ
12. مَامَا
14. عَاصِفةٌ قَلبِيّةٌ
15. هدوءٌ وَ تنهّد
16. بين المشفى و المقبرة
17. الفراشة تانغو
18. Qué Serà ;Serà
19. التوأم الحنون
20. أسفل تعويذتها
21. شقائق النعمان
22. بين ذراعيها
23. قلادة ضائعةُ و سرّ العائلة
24. Atràs -Backward-
25. إنتحارُ دموعٍ
26. ما بعدَ العاصفة

13. بِلْ بِيزْ

969 112 175
By niveous_moon

- Gift 🎁 -

Catch it 🍪🍬🍭🍬🍪

_

#Byun Baek Hyun.

اِنتظارُ وقوعِ شيء سيؤخرُ موعدَ حلولِه، و إن بشكلٍ تَهَيّئيّ. أخالني أعيش نفس اللحظة لعدةِ أعمارٍ، لا عمري الوحيد هذا.

أتساءلُ لوْ كانت ساعة يدي ستتذمرُ إن نطقتْ يومًا بسبب تلقيها لكثير من التحديقِ من قِبلي.

وقفتُ أسفلَ الدرجِ الرئيسيّ، أحاول تبديد قلة صبري بلقياها، عابثًا وَ ظلي الخافت التشكل على سطح الأرض، بسببِ طبقة الغيوم الخفيفة المتراكمة بالسماءِ. كان عليّ مشاهدة جميع من تبقى بالثانوية يغادر، لتظهرَ هِيَ.

أخيرًا.

- اِنتظرتَ كثيرًا؟ آسفة.

حلتها اليوم رسميةٌ، خليط بينَ أسود كحليّ و أبيض حليبيّ، نزلت الدرجات بحذرٍ و وافتني سائلةً و متأسفة. لحظتها نسيت أنني صرت شيخًا ثم عدت لشبابي منتظرًا إياها.

صوت بداخلي استنكر ؛ بيك أنت دراميّ.

أوه، أجل..
أنا كذلكَ.

- أنا هنا منذ ثوان..

وَ بعض الوقت الإضافي لا لزومَ لذكرهِ.

- هل نستقل السيارة؟

دنتْ رافعةً عينيها للسماءِ تأخذ نظرةً لمزاجية نيسيان، أعادت وضع حزام حقيبتها فوق كتفها بعد أن أوشك على السقوط، ثم التقطت عينيّ مرةً أخرى، منتظرةً إجابتي، فابتسمت نافيا برأسي:

- المقهى قريب من هنا، يمكننا الذهاب إليه مشيا على الأقدام.

و قبلَ أن آخذ الخطوةَ الأولى الآنسة كيم تقدمتْ تسبقني و تتحدث بشأن شيء، آمل أنه لم يكن إثارةً لنقاش، لأنني لوهلة تم اختطافي من طرف أفكاري الخاصة.

بقربي سارتْ، و عندَ البوابة الرئيسية كاد ذراعانَا أن يتلامسَا.

هل عليّ التحدث بشأن فارق الطولِ بيننا؟

هيَ تبلغُ حدّ كتفي، أو تتجاوزه بسنتيمترين، و مشاعري الرجولية لن تستطيع أن تسمو لعلوٍ أكبر فخرًا من الذي هي عليه الآنَ. بل إنها تشارك قلبي الفخر هذا، فتقرع له طبلًا و هو يرقص.

الغريب أن أيسر صدري يرقص و الأيمن يتخامل، أو أنه يحث رفيقه المقابل على التحلي بالسكون قبل الغرق بالجنون.

بيون بيك، رجاءً..
يَا سَامْ..
CALME TOI !!

-هدئ من روعكَ-

لكن!
بطولها هذا، لا يسع خيالي سِوَى التفكير بمدى مثالية الحضن الذي أستطيع تقديمه لها.


- أ ذاكَ هو؟ كافيه نيرو؟

تفوهتْ فجأةً لتعيدني إلى الواقع. لا أعلمُ إن كانَ صوتها قد انتشلني من القاعِ أو أسقطني من الأعلى، المهمُ أنه أيقظني لأحطَّ على الأرض وَ أومئ بأنهُ المقهى الذي أقصدُ.

هو مقهى إيطاليّ يحاكي بلاد بِلْ بِيزْ ( Bel Paese )، ستخالُ نفسكَ إذا ولجته في مدينة البندقية العائمة، فالأرضية ليست بعادية بل مبتكرة، زجاجية يسري الماء تحتها، و على الأرجح ذكية إذ يصدر وقع الخطوة صوتًا كذاك الذي يصدر إذا مشينا فوق ماءٍ.

الآنسة انتبهت سريعًا و أبدت إعجابها قائلةً:

- هل نستطيع الحصول على مشروب بينما نسيرُ فوق هذه الأرضية؟

اعتقدتها زارته سابقا لكنها لم تفعل.
خطت ببطئ تصغي لصوت تحركها قبل أن آخذها لمكان أقرب من الواجهة الزجاجية العملاقة كي نجلسَ.

- أريد فعل شيء أفضلَ منَ المشي فوقها، رفقتك آنسة كيمْ.

أصاب حديثي اهتمامها، فحدقت بي عندما قدمت قائمة المشروبات لها.

- قصدتُ الرقصَ، اسمعي صوت الأكورديونْ.

الخلفية الموسيقية كانت كلمسة سحر كمالية، و ذهني لا ينفكّ يريني صورتي و الآنسة نقدم رقصة تانغو استعراضية مقابلًا للزبائن هنا.

- هلْ تجيد الاسترجالَ.

- ذلكَ ما خلقتُ لأجله، إن كان ليس الذي خُلِقَ لأجلي.

افترّت بخفوتٍ عن ثغرٍ حسن اصطفافِ الأسنانِ و أنا بشّ وجهي تلقائيًا.

- كيري غانز تقول بأنّ الإسترخاءُ لا يكونُ كما يعتقدُ الناسُ بارتشاف فنجانِ قهوةٍ، بل باجتراعِ قليل من الشاي.

وضعتُ القائمةَ لأسمعها تستفسرُ:

- من كيري غانز؟

- شخصٌ خبير بالتغذية، على ما أعتقد..

لست الذي يعلم عن اسمها سوى كونه مطبوع على كتاب نملكه بمكتبة مَامَا.

أردفت خلف ذلك سريعًا:

- شايُ الياسمين سيكونُ مثاليّاً لتحصلي على الإسترخاء آنستي.

- حسنًا أنت واسع الإطلاع على الأمور بالعالم، كنتُ لأطلبَ فيينا كوفي بالإسبريو و الكريمة المخفوقة، لكن أعتقدُني سآخذُ برأيكَ، بما أنك من تدعوني على هذا.

ابتسمتْ بوداعةٍ ليعود فخري إلى التعالي.
إنه ليوم سعد لرجولتَي..

ليس و كأنني في باقي الأيام أنثويًا!
كلا!

حقا كلَّا..

أنا فقط أدّخِرَ ما لا داعي لإبدائهِ من رجولتي في كل مكان لأخرجها حين الحاجة مثخنةً بذلكَ..ال.. كيف يدعى؟

صحيح، مثخنةً بالتيستوستيرونْ.

رفعتُ كفي أطلب كوبيْن من شاي الياسمين مع تحلية خفيفة السعرات الحرارية. لي علم بذلك كوني أمتلك أختًا شديدة الحرص على عدم الحصول على دهون زائدةٍ بحجة أن جسدها لا يتسع لها.

كسبُ الوزن هو آخر شيء قد تفكّرُ فيهِ فتاة، و الآنسة كيم ليست باستثناءٍ.

وضعتْ قُطيرات معقم كحوليّ بكفها، ثم قربت القنينة مني تضع القليل بكفي أنا الثاني، فحاولت الانشغال بفرك يديّ للتقليل من حملقتي بها، قد أخيفها و أدفعها بعيدًا و لا نية لي لفعل ذلكَ.

حضرَ النادلُ يُوزّع لنا قُبَيْلَ طلباتنَا حشوًا للصمت بيننَا، ثم يضيفَ بلكنة إيطالية، معوجة بعض الشيء بالنسبة لنطق كوريّ:

- بيوون آبيتيتو ..BUON APPETITO ..
*شهية طيبة*

فقط حصلت للتو على مفتاحِ صُولْ لأبتدِأ صُولْفَاجي و إيَّاها. بأصابعي داعبت يدَ كأس الشاي الأنيق أقربه منها و هو يحاذيها بالفعل، لكن علي استخدام مهاراتي بأي ثمن!

نحن لا ندرك ما قد يحصل لاحقًا، على اللاعب أن يظهر كل أوراقه، بتحفظٍ بطبيعة الحال.

- Tenere il tè mia bella signorina .
* تفضلي شايكِ آنستي الجميلة*

-Gratzie, bel giovane.
* شكراً أيهاَ الشابُّ الوسيمُ.*

تركت كفي يمسح على جانب وجهي ثم يرتب خصلات شعري، و داخلي يموجُ و يضطرب بسبب نعتها لي بالوسيم.

نحن لا نأخذ دروسًا في الإيطالية، فلا حاجة فعلية لتعلمها إذ لن نحتاجها سوى إن سافرنا كسياح أو طالبي عمل أو دراسة فيها. ثم إن أغلب الحديث فيها يشابه الكلمات الفرنسية بشكل كبير، إنها مسألة ذكاء و بداهة و حسب.

ففي أحد الحصص بالمعهد، كنا نؤدّي رقصة تانغو إيطاليّ، و قبل بدايتها على الراقص أن يتقدم ناحيةَ راقصتهِ ممسكاً بوردةٍ حمراء قد أوقعتها هي من شعرها أثناءَ سيرها، يقدمها إليها و يقولُ برومانسيةٍ ليباشر الرقصة:

' mia bella signorina Tenere il fiore'
*تفضلي زهرتكِ آنستي الجميلة*

أنا فقط قمتُ باستبدال كلمةِ الزهرة بكلمة الشاي التي سبق و قرأتها بقائمة المشروبات قبل قليل.

وضعت شفتيها على شفة الكوبِ تبللهما بقطيرات من الشاي الساخن لتبعده و تنبسَ:

- منَ المؤسف أن يخسر التانغو عبقريًا مثلكَ بيونْ، أ لا ترغب بالعودة حقًا؟

- ليسَ بعدَ وفاةِ مَامَ-.. أقصد أمي.

اللحظةَ التي فقط كففت عن الابتسامِ. رفعت كوبي أنفخ بأنفاسي عليه راغبا في تبريدهِ كما التخلص من الزائد الثقيل المتسارع من زفيري.

- و لا نية لي للعودة. لا أعلمُ، لدي شعور سيء حيال ارتياد الصفوف مرةً أخرى.. كأّن..

فجأةً آنستي اندفعت تسد ثغرات حديثي المليء بالخرم و الثقوبِ.

- كأن الجدران هناكَ سَتُعَيّشُكَ ذكريات فقيدك، ستوقد حنينك..

حملت بصري ببطء من على كوبي لأجد -فجأةً- أصابع كفها تشد بقوة على يد الكأس خاصتها، و حملًا ثانيًا لأرى الدموعَ تتكدّسُ بين حدود أجفانها الأربعِ. فرجتُ البعد بين شفتيّ:

هل أخطأتُ عندما سلكتُ هذا المسار لنتحدث؟

لا أعتقد ذلك، لأنها هي من باشرت بالموضوع، و هي من أرادَ أن يخوضه بكامل إرادتها..!

مهلًا أنا حقًا أتيتُ بموضوع الرقص لكنني مكثتُ سطحيًّا.

أَ شدة حساسيتها تجاه التانغو بهذه الحدة؟
أم أنّ الإعياءُ الذي تحدثت عنه منذ أسبوع كان إرهاقًا نفسيًّا و الآن تبتغي التفتح على رضوض روحها العميقة، لي؟

لست أمانع، أنا فقط مستنكرٌ لما يحصل، قبل قليل هي كانت بشوشةً. أ تتظاهر؟

لم أستطع تكهن الإجابة لأسئلتي سوى عندمَا واصلتْ متحدثةً بصوتها المهتزِ، العاري من الثباتِ، تمثّل الصمودَ بالتحديق بعيدًا عني لتخذلها أنفاسها المبتلة أمامي.

آنستِي ليست بخير..
و معرفة ذلكَ سحب مزاجي إلى الدرك السفلي الموجع، تلقائيًا

- أبي كان من علمني أولى خطوات الرقصِ، من نقل شغف التانغو إليَّ، من استلمَ جوائزَ مسابقاتي، كنتُ وَحيدتهُ..

هربت بنظري لأسفل أتجنب رؤية فيض الدموع ذلك ينزل لأنني ببساطةٍ سأبكي بدوري.
دموعي سريعة الاستثارة برؤية دمع شخص ثان.
كما مسألة الافترار.

لكنني بنهاية المطاف كنت أرى تبلل سطح الطاولة بقطرات دموعها، أسرعت أخرج مناديل ورقية من العلبة المحاذية لكفي الأيسر أقدمها لها.

- لذلكَ أتفهمُ عدم رغبتك بالعودة، أشاركك نفس الشيء. قد أتأذى كثيرًا إن تمسكتُ بالتانغو.

قالت ذلك لأنها تعلم مسبقا أن أمي من أجبرتني على الدخول لمعهد الرقص.

لكنها لا تفهم كوني لن أعود سوى بشرط تواجدها هناكَ، هي لا تعي كونها و الشغفِ واحدٌ.

آنستي كيمْ، أنا أنانيٌ..

لازلتُ أشتاق و بشدة للوقوف بحضن مفتوح معكِ، للإمساك بيدكِ، و النظر بقاعِ عينيكِ، لقيادتكِ خلال الرقصةِ و لو لمرة، للثمالة بسبب عطركِ، لكل شيء جميلٍ تفعلينه أحسّ به و أنا بمحاذاتكِ..

أ لا يمكنها فعلا العودة؟

- سألتِني أن أخبرك عن أمي؟

كانت تضعُ المنديل بركن عينيها لكي لا تذرف المزيد من الدموع بعد أن احمرّ البياضُ الذي تتراكمُ بهْ هذه الأخيرة، ابتسمتْ بصعوبةٍ لتتذكر أنه آخر ما تفوهت به عندما رن الجرسُ.

- كان بإمكانكَ نسيانُ الأمرِ حقّاً.

لكنني لم أفعل..

- أنتِ تشبهينهاَ.

- فيمَ أفعلُ؟

تنهدتُ لمّا استفسرت بتعجبٍ.

- كثير التفاصيل الصغيرة المشتركة بينكما، أنتِ تذكرينني بفقيدتي.

لمحتُ كرة الريق التي ابتلعتها.

- إن كانَ كما نَظريّتكِ، قد أتأذى كثيرًا إن التقيت بكِ.. لكنني لا أفعلُ. لذلكَ التمسك بالتانغو و إن امتلأ بذكرياتي مع أمي، لن يضرني بالقدر الذي تتحدثين عنه.

عيناها المحمرتانِ احتوتاني بالنظرِ، لعل اخر ما قلت كان غير متوقع، و أنا واصلتُ.

- أنا فقط منشغل كفاية لألوذَ بالفرار إلى التانغو: جوهيون مريضة، والدي في سفر شبه دائمٍ، دراستي و أشياء أخرى.. لكن إن خلقت فجوة بجدولي اليوميّ سأهرع إليه و يومها.. آمل أن أجدك قد سبقتني لهناك.

مرّت عربة مصدرة للضجيج سمعناه و نحن بداخل المقهى، ما جعل آخر ما قلتهُ غير مسموعٍ..

- نعم؟

أخذتُ كأسي الذي برد شايُه ثم شربته دفعة واحدة لأصنع وهلةً أفكر فيها بشأن تكرير جملتي من عدمه. في النهايةِ أنا قررت الامتناعَ.

ليس الوقت مناسبًا.
لأبتلع هذا و أهضمه ذهنيا، لأصبرْ..

- و يومهَا؟

رجّتْ محتوى كأسها تُكررُ سؤالها فابتسمتُ ماسحا علامات الحزن من على وجهي، أجيب:

- يومها سأتأكد من انسحاب السيد باولينو!

اقتنصتُ ضحكةً ثانيةً منها. قضمتْ بعضا من قطعة التحلية في حين تضحك:

- أ ليس بالقدر الكافي من الوسامة؟

- آنستي لا تتحدثي هكذا، ماذا سيجعلني كلامك؟ ثم لا أحتاج أن أقر بوسامته، هو فقط لا يجيد الرقصَ كما تفعلينَ. أنتِ هنا من خسرها التانغو، فكري مليا بالعودة.

زفرت بهدوء تنظر لي، تضع ملعقتها و كأس الشاي ثم تعود بحديثنا درجتينِ إلى الخلف:

- معجبة أنا بالتفاني الذي أنتَ عليه يا بيونْ، سأكون شاكرةً لو مُنحتُ ربع قوتكَ لأمضي قدمًا بيومي الشاقّ.

أسعدها حديثي معها..

- و التانغُو.. الأمر مبكر الحديث بشأنه، فلا خطط مستقبلية تخصني تتضمنه. انظر الآن أنا منشغلة بالتدريس، و أعتقده ليس سيئًا.

و هل كانت مهنتها هذه خَيارٌ لا غير؟
لم تستمر بتكرير نفس الجملة و كأنها دخلت لتجرب المهنة و حسب؟

- بيون أنا شاكرةٌ، جدًّا.

بعدها قامت من كرسيها، فعلتُ أنَا و دفعت لقاء الذي طلبناه. لم أرغب بالنبش كثيرًا، ما أسمعتني إياه جد كثير كمحاولة أولية، علي تفهمها.

وقفنا أسفل سقيفة المقهى نحدق بالمطر الذي قرر أن يهطل الآنَ. نظرت الآنسة لساعتها متفقدةً ثم لي:

- أخبرتكَ بأن نأتي بالسيارةِ.

لا أحد منا يحمل مظلةً.

- غطي نفسك بجاكيتي إن كنتِ تخشين التبلل.

- كلا لا أفعلُ. فقط المرآبُ سيكون فارغًا بهكذا وقت.

أ ذلك كان المشكل؟

- لا بأسَ، سأرافقكِ و من ثمّة أعود للمنزل.

حاولت الرفضَ لكننيِ نزعت سترتي بالفعل، و سلمتها إياه لتحمله فوق رأسها..
سترتي الشهيرة، المنقذة..

عددت حتى الثلاثة و انطلقنا نركض، أجل نفعل و إن كانت ترتدي كعبًا. هي تحترف السير، الرقص و العدوَ بهِ على حد علمي، مع ذلك كنت أعدو بشكل قريب منها مسألةَ أن أمسكها إن وقعت.

هذه ضريبةُ تصديق الجو المشمس الكاذب لشهر نيسان.


كل ما كان يحفُّنا هو صوتُ انهمار الأمطار، القليل من وميض البرق و هزيج الرعدِ إلى حين أن قرر صوتُ هاتفي أن يشاركَ بعدَ بدء رنينهِ ، لكنني لم أستطع الإجابة مخافة أن يتبلل بسبب قطرات الماء الثقيلة التي نجحت بتسطيح شعري و السيلان على كامل وجهي نزولاً لرقبتي مبللة الجزء العلويّ من قميصي.

وصلناَ أخيراً إلى مركن السيارات التابع للثانوية وقفنا لالتقاط أنفاسنا و حينها رن الهاتف من جديد. وقفت باعتدال بعد أن أخرجته من جيبي: إنها أختي جو.

أجبت على الفور تاركا الأمطار تبلل جبهتي:

- نعم جوهي ..-

قاطعني صوت بكاءٍ، و أنا توقد قلبي بقلق.

كانت الأستاذة تراقبني بينما تركب سيارة الفولزفاغن الحمراء و تفتح نافذة الباب.

لم يكن ذلك صوت إيرين بل صوت هيمي و هي تشهق و تتكلم بشكل غير مفهوم.

لماذا تكلمني بهاتف أختي؟

هذا يعني أمرا واحدا..

- رجاء هيمي-آه تكلمي بشكل واضح، ماذا حصل لأيرين؟

توسعت عيناي من الصدمة و لم تعد رجلاي على مقدرة من حملي.

أطفأت هاتفي و رميته بجيبي:

- بيون .. ما الذي حدث؟ هل أختك بخير ؟

لا أدري لماذا بقيت متجمدا وكل ما قدرت على فعله هو هز رأسي نفيا.

- هيا اركب بسرعة كي أقلك هناك ! تحرك، ما الذي دهاك؟

و كأنني حملت من بئر عميق، هرولت ناحية الكرسي الذي يجانبها و ركبت بسرعة، ربطت حزامي لتنطلق الأستاذة و ينطلق معها قرع طبول نبض قلبي المضطرب.

قد أصاب بنوبة قلبية الآن، حقا.




_____________
انتهى 💘 ✨
تْشُواه؟ 🙆 🌸

فوت+ كومنتس كثيرة جدا 👀❤



[مرتْ ثلاث سنوات مع آبرازو 🌼❤]



شكرًا لكل شخص منح آبرازو الرعايةَ التي تحتاج لتكبر..
صحيح مررت بكثير من المشاكل معها لكنها لا تزال الرواية التي أرغب بأن ترافقني لسنوات قادمة.
آمل أن أبذل جهدي في العمل عليها و أن لا أسأم و أهملها.

شكراً لكم أوريو'ز 🎡

Continue Reading

You'll Also Like

16.1K 850 16
كل شيء رائع و مثالي في حياة أزميرالدا الهادئة،من إستيقاضها في الصباح حتى قضاء الليل مع اصدقائها في النادي الليلي.تنقلب حياة أزميرالدا بعد مشاهدتها لج...
6.6K 403 8
دو هوا "القارئه" هي فتاه ليس لديها اب ترعرعت بين يدي والدتها ، تحب والدتها كثيره ، يكرهها طلاب و طالبات المدرسه و هي منبوذة تماماً ، فجاءه ترى حولها...
2.2K 422 11
كُرهِي لكَ عزيزي ليسَ إلا وهم في مقصلة الحُب،لكن انهُ أنتَ من أراد هذا...حتى في كُرهي لك هُناك شيء من لعَنةِ الحُب التي أصبتني بِها،لعنَتُكَ أنتَ..."...
77.3K 4.8K 16
الشَّعبُ خاَضِعُ لَهُ ، وَ هُوَ خاَضِعُ لَهاَ جيون جونغكوك | آفروديت APHRODITE . JUNGKOOK . @just_jk09