العِبءْ

By MinJinju

105K 5.5K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 5
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 8
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 15
Ch. 16
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 19
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
Ch. 24
مرحبًا!

Ch. 14

3K 192 92
By MinJinju

"هيونغي~! نامجون هيونغ قد أمسكَ بسلطعونٍ صغير!"

نظرَ سوكجين للأعلى من هاتفهِ، و رأى جيمين يركضُ نحوهُ مع ابتسامةٍ واسعةٍ جعلتْ عينيهِ تختفيان. أقدامهُ تركتْ طريقًا من الخطواتِ على الرملِ الناعم، شعرهُ كان فوضويًا قليلًا بسببِ الرياح، قميصهُ الأصفر قصيرُ الأكمامِ كان رطبًا بعض الشيء، و كان يعلمُ أنّ الأصغرَ سيتمُّ توبيخهُ من قِبل مصمّم الأزياء الخاصّ بهم. ابتسمَ نحو أخيهِ الصغير الوديع حتى توقّف الفتى على مسافةِ بضعِ خطواتٍ أمامه.

"يجبُ عليكَ رؤيته! إنّه لطيييييفٌ جدًا!"

"ارغهه! هل بإمكانك التوقف عن الصراخ!؟"

تفاجأ جيمين عندما صرخ عليه يونغي من كرسيّ الشاطئ بجانبِ سوكجين. صوتُ قهقهةُ الأكبرِ المنخفضة قد اختفى مع أصواتِ الأمواجِ بينما أدارَ رأسهُ إلى جانبه، ليرى يونغي الغاضب الذي قد أفاقَ للتوّ بسببِ إزعاجِ جيمين.

"أعتذر، هيونغ، لكنّ نامجون هيونغ قد التقطَ سلطعونًا للتو! و هو لطييييفٌ جدًا!"

"اللعنة! أنا لا أهتمّ! إنّه سيقومُ بقتلهِ دون قصدٍ على أيّ حال،" قال يونغي بغضب، و هو يتجهّزُ للعودةِ إلى النوم لكنّ جيمين داسَ على قدمِه، لإنّ طريقةَ يونغي بالحديثِ عن نامجون لم تُعجبه.

"يااه!" صرخَ يونغي ثمّ هبّ واقفًا، جاعلًا جيمين يُقهقه. كان على سوكجين أن يسحبَ يونغي إلى الخلفِ، قبلَ أن يقومَ بفعلِ أيّ شيءٍ للفتى الصغير.

حوّل سوكجين انتباههُ إلى جيمين مجددًا، "أينَ هو؟"

"إنّه هناك!" أشارَ جيمين إلى مكانِ وقوفِ نامجون، حيثُ أحاطَ بهِ هوسوك، جونغوك و تايهيونغ اللذين كانوا ينظرونَ إلى كفِّ نامجون.

نظرَ يونغي إلى الفتيةِ الأربعةِ و قال ساخرًا، "يبدو أنّ السلطعونَ لا زالَ حيًا."

"أعتقدُ ذلك، هل ترغبُ برؤيته؟" التفّ سوكجين لينظرَ إلى يونغي، ليلقاهُ رأسُ يونغي الذي اهتزّ بعدمِ موافقة.

"لا لا لا لا. على الإطلاقِ لا. أُريدُ النوم قبل أن يبدأ التصوير" مالَ يونغي للخلفِ على الكرسيّ، مُغلقًا عينيه لكنّ تمّت مقاطعتهُ مجددًا من قِبل جيمين الذي ركلَ ساقهُ بلُطف.

"هيّا بنااااا، هيوووونغ. إنّه لطييييف جدًا! يجبُ عليكَ رؤيته!" هتفَ جيمين على الفتى الذي نظرَ إليهِ بنظراتٍ كالرّصاص.

سوكجين كان قد نهضَ بالفعل، و نظرَ إلى يونغي بحاجبينِ مرفوعين، يسألهُ القدومَ بصمت. تذمّر يونغي، ثمّ وقفَ على قدميهِ مع اوفٍّ عالية جعلتْ سوكجين يضحكُ في داخلهِ بسببِ كيفَ أنّ يونغي رقيقٌ عندما يتعلّق الأمرُ بجيمين. لو كان أحدُ إخوتهِ الآخرين، لكان حاليًا يركضُ لينجو بحياتِه. قادهم الأصغرُ من بين الاثنينِ نحو الأعضاءِ الآخرين اللذين لا يزالون واقفينَ في نفسِ الأماكن.

"هيونغ! انظر!" صرخَ نامجون بحماسة حالما أدركَ أنّ يونغي و سوكجين كانا يمشيانِ باتجاهِه.

توقّفَ سوكجين أمامَ نامجون، و اتّسعتْ عيناهُ باستمتاعٍ عندما رأى سلطعونًا أبيضَ صغير على راحةِ يدِ نامجون. وقفَ يونغي إلى جانبه، و لم يقدِر إلّا أن يرفعَ حاجبيهِ عندما رأى السلطعونَ اللطيف.

"أنا متأثّرٌ أنّك لم تقتلهُ بعد!"

"ياه! أنا لستُ أخرقًا لهذهِ الدرجة!" صاحَ نامجون بإحباطٍ على كلماتِ يونغي، بينما أخذَ الأخيرُ يضحك.

"هل تُريدُ إمساكه، هيونغ؟" سألَ هوسوك الهيونغ خاصته الذي كان يُحدّق بالكائنِ الصغيرِ باهتمام. أومأ سوكجين دون تحريكِ عينيهِ عن الكائن.

أخذَ نامجون إحدى يديّ سوكجين، و جعلَ راحةَ يدهِ للأعلى، قبل أن يرفعَ السلطعونَ الصغير ببطءٍ و يضعهُ على يدِ الهيونغ.

"لطيف!" هتفَ سوكجين، عيناهُ اتسعتا بدهشةٍ عندما رأى الكائنَ الصغيرَ يتحرّك على يده. أخذَ يضحكُ عندما شعرَ بدغدغةٍ على يدهِ بفعلِ الحيوانِ الصغير، لكن قريبًا تحوّلت ضحكاتهُ إلى صراخٍ عالٍ عندما وقعَ السلطعونُ من يديه.

"لا تفقده!" صاحَ نامجون في ذُعر، مُنحنيًا إلى الأسفل للبحثِ عنه، ليتبعهُ الآخرون، حتى يونغي اللذين قاموا بالانحناءِ أيضًا و فتحِ أعينهم على اتساعِها لإيجادِ الكائنِ الصغير، لكنّ الأمرَ كان صعبًا لإنّه كان أبيضًا كما لونِ الرمال.

"وجدتُه!" صرخَ تايهيونغ، ليستقيمَ مع الكائنِ الصغيرِ في يده. تنهّد نامجون في ارتياح، ثمّ اقتربَ من أصدقائهِ لتفقّدِ الحيوان.

"لِنقُم بصنعِ منزلٍ للسلطعون!" صوتُ تايهيونغ المرتفع جعلَ الكائنَ الصغيرَ يركضُ بصدمةٍ و يسقط، لكن قام نامجون بإمساكهِ مباشرةً قبل أن يُلامسَ الرمالَ البيضاء.

"فكرةٌ جيدة!"

"سأنضمّ أيضًا!"

"جوني هيونغ، فقط أمسك السلطعون."

"حسنًا، حسنًا."

عبسَ نامجون عندما منعهُ جونغوك من مساعدتهم ببناءِ بيتِ السلطعون، بينما أخذَ سوكجين و يونغي يضحكانِ على لطافةِ إخوتهم و وداعتهِم.

"يبدو أنّهم لا يثقونَ بك، يا إله التحطيم" أخذَ سوكجين يستفزّهُ، ليتلقّى نظرةٍ غاضبةٍ من قائدِه.

انشغلَ تايهيونغ و جونغوك بحفرِ و بناءِ قلعةٍ رمليّة، بينما أخذَ هوسوك و جيمين يبحثانِ عن بعضِ الأصداف لتزيينِ القلعة. كان الثلاثةُ الباقين واقفينَ على بعدِ بضعِ خطواتٍ فقط عنهم، يُشاهدون، يبتسمون و يضحكونَ بين الحينِ و الآخر على المنظرِ أمامهم.

كان صوتُ الأمواجِ بمثابةِ خلفيةٍ موسيقيةٍ هادئة، كـلحنٍ مُريحٍ يُناسبُ المنظرَ أمامهم. صوتُ الفتيةِ الأربعةِ و هم يتحدثون، يتشاجرون و يضحكون، يُدفّئُ قلوبهم. كان سوكجين مُمتنًا جدًا لهم. هم لا يزالون يستطيعون إيجاد بعض الوقت ضمنَ جدولهم المزدحم للعبِ سويًا و الاستمتاعَ برفقةِ بعضهم، مما يجعلُ الأمرَ سهلًا عليهم جميعًا أن يُكملوا يومهم.

"سأذهبُ لإحضارِ بعض المشروبات لنا،" قال سوكجين لـيونغي و نامجون، ليحصلَ على إيماءةٍ من كليهما. أخذَ نظرةً أخيرةً على الأربعةِ الباقين، قبل أن يبتعدَ لإحضارِ المياه.

أومأ نحو أحدِ الموظفينَ الذي أخبرهُ أنّهم سيبدأونَ التصويرَ بعد خمسةِ عشر دقيقة. تلاعبتْ على شفتيهِ ابتسامةٌ صغيرة و هو يجولُ بعينيهِ حول المكان، مُشاهدًا الموظفينَ و هم يبذلونَ قصارى جهدهم لتجهيزِ مكانِ التصوير. توقّف حالما وصلَ إلى كشكِ الطعام، ثمّ التقطَ أربعةَ زجاجاتِ مياه، و لم ينسَ بالطبعِ أن يأخذَ بعضَ الحلوى خفيةً و يدسّها في جيبِه.

استدارَ و مشى عائدًا إلى مكانِ بقيّة الأعضاء، لكنّه توقف. صوتُ ارتطامِ أربعةِ زجاجاتِ مياهٍ بالأرضِ جذبَ انتباهَ بعضِ الموظفين، ليستديروا نحو مصدرِ الصوت و يجدوا سوكجين الذي وقفَ هناك، بعينينِ متسعتينِ في رُعب، و جسدٍ يرتعشُ بقوّة.

"سوكجين، هل أنتَ-"

"أ-أرجوك.. ا-ابقَ بعيدًا عني، ه-هيونغ."

غير راغبٍ بصُنعِ جلبةٍ، رغمَ أنّه قد فعلَ بالفِعل، ركضَ سوكجين إلى موقفِ السيارات الذي يقعُ قريبًا من هناك، ثمّ اختبئَ خلفَ إحدى السيارات. استندَ إلى الخلفِ على السيارةِ و قبضَ على صدرِه، مُحاولًا التحكّمَ بأنفاسِه.

كان يُحاولُ تهدئةَ نفسِه، مُخبرًا نفسهُ أنّه كان فقط العطرَ ذاته. الموظفُ الذي سألهُ إن كان بخيرٍ سابقًا مشى بمحاذاتهِ باتجاهِ كشكِ الطعام قبل ذلك، و كان يضعُ العطرَ ذاتهُ مثل دونغ هوان. الرائحةُ نبّهتهُ، مُوقظةً الوحشَ المسمّى بالقلقِ في داخله، مُكرّرًا ذلك المشهدَ الفظيعَ من ذلك الحادث داخلَ عقله.

مُحاولًا تذكّر كلامَ طبيبِه، قام دونَ وعيٍ بشدِّ شعرهِ بينما يُخبرُ نفسهُ أنّه كان العطرَ ذاتهُ فقط، و أنّ دونغ هوان لم يكن حقًا هناك، إنّه بالفعلِ في السجن. استمرّ بإخبارِ نفسهِ أنّ كلّ شيءٍ على ما يُرام، لا شيء و لا أحد كان يُريد إيذاءه. كان يُحاول بكلّ جهدهِ إسكاتَ جميعِ الأصواتِ داخل رأسه. كان يُحاول بكلّ جهدهِ أن يُوقفَ المشاهدَ المُريعةَ التي أخذتْ تدورُ في عقله، لدرجةِ أنّه أصبحَ قادرًا على سماعِ كلّ كلمة و رؤيةِ كلّ شيءٍ كأنّه ماثلٌ أمامَ عينيهِ.

كان يُحاولُ بأقصى ما يُمكنه، لكنّه فشل. نسماتُ الهواءِ من الشاطئِ المُشمِس ضربتهُ بقوّة. لقد ذكّرتهُ بالنسماتِ الباردِة من مُكيّف الهواء التي كانت تصفعُ جسدهُ عندما قام دونغ هوان بسرقةِ ملابسهِ بقسوة. لا شيءَ كان يُساعده، حتى جاكيتُه الرماديّ لم يقدِر أن يمنعَ الرياحَ القاسية من الشاطئ، ليقعَ على الأرض، مُحتضنًا ركبتيهِ بقوّة، و هو يعضّ شفتيه ليمنعَ بكاءهُ أن يُسمَع.

انسابتْ الدموعُ أسفلَ وجنتيه كأنّها شلّال، و بينما كان لا يزال يُحاولُ تهدئةَ نفسه، قام عقلهُ الملوّثُ بتذكيرهِ أنّه بغضونِ بضعِ دقائق سيتمّ نشرُ الفيديو و البيان. أخذَ الذعرُ يركضُ في أوردتِه أسرعَ من ذي قبل، مُؤلِمًا رأسهُ و مُضيّقًا صدره. كان باستطاعتهِ سماعُ اندفاعِ دمِه، و السرعةُ غير الطبيعيةِ لنبضاتِ قلبه جعلتْ جسدهُ يرتجف، و كان يعلم ما الذي على وشكِ الحدوث.

"أ-أرجوك... ل-ليس الآن...." همسَ بخوف، مُتوسّلًا لنفسهِ أن لا يُصابَ بنوبةِ ذعرٍ في منتصفِ عمله.

من بعيد، يُمكنهُ سماعُ أصواتِ أصدقائهِ يُنادونَ اسمه. حاولَ إجابتهم، لكنّه اختنقَ ببكاءِه، و سعلَ بقوّة، مُرسلًا رئتيهِ إلى حفرةٍ من النار.

"يا إلهي!" صوتُ جيمين كان مسموعًا بالكاد من قِبلهِ بينَ نوبةِ سُعاله، "سوكجين هيونغ هنا! هيونغ! اللعنة! ما الخطب، هيونغ؟"

اندفعَ جيمين إلى جانبه، و ربّتَ على ظهرهِ حتى يتوقفَ عن سُعالهِ غير القابلِ للتوقّف. اقتربَ الأعضاء الآخرونَ منه، ليندفعوا على الفورِ إلى الهيونغ خاصتهم. كان على نامجون أن يسحبهم للخلفِ قليلًا ليصنعِ بعضَ المساحةِ لسوكجين، قبلَ أن يجلسَ إلى جانبه.

"هل بإمكانِ أحدكم إحضارُ بعضِ الماءِ و منشفة؟ و مفاتيحُ هذه السيارة؟" سألَ نامجون -لا أحد- على وجهِ التحديد، و مباشرةً بعد إنهاءِ القائدِ جملَتهُ، ركضَ جونغوك و تايهيونغ عائدينَ إلى موقعِ التصويرِ لتنفيذِ طلبِ قائدهم.

وجودُ أصدقائهِ كان يُهدّئ سوكجين شيئًا فشيئًا، و كان باستطاعتهِ التنفسُ بشكلٍ طبيعيّ دونَ إيذاءِ صدره، لكنّ الأفكارَ المظلمةَ في عقلهِ كانت لا تزال هناك. مشى جيمين بيدهِ على ظهرِ سوكجين لتهدئته، مسحَ نامجون الدموعَ من على وجنتيه، بينما وقف هوسوك و يونغي أمامه، يمنعونَ أشعةَ الشمسِ من الوصولِ إليه.

عادَ جونغوك و تايهيونغ بعد وقتٍ ليسَ بطويل، زجاجةُ ماءٍ و منشفةٌ بين يديّ تايهيونغ، و مفاتيحُ السيارةِ في يدِ جونغوك، الذي فتحَ السيارةَ على الفور و شغّل مُبرّد الهواء.

ساعدَ نامجون و هوسوك الهيونغَ خاصتهم على الوقوف، و الدخولِ إلى السيارة. جلسَ سوكجين بينهما، بينما جلسَ جونغوك على مقعدِ السائق، و تايهيونغ على المقعدِ بجانبه. بقيَ يونغي و جيمين في الخارجِ ينتظرون، مُستندينَ على البابِ المُغلقِ بـقَلق. قَدِمَ هوبيوم و سيجين لتفقّدهم، و أومأ يونغي إلى السيارةِ خلفَه عندما سألهُ مُدراءُ الأعمالِ عن سوكجين.

"ج-جونغوك..." لهثَ سوكجين، مُمسكًا بيديّ نامجون و هوسوك لإبقاءهِ مُتّزنًا. المشاهدُ المُريعةُ من ذلك الحادثِ كانت لا تزالُ تدورُ في عقله، و كان بالكادِ يستطيعُ سماعَ صوتهِ. الأصواتُ داخلَ عقله كانتْ أعلى، و هذهِ الأصواتُ كانت خاصّته، تخرجُ من فمه، بيأسٍ تتوسّلُ دونغ هوان أن يتوقف.

"نعم، هيونغ؟" تنبّهَ جونغوك عندما نادى سوكجين اسمه.

"ه-هل بإمكانك.... أ-أن تُغنّي؟" سألَه سوكجين، مُغلقًا عينيهِ بإحكام بينما صوتُ دونغ هوان يخنقُ عقله، لينتحبَ بصوتٍ منخفض.

أدارَ جونغوك مقعدهُ بهدوءٍ حتى أصبحَ يُقابلُ سوكجين. تذكّر أغنيةً كان قد غنّاها للهيونغ خاصتهِ قبلَ عدةِ أيام، ليقومَ بغناءها مجددًا.

"لا تُفكّر في أي شيء، لا تقُل أيّ شيء، و لا حتّى كلمة، فقط امنحني ابتسامة~" صوتُه الملائكيّ دوّى في أُذنيّ سوكجين، مُخرِسًا كلّ الأصواتِ داخلَ عقلهِ في لحظة.

"لا زلتُ لا أُصدّق ذلك، كلّ ذلك يبدو كالحُلم، لا تُحاول أن تختفي~" غنّى سوكجين مع جونغوك، مُحاولًا بكلّ جهدهِ التركيزَ على أصواتهما، عيناهُ مُغلقتانِ، لكنّ ليسَ بإحكامٍ كما سابقًا. قبضتهُ على أيدي هوسوك و نامجون تراختْ قليلًا.

لكنّ أفكارهُ الفظيعة قاطعتْ مُحاولتهُ في تهدئةِ نفسهِ بشكلٍ مُفاجئ، و لاحظَ جونغوك ذلك لإنّ الهيونغ قد توقفَ عن الغناءِ قبل إنهاءِ السطر.

مالَ للأمامِ قليلًا، مُغنّيًا بصوتٍ أعلى قليلًا لكنّه لا زالَ رقيقًا، "هل هذا حقيقيّ؟ هل هذا حقيقيّ؟ أنت، أنت. أنتَ جميلٌ جدًا، لدرجةِ أنّي خائف~".

نجحَ سوكجين في التركيزِ على صوتِ جونغوك. الأصواتُ داخلَ عقلهِ قد تلاشتْ، و مُجددًا، استطاعَ بقيةُ الأعضاءِ سماعََ صوتِ الهيونغ خاصتهم و هو يُغنّي مع جونغوك.

"غير حقيقيّ، غير حقيقيّ، أنت، أنت، أنت. هل ستبقى بجانبي؟ هل ستَعِدُني؟ إن قُمتَ بإفلاتِ يدي، ستطيرُ بعيدًا و تتحطّم. أنا خائف، خائفٌ من ذلك~".

توقفَ جونغوك عن الغناءِ ببطء، ليُكملَ سوكجين الأغنيةَ وحدَه، "هل ستُوقفُ الزمن، إن مرّت هذهِ اللحظة، كأنّها لم تحدُث قطّ، أنا خائف، خائفٌ من فُقدانِك~".

أكملَ سوكجين الغناءَ حتى النهاية. سمحَ لكلّ كلمةٍ أن تنسابَ من أنفاسِه، آخذةً معها كلّ الأصواتِ و المشاهدِ المُريعة. أطلقَ تنهيدةً طويلةً، و فتحَ عينيه، مُلاحظًا أخيرًا الأشخاصَ الأربعةَ المُحيطينَ به، مُحدّقينَ به بعينينِ مُتسعتينِ تبرقُ بالمُفاجأة.

"واااه، هيونغ! أنا أعلمُ أنّك تستطيعُ الغناءَ بشكلٍ جيد جدًا، لكنّني لم أكن أعلم أنّه من الممكن أن يكونَ بهذا الجمال،" قال هوسوك من يسارِه، جاعلًا إياهُ يُديرُ رأسه باتجاهه.

"الناسُ يميلونَ إلى الغناءِ بشكلٍ جيدٍ جدًا عندما يتألمون،" دخلَ تايهيونغ إلى خطّ الحديث، مُتلقّيًا نظرةً غاضبةً من البقيّة.

"إذن أنتَ تعني أنّه يجبُ عليّ الشعورُ بالحُزنِ و الاكتئابِ حتى أكونَ قادرًا على الغناءِ بشكلٍ جميل؟"

"ل-لا، ل-لم أعني ذ-ذلك،" تلعثمَ تايهيونغ، عيناهُ مُتسعتانِ بصدمة، و يداهُ تتحرّكانِ في كلّ اتجاه. ضحكَ الآخرونَ عليه، حتى سوكجين ابتسمَ قليلًا له. لكن بفضلِ تايهيونغ، الجوّ أصبحَ أكثرَ ارتياحًا أكثر من ذي قبل.

"ما الذي حدث، هيونغ؟" سألهُ نامجون بلُطف عندما هدأت ضحكاتُهم. تنهّد سوكجين و أخذَ رشفةً من زجاجةِ المياهِ التي أعطاهُ إياها تايهيونغ.

"لقد كان فقط... اممم...." أخذَ سوكجين نفسًا عميقًا لتهدئةِ نفسه، "جاي-هي هيونغ ك-كان يضعُ نفس العطرِ كما دونغ-هوان ه-هيونغ."

الأربعةُ الآخرونَ كانوا متفاجئينَ من الإجابة.

"و أنا فقط... اممم... أصابتني نوبةُ ذُعرٍ بينما.... بينما كنتُ أحاولُ إخبارَ نفسي أنّه... امم... لقد كانَ فقط نفسُ العطر، و دونغ هوان هيونغ هو بالفعلِ في السجن،" أكملَ، "و... امم.... تذكرتُ فجأةً أنّه... اليوم... سيقومونَ بنشرِ الفيديو و البيان."

صمتَ البقيّة، الصوتُ الوحيدُ المسموعُ كان صوتَ الأمواجِ الآتي من الخارج، ليسَ ببعيدٍ كثيرًا عنهم. كانوا مُتفاجئينَ قليلًا كيفَ أنّ سوكجين لا زالَ يستخدمُ كلمة 'هيونغ' بعدَ اسمِ دونغ هوان.

"أنا خائف،" قال سوكجين، "لقد اعتقدتُ أنّه كان حقًا دونغ هوان هيونغ، و... و أنا خائفٌ من ر-ردةِ فعلِ المُعجبين. اللعنة، أنا حقًا مُثيرٌ للشفقة."

سحقَ سوكجين العبوةَ الفارغةَ في يدهِ، مُصدِرًا صوتًا عاليًا ملأ السيارة.

"سوكجين اوبا، فايتينغ! إنّه ليس خطأك، و نحنُ سنُحبّك دائمًا!"

تفاجئ الجميعُ و نظروا إلى يونغي الذي كان يبتسمُ إلى شاشةِ هاتفه، ثمّ أدركوا أنّه قال للتوّ إحدى تغريداتِ المعجبين. ضغطَ كوعُ هوسوك بالخطأِ على زرّ النافذةِ لتنفتحَ و تسمحَ ليونغي و جيمين أن ينظروا إلى داخلِ السيارة.

"سوكجين اوبا، أتمنّى لك الشفاءَ العاجل! ابقَ قويًا! أنتَ لن تمشي وحيدًا أبدًا!" أكملَ يونغي، ثمّ التقتْ عيناهُ بأعينِ سوكجين اللتانِ كانتا تلمعانِ بالدموعِ المتبقيّة.

"لا أحدَ يستحقُّ أن يُعامَل هكذا. جيني اوبا، فايتينغ! أنتَ تملكُ ستة إخوةٍ رائعين، و ملايين الارمي حولَ العالم اللذين سيقومونَ بحمايتك، لذا لا تقلق" شاركَ جونغوك، مُبتسمًا و هو يقرأُ تغريدةً من تغريداتِ المعجبين.

"ايقو جين اوبا، هذا لن يُغيّر حُبّنا لك، إنّه فقط يجعلنا نُريدُ حمايتكَ أكثر. دعكَ من الكارهين، أنتَ لديكَ نحن. فايتينغ!" قرأ جيمين أيضًا إحدى تغريداتِ المعجبينَ بصوتٍ مُبالغٍ في الحماسة، مُطلًّا برأسهِ من النافذة، و قريبًا، شاركَ الثلاثةُ الآخرون في القراءة.

"أنتَ أقوى مما تظنّ، أنا أعلمُ أنّك ستتعافى بسرعة. جين اوبا، فايتينغ! فقط ركّز على الشفاء، و لا تسمع ما يقولهُ الكارهون."

"سوكجين اوبا! يا إلهي، لقد بكيتُ عندما قرأتُ البيانَ و رأيتُ الفيديو. أنتَ تمتلكُ إخوةً و معجبينَ رائعينَ، و أنا أعلمُ أنّنا سندعمكَ بغضّ النظرِ عمّا يحدث."

"لا تقلق، الكارهونَ فقط يشعرونَ بالغيرةِ لإنّهم ليسوا جميلينَ كفايةٍ لجذبِ الناس."

كلماتُ هوسوك جعلتْ الآخرينَ يضحكون.

استطاعَ سوكجين الشعورَ بالدفءِ المُشعِّ من كلّ رسالةٍ سمعها. المعجبونَ كانوا يدعمونه، مُدمّرينَ الخوفَ و الأفكارَ السلبيةَ عن كيفَ ستكونُ ردّةُ فعلِ المعجبين.

"شُكرًا لكم،" تمتمَ سوكجين. صمتَ البقيّة، مُشاهدينَ الهيونغ خاصتهم و هو يلعبُ بحافّةِ الجاكيتِ خاصته، و لا زالَ يشهقُ بين الحينِ و الآخر.

"هيونغ، لقد تذكرتُ شيئًا للتوّ" تكلّم نامجون من يمينِه، لتُحدّقَ به جميعُ العيونِ في ثانية، "لقد قلتَ أنّك كنتَ تُحاولُ تهدئةَ نفسك، صحيح؟ هذا جيّد!"

ابتسمَ البقيةُ و أومأوا برؤوسهم. استندَ سوكجين للخلفِ على مقعدهِ، و نظرَ إلى أعينِ الأعضاءِ واحدًا تلوَ الآخر.

"أ-أنا فعلتُ فقط ما أ-أخبرني به الطبيب،" قال سوكجين، مُخفضًا رأسهُ مجددًا.

"هذا جيد! أنا أعني، من يعلمُ كيفَ كانتْ ستسوءُ الأمور لو لم تُحاول تهدئةَ نفسك،" ابتسمَ نامجون.

"نامجون مُحقّ" وافقَ هوسوك، و هو يومأُ برأسهِ مع ابتسامةٍ واسعةٍ تحملُ شكلَ قلبٍ على وجهه.

ابتسمَ سوكجين قليلًا، "شُكرًا."

"هييه، سوكجيني."

التفتَ سوكجين نحو النافذة لينظرَ إلى هوبيوم الذي كان يُناديه، "أجل، هيونغ؟"

"هل أنتَ بخير؟ هل بإمكانكَ إكمالُ التصويرِ اليوم؟" سألهُ هوبيوم، و هو يشعرُ بالذنبِ قليلًا لإنّ سوكجين كان قد هدأ للتوّ، لكنّهم كانوا متأخرين.

سوكجين كان لا يزالُ مُنهكًا من نوبةِ الذُعرِ، لكنّه يعلمُ أنّ عليهِ عملًا يجبُ إنجازُه، "أجل، بالطبعِ أستطيع. أنا آسفٌ من أجلِ-"

"لا حاجةَ لذلك، أيها الطفل، أنا فقط أُريدُ التأكدَ أنّك بخير" قاطعهُ هوبيوم و هو يهزّ رأسه.

"سأذهبُ لإخبارهم ماذا حدث، هيونغ" قال نامجون لـسوكجين و هوبيوم، ليتلقّى إيماءةً من كليهِما.

"هدّئ نفسكَ قليلًا، هيونغ. تعال وقتما تشعرُ أنّك مستعدّ" ربّتَ نامجون على حضنِ سوكجين، قبلَ ن يخرجَ من السيارةِ و يقتربَ من الموظفين.

بقيَ سوكجين جالسًا هناكَ لبعضِ الوقت، بعدَ أن تأكّدَ أنّه قد هدأ و ارتاحَ بشكلٍ كامل، و أن لا أحاسيسَ قَلِقة قد بقيتْ فيه.

"مُستعدّ؟" سألهُ هوسوك عندما رأى أنّ سوكجين قد أسرعَ باتجاهِ الباب. أومأ الأخيرُ، قبلَ أن يفتحَ بابَ السيارةِ و يخرج. ذهبَ إلى الموظفين، برأسٍ مُطأطأٍ في خِزي. جونغوك و يونغي كانا على كلا جانبيه.

شعرَ بجميعِ العيونِ عليهِ عندما وصلَ إلى موقعِ التصوير، توقّفَ عن المشي و أخذَ نفسًا عميقًا. وقفَ نامجون بسرعةٍ إلى جانبه، واضعًا إحدى يديهِ على ظهرِ سوكجين، راسمًا دوائرَ صغيرة على عمودهِ الفقريّ، و هو يُهدّئهُ و يدعمهُ بصمت.

"أنا آ-"

"لا، سوكجين-اه، لا بأس. لا داعي أن تعتذر" المُخرجُ خاصتهم قاطعهُ و أوقفهُ من أن ينحني لهم. وقفَ سوكجين، و ابتسمَ بامتنانٍ للمُخرج.

"سوكجين-اه، أنا آسف" واقفٌ على بعدِ بضعةِ أقدامٍ لمنعِ سوكجين من أن يستنشقَ رائحتهُ للمرّةِ الثانية، جاي-هي قال، "حبيبتي قد أعطتني هذا العطر، قائلةً أنّه سيُلائمني جيدًا."

"لا بأس، هيونغ، أنتَ لم تكن تعلم" ابتسمَ سوكجين نحوه، ليُبادلهُ الآخر الابتسامةَ بامتنان.

"هل أنتَ بخيرٍ الآن؟ هل بإمكاننا البدء؟" سألهُ المخرج. حوّلَ سوكجين انتباههُ إليه، و أومأ بأدبٍ، ليبتسمَ المخرج له.

موظفةُ الماكياجِ قادتهُ مجددًا إلى الخيمة، جاعلةً ظهرهُ يفقدُ دفءَ نامجون. قاموا بإصلاحِ الماكياجِ خاصتهِ و شعرِه، و استبدالِ ملابسهِ التي كانتْ رطبةً بدموعهِ و عرقه. عقلهُ بقيَ يُعيدُ الكلماتِ التي أخبرهُ بها نامجون.

"لقد قلتَ أنّك كنتَ تُحاولُ تهدئةَ نفسك، صحيح؟ هذا جيّد!"

و ابتسمَ سوكجين.


Continue Reading

You'll Also Like

415K 20.8K 30
[مُكتملة] "لأني لا أريده...!،هو ليس المقدر لي!أرجوك ساعدني،ل.لطفاً..؟" بدأت في: ١/٥/٢٠٢٢ وانتهت في ٣/٩/٢٠٢٢ رواية لتايكوك. المُهيمن : جيون. تحوي على...
570K 36K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
38.2K 804 2
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...
2.3M 78.8K 21
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...