{ اللورد }

By oOmamao

1.3M 102K 38K

. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزل... More

« 1 »
« 2 »
« 3 »
« 4 »
« 5 »
« 6 »
« 7 »
« 8 »
« 10 »
« 11 »
« 12 »
« 13 »
« 14 »
« 15 »
« 16 »
« 17 »
« 18 »
« 19 »
« 20 »
« 21 »
« 22 »
« 23 »
« 24 »
« 25 »
خاتمة

« 9 »

45.2K 3.6K 979
By oOmamao


لعبة بوكر ساخنة وجدت طريقها إلينا بعد ساعات من لعب اللُعب التقليدية بالورق. توسطت الطاولة الدائريه التي إلتففنا حولها مجموعة من النقود البلاستيكية في المنتصف والكثير من الأوراق المنتاثرة وأمام كل فتاة مجموعة أخرى مختلفة الكميات من النقود بالطبع على حسب مهارتها في اللعب.

إختلفت الملامح بيننا فـنورا مثلاً كانت خائبة وهي تنظر للمجموعة بين يديها وقد أخبرتنا صريحًا أنها لا تمتلك حظًا في اللعبة وجوزفين بدت مستسلمة وقد فقدت الأمل في الفوز، وكلاهما إمتلكتا أقل كمية من النقود.
تساوت ماتيلدا وإليزابيث في نقودهما لكنهما كانتا الاكثر إندماجًا بيننا وقد إمتنعتا عن اظهار أي ملامح على وجهيهما وهن يسرقن النظرات لمن هن حولهن.

جورجيا كانت أول من خرج وقد حذرتنا قبل البدء أنها لا تعرف القواعد ولا تستطيع الحفاظ على هدوء اعصابها لذلك إنتهى دورها سريعًا بينما كنتُ أنا في المنتصف لا أهتم حقًا باللعبة بل بالحديث الذي فتحته جورجيا بعد أن شعرت بالملل وقامت بفتح أحاديث لتجعل المجموعة تتشتت أثناء لعبها.

قالت وهي تتناول كوب الشاي الذي ملأته إحدى الخادمات الثلاث اللاتي يقفن في إستعداد في زاوية الغرفة لخدمتنا :
" يبدو أن هاري لم يتغير عن عن السنة الماضية لقد كان كثير المزاح حقًا "

كان هذا تعليقها بعد ان أخبرتهم إليزابيث عن ما حصل عندما إلتقيناه علقت جوزفين:
" إذًا فلقد كنتِ حاضرة في حفل السنة الماضية؟ "
" نعم لكن لم يتم دعوتنا للبقاء بل فقط لحضور الحفل الأول الذي أقامه الماركيز السنة الماضية "
" كيف كان الحفل؟ "

سألت ماتيلدا بإهتمام فالجميع متشوقون ليعلموا كيف ستكون الأجواء ليلة غدٍ عندما يبدأ أول حفل هذا الصيف.

" كان مبهرجًا للغاية الكثير من الطعام والشراب وقد تم جلب أشهر الفرق الموسيقية والكثير من الشخصيات المهمة كانت حاضرة، أناس كنتُ اقرأ عنهم في الجرائد أو أسمع والدي يتحدث عنهم كان مذهلًا للغاية "
" هذا جميل  أرجو أن يكون حفل الغد هكذا أيضًا "

تدخلت جوزفين قائلة:
" لكنني سمعتُ من صديقة كانت قد حضرت الحفل الأخير أنه لم يكن مميزًا كان عاديًا التي يقيمها اللورد في لندن "
" لا أدري لم أحضر الحفل الثالث "
" منذ متى يقيم اللورد هذه الحفلات؟ "

سألتهن بينما وضعت ورقة أخرى على الطاولة لم تنتبه إحداهن إليها وإلى كم كنتُ قريبة من الفوز فكما هو واضح إمتلكت الكمية الأكبر من النقود بينهن.

أجابتني جورجيا:
" هذه السنة الثالثة .."
ثم أردفت بصوت خافت وقد تذكرت أمرًا مهمًا جعلها تنحني من كرسيها لتقترب منا:
" ... سمعتُ أنه كان يقيم حفلًا واحدًا  كل عام عندما كانت زوجته لا تزال حية "
" حقًا؟ "

بدا الإستغراب علينا لتقول نورا بصوت خافت:
" كان يقيم حفلًا واحدًا عندما كانت حيه وثلاثًا بعد أن ماتت؟ "

ساد صمت بعد كلامها فسبعتنا فكرنا في نفس الأمر إلا أن جورجيا أضافت قائلة وقد وضعت يدًا فوق الاخرى وإبتسامة عارفه على وجهها:
" وماذا إن أخبرتكم أن الذكري السنوية الرابعة لوفاة زوجته تكون في يوم بعد غد؟ "

تحولت كل الوجوه ناحيتها وقد بدت مستمتعة وهي تعلم شيئًا لا نعلمه نحن في تلك اللحظة نسينا جميعًا _أو هذا ما ظننته_ أمر اللعبة ولم يصبح الفوز مهمًا. إستنكرت ماتيلدا قائلة:
" أنتِ تمزحين أليس كذلك؟ "
" هذا ليس أمرًا يمكن المزاح فيه "
" في الحقيقة أذكر أن السيد ستيفنز قال أن زوجة أخيه قد توفيت في الصيف "

نظرنا ناحية إليزابيث التي تحدثت بينما لم ترفع عيناها على الورق بين يديها ثم أخرجت إحدى الورقات لتضعها على الطاولة ويحين دور ماتيلدا التي إنتهت سريعًا دون التدقيق.

سألت لورا:
" بالمناسبة كيف توفيت الليدي إيميليا؟ "
تحولت الوجوه لـجورجيا مرة أخرى والتي بحكم الصداقة القديمة لعائلتها بعائلة اللورد تعلم الكثير عنه :
" مضاعفات ولادة توفيت في الصيف قبل ثلاث سنوات بعد إنجابها لطفلها بوقت قصير "
" وماذا عن الطفل؟ "
" مات بعد ساعات من والدته كلاهما ماتا في نفس الليلة.. . وفي هذا المنزل! "

رسمت جورجيا إبتسامة راضية وهي تراقب ردة فعلنا بعد هذه الحقيقة الصادمة، لورا ونورا تأثرتا وأبديتا الكثير من التعاطف بينما حاولت جوزفين أن تبدو غير مهتمه كثيرًا. قالت ماتيلدا:
" لكن ألا يبدو هذا غريبًا؟ أن يقوم بحفل في الليلة السابقة لذكرى وفاة زوجته ويدعوا له كل هؤلاء الناس؟ "
هزت جورجيا كتفيها بأنها لا تعلم وساد صمت أخر.

فكرتُ في الامر لكنني لم أجد سببًا منطقيًا  يفسر ما يفعله.
فجأة قالت إليزابيث وهي تقوم برمي ورقة في منتصف الدائرة أمامنا بعد أن عاد الدور إليها:
" أظن أن الأمر معاكس تمامًا لما تظنونه "
" مالذي تقصدينه إليزابيث؟"
" ما أقصده يا ماتيلدا أن اللورد يقيم هذه الحفلات في هذا المكان وفي مثل هذا الوقت لسبب معين، ربما لأنه لا يريد أن يكون وحيدًا في ذكرى وفاة المرأة التي أحب. يريد أن يكون محاطًا بالناس محاطًا بالحياة، فكما نرى جميعاً لا يزال الحزن مرسومًا في عينيه.
إنه رجل أحب زوجته كثيرًا وقد أثر فيه رحيلها لكنه لا يريد لتأثره أن يمنعه من تنفيذ ما يتوقع منه كرجل نبيل "

" واو.. تبدين حكيمة فجأة "
قلتها بعد وهلة صمت نظرنا فيها إليها بإعجاب، أقنعتني إجابتها وكما يبدو أقنعت بعضنا أيضًا. إبتسمت إليزابيث بعدها بإبتسامة نصر ثم قالت وهي ترمي بقية أوراقها على الطاولة:
" جيد.. والأن إقتنعن بفوزي عليكن يا بنات "
إتسعت الأعين، لقد استغفلتنا وفازت!

خرجتُ برفقة لورا وشقيقتها نورا في جولة داخل المنزل بعد أن ذهبنا لتفقد أبائنا الذين تجمعوا جميعًا في أكبر صاله يتحدثون سويًا أثناء شربهم لشاي الظهيرة، وما لفت نظري أن اللورد وستيفينز وإرنست ووالانس ويُضاف إليهم هاري أيضًا.. كل هؤلاء لم يكونوا معهم.

قادنا حديثنا كما هو متوقع إلى اللورد إذ قالت لورا وقد بدت غير متأكدة من إن كان يمكنها قول ذلك أم لا:
" في الحقيقة عندما تلقينا الدعوة للحضور إل هنا أخبرتنا أمي أمرًا. "
كنتُ أسير في المنتصف بين الأختين فحولت بصري إلى لورا التي كانت أطول مني ببضعه سنتمرات منتظره أن تكمل كلامها، قالت:
" أخبرتنا أنه لابد أن الدعوة هذه السنة لغرض واحد وهو إختيار زوجة للورد من بين المدعوات "

كانت تشعر بالخجل كأن هذه الفكرة أمر غبي لكنني سرعان ما قلت:
" والدتي قالت نفس الشيء أنه قد تم دعوة إليزابيث لتكون إحدى المرشحات "
" حقًا؟ ظننتُ أن والدتي هي فقط من تظن ذلك "
" ظننتُ ذلك أيضًا في البداية لكن الأن أظن أن الأمر صحيح "

بدت لورا غير راضية قليلًا بينما إلتزمت نورا الصمت قبل أن تقول لورا فجأة وقد إنتبهت:
" مهلًا... لقد قلتي – تمت دعوة إليزابيث – وماذا عنكِ أنتِ؟ "
إنتبهت أنني قلتُ الحقيقة دون قصد ووجدتُ الأختين تنظران إلي بإستغراب أجبت بعد أخرجت نفسًا:
" أنا لم أتلقى دعوة في الحقيقة كان يفترض أن يأتي أخي الأكبر إلمر لكنه كان مسافرًا لذلك جئت بدلًا عنه"

إتسعت عيناهما ولم تعرفا ماذا تقولان فعدم تلقيّ دعوة يعني أنهم لا يرون فيّ شريكة محتملة للورد. وربما هذا ما يظنه اللورد نفسه لذلك أبدى علامات إندهاش عندما إلتقينا أول مرة فقد كان مصدومًا لقدومي رغم عدم دعوته لي.

إنتبهت أن الصمت قد رافقنا لمدة أثناء سيرنا وأن الأختين ظنتا أن الموضوع يؤثر بي فلقت من فوري لأبدد شبح الصمت:
" ماذا عنكما أيكما تريد أن يختارها اللورد؟ "
لفتهما سؤالي أجابت نورا قبل أختها وهي تقول بصوتها اللطيف الصغير:
" أنا لا أريد الزواج الأن أريد أن أدرس "
أعجبتني إجابتها فقلت وأنا أربت على ظهرها:
" أحسنتِ نورا أنا أيضًا أريد ذلك أخيرًا هناك من يشاركني في وجهة نظري "

جعلها كلامي تحمّر قليلًا وقد رسمت إبتسامة سعيدة ثم إلتفتُ ناحية لورا التي همهمت قليلًا كأنها تحادث نفسها إن كان يجب أن تقول ما لديها أم لا، في النهاية قالت:

" في الحقيقة عندما أتيت أول مرة لم أكن أمانع ذلك هذا إن إختارني اللورد لكن... لكني وبعد أن أتيت أعجبتُ بشخص أخر "

قالت أخر جملة بصوت خافت بالكاد سمعته، إتسعت عيناي بينما بدا أن نورا تعرف وقد غطت فمها بيديها لتمنع ضحكتها من الخروج.

أردتُ سؤالها عن هذا الذي أعجبها لكننا قوطعنا بصوت عالٍ صادر من صاله تناول الطعام التي كنا قد وصلنا إليها في سيرنا.

بابها كان مواربًا وأمكننا بوضوع سماع السيد ستيفينز يصرخ في أحدهم بالتالي:
" .... بإمكانكِ فعل هذا في يوم مهم هكذا؟ يجب أن تؤدي عملكِ بجدية وإحترافية.
ماذا سيقول الضيوف إن وجدوا فِضياتنا متسخة بسبب إهمالكِ وقلة خبرتكِ.
لهذا لا أريد ان أرى شخصًا أسود يعمل هنا، عملكم وسخ مثلكم تمامًا... "

هنا علمت على من يصرخ السيد ستيفنز وجعلتني معرفتي بذلك أسرع بخطواتي وسط إستغراب صديقتي ناحية صالة الطعام لأجد ستيفينز يقف حاجبًا بينيبرا عني.

إلتفت ستيفينز ناحية من دخل فجأة عليهما ورفعت بينيبرا عينيها الدامعتين لتجدني أقف امامهما، بدا الغضب واضحًا على ستيفينز وكان واضحًا أيضًا في صوته وهو يسألني:
" ما الذي تفعلينه هنا؟ "

إقتربتُ قائلة بمحاولة للإبتسام فلقد أخافتني نظرته تلك:
" سيد ستيفنز  ما الذي فعلته بينيبرا لتستحق كل هذا الصراخ؟ "
" لا أظن أن هذا له علاقة بكِ أنسة إزابيل، أستطيع قول ما أريد لخدم منزلي "

كنتُ قد وصلت إلى بينيبرا وقد أغضبني حقًا كلامه، يصرخ ويشتم بينيبرا ويقول أن لديه الحق في قول ما يريد؟  وقفت أمامها حاجبة إياها منه ثم وجدتُ نفسي أقول بنبرة شجاعة عكس خوفي قبل قليل:
" على حد علمي إن هذا المنزل هو منزل اللورد أغسطس يا سيد ستيفنز وجميع الخدم هنا هم خدمه ولا يحق لك الصراخ في خدمه "

إتسعت عينا بينيبرا والسيد ستيفنز ولورا ونورا اللتين دخلتا عند هذه الجملة.
أعلم أنني قد تخطيت حدودي وأعلم جيدًا أنني قد أسبب مشكلة كبيرة بكلامي هذا لكن لا يمكنني الوقوف صامته وأنا أرى أحدًا يعامل شخصًا أخر بسوء فقط لإختلاف لون بشرته.

كان من الواضح أن السيد ستيفنز كان سينفجر فيّ إلا أن لورا ظهرت أمامي فجأة قائلة::
" سيد ستيفنز أعتذر حقًا بالنيابه عن إزابيل، لم تقصد قول ذلك لم تقصده أبدًا.. أليس كذلك إزابيل؟"

نظرت إليوهي تغمز بعينها أن 'وافقي كلامي' وقد كان واضحًا الجزع في وجهها، أخرجتُ نفسًا لأهدئ من أعصابي ثم قلت دون أن أعني ذلك:
" نعم، لقد تجاوزت حدودي سيد ستيفينز أنا أسفة "

ظهور لورا كان قد جعل ستيفنز يتراجع قليلًا وبعدما إعتذرت قالت مجددًا:
" حقًا أسفتان سيد ستيفنز لن يتكرر هذا "
زفر ستيفينز وقال وهو يبعد نظره عنا:
" يجب أن لا يتكرر هذا ولأن الأنسة باكنتوم كانت هنا سأسامحك وأنتِ أيتها الخادمة عليك القيام بعملك بشكل جيد هل فهمتِ؟ لن يكون هناك أي تسامح في المرة القادمة "
" أمرك سيدي .. أمرك سيدي "
قالتها بينيبرا بخضوع وهي تنحني.

إلتفت ستيفنز وخرج متجاوزًا نورا الخائفة والتي أطلقت نفسًا مرتاحًا بعد خروجه مثل أختها.
سرعان ما إقتربت الأختان مني قائلتين:
" هل أنتِ محنونة؟! كيف يمكنكِ قول ذلك له!؟"
" أيًا كان ليس لديه الحق في قول ما يريد عن الأخرين "
" حتى ولو إزابيل لا يمكنك الإندفاع هكذا وقول ما تفكرين فيه لمُضيفك كان بالأمكان أن يسبب هذا مشكلة مع عائلتكم "

جعلني كلامها أتذكر هذه المعلومة وأن تصرفي لا يؤثر بي فقط بل بعلاقة اللورد مع والدي والتي كان مهتمًا جدًا بتقويتها خلال هذه الفترة.

فجأة تدخلت بينيبرا قائلة:
" كلامها صحيح أنسة إزابيل ما كان عليكِ الدفاع عني لقد كنتُ مخطئة "

كان صوتها مكسورًا ويحمل بحه البكاء ولم تكن قد رفعت بصرها وهي تتحدث معنا جعلني ذلك أشعر بالغيظ أكثر. كيف أنها تشعر أنها أقل منا ولا تستطيع النظر في أعيننا قلت وأنا امسك بها من كتفيها لتنظر ناحيتي:
" حتى وإن كنتِ مخطئة، لا يحق له أن يقول هذا، لا يجب عليكِ أن تتقبلي أمرًا كهذا بنيبرا ! "

كلامي جعل تلك الدموع التي كانت تحبسها تنهمر كسرني ذلك وجعلني أضمها إلي لتبكي في صدري سمعتُ نورا تقول بصوت هامس:
" مسكينة "

بعد أن هدأت بينيبرا قليلًا قالت لورا:
" أرجو فقط أن لا يصل ما حدث إلى اللورد لا أحد يعرف ماذا ستكون ردة فعله"
" لا تقلقي لا أظنه سيغضب. اللورد شخص جيد "
وافقتني بينيبرا قائلة:
" هو كذلك، لم يصرخ يومًا في وجهي ولقد كان هو من جلب أخي عندما كان صغيرًا ليعمل معه ولقد قام بتعليمه أيضًا. وزوجته كانت من جلبني لأعمل هنا لكن بعد وفاة والكر بدأت الأمور تتغير قليلًا..
لو كان والكر لا يزال موجودًا "

مرة أخرى سمعتُ هذه الجملة عن والكر، لكن من كلامها فهمت أن اللورد وزوجته شخصان طيبان في معاملتهما للناس ربت على كتفها مبتسمة لتضيف قائلة:
" هذه أول مرة يدافع عني شخص منذ وفاة الليدي إيميليا. شكرًا لكِ أنسة إزابيل "

كلامها جعلني أبدي دهشة وقد إحمرت وجنتي هززتُ رأسي لها ثم سألت وقد تذكرت:
" لكن ما سبب كل هذا؟ "
" صحيح لم كان يصرخ فيك؟ "
" في الحقيقة.. كنتُ أنظف في الفضيات عندما جاء السيد ستيفنز ليتفقد عملي لا أدري لماذا فهو لم يكن يفعلها من قبل، أخبرني في البداية أنني بطئية وأن على الإسراع في عملي ثم وجد تلك القطعة التي لم تكن تلمع بشكل جيد فقام بتوبيخي "

بدت خجله وهي تتحدث لتقول لورا:
" إذًا كان خطأوك .. "
أضافت بينيبرا:
" لكن هذا ليس عملي إنه عمل باتريكا لكنها قالت أنها مشغولة وطلبت مني فعلها رغم أنني لم أنظف الفضيات من قبل "

استغربت عند دخول إسم الخادمة التي تعتني بأموري وإلزابيث في الحديث.
" كيف يمكنها طلب ذلك منك وأنت لا خبره لك "
" لا أدري حقًا "
تدخلت لورا قائلة:
" الجميع مشغولون بتجهيزات حفل غدًا ذلك لا أستغرب "
هززتُ رأسي متفهمة، تحدثنا قائلًا مع بينبرا ثم ذهبنا حتى لا نؤخرها عن عملها.

خرجنا بعدها إلى الحديقة الأمامية والاختان تتحدثان سويًا بينما كنتُ أفكر في أشياء عدة لـألاحظ حينها أن المكان بالفعل يبدو مشغولًا حقًا جميع الخدم يعملون كخلية نحل كبيرة.

الباب المؤدي لقاعة الحفل كان مفتوحًا على مصراعيه والكثير من الضجة خارجة منه، ووجدتُ جاك وبيتر يقفان قربه وفي يديهما الكثير من الأوراق والدعوات كأنهما يناقشان أمر المدعويين.
بدا ذلك غريبًا فمن المفترض أن يكون هذا أول ما يتم إنجازه فالدعوات قد وصلت قبل زمن طويل.

فجأة توقفت الأختان وسمعتهما تلقيان التحية على شخص ما أعدت بصري إلى المكان فوجدتُ أننا نقف أمام الباب الزجاج المفتوح لغرفة التدخين وفي الداخل كان اللورد وأخي ومعهما والانس وهاري يدخنون.

أزعجني الدخان المنبعث من الغرفة كخيوط طويلة تتجه للسماء فبدأت أكح وقد غطيت فمي وتراجعت بضعه خطوات جعل ذلك إرنست يطفئ السيجارة بين يديه ثم يخرج وقد إرتسم القلق على وجهه.

وسط نظرات الجميع أقبل ناحيتي ولم تخف نوبة سعالي بعد وعلى بعد خطوات مني أشرت له بأن يتوقف في مكانه، توقف لكنه لم يعرف السبب.
اخرجتُ منديلي ومسحتي أنفي وزوايا فمي دون أن أنظر ناحية إرنست.

كنتُ غاضبة عليه فهو تجاهلني كثيرًا في اليومين السابقين واليوم أخبرتني إليزابيث أنه لم يترك جانب اللورد للحظة منذ الصباح، هناك أمر ما يجري، أمر يعرفه هؤلاء الأربعة فقط وقد أزعجني أن إرنست لا يستطيع قوله لي.

" هل أنتِ بخير بيلا؟ "
أخرجتُ نفسًا ونظرت ناحية إرنست القلق أجبته بغيظ مكتوم:
" بخير لا تقلق علي وعد لما كنتَ تفعله، أسفة لإزعاجك "

أردتُ الذهاب دون كلمة أخرى وأنا اعلم أن تصرفي طفولي للغاية لكني لا أستطيع التحكم في نفسي عندما يتعلق الأمر بعلاقتي مع إرنست،  إلا أنه أمسك بي من ساعدي وأعادني لأقف أمامه.
رأيته يحاول إبعاد ضحكته قبل أن يقول ببعض جدية :
" أنتِ غاضبة "

لم يكن سؤالًا بل تأكيدًا، لم أقل شيئًا ونظرت إليه فقط. تنهد وبدا أنه يبحث عن ما يقول:
" إسمعيني إزابيل، أعلم أنني أبدو غريبًاهذه الأيام لكن أرجوك لا تغضبي علي فالأمر مهم ولا يمكنني قوله لك، فأرجوكِ تفهمي "

قضمت على شفتي لأبعد تلك المشاعر التي إجتاحتني ثم أخيرًا أخرجت نفسًا وقلت:
" لا بأس، بما أنك قد أعتذرت... "

رسم إبتسامة مرتاحه فأردفت قائلة:
" لكن لا يهمني إن كنتَ لا تستطيع إخباري فأنا سأعرفه بطرقي الخاصة "
قلتها بنبرة مؤكدة فأنا إن أردتُ معرفة شيء سأعرفه مهما تطلب مني. بدا غير مرتاح لذلك لكنه هز رأسه متقبلًا كلامي.

_____________

حقائق فيكتورية:
حظي الأفارقة في العصر
الفيكتوري بوقت صعب لم
يكن مختلفًا من ذلك الذي حظى
به الأفارقة في القارة الأمريكية
في نفس تلك الفترة.

غير أنه لم يكن يُنظر إليهم
كممتلكات بشكل كامل ولكن
كبشر. لكن ولأن أغلب السود
الفيكتورين في إنجلترا كانوا
مهاجرين، كانوا يحظون بأعمال
كمربيات وغيرها من الأعمال
التي تحتاج لقوة بدنيه كبيرة.
لكنها كانت أعمال يستطيعون
القيام بها.▫

⭐& 💬


|أعوذ بكلمات الله التامات

من شر ما خلق|

Continue Reading

You'll Also Like

10.7K 907 51
الوصف بالتشابتر 0 رواية مترجمة
519K 29.5K 24
بعد علاقة عاطفية فاشلة قررت سوريل تغير نمط حياتها..بعد ان كانت تعمل معلمة، قررت تعمل مربية في أبعد مكان عن لندن لتنسى! ولكن حياتها تغيرت تماماً بعد ا...
5.6K 351 5
ﺃنَا ﺍلوَجع ﺍلذِي لَا يبكِي ﻭَ لَا يشكِي ﻭَ لا يرجُو مِن ﺍلله شِفَاء ! ﺃﻧَﺎ ﺍﻟﺠَﺤِﻴﻢ ﺍﻟﺬِﻱ احتَضن نَار جَهنم دُون رِداء ! انا الشيطان الذي رجموه وشت...