انــتِــقَــام

By thexamazaynxmalikk

67.7K 3.8K 2.6K

[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذ... More

•الفصلُ الأول•
•الفصلُ الثاني•
•الفصلُ الثالث•
•الفصلُ الرّابع•
•الفصلُ الخامِس•
•الفصلُ السادِس•
•الفصلُ السابِع•
•الفصلُ الثامِن•
•الفصل التاسع•
•الفصل العاشر : الجُزء الأول•
•الفصل العاشر : الجُزء الثاني•
•الفصل الأحد عشر•
•الفصل الإثنى عشر•
•الفصل الثالث عشر•
•الفصل الأربعة عشرة•
•الفصل الخامس عشر•
•الفصل السادس عشر•
•الفصل السابع عشر•
•الفصل الثامن عشر•
•الفصل التاسع عشر•
•الفصل العشرون•
•الفصل الواحد و العشرون•
•الفصل الثاني و العشرون: الجُزءُ الأول•
•الفَصل الثاني و العِشرون: الجُزءُ الثاني•
•الفَصلُ الثَالِثُ و العِشرُون•
•الفَصلُ الرابِع والعِشرون•
•الفَصلُ الخَامِس و العِشرُون•
•الفَصلُ السَادِسُ و العِشرُون•
•الفَصلُ السَابِعُ و العِشرُون•
•الفَصلُ الثَامِنُ و العِشرُون•
The Owner Of The Mask - صاحِبةُ القِناعِ
•الفصلُ التاسعُ و العِشرون•
•الفصلُ الثلاثُون•
•الفصلُ الواحدُ و الثلاثُون•
•الفصلُ الثانِي و الثلاثُون•
•الفصلُ الثالثُ و الثلاثُون•
•الفصلُ الرابِعُ و الثلاثُون•
•الفصلُ الخامِسُ و الثلاثُون•
•الفصلُ السادِسُ و الثلاثُون•
•الفصلُ السابِعُ و الثلاثُون•
•الفصلُ الثامِن و الثلاثُون•
•الفصلُ التاسِعُ و الثلاثُون•
•الفصلُ الأربعُون•
•الفصلُ الواحِدُ و الأربعُون•
•النِهايـة•
مُلاحظات + شُكر
•فصلٌ إضافِيّ•
•فصلٌ إضافِيّ ثان•

•النِهايـة: الجُزء الثانِي•

1.4K 93 115
By thexamazaynxmalikk

صربراايييظظظظ ممااظظررر فااقققررر💃🏻💃🏻💃🏻👀👀👀

...

- وِجهةُ نظر زين -

حسنًا.. أنا لستُ مُبالِغًا الآن و لكِن أنا لمْ أمُرْ بألمٍ كهذَا في حياتِي، أشعرُ و كأنَّ دِماغي سينفجِر!

فتحتُ عينيَّ بينَما أشعرُ بإنكماشةِ وجهِي بسببِ الألمِ، كُنتُ في ذاتِ اللحظةُ أنهضُ و أحاوِلُ الجلُوسَ بإعتدالٍ لكِن الأمرُ كانَ أصعبُ مِن مادةِ الفلسفةِ بالنسبةِ لي الآن.

أشعرُ بدورانٍ، رُؤيتِي غيرُ واضِحةٌ و كُلُّ شيئٍ حولِي مهزُوزٍ و لا أعلمُ أينَ أنا بالتحديدِ، كُلُّ ما أعلمُه أننِي كُنتُ نائِمًا علىٰ سريرٍ مُرِيحٍ،

و كُلُّ ما أشعرُ بهِ كذلِك هو الألمَ، حتىٰ أنَّ قلبِي لمْ يسلَمْ مِنهُ.. ذاكَ اللعِينُ المُتوحِّش، هو بالفعلِ جعلَنِي أشعرُ بالوَحشةِ و عدمِ الاِستئناسِ.

أغمضتُ عينيَّ بتعبٍ بعدَما بدأتْ الذكرياتُ تتدفّقُ لعقلِي المسكِين، لحظة.. أين ليا!

فتحتُ عينيَّ بسُرعةٍ و نهضتُ ناوِيًا الاِبتعادَ عَنْ السريرِ، لكِن لسُوءِ حظّي أنا فقدتُ توازُنِي و سقطتُ علىٰ الأرضِ تارِكًا السوادَ ليتحكّمَ برُؤيتي، تبًا.

"ما اللعنة؟" نطقَ لسانِي تلقائيًا دُونَ رغبتِي بعدَما نظرتُ للمكانِ حولِي، كيفُ عُدتُ إلىٰ هُنا! ألمْ أكُنْ في إسبانيا!؟

حسنًا أُلاحِظُ أنَّكُم تُرِيدُون معرِفةَ الذِي يحدثُ و سأُخبِرُكُم رُغم أننِي لا أملكُ الطاقةَ لفعلِ هذَا،

أنا الآن بقصرِي في باريس، و لا أدرِي حقًا كيفَ حدثَ هذَا، أنا الآن لا أُرِيدُ سِوىٰ ليا.

"ليا!" هتفتُ بصوتٍ عالٍ بعدَما نهضتُ مِن جديدٍ و بدأتُ أتحرّكُ في المكانِ بحثًا عَنْها، أنا أشعرُ بالخللِ في حركتِي جيّدًا.

هي ليستْ في دورةِ المِياه، ليستْ في الشُرفةِ، ليستْ في غُرفةِ هاريسون و لا حتىٰ في المطبخِ و أنا لنْ أُصدِقَ أبدًا أنَّها ماتتْ، هي وعدتنِي سابِقًا أنَّها لنْ تترُكَنِي،

و هي بالتأكِيدِ ستظهرُ الآن لأنَّها لنْ تترُكنِي لأنبحَ هكذَا كالكلابِ كثِيرًا.. أجل، هي ستظهرُ.

"ليا.." قلتُ بعدَما قررَ جسدِي أنْ يُعانِقَ الأرضَ مِن جديدِ مِنهارًا بوهنٍ، أودُ أنْ أتوقفَ عَنْ البُكاءِ و لكِنها لا تُساعِدُني.

"لمَ تركتِيني!"
أجل أنتُم مُحِقُون، أنا أبكِي الآن بقهرٍ.

"لمَ تركتِيني للفراغِ القاتِلِ هذَا و الوِحدة؟"
لا استطِيعُ أنْ أتوقفَ عَنْ البُكاءِ فأعذرُوني؛ أنتُم لمْ تُجرِّبُوا مرارةَ الفُقدانِ..

أنا مُحطمٌ بدُونِها، أُقسِمُ بأننِي لمْ أشعرْ يومًا بأننِي وحِيدٌ كما أشعرُ الآن، لمْ يكُنْ عليهَا أنْ تترُكَنِي أبدًا.

حسنًا أينَ طِفلاي؟ أينَ مَن تبقّيا لي؟ أينَ هاريسون و طِفلتِي المسكِينان..

"هاريسون.. ليا!" أستقمتُ و بدأتُ أصِيحُ في المنزلِ كالمُختلّين، أنا بالفعلِ مُختلٌّ بدُونِهم.

عُدتُ لأجلسَ علىٰ أرضيّةِ غُرفةَ المعِيشةِ و أنا اشعرُ باليأسِ يحتلّنِي،

أشعرُ بالغُربةِ، لا أعرِفُ أحدًا و كأننِي خرجتُ مِن روايةٍ و هُناك مَن أغلقَ الصفحةَ قبلَ أنْ أعُودَ..

أنا بالفعلِ هكذَا، هلّا أخبرنِي أيُّ شخصٍ كيفَ عُدتُ إلىٰ هُنا وحدِي؟ أينَ دُفِنتْ ليا و أينَ هاريسون و المولُودةُ؟ لا أفهمُ شيئًا و أُحاوِلُ أنْ أعصِفَ ذهنِي لأتذكرَ أيَّ شيئٍ لكِن أنا لا أتذكّرُ سِوىٰ تِلك اللحظاتُ المُؤلِمةُ و.. و.. لحظة!!

لا لا هذَا مُستحِيلٌ!

"هل مِن أحدٍ هُنا؟ آبيلا!" صِحتُ بأقوىٰ ما لديَّ، يجِبُ أنْ أفهمَ مالذِي يحدثُ لي قبلَ أنْ أفقِدَ صوابِي!

صمتتُ لوقتٍ بينَما أُفكِرُ في ما أمُرُّ بهِ حتىٰ قطعَ حبلَ فِكَري رنِين هاتفِي، إهتزازتُه عِند جيبِي جعلتنِي أنتفِضُ، حسنًا أنا أتمنّىٰ أنْ يكُونُ هذَا الإتِصالُ ذا إفادةٌ.

"تبًا!"
أنا لمْ أُلقِ الهاتِفَ بإرادتِي، و اللعنة لمْ أُلقِه بإرادتِي لأننِي لمْ أطلُبْ مِن هاري الميّت الإتصالِ بي!!

ليسَ لديَّ قُدرةً علىٰ الإمساكِ بالهاتفِ، نظراتِي الفزِعةِ تِجاهُه لا تسمحُ لي.

حسنًا لا يجِبُ أنْ يكُونَ ما أُفكِرُ بهِ صحيحًا، أنا أكرهُ حياتِي..

تركتُ الهاتِفَ يُصدِرُ صوتَ الرّنِين بينَما أنظرُ لهُ بريبةٍ، حتىٰ قررتُ أنْ أُجِيبَ في الرّنةِ الرّابعةِ،

وضعتُ الهاتِفَ علىٰ أذُنِي بعدَما أجبتُ و ظللتُ صامِتًا، مِنتظِرًا ظهُورُ أصوات الأشباحِ أصدِقاء هاري.

"ألنْ تتوقفَ عَنْ الدناءةِ ليومٍ واحِدٍ يا عاهِر!"
هل مسمُوحٌ للأشباحِ بأنْ يصرخُوا؟ لمَ يصرخُ هاري عليَّ؟ كيفَ يُحدِثُني؟

"هـ - هاري؟" خرجَ صوتِي مُتردِدًا جدًا بعدَما تجرّعتُ ريقِي، أنا لا أعلمُ ماذَا يجِبُ أنْ أفعلَ، ألمْ يمُتْ حقًا؟

"ما كُلُّ هذَا البرُود؟!" صاحَ مُجددًا، يجِبُ أنْ يُدرِكَ أننِي جديًّا لا أفهمُ شيئًا!

"ألمْ تمُتْ؟! ماذَا يحدثُ؟" تساءلتُ بهدُوءٍ.

"يحدثُ أمرٌ بسِيطٌ جِدًا.. فقَط زوجتُكَ تقبعُ هُنا بينَ الحياةِ و الموتِ و أنتَ تُحدِّثُني بكُلِّ برُودٍ." نبرتُه كانتْ هازِئةً و ساخِرةً جِدًا، هو و ليا معًا الآن في عالمِ الأمواتِ، هذَا ما يحدثُ.

"ماذَا قُلتَ!"
الأمرُ مُضحِكٌ جِدًا؛ أنا أُحادِثُ روحًا.

"سيّد عاهر مالك.. ليا هُنا في مُستشفىٰ بيتي سالبترير تُعافِرُ كي تُنجِبَ لكَ طِفلتَكَ، و لا يعلمُ أحدٌ هل ستنجُو أم لا، هلّا أتيتَ للاِطمِئنانِ علىٰ زوجـتِـكَ؟" صاحَ هاري في بدايةِ حدِيثَهُ ثُم أكملَ بلُطفٍ مُصطنعٍ في النهايةِ،

و حسنًا.. أنا أدركتُ كُلَّ شيئٍ الآن و ليتنِي لمْ أفعلْ، هذَا ما كُنتُ أُحاوِلُ تكذِيبَهُ؛

فكُلُّ شيئٍ بدا واقِعيًّا جِدًا، كُلُّ شيئٍ كانَ حقِيقيًّا و مُعاصِرًا، لمْ يبدُ أبدًا كحلُمٍ.. أو حتىٰ وهمٍ..

و لأننِي أدركتُ كُلَّ شيئٍ؛ علِمتُ أنَّ كلامَ هاري كُلُّه صحِيحٌ، أنا لستُ سِوىٰ عاهِرٍ. ليتَ حلُمِي هو الواقِعُ، فواقعِي الآن هو الغابةُ المُوحِشةُ بالنسبةِ لي، هو الكابُوسُ المُفزِع،

ليتنِي لمْ استيقِظْ، ليتنِي لمْ أُدرِكْ أننِي هُنا أقسىٰ مِما كُنتُ بأحلامِي، ليتنِي أدركتُ هذَا قبلَ أنْ أبدأَ في التفوُّهِ بكلمةِ ليتَ.. غيرُ النافِعة..

تحرّكتُ بصعُوبةٍ؛ جسدِي مُتخاذِلٌ و عقلِي لازالَ غيرُ مُستوعِبًا لمَ يحدُث..

"حسنًا يجِبُ أنْ أُسرِعَ كي لا أفقِدَها مُجددًا.." تمتمتُ مُحاوِلًا أنْ أُسرِعَ بعدَما مسحتُ عَبراتِي المُتساقِطاتِ و قدْ لفتَ شيئًا ما نظرِي بهاتفِي.

العاشِر مِن يوليو..
تارِيخُ اليومِ، و حسنًا هذَا مُختلِفٌ جِدًا، تبًا، أنا كُليًّا أكرهُ حياتِي، و أكرهُ كُلَّ شيئٍ جعلَ عقلِي الباطِن ينسجُ لي حياتًا أُخرىٰ بأحلامِي.

أتذكرُ أنَّ آخِرَ تارِيخٌ رأيتُه في الواقعِ كانَ السابِعُ مِن يوليو، هل أنا بقيتُ نائِمًا لثلاثةِ أيّام فعلًا؟

"كانَ الأمرُ واقِعيًا جِدًا واللعنة، أنا أكرهُ نفسِي!" صرختُ رُغمًا عنّي و ضربتُ المُقود أثناءَ قيادتِي، أجل أنا الآن في سيّارتِي.

زين، أدركتَ كُلَّ شيئٍ عدَا الشيئ الأكثرُ أهميّة، و هو الإنذارُ المُبهمُ كي تتوقفَ، كي تفِيقَ مِن غيبُوبتِكَ ...
أجل كانَ هذَا صوتُ عقلِي، و لأولِ مرّةٌ هو يقُولُ شيئًا صحِيحًا، هو و الجحِيم الأحمر مُحِق!

كفكفتُ دمُوعِي كي أرىٰ الطرِيقَ بصُورةٍ واضِحةٍ، لكِن حينَما وجدتُ حلًّا لهذَا.. عادتْ الفِكرُ لتُهاجِمَني، أنا مُشتتٌ!

كُلُّ شيئٍ كانَ مُجرّدُ حلُمًا، الواقِعُ هُنا أسوأُ بمراحلٍ مِن تِلك اللعنةُ التِي حدثتْ، و ليا مَن تدفعُ ثمنَ كُلَّ هذَا غاليًا الآن، كيفَ كُنتُ مُغيّبًا بهذَا الشكلُ المُفجِع؟

أوقفتُ سيّارتِي أمامَ تِلك المُستشفىٰ، ترجّلتْ و بدأتُ أتحرّكُ مُهروِلًا لأدخُلَ و أبحثَ عَنْ موظّفِي الإستقبالِ.

"ليا مالك!" تمتمتُ بسُرعةٍ لاهِثًا، فنظرتْ الفتاةُ لحاسُوبِها للحظةٍ و حينَما أنتهتْ هي نظرتْ لي و قالتْ: "غُرفةُ العمليّات رقم ٥ في الطابقِ السابِع."

أنا حتىٰ لمْ أنطقْ بكلِمةِ 'شُكرًا'، تحرّكتُ بسُرعةٍ غيرُ عابِئًا لإصتدامِي بالآخرِين؛ أُريدُ الوصُولَ للمِصعدِ و بالفعلِ..

لحُسنِ حظِي كانَ هُناك مِصعدًا فارِغًا لذَا أنا دخلتُ بهِ و ضغطتُ علىٰ الرقمِ بأسرعِ ما لديَّ.

حسنًا.. أنا لمْ أكُنْ مُستعِدًا لهذَا المنظرُ، حرفيًّا ما كُلُّ هذَا؟

أنا سأشرحُ لكُم الأمرَ.. ديلان و حبِيبتُه داڤيني يجلِسان علىٰ الأرضِ و التوترُ ظاهِرٌ علىٰ ديلان بالتحديدِ، أوه.. إيان و نينا هُنا، حُلُمِي لمْ يُفوّتْهُما. ليام و أندريا قرِيبا ليا، تبًا هذَا والِدُ ليا، و تِلك أُمِي،

و أخيرًا.. هاري يقِفُ بجوارِ البابِ الخاص بغُرفةِ العمليّاتِ بتوتُرٍ شدِيدٍ، مُمسِكًا بطفلِه بينَ يديه، هاريسون..

أجل أعلمُ أنَّ الأمرَ سيصدِمُكُم و لكِن هاريسون اِبنُ هاري بالفعلِ و مِن أمرأةٍ أُخرىٰ، ليستْ لـ --

أوتش!
وجهِي أرتطمَ بالأرضِ! اللعنة عليكَ يا هاري.

أتخيّلتُم الأمرَ أم أننِي مُضطرٌ لشرحِ كُلُّ شيئٍ هُنا؟ حسنًا أنا أرىٰ نظراتِكُم الغبيّات البلهاوات لذَا سأُخبرُكُم ببساطةٍ أنَّ هاري عِندما لاحظَ وجُودِي أقتربَ منّي و لكمنِي لأسقُطَ أرضًا.

صدِيقي المُقرّب يضرِبُني لأجلِ زوجتِي، ألمْ أُخبِرْكُم أننِي لستُ سِوىٰ عاهرٍ؟

إلهِي.. لازالَ عقلِي يُصوِّرُ لي أنَّهُ ميّتٌ أنا لا أُصدِقُ! أنا أدرِي بكُلِّ ما في الواقعِ و لكِن فِكَرِي تُسيطِرُ عليَّ.

رأيتُ ديلان يتحرّكُ بسُرعةٍ كي يمنعَهُ عَنْ لكمِي للمرّةِ الثانيةِ، فرفعتُ عينيّ و نظرتُ لأُمِي بعدَما نهضتُ و جلستُ بعِيدًا عَنْهُم جمِيعًا، كانتْ تنظرُ لي بخيبةٍ،

لكِنها علىٰ كُلِّ حالٍ تقدّمتْ و جلستْ بجوارِي، ثُم بدأتْ تربتُ علىٰ ظهرِي بهدُوءٍ.

"لمَ فعلتَ ذلِك يا بُنيّ؟" تمتمتْ بنبرةٍ مُعاتِبةٍ، فنظرتُ لها بعينيَّ الدامِعتينِ ثُم قُلتُ: "يا أُمِي أنا لمْ أكُنْ في وعيي.."

رفعتُ نظرِي حينَما شعرتُ بأحدٍ يركضُ نحونَا، أوه.. أنَّهُ لوك، شقِيقُ ليا، الوحِيد الذِي لمْ يزُرْ حلُمِي و لا أدرِي لمَ!

نظرَ لي نظرةً مُتوعِدةً كالتِي تلقيتُها مِن أبيهِ تمامًا، أنا منبُوذٌ الآن.

لمْ يتحدّثْ أيَّ شخصٍ بعدَ ذلِك، كُلُّ مِنا بقىٰ علىٰ وضعيتهِ حتىٰ فُتِحَ بابُ الغُرفةِ، و أخيرًا.

لمْ أشعُرْ بإنتفاضةِ جسدِي التِي جعلتنِي أقِفُ أمامَ المُمرّضةِ التِي خرجتْ بينَما تحمِلُ.. طِفلتِي! إلهِي..

"أينَ هو والِدُها؟" تساءلتْ المُمرّضةُ باِبتسامةٍ فتحدّثتُ سريعًا قائِلًا: "أجل، إنَّهُ أنا."

"يُمكِنُكَ حملَ هذِه الجمِيلةُ لبعضِ الوقتِ." أردفتْ بنفسِ الاِبتسامةِ فأقتربتُ أكثرَ و قبلَ أنْ آخُذَها قُلتُ: "ماذَا عَنْ ليا، أعنِي والِدتُها؟!"

"هل هي بخيرٍ؟" كانَ هذَا صوتُ ليام.
"طمئنِينا." تحدّثتْ نينا، إلهِي..

"هي بخيرٍ، ستُنقَلُ مِن غُرفةِ العمليّاتِ بعدَ لحظاتٍ." ردّتْ ناظِرةً لهُم جمِيعًا، فسمِعتُ كُلَّ تنهِيداتِ الرّاحةِ، و شعرتُ أنا بنِيرانِ قلبِي تنطفِئ، أنا لمْ أفقِدْها! واللعنة أنا لمْ أفقِدْ حبِيبتي!

أخذتُ الطِفلةَ مِن بينَ يدَيها بحذرٍ و وقفتُ أنظرُ لوجهِها مُتأمِلًا، مَن دفعَ الملائِكةَ للنزُولِ علىٰ الأرضِ؟

لا أُصدِقُ أنَّ هذِه طِفلتي، إنَّها آيةٌ مِن الجمالِ بحقِ كُلَّ شيئٍ!

لمْ أُركِزْ في نظراتِ هاري الناريّةِ المُوجّهةِ لي، و لا معِ همساتِ الفتياتِ مِن حولِي و اللاتِي مُتشوّقَاتٌ لأخذِها مِنّي، حتىٰ اِبتسامتةُ أُمِي لي أنا لمْ أُردْها لها،

كُلُّ ما فعلتْهُ هو أننِي رجعتُ بها للخلفِ و جلستُ علىٰ أحدِ المقاعدِ بعِيدًا بهدُوءٍ.

"قِطعةٌ مِن النعِيم أنتِ أم ماذَا؟" همستُ بهيامٍ بينَما أنظرُ لملامحِها بدِقّةٍ، مُتشوِّقٌ لرُؤيةِ عينيها لكِنها لمْ تفتحْهُما بعد.

"سحرتِيني كوالِدتكِ تمامًا يا صغِيرتِي!"
بدأتُ أُحرِّكُ سبّابتِي علىٰ خدِها لتُجعِّدَ وجهها و تتحرّكُ حركةً لا إِراديّةً، أنا لستُ قادِرًا علىٰ إخفاءِ اِبتسامتِي.

"مرحبًا بلانش، إنَّهُ دادي هُنا."
بلانش مالك، الاِسمُ لطِيفٌ! اختياراتُ ليا دائِمًا ما تكُون صائِبةً.

فتحتُ قبضةَ يدَها الصغِيرةِ لأضعَ سبّابتِي بداخلِها، و اِبتسمتُ بفرحةٍ حينَما أستجابتْ لي و قبضتْ عليهِ بأصابعِها الصِغار، لمْ أرَ بحياتِي ألطف مِن هذَا.

"آسِفةٌ علىٰ المُقاطعةِ، يجِبُ أنْ آخُذَها الآن لوالدتِها كي تُرضِعَها." رفعتُ نظرِي لأجِدَ نفسَ المُمرّضةِ تقِفُ أمامِي.

"نحنُ.. سنتقابلُ مُجددًا." قُلتُ باِبتسامةٍ ثُم نهضتُ و مددتُ ذِراعيّ للمُمرّضةِ، فأخذتْها.

"لقدْ خرجتْ ليا، نُقلتْ لغُرفةٍ عاديّةٍ أخيرًا." كانَ هذَا صوتُ أُمِي، لا يُوجدُ غيرَها في الرواقِ، تبًا أنا لمْ أحضرْ هذَا.

"هل هي بوعيها؟" سألتُ، فضحتنِي لهفتِي.

"أجل، و الآن يجِبُ أنْ نذهبَ لها." أمسكتْ أُمِي بيدِي ناوِيةً التحرُّكَ، فشعرتُ بإنقباضةٍ في صدرِي رُغم أننِي.. مُشتاقٌ لها، و أحتاجُها كالجحيمِ.

-

"أُختاه!" أنا رأيتُ لوك يركضُ نحوَ ليا بعدَما دلفنا للغُرفةِ، جلسَ بجوارِها حينَما اِبتسمتْ لهُ و قبّلَ جبينها ثُم حاوطَ كتِفيها، حسنًا زين أهدأ أنَّهُ أخُوها.

أنا أقِفُ الآن كشيئٍ شفافٍ، لا أحدٌ يُعطِي لي بالًا، حتىٰ ليا..

ليا.. حينَما دلفتُ للغُرفةِ هي نظرتْ لي نظرةً لنْ أنساها أبدًا، كانتْ مُنكسِرةً و خائِبةً، كانتْ ضائِعةً تمامًا، مِثلِي..

الآن كُلُّهم يُحاوِطُونها و يُداعِبُون طِفلتِي، و مرَّ الوقتُ ببُطئٍ و أنا صامِتًا، ليا تبدُو مُتعبةً جِدًا و لكِنها تُكابِرُ،

بالتأكيدِ آلامُ الرّحمِ تُتعِبُها، اللعنة عليَّ.

أوه، أهذِه أيضًا تُرِيدُون معرِفتَها؟

هذَا مُؤلِمٌ بالنسبةِ لي، فأنا.. أنا، حسنًا أنا في يومٍ ما مارستُ الجِنسَ معَها بعُنفٍ دُونَ رغبتِها، فتمزّقَ رحِمُها، و هي تُعانِي بسببِي الآن.

يُمكِنُني أنْ أحكِي لكُم الأمرَ ببساطةٍ بمَ أننِي لا أفعلُ شيئًا الآن ريثَما يتركُوا لي مجالًا لمُحادثتِها.

الامرُ في الواقعِ هُنا لا يُشبهُ حلُمِي كثِيرًا في البدايةِ كما أعتدتُوا. ليا صحفيّةٌ جاءتْ في يومٍ قبلَ عامينِ إلىٰ شركِةِ البترُول التابِعُ أنا لها، كانتْ تُريدُ إجراءَ مُقابلةً معَ مُدِيرِ الشركةِ و التحدُّثَ عَنْ بعضَ إنجازاتِها،

و مِن هُنا أنا عرفتُها، قدْ تبدُو الطرِيقةَ مُبتذلةً و تقليديةً بالنسبةِ لكُم، لكِنها أفضلُ بكثِيرٍ مِن الطريقةِ التِي عرفتُها بها في حلُمِي، رُغم الإثارةِ و الجنُونِ الذِين كانا بالأمرِ، أنتُم ما رأيكُم؟

سأختصرُ الكلامَ عَنْ الأوقاتِ التِي بقيتُ أُفكِرُ فيها و في لطافتِها، و عَنْ الطريقةِ التِي تواصلتُ معَها بها، عَنْ إعجابِها بي و عَنْ مواعدتِنا و أخيرًا زواجِنا، كُلُّ هذَا لنْ يكُونَ مُهمًا لكُم.

ما يهُم هو صداقتُها التِي تكوّنتْ مع هاري، صدِيقي المُقرّب. في البدايةِ فقَط لأكُونَ صرِيحًا هي صادقتْ ديلان كذلِك، لكِن عِلاقتُها بهاري دائمًا ما كانتْ تُثِيرُ الشكَّ بداخلِي،

الشكَّ هو السببُ في كُلِّ ما نحنُ بهِ الآن.

هي لمْ تكُنْ مُقرّبةً مِن ديلان كما هاري، علىٰ عكسِ الحلُمِ. لمْ يكُنْ بينهُما شيئًا سِوىٰ الصداقةِ، لكِن أنا لمْ أرَ هذَا أبدًا، رُغم كونُه مُتزوجٌ و يملكُ هاريسون!

لكِن موتُ زوجتُه بعدَ ذلِك جعلَ الأمرُ يزدادُ و يزدادُ، غيّبتنِي الغِيرةُ عَنْ الواقعِ و أعمانِي سُوء الظنِ؛ فتدهورتْ عِلاقتُنا.

أصبحَنا دائِمي الشِجار، كُنتُ أضايقُها بكلامِي الجارحِ، و أحيانًا كُنتُ أضربُها، أجل.. كُنتُ أفعلُ كُلَّ ذلِك و هي تحملّتنِي، توقّفُوا عَنْ سبّي رجاءً.

أُقسِمُ أننِي لمْ أتوقفْ لحظةً عَنْ حُبِها، و كُلُّ ذلِك كانَ بدافعِ الحُبِ، أعلمُ أننِي لا يجِبُ أنْ أُلقِي اللومَ علىٰ الحُبِ و لكِنّي أيضًا لمْ أفعلْ ذلِك بلا سببٍ.

في يومٍ ما جاءتْ و أخبرتنِي أنَّها حامِلٌ، ملأتْ السعادةُ قلبِي بالطبعِ و تحسّنتْ العِلاقةُ قليلًا، لكِن كما ملأتْ السعادةُ قلبِي.. ملأَ الغباءُ عقلِي فظننتُ أنَّ الطِفلَ هذَا سيكُون نتِيجةَ خيانتَها لي معَ هاري، أنا كُنتُ مُغفّلًا جِدًا!

حاولتْ أنْ أُخبِرَها أنَّها مِلكِي أنا فقَط و لكِن بطرِيقةٍ خاطِئةٍ أودتْ بها هي للدمارِ، تمزّقَ رحِمُها و أصبحتْ في خطرٍ، بسببِي.. و رُغم كُلُّ ذلِك أنا لمْ أتوقفْ عمّا كُنتُ أفعلُه، صدِقُونِي هذَا لمْ يكُنْ أبدًا بإرادتِي،

حاولتُ كثِيرًا أنْ أتغيّرَ لأجلِها و لأجلِ كُلُّ مَن أُحِبُهم، و فشلتْ، أنا فاشِلٌ في الحفاظِ علىٰ ما أُحِب، أصبحتُ فاشِلٌ في كُلِّ شيئٍ.

بالمُناسبةِ.. والِدُ ليا ليسَ شخصًا شرِيرًا أو فاسِدًا بل العكس، حتىٰ أنَّها تُحِبُه كثِيرًا، صوتُها حينَما أخبرتنِي أنَّها لا تتخيّلُ حياتَها بدُونِه لازالَ محفُورًا برأسِي،

كُلُّ ما في الأمرِ أنَّهُ كان يرفضُ علاقتِي معَ ليا بالبدايةِ، و لهذَا عِلاقتُنا ليستْ مِثاليةً علىٰ كُلِّ حالٍ، أعلمُ أنَّهُ يودُ قتلِي الآن.

قبلَ أنْ أفقِدَ وعيي في الثلاثةِ أيام الماضيةِ، كُنتُ مُنقطِعًا عَنْ الطعامِ، أشربُ الخمُورَ و فقَط، و آخِر شيئٌ أتذكرُه أننِي فقدتُ وعيي في الحانةِ،

لا أعلمُ مَن عادَ بي للمنزلِ، و لا أعلمُ بالتحديدِ لمَ فقدتُ وعيي لكُلِّ هذَا الوقتُ.

المهمُ الآن هو ذلِك الحلمُ، الرِسالةُ المُباشِرةُ التِي أرسلَها لي الربُ، يُخبِرُني أنَّهُ لا فائِدةٌ مِن الاِنتقاماتِ إن كُنّا سنفقِدُ مَن نُحِب.

الرِسالةُ في وقتِها تمامًا، فلولاها ما كُنتُ لأتوّقفَ أبدًا عَنْ الحقارةِ، أنا أعلمُ نفسِي جيّدًا. و لأننِي لستُ مُستعِدًا أبدًا لخسارتِها أنا سأتوقفُ، سأفيقُ مِن غيبُوبتِي لأجلِها و لأجلِ طِفلتي.

"زين، ماذَا يحدُث؟!" سمِعتُ صوتَ ديلان فأفقتُ مِن تفكِيري و نظرتُ لهُ بتساؤلٍ، مالذِي يحدثُ فِعلًا؟

"ما الأمر؟" سألتُ بهدُوءٍ فقالَ لي بسُرعةٍ: "أنتَ تبكِي!"

توسّعتْ عيناي بدُون إرادتِي في دهشةٍ، و حينَما رفعتُ نظرِي وجدتُ الكُلًّ ينظرُ لي، تبًا، عقلِي لمْ يستوعِبْ فِكرةَ فُقدانَها حتىٰ.

وجدتُهم بعدَ ذلِك ينظرُون لبعضهِم البعضِ و يتهامسُون، و بعدَ ثوانٍ نهضُوا جمِيعًا و بدأوا في الخرُوجِ مِن الغُرفةِ، هذَا جيّدٌ و لكِن أشعرُ بقلبِي يخفقُ فأنا لستُ مُستِعدًا.

"تماسكْ، و لا تخطأ لمرّتين." حاولتْ أُمِي في تشجيعِي هامِسةً بعدَما أمسكتْ بيديَّ، ثُم خرجتْ مِن الغُرفةِ و أغلقتْ البابَ.

قلبِي بدأَ ينبضُ بسُرعةٍ، و هي نظرتْ لبلانش غيرُ عابِئةً لوجُودِي، هذَا سيكُونُ صعبًا..

"أتشعُري بأيِّ آلام؟" هذَا كُلُّ ما خرجَ مِن شفتيَّ بهمسٍ، أنا مُتردِدٌ جِدًا الآن، رفعتْ رأسَها بعدَ فترةٍ و نظرتْ لي، و قبلَ أنْ تتحدثَ أنزلتْ نظراتِها للأسفلِ قائِلةً: "ليسَ تمامًا."

هذَا كانَ مُختصرًا جِدًا!

مسحتُ آثارَ عَبراتِي و سادَ الصمتُ لفترةٍ أُخرىٰ، أنا أنظرُ لها و هي تنظرُ لبلانش تُحاوِلُ تجاهُلي، لذَا أنا بدأتُ أقترِبُ ببُطئٍ و جلستُ بجوارِها،

فشعرتُ بها تُغلِقُ عينيها بتوتُرٍ، أو رُبما بنفاذِ صبرٍ أنا لا أعلمُ، ما أعلمُه أننِي لنْ أخرُجَ مِن هُنا قبلَ أنْ أُصلِحَ كُلَّ شيئٍ بيننَا.

"طِفلتُنا جمِيلةٌ." تحدّثتُ مُحاوِلًا أنْ أفتحَ حِوارًا، وضعتُ يدِي علىٰ خاصتِها برفقٍ لأشعُرَ بها تسحبُها بسُرعةٍ، تبًا.

"مسكِينةٌ؛ لنْ تُربىٰ بينَ والديها."
بقيتُ أعِيدُ الجُملةَ بعقلِي كثِيرًا حتىٰ أدركتُ ما تقصدُه، هذَا ما كُنتُ خائِفًا مِنهُ.

"أ-أتُريدين هذَا حقًا؟" أنا تحدّثتُ بصعُوبةٍ، لا أُصِدقُ الكارِثةَ التِي تتكررُ مُجددًا، بواقعِي.

"أُريدُ راحتِي، و كذلِك تقدِيري." ردّتْ عليًّ بهدُوءٍ فتجرّعتُ ما في حلقِي بصمتٍ.

بعدَما شعرتُ بقلّةِ الحِيلةِ أنا أقتربتُ و أستلقيتُ بجانبِها مُعانِقًا إياها.

"ليا.. أنا أُحِبُكِ، لا تترُكِيني!" توسّلتُها كما لمْ أفعلْ مِن قبلٍ مع أيِّ شخصٍ، فسمِعتُ ضحكاتِها العاليةِ الساخِرةِ.

"أعِدْ ما قُلتَ مرّةً أُخرىٰ."
الكلامُ يتكررُ، و لكِن بصيغٍ مُختلِفةٍ.

"أنا أُحِبُكِ.. فلا تترُكِيني!"
خرجَ صوتِي ضعِيفًا مُتحشرِجًا في تِلك المرّةُ أثرَ الدمُوعِ التِي بدأتْ تتساقطُ دُونَ إذنٍ مِنّي، أنا عاجِزٌ بدُونِها!

رأيتُها تنزِلُ رأسَها للأسفلِ و تُغطِي وجهَها بينَ يدَيها، اللعنة هي ستبكِي!

أعتدلتُ بسُرعةٍ و ضممتُها بحذرٍ إليَّ كي لا تتأذىٰ بلانش، الغرِيبُ في الأمرِ أنَّها أستجابت لي.

"كانَ عليكَ أنْ تُدرِكَ معنىٰ أننِي مُتعبةٌ و خائِفةٌ مِن كُلِّ شيئٍ، لكِنكَ أستصغرتَ ذلِك." تمتمتْ ضِد صدرِي بقهرٍ، و قلبِي يتقطّع.

"أنتِ لنْ تحصُلِي علىٰ راحتِكِ مع رجُلٍ غيرِي." تمتمتُ بجوارِ أذُنَها بعدَما باشرتُ في مُداعبةِ شعرَها، حسنًا أنا الآن تأكدتُ أنَّها لازالتْ تُحِبُني.

"لمْ أُردْ أبدًا رِجالًا غيركَ، و لمْ أُردْ أنْ أفتقِدَ شعُورَ الأمانِ و الرّاحةِ بينَما أنا معكَ، لكِن أفعالُكَ الأخِيرةِ جعلتنِي أُدرِكُ أننِي لمْ أكُنْ شيئًا مُنذُ البدايةِ." ردّتْ عليَّ مِن بينَ شهقاتِها، فليُخبِرْها أحدٌ أنَّ شهقاتِها كفِيلاتٌ بتعذِيبِي حتىٰ الموتِ.

"بل أنتِ كُلُّ شيئٍ هُنا، أنا آسِفٌ، رجاءً أنا آسِفٌ فلتُسامحِيني." أتمنىٰ مِن صمِيمِ قلبِي أنْ تفعلَ.

"كُنتُ فاشِلًا في إسعادكِ، و لكِنّي أُحِبُكِ جِدًا!" أردفتُ بعدَما صمتتْ هي و لمْ تُجِبنِي.

"أدركتَ الآن أنَّكَ مُخطِئٌ؟ هذَا مُتأخِرٌ جِدًا." تحدّثتْ ضِد صدرِي مُجددًا و لكمتْ كتفِي بقبضتِها.

"أعطنِي فُرصةً، فُرصةً واحِدةً فقَط و سأثبِتُ لكِ أننِي لستُ كما في السابقِ." طلبتُ مِنها بتوسُلٍ، سأتوسّلُها حتىٰ تملَّ و ترضىٰ.

حينَما صمتنَا للحظاتٍ قررتُ أنْ أقُصَّ عليهَا حلُمِي، حرفيًا أنا أخبرتُها بكُلِّ شيئٍ، لمْ أفوِّتْ موقِفًا أو حتىٰ كلِمةً، و هي كانتْ تستمِعُ لي بدهشةٍ، الأمرُ يستحِقُ الدهشةَ و الإستغرابَ.

"اللعنة، كيفَ قضيتَ علىٰ والدِي!" تحدّثتْ بتأثُرٍ شدِيدٍ و بدا الخوفُ علىٰ ملامحِها، هذَا مُضحِكٌ جِدًا لكِن الموقِفُ لا يسمحُ.

"حينَما كُنتُ أعملُ معَهُ سجّلتُ لهُ العدِيد مِن التسجِيلات الصوتيّةِ و التصوِيريّةِ دُونَ أنْ يدرِي، و جمّعتُ أكبرَ عددًا مُمكِنًا مِن الأوراقِ اللازمةِ لإثباتِ إدانتَهُ. أخذتُ كُلَّ هذَا و أعطيتُه لرئيسِه بالعملِ فعلِمتُ بعدَ ذلِك أنَّهُ.. أنَّهُ قطعَ رأسَهُ ليتخلّصَ مِنهُ."

وضّحتُ لها الأمرَ بدراما لأرىٰ أنَّها بالفعلِ تأثرتْ واضِعةً يدَها عِند شفتيها.

"ليا أهدئِي، هذَا كانَ حلُمًا!" قُلتُ فنظرتْ لي بحاجِبين معقُودين.

"كيفَ تفعلُ ذلِك بأبي؟!" سألتْ بصرامةٍ بعدَما لكمتْ كتفِي للمرّةِ الثانيةِ، و حسنًا هو آلمنِي بالفعلِ في هذِه المرّةُ، هي حتىٰ في صرامتِها و جدّيتِها تكُونُ لطِيفةً.

"هو كانَ لعينًا مُفسِدًا و قتلَ صدِيقي." بررتُ لها فتمتمتْ بسُرعةٍ في تحذيرٍ قائلةً: "زين!"

"حسنًا، أنا آسِفٌ."

"حتىٰ أنَّ هوسَكِ بـدوا ليبا قدْ ظهرَ لي في حلُمِي!" قُلتُ بعدَما تذكّرتُ أمرَ الحفلةِ و ما حدثَ بعدَها.

"حقًا؟" هي أنتفضتْ بحماسٍ بعدَما تحدّثتْ و ضمّتْ كفيّها عِند صدرِها لأتسمّرَ أنا للحظاتٍ أمامَ جمالِها، و حينَما لاحظتْ ذلِك هي أنزلتْ رأسَها للأسفلِ خجلًا لأشعُرَ باِبتسامتِي التِي نمتْ؛ هي بدأتْ تمِيلُ مُجددًا.

أخبرتُها بأمرِ الحفلةِ في إسبانيا، و حينَما تذكّرتُ ما حدثَ بعدَها أنا بكيتُ رُغمًا عنّي.

"ربّاه، هل جديًّا رأيتُ دوا في حلُمِكَ؟ أودُ تحقِيقَ هذَا في الواقعِ!" تذمّرتْ بعدَما رجعتْ برأسِها للأسفلِ مُستنِدةً علىٰ الوِسادةِ.

"يُمكِنُنِي تحقِيقَ هذَا." قُلتُ ببساطةٍ فنظرتْ لي باِبتسامةٍ و شعرتُ أنَّها تُحاوِلُ إخفاءَها.

رفعتْ رأسَها و نهضتْ بحذرٍ ثُم جلستْ، شعرتُ بيديهَا تلمِسان وجهِي.

"مهما حدثَ.. أنا لا يُمكِنُني رؤيةَ هذَا." تمتمتْ بينَما تمسحُ آثارَ دمُوعِي عَنْ وجهِي، فأستغللتُ الفُرصةَ و قبّلتُ باطِنَ يدَها لأشعُرَ برجفتِها، لازالَ تأثِيري عليهَا قويًّا.

سحبتْ يدَها و وجّهتْها للسريرِ الصغِيرِ المُلتصِق بسرِيرِها حيثُ بلانش التِي بدأتْ في البُكاءِ، هي نقلتْها أثناءَ حدِيثنا.

"حبِيبتِي بلانش." تمتمتُ بعدَما نظرتُ لها بينَ ذِراعيّ ليا، فاِبتسمتْ ليا بينَما تتعرّىٰ ثُم قالتْ: "لازلتَ تتذكرُ الاِسمَ.."

"أعِدُكِ أننِي سأكُونُ أبًا جيّدًا." وعدتُها بعدَما وضعتُ يدِي علىٰ كفِّها، فأرتطمَتْ يدَها الأُخرىٰ بكفِّي ثُم قالتْ بحِدةٍ هامِسةً: "و كُنْ زوجًا جيّدًا كذلِك."

لمْ أقدِرْ علىٰ منعِ ضحكاتِي مِن الظهُورِ، ثُم أقتربتُ لأُقبِّلَ وِجنتَها فابتعدتْ هي فورما فعلتُ.

"سأُخرِّبُ وجهَكَ الجمِيلِ." حذّرتْ بعدَما أظهرتْ لي أظافرَها، تبًا.

"هل أنا جمِيلٌ بالفعلِ؟" سألتُها بخُبثٍ فأدارتْ عينيها بمللٍ ثُم قالتْ: "لا، مُؤخرتِي أجملُ مِن وجهِكَ."

"أوه، هذَا يُدغدِغُ يا فتاة!" كِدتُ أنْ أرُدَ عليهَا لكِنها حوّلتْ نظراتِها لبلانش في ثوانٍ لأنظُرَ لها أنا كذلِك، تذكّرتُ المرّةَ الأولىٰ التِي أرضعتْ فيها هاريسون و اِبتسمتُ،

أنا لا أدرِي لمَ كانَ هاريسون طِفلَها في حلُمِي، و لكِن هاريسون هُنا في الواقعِ مُتعلِّقٌ بها جِدًا.

"بلانش تُشارِكُني عملِي الآن." تأففتُ و عقدتُ ذِراعيَّ أسفلَ صدرِي، فصمتتْ هي قليلًا بعدَما قرنتْ حاجِبيها، و حينَما أدركتْ ما أقصدُه قالتْ بسُرعةٍ: "أنتَ سافِلٌ."

"أوه، أنظُرِي.. هي تفتحُ عينيها، آه الأزرق الساحِر!" تحدّثتُ بسُرعةٍ بعدَما فتحتْ عينيها بهدُوءٍ. نظرتُ فيهُما بهيامٍ بعدَما لاحظتُ لونَهُما فأغلقتْهُما.

"زينٌ صغِير بعينين زرقاواتَين، هي تُشبِهُكَ في كُلِّ شيئٍ و كأنّكَ أنجبتْها وحدكَ!" تحدّثتْ بقرفٍ أعلمُ تمامًا أنَّهُ مُصطنعٌ و لذِلك أنا قهقهتُ بقُوّةٍ.

"ليا.. أتتذكرِي متىٰ أعترفتُ لكِ بحُبي؟" سألتُ باِبتسامةٍ مُسترجِعًا الذكرياتِ، فصمتتْ هي قليلًا ثُم قالتْ: "أجل، بالسابعِ مِن سبتمبر مِن عامِ ألفين و سِتةَ عشرَ، في الحاديةِ عشرَ مساءً بمدِينةِ الملاهي."

"اللعنة، أنتِ تتذكرِين كُلَّ شيئٍ!" تمتمتُ بدهشةٍ و توسّعتْ عينيَّ، فقالتْ هي بسُرعةٍ: "لا تلعنْ أمامَ طِفلتِي!"

"حسنًا.. أتذكُري أولَ شيئًا أهديتُكِ بهِ؟" سألتُ مُجددًا فاِبتسمتْ هي بهدُوءٍ، أنزلتْ رأسَها للأسفلِ ثُم رفعتْهُ مُجددًا.

"أنتَ أهديتنِي زين.. زين المرِح و المُتفهِّم، الرزِين الذِي يُحِبُ بصدقٍ، زين الواثِق و العاشِق، المجنُون و حتىٰ السافلَ المُنحرِف، أنا أتنفّسُ هذَا الزين، هذِه أولُ هديةٌ حصلتُ عليهَا مِنك، و أفضلُ هديةٌ قدْ حصلتُ عليها بحياتِي."

كُنَّ كلِماتٌ بسِيطاتٌ بحقٍ، و لكِنهُن لامسنَ أعماقَهُ و دواخِلهُ، أشعرُ و كأننِي علىٰ وشكِ البُكاءِ.

أنا الآن أصبحتُ أكثرَ قُربًا مِنها، حاوطتُ كتِفيهَا بذراعِي و عانقتُ بلانش في الأسفلِ، قبّلتُ رقبتَها ثُم قُلتُ: "هذَا الزين سيعُودُ قريبًا جِدًا، لأجل عيناكِ فقَط."

"قُلْ لي أنَّكَ تُحِبُنِي، أعنِها؛ أودُ حقًا سماعَها كما سمِعتُها في أولِ مرّةٍ." طلبتْ مِنّي بعدَ صمتٍ مُرِيحٍ قدْ طالَ بيننَا، فقبلَ أنْ أضعَ شفتيَّ علىٰ خاصتيهَا أنا تمتمتُ قائِلًا:

"أُحِبُكِ، و دائِمًا فاشِلٌ في إخبارِكِ بهذَا."

Continue Reading

You'll Also Like

620 160 5
ينتشرُ بين النّاسِ مفهومٌ خاطئٌ عن معنى الإبداع، فليس كلّ مَن كتب قصيدةً أو قصةً أو رسم لوحةً...إلخ يسمى مُبدعًا، الإبداع الحقيقي هو الخروج عن كل ما...
27.6K 2.9K 22
لمسه كان يسبب الإدمان وكان النيكوتين هو الإدمان الوحيد الذي سمح لـنفسه به TAEKOOK FANFICTION JK TOP The Cover By @_luvMEME_
27.2K 1.1K 26
كتب والدها الحبيب بعد وفاته وصية سرية قد تقلّب حياتها رأسًا علي عقب وتذهب بها نحو الجحيم. وصيّة واجبة التنفيذ. بقلم/سامية صابر.
47.1K 5.6K 40
-ايام فيريند ويز ذا امونستر ذاتس أندر ماي بيد. =ليه يختي و انتي مخاويه؟ Story featuring:@perrieledwardsxxx (رواية كوميديه) نصيحة: يُرجي عدم تأخير ا...