"أعتقد بأننا ولدنا ونحن نعلم تمامًا ما الّذي يجب علينا فعله.
ثم ضاع ذلك منا عند كُل صديق قابلناه، أو نص قرأناه، أو شعور فهمناه للمرّة الأولى."
ماري:"هوسوك أعطني ألريمونت أريد مشاهدة ألمباراة"
قالت وهي تحارب للوصول أليه من بين يدي هوسوك.
هوسوك:"بعد أن تنتهي ألمسلسل هذه"
صراخهما ملئ ألصالة.
كاي:"تباً هل تبادلتم أرواحكم أم ماذا!"
وقف يحدّق بغرابة.
هوسوك:"طفح ألكيل حسناً"
صرخ هوسوك وهو لا يزال يرفع ألريمونت للأعلى بيده،أخرج هاتفه بيده الأخرى وبدأ ينقر بعض الأرقام.توقفت ماري عن ألمقاومة مستغربة.
ماري:"ماذا تفعل"
وضعت يدها فوق خصرها حانقة.
قرّب ألهاتف لأذنه:"أتصل على شرطة الأطفال"
....
"Hey"
هو قال بهدوء داخلاً غرفة ألمشفى.رددت له ألتحية بنبرة مماثلة وأنا أجلس فوق ألكرسي مقابلة أمي.أقترب وجلس على ألكرسي بقربي.
عطره أنتقل بسهولة داخل ألغرفة ألساكنة.
"أنتِ تعلمين..بشأن ما قالته ألساحرة"
بقيت أنظر لأمي وهو يتكلم،هو الآخر لم يكن ينظر لي.
"لا أريد أن أضغط عليكِ،أعلم أنه ليس بأمر هيّن ولكنه سيكون فقط أمام ألجميع،دمائنا تمتزج في ألقداس،أضع علامتي عليكِ وكل شيء سينتهي.لن يحدث شيء بعدها لا تخافي"
"لستُ خائفة"
رأيته بطرف عيني وهو يُدير وجهه لينظر لي.
"أشعر أن جميع الأشياء مبعثرة،أبي،أمي،قصة ألرابط تلك وكوني لست بشرية،والآن موضوع ألزواج.هل تعلم أن جدي أتصل قبل قليل وأضطررت أن أكذب عليه وأخبره أن كل شيء على ما يرام وأنه لا بأس أن أطالوا سفرتهم قليلاً،عندما سألني عن أمي أخبرته أنها نائمة.لم أكذب بهذا ألجزء،أعني هي تبدو كالنائمة بسلام أليس كذلك؟"
"ليس لكِ أي ذنب بشأن أي شيء حدث.ألحياة تختار دائماً وقتاً معيناً لتكديس أثقال هائلة فوق كاهلك.لا أريد أن أخبركِ أنها ستصبح وردية بعد ذلك وما شابه ولكن فكري بالجانب الأيجابي،والدتكِ ممكن أن تستفيق في أي لحظة،لديكِ قوة خارقة ولم تختبريها حتى الآن،تعلمين أن أباكِ في مكان قريب من هنا حيّ وبصحة جيدة وأخيراً أنت ستتزوجين أوسم رجل في ألانحاء هذه"
ضحكت لا أرادياً ونظرت له.
"وأخيراً.تباً لا تجعليني أخوض خطاباً كهذا مجدداً"
تنهد وأتكئ على ظهر ألكرسي براحة.أبقيت نظري نحوه متنفسة براحة.
"أتعلم،أنتَ شخص جيد،تتظاهر بكونك عكس ذلك ولكنّ هذا لا ينطلي علي،تعتقد أن جرح من حولك سيخفف من ألالم ألذي بداخلك ولكنه يجعل الأمر أسوأ"
أدار رأسه ألمستند على ألجدار قليلاً لينظر ألي دون أن يتحرك جسده.حدّق بي بسكون.
"أنتِ لا تعرفين أي شيء عني"
هدوء نبرته جعلت صوته يخرج ثقيلاً.
'سأعرف،أن جعلتني فقط'
أدركت أني قلت هذا بداخلي عندما بقيّ يحدق بي.
"أنتَ لا ترتبط،نسيت؟فكيف زواج!"
غيّرت ألموضوع وأنا أستعيد مرارة أليوم الذي أخبرني به هذا.
"أخبرتكِ أنه سيكون مزيف"
أومئت له.مرّت لحظة صمت بيننا.ثم أستدرت نحوه:"أريد أن أتحول،أنت تعلم..لذئب.أريد تجربة ذلك"
طيف أبتسامة صغيرة جداً لاحَ على طرف شفته ألوردية.
"كل شيء بوقته،لنذهب الآن للمنزل"
أستقام من ألكرسي بعد أن مسح على فخذيه.
"أخبرنا ألطبيب أن حالتها مستقرة وسيعلمونا في حال حدوث أي شيء.لن تساعدي ببقائك هنا هيا"
تنهدت ناهضة من جلستي،ذهبت لتقبيل رأس أمي وهو سبقني لخارج ألغرفة.
وجدته واقفاً عند باب ألمشفى يحمل مفاتيح ألسيارة بيده،فور أقترابي هو فتح ألسيارة وأصبح داخلها.
"خذني للمنزلي،أريد ألتفكير بصفاء بعيداً عن الأخرين"
أخبرته وأستندت على نافذة ألسيارة ألتي بدأت قطرات ألمطر ألخفيفة بالأنزلاق فوقها.
رصفَ ألسيارة أمام باب منزلنا وترجّل هو معي.
"يمكنك ألدخول حتى يتوقف ألمطر"
عرضت عليه عندما بدأ ألمطر يصبح غزير.أبتسم بجانبيه:"لم أكن ذاهباً بالأساس"
تخطاني وهو يخطف ألمفتاح من يدي ويفتح ألباب ألخشبي.
"هل ستبقى هنا؟"
تبعته للداخل بعد أن أنتبهت أنّي أقف تحت ألمطر وأنا أراه يدخل للمطبخ،فتحَ أحد خزانات المطبخ،أخذ نظره عليها ثم أغلقها.
"عليكِ أن تعتادي هذا،سأصبح زوجكِ قريباً"
غمز وهو يخرج سيجارة ويشعلها بأستخدام كبريت ألمطبخ متكئاً على ألكاونتر خلفه.هل من ألطبيعي أن أشعر بأن ألمكان يتقلّص.
"قميصكِ شفاف"
قالها دون أن يحرّك عينيه بعيداً عن عيناي وهو ينفخ ألدخان الأبيض.نظرت بسرعة لصدري ألذي كان تقريباً واضحاً بسبب ألقميص ألرطب.غطيته بيداي وأعطيته نظره قبل أن أتجه للأعلى.
تنهدت عند دخولي غرفتي أقفل ألباب خلفي.خلعت ملابسي وأخذت حماماً سريعاً قبل أن أنزل مرة أخرى للأسفل.كان يجلس فوق الأريكة أمام تلفاز ألصالة.ضوءألتلفاز يجعله نقطة ألضوء في ألمكان.يرفع ساقه أليسرى فوق اليمنى وأزرار قميصه مفتوحة بأجمعها،تحيطه غيمة دخان أبيض بسبب سيجارته.
"ألفلم يفوتكِ"
أنتشلني من شرودي وهو يطالع ألتلفاز.رمشت مرات عديدة وذهبت لأجلس لمشاهدة ألفلم أيضاً.كان أحد ألافلام ألتي لا أُفضّلها لذلك أسترقت نظرات بين ألحين والآخر له.
"ماذا؟"
قال عندما أنتهى ألفلم وأنا أنظر له.
"هذا ممل"
حدّقت به أُكور شفتاي للداخل.أطفئ ألتلفاز من جهاز التحكم بجانبه مما جعل ألضوء ألخفيف ألداخل من ألنافذة يُنير جانب وجهه وهيئته فقط وينعكس ألبعض فوقي أيضاً.
"هل فكرتي بالموضوع؟"
أعتدل من أتكائه على الأريكة.هززت رأسي مُحدقة بالسيجارة بين أصابعه ألمختّمة.
"كيف يكون وضع ألعلامة لم أفهم عندما قلت ذلك سابقاً"
هو أخذ آخر نفس من ألسيجارة وضغطها ضد ألطاولة لتنطفئ ثم رماها من ألنافذة.أنزل قدمه من فوق الأخرى وشابك اصابعه معاً.
"سيكون بمثابة ألتعليم بأنّك تعودين لي،ولا أحد يمكنه ألاقتراب منكِ والاهم من ذلك سيوقف نوبات الالم هذه"
أقشعر جسدي لكلماته ونظرت ليدي:"هل سيكون مؤلماً؟"
همسَ:"سأحرص على ألاّ يكون كذلك"
أبتلعت لعابي عابثة بأصابعي.
"لماذا لم أشعر من قبل بأني خارقة،أعني حتى لو كنت،كيف سأخرج تلك ألقوة من داخلي وأستعملها؟"
"لا تحتاجين ألى أخراجها لتستعمليها،عليكِ فقط ألتركيز وتعلم ألسيطرة عليها،ليس الآن.لاحقاً سيكون هذا سهلاً"
أومئت ونهضت من أريكتي لأجلس فوق خاصته.
"سأوافق على ألزواج بشرط"
ضحك بخفة وجعله ذلك يبدو ساحراً جداً:"وما هو؟"
حمحمت:"أريد أن أجرب تدخين سيجارة"
أبتسامته أختفت شيئاً فشيء
"أريد أن أجرب مذاقها"
لسانه دفع جانب خده ناظراً نحو أصابعه ألمتشابكة:"لا تدخين،ولكن لدي طريقة كي تعرفي مذاقها"
"كيف ذلك!"
همهم وأستدار نحوي ببطئ.تسائلت عمّا يفعل ولكنّ عندما أقترب مني أكثر جاعلاً رائحة ألسجائر تنتقل لي أدركت الأمر.
نفسه ألمُشبع برائحة ألنيكوتين مُمتزجاً بكولونيا جسده أصطدمت بأنفي عندما أصبح أنشاً واحداً هو ما يفصلنا عن بعض.
توتري من قربه جعلني أشد على طرف قميصه ألذي لامس يدي لا شعورياً.شفتيه لمست شفتي بقبلة صغيرة.أبتسم وحاربت كي تبقى عيناي مفتوحة،يده أتجهت وراء رأسي وعاد يقبلني مرة أخرى،ساقه أرتفعت فوق ألاريكة تجعله يميل نحوي أكثر.مذاق ألدخان أصبح داخل فمي وثقله جعلني أستند للخلف أكثر.
"حسناً طعم مرطب شفتيكِ قد أُستبدل الآن بالدخان"
قال بأنفاس متقطعة صدري وصدره يرتفعان ويهبطان بشكل طردي وسريع.
"أنا موافقة"
يدي لا تزال داخل شعره. عيناه تناوبت النظر لكلتا عيناي.
"أنا موافقة..لنتزوج"
حدّق بعيناي بشفتان متفرقتان و..منتفختان.
ثم عاد يقبلني أقوى.
"بعد أن رفع جسده ألواهن من فوقها همهمَ لاهثاً:أغمضي عينيكِ عندما تقبليني،لا أحب أن تريني مهزوماً"