{ اللورد }

By oOmamao

1.3M 102K 38K

. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزل... More

« 1 »
« 2 »
« 3 »
« 4 »
« 5 »
« 6 »
« 7 »
« 9 »
« 10 »
« 11 »
« 12 »
« 13 »
« 14 »
« 15 »
« 16 »
« 17 »
« 18 »
« 19 »
« 20 »
« 21 »
« 22 »
« 23 »
« 24 »
« 25 »
خاتمة

« 8 »

47.5K 3.9K 1.2K
By oOmamao

دخلتُ إلى الغرفة بعد إنتهائي من حمامي المسائي وقد إرتديتُ روبي المنزلي فوق قميص نومي، لايزال شعري مبتلًا لكنني مع ذلك رفعته بمساعده آنّا التي دخلت ورائي.

وجدنا إليزابيث لا تزال تجلس أمام طاولة زينتها بينما تقوم سارا بتسريح شعرها البني الطويل ببطء وحذر، إلتفتت إليزابيث لتنظر ناحيتنا بينما توجهت  لطاولة زينتي التي تقع بالجهة الأخرى من طاولتها. قامت آنّا التي وقفت خلفي بفك عقدة شعري وجعله ينسدل على كتفي وينحدر حتى أسفل ظهري ثم بدأت بتجفيفه بحذر بينما كنتُ أضع بعض المرطب على وجهي.

إنتبهت في المرآة أن إليزابيث كانت قد إلتفتت في كرسيها ومعها سارا وهما تنظران ناحيتنا بفضول فتسألت بنظراتي عن سببه لتجيب بسؤال قائلة:
" لم لا تسديلن شعرك إزابيل؟ "
" مستحيل إن الجو حار ولا أريد لشعري أن يزيد من الحر "
" يمكنك التحمل فهكذا ستصيرين أكثر جمالًا، أليس كذلك آنّا؟ "
" أخبرتها مرارًا أنستي لكنها تصر أن ترفع شعرها خلال فصل الصيف "

قالتها بينما كانت تعصر في شعري بالمنشفة لتنهي تجفيفه ثم تأخذ الفرشاه وتبدأ بتمسيده.

" لا أظن أن الوضع سيتغير لو أسدلته فهو ليس مستقيمًا وجميلًا كشعرك إليزابيث "
" يا إلهي لقد عدنا مجدداً لهذا الهراء سأفعل أي شيء لأحصل على شعر مموج كشعرك إزابيل، يبدو كحمم اللافا "

كتمتُ وآنّا ضحكة للمصطلح الذي إستخدمته وتسألتُ أين سمعت بحمم اللافا من قبل.
" أقدّر كلامك إليزابيث سأفكر في ذلك "

أنهيت الحديث وقد بدأت أدلك جسدي بالزيت لكنها لم تكتفي بعد وتابعت قائلة بعد أن إنتهت سارا من تسريح شعرها:
" عليك جعله ينسدل في حفل ليلة بعد غد سيندهش الجميع من التغير الذي سيرونه، يمكن لـسارا أن تقوم بعمل تسريحة لك فهي أمهر من آنّا في ذلك "
تنهدتُ من إصرارها ومجددًا قلتُ:
" سأفكر في ذلك "

لم تعجبها إجابتي ورأيت شفتها تُزم في غيظ. إستأذنت سارا بعد تمنيها لنا ليلة طيبة وبقي ثلاثتنا. لم تبارح إليزابيث مِقعدها وقد كانت تفكر.

لابد أنها مثلي تذكرت الجو المربك الذي كان عليه عشاء هذا اليوم والذي جعل الجميع يشعرون ببعض الضيق.

تأخر اللورد ورفاقه في عودتهم واضطر الخدم لتأجيل العشاء حتى عودة سيدهم واكتشفت حينها أن لا أحد يعلم أين ذهب ثلاثتهم وعندما سأل ستيفنز بيتر عن وجهتهم تماطل الأخير وأخبره أنهم سيعودون في أي لحظة.

نصف ساعة بعد الوقت المخصص للعشاء وبينما كان الجميع في الصالة المرافقة لغرفة الطعام وصلت عربة الماركيز ولم يطل الأمر حتى دخل برفقة إرنست والسيد والانس إلى الصالة معتذرين بشدة عن تأخرهم ومفصحين أخيرًا أنهم قد ذهبوا لإحضار ضيف جديد من ضيوف اللورد.

تلفت الجميع من حولهم فلم يدخل أي أحد برفقتهم ليخبرنا اللورد أن ضيفه متعب وقد قرر النوم مباشرة لذلك لن نلتقيه إلا صباح الغد.
رأيت الإستغراب على وجوه ضيوفه كما لم يبدو ستيفنز سعيدًا لكونه لا يعلم شيئًا أيضًا.

وبينما كان اللورد يرافق السيدة باكنتوم إلى مقعدها إقترب ستيفنز وطلب بأدب أن يأخذ مكان السيد باكنتوم ليكون أقرب لشقيقه ووسط إستغراب الجميع تحدث ستيفنز قائلًا بجدية:
" لماذا لم تخبرني بوصول ضيف جديد! "
" لم أجد الفرصة المناسبة ستيفنز ولو سمحت.. لنناقش هذا لاحقًا "
قالها بإبتسامته الدبلوماسية لينهي الموضوع إلا أن ستيفنز قال بإصرار:
" من هو هذا الضيف؟ "

بدا أن اللورد كان منزعجًا فقد أغمض عينيه كأنه يعد للعشرة وسط صمت مربك من ضيوفه، نظرت من مكاني ناحية إرنست وقربه جلس والانس كانا يهمسان سويًا وعلى غير العادة لم ينتبه لي إرنست فعاودت نظري ناحية اللورد الذي أجاب أخيرًا:
" إنه هاري.. هاري ماكينزي "

إسم لم أسمع به من قبل وكذلك بدا أن الجميع لم يعرفوه إلا أن ملامح ستيفنز تغيرت للحظة لإمتعاض واضح لكن سرعان ما إبتسم وهو يهز رأسه متفهمًا ثم وبسرعة إلتفت ناحية السيد باكنتوم معتذرًا عن تصرفه الوقح قبل قليل وطلب من الخدم أن يبدأوا بتقديم الطعام.

ورغم محاولته لتلطيف الجو خلال العشاء إلا أنه بدا واضحًا أن اللورد كان منزعجًا أو على الأقل كان يفكر في أمر ما بعمق شديد حتى أن والدي اضطر لتكرير كلامه مرتين ليسمعه.

بغض النظر أن ما يشبه شجارًا قد حصل بين الأخوين بلاك وود كانت تلك أول مرة أرى بعيني حديثًا يجمعهما.
كانا يقفان قرب بعضهما يجلسان في كرسيين قريبين لكن ولا مرة خلال الأيام الماضية رأيتهما يتبادلان حديثًا.. امامي على الأقل.

بسبب الجو المتكدر أثناء العشاء ذهب الجميع ليناموا مبكرًا بعده وقد تعلل الرجال بتعبهم بعد البولو هذا الظهر، إعتذر اللورد مجددًا عن تأخره ثم إختفي في الممر الذي يؤدي إلى جناحه المفصول عن بقية المنزل.

أردتُ الذهاب والحديث مع إرنست عن ما حصل لكنه كان قد ذهب إلى غرفة التدخين برفقة والانس وبقية الشباب، تذمرت دون فائدة ثم ذهبت لأستعد للنوم.

زفزت إليزابيث نفسًا ثقيلًا ثم قالت وهي تنظر لنفسها في المرآة مجددًا:
" أرجو أن لا يكون الغد مشحونًا أيضًا أكره ذلك "
نظرت إليها عبر المرآة وقلت:
" لا تقلقي أظن أن الأمور ستهدأ "
همهت إليزابيث لنفسها ثم إستدارت إلي متسائلة:
" هل أخبركِ إرنست أي شيء عن هذا هاري ماكينزي الذي ذكَره اللورد؟ "
" كلا.. ليس كثيرًا"
" ما الذي أخبرك به عنه؟ "
" أنه يعمل في البحرية الملكية  "
" البحرية الملكية... "

رددتها إليزابيث بإستغراب ثم سرحت في أفكارها وهي تنظر إلى لوحة معلقة في الحائط لتقول بعد برهه:
" رغم أنني لم أقابله بعد إلا انني لم أحبه "
" تعلمين أنه يجب أن لا تصدري أحكامًا على الناس قبل مقابلتهم "
" لقد كان السبب في تغير الجو بين اللورد والسيد ستيفنز! ومن الواضح أن السيد ستيفنز لا يحبه "

لم أعلق وقد وافقتها في سري لكنني لم أحب الحديث في موضوع ليس لنا دخل به فقلت لأغير الموضوع:
" أرى أن علاقتك بـالسيد ستيفنز جيدة للغاية "
" تظنين ذلك؟؟ "
سألت ببهجة اتضحت في ملامحها، تعانق حاجباي قليلًا وأنا أجيبها:
" نـ.. نعم "
" جيد "
همست بها لنفسها بحماس فأدرت عيني هازئة بها لتقوم آنّا بلكزي بالفرشاة حتى أحترم أختي.

تجاهلتها ثم تذكرت أمر الرواية التي اعطاني إياه اللورد أغسطس سابقًا، أخرجتها من أحد الأدراج وقرأت عنونها مجددًا _ في مانشيستر _ لم أكن أعرف أي شيء عنها فشعرت ببعض الفضول لأعرف عن ما تدور.
بدأت قراءتهاه في هدوء بينما لا تزال آنّا تسرح شعري وإليزابيث سارحه في مالا أود معرفته.

كنتُ قد قلبتُ الصفحة العاشرة مع نهاية آنّا من عملها ومع معرفتي لما ستدور عليه أحداث الرواية، قلت جاذبه نظر الفتاتين في الغرفة:
" إنها تتحدث عن قصة حب بين خادمة ونبيل "

توقفت آنّا عن توضيبها لأدواتها ونظرت ناحيتي. وتوقفت إليزابيث في منتصف سيرها ناحية سريرها ونظرت ناحيتي ثم مالبث أن قالت ضاحكة:
" ما هذه القصة المبتذلة التي تقرأينها؟ "

في الحقيقة كانت هذه نفس رده فعلي، فأنا ظننت أنها ستكون شيئًا مميزًا وليس موضوع مستهلكًا في الأدب الإنجليزي.

" لقد أعطاني إياها اللورد "
" اللورد بلاك وود!!  واو لم أظنه يقرأ مثل هذه التفاهات "
قالتها إليزابيث وهي تستلقي وتتدثر بغطائها لتردف فجأة وهي تنظر لـ آنّا:
" لا أقصد أي إهانات آنّا "
إبتسمت آنّا قائلة:
"  لا داعي للإعتذار أنستي "

رغم أن آنّا لم تتأثر إلا أنني رمقت إليزابيث بدلًا عنها شذرًا  فهي كانت من المؤيدين للغاية أن الطبقة النبيلة يجب أن تظل نبيلة دون أي تداخل مع العامة.

تمنت لنا آنّا ليلة طيبة قبل أن تخرج كنتُ قد عدت للقراءة عندما قالت إليزابيث محذرة من مكانها تحت الغطاء:
" إزابيلا غرين.. يجب أن تنامي وأطفئ الأنوار "

تنهدت، ذهبت وأطفاءت الأنوار إلا أنني أشعلت الضوء المرافق لطاولة الزينة وتابعت القراءة هناك حتى لا أزعج إليزابيث.
سأقرأ قليلًا حتى يغلبني النعاس.
هذه كانت الخطة لكنني لم أتقيد بها.

نهضت إليزابيث جالسة وقد إنسدل الغطاء إلى حجرها، رفعت يديها عاليًا وهي تدلك في جسدها ثم تثاءبت. بدأ ضوء الشمس يظهر في الأفق وأصوات العصافير المبكرة دخلت عبر النافذة.

إلتفتت لتنهض لكنها توقفت عندما وجدت سريري لا يزال على حاله من الليلة الماضية، حولت بصرها لتجدني لا أزال جالسه في الكرسي أمام طاولة التزيين وقد كنتُ منحيك على الكتاب من ليلة البارحة.

أطلقت إليزابيث صيحة إستهجان فيّ و نزلت بسرعة وهي تقترب مني قائلة:
" إزابيلا غرين لا تقولي أنكِ قضيتـ... "

لم أسمح لها بالإكمال وقد رفعت راحة يدي امام وجهها لأجعلها تتوقف عن الكلام دون أن أبعد نظري عن أخر صفحة من الرواية. مرة أخرى أبدت إليزابيث إستهجان كبيرًا لسلوكي لكنني لم اهتم فما أمامي أهم بالتأكيد.

بعد أن أنهيت أخر كلمة أطلقت تنهيده كبيرة وعدت بظهري إلى الخلف وأنا أشعر بنشوة كبيرة بعد قراءة شيء بهذه الروعة.

عندما نظرتُ إلى إليزابيث بعد برهة وجدتها قد وضعت يدًا فوق الأخرى وساقها تتحرك بعصبية بينما لم تبشر عيناها بالخير أبدًا، إبتسمت لها رغم ذلك:
" صباح الخير إليزابيث "

" هل أنتِ غبية!؟ كيف تسهرين طوال الليل وأنتِ تقرأين ؟ أنظري لعينيك .. أنظري لكل هذه الهالات لن تختفي بسهولة وغدًا لدينا حفل لنحضره هل أنت غبية أم ماذا؟! "

كررت غبية مرتين وقد كان الشرر يتطاير من عينيها. نظرت إلى نفسي في المرآة ووجدت الهالات بالفعل بعض هالات تغطي أسفل عيني لكن لا يهم تستحق الرواية كل هذا التعب.

لم أرد على إليزابيث وأنا أنهض ثم أتوجه بخطوات تعبه ناحية سريري:
" إزابيل ما الذي تفعلينه؟ "
" كما ترين.. أنام "

تغطيت وأغمضت عيني المتعبتين والرضى يغمرني، إلا أن إليزابيث جاءت وأبعدت عني الغطاء قائلة:
" هل أنتِ غبية؟ - المرة الثالثة - يجب ان نبدأ إستعدادنا. الإفطار بعد ساعتين فقط"

" لستُ جائعة إليزابيث أريد النوم فقط "
قلتها وأنا أشد الغطاء منها وأعاود الإستلقاء، تنهدت إليزابيث و قالت أنها غير مسؤولة عني وذهبت تأخذ الروب المعلق قرب السرير ثم تخرج.

عندما إستيقظت كانت الشمس قد أشرقت تمامًا، لا أظن انني قد نمتُ كثيرًالكن بما فيه الكفاية، تثاءبت ونهضت لأجد آنّا تجلس على كرسي التزين خاصتي تنتظر وقد وُضِع على الطاولة صينية طعام مغطاه.

" صباح الخير أنسة إزابيل، هل نمتِ جيدًا؟"
" صباح الخير آنّا أشعر بالراحة الأن. كم الساعة؟ "
" إنها العاشرة .. "
أخذت آنّا سطل المياه ومعه منشفة فغسلت وجهي ثم قالت:
" لقد أوصى اللورد بتجهيز إفطارٍ لك وإحضاره لغرفتك ريثما تستيقظين "

قالتها بينما إقتربت من الصينية الأخرى وفتحت الغطاء لأجد إفطاري.
" ما الذي قالته إليزابيث لتبرر غيابي؟ "
" قالت الحقيقة. وأتعلمين ما كانت رده فعلهم؟ "
همهتُ لنفسي ثم أجبت:
" لابد أن والدتي غضبت وشعر والدي بالـ.. خجل مني؟ ولابد أن إرنست ضحك أيضًا "
" لم يكن إرنست الوحيد الذي ضحك "
" من أيضًا؟ لورا؟ "

بدت آنّا غريبه وهي تكتم ضحكة:
" الجميع يتحدث عن ذلك حتى الخدم قالوا أن اللورد وعندما سمع أنكِ قضيت الليل كله تقرأين في رواية إنفجر بالضحك "

إنعقد حاجباي لما قالت، وحاولتُ تخيل اللورد يضحك للحظة لكنني هززت المنظر من رأسي وقلت:
" ولم قد يضحك ؟ "
" لا أدري "

لم تعجبني نظرتها المتلاعبة فتجاهلتها وبدأت تناول طعامي بينما سألتني آنّا عن الرواية.

إستغرق تناول الطعام طويلًا إذ أن حديثي عن الرواية أخذ مني وأغلب الوقت وانا أشرح لها عن مدى روعتها.

بعد ساعة ونصف كنتُ قد تجهزت لأخرج العالم. ذهبت آنّا بعد أن أخبرتني أن الفتيات في الصالة الخلفية يلعبن الورق.

سرتُ على مهلي بين الممرات قبل أن يقطع أحدهم طريقي بينما كان يخرج من غرفة ما ولم يكن سوى اللورد أغسطس والذي ما إن وقعت عيناه علي حتى إبتسم قائلًا:
"صباح الخير  هل نمتِ جيدًا؟"
" صباح الخير سيدي اللورد ونعم لقد نمت بما فيه الكفاية "
" إذًا أفهم من سهرك طوال الليل أنها قد أعجبتك؟ "
" للغاية. لم أتوقع أنها ستكون مميزة هكذا ليست كأي رواية قرأتها من قبل "
" لهذا هي المفضلة لدي.. أنا أيضًاظننتُ في البداية أنها لن تكون مميزة لكن إيميليا ..."

عند ذِكر إسم زوجته توقف اللورد عن الحديث لبرهه قبل أن يكمل بحماس أقل:
" .. لكن إيميليا أصرت علي أن أقرأها ولم أندم "
حاولت التظاهر أن كل شيء على ما يرام وأنا أقول:
" هذا صحيح شعرت بنفس الشيء "

إبتسم اللورد مجددًا لكن دون أن تصل الإبتسامة لعينيه، كانت هذه أول مرة أسمع يذكر إسم زوجته وقد كان هذا غريبًا، قال قبل أن يبتعد:
" يجب أن أذهب إلى هاري هو الأخر فوت الإفطار لذلك أريد إحضاره لاعرفه على الجميع "
" حسنًا إذًا، أراك لاحقًا وشكراً على الرواية "
إبتعد اللورد وراقبته وهو يسير وحيدًا.

أطلقت نفسًا ثم عاودت مسيري وأنا أنظر للأرض متوجه للغرفة حيث الفتيات وقد شغل تفكيري المنظر الذي بدا عليه اللورد.

لم أكن  الوحيدة التي قضت الليلة بدون نوم كما  يبدو، فقد كان هذا واضحًا مع تلك الخطوط الداكنة تحت عينيه. خطوط إعتدنا رؤيتها عليه ولم تعد غريبه إلا أنها اليوم يدت أكثر وضوحًا.

مرة أخرى قطع أحدهم سيري عندما سأل قائلًا من زاوية البهو حيث كنت:
" عفوًا يا أنسة.. أيمكنك إخباري أين أجد غرفة المعيشة الكبيرة؟ هذا المنزل كبير للغاية أكاد أقسم أنه يزداد حجمًا كلما زرته!"

رفعت بصري ناحية من تحدث فقد كان صوته جديدًا علي.
ببذله بنية وربطة عنق بلون البيج جسد ممشوق وطويل وأكتاف عريضه شعر أسود كثيف ولحيه وشارب بنفس الكثافة وقف أمامي هاري ماكينزي.

لم يكن من الصعب معرفته فبنيته تدل على عمله الشاق في البحرية. إقترب وهو لا يزال ينتظر ردًا مني، لأجيبه:
" إنها في نهاية هذا الرواق على الجهة اليسرى "
" شكرًا لكِ حقـ .."

لم يكمل وقد تمعن للتو في ملامحي ليردف قائلًا:
" هل أنتِ شقيقه إرنست؟ "
" نعم، أخته التوأم بالأصح "
" واو.. يا إلهي الكريم.. "

قالها هاري ماكينزي مندهشًا وبنبرة مرحة أضاف:
" .. لهذا تتشابهان تمامًا، كأنك إرنست لكن بثوب!. كما أنكِ أقصر قليلًا ولديكِ نقطة على الوجه .."

رغم كوني في العادة لا أحب هذه التعليق الذي حفظته لكن إستعماله لكلمة 'نقطة' لوصف الشامة على وجهي جعلني أحبس إبتسامة بأن أطبقت على شفتي معًا وأنا أنظر ناحيته شعر السيد ماكينزي بالربكة ثم قال معتذرًا:

" أسف لقد قلتُ شيئاً غير لائق دائمًا ما أفعلها ولم أعرّف عن نفسي أيضًا عتذر لعدم ذوقي معكِ. إسمي هاري.. هاري ماكينزي صديق قديم لأغسطس "

قال أغسطس دون استخدام لقب وقد مد يده لي، لأصافحه قائلة:
" وانا إزابيلا غرين سعدتُ بمقابلتك سيد ماكينزي "
" هاري فقط لو سمحتي فالسيد ماكينزي هو والدي "

هززتُ رأسي متفهمه فلطالما قال إلمر نفس الكلام.
" لقد قابلتُ اللورد أغسطس قبل قليل وقد كان متوجهًا لمرافقتك "
" حقًا؟ لا بأس سيجد الغرفة خالية وسيعود "

بدأت بالسير برفقته فالغرفة حيث الفتيات قريبة من وجهته، تحدث هاري أثناء سيرنا عن هذا المنزل وأنه قد ضاع كثيرًا من قبل.

ضحكت كثيرًا فحديثه ونبرته المرحة العالية تدخل البهجة إلى القلب، كما أنه كان يتعامل معي بكل أريحيه كأننا نعرف بعضنا من قبل وقد اعجبتني تلقايئته نوعًا ما.

وفجأة وبينما نسير خرجت ماتيلدا برفقه إليزابيث من غرفة وقد كن يتحدثن بإندماج فلن ينتبهن لنا لكنهن كن واضحات لنا خاصة إليزابيث وقد بدت اليوم مشرقة بثوب أخضر مزين بنقوش وخطوط ذهبية وقد رفعت شعرها البني في جدائل بينما زينت أذنها أقراط ذهيبة أيضًا.

وفجأة مرة أخرى سمعت قَسَماً يخرج من فم مرافقي ثم اتبعه قائلًا وقد سقط فمه إندهاشً:
" من هذه الجميلة؟ "

نظرت إليه بحاجب مرفوع سائلة:
" أيهما تقصد؟ "
أجاب ببديهيه كأن سؤالي غبي:
" الملاك الذي يرتدي الثوب الأخضر يا إلهي لم أرى من هي أجمل منها "

صدرت مني ضحكة وأنا أسمعه يتحدث هكذا عن أختي إليزابيث. ضحكتي لفتت إنتباه الفتاتين لتقترب إليزابيث قائلة:
" أخيراً إستيقظتي صباح الخير ... "
ثم أردفت وهي تنظر بريبة لمن كادت عيناه تخرج من مقلتيها وهو يراقب تحركاتها:
" ومن هذا؟ "
" إسمي هاري .. هاري ما كينزي أنستي الجميلة "

أجابها هاري بنفسه وهو يمد يده لها، تكور فهمها وهي تتذكره، نظرت إليه متفحصه وأستطيع أن أعرف أنه لم يعجبها ثم مدت يدها قائلة:
" وانا إليزابيث غرين أهلًل بك سيد ماكينزي "

رأيت هاري ينظر ناحيتي وقد فهم أنها اختي أبعدت إليزابيث يدها عنه ثم أقبلت ماتيلدا وهي تعّرف عن نفسها أيضًا، لم يعطها هاري الإنتباه اللازم وهو يراقب في أختي وقد شعرت هي بذلك وأبدت عدم راحة واضحًا.

وقبل أن يتصرف هاري أي تصرف أخر جاء صوت اللورد من خلفنا قائلًا
" هاري أنت هنا وأنا أبحث عنك "
" أغسطس أول مرة لا أكون سعيدًا برؤيتك "

قالها بكل صراحة والإنزعاج في وجه، لم أستطع تمالك نفسي وإنفجرت ضحكًا بينما أبدت الفتيات  الإستغراب وكذلك اللورد الذي حول نظره من صديقه إلي، ليقول:

" أرى انكن قد تعرفتن على صديقي هذا يا أنساتي "
" نعم لقد دلتني الأنسة إزابيل على مكان تواجد بقية الرجال وقد كنتُ في طريقي إلى هناك "
" هذا جيد إذًا لنذهب... قبل أن تقول شيئاً محرجاً "

أضتف بقلق لأعلق بعد أن تمالكن نفسي قليلًا:
" فات الأوان "
رمق اللورد صديقه بنظرات منزعجة رد عليها هاري بنظرة برئية كأنه لم يفعل شيئًا، ثم قام اللورد بجره بعيدًا عنا.

________________

حقائق فيكتورية:
أخيرًا هناك نساء الطبقة الفقيرة،
وهن يأتين من أقصى درجات
الفقر ويقمن بالأعمال الوضيعة،
كالعمالة والخدمة وأي أعمال
أخرى تتطلب مجهودًا جسديًا.

هؤلاء النساء غالبًا ما يبقين
عازبات طوال حياتهن لأن
أعدادهن كانت أكبر من
  الرجال في نفس الطبقة.▫

⭐ & 💬

”سبحانك اللهم وبحمدك
نشهد أن لا إلا أنت
نستغفرك ونتوب إليك“

Continue Reading

You'll Also Like

5.6K 351 5
ﺃنَا ﺍلوَجع ﺍلذِي لَا يبكِي ﻭَ لَا يشكِي ﻭَ لا يرجُو مِن ﺍلله شِفَاء ! ﺃﻧَﺎ ﺍﻟﺠَﺤِﻴﻢ ﺍﻟﺬِﻱ احتَضن نَار جَهنم دُون رِداء ! انا الشيطان الذي رجموه وشت...
56.5K 3.1K 23
༺ هم و أنا ༻ حيث كيم تاي الفتي اليافع واللطيف يقذف في حلقة زمنه إلي جسد رجل اخر في الماضي (قبل 600 عام) يدعي تايهيونغ ، كان تايهيونغ قاسي وانا...
862 83 7
تبدأ روايتنا من كتاب حصلت عليه بطلتنا من سيده غريبه، سيغير مجرى حياة ميريلا إلى الأبد و تبدأ سلسلة الأحداث المشوقه، فيا ترى ماذا سيحدث.....؟ _بدأ ال...