( كومينت'ز بليز T.T ؟ )
" عذراً ؟ عذراً ؟ ... أنت تعترض الطريق "
كان هناك صوتٌ يسحبه من أقصى المكان.
" مرحباً ؟ تسك .. عذراً ! "
هذا ليس تأثير الأرض شديدة البرودةِ حتماً , لا أبداً كان هناك-...
–فرّق بصره ببطء–
آه يا رباه لقد كان نائماً بالفعل ؟! حسناً لك-.. لكنه قد نام لوقتٍ طويلٍ حقاً !!
( اللعنه !! اللعنه مرتين لما لم أنتبه على حالي ؟؟!! سُحقاً لقد تناسيتُ الوقت كلياً !!! )
لعن نفسه مراراً ! كان يُفترض بها أن تكون مجرد قيلولةٍ لا أكثر لكنه قد إستسلم لنفسه !!!
رفع جسده بهدوء ! إلهي القدير هذا الجسد قد بات هشيماً !! كيف يعقل أن ينام على الأرض القاسية شديدة البرودِ دون أن يُزعجه ذلك ؟؟!! مالـ-....!! سُحقاً !!! وجهه قد تورم أكثر و-...!!! اللعنه لقد نام لوقتٍ طويلٍ بحق !!!!!
( تسك ! أين أنـ-... )
-رفع رأسه و تلفت حوله ضد السقف مع تعابير نومٍ طائشه-
( آه المكتبه صحيح ~~ تسك ~~ بدايه عامٍ دراسيٍ مجيد !~~ )
" أنت تعترض الطريق .. "
لم يكن إنتباهه مُرَكَزاً بذلك القدر عندما جذبه صوتُ لهجةٍ إنجليزيةٍ بجواره فجأةً ، إلتفت سريعاً و لمح الطرف الآخر حتى أخمصِ قدميه قبل أن يعود لفرك مؤخرة شعره في الآن الذي ضلّ بهِ يُجعد -مع تكشيرةِ نعاسٍ متمرده- بعينه اليُسرى المُغمضةُ بإهمال.
" هل تحتاج لمساعده ؟ "
كرر الصوت من جديد , آه حسناً لقد استوعب كيونقسو أخيراً بأنه على أرض الواقع , أنزل رأسه و فرك عينيه مع إبهامه و سبابته .. مُحزنٌ كم كان متعباً ويُعاني من قلّة نومه-...
" ... "
" ... "
-أحس فجأةً بتحركات الطرف الآخر بجواره-
( ؟؟؟ )
هذ-.. هذا-...
" .. "
" .. "
البدلة الطبيةُ باللون الأزرق و اللهجةُ المكسوره ..
الشعر البُندقي المُسرّح للأعلى , تلك القامةُ الطويلة و الأنف البارزُ عن موضعه , أعينٌ مستديره مع طبعاتٍ من ملامح الحماقةِ تُغطيها , شفاهٌ صغيره , عظام وجنتانِ بارزتين , حاجبان مصفوفان منسجمين مع فكّه الحاد وأخيراً بطاقةُ قسم الجامعةِ الرسميةِ المُعلّقةِ أعلى الُعنق.
–إبتسم الطرف أمامه –
" استيقظت أخيراً ؟ "
محلَق به دون أي إستجابه , بالكادِ يقدرُ على الرؤية ..
" .. "
" لقد اخترت البقعةَ الخاطئه من المكتبه , أنا أحتاج للرف العلوي بأكمله ويالا خيبتك .. كنتَ تعترضُ الطريق. "
.....
هو لا يزال نائماً أم-...
لوّحت اليدُ الصغيره أمامه " مرحباً ؟ مُستيقظ ؟ "
....
هـ-... هل حقاً هو نامَ لوقتٍ طويل أعني-...
( اللعنه ~~ لم يكن ترامادول ؟~ تسك ..~~ لا لم يكن كذلك ~ )
كان أحمقاً و صحيح ! هذه المرةُ الأولى التي يجد بها نفسه مع هذا اللون من الحماقه !! لك-لكن الأمر قد صدمه مبدئياً الإستيقاظ من النوم فجأةً على هذه الصوره كان فقط مفاجئٌ لا أكثر !!! آه اللعنه فقط اعتذر و امض في دربك لقد سببت الضيق بما فيه الكفايه !!!
سحب حقيبته من على الأرض عندما كان الطرف الآخر يعكف قدميه ضد صدره تحديقاً بصورته النائمةُ سابقاً !!
قال !! : " آه عذراً ! لم أفترض سأسبب هذه الفوضى لقد سرقتني اللحظةُ وحسب ! "
ضحك الطرف الآخر قليلاً وحاصر بيديه على جانبي ركبتيه.
" تنام في المكتبةِ ولا تفترض إحداث الفوضى ؟ "
" آسف "
" يظهر لي أنك تمر بيومٍ عصيب ، لكنها بدايةُ العام .. خزّن طاقتك ... " كمش الطويلُ بعينيه قليلاً مجعداً حاجبيه عندما ألصق تحديقاته ضد الملزمةِ المُلقاة-....!!
لا !!! اللعنه هذ-..!!! لقد ارتكبَ جريمته أعلى هذه الملزمة منذ فتره !!!!!
سحبَها سريعاً !! بدأ بحمل حاجياته على عجلٍ ودفعها بإهمالٍ داخل حقيبته العتيقه !!!
" دو كيونقسو ؟ "
" .. "
ضحك. " إلتقطت الاسم على عجل .. "
" رباه أنا ضائعٌ حقاً !~ "
ضحك الطرفُ أمامه قليلاً. " واضحٌ جداً .. "
" .. "
" .. "
وقف على عجل ! حمل حقيبته و وازن جسده مع تنهيدةٍ تهرب من أقصى حنجرته , الشابُ الطويلُ أمامه تبعه ليقف عن محله فقط لتتدلى من عُنقه بطاقة الجامعةِ الرسميه.
" آسيوي ؟ " سأل عاقداً بحاجبيه.
" همم ؟ نعم ... "
" هذا عظيم ! لا أقابل الكثير من الآسيويين هنا ! "
" آه .. "
" ياباني ؟ "
" كوري.. "
" بجديه ؟! "
" ؟؟ "
" رائعٌ مرتين !أنا كوريٌ أيضاً! "
" هذا ... هذ-هذا رائع. "
" سيئول ! و أنت ؟ "
ما-...
لما يسأله عن موطنه ؟
ه-هو لا يمانع بالإجابه لكن هذا قد بدا سريعاً بطريقةٍ ما هه-هو حتى لا يعرف أي أرضٍ تحمله الآن , استيقظ من نومه وحسب فقط ليسأله أحدهم عن ....
.... عن نفسه.
فرّق شفتيه مُجيباً بأكبر قدرٍ من الهدوء. " سيئول. "
" واه ! هذا مثيرٌ للعجب .. سيئول و سيئول ! "
لم يكن معتاداً على تبادل أطراف الحديث مع الغرباء ، هو فاشلٌ حقاً عندما يجيء الأمر لهذه الأمور لكنه يقابل شخصيةً مندفعةً في التعرف عليه وهذا فقط بطريقةٍ ما جعله مقيداً !!
( مالذي أفعله هنا على كلٍ ؟! يفترض بي الذهاب !! )
كان على وشك المغادرةِ بالفعل ، كيونقسو كان بصدقٍ لا يعرف طريقةً للتعاطي مع الأمور لذا فكّر :
( حسناً .. ح-حسناً سأوقف الحديث عند هذا الحد ! لقد اعتذرت على مضايقتي للطريق لذا-.. هذا كافٍ صحيح ؟ )
عندما شرع بالمغادره قاطعته يدُ الطرف الآخر أمامه !
هل-...
" كيم جونق إن ، طالبٌ من قسم الطب المجاور "
" ... "
كان شاباً.
الشخصيةُ التي أيقظته من غفوته لم تكن غير شابٍ يتجوّل في المكتبةِ بحثاً عن كتبٍ في مجال دراسته الطبيه.
هو .. هه-هو كان يُحاول مصافحته فقط ؟
ولقد كان يتحدث الكوريةَ للتو أيضاً هذا-... ه-هذا يبدو مفاجئاً ..
فرغ ذهنه من أي شيءٍ آخر و بات يحدق بـ ذراع الطالبِ أمامه قبل أن تحثه الإبتسامةُ العريضةُ لمصافحته.
مُصافحه ...
من بين جميع البدايات , جميع بداياته التي رسمها لهُ القدر لم تزوه بدايةً ( عاديةٌ ) تماماً مثل الآن ...
لاحقاً .. هل سيتساءل كيونقسو عن كيف تبدو البدايات العادية ؟ بدايات الأشخاص العادين في حياتهم ؟ ... هل ( المصافحةُ ) بدايةٌ لا نهايةَ لـ ( قصتها ) ؟
" كيم ..؟ "
كمش عينيه مبتسماً " كيم جونق إن كيم جونق إن ."
" أأ-.. آه نعم. "
" أقوم بأعمالٍ تطوعيه في فترات الإستراحةِ من دروسي , أنا أعمل في عيادة الجامعةِ في الخلف .. "
حاول الإتزان ~ هذا الشابُ لم يستيقظ حقاً .. " هذا .. جيد. "
" .. "
" .. "
" .. "
" .. "
هو بالفعل كان يُصافحه ..
–كيونقسو حرّك سبابته–
لم يكن مُرتاحاً , على الإطلاق هو لم يكن كذلك .. أراد أن يتخلص من قبضةِ الآخر له لكن .. الثرثرةُ التي يحظى بها بنو البشر طويلةٌ جداً بقدرٍ لن يعيه كيونقسو أبداً.
–نظر جانباً–
" طب الأسنان , أنا أيضاً أقوم ببعض الفحوص تحت إشراف أساتذتي. "
" .. "
نظر جانباً من جديد ، هو لن يترك يده ؟ كيون-كيونقسو حقاً لا يحب التلامسات المفاجئه ولا يحب إطلاقاً أن يتساءل بهذا العُمق عع-عن كيف تبدو يدا أحدهم ضيقةٌ جداً مع خاصته.
" أوه ! أنت .. أنت رياضي ؟ "
أنزل يده لا يُفرقها عن الآخر , الطالب من قسم الطب لا يزال يملك يد الجليدِ في حوزته .. تلك بالتأكيد مجرد عادةٍ لكنها لا تُناسب الأشخاص من نوعِ كيونقسو أنت تعرف ...
" آه نـ-نوعاً ما .. "
" مالذي تفعله ؟ يدك قويةٌ جداً. "
......
الشاب .. جونق إن صحيح ؟ .. شعر بقبضةِ كيونقسو فعلاً ؟ ..
كيونقسو نظر نحوه .. لم يكن حقاً يجده ... مألوفٌ أن يسأله أحدهم بتلك الطريقة, أ-أو أن يشعر بشيءٍ ما يخصّه .. كيونقسو اعتقد هذا الشاب حذقٌ كفايه ليُدرك رائحة البانجو –والتي افترضها كيونقسو الترامادول– أو .. يلحظ غرابةً بشأنه لكنه ...
لم يفعل ..
" مالذي تُمارسه ؟ هل احزر ؟ "
" أأ-.. آه .. مـ-مُلاكمه. "
أومأ رأسه بإعجاب. " هذا مثير , لا أعرف أحداً يُمارسها .. "
أوه ..
رفع كتفيه بلا حيله . " حسناً .. "
ضحك الطالب قليلاً. " لكني أعرف واحداً الآن. "
( يـ-... يعرف ؟ مالذي-... هو قابلني للتو و-... م-ماقصته بحق الرب ؟ )
" هل تُمارسها منذ زمن ؟ "
" ن- ... نعم. "
" هذا مثيرٌ جداً , لاشك أنت محترفٌ إذاً .. أوه ؟ لكنك في قسم الآداب ؟ "
" ؟؟ "
ضحك. " كُتُبك التي تُطل علي الآن قالت ذلك "
حسناً .. هذا الطالب لم يكشف أمره ؟ لم يُدرك بأن كيونقسو منتشٍ بطريقةٍ ما ؟
طال الوقتُ عليه , المُصافحةُ ليست نوعه .. التلامس مع الآخرين لم يكن أبداً .. شيء.
كيونقسو لم يُحب ذلك , ظن هو يجب أن يلعب الدور ليُخفي حقيقةَ انتشاءه قبل أن يُدرك الطالب حقيقته فيرتفع اسمه لتقع مًصيبةٌ عليه لن يقدر جيمس لي على إخراجه منها , لذا .. هو أحس بيديه تتعرق , ولم يكن ذلك ناجماً عن توتره أو أياً مما تعتقده لكن .. يد الطالب الطبيب كانت ساخنةٌ جداً لذا كيونقسو ضل ينظر نحوها , يرفع خنصره تارةً و يُحرّك ابهامه تارةً يبعثُ برسالةٍ للآخر كي يستجيب .. مسح أنفه يتأكد من نظافته بعد جولته ذات الثواني القصيرة وعاد يُحرك أصابعه .. هذا الطالب حقاً لا يزال يتحدث ؟! لما قد يتحدث مع شخصٍ غريبٍ عليه و-....!! ألم يذكر هو يريد الوصول لأحد الكتب أو أياً كان !!
قهقه برفق. " أي تناغمٍ شاذٍ هو ذلك ؟ قسم الآداب مع المُلاكمة ؟ "
" آه .. لم ... لم أفكر بذلك يوماً. "
" حظاً موفقاً إذاً , أعني في الآداب و الملاكمة .. "
" نعم شكراً و .. وأنت أيضاً , في الأعمال التطوعيه و طب الأسنان. "
أومأ ثم تابع مُبتسماً " هل تساعدني في تجميع بعض النقاط من أجل التخرج سريعاً ؟ "
" ؟؟ "