" جونكوك " صدي الصوت يملأ المكان المظلم حوله
" جونكوككك " تعالي الصوت
فتح عيناه بصعوبه علي وجه صديقه المذعور و هو يضرب وجهه بخفه ظناً منه أن صديقه قد مات غرقاً و رمته الأمواج للشاطئ مره أخري !
" أين أنا ؟ " همس جونكوك بصعوبه محاولاً فتح عيناه
" ياإلهي لقد أخفتني " قالها نامجون بسرعه و هو يعانقه
" ماذا حدث ؟ "
" جئت لأخذك لم أجدك في المنزل فتذكرت أنك قلت أنك ستكون علي الشاطئ .. جئت و وجدتك مُلقي علي الشاطئ تتنفس بصعوبه و مبتل للغايه ! "
" ياإلهي "
...
في اليوم التالي
" ما الذي تقوله يا صديقي ؟ أنت بالتأكيد كنت تتخيل فأنت كنت علي مشارف الموت، أما الفتاه فربما غرقت أو خرجت و هي من أخرجتك علي الشاطئ ! و أنا أميل لذلك الحل "
" ربما " قال ثم همس " لكن أقسم إني رأيت حوريات "
" و لكن الفتاه كانت رائعة الجمال نامجون أنا لا أستطيع أخراجها من رأسي "
" جعلتني أريد رؤيتها من حديثك عنها يا فتي " قالها نامجون ضاحكاً
" ياليتك تراها " قالها شارداً
انهي الأثنان نزهتهم القصيره و صعد نامجون مع جونكوك ليطمئن عليه
" كما قلت لك لا تذهب لهناك ليلاً مره أخري " حذره نامجون
" حسناً لا تقلق "
ذهب نامجون بعدما أطمئن علي صديقه و قرر أن يعود له بالغد بعد العمل ليطمئن عليه
و لكن جونكوك ! بالطبع كما توقعتم هو كاذب.. فبمجرد أن نزل نامجون قرر جونكوك أن ينزل لأسفل مره أخري
جمّع أشيائه مره أخري و نزل للبحر ثانيةً
هو حتي لا يعلم لما نزل فبالتأكيد هي لن تغرق كل يوم ! و لا يظن أنها ممكن تأتي حتي و لكن شيئاً ما قد جذبه للجلوس هناك مره أخري
كما أنه يعلم أن ما رآه تحت الماء حقيقي تماماً فكانت الحوريات تنظرن له و تبتسمن أبتسامات غريبه أثارت الخوف في نفسه
كما أن خروجه مبتلاً من الماء يدل علي أن ما حدث حقيقي فعلاً
جلس لبعض الوقت أمام المياه مستعداً لأي شئ .. و لم يطل الأنتظار كثيراً فبالفعل سمع صراخاً من داخل المياه !
هو يعلم جيداً أن ذلك ليس طبيعي بالمره أن تغرق الفتاه مرتان و في نفس الوقت.. يعلم تماماً أن هناك خطأً ما و لكنه مصمم علي رؤية الفتاه مره أخري مهما كان الثمن
دخل بسرعه حتي وصل للمناره ليجدها و تتوقف هي عندها عن الصراخ ! نظرت له مطولاً و كأنها تحدثه بعيناها و تسأله لما جاء ؟
لم تمهله فرصه للحديث فأنقضت عليه مثل البارحه و حاولت أغراقه و لكن مع محاولتها لأغراقه وجدها تهمس في أذنه
" لا تأتي مجدداً مهما ناديتك "
لم يهتم لما تقوله بقدر ما أهتم بسحر صوتها ، هي كانت فتاه ساحرة الجمال في كل شئ
ليحدث كما حدث أمس و يري نفس المشهد و لكن تلك المره الحوريات حوله كانت تنظرن بغضب ثم فجأه هجموا عليه جعلوه يصرخ تحت المياه من هول المظهر مما جعل المياه تدخل داخل فمه لتخنقه و حينها .. أُغشي عليه مره أخري
..
أشعه الشمس الدافئه تتساقط علي وجهه اللامع لتيقظه بخفه .. رفع يداه محاولاً أبعاد الشمس عن عيناه لينظر حوله و يجد نفسه علي الشاطئ مره أخري
حينها تأكد تماماً أنه لا يتخيل و لا يحلم.. هي حقيقيه و الحوريات اللواتِ يكونن حوله حقيقيين بالفعل
و لكن أليست الحوريات أسطوره ؟ ما الذي جاء بها لعالم الحقيقه ؟ الحوريات كانت تُحكي فقط في قصص الأطفال و الخيال !
لملم جونكوك أشيائه بسرعه و ذهب نحو المجمع ليجد الرجل المجهول أمامه و لكن علامات الغضب الشديد علي وجهه
" لا تحاول الفرار .. أنا من بيدي القرار "
أزاح جونكوك وجهه بعيداً و تجنبه و صعد لشقته فهو حالياً لا يشغل باله سوي تلك الفتاه
أغلق باب منزله و رمي حقيبته جانباً و ذهب لمكتبه بسرعه و فتح حاسوبه و بدأ الكتابه
*ما هي الحوريات ؟*
ظهرت نتائج البحث ففتح إحداهم
' حورية البحر هي مخلوق أسطوريّ ، تسكن البحر ، وتشبه البشر في الجزء العلوي، ومن الأسفل تمتلك ذيل سمكة، تعتبر من المخلوقات الإلهية، أو نصف الإلهية في الأساطير القديمة، كإله البحر في الأساطير الكلدية، ويعتبر هذا المخلوق مشهوراً جداً في التاريخ الأوروبي، حيث هي امرأة فاتنة تحب الموسيقي، وتغني أحياناً، ومخلوقاً بلا روح يتمتع بقدرات سحرية، وتنبؤية، تعيش لفترات طويلة من العمر، إلا أنّها غير خالدة، تعتبر حورية البحر أسطورة، ولكن من كثرة التحدّث عنها في القصص، والأساطير القديمة، اعتقد الناس أحياناً برؤيتها ' *مقال حقيقي*
أوقف جونكوك القراءه ليستوعب المعلومات.. هو لم يستفاد إذا كانت مخلوقات حقيقيه أم لا و لكن بعدما رآه من الممكن أن تكون حقيقيه !
أستئنف القراءه حتي أُرهقت عيناه فأغلق الحاسوب و أكتفي بالمعلومات التي عرفها
نظر للنافذه ليجد الليل قد حل فعلم أن نامجون سيكون في طريقه إليه الأن فنهض ليرتب المنزل حتي يأتي
رنين الهاتف قاطعه فأمسكه ليجده نامجون
" مرحباً صديقي " قالها جونكوك بأبتسامه
" كيف الحال ؟ " قالها جونكوك بمرح
" بأفضل حال ماذا عنك ؟ "
" أتصلت لأخبرك إني لدي الكثير من العمل اليوم و المدير أخبرني بإني يجب علي الجلوس لساعات زائده لذلك أنا أسف لن أستطع المجئ اليوم "
" حسناً لا تقلق عليّ أنا بخير لا يهم "
" أنا حقاً أسف.. هل تريد أي شئ ؟ "
" لا صدقني أنا بخير تماماً ، سأنتظرك غداً "
" سآتي بالتأكيد ، أياك أن تكون ذهبت للشاطئ أو حتي تفكر "
" لا يا صديقي لن أفعل ثق بي " قال جونكوك ضاحكاً
" أثق بك.. إذاً أراك غداً "
" حسناً إلي اللقاء "
" إلي اللقاء "
أنهي جونكوك الأتصال سريعاً ثم ذهب بسرعه دون هاتفه حتي و نزل من منزله للشاطئ و جلس مُنتظر ندائها
أصبحت العاشره ككل يوم فأستعد ليدخل للماء و لكنها تأخرت قليلاً
فجأه أهتزت المياه بقوه أمام جونكوك ليعلم جيداً أن هناك شيئاً ما يحدث
فجأه سمع صراخها من داخل المياه فهرع سريعاً و دخل لنفس المكان الذي يذهب إليها فيه
ليجدها أمامه و يلاحظ الأندهاش علي وجهها !
أسرعت بسرعه و أصبحت أمامه " ألم أقل لا تأتي ؟ " همست بعصبيه
" لم أستطع "
" ياإلهي " همست ثم أغمضت عيناها بغضب
ألتفت حوله ليشعر جونكوك بملمس ناعم لزج حول جسده ليعلم أنها حوريه مثلهم و أن جسدها هو الذي يلتف حوله الأن تحت المياه
" ماذا تفعلين ؟ " قال حين شدت جسدها عليه لتجعله يشعر بالضيق
" أحاول أنقاذك "
فجأه و بسرعه شديده وجد جونكوك نفسه بعيداً عن المناره و قريباً من الشاطئ بحيث قدماه أستطاعت لمس أرض المياه
" ماذا فعلتي ؟ " قال و هو ينظر حوله
" أخرجتك من جحيمنا "
" من أنتم ؟ " سأل بتعجب
" أنت من المفترض أن تكون ميت الأن "
صمت جونكوك قليلاً
" ألم تقرأ عنّا ؟ " قالت مبتسمه
" كيف علمتي ؟ " قال مندهشاً
" هناك الكثير أنت لا تفهمه "
" لما لا نخرج خارج المياه لتُفهميني " قال و هو يحاول سحبها
" لا " قالت بذعر و هي تسحبه لديها مره أخري
" لا يجب علي الخروج من الماء "
نظرت حولها في خوف ثم همست " أرجوك لا تأتي لهنا مره أخري "
قالت ثم تركته و نزلت تحت الماء و دخلت لعالمها مره أخري !
" أيمكنني أن آتي صباحاً " صرخ لتسمعه قبل أن تتعمق في المياه
توقفت عن العوم و ظهرت علي سطح المياه مره أخري و نظرت له و قالت " سأنتظرك "
قالتها مبتسمه ثم نزلت للأسفل و أختفت عن أنظاره !
.....