العِبءْ

By MinJinju

105K 5.5K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 5
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 14
Ch. 15
Ch. 16
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 19
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
Ch. 24
مرحبًا!

Ch. 8

3.7K 248 187
By MinJinju

لم يستطع سوكجين النوم. حتى بعدَ استلقائِه على السريرِ منذُ ثلاثِ ساعات، لم يستطع النوم.

الشجارُ الذي وقعَ بين يونغي، نامجون و هوسوك لا زالَ يُعادُ داخلَ رأسهِ مرارًا و تكرارًا، يُشعِرهُ بالذنبِ بشكلٍ كبير. لقد أرادَ أن ينسى الأعضاء ما حدثَ له، و أن يصدقّوا أنّه سيتحسّنُ عاجلًا أو آجلًا، لكنّ الأشياءَ لا تحدثُ دائمًا بالشكلِ الذي نُريده.

جانبٌ منه لا ينفكّ يُخبرهُ أنّ الأعضاءَ يجبُ أن يعلموا ما حدث، لكنّ الجانبَ الآخر يُخبره بالعكس. ماذا لو شعرَ الآخرونَ بالاشمئزازِ منه؟ ماذا لو كَرِهوه؟ ماذا لو لاموه؟ ماذا لو طردوهُ خارجَ الفرقة؟ ماذا لو-

صوتُ فتحِ بابِ غرفةِ نومِه قطعَ حبلَ أفكارهِ الطويل ليتحوّل بسرعةِ للنومِ على جانبه، حيثُ ظهره يواجه الباب، مُتظاهرًا بالنوم. استطاعَ سماعَ صوتِ تنهيدةِ يونغي الطويلة و الثقيلة، صوتُ إغلاقِ الباب، و أخيرًا صوتُ خطواتٍ تقتربُ منه ببطء. جسدُه تجمّدَ قليلًا عندما شعرَ أنّ يونغي قد استلقى بجانبه.

"اللعنة عليك، هيونغ"

صوتُ يونغي بطريقةٍ ما لم يحمِل أيّ غضب، بدلًا من ذلك، فقد بدا كئيبًا و مليئًا بالاهتمام.

"ما الشيء اللعين الذي قُمتَ بإخفاءهِ عنّا؟"

أطلقَ يونغي نفسًا ثقيلًا، ثمّ ضربَ السريرَ بلُطف، محاولًا إفراغَ غضبه و اهتمامِه من دونِ إيقاظِ الهيونغ.

"هل يعني أيّ واحدٍ منّا لكَ شيئًا؟ لمَ لمْ تعُد تثقُ فينا؟ لقد اعتدتَ أن تكونَ الهيونغ المُعبِّر الذي دائمًا ما يُخبرنا عن مشاكلِه، و لا يخافُ أن يسألنا المساعدة. لكن لمَ الآن.. لمَ تُخفيها كلّها داخلك؟"

نسيَ يونغي أن يُخفضَ صوته، و سوكجين جفلَ قليلًا من صوتِه و كلماته، مُتأملًّا عدمَ ملاحظةِ يونغي ذلك.

"نحنُ نريدُ مساعدتك، هيونغ. أنتَ دائمًا ما تُساعدنا، أنتَ دائمًا هناكَ لأجلنا، تعتني بنا جيدًا بشكلٍ لعين، لذا اسمحْ لنا بمساعدتك، هيونغ. فقط اسمح لنا. اللعنة، لمَ فعلُ هذا صعب؟! ما الذي أنتَ خائفٌ منه هكذا؟!"

فركَ يونغي وجههُ بخيبةِ أمل، ثمّ تنهّدَ بعُمق.

"لمَ، هيونغ؟ إنّ الأمرَ بسيط، صحيح؟ لمَ لا تُخبرنا كما كنتَ تفعلُ سابقًا؟ لمَ الأمرُ فجأةً أصبحَ صعبًا عليك؟ لمَ هيونغ؟ كم الأمرُ سيء؟ كم الأمرُ سيءٌ و فظيع ليجعلكَ تغلقُ فمكَ بإحكامٍ هكذا؟"

دموعٌ غاضبة سالتْ من عينيّ يونغي، بينما أخذَ يشهقُ و يفركُ أنفهُ بكمّه بعنف.

"حسنًا، لقد فهمتُ أنّك لا تُريدنا أن نقلق، لكن هل فكرتَ من قبل أنّك تُقلِقُنا أكثر بإخفاءِ مشاكِلك عنّا، بينما من الواضحِ أنّه مهما كانت تلكَ المشاكل، فإنّها تُدمّرك؟" أخذَ يونغي نفسًا عميقًا، محاولًا إعادةَ توازنِ صوتِه، "ه-هل لاحظتَ أصلًا أنّ جونغوك و تايهيونغ ليسوا كعادتهم المَرِحة و السعيدة؟ هل لاحظتَ أنّ هوسوك يفقدُ إيجابيّته؟ هل لاحظتَ النظرة الحزينة و العيون الدامِعة التي يُظهرها جيمين في كلّ مرةٍ ينظرُ فيها إليك؟ هل لاحظتَ كم الأمر صعبًا على نامجون أن يُمسكَ مشاعره و يُخفي مشكلتكَ أمامنا فقط كي يُحافظَ على ثقتكَ به؟"

أطلقَ يونغي شهقةَ بكاءٍ جعلتْ قلبَ الهيونغ يتحطّم.

"ه-هل لاحظتَ أ-أنّني بالكادِ أستطيعُ النوم، و إنتاجِ أي أغنية، فقط لإنّك تُخيفني عليك؟ اللعنة، أنا حتى لا أستطيعُ النظرَ إليك د-دونَ الشعورِ بالذنب لإنّنا لم نستطع جعلكَ تثقُ بنا كفايةً لإخبارنا ع-عن مشكلتك"

أغلقَ سوكجين عينيهِ بقوّة بينما دمعةٌ مفردةٌ سالت من عينهِ لتبللّ الوسادة.

"أ-أرجوك هيونغ" اختنقَ يونغي ببكاءِه، "أ-أرجوك دعنا ن-نساعدك"

ملاءةٌ من الذنبِ سقطت بقوّة عليهِ و هو يستمعُ إلى النبرةِ المُحطّمة و فاقدة الأمل من صوتِ يونغي. لقد أرادَ أن يحتضنَ الفتى الأصغر بين ذراعيه، لكنّه لم يستطع. لم يرغب أن يعرفَ يونغي أنّه لا زال مستيقظًا، و احتضانُه من الممكن أن يجعلهُ يستسلم و يُخبر الفتى الأصغر عمّا حدث.

"أ-أنا آسف."

تفاجأ سوكجين من اعتذار يونغي.

"أ-أنا آسف، هيونغ" شهقاتُ يونغي ازدادت عُلوًّا.

اختنقَ يونغي بشهقاتِ بكاءِه، و كان عليهِ أن يعضّ شفتهُ السفلى لمنعِ المزيدِ من الأصوات من الإفلات.

"أ-أنا لستُ حقًا غاضبًا منك" أكملَ يونغي. شهقةٌ قاسيةٌ غادرت شفتيهِ جعلتِ السريرَ يهتزّ.

"أ-أنا خائب الأمل بنفسي. لقد كُنت ه-هناكَ عندما.. ع-عندما كُنتَ ت-تواجهُ تلكَ الكوابيس، ل-لكن أنا لم آ-آتي إليك و أطمئنّ إن كنتَ بخير"

احتضنَ يونغي ركبتيهِ بشدّة، غير مبالٍ بإخفاءِ بكاءِه بعد الآن.

"ل-لقد كُنتُ غبيًا بشكلٍ لعين، هيونغ. لقد ك-كانَ كلّه خطأي. ك-كانَ يجبُ عليّ أن أذهبَ إليك و أسألكَ ما الخطب، ثمّ نحلّ الأمرَ سويًا. أ-أنا آ-آسف هيونغ، لقد ك-كان كلّه خطأي. أ-أنا غبيّ ج-جدًا، أ-أنا آسف هيونغ، أنا آسف، أنا-"

لم يستطع يونغي إكمالَ كلامه لإنّ سوكجين جلسَ و سحبهُ إلى عناقٍ قويّ. الفتى الأصغر بادلهُ العناقَ على الفور، يبكي بحُرقة على صدرِ الهيونغ، في داخلِه يلعنُ نفسهُ لأجلِ كونِه طفلًا بكّاءً، لكنّه لم يستطع فعلَ شيءٍ حيالَ الأمر. دفنَ سوكجين وجههُ في شعرِ الفتى الأصغر، يستنشقُ رائحةَ شعرِ يونغي الناعم.

"أ-أنا آ-آسف، ه-هيونغ"

"لا. لا تشعُر بالأسف يونغي" شدّ سوكجين العناق، "لم يكُن الأمر خطأك"

"ل-لكن، أ-أنا لم أ-أفعل أيّ شيء عندما كانت تأتيكَ الكوابيس."

أطلقَ سوكجين نفسًا مهتزًا، ثمّ بدأ بهزّ أجسادهم للأمام و الخلف.

"أنا لم أكن لأُخبرك حتى في ذلك الوقت. لقد كان الأمرُ خطأي أيضًا، حسنًا؟" أخبرهُ سوكجين.

"ل-لكن-"

"لا تقل لكن، يونغي. الأمرُ ليس خطؤك، حسنًا؟" قاطعهُ سوكجين. أومأ يونغي برأسه ثمّ أخذَ نفسًا عميقًا.

بقوا على تلكَ الحالة بصمت، بينما يونغي كانَ يحاول تهدئةَ نفسه.

"ه-هيونغ؟" قال يونغي أخيرًا.

"أجل؟" أرخى سوكجين العناقَ قليلًا ليتمكّنَ من رؤيةِ وجهِ الفتى الأصغر.

"أ-أخبرني، أ-أرجوك" انتحبَ يونغي بصوتٍ منخفض.

سحبهُ سوكجين مجددًا إلى حضنه.

"سأفعل،" تنهّدَ سوكجين، رغمَ أنّه قال هذا فقط لتهدئةِ يونغي، "لكنّك بحاجةٍ للنوم، إنّها الثانية صباحًا."

أومأ يونغي و سحبَ نفسه من حضنِ سوكجين، ثمّ أخذَ يمسحُ عينيهِ وأنفهُ بكمّ قميصه. تحطّمَ قلبُ سوكجين عندما رأى منظرَ الفتى أمامه، و أثّر به الأمرُ كثيرًا.

يونغي كان محقًا.

لقد كانَ فقط يُعذّب الأخرين بإخفاءِ مشكلته عنهم. هو لم يُلاحظ الألم و التغيّر في الأعضاء حتى بعد إخبار يونغي له قبل قليل. لكن الآن، لقد فهم. المنظرُ أمامه كان كافيًا لجعلهِ يُدرِك ماذا فعلَ بالآخرين.

"ه-هل يُمكنني النوم معك، ه-هيونغ؟" سؤالُ يونغي أعادهُ إلى الواقع، حدّقَ سوكجين بالفتى الذي يلعبُ بأصابعهِ ثمّ ابتسم قليلًا، و أومأ برأسه.

استلقى سوكجين على ظهرهِ مجددًا، و سحبَ يونغي معه، قبلَ سحبِ الملاءةِ فوقَ أجسادهم. كانوا يواجهونَ بعضهم البعض، ثمّ ابتسمَ سوكجين على المنظرِ أمامه حيثُ يونغي يتنشّقُ بطريقةٍ لطيفة، الذي ذكّرهُ أنّ يونغي في الحقيقة كان ذو قلبٍ طيب، لكنّه فقط سيءٌ في التعبير عن ذلك.

مدّ يونغي يدهُ نحو ذراعِ الهيونغ تحتَ الملاءة، ثمّ مرّرَ أصابعهُ بلُطف على الندوب، مما فاجأ الفتى الأكبر. أمسكَ سوكجين يدَ يونغي على الفور، مانعًا إياهُ من لمسِ الندوبِ و الجروحِ على ذراعه، لإنّه يعلم أنّ هذا سيجعلُ الفتى الأصغر يشعرُ بالذنبِ أكثر.

"أنا آ-"

"لا، أرجوكَ لا تقلها مجددًا، يونغي" هزّ سوكجين رأسه ثمّ تنهّد. أخفضَ يونغي رأسه.

"دعنا فقط ننام، حسنًا؟" سألهُ سوكجين بلُطف، و هو يشبكُ أصابعهم سويًا.

أومأ يونغي برأسه، ثمّ نظرَ للأعلى نحو سوكجين، "ليلة سعيدة، هيونغ"

"ليلة سعيدة، يونغي" ربّتَ سوكجين على شعرِ يونغي، و شاهدَ كيفَ أغلقَ الفتى الأصغر عينيه قبلَ أن يُغلق عينيهِ هو أيضًا. غطّ في النومِ بعد إغلاقِ عينيهِ مباشرةً و لم يُلاحظ حتى عندما أمسكَ يونغي ذراعهُ و قبّلَ الجروحَ برقّة، قبلَ أن يسمحَ لنفسه أن يغفو.

_ _ _

لم يستطعْ الأعضاء تصديقَ ما سمعوهُ للتوّ.

لم يستطيعوا تصديقَ أنّ الهيونغ خاصّتهم تعرّض للاغتصاب، حتى أنّ مشاعرهُ قد جُرِحت و تحطّمت عندما تلوّثَ عقلُه بما حدث.

و لم يستطيعوا تصديقَ حقيقةَ أنّ مساعد مدرّب الرقص خاصّتهم كان الشخص الذي فعلَ ذلك.

جلسَ سوكجين هناكَ في صمت، مُطأطئًا برأسه للأسفل، يتجنّبُ نظراتِ الأعضاء. لم يكن مستعدًا حول ردّة فعلهم بعدَ سماعِ ما أخبرهم به نامجون للتوّ. كان يُحاول تهيئةَ نفسه لأسوأ ما قد يحدث، لكنّه لم يعلم أنّ فعل ذلك كان غير كافٍ لتهدئةِ نفسه.

لقد غادرَ المسكنَ باكرًا هذا الصباح للقاءِ الطبيب، محاولًا إيجادَ بعض القوّة و الراحة من طبيبِه حتى يستطيعَ إخبار الأعضاء عمّا حدث له. لكن مع ذلك، عندما عاد للمسكن مع موعدِ العشاء، و جلسَ أمامهم بعد أن أخبرهم نامجون حقيقةَ ما حدث، وجدَ نفسه يشعرُ بالخوفِ مع مرورِ كلّ ثانية، يلومُ نفسه في داخله.

يلومُ نفسه لإنّه كان ضعيفًا جدًا لدرجةِ أنّه لم يستطع الدفاعَ عن نفسه حينذاك، لإنّه لم يسمتع للأعضاءِ اللذين أخبروهُ بالعودةِ مبكرًا للمنزل في ذلك اليوم، و أنّه كان يتدرّب منذ الصباح و يحتاجُ للراحة.

"لقد كان كلّ الأمرِ خطأي" تكلّم سوكجين أخيرًا، مُفاجِئًا البقيّة. أخفضَ رأسهُ أكثر و بدأ باللعبِ بأصابعه.

"لماذا هيونغ؟" سألهُ جونغوك بلُطف. تنهّد سوكجين.

"أنتم يا رفاق أخبرتموني أن أعودَ للمنزلِ مبكرًا في ذاك اليوم، لكنّني رفضتُ لإنّني شعرتُ بعدمِ الرضا من رقصي. كان يجبُ عليّ الاستماعُ لكم" أخبرهم سوكجين، صوتُه ينخفضُ أكثرَ فأكثر، حتى خرجتْ جملتهُ الأخيرة همسًا.

"إذن يجبُ عليكَ التعلّم مما حدث!"

"هيونغ؟" نظرَ نامجون إلى يونغي الذي وبّخَ الهيونغ الأكبر للتوّ.

"ماذا؟ يجبُ عليه أن يعلم! أنتَ يجب أن تستمع لنا! أن تكونَ العضو الأكبر لا يعني أنّك لا تحتاجُ للاستماعِ لكلامِ الأعضاءِ الصغار! أترَى؟! تلك اللعنة حدثت لإنّك رفضتَ العودة للمنزل! أنتَ رفضتَ بشكلٍ لعين الاستماع لنا!"

"يونغي هيونغ!"

"أغلق فمكَ اللعين نامجون! يجبُ عليهِ أن يعلم! الآن، ماذا سيظنّ الآخرون حولك؟ هل تعلم كيفَ سيظنّ المعجبون حولك؟ هل تعلم كيفَ سيظنّ والداكَ حولك؟ ماذا سيظنّ الأعضاء؟ اللعنة! هل أنتَ حتى تهتمّ لذلك؟! لا تكن غبيًا و مُتجاهِلًا فقط لأنّك الأكبر! نحنُ الأعضاء خاصّتك! نحنُ عائلتك الثانية! هل أيّ واحدٍ منّا يعني لك شيئًا؟ لمَ لمْ ترغب بالاستماعِ لنا؟!"

"كفى هيونغ!"

نهضَ يونغي غاضبًا، ثمّ مشى باتجاهِ غرفتهِ المشتركة مع سوكجين، دخلَ إليها ثمّ أغلقَ البابَ بقوّة.

تجمّد سوكجين في مكانه. صوتُ يونغي المرتفع أخافهُ ، و كان يحاول بكلّ جهدِه ألّا ينهار.

عمّ الصمتُ الغرفةَ، حتّى تكلّم جيمين بصوتٍ مُهتزّ، "يونغي هيونغ كان يقولُ الحقيقة، هيونغ."

أغلقَ سوكجين عينيهِ بقوّة عندما بدأت الدموعُ تنهمر من عينيه.

كان يجبُ عليك أن تستمع لنا. فقط لأنّنا أصغر منك، لا يعني أنّ رأينا ليس محسوبًا عندك، هيونغي" أكملَ جيمين برقّة، و هو يُمسك يدَ سوكجين بإحكام.

"أ-أنا آسف." تنهّد سوكجين. احتضنهُ جيمين و نامجون من كِلا الجانبين، بينما نهضَ هوسوك من مكانِه و ركضَ عائدًا إلى غرفته، محاولًا كبحَ غضبه، خائفًا أنّ الأمرَ سينتهي به بضربِ أو لكمِ أحدهم أو شيءٍ ما أمامَ الهيونغ.

"يونغي هيونغ لم يقصد أن يجرحَ مشاعركَ، هيونغ" همسَ جيمين بلُطف في أُذن سوكجين، "هو فقط أرادَكَ أن تتعلّم مما حدث، و أن تستمعَ لنا."

أومأ سوكجين، و هو يشعرُ بالغباء لإنّه لم يستمع للأعضاء.

"و أيضًا أرجوك، لا تُخفي أيّ شيءٍ عنّا مجددًا، هيونغ. إنّ فعلَ ذلك يُؤلمنا." قال جونغوك، و هو يجلسُ أمامَ الهيونغ و يمسحُ الدموعَ التي أفلتتْ من عينيه. مالَ سوكجين نحو لمساتِ جونغوك الرقيقة، ليبتسمَ جونغوك قليلًا.

"من الآن فصاعدًا، نحنُ سنساعدكَ حتى تتعافى تمامًا. لكن لا، نحنُ لن نتوقفَ هناك، نحنُ سنستمرّ بمساعدتك إلى بقيّة حياتك" قال تايهيونغ، و هو يبتسمُ للهيونغ، محاولًا تعديلَ مزاجه. أومأ سوكجين، مبتسمًا قليلًا نحو أخيهِ الأصغر اللطيف.

"يجبُ علينا أن ننام الآن، الوقتُ يتأخر" أخبرهم نامجون.

"يُمكنكَ النوم في غرفتنا، هيونغ، إن أردت" عرضَ عليه تايهيونغ، ابتسامتهُ التي تشبهُ الصندوق لا زالت على وجهِه، لكنّ سوكجين هزّ رأسه.

"سأنامُ في غرفتي" أخبرهم سوكجين، مُحررًا جسدهُ من عناقِ نامجون و جيمين. اقتربَ منهُ تايهيونغ و احتضنهُ لبُرهة.

"لكن بإمكانكَ دائمًا المجيءُ لغرفتنا متى احتجتَ بعض الراحة أو تجاهلكَ يونغي هيونغ" أخبرهُ نامجون، اكتفى سوكجين بالإيماء قبل إفلاتِ نفسه من عناقِ تايهيونغ ثمّ المشيِ باتجاهِ غرفته. لكن عندما كان على وشكِ أن يخطو في الممرّ، توقف.

"اوه.." التفَ سوكجين. كانَ على وشكِ قولِ شيء، لكنّه لم يجد الكلمات المناسبة.

"ماذا هناك، هيونغ؟" سألهُ نامجون بلُطف.

"أنا.. اممم.. أنا فقط أردتُ قول.. امممم.. أنا آسف من أجل... من أجل إخفاء كلّ هذا عنكم... و... امم.. شكرًا لكم... لاستماعكم و.... مساعدتكم لي" أخفضَ سوكجين رأسه عندما نطقَ بكلماتهِ التالية، "أنا... امم.. أنا لا أستحقكم يا رفاق".

ابتسمَ البقية لكلماتِه، ثمّ تكلّم جونغوك، "لا تقل هذا هيونغ. إن لم تكن تستحقّنا، لم نكن لنكونَ في حياتك الآن. هناكَ سببٌ لمَ كلّنا موجودون هنا، و أنا متأكدٌ أنّ أحدَ الأسباب هو لمساعدةِ بعضنا البعض، بما فينا أنت هيونغ، مهما حصل."

تأثّر سوكجين بكلماتِ الفتى الأصغر الحكيمة، و ابتسمَ قليلًا، بينما لا زالَ يشعرُ بالعارِ من نفسه. أطلقَ البقيةُ أصواتَ تأييدٍ لكلامِ جونغوك، ثمّ اقتربَ الأخيرُ منه و احتضنهُ بقوّة.

"أنتَ دائمًا ما تكونُ خلفي و تساندني هيونغ، الآن قد حانَ دوري لمُساعدتك" أخبرَ الهيونغ، بينما الدموعُ بدأت تتشكّل في عينيه بسببِ المشاعر الغامرة، لكنّه ابتسمَ عندما بادلهُ سوكجين العناقَ و أومأ موافقًا.

"ليلة سعيدة، كوكي"

"ليلة سعيدة، جيني هيونغ"

أفلتَ سوكجين العناق، ثمّ خرجَ من غرفةِ الجلوس للممرّ بعدما أعطى البقية ابتسامةً دافئة.

"هيونغ" شخصٌ ما ناداهُ قبلَ أن يقومَ بفتحِ بابِ غرفة نومه. التفَ ليرى نامجون الذي كان يناديه.

"نعم؟" حدّق به سوكجين مُتسائِلًا.

لقد كان متفاجئًا عندما قامَ نامجون باحتضانِه.

لقد كان هذا عناقُهم الرابع بعد الحادثة، و العناقُ الأول مع كونِه بخير. عناقُهم الأول و الثاني كانا في المشفى، عندما كانَ في حالةٍ عقلية سيئة جدًا، و الثالثُ كان في الحمّام، عندما كانَ نامجون يحاول منعه من إفراغِ معدته من الطعام و تهدئته. لم يُفكّر بالأمرِ كثيرًا في ذلك الوقت.

لكن الآن، و هو بحالةٍ أفضل قليلًا، شعورُ العناقِ كان غريبًا بالنسبة له. لقد كانَ مرتبكًا قليلًا، لإنّه لم يشعر بأيّ شيءٍ غريب عندما احتضنهُ نامجون في السابق، و عندما احتضنهُ الأعضاء الآخرون، خصوصًا العناقُ الأخير من جونغوك و الذي لم يدوم إلا بضعُ ثوانٍ.

لكن لمَ قلبُه يدقّ بصوتٍ عالٍ في صدره؟ لمَ معدتُه تتقلّب هكذا؟ و كيفَ بالإمكانِ أن ترتفعَ درجة حرارة الغرفة بهذه السرعة؟

"شكرًا لك" كان كلّ ما قاله نامجون، و كان كلامُه يُشتّت سوكجين عن ارتباكه.

وضعَ سوكجين ذراعيهِ حولَ جسدِ نامجون بتردّد، يُبادُل العناق، "أنا أعتذر لتعذيبِك-"

"لا لا، لا بأس، حقًا" قاطعهُ نامجون، بينما أفلتَ العناق و وضعَ يديهِ على كتفيْ الفتى الأكبر، مُحدّقًا بدفء في عينيّ سوكجين، قبلَ قولِ كلماته التالية بنبرةٍ دافئة و رقيقة، "لقد كنتُ الشخص الذي وافقَ على فعلِ ذلك."

ابتسمَ سوكجين قليلًا، و أومأ، "شكرًا لك، جوني"

ابتسمَ نامجون، و قبّل جبينَ الهيونغ برقّة، "لم يكن الأمرُ سيئًا كما كنتَ تتوقع، صحيح؟"

تفاجأ سوكجين من تصرّفِ نامجون، قبلَ إداراكِه أخيرًا أنّ الفتى الأصغر كان يسأله شيئًا. رمشَ بعينيهِ عدةَ مرات قبل أن يبتسمَ بخجل و يُخفضَ رأسه، "اممم، بجانبِ يونغي.. لم يكن كذلك"

ضحكَ نامجون على إجابةِ الفتى الأكبر، "أنتَ تعرف يونغي هيونغ، إنّه سيء في التعبير عن مشاعره الحقيقيّة، لكن بتذكّر كلماتِه قبل قليل، فأنا أعلم أنّه يهتمّ لأمرك"

تلاشت ابتسامةُ سوكجين، "أنا لا أعلم"

"لكنّني متأكدٌ بشأنِ ذلك. أنا أعرفهُ منذ وقتٍ طويل، لذا أنتَ لستَ بحاجةٍ للقلق، هيونغ" وضعَ نامجون إصبعهُ على ذقنِ سوكجين، يرفعُ رأسهُ لتتلاقى عيناهُما أخيرًا.

دقّاتُ قلبِ سوكجين بدأت تتباطءُ عندما حدّقتْ بعينيهِ تلك الأعينُ البنيّة بحنيّة، تُدفّئُ قلبه و جسده، لتُشكّل في النهاية ابتسامةً على وجهه.

ابتسمَ نامجون للشخصِ الأقصرِ أمامه، الذي كانَ بشكلٍ سريّ نقطةَ ضعفه، "اذهب للنوم، هيونغ"

"أنتَ أيضًا" همسَ سوكجين.

وقفَ سوكجين هناكَ على نحوٍ أخرق عندما وضعَ نامجون ذراعيهِ حولَ كتفيهِ يسحبهُ إلى عناقٍ آخر. لكن و ما إن تلامسَ أنفهُ مع كتفِ نامجون و استنشقَ رائحةَ الآخر المألوفة، حتى ارتاح. ابتسمَ نامجون عندما شعرَ الفتى الأكبر يُبادله العناق.

شعرَ سوكجين بالأمان، شيءٌ لم يشعر به منذُ وقوعِ ذلك الحادث، و جعلهُ هذا يذوبُ في العناق. دفنَ وجههُ في عُنقِ الفتى الأصغر، يستنشقُ رائحةَ نامجون المألوفة قدرَ الإمكان، بينما الآخرُ يُمرّر أصابعه في شعرِه بلُطف. الابتسامةُ على وجهِ الفتى الأصغر ازدادت اتساعًا عندما أحسّ جسدهُ بالدفءِ الذي يُشعُّ من جسدِ سوكجين.

بقوا على تلكَ الحالةِ لدقيقة، يستمتعُ كلّ واحدٍ باحتضانِ الآخر قبلَ أن يُفلتَ نامجون العناق.

"ليلة سعيدة، هيونغ" أخبرهُ نامجون قبلَ أن يلتفَ سوكجين و يفتحَ بابَ غرفة النوم.

نظرَ إليه سوكجين، و قلبُ نامجون توقّفَ من ابتسامتهِ الجميلة.

"ليلة سعيدة، جوني".

راقبَ نامجون كيف اختفى سوكجين داخلَ غرفةِ نومه قبل أن يمشي عائدًا إلى غرفةِ الجلوس. لم يكن حتى مُتفاجِئًا عندما رأى جيمين و تايهيونغ يحتضنانِ جونغوك الباكِي من كِلا جانبيهِ، و هم يجلسونَ على الأريكة.

اقتربَ القائدُ من ثلاثتهم و انحنى أمام جونغوك، ماسحًا دموعَ الأصغرِ، و ساحبًا شفتهُ السفلى برفقٍ لإنّ الأخيرَ كان يعضّ عليها بقوّةٍ لإمساكِ شهقاتهِ. رفعَ الأصغرُ نظرهُ لتتلاقى عيناهُما، ليهمسَ نامجون مع ابتسامةٍ صغيرة، "سيكونُ بخير، كوك-اه".

أومأ جونغوك و أغمضَ عينيهِ عندما وضعَ نامجون جبهتهُ على جبهتهِ، مُستشعِرًا أذرعَ تايهيونغ و جيمين التي ضيّقت بالعناقِ حولهم.

"سيكونُ بخير." أعادَ جونغوك الكلماتَ بهمسةٍ مكسورة، مُتمنيًّا من كلّ قلبهِ أن تتحقّق.

سحبَ نامجون نفسه قليلًا ليُربّت على خدّيْ جيمين و تايهيونغ بلُطفٍ، مانحًا إياهُما ابتسامةً مُطمئِنة، ليتلقّى ابتسامةً ضعيفةً من كليهما.

لقد كانوا جميعًا مكسورينَ مما سمعوه، لكنّ نامجون كان متأكدًا ألفًا بالمئة أنّ كل شيءٍ سيكونُ بخير.







Continue Reading

You'll Also Like

162K 6.3K 27
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
29.8K 3.7K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
16.5K 751 16
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...
34.8K 1.2K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...