العِبءْ

By MinJinju

105K 5.5K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 8
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 14
Ch. 15
Ch. 16
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 19
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
Ch. 24
مرحبًا!

Ch. 5

3.8K 268 79
By MinJinju

"أنتَ تبدو مُشتّتَ الذهن"

نظرَ نامجون إلى هوسوك الذي جلسَ بجانبِه على الأريكة.

"قليلًا" أجابهُ نامجون، ثمّ أعادَ انتباههُ إلى شاشةِ التلفازِ أمامه.

"هل أنتَ متأكّد؟ إنها لا تبدو كما تقول" سألَ هوسوك مرّة أخرى، مُطمئنًا. تنهّدَ نامجون و لعبَ بشعرِه قليلًا.

"أنا أقلقُ كثيرًا" استسلمَ نامجون. ضحكَ هوسوك و ربّتَ على حضنِ نامجون.

"ما الأمر؟" سألهُ هوسوك. ألقى نامجون نظرةً حولَ غرفة الجلوس، للتأكّد من عدمِ وجودِ أحد، ثمّ مالَ للخلفِ على الأريكة.

"إنّ الأمرَ متعلّق... بـسوكجين هيونغ" بدأ نامجون. لفّ هوسوك جسده لذا هو يُقابلُ نامجون الآن.

"لقد تلقّيتُ رسالةً من جيمين في الظهيرة، تقولُ أنّ سوكجين هيونغ هادئٌ جدًا هذه الأيام" أكملَ نامجون. عبسَ هوسوك بوجههِ بعد سماعهِ الكلام.

"جيمين أخبرني أنّه عندما كنّا نحنُ في الاستديو لثلاثةِ أيام و ليلتيْن، سوكجين هيونغ كان بالكادِ ما يخرجُ من غرفتِه، إلّا عندما يطبخُ لهم، أو عندما يكونُ لديه جدولٌ خا-"

"انتظر، ماذا؟ لمَاذا لمْ يُخبرونا في وقتٍ أبكر؟" سألَ هوسوك.

"هُم لم يُريدوا إزعاجنا، خصوصًا يونغي هيونغ. أنتَ تعلم كيفَ يكونُ جادًا عندما ينشغلُ بالكتابة و الإنتاج. و جيمين أخبرني أنّه لم يستطع تحمّل الأمر إلى حين عودتنا، فأخبرني بالنهاية" أجابهُ نامجون. تنهّد هوسوك.

"إلى جانبِ أنّهم كانوا مشغولين بجداولهم الخاصّة ليسألوا سوكجين هيونغ ما الخطبُ به" أكملَ نامجون.

"هل هذا يُعتَبر عذرًا حتى؟ هذا شيءٌ بسيطٌ لفعلِه!" قالَ هوسوك بصوتٍ عالٍ، و تنهّدَ نامجون تنهيدةً طويلة.

"هل لاحظَ يونغي هيونغ الأمر؟" سألَ هوسوك، و لا زالَ يبدو منزعجًا.

"لا أعلم. لقد كانوا نائمين بالفعل عندما عُدنا" تنهّد نامجون. و دلّكَ هوسوك وجههُ بانزعاج.

"ما الخطبُ به؟" سألَ هوسوك ليسَ لشخصٍ معيّن.

عمّ الصمتُ لبضعِ دقائق.

استمرّ نامجون في لومِ نفسه، لإنّه لم يستطع جعلَ أعضاءِ فرقتهِ شجعانَ كفايةً لإخبارِه عندما يحدثُ شيء.

"جسدهُ قد أصبحَ أنحف، صحيح؟" سألهُ نامجون مجددًا، و هوسوك أومأ برأسه.

"أنا لا أعلم، لكن أعتقدُ أنّ السببَ وراءَ ذلك، و السببُ وراءَ نوبةِ الذعرِ التي أصابتهُ هما نفسُ الشيء" أكملَ نامجون، مما جعلَ هوسوك يعبس.

"ما الذي يجعلكَ تفكّر هكذا؟ لا تقل بسببِ معدلِ ذكائكَ الذي يبلغُ 148" سألَ هوسوك، و قد بدأ يشعرُ بالقلق.

ضحكَ نامجون قليلًا على جملةِ صديقِه الأخيرة، قبل أن يُجيب "أنا لا أعلم. إنّه يمتلكُ أقلَ جدولٍ خاص بيننا، و دائمًا نتركهُ وحدَه في المسكن، لكنّه قد أصبحَ أنحفَ و أضعف"

تنهّد هوسوك. ما أخبرهُ به نامجون كان صحيحًا، و هذا الأمرُ يُقلقهُ أكثر.

"لدينا جلسةُ تصوير غدًا، أنا آملُ أن يُصبحَ أفضلَ حالًا" تنهّدَ نامجون بينما يلعبُ بأصابعه.

أحاطَ الصمتُ بهم مجددًا. كان هوسوك يلعبُ بالوسادةِ على الأريكة، بينما نامجون يحدّقُ في شاشةِ التلفاز شاردَ الذهن.

"يجبُ أن تنام. أنتَ تحتاجُ بعضَ الطاقةِ لإدارةِ فريقك" قال هوسوك و ربّتَ على كتفِ صديقه، بينما ابتسمَ له نامجون بضعف.

"أنتَ أيضًا. ليلةً سعيدة، هوبي" نهضَ نامجون من على الأريكة و أطفأ التلفاز.

"ليلةً سعيدة جوني" لوّحَ هوسوك بيدِه قليلًا، و شاهدَ نامجون يختفي في غرفته المشتركة مع جونغوك.

__ __ __

"لمَاذا لم تُخبرنا؟"

صوتُ صراخٍ من المطبخ قد رحّب بنامجون في اللحظةِ التي خرجَ فيها من غرفته.

"أ-أنا آ-آسف هيونغ. ن-نحنُ ل-لم نُرد إ-إزعاجكم"

دخلَ نامجون إلى المطبخ، و وجدَ أنّ يونغي هو الشخص الذي يصرخُ على زميله، جيمين.

"ما الخطب؟" سألهُم نامجون. نظرَ إليه يونغي و عيناهُ تشتعلانِ غضبًا.

"هذا الطفلُ قد أخبرني قبلَ قليل عن سوكجين هيونغ" أجابهُ يونغي و نظرَ إلى جيمين. "هذا الغبيّ قد أخبرني الآن أنّ الهيونغ كان يعزلُ نفسه في غرفتهِ طيلةَ الثلاثةِ أيام اللعينة الماضية، و بالكادِ يخرجُ منها!"

تفاجأ جيمين من صراخِ يونغي العالي، و أخفضَ رأسه أكثر.

"أنتَ لا تعلمُ كم كنتُ متفاجئًا عندما استيقظتُ هذا الصباح و وجدتُ سوكجين هيونغ في حالةٍ فظيعة؟!" صرخَ يونغي على الفتى الأصغر مجددًا، بينما سوكجين مشى داخلًا إلى المطبخ.

لم يقدِر نامجون على منعِ الشهقةِ الصغيرة التي غادرت فمه. يونغي كان محقًا، سوكجين هيونغ يبدو في حالةٍ مُريعة. وجههُ كان نحيفًا جدًا، و الدوائرُ الداكنة الموجودة تحتَ عينيهِ قد أصبحت أدكن، و كان شاحبًا أكثر من العادة. لقد كانَ كأنّهُ جثةٌ تمشي.

"اه، لقد نسيتُ أنّكم ستعودونَ في الليلةِ الماضية" نظرَ سوكجين إليه مبتسمًا، لكنّ نامجون علمَ أنّها كانت ابتسامةٌ مُجبَرة و فارغة.

"مرحبًا هيونغ" قال نامجون مُرحّبًا، بينما لا زالَ متفاجئًا من منظرِ الهيونغ. ابتسمَ سوكجين نحوه، و ربّتَ على كتفِه، قبلَ أن يمشي باتجاهِ الثلاّجة.

"ماذا تُريدونَ أيّها الرفاق من أجلِ الفطور؟"سألُهم سوكجين و هو ينظرُ داخل الثلّاجة.

"هيونغ، هل أنتَ بخير؟"سألهُ نامجون بلُطف، متجاهلًا سؤاله السابق.

"أنا بخير. كيف حالكم أنتم هذا الصباح؟ لا بدّ أنّ الأيام الثلاثة الماضية كانت أكثر الأيامِ انشغالًا بالنسبةِ لكم يا رفاق" أجابهم سوكجين بعفويّة.

"في الحقيقة أنا بخير. لكن هل أنتَ متأكد؟ أنتَ تبدو في حالةٍ مُريعة. هل أنتَ مريض؟" اقتربَ نامجون منه.

"أنا بخير، حقًا. ما رأيكم ببعضِ الفطائر؟ لقد نسيتُ أن أقومَ بالتسوّق و لا يوجدُ الكثير للفطور، المكونات الأخرى هي للغداء و العشاء" سألهم سوكجين، و هو يأخذُ المكوناتِ من الثلّاجة.

"الفطائر ممتازة، لكنّك تبدو نحيفًا جدًا و شاحبًا-"

"أنا بخير، نامجون، حقًا" قاطعهُ سوكجين، و هو يأخذُ الوعاءَ البلاستيكيّ من خزانةِ المطبخ.

نظرَ نامجون نحوَ يونغي و جيمين، يسألهُم المساعدة سرًّا.

"هيونغ؟ هل حدثَ شيء؟"

"لا شيء، حسنًا؟ أنتَ تقلقُ كثيرًا حضرةَ القائد" تنهّدَ سوكجين.

"لكن هيونغ-"

"أنا بخير، حسنًا؟ فقط أرجوك توقّف عن السؤال!"

تفاجأ البقيّة، حتى جونغوك، تايهيونغ و هوسوك الذي دخلوا الآن غرفةَ الجلوس، من صراخِ سوكجين المُفاجئ.

شاهدَ نامجون بخوف سوكجين و هو يُمسكُ بالمغسلةِ بقوّة. أنفاسُه تتسارع، و خافَ نامجون من أنّ الهيونغ ستصيبُه نوبةُ ذعرٍ أخرى.

"هل لكم أ-أن تتركوني و-وحدي؟ ي-يجبُ أ-أن أُ-أنهي صنعَ الفطور" تلعثمَ سوكجين بكلامه، و أخذَ نفسًا عميقًا للتحكّمِ بنفسه.

"هيونغ-"

"أرجوك... أتوسّلُ إليك"

نظرَ نامجون إلى البقيّة فاقدًا الأمل، و تنهّد عندما أومأ يونغي برأسه اتجاه بابِ المطبخ، يُشيرُ إليهم بالخروج. نظرَ نامجون أخيرًا للهيونغ قبل أن يخرجَ هو أيضًا، غير مُدركٍ للدموعِ الصامتة التي أخذت تسيلُ من عينيّ سوكجين.

_ _ _

جلسةُ التصويرِ كانت جميلة. كانَ المكانُ شاطئًا بإطلالةٍ رائعة. لقد وصلوا إلى مكانِ التصويرِ مُبكرًا، ثمّ بدؤوا بالتجوّلِ حولَ المكانِ للتعرّف عليه، مستمتعينَ بأصواتِ تحطمِ الأمواجِ و تغريدِ الطيور، و الإحساسَ بالهواءِ المالحِ الرطب، و النظرَ للأشجارِ التي تتمايلُ بفعلِ الهواء.

بقيّةُ الأعضاءِ استمرّوا بإلقاءِ نظراتٍ خاطفة على الهيونغ الذي كان يمشي بجانبِهم بصمت. التوتّرُ بينهم لا زالَ موجودًا، و لا أحدَ منهم تجرّأَ على الكلام.

يونغي لا زالَ غاضبًا قليلًا على الفتيانِ الثلاثة الأصغر، لإنّهم لم ينتبهوا كثيرًا للهيونغ عندما كان خارجَ المنزل مع هوسوك و نامجون. لكنّه يعلم أنّهم جميعًا يمتلكون جداولَ مزدحمة، و هو بالكادِ ينتبهُ لصحتهِ الخاصة، كي ينتبهَ لصحةِ الآخرين.

بعدَ التجوّلِ حول المكانِ لخمسينَ دقيقة، عادوا مجددًا لموقعِ التصوير على الرصيفِ البحريّ، و لاحظوا ثلاثةَ أبراجٍ مهجورة في نهايته. ابتسمَ تايهيونغ على منظرِ الأبراج، إنّه سيقومُ بتصويرِ أهمّ جزءٍ من فيلمهم القصير هناك، و هو لا يستطيعُ الانتظارَ أكثر لمعرفةِ كيفَ ستتمّ الأمور.

ذهبَ الأعضاءُ إلى خيمةٍ مُجهّزة، ليتمّ عملُ المكياجِ و تسريحاتُ الشعرِ لهم، عندما ناداهُم مُديرُ أعمالهم، و تحدّثَ مع المخرجِ الذي كانَ بالفعلِ قد وصلَ لمكانِ التصوير.

المشهدُ الذي كانوا على وشكِ تصويره كانَ المشهدَ الأخير من فيلمهم القصير، لكنّهم يصوّرونه الآن في البداية لإنّ مكانَ التصوير قريب.

لم يكن عليهم الكلام، فقط أن يفعلوا هذا و ذاك. يبدأ المشهدُ عندما جونغوك الذي يجلسُ في نهايةِ الرصيف برفقةِ يونغي، يتكلّمُ و يستمتعُ برفقته، حتى يقرّروا إيقاظَ البقيّة.

ذهبوا للسيارة، و أخذوا يضربونَ الزجاجَ براحةِ أيديهم لإيقاظِ البقيّة. خرجَ بقيّةُ الأعضاءِ من السيارة، و بدؤوا بالمشيِ سويةً على الرصيف الذي يقودهم إلى منتصفِ البحر. توقفوا و جلسوا على حافّةِ الرصيف، يُشاهدون الأمواجَ تتلاطمُ تحتهم.

بشكلٍ مُفاجئ، تمثيلُ سوكجين كان جيدًا جدًا، كان يبتسمُ و يضحكُ و يتكلّمُ قليلًا مع بقيّةِ الأعضاء. مما جعلَ الأعضاءَ ينخدعونَ قليلًا لكنهم لاحظوا بعدها الفراغَ الموجودَ خلفَ قناعِ التمثيل هذا.

بعدَ عدّةِ جلساتِ تصوير، لقد حانَ الوقتُ أن يتسلقّ تايهيونغ إحدى الأبراجِ و يُمثّلَ كأنّه على وشكِ القفز. وضعَ الموظفونَ أدواتِ السلامةِ على جسده بشكلٍ يجعلها تبدو غير مرئية.

نظرَ بقيةُ الأعضاءِ بجديّةٍ واهتمام نحوَ تايهيونغ الذي تسلّق البُرج، و كانَ يشعرُ بالقلقِ قليلًا لكنّه متحمّس. عندما وصلَ إلى القمّة، أعطاهُ المخرجُ عدّةَ نصائح، ثمّ بدأ التصوير.

بدأ تايهيونغ التمثيل. نظرَ نحوَ الأعضاء ثم ابتسم قبل أن يُديرَ جسده للأمام. أخذَ خطوةً للخلف، قبل أن يركضَ و يقفزَ نحو الماء. لكنّه قبلَ أن يصلَ لسطحِ البحر، أدواتُ السلامةِ سحبتهُ للأعلى. تنهّدَ الموظفونَ و بقيّةُ الأعضاءِ ارتياحًا ثمّ صفقوا بأيديهم. لحسنِ الحظّ كانت اللقطةُ الأولى رائعة، و لم يكن تايهيونغ بحاجةٍ لفعلها مجددًا.

ركضَ الأعضاء نحو المكانِ الذي ساعدَ فيه الموظفون تايهيونغ على خلعِ أدواتِ السلامة عن جسده.

"لقد كنتَ تبدو رائعًا" داعبَ جيمين شعرَ تايهيونغ و هو يشعرُ بالفخر، بينما ابتسمَ الأخيرُ بسعادة.

"لقد كنتُ على وشكِ الإصابةِ بسكتةٍ قلبية حقيقةً" علّقَ سوكجين، مما جعلَ بقيّة الأعضاء يضحكون.

"دعونا الآن نعودُ للخيمة، سي-جين هيونغ أخبرني أنّه علينا تناولُ الغداءِ قبل انطلاقنا لموقعِ التصويرِ التالي" أخبرهم نامجون، ثمّ قادهم نحو الخيمة.

_ _ _

"حسنًا هيونغ، شكرًا جزيلًا" انحنى نامجون نحوَ مُديرِ أعمالهم، ثمّ اتجهَ نحو خيمةِ الأعضاء. لقد أنهوا تناولَ الغداءِ منذُ قليل، و هم يستريحون الآن.

"لديّ شيءٌ لأخباركم يا رفاق" أعلنَ نامجون، و جلسَ على إحدى الطاولات. توقفَ الأعضاءُ عن الذي يفعلونه و أعطوا انتباههم لقائدهم.

نظرَ نامجون حوله للتأكدِ أنّ جميعَ الأعضاءِ مُنصتونَ له، لكنّه عبسَ بـحَيرة.

"أينَ سوكجين هيونغ؟" سألهم، مما جعلهم يُدركونَ غيابَ الهيونغ.

نظرَ نامجون نحوَ صندوقِ الطعامِ الذي يحملُ اسمَ سوكجين، حيثُ لا زالَ يحتوي طعامًا متبقيًا، مما جعلَ نامجون يقلق.

أحدُ مُدراءِ أعمالهم دخلَ الخيمةَ لتفقدِ أحوالهم، و كانَ على وشكِ قولِ شيءٍ عندما سألهُ نامجون.

"اه! سي-جين هيونغ! هل رأيتَ سوكجين هيونغ؟"

"لقد كنتُ على وشكِ إخباركم.لقد رأيتُه يمشي باتجاهِ الرصيفِ البحريّ، و كانَ يبدوا مُشتتَ الذهن" أخبرهم سي-جين. كانَ نامجون على وشكِ قولِ 'شكرًا'، لكنّ صوتَ صراخٍ من الخارجِ لفتَ انتباهه.

"سوكجييين! انزلْ من هناكَ حالاً!"

لم يُضيع نامجون أيّ وقت و ركضَ للخارج، و لحقهُ بقيةُ الأعضاء. نظرَ حوله و رأى بعضَ الموظفينَ يصرخونَ على الهيونغ الذي تسلّقَ إحدى الأبراج.

"هيوونغ!"

صراخُ نامجون فاجئهُم جميعًا. استغلَ تلكَ الفرصةَ و ركضَ نحو البرج. جميعُ الأعضاءِ و الموظفين بدؤوا بمُناداته، حتى أنّ بعضَ الموظفين حاولوا الإمساكَ به و منعه، لكنّه تخلّصَ من قبضتهم و استمرَّ بالركضِ نحو البرج.

تسلّقَ نامجون البرج بأقصى سرعةٍ، و عندما وصلَ إلى منتصفِ الطريق، أدركَ أنّ سوكجين قد وصلَ للقمّةِ بالفعل.

"هل تظنُّ أنّ تايهيونغ كانَ سيكونُ ميتًا لو أنّه قفزَ دون أيّ أدواتٍ تحميه؟"

"بالطبع هيونغ! طولُ البرجِ بِطولِ ثلاثةِ طوابق، و يوجدُ تحته محيطٌ عميق."

هزّ نامجون رأسه للتخلّصِ من هذهِ الذكرى، بينما تجمّعتِ الدموعُ في عينيه.

لقد توجّبَ عليه أن يُدركَ الأمر.

أن يُدركَ أن سوكجين قد قصدَ كلامهُ عندما قال ذلك. طريقةُ المُزاحِ التي سألَ بها جعلتْ نامجون لا يُلاحظُ أنّ سوكجين كان يقصدُ ما يقول.

ما الذي تُفكّر فيه، هيونغ؟

وصلَ نامجون نحوَ القمّة، لتلقاهُ أكتافُ سوكجين الباردة. جميعُ الأعضاءِ و الموظفينَ استمرّوا بمناداتهم، لكنّه لم يهتمّ.

"هيونغ، ما الذي تفعله؟" سألهُ نامجون، محاولًا الحفاظَ على هدوءهِ رغمَ أنّ قلبهُ كان يدقُّ بجُنون.

تنهّدَ سوكجين و التفّ للخلف. تلاقتْ عيناهُما، و تحطّمَ قلبُ نامجون. كانت عينَا سوكجين مليئتانِ بالضياعِ و الفراغ.

"أنا الذي يجبُ أن أسألكَ هذا السؤال" قال سوكجين، مُخفضًا رأسه، غيرَ راغبٍ بالنظرِ إلى عينيّ نامجون، بسببِ أنّها ستجعلهُ يُريدُ البقاء.

و هو لا يُريدُ البقاءَ أكثر.

"انزل للأسفل، أرجوك؟" سألَ نامجون بهدوء، و أومأ سوكجين برأسه.

"سأنزلُ للأسفلِ لاحقًا، لا تقلق. أنا فقط أردتُ استنشاقَ بعضَ الهواءِ المُنعش" أخبرَ نامجون، لكنّ الأخيرَ هزّ رأسه.

"أنا أُريدك أن تنزلَ للأسفلِ الآن. إنّه خطير، هيونغ" قال نامجون بلُطف لكن بحزم. الأصواتُ التي تناديهم من الأسفلِ أصبحت تعلو أكثر، و ارتجفَ جسدهُ من الهواءِ الباردِ الذي يُحيطُ بهم.

"لا تُخبرني ماذا أفعل، نامجون" أنّبهُ سوكجين، و لا زال يتجنّبُ التقاء أعينهم.

"أرجوك، هيونغ" توسّل نامجون. أخذَ خطوةً للأمام مقتربًا من سوكجين، لكن اتسعتْ عيناهُ عندما أخذَ سوكجين خطوةً للخلف، مقتربًا بشكلٍ خطيرٍ من الحافّة.

"لا! لا تفعل! فقط لا تفعل ما يُخبركَ به عقلك! أنتَ لا تفكّر بشكلٍ صحيح، هيونغ! هذا الأمرُ لن يُساعدكَ أو يحلّ مشاكلك! فقط سيجرحُ الأشخاصَ الذين يُحبونك و يهتمّون لأمرك! أنا- لا، نحنُ سنُساعدك. بغضّ النظرِ عن مشكلتك، فقط أخبرنا أرجوك"

"ما الذي تتكلمُ عنه؟ أنا لن أفعلَ شيئًا" ضحكَ سوكجين، مُفاجئًا نامجون.

"م-ماذا؟" تلعثمَ نامجون، مُرتبكًا من إجابةِ سوكجين.

"أنا لن أقفزَ من هنا، أيها الأحمق. هذا ما تفكرُ فيه، صحيح؟" ضحكَ سوكجين. حدّقَ نامجون به غير مصدقٍ ما يسمعه. هل هو يقولُ الحقيقة؟

"إذن، انزل معي الآن إن كنتَ لا تُريدُ القفز هيونغ. لقد أخفتَنا" أخبرهُ نامجون بلطف.

"سأنزل" قال سوكجين، ناظرًا إلى عينيّ نامجون بابتسامةٍ كبيرةٍ على وجهه.
"لكن ليسَ عن طريقَ درجِ البرج"

أخذَ خطوةً للخلف، سامحًا لنفسِه أن يسقطَ من على البُرج. تاركًا نامجون في صدمة.

Continue Reading

You'll Also Like

243K 9.3K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...
19.6K 1.5K 24
ماذا سيفعل الأخ الأكبر إذا تفاجأ بأبيه يطرق باب منزله ومعه فتى بالسابعة عشر من عمره مخبراً إياه أن هذا الفتى أخاه الصغير و يجب عليه الإعتناء به هل س...
729K 5.2K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى
38.3K 813 2
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...