"هل يُمكنني ان أنظر إليك إلى أن يقل إحباطي وأنسى هزائمي ويختفي كل هذا الظلام بداخلي؟"
تفقّد هو ألغرفة بعيناه وأنا دخلت وراءه.قام بتشغيل نظام ألتدفئة وأغلق ألباب.جلست على الأريكة وفتح ألخزانة،كان هناك لحاف و وسادة أضافية داخلها.أغلق ألخزانة.
ألغرفة صغيرة ولكنها بسيطة ودافئة.هناك سرير زوجي ليس كبيراً كفاية في ألوسط وبجانبه على ألجدار خزانة ألملابس ألخشبية ذات ألبابين.باب أضافي في ألغرفة أعتقد أنه يؤدي للحمام وأريكة فردية أجلس عليها حالياً.لايوجد تلفاز أو أي وسيلة ترفيهية أخرى.
"سأعود بعد قليل"
أعلمني وخرج غالقاً ألباب خلفه.
نهضت من مكاني فور خروجه لتفقد ألمكان،قميصي كان رطب قليلاً لذا أخذ مني بعض ألوقت لأعتاد على درجة حرارة ألغرفة.ألحمام لم يكن يحتوي ألا على أكياس ألشامبو ذات ألاستعمال ألواحد وصابونة برائحة ألحليب.غسلت وجهي ويداي وأبعدت ربطة شعري لينسدل مفتوحاً،أنا أعاني من صداع في حال أبقيت شعري مرفوعاً لوقت طويل.
تفقدت هاتفي وبعثت برسالة لأمي أخبرها أنّي سأبقى بمنزلنا حتى ألصباح نظراً لأحوال ألطقس ثم أغلقت هاتفي و وضعته جانباً.
فُتح ألباب عندما كنت جالسة على ألسرير وهو ظهر.شعوراً ما جعلني أتنفس براحة فور رؤيته.
كان يحمل كيساً أبيض وآخر ورقي،ناولني ألابيض لأرى تيشيرتاً أسود جديد بكتابة حمراء أوسطه hotter than hell، قبل أن أسأل عن محتوى ألكيس الآخر، وصلتني رائحة بيتزا ألبابروني ألشهية.
هل خرج بهذا ألطقس كي يشتري لي ألملابس وألطعام؟
"شكراً لك"
أبتسمت لهذا ألجانب من شخصيته وهو أبتعد ليجلس على الأريكة.
نهضت لأبدّل ملابسي في ألحمام.
أنزلت ألتيشرت من أعلى رأسي و وضعت ألقديم بطريقة مرتبة قرب ألمغسلة.ضربت على وجنتاي مرتين وأخذت نفساً قبل أن اخرج.كان يعبث بهاتفه مما أزاح حملاً قليلاً عن كاهلي لأنشغاله.جلست بهدوء فوق ألسرير وأخذت شريحة بيتزا.
"ألن تأكل معي؟"
هو نظر ألي،ترك هاتفه جانباً وأتكئ على الأريكة بينما أبقى تركيزه نحوي،ألضغط ألكبير ألذي شعرت به من نظراته كالعادة رجع.
"كلا،شكراً أتبع حمية"
هو تحاذق بأبتسامة جانبية.أنا بالفعل أعلم أنه مصاص دماء ولكن هذا لا يمنع أن يأكل طعاماً بشري،أليس كذلك؟
"سيكون من ألجيد تناولها وحدي على أي حال"
ذكّرت نفسي في أللحظة ألاخيرة ألا أُقلب عيناي وعدت لشريحة ألبيتزا متظاهرة بعدم ألنظر لجهته رغم أن نظراته ألمثبتة علي حتى الآن قد تجعلني أختنق بطعامي في أي لحظة.
ألى متى سيظل ينظر ألي!!
"حتى تتوقفي عن ألتفكير بي"
أجاب بصوت عالٍ وهذه ألمرة أنا بالفعل أختنقت بقطعة ألطعام داخل فمي.أبتعلتها بسرعة وشربت من قارورة ألماء ألموضوعة بجانبي.
"لا أفكر بك ولم أفكر بك"
شعرتُ أنّي يجب أن أقف لأجل كبريائي على الأقل.
"أنتَ من يفكر بي"
أكملت وتظاهرت بالقوة أمامه.
"حقاً؟"
أبتسم بتكلف ونهض من فوق الأريكة، قاومت رغبتي بالهرب خلال باب ألغرفة أمامي.
"نعم، أنتَ لستَ نوعي ألمفضل على أي حال"
"تقصدين أنّكِ لا تريديني الآن بالغرفة، يجب أن أخرج!"
رغم أنه يقول هذا ألا أنه يستمر بالتقدم نحوي.
أومئت خوفاً أن يرتجف صوتي أن تكلمت، أنا لست خائفة ولكنه تأثيره.
وصل لمكان جلوسي على ألسرير وأنخفض نحوي، نصف شريحة ألبيتزا ألتي كانت تحملها يدي قرب فمي تجمدت مكانها، هي فقط لا تتحرك، كما أفعل أنا.
"أنظري،جسدكِ يخبرني ألعكس"
تكلم بنبرة منخفضة وتنفس مقرباً وجهه أكثر. هو قريب لدرجة أن أنفاسه ألباردة تصطدم بوجهي.
"هل تنكرين أنّكِ تفكرين بي؟"
سأل بهدوء وحدّق بعيناي مباشرة.
"أنّكِ تريديني؟"
يدي، بشجاعة، أرتفعت لدفعه ولكن بحركة مفاجئة هو أمسكها وألصق شفتاي بخاصته وطرق على ألباب جعلني أنهي الإتصال فوراً معه. مُمتنة أنّي من أبتعدت هذه ألمرة.
تنفسه كان عالي جداً، كما خاصتي، عندما جلست بعيداً على الأريكة. هو أرجع شعره للخلف وأعدل قميصه قبل أن يتجه للباب.
تكلم شيء مع شاب لم أكن قادرة على سماعه بفعل ما حدث قبل قليل. هل كنا نقبل بعضنا للتو؟ هو رفضني من قبل ولا يحمل ذرة مشاعر تجاهي وكل ما فعله كان لأثبات ضعفي أتجاهه!
"لِمَ فعلتَ ذلك؟"
وقفت لنفسي أنا هذه ألمرة، أذاً يظن أنه يستطيع تقبيلي و رفضي متى يشاء؟
"ماذا؟"
قال وهو يضغط على شاشه هاتفه ثم وضعه على أذنه.
"ماذا تقصد بماذا؟ ما فعلته للتو!"
بدأت بالغضب. هو بقي ينظر ألي بينما ألهاتف على أذنه.
"حسناً هل يجب أن يكون هناك سبب؟ كان للمتعه قليلاً!"
عندما نطق هذه ألكلمات، أصبحت غير قادرة على نطق أي شيء. كان لدي ألكثير من الأشياء ألتي أريد أخباره بها. ولكن عندما قال ذلك مباشرة وبكل وقاحة، شعرت بسكين يخترق صدري.
"أنتَ سافل"
لم أرد أن أبكي أمامه. خرجت مباشرة من ألغرفة. أكره كثيراً تصرفات ألفتيات ألحساسة وها أنا أفعلها هذه الأيام كثيراً، بسببه.
لم يلمسني أحد من قبل بتلك ألطريقة، أو أي طريقة أخرى. لم أحضى بحبيب طوال حياتي لأن ألدراسة وتصفح الأنترنت هو كل ما كنت أفعله. لم أنشىء صداقات كثيرة من قبل أيضاً لأنّ تصرفات الفتيات لا تستهويني،أن كان لذلك معنى.
ألشيء ألوحيد ألجيد أنه لم يكن أحد في ألشارع وأنا أقطعه باكية كالمجنونة.أيضاً شيء جيد آخر،أن ألمطر توقف قبل قليل،ولكن لا يزال ألتيشيرت ألذي أرتديه لا يحميني من نسمات ألهواء ألباردة.
لا أعلم أن كنت محظوظة،أم ألسماء كانت تشعر بالشفقة علي عندما ظهرت أمامي فجأة سيارة أجرة.
ركبتها وأعطيت ألسائق توجيهات ألطريق،كان ينظر بين الحين والآخر لي في ألمرآة لأنتفاخ وأحمرار عيناي.ليس وكأني لا زلت أبكي ولكني أشعر بشعور مقيت،أشعر وكأني سلمت نفسي بسهولة له.
أعطيت ألسائق ما كنت أحمله من دولارات في بنطالي ودخلت ألى منزل جدّاي.وضعت ألغرض ألذي جلبته لأمي بجانب سريرها وتأكدت أنها مغطاة جيدة قبل أن أتوجه لغرفتي.
من ألجيد أن ألوقت لا يزال فجراً ولست مضطرة لأيجاد تبريرات لأي أحد.
لم أفعل أي شيء عندما دخلت غرفتي،فقط تخلصت من ألتيشيرت وغصت بين أغطيتي.ألتالي كان عندما أستيقظت على صوت أمي.أبتسمت لي وتبدو جاهزة للذهاب للعمل،شعرت بألم حلقي ويدها لمست خدي ولكن ملامحها تعكرت.
"هل أنتِ مريضة؟"
قالت بينما أبتعدت لجلب شيء ما حيث صوت كعبها الأنيق دل على ذلك،أعدلت نفسي بتعب فوق ألسرير ونظرت للساعة ألتي تشير للتاسعة صباحاً.
أقترب صوت ألكعب وظهرت أمي تحمل بيدها محرار طبي،أشارت لي لأفتح فمي وفوراً فعلت ذلك لتضعه تحت لساني.
"هل عدتِ أثناء ألمطر؟"
سألت وهززت رأسي.
أخذت ألمحرار من داخل فمي ونظرت له "أللعنة،حرارتكِ مرتفعة سأذهب لجلب بعض ألدواء"
نظرت لساعتها وأستعدت للذهاب.
"أمي،أنا بخير سأشتري ألبعض الآن أو سأخبر آلي،أنتِ أذهبي لعملكِ"
"أي أم سأكون أن رحلت هكذا وأبنتي مريضة!"
"أم تحارب وتركل مؤخرات ألموظفين لتحصل على ترقية كي تستطيع أبنتها ألعيش بالطريقة ألتي تعيشها"
أبتسمت هي.
"حسناً حسناً،سأتفقدكِ لاحقاً"
رفعت يديها بأستسلام و بدأت بالأبتعاد تدريجياً.
"ولكن انتبهي لألفاظكِ في ألمرة ألقادمة"
قالت وهي تنزل ألدرج لأبتسم وأنا أعود لأستلقائي،ألنحول يحتل كل جسدي.
شعرت بجداي يتفقداني بعد قليل ويحاولان أيقاظي لأتناول ألطعام ولكني كنت متعبة جداً وأردت الأستمرار بالنوم فقط.يد باردة وضعت على جبهتي ورفرفرت عيناي منفتحة للعطر ألذي أعرفه.
كان هو،يجلس على ألسرير،متى أتى ولمَ؟
بالطبع كنت سأصرخ عليه وأشاجره ولكنّي كنت متعبة جداً ومرهقة.
"أنظري ماذا فعلتِ بنفسكِ"
أعدلت نفسي بصعوبة على لوح ألسرير ويبدو أنه أراد مساعدتي بذلك ولكنه أبقى ذلك لنفسه.
"لم تتناولي شيئاً!"
نظر ألى ألطعام ألذي وضعاه جداي،بلا شك،قرب ألسرير.
"لا أملك شهية"
أجبته.وهو نهض وأتى بالصينية قربي.
"لا تحاول حتى"
"لا تجعليني أشعر بالذنب أكثر"
لم يكن ساخراً وعيناه كانت صادقة في رغبته بتكفير ما حدث، رغم أنه لا يُغتفر بهذه ألسهولة.منبه صغير في نهاية عقلي أخبرني أنّي يجب أن أكون حذرة رغم ذلك.
أحببت مشاهدته وهو يعود لجلسته على ألسرير قربي و وضع ألصينية فوق أفخاذه.أخذ ألملعقة بيده وعيناي تفحصت ألصينية هذه ألمرة.كان هناك صحن حساء وصحن خضروات مع آخر للفواكه و كأس ماء مع كبسولتين بيضاء.
"لا بأس به أنه دافئ"
دغدغة بمعدتي فور رؤيتي له وهو يتذوق ألحساء ويقيس حرارته من أجلي.
لم يقوم بأطعامي بيده ولكني كنت بخير رغم ذلك بينما هو فقط جالس بجانبي بهدوء بينما أتناول عشائي وغدائي وفطوري بنفس ألوقت.أنتهيت بعد ملاعق معدودة وهو بدى غير راضٍ على ذلك ولكنه لم يتكلم لأنّي شعرت أنّي سأتقيأ أن تناولت أكثر.
أخذ ألكبسولتين وكأس ألماء و وضعهم بالطاولة ألمجاورة وأبعد باقي ألصينية.
"سيكون عليك تناول هذه بعد وقت قصير"
أومئت له.
"يجب عليكَ أن تكون هكذا في كل الأوقات"
أخبرته وهو ضحك بخفوت مسبباً لأبتسامتي بالظهور.
مد يده ليقيس حرارتي وأبتسامته زالت.
"لن يَجدِ هذا"
وقف وبدأ بفك أزرار قميصه الأسود.
"ماذا تفعل!!"
رمى قميصه على الأرض وتسلق ألسرير
"جيمين!!"
"لا تنكمشي لن أفعل شيء"
أستلقى بجانبي وحاربت لأبقى عيناي بعيداً عن جسده.
"أسرع طريقة لخفض حرارة جسدكِ"
قال ولمس يدي بخفة يقربني منه وبهدوء.
"فقط أسترخي حسناً؟"
قال عندما أصبح رأسي فوق صدره وكان بالفعل بارد جداً.قلبي كان ينبض بشكل صاخب حيث إني خفت ان يسمعه.
بعض ألشيء،فقط قليلاً.تنفسه كان أسرع من اللازم.ولكن الأثنان منا بقى هادئاً.أبهرتني كمية ألراحة ألتي شعرت بها ونحن بتلك ألوضعية.
"تعجبني وشومك"
يدي لمست رسمة الجناح ألذي كان على ألجانب الأيمن لعضلات بطنه و أبتسمت لجسده ألذي أقشعر للمستي.
"يروقني شعركِ مسدولاً أيضاً"
"ما فعلته سابقاً.."
"أششش..ستغضبين من نفسكِ لقولكِ هذا عندما تستيقظين في ألصباح،سنتحدث بشأنه عندما تكونِ بخير،فقط نامي"
أبتسمت مرة أخرى وأستسلمت للنوم.
هو يعرفني..
"بِكُل ما يَحمل صوتي من التَوسل : أريدك"