"هيونغ!"
أُصيبَ الأعضاءُ بالذُعرِ عند رُؤيتهم سوكجين قد وقعَ على الأرض، مُمسِكًا رأسه بين يديهِ بقوّة.
"ما هذا بحقّ الجحيم!" صرخَ نامجون على دونغ-هوان ثمّ دفعهُ بقوّة.
ركضَ جونغوك باتجاهِ الهيونغ، و جلسَ خلفَه. سحبَه إلى حضنِه بلُطف، كأنّه طفلٌ صغير، لكنّ هذا فقط جعلَ سوكجين يُصابُ بصدمة للتلامسِ المُفاجئ. أمسكَ سوكجين صدرَه بقوّة عندما فقدَ القدرةَ على التحكّمِ بتنفسِّه.
"أَترى؟ إنّه عديمُ الفائدة! لماذا لا تطردونَه خارجَ الفرقة يا رفاق؟" ضحكَ دونغ-هوان، لكنّه توقفَ عندما لكمهُ نامجون على وجهه.
انحنَى هوسوك أمامَ جونغوك، محاولًا تهدئةَ سوكجين. لكنّ الهيونغ كانَ فقط يشهقُ باستمرار، محاولًا بكلّ جهدهِ أن يتنفّسَ بشكلٍ طبيعيّ. قطراتُ عرقٍ باردة بدأت تُغطّي جسده، بينما صدرُه يضيقُ أكثر.
"ل-لا أ-أستطيع..." شدّ سوكجين قبضتهُ على صدرِه، "التنفّس".
بدأَ بالشعورِ بالذُعر. لم يكُن يستطيعُ التنفّس و قلبُه يؤلمُه بشكلٍ جنونيّ. الدموعُ تنهمرُ من عينيهِ بينما يشعرُ كأنّه يموت.
"هيونغ، هيونغ انظر إليّ" حاولَ هوسوك لفتَ انتباهِ الهيونغ، لكنّه فشل.
شعرَ بقيّة الأعضاء بالذُعرِ أكثر عندما أصبحَ وجهُ سوكجين شاحبًا، و جسدُه يرتجفُ بشدّة. احتضنَ جونغوك الهيونغ بقوّة، و بدأ بهزّه ببطء، محاولًا تهدئتَه.
جلسَ نامجون بجانبِ هوسوك، و تحسّسَ يد سوكجين.
"تبًا! إنّها باردةٌ جدًا. تايهيونغ، هوسوك، هل بإمكانكما تدليكُ يديهِ و قدميه؟ إنّها تتصلّب. و جيمين هل بإمكانكَ إحضارُ ماءٍ و منشفة؟" أمرَ نامجون الأعضاء، محاولًا الحفاظَ على هدوءِه على الرغمِ أنّ قلبه يدقُّ بسرعةٍ جنونيّة.
"هيونغ! هيونغ! انظر إليّ. أرجوك انظر إلي!" حاولَ نامجون لفتَ انتباهِ سوكجين عن طريقِ ضربِ وجنتيهِ بُلطفٍ لعدّة مرات.
حاولَ سوكجين بكلّ جهدِه أن يُركّزَ على نامجون، لكنّه لم يستطع. لقدَ شعرَ بصدرِه يحترق، و الألمُ كانَ يقتلُه ببطء.
نادَى نامجون اسمه لعدّة مرات، لكنّه فشلَ في كلّ مرة، و كانَ باستطاعتِه ملاحظةُ جسدِ سوكجين يُصبح شاحبًا أكثر فأكثر، العرقُ الباردُ غطّى كل وجهه، بينما يبكي بشدّة.
توقّفَ نامجون عن محاولةِ لفتِ انتباهِ الهيونغ، و بدلًا من ذلك مسحَ الدموعَ عن وجنتيْ سوكجين. جونغوك كان يهمسُ كلماتٍ لطيفةٍ و مُهدّئة في أُذنِ سوكجين، و يعتذرُ بين اللحظةِ و الأخرى، لإنّه السببُ في تسارعِ أنفاسِ سوكجين.
أمسكَ نامجون وجهَ سوكجين بينَ يديه، و دلّكَ وجنتيهِ بإبهامِه، مُبتسمًا اتجاهَ الهيونغ المُنهار.
"لا تقلق هيونغ، أنتَ فقط أُصبتَ بنوبةِ ذُعر، و ستكونُ بخير. كلّ شيءٍ سيكونُ بخير، ثِق بي" همسَ نامجون في أُذنِ سوكجين.
ثمّ نظرَ إلى هوسوك ببُؤس، قبلَ أن يُكمِل بُلطف "كلّ ما عليكَ فعلهُ هو التنفسُ بشكلٍ طبيعيّ، حسنًا هيونغ؟" خُذ نفسًا، ثمّ أخرجهُ ببطء. أنتَ فقط كنتَ تأخذُ الهواءَ دون إخراجه، الآن حاول الزفير، حسنًا هيونغ؟"
ابتسمَ نامجون عندما لاحظَ أنّه قد لفتَ انتباهَ سوكجين قليلًا.
"هذا صحيح. استمع إليّ. شهيق، ثمّ زفير، شهيق، زفير"
حاولَ سوكجين بقوّة أن يُخرجَ الهواء من رئتيه، لكنّ الألمَ في صدرِه جعلَ الأمرَ أسوَء. أمسكَ بيديْ تايهيونغ و هوسوك محاولًا تحمّلَ الألمِ الحارِقِ في صدره.
"لا بأس هيونغ، لا بأس.افعلها ببطء، شهيق ثمّ زفير" شجّعَهُ نامجون بينما يمسحُ جبهةَ الهيونغ بكمِّ قميصه. أخذَ يدَ سوكجين من هوسوك، ثمّ وضعها على صدرِه، آملًا أن يُساعدَ ذلك سوكجين على التنفسِ بشكلٍ طبيعيّ.
تمكّنَ سوكجين من الزفيرِ أخيرًا بعدَ الصراعِ مع الألمِ في صدرِه. عيناهُ مُغلقتانِ بشدّة، مما يجعلُ الدموعَ تنسابُ نزولًا إلى وجنتيه.
"أحسنت هيونغ، أنا فخورٌ بكَ جدًا. الآن لنفعلها ثانيةً. خُذ نفسًا ثمّ أخرجُه ببطء" طمأنهُ نامجون، بينما تشابكتْ أصابعهُ مع أصابعِ سوكجين.
أخذَ سوكجين نفسًا، و محاولتُه الثانية في الزفيرِ كانت أسهل عن المرةِ الأولى.
"هذا جيد، افعلها مجددًا هيونغ، كلّ شيءٍ سيكونُ على ما يُرام، دونغ-هوان لم يعُد هنا" شجّعهُ نامجون، و لاحظَ أنّ سوكجين قد هدأَ قليلًا بعد سماعِ جملتِه الأخيرة.
الحرارةُ في يديه، و لونُ وجههِ قد عادا إليه. أرخى قبضتُه على يديْ نامجون و تايهيونغ. و ملامحُ وجههِ قد بدأت بالارتياح.
الآن، تنفسّهُ الطبيعيّ قد عاد. أرجعَ نامجون رأسه للخلفِ ارتياحًا. تنهّدَ هوسوك و مسحَ عَرَقه، بينما جيمين احتضنَ تايهيونغ محاولًا تهدئتهُ لإنّه لا زالَ في صدمةٍ مما حصل. احتضنَ جونغوك الهيونغ بقوّة، و تنهّدَ ارتياحًا. بينما يونغي اكتفى بالوقوفِ بعيدًا عنهم قليلًا بينما لا زالَ مصدومًا هو الآخر مما قد حصل. دونغ-هوان قد غادرَ بالفعل بعد أن لكمَهُ نامجون، مما جعلَ الوضعَ أفضل بكثير.
"جونغوك، هل لكَ أن تتركَ سوكجين قليلًا؟" سألَ نامجون بينما يأخذُ المنشفةَ الُمبلّلةَ بماءٍ باردٍ من جيمين. حرّرَ جونغوك الهيونغ من حضنِه، لكنّه لا زالَ يُحيطُ جسد الهيونغ بذراعيه، مُسندًا رأسَ سوكجين على كتفِه.
مسحَ نامجون وجهَ سوكجين و رقبتهُ بالمنشفةِ المُبلّلة ببطء، و عبسَ بوجههِ عندما تذكّرَ كيفَ عاملهُ دونغ-هوان من قبل.
فتحَ سوكجين عينيهِ ببطء، و التقتْ عيناهُ بعينيّ نامجون.
"أ-أنا آ-آسف" همسَ سوكجين بصوتٍ عالٍ كفايةً ليسمعهُ نامجون و جونغوك.
"لا، لا بأس هيونغ، لا تشعُر بالأسفِ حيالَ هذا الأمر" هزّ نامجون رأسه، ثمّ أكملَ عملهُ بالاعتناءِ بسوكجين. أغلقَ سوكجين عينيهِ مرةً أخرى، و مالَ للخلفِ إلى حضنِ جونغوك أكثر.
"هيونغ" أمسكَ جيمين زجاجةَ ماءٍ و قرّبها من سوكجين، ثمّ سحبَ القشّة إلى فمِ الهيونغ. أخذَ سوكجين عدّة رشفاتٍ من الماء، ثمّ تمتمَ 'شكرًا' بصوتٍ منخفض.
بقيَ الجميعُ هناكَ صامتين، يُشاهدون الهيونغ و هو يتنفّسُ بهدوءٍ في حضنِ جونغوك. مشى يونغي و توقّفَ خلفَ نامجون، ثمّ أطلقَ شهقةً صغيرة عندما نظرَ إلى حالةِ سوكجين، مما جعلَ سوكجين ينظرُ إليه و يبتسمُ له بضُعف.
"هيونغ، نحنُ سنتمرّنُ لمدّة ساعة الآن، حسنًا؟ باستطاعتكَ الاستلقاءُ على الأريكة. لن أُشغّل الموسيقى، فقط سأقومُ بالعدِّ أثناءَ التدريب" أخبرهُ هوسوك الذي تحوّل تلقائيًا إلى مدرّب رقص الخاصّ بهم بعدما غادرَ معلّمهم. و سوكجين اكتفى بالإيماء.
"سأقومُ بإخبارِ سونغ-دوك هيونغ عن الذي-"
"لا! لا تفعل!" صرخَ سوكجين بينما ضغطَ بقوّة على يدِ نامجون، مما جعلَ الفتى الأصغر يتفاجأ. لكنّه بعد ذلك تأوّه من الألم، و حرّرَ يدَه من يدِ نامجون عندما بدأَ رأسه بإيلامِه مجددًا.
"لكن لماذا، هيونغ؟ سونغ-دوك يجبُ أن يعلم" أخبرهُ نامجون بلُطف بينما يُربّتُ على ظهرِه.
"ف-فقط...ل-لا تُخبره. لقد كان الأمرُ كلّه خطأي لإنّي لم أتمكّن من فعلِ الحركات بشكلٍ صحيح" أجابَ سوكجين.
عبسَ نامجون بعدَ سماعِ هذهِ الإجابة. بالطبع، لقد كان خطأُ سوكجين لإنّه لم يُركّز أثناءَ التدريب، لكنّه كان خطأ دونغ-هوان أيضًا. قد صفعَ سوكجين، و جرحهُ بكلماتِه، حتّى أنّه ضحكَ بينما كانَ سوكجين في نوبةِ الذعر.
لكنّ نامجون استسلمَ في النهاية، و قرّرَ إخبارَ سونغ-دوك لاحقًا عندما ينسى سوكجين ما حصل اليوم، و الآن هو يجبُ أن يركّز فقط على حالةِ سوكجين.
رفعَ جونغوك سوكجين، و حملهُ إلى الأريكة. مسحَ عرقَ سوكجين بكمِّ قميصه، ثمّ ربّتَ على كتفِه مُبتسمًا له.
"جيمين، هل بإمكانكَ البقاء بجانبِ سوكجين؟" سألَ هوسوك، و هو يعلم أنّ جيمين قد حفظَ كلّ الحركاتِ بشكلٍ صحيح.
"حسنًا هيونغ" قال جيمين بينما رفعَ إبهامه، ثمّ جلسَ على الأرضِ أمامَ الأريكة.
نظرَ جيمين إلى الهيونغ النائم، و ابتسمَ بحُزن. في الأيامِ القليلةِ الماضية، لقد كان سوكجين يتصّرفُ بغرابة، و اليوم كان الأسوء. لقد لاحظَ أنّ الهيونغ قد أصبحَ نحيفًا أكثر، خطّ فكِّه قد ازدادَ حدّة. وجنتاهُ الممتلئتانِ قد اختفيا، و دوائرُ سوداء قد لوّنت ما تحتَ عينيه. و وجههُ قد أصبحَ عابسًا أغلبَ الأوقات.
نامجون استمرّ باختلاسِ النظرِ نحوَ سوكجين، قلقًا على حالتِه. لقد أدركَ أنّ هناكَ خطبًا ما في الهيونغ، و أنّ نحفَه الشديد، و نوبةُ الذعر التي حصلت له، لا بدّ من وجودِ سببٍ لها. لكنّه لَمْ يعلم لِمَ سوكجين يرفضُ إخبارَه.
بعد ساعة، أنهَى هوسوك التدريب، و الجميعُ مباشرةً اتّجَهوا نحوَ سوكجين الذي لا يزالُ نائمًا على الأريكة.
"كيفَ حالُه؟" سألَ هوسوك جيمين.
"لم يستيقظ، أو حتى يتحرّك" أخبرهُ جيمين بينما ينظرُ نحو الهيونغ.
انحنى نامجون أمام سوكجين، ثمّ أيقظهُ بلطف.
"هيونغ، استيقظ. سنغادِرُ الآن" هزّ نامجون كتفيْ سوكجين بلطف. فتحَ سوكجين عينيهِ ببطء، و رمشَ بهما عدّة مرات.
"سنغادِر؟ يا إلهي، أنا لم أقصد أن أنام، أنا آسف" غطّى سوكجين وجههُ خجلًا. و بقيّةُ الأعضاءِ ضحكوا على لطافتِه.
"لا بأس هيونغ، نحنُ كنّا سنوبَخك على أيّةِ حال إن كنتَ تتدرّب" أخبرهُ هوسوك، و سوكجين ابتسمَ نحوه بخجل.
"هل باستطاعتكَ المشي، هيونغ؟" سألَه جيمين. أومأَ سوكجين ثم وقفَ ببطء. ناولَهُ تايهيونغ حقيبتهُ الخاصّة.
"اه، شكرًا تاي-تاي" أخذَ سوكجين الحقيبة و حملها على كتفهِ الأيمن، ثمّ اتجهوا سويةً للمنزل.
وضعَ نامجون يدهُ على ظهرِ سوكجين، مستعدًا لمساندتِه إن شعرَ بالضعفِ مجددًا. كان سوكجين يواجهُ صعوبةً في المشي، مما جعلَ نامجون يحملهُ على ظهرِه، بعدَ أن ناولَ حقيبتُه لجيمين.
تنهَدَ سوكجين ارتياحًا لإنّه لن يضطرََ للمشي مجددًا، لإنَه كان خائفًا من طلبِ المساعدة من الأعضاء. إنَه بالفعلِ قد جعلهم يقلقون بنوبةِ الذعرِ التي أصابته. لذا، هو قد شعرَ بالارتياحِ عندما عرضَ عليهِ نامجون أن يحمله.
شعرَ سوكجين بعينيهِ تصبحانِ أثقل، و حاولَ بكلِّ جهدِه أن يبقيهما مفتوحتان. لقد بدا أنّ نامجون لاحظَ ذلك، لإنّ رأسَ سوكجين كان يسقطُ باستمرار على كتفه.
"لا بأس هيونغ، بإمكانكَ النوم" أخبرهُ نامجون، و رفعهُ للأعلى قليلًا. همسَ سوكجين 'شكرًا' قبلَ إسنادِ رأسِه على كتفِ نامجون، ثمّ أغلقَ عينيه.