أستطيع ألشعور بجسده تشنج فوقي ثم اندفع بقوة كبيرة نحو ألخلف تاركاً أياي وحدي فوق ألسرير،أسمع أنفاسه خلال ألمسافة بيننا داخل ألغرفة.نهضت متكأة على مفصليّ ذراعاي انظر له وكل ما يفكر به عقلي..ما ألذي حدث للتو؟
"ما أللعنة!"
قال من بين أنفاسه يتكئ على ألجدار خلفه وصدره لا يزال يعلو ويهبط بسرعة.
أعتدلت بجلستي أكثر وجعلت قدماي تتدلى من حافة ألسرير،لو كان لدي ألقوة ألكافية لركضت هاربة من ألغرفة ولكن ما حدث قبل قليل يُبقي كل جزء بجسدي ضعيف.
خرج بعد ثواني من ألباب تاركاً أياه مفتوح خلفه،لم يكن يجدر بي تقبيله،هو رفضني للتو،ما ألذي سيفكره بشأني؟أرمي نفسي على كل رجل لا أعرفه!بحق الآله كيف سيصدق أن تلك كانت أول قبلة لي؟
بالكاد تلامست شفاهنا.
أستجمعت قوة كافية للخروج من الغرفة .كان ألممر في الأعلى فارغ، لذلك أنا نزلت عبر ألسلالم متمنية ألاّ أراه. كان هوسوك وماري جالسان فوق الأريكة ويتحدثان بشيء لا أستطيع سماعه، لم أستطيع أيجاد آليس ولا أحداً آخر، هل خرجَ بالفعل؟
حمحمت كي أحصل على أنتباه الأثنان فوق الأريكة ولكن يبدو أنّي فعلت ذلك مسبقاً.
"أين آليس؟"
سألت مُحرجة قليلاً.
"في مكانٍ ما؟"
جونغوك من أجاب وهو يأتي من ألخارج.
كنت أريد أخبارهم أنني سأغادر ولكن حركة مفاجأة قام بها ألثلاثة حيث نظروا جميعهم نحو نافذة ألصالة ألجنوبية.
"ماري"
قال هوسوك بينما قفز من فوق الأريكة وهرول بسرعة نحو ألنافذة.
ماري أسرعت تتسلق ألدرج وجونغوك وضع كفه فوق أذنه أليسرى وبدأ كأنه يستمع لصوت ما.
"زعيم.."
هوسوك قال بينما الآخر يدخل خلال ألباب وذلك جعلني آخذ نفس وأزفره.
"أعلم أخبر الآخرين"
أمرَ بينما يمشي بأتجاه مكان ما وأنا تبعته.
"سأعود للمنزل"
أخبرته.
"ليس الآن،أصعدي في غرفتي وأقفلي على نفسكِ الباب،لا تفتحيه ألى أن يفعل أحدنا ذلك"
بدا مسرعاً وأنا لا زلت ألحقه بينما لم أستوعب ما فعله للتو،هل يفرض أوامره عليّ؟
"لن أفـ..."
ألتفت لي.
"الآن."
عيناه حمراء سببت بقشعريرة لبشرتي فور نظره أليّ.
"جونغوك هوسوك معي،ماري أبقيها في ألداخل"
هو غادر مع ألاثنان وماري أومئت له،أنا لا أصدق هذا،ما ألذي يحدث حتى،هل أنا محجوزة حالياً؟
مُحاولة عدم تعقيد ألوضع أكثر،جلست بغرفته بعد أن طلبت ماري ذلك بلطف،الأوضاع ساكنة بالخارج كذلك.على أي حال،لا يوجد سوى ماري داخل ألمنزل معي،ولكن لست متأكدة بعدد من بالخارج.
بعد دقائق معدودة تجرّعت مرورها بمساعدة هاتفي،ألمفتاح داخل قفل ألباب أصدر صوت ثم فُتحَ لتظهر آليس،لم تكن ثيابها بذلك ألترتيب وكان يبدو أنها تلتقط أنفاسها بصعوبة.
لم أدرك أن ماري أقفلت ألغرفة سابقاً!
"علينا أن نخرجك من هنا"
أخبرتني وقدماي لا أرادياً تبعتها دون نقاش.
نزلنا ألسلم حيث كان ألمنزل خالٍ من أي أحد،حتى ماري.هرولت آليس أمامي نحو ألسيارة ألمركونة في زاوية ألمنزل أليمنى وانا تبعتها.ركبتْ وضغطتْ دواسة ألوقود تجعلني أتشبث في مقعدي.ألشيء ألوحيد ألذي كنت متأكدة منه رغم سرعة الأحداث هو الأصوات ألغريبة ألتي كانت تبعد عن ألمنزل بأمتار معدودة،أصوات كالزئير وألهسهسة وأشياء تتحطم.
"أصغي ألي سأخذكِ لمكان،ليس منزلكِ.على الاقل ليس الآن،ولكن سأعود من أجلكِ"
عينا آليس تنقلت بيني وبين ألطريق وكدت أموت لأعلم ما يحدث.ألتوتر ألذي شعرت به يفيض من جسد آليس أنتقل أليَّ.
"هنا"
ركنت ألسيارة قُرب جدار من ألنباتات ألمتسلقة.ترجلت وهي تُفرّق الاغصان ألطويلة بيديها كاشفة عن ممر مظلم بالداخل ينتهي بباب بني.
"لا يوجد وقت أسرعي،ارجوكِ"
ترجّت آليس وأنا هرولت خلفها للداخل،فتحت ألباب وجعلت نفسها خارجاً .
"لن أتأخر"
قالت قبل أن تُغلقه وتذهب مبتعدة.
زفرت نفساً طويلاً وارجعت شعري للخلف.ألغرفة كانت تقريباً حجرية ولكن بديكور كلاسيكي بسيط.هناك أريكتين فرديتين وسرير بقماش أبيض يجاوره كاونتر صغير.مرآة ذات طاولة تستند عليها وباب آخر تحتويه ألغرفة.أردت فقط ألا أفكر بشيء سيء وفضولي وجّهني صوب ألباب ألخشبي.
شهقة هربت من فمي فور رؤيتي لما كشفه ألباب،كانت مساحة خضراء كبيرة،تحتوي على ألاشجار ألعالية وكثير من ألنباتات ألملونّة ألمتسلقة منها وألغير متسلقة،صوت الأطيار يتردد صداه بين هنا وهناك وأشعة ألشمس تصل لكافة الأغصان،بنظرات مندهشة وشفتان متفرقتان خطت قدماي تود أكتشاف أكثر من ذلك.
صاحبت خطواتي صوت تكسّر الأوراق ألمتساقطة بينما أحاول تتبّع صوت تدفق ألمياه ألذي داعبَ مسامعي.
"آلهي.."
هربت مني،كان هناك شلال أبيض يتدفق من منطقة اعلى من الأرض ألمجاورة ويصب في بحيرة ليست بصغيرة وليست بذلك ألكبر.ألماء كان صاف جداً بحيث مكننّي من رؤية الأحجار ألصغيرة ألتي تكّون القاع.يدي لا شعورياً ذهبت تتحسس ألماء وأبتسمت لبرودته ألمعتدلة.لا بد أن هذا ألنعيم بعينه.
لم أعلم ماذا أفعل خفت أن أتعمّق أكثر وأظل ألطريق وقد أندم أن عدت ولم أستكشف أكثر.بعد مدة تفكير صغيرة،أستنتجت أن جولة صغيرة بالجوار لن تضُر.
أقسم أنني لم أستطع ألسيطرة على أبتسامتي بينما أنظر ألى كل شيء،كانت هناك حتى أشجار فاكهة تتدلى من هنا وهناك،ألسماء صافية كما لو أن هذا ألمكان معزول عن ألعالم ألخارجي.لم أندهش هذه ألمرة عندما رأيت كهف و أبتسامتي توسعت بينما أتجه نحوه،هذا شيء رأيته فقط خلال ألشاشة.
كان عرض ألكهف يسع تقريباً لثلاثة أشخاص بالسير معاً ودخوله،أشعة ألشمس من ألخارج تصل فقط لمنتصف ألطريق داخله لذلك أنا لم أستطيع الأكمال مع عدم وجود أي وسيلة للأنارة لدي.عليّ الأعتراف أنني كُنت خائفة أيضاً من ألمضي وحدي.
قبل أن أستدير خارجة،لمحت شيئاً فوق جدران ألكهف،كانت هناك رسوم عديدة وكتابات غير مفهومة.آثار لأنياب حيوان ما حُفرت هنا وهناك،رسوم لدائرة عالية وأسفلها بشر وذئاب يمشون سوياً.رموز مجهولة أخرى وصورة لنار وأخرى لرقاقة ثلج غير مُتقنة.
تحسست أصابعي رسمة لذئب،شدّتني دون ألبقية،كان يقف فوق تلٍ ما وينظر لتلك ألدائرة ألتي أكتشفت أنّها تمثل ألقمر،خلف ذلك ألتل رسمة لشمسً في منتصف طريقها للشروق،ألكل يبدون أقرب لمكان ألشمس ألا ذئب ذلك ألتل ألذي وقف منتصفاً أشعة ألشمس وضوء ألقمر.
كان هو كزاوية لوحة فنية عظيمة مُهملة،
نائية عن كُل صخب هذا ألعالم..