Evanglin | H.S

By DounniiaKhaaled

48.4K 4.2K 1.6K

"يَضِيقُ بِكَ العَالَم ويَتَّسِعُ لكَ فى قَلبِ شَخصٍ واحِدٍ". More

Introduction.
الفَصلُ الأوَّل.
الفَصلُ الثَّانى.
الفَصلُ الثَّالِث.
الفَصلُ الرَّابِع.
الفَصلُ الخَامِس.
الفَصلُ السَّادِس.
الفَصلُ السَّابِع.
الفَصلُ الثَّامِن.
الفَصلُ التَّاسِع.
الفَصلُ العَاشِر.
Note.
Characters
الفَصلُ الحَادى عَشر.
الفَصلُ الثَّانى عَشر.
الفَصلُ الثَّالِث عَشر.
الفَصلُ الرَّابِع عَشر.
الفَصلُ الخَامِس عَشر.
الفَصلُ السَّادِس عَشر.
الفَصلُ السَّابِع عَشر.
الفَصلُ الثَّامِن عَشر.
الفَصلُ التَّاسِع عَشر.
الفَصلُ العِشرُون.
Note.
الفَصلُ الوَاحِد والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّانى والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّالِث والعِشرُون.
الفَصلُ الرَّابِع والعِشرُون.
الفَصلُ الخَامِس والعِشرُون.
HELP!!
الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.
New Story.
الفَصلُ الثَّامِن والعِشرُون.
الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّلاثُون.
الفَصلُ الوَاحِدُ والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّانِى والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّالِث والثَّلاثُون.
الفَصلُ الرَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الخَامِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّادِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.
الفَصلُ التَّاسِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الأربَعُون.

الفَصلُ السَّادِس والعِشرُون.

990 100 40
By DounniiaKhaaled

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
الحَمدُ للهِ عَدَدَ مَا كانَ وعَدَدَ مَا يَكونُ وعَدَدَ الحَرَكاتِ والسِّكُون.

* * * * * * * * * *

"هَل يُمكِنُك القِيَادَة بِبُطءٍ قَليلًا؟ لدىَّ زَوجَتى تَحتَاجُنى وطِفلٌ لَمْ أرَهُ بَعد." تَذَمَّرَ زين مِن سُرعَة هَارى ليُوقِفَ السَّيَّارَة فَجأة.

"أتُريدُ العَودَة سَيرًا؟ هَيَّا إذًا لَكَ هَذا."
"لِم أنتَ غَاضِبٌ لهَذَا الحَدِّ؟ لا تَجمَعكُمَا عِلاقَة حَتَّى تَغضَبَ هكذَا."
كانَ زين يَشعُر بمَشَاعِر هارى تِجَاه إيڤانچلين، أرَادَ الضَّغطَ عَليهِ ليَعتَرِفَ لنَفسهِ، فهُوَ عَنيدٌ ولَن يَقبَلَ تِكرَارَ الأمرِ مُجَدَّدًا.
"ومَن قالَ أنَّنى غَاضِبٌ بسَبَبِ مَا حَدَث؟ أنَا فقَط..- اا- ليسَ لكَ شَأن."
"أنتَ فقَط تُكَابِر."
كانَ تَوتُّر هَارى ظَاهِرًا جِدًا وفَضَّل زين عَدَم الإكثَار فى الحَديثِ فصَمَت.

بَعدَ مُدَّةٍ وَصَلا إلى المَنزِل وأوقَفَ هارى السَّيَّارَة.
"تَفضَّل، أنا أدعُوكَ للمُكوثِ فى بَيتِك قَليلًا."
سَخِر زين وقَلبَ هارى عَينَيهِ وترَجَّل مِن السَّيَّارَة ومِنهَا إلى المَنزِل ، قَرَّرَ أن يُلهىَ نَفسَهُ عَن أمرِ إيڤانچلين بإنهَاءِ أُمورَهُ الخَاصَّة.. أمسَكَ بهَاتِفه وظَلَّ يَبحَث عَن رَقمٍ مَا إلى أن وَجَدَهُ.

"چيسون."
"نَعم، مَن المُتَّصِل؟"
"هارى."
"اوه.. أهلًا كَيفَ حَالُك؟"
"بخَير، مَاذَا عَنك هَل أصبَحت عَينَاك بخَير؟"
"الشُّكرُ للرَّبِّ، نَعم."
"كنتُ أحتَاجُك بشَئٍ مَا.. أُريدُ چاكلين."
"رَائِع.. أنتَ الآن مَن تَبحَثُ عَنهَا؟ لكِن أعتَذِر، لَمْ أعُد أعمَل بهَذَا المَجَال."
"سأدفَعُ لَك مَا تٰريدُ فقَط أحضِرهَا..-"
"لَمْ يَعُد الأمرُ مَتعَلِّقًا بالمَالِ، لا أُريدُ أن أُؤذىَ طِفلى مُجَدَّدًا."
تنَهَّد هَارى بقِلَّةِ حِيلَة، هُوَ يَحتَاجُه الآن.

"لقَد حَاوَلت قَتلى.. يَجِبُ عَلىَّ إيقَافِهَا."
صمَت چيسون ونَوعًا مَا قَد أدرَك حَجمَ مُشكِلَة هارى، فهُوَ يَعلَم كَيفَ هى چاكلين ومَاذَا يُمكِنهَا أن تَفعَل لِذَا..

"حَسنًا، سأُحَاوِل فِعلَ مَا بِوسعى."
"اا-أشكُرُك."

أغلَقَ هارى الهَاتِف وهُوَ يُريدُ الضَّحِك حَقًا، فَلم يَتوَقَّع أنَّهُ سَيَشكُر أحَدًا لخِدمَة مَا.. فكُلُّ مَا كانَ يَفعَلهُ هوَ إصدَارُ الأوَامِر.

"تَضحَكُ الآن؟ أُصَادِق مُختَلًّا أُقسِم." وَضعَ زين كُوبَىِّ القَهوَة عَلى المِنضَدَة وهُوَ يُتَمتِم بأشيَاءٍ كَثيرَة، ارتَشَفَ هارى مِن كُوبهِ ليَشعُر باستِرخَاءٍ فى جَميع أنحَاءِ جَسَدهِ.. هذَا مَا كانَت تَفعَلهُ بهِ قَهوَةُ زين.

"تُصَادِق مُختَلًّا سيُعيدُك إلى عَمِلكَ الآن؟ حَسنًا غَيَّرتُ رَأيى."
"يُستَحسَن أيضًا، لا أُريدُ العَودَة للعَمَلِ الآن.. يَجِب أن أكونَ بجَانِب بيري فى كُلِّ وَقتٍ إلى أن تَتحَسَّن."
"ستَفعَل قَريبًا، لا تَقلَق."
رَبَّتَ عَلى كَتِفَه كمُوَاسَاةٍ ليَبتَسِم زين بخِفَّة.

"أتَظُنُّ أنَّهُ عَلىَّ الإتِّصَالُ بإيڤانچلين الآن؟" ابتِسَامَة زين البَسيطَة تَحوَّلت إلى وَاحِدَة خَبيثَة ليُلقى هارى وِسَادَة الأريكَة عَليهِ ليَصمُت.

خَرجَ إلى حَديقَة المَنزِل حَتَّى يُحَادِثهَا.. اتَّصَلَ مَرَّتَين ولَم تُجِب، وَقتهَا تَذَكَّر أنًّهَا لم تُحضِر هَاتِفهَا مَعهَا، فأَغلَق الهَاتِف بقَمَّةِ غَضَبهِ، يُريدُ أن يَعلَم مَاذَا حَدَث مَع ذَلِك الآيزَاك بشِدَّة، بأىٌِ طَريقَةٍ لَن يَجعَلهُ يُؤذيهَا أو.. أو يُعيدُهَا حَبيبَتهُ مِن جَديدٍ.

عَادَ للدَّاخِل، وَجدَ زين شَارِدًا فى الفَرَاغ وشعَرَ حَقًّا بالحُزن مِن أجلهِ.

"زين، يَجِب عَليكَ النَّومُ الآن.. لَمْ تنَم مُنذُ مُدَّة."
أومَأ زين وصعَد لغُرفَتهِ، ظَلَّ هارى وَحدَهُ يُفَكِّر.. هَل فِعلًا هو مُعجَبٌ بـ إيڤانچلين؟

* * * * * * * *

"ليام عَليكَ الذَّهَاب لَقَد أوشَكَت عَلى الحَادَِيةَ عَشر."
تَحدَّثَت شيريل وهىَ مُتََسطِّحَة عَلى الأريكَة تُحَاوِل مُقَاوَمَة النُّعَاسِ ليُومِئ ليام بدُونِ النَّظرِ لهَا.

"بِضعُ دَقَائِق فقَط وأنتَهي."
مَازَالَ يَنقُر عَلى حَاسُوبَهُ، استَقَامَت شيريل واتَّجهَت نَاحِيَتَهُ بِبُطءٍ، وقَفَت خَلفَهُ تَمَامًا وبَدَأت تُدَلِّك رَقبَتهُ وكَتفِيَهِ ليَستَرخي قَليلًا.

"هَل تَعلَم أنَّك عَلى هَذهِ الوَضعِيَّة مُنذُ ثَلاثِ سَاعَاتٍ؟ يَجِب أن تَستَريحَ." عَاتَبت ليُمَدِّد عَضَلات جَسَدهِ وهوَ يَبتَعِد عَن الحَاسُوب، ألقَى رَأسَهُ بَينَ كَفَّيهِ بإهمَالٍ لتَهبِطَ شيريل لمُستَواهِ.

"مَاذَا بِك ليام؟ أنتَ لَستَ عَلى مَا يُرَام."
"أشعُر بِأنَّ كُلَّ شَئٌ يَنهَار مِن حَولي، لا أستَطيعَ الصُّمودَ أكثَر."

أدَارَت كُرسيِّه نَاحِيَتَها وأحَاطَت وِجنَتَيهِ تَمسَح عَلى وَجههِ بخِفَّةٍ..
"لِمَ تَقولُ ذَلِك هَل حَدثَ شَئٌ لإيڤانچلين؟"
"ألا تَظُنينَ أن حَيَاتَها تُدَمَّر كُلَّ يَومٍ؟ لَيتَنى أستَطيعُ مُسَاعَدتهَا بشَئٍ."
"لا تُقَلِّل مِن شَأنِ مَا تَفعَلهُ أبَدًا حَبيبى، لَولاك لمَا كانَت عَلى هَذهِ الحَال الآن، لقَد قُمت بحِمَايتِهَا مِن كُلِّ شَئٍ وَحدَك ولمُدَّة طَويلَة، والآن أصبَح لدَيهَا أنت وأصدِقَاءٌ حَولهَا؛ لَمْ تَعُد وَحيدَة، وقَريبًا جِدًّا سيَعودُ وَالِدَيك ويُصبِح لَديهَا عَائِلَة.. لِمَ تُحبِط نَفسَك؟"

نَظرَ لهَا ليام بابتِسَامَة كَبيرَة وشَعرَ بأنَّهَا الدَّاعِم الوَحيدُ لَهُ الآن.. قَبَّلَ جَبهَتهَا ثُمَّ قَامَ باحتِضَانِهَا بقُوَّة.
"شُكرًا لَكِ شيريل."

"الآن هَيَّا لتَذهَب لمَنزِلك وتَرتَاح." تَحدَّثَت بَعدَمَا فَصَلا العِنَاق ليُومِئ لهَا وهوَ يَرتَدي سُترَتُه.

"سَيِّد ليام، لقَد وصَلَ هَذَا المَظرُوف لَكَ بالأمسِ، لَمْ تَكُن مَوجُودًا لِذَا هَاهُوَ الآن."
"حَسَنًا چينَا، والآن عُودِي لمَنزِلكِ.. تُصبِحينّ عَلى خَيرٍ."
"إلى اللِّقَاء سيِّدى، إلى اللِّقَاءِ آنِسَة شيريل."
رَدَّا سَويًّا عَليهَا ثُمَّ خرَجَت، بَدَأ ليام بفَتحِ المَظرُوف فابتَعَدَت عَنهُ شيريل بمَسَافَة لتُعطىَ لَهُ مِسَاحَتهُ، بَعدَ كُلِّ شَيءٍ وحَتَّى ارتِبَاطهُمَا رَسمِيًّا إلَّا أنَّهَا تَحتَفِظ بقَوَاعِدَها الخَاصَّة ولَم تَتحَوَّل لكَائِن فُضولىٍّ مُتَطَفِّل.. أخذَت تُرتِّب المَكتَب ثُمَّ أمسَكَت بجَريدَة اليَوم تُلقي نَظرَة عَلى كُلِّ خَبَرٍ بلا اهتِمَامٍ.

بَدَأ ليام بقِرَاءَةِ المَظرُوف..

*أهلًا ليام، مَرَّ فَترَة مُنذُ آخِرِ مَرَّةٍ التَقينَا، صَحيح؟ أعتَرِف لقَد اشتَقتُ إليكَ أكثَرَ مِن كُلِّ مَرَّةٍ بحَيَاتى، مَع أنَّكَ قَد تَخطَّيتَنى بكُلِّ سهُولَةٍ وُجِدَت إلَّا أنَّنى لا زِلتُ أُحِبُّك كمَا كُنتُ ورُبَّمَا أكثَر.. لا أُريدُ أن أُصبِحَ دِرَامِيَّة كَثيرًا وأنَا أعلَم أنَّكَ عَلى الأرجَح تَكرَهُنى، سَأشرَحُ لَك كُلَّ مَا حَدَث بالتَّفصيلِ.

بَعدَمَا خَرَجتُ مِن المَيتَم إلتَقَيتُ بشَابٍّ يُدعَى مَارتن، لا أعلَم كَيفَ حَدَث لكِن أحبَبنَا بَعضَنَا سَريعًا وصَارَ الأمرُ بَينَنَا أكثَرَ مِن مُجَرِّدِ صَدَاقَة، لا أُنكِر أنَّنى شَعَرتُ بالسَّعَادَة لأوَّلِ مَرَّةٍ مَعهُ.. لَكِن ليسَ مِثلَمَا أشعُر مَعكَ بالطَّبعِ.

عَلى كُلٍّ، بَعدَ فَترَةٍ ونَحنُ سَويًّا جَاءَنى ومَعهُ شَخصٌ مَا، كَبيرٌ بالسِّنِّ قَليلًا لكِن بالنَظَرِ لمَظهَرهِ يَبدُو وكَأنَّهُ بمُنتَصَفِ شَبَابهِ، كانَ يَحمِلُ ابتِسَامَةً مُستَفِّزة عَلى وَجههِ، أتَعلَم تِلك الإبتِسَامَة التى بمُجرَّد أن تَرَاهَا تَشعُر وكأنَّك تُريدُ تَحطيمَ أسنَانِ هَذا الشَّخص؟ نَعَم هىَ تِلك.. بَينَمَا بالنَّظَرِ لمَلامِح مَارتن لَم تَكُن مُبَشِّرَةً البَتَّة.

كانَت هَذهِ اللَّيلَة مِن أسوَأ أيَّامى عَلى الإطلاقِ، فقَد أخبَرنى مارتن أو أمَرَنى بمَعنَىً أصَح أنَّنى سَأُرَاقِبُك يَومِيًّا، -أو أتجَسَّسُ عَليك إن أرَدتَّ التَّدقيق- وظَلَّ يَشرَح لى كُلَّ مَا سَأفعَلهُ وكَيفَ سأُقَابِلُك وأجعَلَك تَقَع بحُبِّى حَتَّى أستَطيعَ أخذَ كُلَّ مَا يُريدَاه مِن مَعلُوماتٍ عَنك، وكَأنَّنى قَد وَافَقت.. كُلُّ ذَلِك وأنَا مُنصَدِمَة مِمَّا يَحدُث، وعِندَمَا كُنتُ عَلى وَشكِ أن أَفتَح فَاهى للإعتِرَاض تَحدَّثَ هَذَا الغَريبِ لأوَّلِ وآخَرِ مَّرة، أنَّنى إن فَكَّرتُ بالرَّفضِ سَتُقتَلع رَأسى عَن جَسَدى.

لَمْ أرَهُ مِن يَومِهَا وبالطَّبع انفَصَلتُ عَن مارتن وحَاوَلتُ الهَرَبَ عِدَّة مَرَّاتٍ وكانُوا يُمسِكونَ بى دَائِمًا، لَم أقبَل هَذا الأمرَ إلَّا عًندَمَا حَاوَلوا قَتلى فِعلًا ولَمْ يَقُم مارتن بفِعلِ شَئٍ للدِّفَاعِ عَنِّى.. فقَبِلتُ إجبَارًا.

حِينَهَا تَمَّ كُلُّ شَئٍ حَسبَ الخُطَّة، أتَقَدَّم للتَّوظيفِ بشَرِكَتِك وأنَا مُزَوَّدَة بكُلِّ المَعلومَاتِ اللَّازِمَة لتَقبَلنى، أستَغِلُّ كُلَّ فُرصَةٍ لمُقَابَلتِك وأجتَهِد بِعَمَلى لأجعَلك تَثِق بى شَيئًا فشَيئًا، الخُطوَة الأخيرَة تَقَع فى حُبِّى.

مَع أنَّ مُهِمَّتى كانَت تَعتَمِد كُليًّا عَلى التَّمثيلِ، إلَّا أنَّنى قّد وَقعَت لَك حَقًّا ليام، لَم أستَطِع المُسَاعَدة أمَامَ لُطفِكَ مَعى وحُبُّكَ لى، مَن تِلكَ الحَمقَاء التى تَعرِفُك وتَمنَعُ نَفسَهَا مِن الوُقوعِ لَك؟

لَم أعلَم إلى الآن لِمَ كانَ يُريدُك أنتَ خِصِّيصًا، فلا يُوجَد أيَّةُ عِلاقَة أو صِلَة بَينَكُمَا سَويًّا، ولا يُوجَد بحَيَاتِك مَا قَد يَدعُو للشَّكِّ أو الرَّيبَة.. لكِن أظنُّ أنَّ الأمرَ لَهُ عِلاقَة بوَالِدَك المُتَوَفِّى، لِذَا فَضلًا خُذ حَذرَك مِنهُمَا.

اليَوم الذى أخبَرتَنى بهِ عَن إيڤانچلين عَلِمت كَم هىَ مُهِمَّةٌ بالنِّسبَة لَك، لَمْ أُرِد أن أُصيبَهَا بمَكروهٍ فيَنقَلِبُ عَليكَ الأمر، لَم أُخبِر مارتن أبَدًا عَنهَا أو حَتَّى بتَلميِحٍ صَغيرٍ.. لِذَا ثِق بى هُوَ لا يَعلَمُ أىَّ شَئٍ عَنهَا أبَدًا.

بَدَأتُ أُبَلِّغهُ أشيَاءًا ليسَت حَقيقيَّة مَرَّة، مَرَّة أُخرَى أُقنِعهُ أنَّهُ لا تُوجَد أخبَارٌ جَديدَة، مَرَّة ثَانِيَة أتهَرَّب مِنهُ.. بِكُلِّ الأحوَال حَاوَلتُ مَنعَهُ مِن أذِيَّتِكَ أو الوُصولِ لَك عَلى قَدرِ استِطَاعَتى، إلى أن جَاءَ اليَوم -آخِرَ يَومٍ لِى فى المَنزِل- عَثرَ عَلىَّ واختَطَفَنى.

أذَاقَنى أبشَعَ أنوَاعِ التَّعذيبٍ لعِلمهِ بكُلِّ مَا فَعَلتُه، والأسوَأ هُوَ إدرَاكُه أنَّنى قَد أحبَبتُك، وكَأنَّهُ كانَ يَنتَقِم مِنِّى عَلى خَطَأهُ.

أمَرَنى بالعَودَة لَكَ مُجَدَّدًا حَتَّى أُعيدَ لَهُ مَعلُومَاتٍ ثَانِيَةً، بالطَّبع رَفَضتَّ وبالطَّبعِ تَعلَم مَا حَدَث.. حِينَهَا عُدتُّ لَك لأجِدَك تُقَبِّلهَا أمَامى.

أتَعلَم أنَّ هَذَا جَرَحَنى أقسَى مِن تَعذيبِ مَارتن؟

لا أظُنُّ أنَّ لهَذَا فَائِدَةً الآن، بمُجَرَّدِ وُصولَ هَذهِ الرِّسَالةِ لَك سيَكونُ كُلُّ شَئٍ قد انتَهَى، ولَن يَعودَ لى وُجودٌ بَعدَ الآن.

أتَمَنَّى أن تُصبِح بخَيرٍ لىّ، اعلَم أنَّنى قَد أحبَبتُك بكُلُّ مَا أستَطيع، لستُ غَاضِبَةً مِنك، فى الحَقيقَة لَم أفعَل أبَدًا.. وأرجُوك لا تَشعٍر بالذَّنبِ أو الشَّفقَة تِجَاهى، لقَد كانَت تِلكَ النِّهَايَة التى يَجِب أن تَكونَ عَليهَا حَيَاتى بَعدّ كُلِّ تِلكَ المَشَقَّة.. أرجُو فقَط أن تُسَامِحَنى.

أُحِبُّك دَائِمًا وأبَدًا.. أماندا.*

"مَهلًا ليام، أتِلكَ هىَ الفَتَاة التى كانَت هُنَا أمَامَ الشَّرِكَة مُنذُ شَهرٍ؟ مَكتُوبٌ بالجَريدَة أنُّهُ قّد عُثرَ عَليهَا مُنتَحِرَةً فى أحَدِ المَنَازِل القَريبَة مِن شَرقِ المَدينَة!"

* * * * * * * *

‏Evanglin's P.O.V

إلى مَتَى ستَظَلُّ المَشاكِل تُلاحِقُنى؟ لِمَ فقَط لا أعيشُ بطَبيعِيَّة؟

آيزاك الذى ظَهرَ إلىَّ مِن العَدَمِ ذَاك، اسمى سامانثا وكُنتُ حَبيبَتهُ.. فَقط رَائِع!

لَم أستَطِع المُكوثَ أكثَر مَع آيزَاك ولَم أطرَح كُلَّ أسئِلَتى، كَيفَ يُمكِنهُ الظُّهور هَكذَا فى حَيَاتى؟ أينَ كانَ قَبلًا؟ ولِم كُنتُ أعيشُ بـ نيويورك والآن أنَا بـ لندن؟ والأهَمُّ مِن ذَلِك.. كَيفَ يَكون اسمى سَامانثا والآن إيڤانچلين؟ أليسَ هَذا الاسم هُوَ مَا وَجَدتُّه فى الأشيَاء القَديمَة؟ هَل يُمكِن أن يَكونَ آيزَاك كَاذِب وقَد اختَلقَ كُلَّ هَذا؟ لَكِن الصُّورَة.. لو كانَ حَقيقيًّا لِمَ لَم يُخبِرنى ليام؟

الهى رَأسى سَيَنفَجِر.. كَيفَ يُمكِنُنى تَحمُّل كُلُّ هَذَا التَّغييرِ الدَّائِم بحَيَاتى؟ أُريدُ فقَط أن أستَقِرَّ عَلى شَئٍ وَاحِدٍ ثَابًتٍ.

سَأُسَاعِد كورتنى لتُصبِح مَع آيزاك، أنَا لا أتذَكَّرهُ ولا أظُنُّنى سَأفعَل، يَجِب عَلىَّ التَّصَرُف جَيِّدًا ولو لمَرَّةٍ وَاحِدَة.. لقَد رَأيتُ فى عَينَيهَا مَا تَحمِلهُ لَهُ مِن حُبٍّ، ولا أُريدُ لهَما إلَّا السَّعَادَة.

لا أُريدُ لهَا مَا يَحدُث مَعى، كُلُّ يَومٍ يَحدُث شَئٌ جَديدٌ يُدَمِّرُ كُلَّ الخِطَطِ التى كانَت برَأسى، لا أعلَم كَيفَ عَلىَّ التَّصَرُّف وأينَ أذهَب ولمَن أتحَدَّث، بِتُّ أشُكُّ بكُلِّ مَن حَولى لا أثِق إلَّا.. بهارى.

أنَا أُحِبُّه، أعتَرِف الآن أنَا فِعلًا أُحِبُّه بكُلِّ مَا أحمِلهُ مِن مَشَاعِرٍ، أصبَحتُ لا أُطيقُ دَقيقَةً وَاحِدَةً بَعيدَة عَنهُ حَتَّى، أُريدُه مِلكى.

بالنَّظَرِ للجِهَةِ الأُخرَى.. ليتَه فقط يُفكِّر بي ولو لمَرَّة وَاحِدَة.

"الهى.."
جَلستُ عَلى مِقعَدٍ كانَ عَلى الطَّريقِ الذى لا أعلَم لأينَ يُؤدِّى حَتَّى، أنَا فقَط سِرتُ وَحدِى بِبَالٍ مَشغُول.

بَعدَ مُدَّة مِن الوَقتِ مَرَّت ولَم يَخلُ بَالى مِن التَّفكيرِ بكُلِّ شَئٍ، قَرَّرتُ العَودَة إلى المَنزِل، إن ظَلَلتُ دَقيقَة وَاحِدَة أُخرَى أُقسِم سَأُجَن.

بَعدَ سَيري لمُدَّةٍ مِن الوَقت شَعَرتُ بالتَّعَبِ، فَأنَا أسيرُ لثَلاثِ سَاعَاتٍ مُنذُ ترَكتُ آيزَاك.. أُريدُ الإتِّصَال بأحَدِهم بنَفسِ الوَقت أُريدُ البَقَاءَ وَحدي.

مَرَرتُ بكَابينَة هَاتِف وبدُونِ إدرَاكٍ نَقَرتُ رَقمَ هارى، ونَعَم أحفَظهُ برَأسى.. بَعدَ عِدَّةِ ثَوَانٍ لَم يُجِب وكنتُ عَلى وَشكِ إغلاقِ المُكَالمَة.

"مَن مَعى؟"
رَدٌّ فَظٌّ جِدًّا.

"أنَا إيڤانچلين."
"هَل تَعلَمينَ أنَّنى واللَّعنَة أُحَاوِل العُثورَ عَليكى مُنذُ سَاعَاتٍ!"
هارى الغَاضِب قَد عَادَ مِن جَديدٍ.

"أينَ أنتِ الآن؟ أينَ كُنتِ كُلَّ ذَاك الوَقت أصلًا!"
"ألَن نَنتَهى مِن هَذَا الصُّرَاخ؟"
وكَأنَّ كَلِمَتى تِلكَ كانَت تَذكِرَة سَاعَتين مِن الصِّيَاح.

"إذَا انتَهيت فَأنَا فى التَّقَاطُع الرَّئيسىِّ لشَارِع رَقم 98 لتُقِلَّنى."
أغلَقتُ الهَاتِف وأنا أشعُر بكَمٍّ هَائِلٍ مِن الصُّدَاع، لَم أتنَاوَل دَوائي اليَوم.. أتسَاءَل مَتى سَأُشفَى مُن ذَاك المَرَضِ.

بَعدَ حَوالى خَمسَ عَشرَة دَقيقَة وَجدتُّ ضَوءَ سَيَّارَتهُ يَأتى باتِّجَاهى، عِندَمَا وصَلَ وعَلى عَكسِ المُتَوقَّع تَرَّجَل سَريعًا وهَرعَ لاحتِضَانى.. ولأنَّهُ هارى ذُو الشَّخصيَّة المُنفَصِمَة بَدَأ بتَوبيخى وكأنَّنى طِفلَة بالسَّابِعَةِ مًن عُمرِهَا.

"لا أُريدُ العَودَة للمَنزِل."
تَحدَّثتُ بَعدَ مُدَّةٍ مِن الصَّمتِ ونَحنُ بالسَّيَّارَة، أبطَأ هارى السُّرعَة
"وأينَ تُريدينَ الذَّهَابَ إذًا؟"
"لا أعلَم، مَكانٌ بَعيدٌ عَن كُلِّ تِلكَ الضَّوضَاء رُبَّمَا."
صَمتَ وأكمَلَ القِيَادَة، لَم أُرَكِّز كَثيرًا بالطَّريقِ وأسنَدتُّ رَأسى عَلى النَّافِذَة.. بكُلِّ الأحوَال الوَضعُ سَئ.

* * * * * * * *

"أعتَقِد أنَّكِ ستُحبِّينَ هَذا المَكان."
لَم تَلحَظ أنّهُمَا قَد توَقَّفَا إلَّا عِندَمَا تَحدَّث هارى، ترَجَّلت سَويًّا وفكَّرت إيڤانچلين أنَّ المَكان مُذهِل.

"دَائِمًا مَا كنتُ آتى هُنَا عِندَمَا أريدُ أن أكونَ وَحدى."
"لكِنَّك أحضَرتَنى.."
"حَسنًا، أظنُّ أنَّنى أُريدُ أن أكونَ وَحدي مَعَكِ."
كانَ هَامِسًا لكِنَّهَا تمَكَّنَت مِن سمَاعِه، زَادَت ضرَبَاتُ قَلبِهَا بصُورَةٍ وَاضِحَةٍ لكِن بألَمٍ.. تَمَنَّت لو فقَط يَشعُر بِمَا تَشعُر هىَ بهِ.

اتَّخَذَا مِن العُشبِ مَجلِسًا ليَتحَدَّثَا، قَصَّت لَهُ كُلَّ مَا حَدثَ مَع آيزاك وكُورتني، لاحَظَت ارتيَاحَ مَلامِحَهُ عِندَمَا أكَّدَت لَهُ أنَّهَا لا تَتذَكَّرهُ وستَعمَل عَلى جَعلهمَا سَويًّا.

"تَعَالي مَعي لأُريَكِ شَيئًا مَا."
أمسَك يَدهَا بحَرَكَةٍ عَفَويَّةٍ لكِنَّهُ لا يَعلَم مَاذَا يَحدُث بدَاخِلهَا مِن مُجرَّدِ تَلامُس صَغير.

ظَلَّ هارى يَسيرُ بِهَا بطُرُقٍ عُشبيَّة وبدَأت الأشجَارُ تُحيطُ بِهما، الأغصَان كانَت مُرعِبَةً فى الظَّلام لكِن لَم تَهلَع؛ فهَارى بجَانِبهَا.

توَقَّفَا فى مُنتَصَفِ مَكانٍ مُظلمٍ بشِدَّةٍ، تَلفَّتَت حَولهَا تُحَاوِل مَعرِفَة أينَ توَقَّفَا لكِن لا شَئٌ عَدا الأشجَارُ العَالِيَة فقَط.

"اا-مَاذَا الآن؟"
"انتَظِرى لثَوانٍ أُخرَى فقَط."
كانَ يُرَاقِب شَيئًا مَا مِن بَعيدٍ، اقتَرَبَت مِنهُ قَليلًا لشُعورِهَا بالخَوفِ بَينَمَا هُو لاحَظَ ذَلِك وأحَاطَ كَتفِهَا بيَدَيهِ.

"الآن."
نَطَقَ فَجأة ورَفَع غُصنٌ كَبيرٌ تَسَاءَلت إيڤانچلين كَيفَ يُمكِن أن يَكونَ غُصنٌ بهَذَا الحَجم.

ظَهرَ مِن خَلفَهُ ضَوءٌ أصفَر صَغيرٌ، ثُمَّ الثَّانى بسُرعَة وبَدَأ وكَأنَّهُ قِطَارٌ، فالضَّوءُ يَظهَرُ وَاحِدًا تَلو الآخَر بطَريقَةٍ مُبهِرَةٍ كَوَّنَت مَنظَرًا جَعَلَ مِن إيڤانچلين تَفتَحُ فَاهَهَا شَاغِرَة، مَأخُوذَة بجَمَالِ مَا أمَامَهَا.

"لا تَقتَرِبِ أكثَر." حَذَّرَهَا هارى بهَمسٍ فهىَ تَسيرُ نَاحِيَتهَا ولا تَشعُر أنَّهَا بذَلِك ستُخيفُهَا وتَهرُب.

"مَا هَذَا؟"
"إنَّهَا الحَشرَاتُ المتَوَهِّجَة، نَوعٌ مِن الحَشرَات التى تَمتَلِك بَعضَ المَوَادِّ الكِيميَائيَّة تُسَاعِدَهَا عَلى إصدَارِ الضَّوء لَيلًا."
"هارى مُثَقَّف ستايلز." مَازَحَت ليُقَهقِه وهُوَ يَحُكُّ خَلفَ رَأسِه، شَاهَدَهَا وهىَ مَبهُورَةً بجَمالِ الضَّوء وتُرَاقِب عَن كَثَبٍ أىَّ حَشرَةٍ تَقتَرِب مِنهُمَا.. وقَد أجَابَهُ عَقلَهُ عَن سُؤالهِ وأخيرًا.

"هَل أعجَبَكِ؟"
"إنَّهُ أروَعُ مَا رَأت عَينَاى يَومًا."
"مِثلَ مَا أرَاه بِك.. أروَعُ مَا رَأت عَينَاى يَومًا."
كَرَّر حَديثَهَا بالقُربِ مِن أُذنِهَا لتَقشَعِر ويَزدَاد تَنَفُّسِهَا حِدَّةٍ.. تَحمحَمَت وابتَعَدَت عَنهُ قَليلًا لتُوَاجِهَهُ.

"أَأُخبِرُكِ بشَئٍ أكرَهَهُ بكِ؟"
أومَأت بغَرَابَةٍ تَحُثُّه عَلى الإكمَالِ..
"ادرَاكى أنَّنى لا أستَطيعُ كُرهَكِ مَهمَا حَدَث."
لَم يُعطِهَا فُرصَةً وانحَنَى ليَدمِج شَفَتَيهُِمَا سَويًّا فى أوَّلِ قُبلَة لهُمَا.

Continue Reading

You'll Also Like

11.9K 550 16
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...
10K 1.6K 36
كل ما اردته هو حياة هادئة و سلمية لكني مت و الان انا في مكان بطل مانغا طوكيو ريفنجرز!!! أنا هاناغاكي تاكيمي سأعيش حياتي هذه المرة بطريقة سلمية بعي...
11.4K 942 11
" إنه هوس قاتل دامي ينهش داخلي يغرق فؤادي و يرسلني نحو الهاوية لكنني أدمنته كما أدمنت أنفاسك الساخنة فوق جسدي" [ADULT CONTENT]
27.1K 3.4K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...