Evanglin | H.S

Autorstwa DounniiaKhaaled

48.4K 4.2K 1.6K

"يَضِيقُ بِكَ العَالَم ويَتَّسِعُ لكَ فى قَلبِ شَخصٍ واحِدٍ". Więcej

Introduction.
الفَصلُ الأوَّل.
الفَصلُ الثَّانى.
الفَصلُ الثَّالِث.
الفَصلُ الرَّابِع.
الفَصلُ الخَامِس.
الفَصلُ السَّادِس.
الفَصلُ السَّابِع.
الفَصلُ الثَّامِن.
الفَصلُ التَّاسِع.
الفَصلُ العَاشِر.
Note.
Characters
الفَصلُ الحَادى عَشر.
الفَصلُ الثَّانى عَشر.
الفَصلُ الثَّالِث عَشر.
الفَصلُ الرَّابِع عَشر.
الفَصلُ الخَامِس عَشر.
الفَصلُ السَّادِس عَشر.
الفَصلُ السَّابِع عَشر.
الفَصلُ الثَّامِن عَشر.
الفَصلُ التَّاسِع عَشر.
الفَصلُ العِشرُون.
Note.
الفَصلُ الوَاحِد والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّانى والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّالِث والعِشرُون.
الفَصلُ الرَّابِع والعِشرُون.
الفَصلُ السَّادِس والعِشرُون.
HELP!!
الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.
New Story.
الفَصلُ الثَّامِن والعِشرُون.
الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّلاثُون.
الفَصلُ الوَاحِدُ والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّانِى والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّالِث والثَّلاثُون.
الفَصلُ الرَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الخَامِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّادِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.
الفَصلُ التَّاسِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الأربَعُون.

الفَصلُ الخَامِس والعِشرُون.

969 104 31
Autorstwa DounniiaKhaaled

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
رَبِّى أدِخلنى مَدخَلَ صِدقٍ، وأخرِجنى مَخرَجَ صِدقٍ.. واجعَل لى مَن لدُنك سُلطَانًا نَصيرًا.

* * * * * * * * * *

"مَاذَا تَعنى بمَمنُوع الإقلاعِ أتَمزَحُ مَعى؟!"
صُرَاخُ نايل كَانَ يَزدَادُ كُلَّ دَقيقَة عَلى مُوظَّفِ الإستِقبَالِ، كُلُّ مَن بالمَطَارِ كانَ يُشَاهِد مَا يَحدُث بصَمتٍ.

أمسَكَت بهِ چوسلين تُحرِّكهُ قَليلًا عَلَّهُ يَهدَأ لَكِن هَذَا زَادَ ثَورَتَهُ ودَفعَهَا عَنهُ بحِدَّةٍ حَتَّى كَادَت تَسقُط.

"إبتَعِدى عَنِّى! وأنتَ جِد لى طَائِرَةً مُتَّجِهَةً لإيرلَندَا حَالًا وإلَّا..-"
"سَيِّدى، الجَوُّ عَاصِفٌ بِشِدَّةٍ والأمطَارُ غَزيرَة مَع العَوَاصِف وإحتِمَالِ حُدوثِ إعصَارٍ مِن الدَّرَجَةِ الثَّانِيَة، كَيفَ تُريدُنى أن أَجِدَ لَكَ طَائِرَةً فى هَذَا المَنَاخ؟!"

وَقفَت چوسلين أمَامَهُ ثَانِيَةً تُحَاوِل تَهدِأَتَهُ، عُروقه بَرَزَت ووَجههُ كانَ مِحمِرًّا بِشِدَّةٍ.

"سَأُسَافِرُ بَحرًا..-"
"نايل أرجُوك إستَمِع لى، لا يُمكِنُنَا السَّفَرُ الآن بكُلِّ الطُّرق، مِثلَمَا الوَضعُ سَئِّ جَوًا سَيكُونُ بَحرًا وبَرًا، أرجُوك فقَط توَقَّف."

أمسَكَت بوَجههِ بَينَ يَدَيهَا وهىَ تُحَدِّثهُ، قَلبُهَا قَد إنفَطَرَ عِندَمَا سقَطَت دُموعُهُ عَلى كَفَّيهَا.

"لقَد ماتَ وَالِدي چُوسلين، لَمْ أرَهُ مُنذُ مُدَّةٍ طَويلَة و لَمْ أُوَدِّعهُ، والآن لَن أرَاهُ حَتَّى بَعدَ وَفَاتهِ؟"
خَرَّ بَاكِيًا ليَستَقبِلهُ عِنَاقَهَا سَريعًا، شَهقَاتَهُ مَلأَت صَالَة المَطَار ليُشفِق ويَحزَن عَلى حَالِه كُلُّ مَن رَآه.

"سَتَفعَل نايل، سترَاهُ أُقسِم لَك لَكِن إهدَأ قَليلًا وهَيَّا بِنَا لنَذهَب."

حَاوَلت مُسَانَدَتهِ حَيثُ أن قَدمَيهِ كانَتَا ثَقيلَتَين عَلى الحرَكَة، خرَجَا مِن المَطارِ إلى السَّيَّارَة وتَوَلَّت چوسلين القِيَادَة بَينَمَا جَلسَ هُوَ فى مِقعَدِ الرَّاكِب مُستَنِدًا برَأسهِ عَلى الزُّجَاجِ صَامِتًا، يُمكِن القَولُ أنَّهُ للآن لَم يَستَوعِب مَا يَحدُث فِعلًا.. مَوتُ أبيهِ كانَ أكثَرَ مِن صَادِمٍ عَليهِ، وبتَذَكُّر مَا حَدثَ مَعهُمَا فى آخِرِ مَرَّةٍ رَآه لا يُسَاعِدُ أبَدًا.

أفَاقَ مِن شُرودهِ عَلى لَمسِ چوسلين ليَدِهِ عِندَمَا وَصَلا، لَم يُكَلِّف نَفسَهُ بالنَّظَرِ لهَا وخرَجَ مِن السَّيَّارَة مُتَّجِهًا لشِقَّتهِ بدُونِ أيَّةِ كَلِمَة.

أطفَأت چوسلين المُحَرِّك وأسنَدَت رَأسَهَا عَلى المُقَوِّد بتَعَبٍ، حَزينَةً عَلى حَالِ نايل بشِدَّةٍ، تَشعُر أنَّ حَيَاتَهُ مَاهىَ إلَّا سِلسِلَةً مِن المَتَاعِب تُلاحِقهُ أينَمَا ذَهَب.

تنَهَّدَت بحَسرَةٍ عَلى حَالهِ ثُمَّ خَرَجَت مِن السَّيَّارَة لتَتبَع نايل، وجَدَت بَابَ الشِّقَّة مَفتُوحٌ عَلى مِصرَاعَيهِ وقَميصُ نايل مُلقََىً عَلى الأرضِ.

دَخَلت إلى غُرفَتهِ لتَجِدَهُ عَلى السَّريرِ عَارى الصَّدرِ ومُلتَفًّا عَلى نَفسهِ كوَضعِ الجَنينِ، كانَ نَائِمًا لَكِن آثَارَ الدُّموعِ لازَالَت عَلى وِجنَتَيهِ.

ظَلَّت تَنظُر لَهُ بحُزنٍ لوَهلَة قَبلَ أن تَنتَبِه لرَعشَتهِ السَّائِرَة بجَسَدهِ، جَلبَت سُترَة صُوفيَّة مِن خِزَانتهِ وحَاوَلت أن تُلبِسهُ إيَّاهَا دُونَ أن يَستَيقِظ.

جَلسَت بجَانِبهُ تُمَلِّس عَلى شَعرِه بخِفَّة لعِلمَهَا أنَّ هَذهِ الحَرَكَة تَبعَثُ فِيهِ بَعضًا مِن الرَّاحَة، أخرَجَت هَاتِفهَا مِن جَيبِ السُّترَة وضَغَطَت أرقَامًا لتَظهَر صُورَةُ أُختِهَا چاى.

"أهلًا چوسلين."
"أهلًا چاى كَيفَ حَالُكِ؟ وكَيفَ هىَ لوسيندَا؟"
"نَحنُ بخَيرٍ ولوسيندا نَائِمَةٌ الآن."
"كُنتُ أُريدُ مِنكِ الإعتِنَاءَ بِهَا ليَومَينٍ إضَافِييَّن."
"بالطَّبعِ لا مُشكِلَة، أنتِ تَعلَمينَ كَم أُحِبُّهَا ولَن أُمَانِع وُجودَها مَعى طَوَالَ الوَقت."
"شُكرًا لَكِ حَقًا چاى."
"لا عَليكِ، أهُوَ بخَيرٍ؟"

سَألَت چاى لتُنزِلَ لَهُ چوسلين بصَرَهَا وهىَ تَشعُر بسِكِّينٍ يَنغَرِسُ فى قَلبِهَا عَلى مَظهَرهِ.

"تَمَنِّى أن يُصبِح بخَيرٍ."

* * * * * * * *

"إيڤانچلين توَقَّفى عَن الدَّورَان لقَد أصَبتِني بصُدَاعٍ."

قالهَا ليام وهُوَ يُحرِّك يَدَهُ عَلى رَأسهِ لتَخفيفِ الألَمِ بَينَمَا هاري كانَ عَاقِدًا يَدَيهِ وصَامِتًا يَنظُر لإيڤانچلين التى مُنذُ عِلمِهَا بالأمرِ وصُعوبَة السَّفَرِ لفِرَنسَا وهىَ تَدوُرُ حَولَ نَفسِهَا.

"يَجِب أن أكونَ مَعهُ الآن ليام، لَيسَ عَلىَّ تَركُه فى مِثلِ هَذا المَوقِف.. ألَا تُوجَد أيَّةُ طَريقَة للوُصولِ إليهِ؟"

كانَت تَعضُّ عَلى أصَابِعهَا بتَوَتُّرٍ وتَمشى ذَهَابًا وإيَابًا فى الغُرفَة بدُونِ توَقُّفٍ..

"لا يُوجَد، أيُمكِنُكِ الهُدُوء قَليلًا حَتَّى نَجِدَ حَلًا؟"

جَلسَت عَلى الأريكَة بجَانِب هاري تَفرُك أصَابِعَهَا بنَرفَزَة وَاضِحَة، أمسَكَ هُوَ بيَدِهَا ورَبَّتَ عَليهَا بخِفَّةٍ عَلَّهَا تَهدَأ.

رَنَّ هَاتِفهُ فَجأة ليَستَأذنَ مِنهُمَا ويَدخُل غُرفَة إيڤانچلين ليَرُد عَلى زين..

"زين."
"أهلًا هارى."
"مَا بَال صَوتِكَ، مُتعَب؟"
سَألَهُ هارى وهُوَ يَلعَبُ بأورَاقٍ كانَت مُتنَاثِرَةً عَلى المَكتَب.
"بِشِدَّة، مِن نَاحِيَة بيرى ستُحجَزُ بالمَشفَى لعَدَمِ إستِقرَارِ حَالَتِهَا وحَالَة الطِّفل، ومِن النَّاحِيَة الأُخرَى قَامَ ستيڤ بإقَالَتى مِن عَمَلى لتَقصيرِى فى الأيَّامِ الفَائِتَة.. حَيَاتي تَبدَأُ فى الإنهِيَار."

شعَرَ هارى بالغَضَبِ الشَّديدِ مِن ستيڤ لإقَالة زين هكَذَا وعزَمَ عَلى التَّصَرُّف فى الأمرِ، ومِن نَفسهِ بسَبَبِ إهمَالَهُ لزين كُلَّ تِلكَ الفَترَة..

"إسمَع زين أنَا حَقًا أعتَذِر، سَأُحَادِث ستيڤ وستَعُود لعَمَلِك فى أقرَبِ وَقتٍ، أرسِل لى عِنوَان المَشفَى سَآتى إليكَ الآن."
"حَسنًا."
"إبقَ مَكانَك أنَا فى الطَّريقِ."

أغلَقَ هاري الهَاتِف ومَرَّرَ يَدَهُ خِلالَ شَعرهِ فى ضِيقٍ شَديدٍ وجُرحَه كان يؤلِمَه أيضًا، لمَحَ وَرقَة مُختَلِفَة وَسطَ الأورَاق البيضَاء ليُمسِكَ بِهَا، وهَذا مَا كانَت إيڤانچلين ستَمنَعهُ مِن فِعلهِ لو كانَت مُتوَاجِدَةً حِينَهَا.

بَعدَ تَشَتُّتٍ وحَيرَةٍ لمُدَّة إرتَسَمَت إبتِسَامَة بَسيطَة عَلى ثَغرهِ ثُمَّ طَوى الوَرقَة ووضَعهَا في جَيبهِ الخَلفيِّ وخَرج، وجَدَ إيڤانچلين عَلى نَفسِ حَالِهَا بَينَمَا ليام يَستَعِدُّ للذَّهَابِ.

"هاري، أُريدُك لِلَحظَة."
أومَأ وهُوَ يَتوَجَّه نَاحِيَتَهُ ويَقِفَا عِندَ بَابِ المَنزِل.

"إيڤانچلين بحَالَةٍ سَيِّئَةٍ هارى، أعلَمُ أنَّهُ برَغمٍ مَا حَدَث لازَالَت تَعتَبِرَهُ صَديقَهَا وكَذَلِك أنا بالطَّبعِ، لكِنِّى فقَط قَلِقٌ عَليهَا كَثيرًا." تَحَمحَمَ هارى لا يَعلَم بِمَا يَرُد لِكنَّهُ قَرَّرَ طَمأنَتهُ قَليلًا..
"لا تَقلَق سَأبقَى مَعهَا إلى أن تَجِدَ وَسيلَةً للوُصولِ إليهِ."
"أرجُوك فقَط لا تَترُكهَا، هِىَ تَرتَاحُ بجِوَارِك أكثَرَ مِنِّى."
لَمْ يَعلَم أيَفرَحُ لارتِيَاحِهَا برِفقَتهِ أم يَستَاء عَلى تَعابيرِ ليام الحَزينَة.. قَرَّر أن يَفرَح فِيمَا بَعد.
"سَأذهَبُ الآن إلى شَرِكَتي فهىَ تَقريبًا عَلى وَشكِ الإنهِيَارِ بدُوني، سَأعُودُ لكُما فِيمَا بَعد."
رَبَّتَ هارى عَلى كَتِفهِ وهُوَ يَبتَسِمُ بخِفَّةٍ ثُمَّ خَرَجَ ليام وعَادَ هارى إليهَا فى الدَّاخِل.

"هىّ، إيڤ.. ألَم تَشتَاقي لبيرى؟" جفَلت إيڤانچلين بسَبَبِ شرُودِهَا وعَبسَ هارى لمَنظَرِهَا.
"أنَا ذَاهِبٌ الآن إليهَا فى المَشفَى، أتَأتِ مَعى؟"
"أُريدُ الاطمِئنَانَ عَليهَا، سَآتى مَعك.. امم هارى؟ أيُمكِنُنى الإتِّصَال بنايل مِن هَاتِفك؟ لا أجِدُ هَاتِفى ولا مِزَاجٌ لى للبَحث عَنهُ الآن."
"تفَضَّلى."

مَدَّ لهَا هَاتِفَهُ عَلى مَضَضٍ لتُمسِكَ بهِ، كانَت عَلى وَشكِ كِتَابَةِ الرَّقَم لكِنَّهَا ترَاجَعَت فى قَرَارِهَا وأعَادَت الهَاتِف لهارى الذى تَعَجَّب مِن فِعلتِهَا لكِنَّهُ لَمْ يُعَلِّق.

دَلفَا سَويًا إلى سَيَّارَة هارى بصَمتٍ غَيرَ مُريحٍ أبَدًا، طلبَ مِنها أن تَقود لأنَّ حَالتَه لن تَسمَح.. حَاوَل خَلقِ حِوَارٍ مَا بَينَهُمَا لكِن إيڤانچلين كانَت تَكتَفى بإيمَاءَة بَسيطَة أو رَدٍّ قَصيرٍ فقَط فصمَت هارى إلى نِهَايَة الطَّريقِ.

وَصَلا إلى المَشفَى وصَفَّت السَّيَّارَة ليتَرَجَّلا سَويًا مِنهَا، واتَّجهَا إلى زين فى الرُّدهَة.

"زين."
إلتَفَتَ عَلى صَوتِ هارى الذى أخَذَهُ فى عِنَاقٍ دَامَ لمُدَّةٍ، وبالنَّظَرِ لحَالتهِ المُزرِيَة فقَد كانَ يَحتَاجَهُ بشِدَّةٍ.

"أهلًا إيڤانچلين.. اشتَقتُ لَكِ."
"كَيفَ حَالُك زين؟" احتَضَنَا بَعضَهُمَا سَريعًا ليَستَأنِف هارى.. "مَا حَالُ صِحَّةِ بيرى الآن؟"
تَنهَّدَ زين بصَوتْ مَسمُوعٍ ومَسَحَ عَلى وَجههِ بتَعَبٍ..
"غَائِبَةٌ عَن الوَعى مُنذُ أمسٍ، يُوصِلون أجهِزَةً بجَسَدِهَا لتَوصيلِ الطَّعامِ للطِّفل.. أشعُر أنَّنى أفقِدُهَا بمُرورِ الوَقت."
إهتَزَّ جسَدَهُ وكَأنَّهُ عَلى حَافَّةِ البُكَاء ليُمسِكَ هارى بعَضُدهُ..
"لا تَفقِد الأمَلَ زين، ستَتحَسَّن بيرى مَع طِفلُك أنَا مُتَأكِّد، هىَ قَويَّة وستَتحمَّل."

وَقفَت إيڤانچلين تَنظُر بَينَهُمَا وكَيفَ يَكُونَا سَويًا عِندَمَا يَقَع أحَدُهمَا بوَرطَة، تذَكَّرَت يَوم أُطلِقَ عَلى هارى كَيفَ كانَ زين قَلِقًا بِشِدَّة وكَأنَّ حَيَاتَهُ تَتوَقَّف عَليهِ، والآن كَيفَ هارى فى مُسَانَدَةِ زين بمِحنَتهِ.

"ألَم يَعلَم أحَدُكُم شَيئًا عَن نايل؟" خرَجَت مِن شُرودِهَا عَلى ذِكرِ اسمِ نايل، لَمْ تُجِب وظَلَّت تَعبَث بأصَابِع يَدِهَا بَينَمَا أشَارَ هارى لزين بـ لا.

بَعدَ قَليلٍ مِن الوَقت طَلبَ هارى مِن زين أن يَعُودَ للمَنزِل فهُو لَم يَنَم ليَومَين وأيضًا بيري لَم تَستَيقِظ فلا ضَرر مِن أخذِ قِسطٍ مِن الرَّاحَةِ قَليلًا، بالطَّبعِ عَارَضهُ زين ورفَضَ الرَّحيلَ لكِن بالأخيرِ استَطَاع هارى إقنَاعَهُ.

أثنَاء خُروجِ ثَلاثَتَهُمَا سَمِعوا شَخصًا مَا يُنَادى عَلى فَتَاةً تُدعَى "سَامانثا" لَمْ يُعطِ أىُّ مِنهُم بَالًا لَهُ ودَلفُوا إلى السَّيَّارَة، لَكِن بمُجَرَّدِ رُكوبِ إيڤانچلين وجَدَت مَن يُمسِكُ بذِرَاعِهَا ويَجُرُّهَا إلى عِنَاقِهِ بثَانِيَةٍ وَاحِدَةٍ.

Evanglin's P.O.V

"مَهلًا؟!"
صرَختُ إختِنَاقًا مِن هَذَا العِنَاق والذي لَم يَدُم طَويلًا لأنَّنى وَجَدَّتهُ مُلقَىً عَلى الأرضِ بلَكمَةٍ وَاحِدةٍ مِن هارى والذي لم يَأبَه لجُرحِهِ الذي نَزَفَ.. أسرَعتُ إليهِ أبتَعِد عَن هَذا الشَّخصِ الغَريبِ وأنَا مُنصَدِمَة.

"سامانثا مَن هَؤلاء؟ لِمَ تَدفَعينى عَنكِ هَكذَا!"
قالَ وهوَ يُحَاوِل الوُقوفَ لَكِن لَم يُعطهِ هارى فُرصَة وكانَ عَلى وَشكِ الإطَاحَة بهِ مُجَدَّدًا وأنَا مَن أوقَفتُه.

"إنتَظِر هاري، لِمَ تَدعُوني بهَذَا الإسمِ هَل تَعلَم مَن أنَا؟"
نظرَ لى هارى بضيقٍ وتجَاهَلتُه لدَقيقَة.

"بالطَّبعِ أعرِفُكِ، لحظَة! ألا تَعلمِين مَن أكُون؟"
وَقفَ بمَلامِحٍ مُرتَعِبَة وهُو يَنظُر لي بعَدَمِ تَصديقٍ، هَل مِن المُفتَرَضِ أن أعلَم مَن هَذَا؟

"سَأتذَكَّر لَو أخبَرتَنى."
"تَتذَكَّرين؟ سَامانثا أرجُوكى لا تَعبَثى مَعى، أبحَثُ عَنكِ مُنذُ سَنَةٍ ونِصفٍ وعِندَمَا أجِدُكِ تَقولينَ أنَّكِ لا تَتذَكَّرينَ مَن أنَا؟!"
تَقريبًا كانَ يَصرُخ بهَذَا لدَرجَةِ أنَّ بَعضَ المَارَّةِ نَظَروا باتِّجَاهِنَا.

"أُقسِم إن لَم تُنهِ هَذهِ المَسَألة والآن سَأجعَلُكَ تَقضِي مَا تَبَقَّى مِن عُمرِكَ فى الجَحيمِ نَفسَهُ."
حَاوَل زين الوُقوف أمَامَ هارى لأنَّهُ يَعلَم مَا يُمكِن أن يَفعَلهُ الآن..
"اهدَأ هارى لنَفهَم مَا يَحدُث."

لَمْ يُعطِهِ إهتِمَامًا كَبيرًا وصَبَّ تَركيزَهُ عَلى هَذا الشَّخصِ، بَينَمَا أنَا كُنتُ أشَعُر بنَوبَةِ ألَمٍ برَأسِى.

"أهَذَا يَعنى أنَّكِ لا تَتَذَكَّرينَ هَذَهِ؟"
أخرَجَ صُورَة مِن مِحفَظَتهِ كانَت تَجمَعهُ مَعي، أقِفُ بسَاحَةِ مَدينَة الألعَاب وهوَ يُحيطُ رَقبَتى بيَدِه بَينَمَا أُمسِك بإحدَى مُفَرقِعَات عِيدِ المِيلاد وأضحَكُ بقُوَّة، هارلى كانَ بالخَلفِ لكِن أصغرَ حَجمًا.

أمسَكَتُ بالصُّورَة أُمعِنُ النَّظرَ بِهَا جَيِّدًا بَينَمَا ضَرَبَاتُ قَلبى تَزدَادُ حِدَّة، هذَا الشَّخصُ كانَ يَعرِفُنى كانَ بحَيَاتى القَديمَة، كنتُ أثِقُ بهِ لوُجودى قُربَهُ هكذَا.. كانَ مُهِمًّا بحَيَاتى أينَ ذَهَب؟

"لقَد فقَدتُّ ذَاكِرَتى.. مَن أنت؟"
"سُؤالُكِ هَذا يَجرَحُنى سام، أنَا آيزَاك.. حَبيبُكِ."

* * * * * * * *

"هارى مَاذَا تَفعَل الآن ألا تُحّاوِل التَّفَاهُم حَتَّى؟!"
صَاحَ زين بهارى بَعدَمَا لكَم المَدعوُّ بآيزَاك مَرَّتَينِ بوَجههِ، بَينَمَا إيڤانچلين كانَت صَامِتَة بفَاهٍ مَفتُوحٍ.

"مَا مُشكِلتُك يَا هَذَا!"
فَجأة نهَضَ آيزَاك ورَدَّ لهارى وبَدَأآ الشِّجَار، مَع أنَّ هارى كانَ الأقوَى والأضخَم بالنِّسبَة لحَجمِ آيزَاك، لكنَّه كانَ جَريحًا ويتحَرَّك بصُعُوبَة.

حَاوَل زين مَنعَهُمَا مِن لَكمِ بَعضَهُمَا لكِن لَم يَتوَقَّفَا إلَّا عِندَمَا صرَخَت بِهمَا إيڤانچلين وهىَ تُحَاوِل البَقَاء بدُونِ إغمَاء.

"أظنُّ أنَّهُ عَلينَا الذَّهَابَ هارى."
تحَدَّثَ زين بَعدَ مُدَّةٍ مِن الصَّمتِ وقَطعِ النَّظرَات الحَادَّة بَينَ آيزاك وهارى.

"لَن أذهَب بدُونِ إيڤانچلين."
"اذهَب هارى سَأكونُ بخَيرٍ، يَجِب عَلىَّ التَّحَدُّث مَع آيزَاك وَحدَنَا."
"لَكِن إيڤ..-"
"أرجُوك، توَقَّف عَن القَلق."
أمسَكَت يَدهُ بخِفَّة ليَضغَط عَلى خَاصَّتِهَا بقُوَّة، نظرَ باتِّجَاه آيزاك بنَفسِ نظَرَاتِ الحِدَّة..
"أُقسِم إن أصَبتَها بخَدشٍ ستَكون فى عِدَادِ المَوتَى."
أظهَرَ لَهُ آيزَاك أن تَهديدَهُ لَم يُؤثِّر بهِ مَع أنَّهُ بدَاخِله كانَ مُرتَعِبًا.

ذَهبَ هارى مَع زين عَلى مَضَضٍ بَعدَ عِدَّةِ تَحذيرَاتٍ لإيڤانچلين، بَقَت هى مَع آيزَاك وجَلسَت بمَقهَى ليتَنَاقشَا سَويًا.

Evanglin's P.O.V

"أوَّلًا، مَن هَذا المُلاكِم؟"
سَألَ آيزاك بمُجَرِّد جُلوسِنَا لأقَهقِه عَلى التَّشبيه، لقَد انفَعَل هارى كَثيرًا.
"إنَّهُ صَديقِى."
أَعلَم أنَّهُ لَمْ يُصَدِّقنى ولا أنَا حَتَّى أُصَدِّق مَا أتَفَوَّه بهِ، لكِن هَذا مَا يُريدُنَا عَليهِ هارى.

"والآن، هَل يُمكِنُك آخبَارى بكُلِّ شَئٍ؟"
سحَبَ شَهيقًا كَبيرًا ثُمَّ زفَرَهُ ليَبدَأ..

"لقَد تَعرَّفنَا قَبلَ أوَّلِ مَرحَلةٍ فى الثَّانَويَّة ومَع أنَّنى أكبُرُكِ بعَامٍ إلَّا أنَّنَا كُنَّا بذَاتِ السَّنَة، ظَللنَا صَديقَين لمُنتَصَفِهَا تَقريبًا، اعتَرَفتُ لَكِ ونَحنُ بالثَامِنةِ عَشر وتَحوَّلنَا لمِحوَرِ حَديثِ المَدرَسةِ بأكمَلِهَا فى نيويورك ثُمَّ..-"

"لحظَة لحظَة! نيويورك؟ هَل كنتُ أعيشُ هُنَاك؟"

"نَعم، لَمْ نَكنُ في لندن أبَدًا سامانثا."
"هَل كانَ اسمى سامانثا؟"
"ومَاذَا تَعتَقِدين؟"
"أُدعَى إيڤانچلين."

صمَتَ آيزاك، بالطَّبعِ سيَصمُت فمَاذَا عَنِّى؟ أشعُر أنَّ هَذا كَثيرٌ عَلىَّ لأتحَمَّلهُ.

"أنَا لا أعلَم مَن إيڤانچلين تِلك، لقَد أحبَبتُ فَتَاةً وَاحِدَةً تُدعَى سامانثا.. كُنَّا مَعًا لثَلاثِ سنَواتٍ تَقريبًا واختَفَيتى فَجأة، أينَ ذَهَبتى لقَد بَحثتُ عَنكِ، أُقسِم أنَّنى فَعَلت، لَمْ أعثُر عَلى أثَرٍ لَكِ أبَدًا.. بَدَأت أشُكُّ أنَّنى كُنتُ أُهَلوِس بِكِ وأنَّكِ لَم تَكوني مَوجودَةً قَط!"

كانَ آيزاك يتَحدَّث بحُزنٍ كَبيرٍ عَلى وَجههِ، أشعُر أنَّنى آذَيتهُ كَثيرًا لكِن حَقًا لا أعلَم مَاذَا فَعلتُ بالضَّبطِ.

"أعتَذِر عَن كُلِّ ذَلِك، فقَط لا أعلَم مَاذَا يُفتَرَضُ بى أن أقول.. لا أتذَكَّرُك آيزاك أنَا آسِفَة."
"أىُّ لمَحَاتٍ؟ مَواقِفٍ؟ أىُّ شَئٍ سَام أرجُوكِ.."
أومَأت بالنَّفِي ليَمسَح آيزَاك عَلى وَجههِ المِحمِرِّ ويَنظُر خِلالَ النَّافِذَةِ بألَمٍ..
"حَسَنًا لا بَأس، لا بَأس إنَّهُ بِخَيرٍ."
شَعرتُ أنَّهُ كانَ يُحَاوِل إقنَاعَ نَفسَهُ أكثَر مِن إخبَارى بذَلِك.. لِمَ لم يُخبِرنى ليام بكُلِّ هَذا؟ هَل كَانَ يَعلَم أم لا؟ وإن كانَ يَعلَم لِمَ أخفَى عَلىَّ مِثلَ هَذا الأمرِ؟

"هَل يُمكِنُنَا حَتَّى البَدأ كأصدِقَاء؟ لا أُريدُ خسَارَتَكِ مُجَدَّدًا."
"لا أُمَانِع بالطَّبع، ويُمكِنُك أيضًا تَذكيرِى بأشيَاءٍ."
أومَأ آيزَاك بابتِسَامَة، حَسَنًا هُو وَسيم.. لكِن ليسَ بوَسامَة الأحمَق خَاصَّتى.

"اا-آيزاك؟"
وجَدتُّ فَتَاة تَقِف أمَامَ طَاوِلتنَا تَمَامًا تُمسِك عِدَّة كُتُبٍ، شَعرُهَا مَربُوطٌ بذَيلِ حِصَانٍ وتَرتَدى نَظَّارَة مُستَديرَة، يَبدُو أنَّهَا دُودَةُ كُتُبٍ لكِن تَبدُو أيضًا لَطيفَة.

"أهلًا كورتني، مالذى جَاءَ بكِ إلى هُنَا؟"
"لقَد مَرَرتُ صُدفَةً لأخذِ كوبِ قَهوَة ووَجَدتُّك." تَحدَّثَت بوِجنَتَينِ مِحمِرَّتَين وهىَ تَنظُر أرضًا.. يا الهي هىَ حَقًا لَطيفَة.

"انظُرى مَن وَجَدت أخيرًا، سَامانثا.. سام هَذهِ كورتني أعزُّ صَديقَةٍ لي." قالَ آيزاك بفَرحَةٍ وَاضِحَةٍ ووقَفتُ أمَامَهَا بابتِسَامَة، مَدَدتُّ يَدى لمُصَافحَتِهَا وصَافحَتني فى المُقَابِل، ولكِن بعُبوسٍ.. مَالخَطب؟

"حَقًا لقَد وَجدَكِ أخيرًا؟ ياللرَّوعَة.. لقَد كانَ يَبحَثُ عَنكِ مُنذُ مُدَّةٍ طَويلَة جِدًا." تَنهَّدَت وحَاوَلت رَسمَ ابتِسَامَةٍ عَلى وَجهِهَا ولَكِن الاصطنَاع كانَ ظَاهِرًا جَليًّا.

"تشَرَّفتُ بمَعرِفَتَكِ عَلى أيَّةِ حَالٍ.. سَعيدَة لأجلِك آيزَاك."
"سَتكون صَديقَتنَا أيضًا كورتنى لا تَقلقى، لَن تَستَريحينَ مِن إزعَاجى أبَدًا." مَازَحهَا لتَبتَسِم بخِفَّة وهىَ تَهمِس بشَئٍ لَم أسمَعهُ.

"سَأُحضِر مَشرُوبَاتٍ أُخرَى، اتَّخِذى مِقعَدًا كين." أخبَرَهَا وذَهَب لتَجلِس أمَامى نَظرُهَا أرضًا.

"كَيفَ حَالُكِ؟" حَاوَلتُ فَتحَ مَوضُوعٍ بَينَنَا لتُعَدِّل نَظَّارَتَهَا وتَنظُر باتِّجَاهى.
"أنا بخَير." رَدَّت باختِصَارٍ شَديدٍ وشَعرتُ بالإحرَاجِ حَقًا.

"أتَعلَمين؟ دَائِمًا مَا أحلُم بأشيَاءٍ ليسَت مِلكى، كآيزاك مَثلًا.. يُحِبُّكِ أنتِ بَينَمَا أنَا أعشَقهُ، وبَعدَمَا وَجَدَكِ لا أظُنُّه سيَحتَاجُنى بشَئٍ آخَر، أتَعِدينَنى أنَّكِ لَن تَكسرينَ قَلبَهُ مُجَدَّدًا؟ هوَ لا يَستَحِقُّ هَذا.. أرجُوكِ؟"

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

349K 15.4K 29
« الملك جيون، ملك المماليك انه جيون جونغكوك العظيم ملك لمملكة "روناموف" البالغ من العمر 28 سنة، وسيم حد اللعنة، انه جيون لطالما ارعب اعدائه ذا قلب ق...
20.8K 951 17
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...
1M 32.9K 47
"رغم عن هاذا الزواج لايحق لك منعي من العمل" وقفت أمامه وهي تنظر إلى عينيه بتحدي "بما أنك زوجتي زوجة ماكس لوينو لن تعملي ولو اضطررت للسجنك هنا" قال أ...
747K 5.4K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى