Evanglin | H.S

By DounniiaKhaaled

48.4K 4.2K 1.6K

"يَضِيقُ بِكَ العَالَم ويَتَّسِعُ لكَ فى قَلبِ شَخصٍ واحِدٍ". More

Introduction.
الفَصلُ الأوَّل.
الفَصلُ الثَّانى.
الفَصلُ الثَّالِث.
الفَصلُ الرَّابِع.
الفَصلُ الخَامِس.
الفَصلُ السَّادِس.
الفَصلُ السَّابِع.
الفَصلُ الثَّامِن.
الفَصلُ التَّاسِع.
الفَصلُ العَاشِر.
Note.
Characters
الفَصلُ الحَادى عَشر.
الفَصلُ الثَّانى عَشر.
الفَصلُ الثَّالِث عَشر.
الفَصلُ الرَّابِع عَشر.
الفَصلُ الخَامِس عَشر.
الفَصلُ السَّادِس عَشر.
الفَصلُ السَّابِع عَشر.
الفَصلُ الثَّامِن عَشر.
الفَصلُ التَّاسِع عَشر.
الفَصلُ العِشرُون.
Note.
الفَصلُ الثَّانى والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّالِث والعِشرُون.
الفَصلُ الرَّابِع والعِشرُون.
الفَصلُ الخَامِس والعِشرُون.
الفَصلُ السَّادِس والعِشرُون.
HELP!!
الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.
New Story.
الفَصلُ الثَّامِن والعِشرُون.
الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّلاثُون.
الفَصلُ الوَاحِدُ والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّانِى والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّالِث والثَّلاثُون.
الفَصلُ الرَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الخَامِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّادِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.
الفَصلُ التَّاسِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الأربَعُون.

الفَصلُ الوَاحِد والعِشرُون.

1K 119 50
By DounniiaKhaaled

تَذكيرٌ قَبل القِرَاءَة..
رَبِّى إنِّى قَد مَسَنِّى الضُّرُّ وأنتَ أرحَمُ الرَّاحِمين.

* * * * * * * * * *

صَوتُ إحتِكَاكِ عَجَلاتِ حَقيبَتَهُ على الأرضِيَّةِ الرُّخَامِيَّةِ؛ هوَ مَا كانَ يُسمَع حَاليًا فى قَاعَةِ المَطَارِ الخَالِيَة إلَّا مِن عَدَدٍ قَليلٍ مِنَ النَّاس.. القِلَّة الذينَ يُسَافِرونَ فى الخَامِسَةِ فَجرًا.

رُؤيَتَهُ مُشَوَّشَةٌ قَليلًا إثرَ الدُّموعِ العَالِقَةِ بعَينَيهِ والتى يَمسَحُهَا بأكمَامهِ كُلَّمَا تَكوَّنَت، لكنَّهُ مَا يَلبَثُ أن يَمحِيَهَا إلَّا وظَهرَ الكَثيرُ مِنهَا ثَانِيَةً.

هُوَ يَعلَمُ أنَّهُ أخطَأ نَوعًا مَا ويَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُن يَجِبُ عَليهِ قَولُ تِلكَ الكَلِمَة وأن يُوقِعُهَا على مَسَامِعهَا هكَذَا، لكِن مَاذَا عَسَاهُ يَفعَل وهىَ لا تُعطِى لَعنَةً لَهُ؟ هوَ فقَط سَئِم ولَيسَ آسِفًا إلى الآن.

يَمنَعُ دُموعَهُ مِنَ النُّزولِ مَرَّةً أُخرَى، حَرفيًا هُوَ يُحَارِبُ نَفسَهُ لعَدَمِ إسقَاطِهَا على الأقَلِّ أمَامَ المَلأِ الآن.. وأيضًا هُوَ لا يُريدُ البُكَاءَ عَليهَا مَرَّةً أُخرَى، بالأحرَى إستَسلَمَ مِنهَا.

سَمِعَ صَوتَ المُوظَفَّةِ بمُكَبِّرِ الصَّوتِ تُنَبِّه لوُجودِ عُطلٍ فى مُحَرِّك الطَّائِرَة لذَلِك سَيَأخُذ وَقتَ الإصلاحِ حَوالى السَّاعَة ويَتِمُّ الإنطِلاقُ فى تَمامِ السَّادِسَةِ والنِّصفِ.. وحَقًا لَولا وُجودَهُ بمَكانٍ عَامٍ كَهذَا لكَانَ صَرخَ مِن غَضَبهِ حَتَّى قُطِعَت أنفَاسُه.

سَحبَ حَقيبَتَهُ وألقَاهَا بغَضَبٍ على الأرضِ أمَامَ الكُرسِىِّ الذى جَلسَ عَليهِ لتُصدِرَ صَوتًا ويَلتَفِتَ بَعضُ النَّاسِ إليهِ ويَرمُقونَهُ بغرَابَةٍ.. وحَقًا لَمْ يُعطِ لعنَةً للأمرِ أبدًا بَل وضَعَ رَأسَهُ على الطَّاوِلَة مُحَاوِلًا الهُروبِ مِن كُلِّ هَذَا.

بَعدَ قَليلٍ مِنْ الوَقتِ والدُّموعِ المُتَمَرِّدَةِ أيضًا شَعرَ بكَفٍّ صَغيرٍ يَمسَحُ على خَدِّه، فتَحَ عَينَيهِ المُرهَقَة بهُدوءٍ وَجَدَ طِفلَة بمَلامِح وَجهٍ حَزينَة أمَامَهُ.

"لا تَبكى."
كَانَ صَوتُهَا هَامِسًا وإستَطَاعَ تَحديدِ لَكنَتِهَا الآسيَويَّة، وأيضًا عَينَيهَا.. تقَوَّسَت شَفَتيهَا بعُبوسٍ لَطيفٍ ليَبتَسِمَ وهُوَ يَمسَحُ دُموعَهُ.

"هَذَا أفضَل، البُكَاءُ يُؤذى عَينَيك.. تَملِكُ لَونًا أزرَقًا مِثلَ السَّمَاءِ."
قَهقَه على جُملَتِهَا الطُّفُولِيَّة بوَجههِ المِحمرِّ، إبتَسَمَ لهَا وهوَ يَجذِبُهَا نَاحِيَتَهُ برِفقٍ.

"وَ أنتِ تَملِكينَ لَونًا بُنيًا جَميلًا."
"لا، أُريدُ الأزرَق.. أعطِنى إيَّاه مِن فَضلِك."
قالَت بابتِهَاجٍ وهىَ تُقَبِّل إحدَى وِجنَتَيهِ ليَضحَك بعُلوٍّ وهوَ يَحتَضِنُهَا بعَفَوِيَّة لتَحِيطَ يَدَيهَا الصَّغيرَتَين حَولَ عُنُقهِ فى المُقَابِل.

"لوسيندا لِمَ دَائِمًا تَتمَتَّعينَ بإقلاقى عَلَيكِ؟!"
جَاءَت شَابَّةٌ مِن خَلفِ نَايل لتَحمِلَ الفَتَاة بِسُرعَةٍ لصَدرِهَا وهىَ تَتحَدَّث مُعَاتِبَةً.

"آسِفَةٌ أُمِّى."
تَمتَمَت الفَتَاة بصَوتٍ طُفُولىٍّ ولَمْ يَسَع نايل غَيرَ التَّفكِيرِ فى أنَّ هَذهِ الشَّابَّة لا زَالَت صَغيرَةٌ على إمتِلاكِ طِفلَة.

"أرجُو فقَط ألَّا أجِدَ مُصيبَةً مَا وَرَاءَ هَذَا الإختِفَاء."
قالَت الأمُّ لتَضحَك لوسيندا وهىَ تُدَافِع بيَدَيهَا وتَتحَدَّث بحَمَاسٍ زَائِدٍ..
"وَجَدتُّ إبتِسَامَة غَاضِبَةٌ مِن صَديقِهَا فقَط.. وعَمِلتُ على إصلاحِ الأمرِ لا تَقلَقى."
إنتَهَت بابتِسَامَةِ إنتِصَارٍ على ثَغرِهَا لتَضحَك الأمُّ.. كُلُّ هَذَا ونايل مازَالَ وَاقِفًا خَلفَهُمَا ومُستَمتِعًا بحَدِيثِهمَا اللَّطيفِ.

"لنَرَى إذًا مَن المَحظُوظ الذى.."
إلتَفَتَت وهىَ تُحَدِّثُ إبنَتهَا لتَجِدَ نايل بوَجهِهَا ويَندَهِشَ الإثِنَان، بدَأت بمَرَحٍ مُشَابِه للطِّفلَة..
"ذو الخُصلاتِ المُستَعَارِة إذًا؟"
"اا-حَسنًا نَعَم أنَا هُو."
حَكَّ خَلفَ عُنُقهِ وهوَ يَبتَسِمُ مَرَّةً أُخرَى على اللَّقَبِ.

"إذًا لقَد قَابَلتَ الأُمَّ وإبنَتِهَا.. هَنيئًا لَكَ حُسنُ الطَّالِع."
ضَحِكَ على الخُرَافَة التى جَاءَت بِهَا وهوَ يَتَمَنَّى سِرًا أن يُحَسَّن طَالِعَهُ فِعلًا.

"أَأنتَ مُسَافِر؟ لَكِن ألَم تَأتِ مُنذُ عِدَّةِ سَاعَاتٍ؟"
إندَهَشَت عِندَمَا رَأت حَقيبَتَهُ ليَتَنهَّد وهُوَ يُجيبُهَا..
"حَسنًا، لَمْ أجِد لِى مَكانًا هُنَا فهَأنَا أعودُ أدرَاجى."

نَظرَت لَهُ چوسلين قَليلًا بِدُونِ أن تَرُدَّ وهىَ تَشعُر أنَّ وَرَاءَ جُملَتَهُ سِرًا، فهىَ مُريبَة.. لكِنَّهُمَا لا يَعرِفَان بَعضَهُمَا لِذَا لَم تُطِل فى الأسئِلَة.

"ألَدَيكِ أنتِ رِحلَةٌ الآن؟"
"لا لقَد بدَأت إجَازَتى للتَوِّ، فأحضَرتُ لُوسيندا حَتَّى نَعُودَ مَنزِلنَا فى فِرَنسَا."
"لَكِن، أنتُمَا لَستُمَا فِرِنسيَّتَين.. صَحيح؟"
"مَاذَا تَرَى؟ هَل نَحنُ؟"
قَهقَه نايل لبَلاهَةِ سُؤالهِ فبالفِعلِ مُتَّضِحٌ أنَّهُمَا آسيَويَّتَين.

"سَأشرَحُ لَك، أنَا مِن أُصولٍ شَمالِيَّة كمَا الحَالُ مَع زَوجى القَائِدُ الأعلَى لقُوَّاتِ الجَيشِ فى بَلَدِنَا، لظُروفٍ مَا تَمَّ نَقلُ عَيشِنَا إلى فِرَنسَا فلَمْ يَجِب عَلَيهِ أن يَتوَاجَد طَويلًا فى الشَّمَالِ بأكمَلهِ.. لَكِن وبطَريقَةٍ مَا لَمْ يُفلِحْ الأمرُ."
"كَيفَ لَمْ يُفلِح؟"
"أُغتيلَ عِندَمَا كَانَت لوسيندَا بعُمرِ السِّتَّة أشهُرٍ."
"أُوه.."

فى هَذهِ اللَّحظَة لَمْ يَعلَم نايل مَا عَليهِ فِعلُه فـ أوه هُوَ كُلُّ مَا خَرَجَ مِ فَمهِ، جَلسَت چوسلين مَكَانَ نايل سَابِقًا وهِىَ تَحتَضِنُ لوسيندا النَّاعِسَةَ إلى صَدرِهَا ثُمَّ نظَرَت لنايل السَّاكِن بمَكَانهِ..

"إذًا، أنتَ لَستَ فِرنسيًا.. صَحيح؟"
مَازَحَت چوسلين ليَبتَسِمَ نايل بخِفَّة وهُوَ يَجلِسُ بجَانِبهَا..
"لا أنَا إيرَلندىُّ الأصلِ لَكن أعيشُ بـ بريطانيا الآن.. أعمَلُ بالتَّصويرِ ومُتَّجِهًا إلى فِرَنسَا مِن أجلِ المِعرَضِ السَّنَوىِّ إن كُنتُ تَسمَعينَ عَنهُ."

هَمهَمَت وهىَ تَنفِى عِلاقَتهَا بالتَّصويرِ أصلًا، بَينَنَا قفَزَت لوسيندا إثرَ حَديثَهُ.. "هَل لَدَيكَ كَاميرَا؟" سَألَت بحَمَاسٍ بَينَمَا رفَعَت چوسلين حَاجِبَيهَا..
"ألَم تَكُونى نَاعِسَةً الآن؟"
إبتَسَمَ نايل وهُوَ يُجيبُهَا "نَعَم أملِكُ وَاحِدَة، هَل تَوَدِّينَ تَجرِبَتهَا؟"
"بالطَّبعِ!"
صرَخَت بصَوتِهَا الطُّفُولى الذى جَعَلَ بَعضُ المَارَّةِ يَبتَسِمُونَ لشَكلِهَا الصَّغيرِ، أمسَكَ نايل بحَقيبَتهِ يَفتَحُ إحدَى الجِيوبِ ثُمَّ أخرَجَ الكَامِيرَا خَاصَّتَهُ وبدَأ بضَبطِ بَعضِ الأشيَاء ليُجَهِّزَهَا..
"مَا رَأيُكِ أن ألتَقِطَ لَكِ بَعضُ الصُّوَرِ؟"
"وبَعدَهَا سَألتَقِطُ لَكَ صُوَرًا أيضًا."
ضَحِكَ نايل علَيهَا لأنَّهَا تَبدُو وَاثِقَةً جِدًا.

سَارَا سَويًا لمَكَانٍ لا يَمرُّ بهِ الكَثيرِ ووَقفَت لوسيندَا مَكانَهَا ونايل وَجَّه إلَيهَا الكَامِيرا يَلتَقِطُ عِدَّةَ صُوَرٍ.. لقَد بدَت لوسيندا جَميلَةً جِدًا بحَقٍّ.

"مَا رَأيُكِ؟"
أرَاهَا نايل الصُّورَة لتُطلِقَ واو كَبيرَة وشفَتَيهَا الصَّغيرَتَين كانَت مَفتُوحَةً باندِهَاشٍ.
"أبدُو رَائِعَة صَحيح؟"
"تَبدِينَ مِثلَ الأميرَات."
إبتَسَمَت لوسيندا إبتِسَامَة بَلهَاء كَبيرَة.

"يَكفِى هَذَا أيَّتُهَا الآنِسَة، وأنتَ أيضًا أيُّهَا الشَّابُّ الذى سَرَقَ إبنَتى.. لقَد وصَلَت الطَّائِرَة ويَجِبُ عَلَينَا رُكوبَهَا الآن."

إلتَقَطَ نايل صُورَتَهَا وهىَ تَنظُر لوَالِدَتِهَا بَينَمَا يُقَهقِه، وإبتَسمَت لوسيندا وهىَ تُمسِك بِيَدِها..
"لقَد إلتَقَط لى صُورًا رَائِعَة أُمِّى وأنا قَد أحبَبتهُ هَل يُمكِن أن نَأخذهُ مَعنَا للمَنزِل؟"
"لا حُلوَتى لا يُمكِنُنَا إمتِلاكَهُ.. فهُوَ شَخصٌ ولَيسَ حَيوانًا أليفًا."
"شُكرًا على التَّوضيحِ ألَم يَكُن هَذَا وَاضِحًا؟" إستَاءَ نايل لتَضحَكَ چوسلين وهىَ تُمسِك بحَقيبَتَيهِمَا.
"صَدِّقنى ستُصِرُّ على إمتِلاكِكَ وتُجبِرَكَ على شُربِ الشَّاى بحَفلَةٍ وتُلبِسُكَ فُستَانًا.. لا أظُنُّكَ ستُحِبُّ هَذَا."

جَرَّ نايل حَقيبَتَهُ وأخذَ مِن چوسلين إحدَى الحَقيبَتَين، إتَّجهَوا سَويًا للطَّائِرَة التى ستَهبِط فى مَطارِ فِرَنسَا وكِلاهُمَا لا يَعلَمَان مَا تَحمِلهُ لَهُمَا هَذا البَلَدِ.

* * * * * * * *

تَكَوَّرَت على نَفسِهَا أكثَر بَينَمَا تَفرُك وَجههَا فى الوِسَادَة، للَحظَة عَادَ إليهَا شُعورُ الدِّفءِ السَّابِق لتَدفَع نَفسَها إليهِ أكثَر.. وفى هَذهِ اللَّحظَة تذَكَّرَت مَاهِيَّتَهُ.

إنفَتحَت عَينَيهَا فى ذُهولٍ لَكِن سُرعَانَ مَا أغمَضَتهُمَا فى رَاحَةٍ دَاخِل هَذَا العِنَاقً لتَنعَمَ بكُلِّ لَحظَةٍ بهِ، لَكنَّهَا لا تَعلَم أنَّهُ مُستَيقِظ ويَعلَمُ مَا تُحَاوِل فِعلهُ الآن.. و هَذهِ المَرَّة لَمْ يَترَدَّد أو يَستَاء مِن هذَا بَل وأحَاطَهَا بيَدَيهِ أيضًا.

لَمْ تَكُن أكثَرَ رَاحَةً وفَرحًا بهَذَا الوَضعِ، بَينَمَا هُوَ رُسِمَت على وَجههِ إبتِسَامَة وإتَّسعَت لمَنظَرِهَا اللَّطيفِ الآن.. لَكِن يَجِب أنْ يَكُونَ هُنَاكَ مُخَرِّبًا للَّحظَاتِ السَّعيدَةِ دَومًا.

"مَالذى يَحدُث هُنَا؟!"
إنتَفَضَ هاري إثرَ الصَّوتِ الجَهُورِ بَينَمَا إيڤانچلين كَعَادَتِهَا كَانَت قُوَّاتِهَا الدِّفَاعِيَّة هىَ أوَّل مَا يَتَحَرَّك فى جَسَدِهَا.. لذَلِك دَفَعَته بقَسوَةٍ ليَسقُطَ أرضًا ويتحَوَّل ظَهرَهُ إلى فُتَاتٍ.

"امم أَوَدُّ إعلامَكِ أنَّكِ كسَرتى كُلَّ جُزءٍ فى جسَدى.. أشُكرُكِ."
قالَ هاري بابتِسَامَةٍ مُتَألِّمَةٍ وهوَ يُمَسِّد ظَهرَهُ بَينَمَا هىَ تَشعُر بالإحرَاجِ لأنَّ أخيهَا قَد رَآهُمَا بهذَا الوَضع.

"ذَكِّرنى لِمَ أثِقُ بِكَ فى التَّوَاجُدِ مَع أُختى؟ وأيضًا لِمَ أنتَ هُنَا كانَ عَليكَ تَوصيلُهَا لَيسَ المَبيتُ مَعهَا؟ ولِمَ واللَّعنَة أنتَ عارى الصَّدرِ؟!"

"أتَعلَم ليام؟ ضَاجِع نَفسَك."

* * * * * * * *

بَعدَ اللَّحظَاتِ الحَرِجَة السَّابِقَة تغَاضَى ليام عَن الأمرِ بتَجَاهُلِ هاري بالطَّبعِ وإحرَاجِ إيڤانچلين.. إنتَهوا مِنَ الإفطَارِ وكانَ ليام يُعِدُّ الشَّاى ، وجَدَت كِيسَ دَوائِهَا يُوضَع أمَامَهَا فَجأة.
"تَناوَليه.. سيُصيبُكِ الصُّدَاعُ إن لَمْ تَفعَلى."
نظَرَت لهاري والذى كَانَت مَلامِحهُ مُختَلِفَة عَمَّا إعتَادَت عَليهِ، لَمْ يَعُد مُقطَبَ الحَاجِبَينِ ذَا نظَرَاتٍ غَاضِبَةٍ دَومًا.. أصبَحَ وَجهَهُ مُبتَسِمًا أو عَينَيهِ برَّاقَة فقَط وهذَا الأمرُ يُعجِبُهَا وبِشِدَّةٍ الآن.

"أعلَم أنَّنَا لَن نَنتَهي مِن هَذَا."
نطَقَ ليام مِنَ العَدَمِ ليَقطَع تَواصُلهُمَا البَصَرىِّ والذى لَمْ يُلاحِظَا أنَّهُ طَال ليُبعِدَا نظَرَهُمَا بِسُرعَة، أدَارَ هاري عَينَيهِ بَمَلَلٍ بَينَمَا إيڤانچلين أخذَت عُلبَ دَوَائِهَا وإختَفَت مِن أمَامَهِمَا.

Evanglin's P.O.V

"إيڤانچلين.. أَظُنُّ أنَّهُ حَانَ الوَقت لتَعلَمى بَعضَ الأُمورِ."
حَسنًا أنَا كُنتُ أٰريدُ المَعرِفَة مُنذُ مُدَّة لَكِن لا أعلَم لِمَ هذَا التَوَتُّر الآن، أشعُر بِبدَايَاتِ ألَمِ الرَّأسِ وأيضًا تَقلُّبَاتِ مَعِدَتى الغَريبَة.. حَسنًا لا أُريدُ أن أعلَمَ شَيئًا.

هَلْ سيُخبِرنى عَن مَكانِ وَالِدَاي؟ لِمَ ترَكانِى؟ هَل سَيَكونُ سَبَبًا وَجيهًا ويَمحِي كُلَّ غَضَبِي نَاحِيَتهُمَا؟ مَاذَا لَو لَمْ أقتَنِع؟ هَل سأستَطيعُ العَودَة لَهُمَا؟

"هَل أنتِ بخَيرِ؟ وَجهُكِ مُرتَعِب."
نظَرتُ إلى هاري ولَمْ أعلَم بِمَا أُجيبُهُ، لَكِن في كُلِّ الأحوَالِ عَلىَّ مُوَاجَهَةِ الأمرِ فى النِّهَايَة، صَحيح؟

تنَهَدتُّ مُحَاوِلَةً ضَبطَ أعصَابي ثُمَّ أومَأتُ بهُدوُءٍ، زَمَّ هارى شَفتَاه فى خَطٍّ مُستَقيمٍ ونَهضَ مِن مَكانهِ ليَأتي بجَانِبي..

"لَو كُنتِ غَيرَ مُسَتَعِدَّةً فَلا بَأسٍ يُمكِنُ تَأجيلُ الأمرِ لوَقتٍ لاحِق، صَحيح ليام؟" كانَ يُحَادِثُنى بهُدوءٍ ثُمَّ رَفعَ صَوتَهُ فى الأخيرِ مُوَجِّهًا حَديثَهُ إلى ليام ليُجِب بِلا تَرَدُّد.. "بالطَّبعِ يُمكِنُنَا تَأجيلَهُ، فأنتِ أهَمُّ."

لَو كُنتُم بمَكَانى هَلْ ستَستَطيعُونَ الصَّبرَ عَنِ المَعرِفَة؟

"أنَا بِخَيرٍ."

تنَهَدَّ هارى ورَأيتُ عَينَيهِ تَهتَزُّ بنَوعٍ مِنَ.. القَلَقِ؟
هَل هارى قَلِقٌ عَلىِّ؟!

"اا-إيڤ.. لِمَاذَا تَبتَسِمين؟"
أبعَدتُّ هَذهِ البَلاهَةِ عَن وَجهِى بِسُرعَة بَعدَمَا حَادَثَني ليام وهوَ يَكتِم ضَحِكَتَهُ وأنَا أُعطيهِ نَظرَة قَاتِلَة.

"إذَا إحتَجتِ شَيئًا فقَط حَادِثيني." هارى
"هَل ستَذهَب؟!" أنا
"وأينَ سأكونُ أنَا برَأيك؟" ليام
"أنتَ أُصمُت." أنا
"لقَد كنتُ أُحَادِثُهَا هىَ." هارى
"الآن تحَالَفتُمَا ضِدِّى!" ليام

كُلُّ هَذَا قِيلَ بثَانِيَتَين فقَط.

"يَجِبُ عَلىِّ الذَّهَابِ لإنجَازِ بَعضِ الأعمَالِ، أيضًا هَذا أمرٌ عَائِلىِّ بَعضَ الشَّئ لِذَا يَجِب أن تَكُونَا سَويًّا فقَط."
"حَسَنًا."
الإحبَاط ظَهرَ بصَوتِى جَليًّا.

خَرجَ هاري بَعدَمَا وَضعَ قُبلَة عَلى جَبينى بِسُرعَةِ البَرقِ.. يُمكِنُنى المَوتُ بِسَلامٍ الآن.

"إذًا إيڤ، أنَا فِعليًا لَن أستَطيعَ شَرحَ الأَمرِ كَامِلًا الآن، لَكنَّنى سَأُجيبُكِ عَنْ أىِّ سُؤالٍ بِبَالِكِ.. لِذَا إبدَأي بطَرحِ مَا يَجُولُ بخَاطِرَكِ."

بَدَأ ليام الحَديثَ لتَدَافَع الأسئِلَة برَأسِي وَاحِدًا تِلوَ الآخَر، لَكِن فَجأة قَفزَ برَأسِى سُؤالَين لَمْ أُفَكِّر بِهِمَا إلَّا الآن..

"لِمَ إسمِى إيڤانچلين هيدسون بَينَمَا إسمُكَ ليام باين؟ ولِمَ لَمْ أجِدْ صُورًا لَكَ أبدًا وكَانَت أوَّلَ مَرَّةٍ أرَاك عِندَمَا قَدَّمَنى نايل إلَيكُم؟"

تَحَرَّكَ ليام بعَدَمِ إرتِيَاحٍ ثُمَّ أخَذَ نَفَسًا عَميقًا وبَدَأ..
"الوَاقِع هُوَ أنَّنى لَستُ أخَاكِ بَيولوجيًا، أنَا أخَاكِ بالتَّبَنِّى، أمَّا لِمَ لَم تَجدِي صُورًا لِى هَذَا بسَبَبِ أنِّكِ عِندَمَا أتَيتِ مَع نايل كَانَت أوَّلَ مَرَّةٍ تَرَينَنى بِهَا.. فى حَيَاتَكِ."

مَاذَا؟!

"أعتَقِد أنَّ تفَاصيلِ هَذا الأمرِ لَيسَت ضَرُوريَّةً الآن فلَن تُفيدَكِ كَثيرًا، لَكِن إعلَمِى أنَّنى أعتَبِرُكِ أُختى الفِعليَّة و وَالدِانَا هُمَا وَالِدَاي الحَقيقيَّان."

إبتَلَعتُ مِن أوَّلِ مُفَاجَأةٍ بوَجهي، مَاذَا كنتٍ أُريدُ أنْ أسألَ أيضًا؟

"مَا قِصَّةُ المَظرُوفَات؟"
إندَفَعت بوَجههِ بَعدَ مُدَّةٍ مِنَ الصَّمتِ ليَفزَعَ قَليلًا، قَهقَه بِخِفَّةٍ ثُمَّ إستَطرَد..
"لَستِ بهَذَا الغَبَاءِ حَتَّى لا تَعلَمينَ أنَّهَا خَاصَّتُنَا، كُنَّا نُرسِلُهَا إلَيكِ كُلَّ شَهرٍ."
"كَيفَ إستَطَعتَ الإختِبَاء مِنِّى؟ لقَد رَاقَبتُ المَكانَ أكثَرَ مِن مَرَّةٍ."
"ألَمْ يَأتِ بِبَالكِ أنَّكِ كُنتِ مُرَاقَبَةً إيضًا؟"
أدَارَ عَينَيهِ بسُخريَة لألكُمهُ بمَعدَتهِ.

"لِمَ كَانَ هارلى الوَحيدُ الذى يَعرِفُنى؟ ولِمَ تَهرَّبَت خالتى مِنِّى؟" خَرجَ السُّؤال الثَّانِي مِنِّي بصُعُوبَةٍ مُتذَكِّرَةً كُلَّ مَا حَدثَ مَعهَا..

"هارلى كَانَ مُتعَلِّقًا بِكِ بِشِدَّةٍ لِذَا رَأَينَا أنَّهُ مِنَ الأفضَلِ أن يَكُونَ هُنَالِكَ صَديقٌ مُتوَاجِدًا مَعَكِ.. أمَّا بالنِّسبَةِ لخَالَتِنَا فهىَ كانَت مُجبَرَةً أيضًا على عَدَمِ الإعتِرَافِ، أوَّلَ مَرَّةٍ ذَهَبتى إلَيهَا أتَت لعِندى وكَانَت تَبكي بحُرقَةٍ عَلَيكِ، لِذَا لا تَعتَقِدي أنَّهَا الشِّريرَة بالأمرِ."

هَمهَمتُ بدونِ إكتِرَاثٍ وَأبعَدتُّ نَظَرى عَنهُ، شرَدتُّ فَجأة بسُؤالٍ لَمْ أظنُّ أنَّهُ سَيُؤثِّر عَلىَّ بهَذهِ الدَّرَجَة..

"هـ-هل كَانَ نايل يَكذِبُ عَلىَّ؟"

"مَاذَا؟ لا، لَمْ يَكذِب عَليكِ، وأيضًا بخُصوصهِ، هُوَ كَانَ يَعلَمُ قِصَّتَكِ لَكنَّهُ لَم يَكُن يَعلَم أنَّكِ نَفسُ الشَّخصِ الذى حَدَّثتهُ عَنهُ.. مَشَاعِرهُ صَادِقَةٌ تِجَاهَكِ." أومَأتُ وأنَا أدفَعُ دُموعِى بَعيدًا.

"لِمَ لَم تَسألى عَن وَالِدَينَا؟"
"لا أُريدُ السُّؤالَ عَنهُمَا."
نَهَضتُّ مِن مَجلِسي باتِّجَاه المَطبَخِ لأصنَعَ بَعضَ الشَّاي وشَعرتُ بـ ليام خَلفِى.
"إيڤ يَجِبُ عَليكِ تَفَهُّم الأمرِ وألَّا تَحكُمي بِدُونَ مَعرِفَةِ مَا حَدثَ مَعهُمَا، لقَد زَوَّرا هُوِّيَتهُمَا لحِمَايَتَكِ وأنتِ هُنَا تَرفُضينَ حَتَّى السَّؤالَ عَنهُمَا؟"

"حِمَايَتي مِن مَاذَا؟ وأيضًا حِمَايَتي بتَركي طَوالَ هَذهِ المُدَّة؟ عَن أيَّةِ حِمَايَةٍ تَتحَدَّث وأنتَ أيضًا مُشتَرِكٌ مَعهُمَا بالأمرِ؟ و مُسَامَحتى لَكَ لا تَعنى أنَّنِى سَأَغفِرَ لَهُمَا خَطَأهُمَا بحَقِّى حَتَّى ولَو كَانَ تَحتَ مُسَمَّى حِمَايَتي كَمَا تَزعُم."

"لا يُمكِـ..-"
"ليام كَفَى!"

صَدَمتُ مِبرَدَ الشَّاى بالمِنضَدَة فانسَكَبَت المِيَاهُ المَغليَّةُ على يَدى لأَلعَنَ بغَضَبٍ، جَاءَ ليام نَاحِيَتي بِسُرعَةٍ وخرَجنَا مِنَ المَطبَخ ثُمَّ أحضَرَ عُلبَةُ الإسعَافَاتِ الأوَّليَّة وبدَأ بتَضميدِ الحَرقِ.

مَع وَضعِ المُعَقِّم جَفَلتُ مِنْ الألَمِ الذى لا يُحتَمَل، لَحظَة.. هَل كَانَ هارى يَتَألَّمُ هكَذَا عِندَمَا كُنَّا بالمَشفَى؟ ولَكِنَّنى لَم أرَ مَعَالِمَ الألَمِ عَلى وَجههِ.. هِممم قَوىِّ.

"فيمَاذَا أُفَكِّرُ أنَا الآن بِحَقِّ الإله!"
"مَاذَا؟"

يَجِبُ عَلىَّ إخرَاجَهُ مِن عَقلى وحَالًا!

* * * * * * * *

"أهلًا زين."
"سَأُقَدِّمُ القَرَابينَ للآلِهَة بِمَّا أنَّكَ تذَكَّرتَ صَديقَك."
أدارَ زين عَينَيهِ بغضَبٍ طَفيفٍ وهُوَ يُرَتِّب مَلفَّاتِ حِسَابَاتِ المَشفَى.

"زين بِرَبِّك، أنتَ سَيء فى الغَضَبِ ستُسَامِحُني بالنِّهَايَة."
قالَ هاري وهُوَ يَقضِم تُفَاحَة ليَنظُر لَهُ زين ويُديرُ عَينَيهِ للمَرَّةِ الثَّانِيَة فى دَقيقَة وهُوَ يتَجَاهَلُ الأمرَ.. هُوَ يَعلَمُ أنَّهُ لَيسَ غَاضِبًا مِنهُ حَتَّى.

"أيًا يَكُن.. أينَ كُنتَ كُلَّ هَذَا الوَقت؟ أنتَ حَتَّى لَمْ تَعُد تَبيتُ مَعنَا فى المَنزِل."
"اا-كُنتُ مَع إيڤانچلين." نَطقَ هارى بخُفُوتٍ وحَكَّ خَلفَ عُنُقهِ.
"إيڤانچلين إذًا؟" رَقصَ زين بحَاجِبَيهِ ليَضعَ هارى وَجهًا غَاضِبًا.. لَكِنَّ إصطِنَاعَهُ كَانَ ظَاهِرًا كوضُوحِ الشَّمسِ.
"مَاذَا؟!"
"لا شَئٌ.. أظنُّ أنَّ الأُمورُ تَسيرُ جَيِّدًا، صَحيح؟"
"نَوعًا مَا."
"نَوعًا مَا."
كَرَّرَ زين مَا قَالَهُ هارى ليُزفُر..

"مَا كُلُّ هَذَا الآن؟ تَوَقَّف عَن الأسئِلَة لَيسَ وكَأنَّ هُنَالِكَ شَيء يَحدُث.. عَقلُك فقَط الأحمَق الذى يُصَوِّرلُك أشيَاءًا لَيسَت حَقيقيَّة." اندَفعَ هاري ومَازَالَ زين على حَالهِ الهَادِئ..

"هَل إنتَهَيت؟ حَسنًا أنتَ المُتَوَتِّرُ الغَاضِب لَستُ أنَا." أنهَى زين كَلامَهُ بابتِسَامَة ليَستَشيطَ هارى غَضَبًا.

"أنتَ مُستَفِز!" صَاحَ ثُمَّ خرَجَ مِنَ المَكتَب وصَفعَ البَابَ خَلفَه بَينَمَا يَستَمِع لصَوتِ ضَحِكَةِ زين بالدَّاخِل.

"أظُنُّكَ بَدَأتَ العَودَة لطَبيعَتِك صَديقى."

Continue Reading

You'll Also Like

750K 5.4K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى
182K 5.4K 27
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...
21K 1.6K 25
ماذا سيفعل الأخ الأكبر إذا تفاجأ بأبيه يطرق باب منزله ومعه فتى بالسابعة عشر من عمره مخبراً إياه أن هذا الفتى أخاه الصغير و يجب عليه الإعتناء به هل س...
644K 40.7K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...