أشعر بك

By CyrineAdel

2.5M 80.8K 1.5K

إعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأ... More

المقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والاربعون
الفصل الثاني والاربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والاربعون
الفصل الخامس والاربعون
الفصل السادس والاربعون
الفصل السابع والاربعون
الفصل الثامن والاربعون
الفصل التاسع والاربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون (والأخير)

الفصل الأول

151K 2.2K 99
By CyrineAdel

  استيقظت ماتيلدا علي رنين هاتفها ..رفع
ت خصلاتها وهي تضع كفها الاخر علي فمها متثائبةورفعت الهاتف وأجابت دون رؤية ..فلا داعي للروؤية فهي لا تتحدث الي غيره
- الو
اتاها الصوت الرجولي علي الطرف الاخر
- ايه يا حياتي ..انتي لسه نايمة ؟
قالت بنعاس وهي تعتدل بالجلوس
- اه .. في حاجة ولا ايه ؟
استمعت للصوت بنبرة حانية
- اه يلا قومي صحصحي كده هاخدك نفطر بره
زمت شفتيها بضيق وقالت بتوسل هادئ
- ليه طيب ما مهرة هتحضر الفطار وهفطر في الجنينة يبقي كأنوا بره برده عشان خاطري بلاش خروج
اتاها الصوت حازم مدلل لها في نفس الوقت
- قوومي بلاش كسل نص ساعة وهبعتلك السواق
اغمضت عينها باستسلام وهي تقول
- حاضر !
نهضت ماتيلدا وأخذت حمامها المنعش وشرعت في إرتداء ثيابها والتي تكرها بشدة!! ..
كان الشئ الوحيد الذي يشعرها بالضيق ويجعلها تكره الخروج هو ملابسها !!
خرجت ماتيلدا بعد ان إنتهت وبالفعل وجدت السائق بانتظارها وأخذها ذهابا لزوجها ..بكر الديب

كان بكر الديب في التاسع والثلاثون من عمره ..رجل اعمال له اسمه الكبير والخطير !! ..
يمتلك ثروة لا تحصي لديه شركات للاصدرات والتصدير في جميع المنتجات والمجالات وبرغم الفارق العمري بينهم الا ان لا تستطيع فتاه مثلها رفض بكر الديب بجلالة قدره !!
ترجلت ماتيلدا من السيارة ووجدت بكر في انتظارها علي وجهه تلك الابتسامة المحبة لها !
سارت معه الي داخل المطعم الفاخر والذي لديه نصيب من شراكته ولكن ضئيل
جلست تنظر له بعد أن سحب لها المقعد
وقالت بابتسامة
- ايه سر السعادة دي كلها ؟!
قال بكر وهو يجلس هو الاخر ناظرا لها
- لا.. أولا انا دايما سعيد مدام حببتي قدام عنيا .. بس سعادتي زيادة عشان انا كلمت شريكي صاحب المطعم وهقنعه اني اخده كله
ابتسمت ماتيلدا بهدوء وقالت
- مش عارفة ليه انت متمسك بالمطعم دا كده !.. ماشي هو فخم جدا وكبير اوي بس بيتهيالي انت مش محتاج ارباحه كده بالنسبة للي عندك يعني
فقال بكر بعملية
- بصي يا حياتي انا مش عاوزه عشان الارباح ..لا انا عاوزة عشان انا بتفائل بيه اكبر صفقات في حياتي عملتها هنا تقريبا وبرتاح فيه نفسيا ..وعلي فكرة صاحبه برغم انه صغير في السن بس مش محتاجة برده وأكبر دليل انه مطعم من سلسلة كاملة اشتراها من فترة وهو بتاع استثمار وهشتريه منه ولو محتاجة اوي مكنش وافق اني ادخل بنسبة فيه حتي لوكانت صغيرة ..
هو بقاله بره اكتر من سنة حاليا لانه اشتري مطعم تاني بره من نفس السلسة دي وانا مكنتش عاوز اشتري من صاحب المطعم الاساسي وماصدقت ان في طرف جديد اشتري ودلوقتي اهه رجع وانا قررت ادق الحديد وهو سخن زي ما بيقوله واتكلمت معاه ..
برده عاوزك تبقي لطيفة معاه ..وتابع وهو ينظر لقائمة الطعام الزجاجية الراقية
- ها تحبي تطلبي ايه بقي قبل ما يجي معادنا معاه ..اطلبي اللي تتمنيه ..
انتي روحي اللي بتفائل بيها
ابتسمت ماتيلدا بهدوء وقامت بالنظر في قائمة الطعام حتي تختار
*************************************
وبعد عدة ساعات وقف بكر يرحب بحرارة بخالد وهو يعرفهم ببعض قائلا
- دا خالد الزياد صاحب المطاعم اللي حكتلك عنها ثم حول بصره لخالد وقال
- ودي ماتيلدا مراتي
نظرت ماتيلدا له ووضعت كفها داخل قبضته وقلبها يخفق بعنف غريب !!
ظلت نظرات خالد هادئة مناقضة لخفقان قلبه بين ضلوعه !!
وجلس بهدوء وبدؤا بالحديث عن الاعمال وغيرها ..
كانت ماتيلدا تنظر في جميع أنحاء المطعم محاولة تفادي عين هذا الرجل الغربية ..
تشعر بخفقان شديد ولا تعرف له سبب .!!
شردت وهي تفكر بمازن !!
أغمضت عينها تحاول تهدئة النبضات المتقافزة داخلها وفتحتها مرة اخري علي صوت زوجها بكر وهو يتحدث لها
في الواقع هي لم تستمع الي كلمة واحدة مما تحدث به ولكن حاولت الابتسام حتي لا تظهر كالبلهاء وبالطبع فشلت !
فقال بكر وهو يمسح علي ظهرها بحنان
- مالك يا روحي ؟ انتي كويسة ؟!
أومأت بإضطراب وهي تبتسم بمجاملة إبتسامة ظهرت مهزوزة ومضطربة بشدة
Crn
كان خالد ينظر لملامحها بهدوء ويتسائل داخله هل لفتته بجمالها الساحر ؟!
ألهذا قلبه ينبض بعنف!!
أغمض عينه بغضب وهو يجز علي أسنانه ويعنف نفسه ..
كيف يفكر بها هي ليست من حقه !
تذكر وقتها خديجة كانت الفتاه الاولي التي ينبض قلبه بطريقة غريبة لأجلها كان خالد يجزم أنها الاخيرة كما الاولي ولكن هاهو أمام اخري مختلفة تماما عنها و ينبض قلبه لها بدون وجه حق
إلتفت حوله وهو يتسائل داخله هل خديجة في المكان الأن لذلك يصطحبه هذا النبض ! ..
ولكن إن كان النبض بعيدا عن تلك الساحرة أمامه ..
لما ارتعش كفها الرقيق بين قبضته لقد شعرت اصابعه بنبض رسغها الشديد ؟!!! ..
تنهد داخله وهو ينظر لها.. يجزم انه يشعر بقلبها ويستمع الي نبضها !!
رفع بصره لها وجدها مضطربة بشدة ..ونظراتها حائرة متوترة !
قالت ماتيلدا لبكر أنها بخير حقا ولا يوجد شئ فقط شعرت بالدوار قليلا ..
نظرت نظرة خاطفة لخالد واصطدمت عينها بعينه وإزداد خفقان قلبها الغريب والغير مبرر حد الألم!!
فأغمضت عينها سريعا ونظرت لبكر والذي أتي صوته وكأنه بعيدا عندما سمعته يقول لها
- لا انتي مش كويسة مالك ياروحي ؟!
نفت برأسها بحركة ضعيفة وهي تتمني من بكر ان يصمت تشعر بأن كل سؤال منه عن حالتها يزيد من اضطرابها أمام هذا الرجل المريب
قام بكر بطلب مشروب لها ونهض عندما رن هاتفه بعد أن إستأذن من خالد فلديه مكالمة هامة !
نظرت ماتيلدا أرضا باضطراب وهي تشعر بنظرات ذلك الرجل المخترقة لها بشدة
رفعت عينها له وجدته ينظر لها بطريقة غريبة تزيد من نبضها بقوة !!
إبتلعت ريقها وقالت بنبرة قوية متعصبة خرجت مهتزة
- في حاجة؟!
أجابها بهدوء وهي تري بسمة غريبة علي جانب ثغره رغم عدم ابتسامه !
- لا مفيش .. ليه بتسالي ؟
قالت بتوتر وعصبية مفرطة وقد بدأ وجهها بالاحمرار من شدة الاضطراب
- أصلك بتبصلي يعني وكأن في حاجة بنا ابتسم خالد ببرود وقال ما لم تتوقعه
- قلبك ماله ؟!
إتسعت عينها وإزداد تنفسها وهي تنظر له بذهول!
ولم تجب فقط حولت بصرها عنه تحاول الهدوء !
أتي بكر وهو يعتذر مرة اخري من خالد فقال خالد له أن لا عليه وأنه سيذهب الأن فلديه عمل ..
كما أن مدام ماتيلدا تبدو ليست علي ما يرام فليتأجل اللقاء لمرة أخري !
نهض بكر بإبتسامة وودع خالد كما فعلت ماتيلدا ولكن بمجرد ما وضعت كفها بين قبضته تلك المرة كان مرتعشا باردا بشدة وكأن الحرارة قد غادرت جسدها بأكمله !
إبتسم خالد بهدوء وانطلق من هذا المكان مسرعا حتي يتخلص من هذا النبض !
جلس داخل سيارته وهو يفكر ما به... وما بها !
أغمض عينه وهو يتمني ظهور خديجة ..ابتسم بسخرية من حاله ..فلقد عاش علي أمل رؤيتها الي أن نسي حياته الشخصية .. هو يريد الزواج بذلك الشعور الغريب والذي كان يمتلكه لخديجة فقط ..فلم يؤمن بالحب قط ولا بالشعور مطلقا ولكن تجربته مع خديجة قلبت جميع موازين حياته وأصبح يبحث عنها في كل مكان ..
والأن وبعد عشر سنوات!..
حصل علي الشعور وشعر به مرة اخري ولكن مع زوجة بكر الديب!!
تنفس داخله حتي إن كانت غير متزوجة لم يكن ليتقرب منها هو يريد خديجة وفقط تلك الفتاه البريئة نفخ بضيق كيف لبكر أن يسمح لها بإرتداء ذلك الثوب العاري القصير ! الا يغار !
فجأة ضغط علي دواستة بنزينه وانطلق من هذا المكان عل قلبه يهدأ ولو قليل!! !
********************************  

فلاش باك ..

قبل مرور عشر سنوات !!
جلست ماتيلدا علي حسوبها بملل ككل يوم لا تجد شئ تفعله ..
ظلت هكذا إلي أن فتحت صديقتها ريم حسابها الشخصي وبدؤا بالحديث ككل يوم ..
تعرفت ماتيلدا علي صديقتها ريم عن طريق الفيس بوك ..وكانت بالفعل فتاه جيدة وأصبحوا من وقتها صديقتين مقربتين فقد كانت تقص كلا منهم مشاكلها للاخري فكلا منهم تعاني وبشدة !
كانت ماتيلدا فتاه وحيدة ليس لها إخوة وتقيم مع جدها وجدتها من ألأب ..بعد إنفصال والديها فاختار
كلا منهم حياته بكل أنانية دون الإلتفات لها ..
فكانت والدتها ألمانية.. تزوجت من والدها أثناء عمله بالخارج وأقنعها عبد الرحيم أن يأتي بها لبلده ووافقت جوستيل من حبها له وبالفعل أتت معه ولكنها لم تتحمل تعليقات والديه وتحفظهم علي كل شئ ..
فكانت سمية تعاملها معاملة سيئة بسبب ملابسها واسلوبها وطريقتها مما أدي إلي إشتعال البيت لأيام وأيام
بينما عبدلله والد زوجها كان لا يكن لها إلا الكره والبغض فهو يراها نقمة عليهم ولا تصلح لإبنهم ولا للحياه بأكملها فطريقها النار وفقط !
كانت جوستيل سعيدة بشدة من انجابها لطفلتها والتي أصرت علي تسميتها بنفسها ووافق عبد الرحيم بقلة حيلة ارضائا لها فيكفي ما تراه علي أيدي والديه ..
وأتت طفلتها ماتيلدا كشمس ذهبية مشرقة
ولكن بعد ثمان سنوات من انجابها هجرت جوستيل زوجها بعد أن فاض بها وبعد معاناه استطاعت الهرب والعودة لدولتها مرة اخري بعد أن تركت كل شئ خلفها بما فيهم طفلتها !!
كانت ماتيلدا قد ورثة الكثير من ملامح والدتها من لون بشرتها الفاتح إلي خصلاتها الشقراء الناعمة وعيونها الملونة.. تفتن من يراها
خرجت الجدة من غرفتها فوجدت ماتيلدا جالسة علي الاريكة ممسكة بحاسوبها والذي تركته والدتها
نهرتها بشدة وهي تسبها وتسب والدتها المنحلة كما تراها
أغلقت ماتيلدا الحاسوب الشخصي وعينها ممتلئة بالدموع مما تلقته من تعنيف حاد مؤذي
فدائما تنال الكثير من الحدة في التعامل دون ذنب !
فسمية وعبدلله يروا أن هذا أفضل حتي لا تصبح كوالدتها ولا يعلموا أن هذا يضرها كثيرا فهي أصبحت تهاب كل شئ تحت مسمي هذا خطأ ومحرم
حتي وإن كان غير ذلك!
جلست سمية جانب زوجها وهي تنفخ بضيق وقالت
- انا خايفة يا عبدلله البت دي مش مستريحلها وأديك شايف المحروس إبنك راميهالنا ولا سائل فيها
قال عبدلله بضيق
- وخايفة ليه بقي ؟.. محنا عنينا عليها أهو والبت مبتخرجش إلا للدروس ..وإحنا عارفين خط سيرها
قالت سمية وهي تتنهد بضيق
- مش عارفة بقي ..أنا شايفة إننا نأعدها من التعليم احنا برده منعرفش ياحج..
لحسن حد يملي دماغ البت بكلام وتضيع ..اديك شايف الزمن اللي احنا فيه ودي شرفنا ياخويا ومتنساش إن الملعونة امها برده ربتها بعادتها الزبالة دي ..وبعدين إحنا عاوزين نغير اسمها الكافر دا نظر لها عبدالله وقال بسخرية
- ربتها إيه بس يا سمية وحدي الله دا البت يادوب تعرف شكل امها وصوتها وخلاص ..وبعدين أنا مخوفها وبنطلها فجأة علي الدروس عشان تعرف إننا فوق راسها متقلقيش انتي ..
وبعدين نغير إسمها ازاي وليه .. هو بالساهل كده اصلا محدش يعرف إن إسمها ماتيلدا ..
الكل عارفها خديجة !!!!! ..
دا في الامتحانات بس اللي بتكتب إسمها الملعبك دا عشانه في شهادة الميلاد والاوراق الرسمية..
سمية بتنهيدة
_ ماشي ربنا يستر ياحج ونرتاح بقي من القلق دا أما أقوم بقي أنا أريح شوية
************************
جلست ماتيلدا تبكي بقهر تريد أن يحسنوا من معاملتها فهي لا تفعل أي شئ خطأ لتعاقب هكذا بإستمرار فهي أصبحت تسمع ما يضايقها من كلمات وتعابير في دروسها بسبب حضور جدها المفاجئ وسؤاله في الدروس إن كانت تحضرها وتدفع المصاريف ام لا !..
فبدأ الجميع يبتعدوا ويتحدثوا بالسوء عنها كما كانت في طفولتها ولكن الأن هي ليست طفلة فسبعة عشر عام تعد فتاه ناضحة ولكن مازلت تتلقي معاملة الاطفال !
كانت الفتيات يحقدون عليها بشدة فهي ملفتة كثيرا وجاذبة لكل الحاضرين وتلقي معاملة حسنة من المدرسين هذا غير تفوقها عليهم في جميع المواد خاصتا المواد العلمية والتي يصعب علي الكثير فهمها والمضي بها
والفتيات ذو الاخلاق الرفيعة أيضا يبتعدن بسبب سمعتها من سؤال جدها وعدم ثقة أهلها بها
نفخت بضيق وحزن وهي تبكي ..
هي الأن بحاجة شديدة لصديقتها مريم فهي الفتاه الوحيدة التي تحبها حبا خالصا دون مقابل فهي الأفضل والأقرب لها ..رغم محاولات مريم رؤيتها ليصبحوا أصدقاء أكثر ويتبادلوا الزيارات لمنازلهم
ولكن ماتيلدا رفضت خوفا من جدها وجدتها فهو يراقبها ويمنعون عنها الجميع كما فضلت ماتيلدا عدم اللقاء حتي لا تراها مريم وتشعر بالغيرة منها كما يحدث مع جميع الفتايات حولها وتتحول صداقتهم لكراهية ومعاملة سيئة وحقد
***************************
خرجت ماتيلدا من الغرفة بعد ان إنتهت من دراستها وانهت وظائفها وقامت بأخذ حاسوبها لتتحدث الي مريم صديقتها الوحيدة ولكن جدتها رفضت وهي تسألها بتشكك لما تريد الحاسوب وتمضي ساعات عليه
أجابتها ماتيلدا بحزن أن لا داعي للشك فهي لا تعرف أحد ولا تتحدث الي أحد فقط صديقة وحيدة لها ولكن سمية غضبت عليها ومنعتها من التحدث الي صديقتها فهي لا تعرفها ولا تعرف أهلها
جلست ماتيلدا تبكي بقهر وتعب فإلي متي ستعيش هكذا!! ..
خرج جدها عبدلله من غرفته ووجدها تبكي فجلس وهو يسألها
- خير.. بتعيطي ليه ياخديجة ؟
مسحت دموعها بظهر يدها وقالت ببكاء
- يا جدو انا معنديش صحاب وتيتة مش عاوزاني أكلم صاحبتي الوحيدة
فقالت سمية بغضب
- بلا صاحبتك بلا زفت دا تعرفها من النت الزفت دا يا عبدلله ..
وتابعت بغضب وعصبية
- قلتلك نفصله ونرتاح
قضب جدها بين حاجبيه وقال باستغراب
- ودي اتعرفتي عليها امتي ؟..وتابع بجدية وصرامة
- وبعدين إحنا مش منبهين عليكي متكلميش حد .. البنات مش كويسين ويعرفوا شباب ولو عرفت ولا شميت خبر بس انك تعرفي حد هقتلك ياخديجة وأغسل عاري أنا مش ناقص فضايح ..
هنا مش اروبا ولا بلاد بره اتلمي انا بقولك اهه
Crn
قالت سمية بغضب وهي تنظر لزوجها
- بقولك ايه انا زهقت ..امها رمتها لينا ومشيت تتجوز وتتهني ولا علي بالها ..
إفصل النت دا وخلينا نخلص انا مش هستني دماغي تودي وتجيب
فقال عبدلله وهو يحدجها بنظرات قوية
- نفصله ازاي والمحروس ابنك مسافر عشان الشغل .هنكلمه ازاي ساعتها ؟!..وانتي عارفة اتصالات بره غالية ثم نظر لماتيلدا وقال بحدة
- متعديش علي النت تاني ياخديجة ..إحنا قلنا تكلمي ابوكي مش تكلمي ولاد سامعة ؟
ولو إتكلمتي في الموضوع دا هاخد منك الموبايل وأسيبهولك وقت الدرس بس
اومأت ماتيلدا بصمت والدموع بعينها فلا يجب أن تطيل حتي لا يأخذوا هاتفها أيضا ثم نهضت وذهبت بهدوء لغرفتها لتبكي كما تفعل !
****************************

  ومساء يوم إتصل والدها عبد الرحيم وطلب منهم فتح النت ليتحدث اليهم أغلقت سمية الهاتف وهي تنادي علي ماتيلدا
- ياخديجة .. انتي يابت تعالي بسرعة افتحي المدعوء دا ابوكي مستني
خرجت ماتيلدا وأخذت الحاسوب لتفتح الإيميل ويتحدثوا الي والدها .. ولكنها لم تجده فظلوا ينتظروه الي أن يفتح حاسوبه
نظرت ماتيلدا لجدها وجدتها وجدتهم يتحدثوا بما سيطلبوه من والدها وغير منتبهين لها ففتحت حسابها الشخصي وهي مرتعبة خوفا من أن يروها وعندما فتحته وجدت الكثير من الرسائل التي تحمل القلق من صديقتها ريم فلقد مرت عدة أيام وهي لا تقترب من الحاسوب كما أمرها جدها
ومن حسن حظها انها وجدتها نشطة الان فأرسلت لها أن جدتها منعتها ولن تستطيع التحدث لها مرة اخري
فاجابت ريم : ايه دا ليه كده ؟
ماتيلدا : عشان مش بيحبوني أكلم حد انتي عارفة .. هم شاكين فيا وانا مخنوقة ومش عارفة اعمل ايه
ريم : لا يا ماتيلدا انتي صحبتي متبعديش عني ..أنا مليش صحاب غيرك برده
ماتيلدا : والله انا كمان زعلانة ومش عارفة أعمل ايه يا ريم انتي صحبتي الوحيدة وانا مليش حد غيرك بس هم منعوني
ريم : هم ليه بيعملوا كده معاكي .. مش هيقتنعوا بقي انك غير مامتك
ماتيلدا : انا تعبانة اوي يا ريم ..مش عارفة أعيش كده أنا بخاف أتنفس او أبص من الشباك حتي والله
ريم : طيب بصي دا رقمي 01...... كلميني
ماتيلدا : انا خايفة يعرفوا.. جدو هياخد مني التليفون كمان
ريم : محدش هيعرف متخافيش هنظبط وقت .. المهم منبعدش عن بعض
ماتيلدا : حاضر ..انا هقفل لان انا فاتحة من وراهم عشان هيكلموا بابا
ريم : ماشي بس كلميني هستناكي
ماتيلدا : حاضر باي
أغلقت ماتيلدا حاسوبها وهي تشعر بالسعادة فيوجد لديها فرصة حتي لا تبتعد عن صديقتها الوحيدة
وفي المساء خرجت ماتيلدا لدروسها وقامت بالاتصال بريم لأول مرة في حياتها أجابتها ريم بهدوء
: الو
تسارع نفس ماتيلدا وهي تشعر بالصدمة من الصوت الرجولي !!
إبتلعت ريقها وأغلقت الهاتف مسرعة وقفت محلها تشعر بالحسرة فلقد أخطات في حفظ الرقم ..
الأن لن تستطيع فتح الحاسوب مجددا الا وقت اتصال أبيها مرة أخري اذا استطاعت!
وجدت شاشة هاتفها تضيئ بالرقم قبض قلبها وهي لا تعرف ماذا تفعل .. لم تجيب مرة واخري ولكن الاتصال يصر أكثر ولا يتوقف الهاتف عن الرنين .. إبتلعت ريقها وقد قررت الإجابة وإخباره بأنها أخطأت الاتصال والا يتصل فهذا الحل الوحيد أمامها قبل أن تذهب لمنزلهاحتي لايرن الرقم ويري جدها ويظن بها السوء يكفي ما يظنوه !
أجابت في المرة الخامسة بصوت مرتجف خائف فهي لم تتحدث الي أحد مسبقا
وقالت- أنا أسفة إتصلت غلط .. لو سمحت مترنش تاني
أتاها الصوت الرجولي بهدوء
- انتي متصلتيش غلط .. متقلقيش !
إتسعت عينها بدهشة وبلاهة ولم تجب
فقال مصطفي : انا ريم !!
إتسعت عينها بذعر وهي تشعر بنبضها يتسارع صدمة وخوف
قال مصطفي بهدوء : متخافيش مني انا معرفتش اقولك اني ولد بعد ما سمعت عن حياتك عشان كنتي هتبعدي عني.... غصب عني..انا كنت عامل الأكونت ألعب بيه وبكلم بنات بيه بس انتي مختلفة انا غصب عني إتعلقت بيكي وخفت أقولك عشان متبعديش عني .. انا كمان ....
ولكن قطع حديثه عندما أغلقت الهاتف وهي علي حالتها من الصدمة !
شعرت ماتيلدا فجأة بالدوار الشديد وجلست أرضا علي جانب الطريق تحاول إستيعاب ما يحدث بكت فجأة وهي تقول بخفوت وصدمة
- ريم مش موجودة !
شعرت بخفقان قلبها وهي لا تريد تصديق أن صديقتها الوحيدة ما هي الا كذبة وسراب!
إقتربت منها سيدة تسألها بقلق ما بها !
نظرت لها ماتيلدا بشرورد ودموعها تسيل علي وجهها دون توقف ونهضت بهدوء وسارت دون حديث إلي السيدة ودون الإستماع لإي شئ عادت الي منزلها وأخبرت جدتها أنها تشعر بالتعب والإرهاق ولن تذهب الي درسها وذهبت للنوم أو بالأحري للبكاء !
ومرت ايام كانت لا تستطيع الرد علي أي من إتصالته ولا علي رسائله مطلقا ... ولا تستطيع أن تطلب من جدها أن يغير رقمها فبالطبع سيشك بها ..
جلست تتناول الطعام في المساء معهم فقالت جدتها وهي تنظر لها بتفحص
- انتي مبتاكليش بقالك كام يوم ليه ياخديجة ؟!
ابتلعت ريقها باضطراب وهي مرتعبة من ان يعرفوا شئ ..رغم أنها لم تخطئ !..
وقالت بخفوت
- لا باكل يا تيتة بس عشان الإمتحانات قربت فقال عبدلله وهو يضع لقمة كبيرة بداخل فمه
- ذاكري كويس يا بت يا خديجة انا عاوزك تطلعي دكتورة قد الدنيا ..أهيه أخر سنة شدي حيلك عشان تجيبي كلية طب سمعاني !
أومأت له بابتسامة باهتة ونهضت لتذهب للدراسة ..
قالت سمية بخفوت لزوجها وهي تتبع خطواط ماتليدا لغرفتها
- بقولك إيه ياحج ... أنا شاكة في البت دي
قال عبدلله بريبة وقلق
- ليه ؟!.. هي عملت حاجة ولا إيه ؟
حركت سمية كتفها بعلامة رفض وقالت
- معرفش بس مش مريحاني بقالها كام يوم مبتاكلش وبتعد كتير اوي سرحانة ومش مركزة كده دا غير انها بتعد بالساعات في الحمام وتخرج وشها منفوخ كأنها معيطة
قال عبدلله بقلق وهو يضع الخبر من يده
- وليه كل ده؟ .. معقول تكون عملت حاجة بطالة؟!
اغمضت سمية عينها ونفخت بضيق وهي تقول معاتبة اياه
- تف من بؤك يا حج .. البت من الدروس للبيت ومن البيت للدروس وانت كمان بتمشي وراها فإي وقت وبتكون ماشية عدل
فقال بعصبية وهو ينهض
- الله اومال ايه بقي ؟! ..
مطت سمية شفتها ونهضت هي الاخري لتجمع الاطباق وهي تقول
- معرفش بقي .. انا هبقي اشوف كده مالها..ان شاء الله خير
**************************
جلست ماتيلدا أمام دفترها شاردة ..مازالت لا تستطيع التصديق إشتاقت لريم كثيرا فهي وحيدة بدونها كثيرا ولكن ليس أمامها أي حلول لقد كذبت عليها بعد أن تحدثوا ل ستة أشهر وقد وثقت بها وصدقتها وقصت لها كل ما يضايقها وكل ما تناله من جدها وجدتها! ..
وفي النهاية لا يوجد ريم.. هو رجل وهي تحدثت الي رجل لأشهر دون معرفة او دراية بشئ
فجأة بدأت بالبكاء فنهضت ودلفت للمرحاض كما تفعل حتي لا يراها أحد ويشك بأمرها..كانت تشعر بالضياع والوحدة وتأنيب الضمير ..
هي لا تعرف الصواب من الخطا وما فعلته خطأ كبير رغم أنها لم تقصد!
ولكن سيجلدها الله مؤكد علي مافعلت ولن يسامحها هذا ما يقوله جدها ان الله يجلد المخطأ ولا يغفر له!!!
فلن يتساوي التقي مع الفاجر!!
**********************************
انهي مصطفي حديثه مع إحدي الفتيات وجلس بضيق وهو يفكر بها ثم قام بفتح حاسوبه وبدأ بقرئة المحادثات بينهم وهو يفكر مستغربا كيف تعلق بها !..
هو عرف الكثير من الفتايات قبلها ومازال يتعرف إلي الأن !
ولكن لا يستطيع إخراجها من عقله هو يريدها لا يعرف السبب ولكنه تعلق بها ودايما يحصل علي ما يريد !
أغمض عينه وهو يسترجع همسها الرقيق في أذنه عندما إعتذرت عن إتصالها الخاطئ
شعر برغبة قوية في الحديث معها ورؤيتها يشعر بالقلق الشديد عليها ..فالأن هو بالطبع دمر حياتها أكثر ولكن ليس بيده شئ هو أراد الإقتراب منها حتي لا تستطيع الابتعاد عنه بعد أن تتعلق به كصديقة
ولكن تفاجئ بإختفائها! ..
أمسك هاتفه يريد الإتصال بها ولكن لا يريد أن يسبب لها مشاكل فيكفي ما تواجهه !
ألقي بالهاتف علي الفراش بغضب ..
هو يعلم إن إتصل بها من الممكن أن يجيب أحد غيرها وحينها سيكون قد تسبب بأذيتها بشدة فهو قد عرف المزيد والمزيد عن عقلية اهلها المتخلفة!
****************************
خرجت ماتيلدا من درسها تشعر بالدوار فهي لا تأكل جيدا منذ أيام ..فمنذ صدمتها بصديقتها ريم والتي مازلت تلقبها بريم!!..وقد فقدت شهيتها وكل شئ !
استندت علي الحائط جوارها وفجأة سقطت دون شعور وهي تستمع لصراخ الفتيات حولها ولكن الأغرب أنها لا تميز أي من أصواتهم فقط تستمع لصوت والدتها !
كانت ماتيلدا قد ابتعدت عن صلاتها وعن كل شئ وهذا ما زاد حالتها سوء وهي تعتقد ان يجب أن تستحي من الله بسبب خطئها ولا تصلي أمامه بكل وقاحه !
وقد تسبب بكائها في المرحاض بتأثير كبير عليها فأصبحت تري أشياء غريبة ولا تعرف ماهيتها ..يبدوا كبشر ولكنهم ليسوا هكذا !!
خرجت ماتيلدا في إحدي الليالي باكية من المرحاض تشعر برغبة كبيرة بالموت والابتعاد عن هذا الحياه الخادعة والانانية فوالدتها تركتها دون الالتفات اليها ووالدها كذلك ومعانتها تزاداد من جدتها وجدها كل يوم تكبره بسبب ظنهم أنها سيئة كما تقول جدتها (العرق دساس )
ومعني تلك الجملة انها مهما حاولت الاصلاح من نفسها ستظل سيئة كأهلها
هذا ما قالته لها صديقتها ريم أثناء صداقتهم المزيفة..
أغمضت عينها بإرهاق وهي تتنهد بحزن شديد _ريم !
لم يكن لها غيرها بعد أن دامت صداقتهم لشهور استطاعت احتوائها وتعويضها والاستماع لها والان ماهي الا خدعة فريم ليست فتاه بل رجل !
شعرت ماتيلدا بحركة أخرجتها من شرودها
وعندما نظرت تجمدت الدماء في عروقها وهي تري رجل في الغرفة!!!!
*********************************  

Continue Reading

You'll Also Like

281K 8.5K 27
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس رُبما أَسوار الانتقامِ تتفاوتُ من مكانٍ إلى آخر. ولكن ! جَمرةُ اشتعالِ النيران وهي تُلُهب حاضريها...
558K 23.7K 154
هو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بر...
407K 9.3K 36
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
1.1M 39.3K 48
The Highest Ranked: #1 in Romance.. ''هي الحب الذي أتي بعد أن تآكل قلبــه فـ بدأت بـ ترمميه وإعادته فتيًا، كل النساء قبلها كن لا شيء بالنسبة له إلا...