الفصل الثاني

56.4K 1.5K 59
                                    

شعرت ماتيلدا بحركة أخرجتها من شرودها وعندما نظرت
تجمدت الدماء في عروقها وهي تري رجل في الغرفة !!
حبست أنفاسها خوف وهي تحاول النظر له ..
شعرت بالرعب فهو غريب بشدة فطوله يصل الي ثلاثة أمتار تقريبا إن لم يكن أكثر فرأسه مقتربة كثيرا من سقف غرفتها !!
ويرتدي ملابس غريبة بنطال من الجينز المتسخ
ولا تعرف ما هية ما يرتديه من الأعلي فهي ان وقفت ستطل الي خصر بنطاله فقط !
انسحب اللون من وجهها فإبتلعت ريقها بصعوبة بسبب جفاف حلقها وتدثرت جيدا دون الالتفات له وهي تنتفض وتتمتم بدعاء خافت
وعندما نظرت وجدته كما هو دون حركة ! ..
خفق قلبها برعب شديد وأغمضت عينها وهي تخفي كل إنش منها ببطانيتها
ظلت هكذا لأيام لا تعرف شئ فقط إزادادت نفسيتها سوء وبكائها تضاعف
وبالطبع لا تستطيع البكاء بالغرفة حتي لا تراها جدتها وتظن بها السوء كالمعتاد ..
فكان مكانها الخصوصي هو المرحاض !
جلست في المساء تحاول أن تدرس ما عليها ولكن لا يوجد تركيز لها في شئ !
أغلقت الدفتر وهي تمسح علي وجهها تشعر بصداع شديد ..
نهضت وأغلقت الضوء لتنال قسط من الراحة فتستطيع التركيز والمذاكرة عندما تنهض ..
ولكن عندما صعدت للفراش وقبل ان تغمض عينها رأت ذلك الرجل يقف كما هو في مكانه جانب الباب ككل ليلة
دعت ربها ان تسقط بالنوم سريعا حتي تتخطي تلك الاوقات المرعبة
ولكن علي غير العادة شعرت بحركة خلفها خفق قلبها بعنف واستدارت ببطئ قاتل حتي تري ما هذا واتسعت عينها بذعر وصدمة وهي تري فتاه قصيرة للغالية بل سيدة قصيرة وليست فتاه
ترتدي ثوب ابيض ولكنه متسخ ايضا ولا يظهر من ملامحها شئ ..
ليست مخيفة في شكلها ولكنها مرعبة بهيئتها وظهورها من العدم
*************************************************
إرتعشت ماتيلدا واعتدلت بالفراش سريعا عندما وجدت تلك السيدة تصعد له !
ضمت ركبتها الي صدرها بقوة وهي ترتجف وتنظر بصدمة كبيرة لتلك الفتاه علي الضوء الخافت في الغرفة
فسمعتها تقول
- مكانك ليس هنا .. انتي ملاك ويجب أن تأتي معانا !!
كانت ماتيلدا في وضع لا تحسد عليه وهي تشعر انها ستفقد وعيها من الذعر والخوف .. ما هذا !
أعادت الفتاه جملتها مرة اخري ولكن حينها علمت ماتيلدا أن ليس للفتاه فم !!
اذا من أين تتحدث ّ!!
شعرت بالدوار من خوفها وقد إزداد تعرقها بشدة
فقالت الفتاه
- ماتيلدا مكانك ليس هنا .. انتي ملاك ..
هو يحبك وسيحميكي من هذه الحياه الخادعة كما تفكرين!
نفت ماتيلدا برأسها بهستيريا وهي تنتفض
فتابعت الفتاه بصوت فقط
- لا تخافي انتي بأمان الان .. فقط اتركي كل شئ ..
نحن سنصتحبك الي مكان أفضل من هنا .. فعندنا يوجد الكثير مثلك ..
الكثير ممن ظلمتهم الحياه ولا يستطيعون العيش بها!
أغمضت ماتيلدا عينها وهي تشعر بخفقان مؤلم داخل قلبها وعندما فتحتها مرة اخري لم تجد شئ !!
نظرت حولها بذعر هل تتوهم !! أين ذهبوا ؟!
لا تعرف كيف نامت هذا ان لم تفقد الوعي دون شعور
وهي لا تشعر بأي شئ وعندما استيقظت كانت الامور طبيعية ولا يوجد شئ مختلف !
خرجت من غرفتها بتعب وتناولت إفطارها أو إدعت أنها تتناوله حتي تتخلص من تعليقات جدتها
وعندما نهضت وجدت جدها ينهض معها وهو يقول
- استني يا خديجة انا هوديكي الدرس
أومأت بهدوء ووقفت وهي تحمل دفاترها حتي خرج جدها وذهبت بصحبته !
وبالطبع بدأ بالسؤال عنها أمام الجميع إن كانت تحضر وتدفع المصاريف !! ..
وبالتالي بدأ الجميع يتحدث عن شك عائلتها بها ويترجمون ذلك أنها بالطبع فتاه سيئة وفعلت أخطاء جعلتها تفقد ثقتهم !!
فلا يوجد دخان بدون وجود نار !
خرجت ماتيلدا بعد إنتهاء دروسها وهي تسير شاردة في الطريق تريد أن تتحدث الي مريم حتي وإن كانت رجل !
تريد طلب المساعدة مما تواجهه تريد أن تتحدث إلي أحد !
أمسكت هاتفها وهي تنظر للرسائل الكثر والتي تأتي يوميا اليها من مريم وتقوم بشطبها سريعا حتي لا يعثر عليها احد
ارسلت رسالة بأصابع مرتجفة .. ( انت ليه كذبت عليا )
كان مصطفي ممدد علي فراشه بعد ان أنهي دراسته وانتفض علي صوت الرسالة القادمة
وعندما رأها شعر بسعادة شديدة وأجابها مسرعا ( مكنش قصدي اخدعك )..
( انا معرفتش اقولك اني ولد عشان خفت تبعدي )
أجابته ماتيلدا ( انت ضمرتني )
مصطفي ( أنا أسف ) .. ( عاوز أكلمك.. حاولي )
ماتيلدا ( مش هينفع أتكلم معاك ..حرام )
مسح مصطفي علي شعره فهذا ما يعلقه بها .. أخلاقها !
وأرسل ( طيب نتكلم رسايل بلاش صوت )
ماتيلدا ( بس أنا مش بفتح الفيس ..جدو مش راضي )
مصطفي ( خلاص نتكلم رسايل علي الموبايل )
ماتيلدا ( مش بيكون معايا رصيد دايما وأنا شحنت دلوقتي بكل الفلوس اللي معايا ولما يخلص مش هعرف اشحن تاني)
مصطفي ( نوع موبايلك ايه ؟)
ماتيلدا ( نوعه ......)
مصطفي ( خلاص هعلمك تفتحي نت عليه )
ماتيلدا ( مش بيفتح انا جربت )
مصطفي ( طيب ممكن أكلمك ..دقيقة واحدة بس ..قبل ما رصيدك يخلص )
وقبل أن تجيب ماتيلدا وجدت الهاتف يضئ برقمه !
لم تجب المرة الأولي ولا الثانية وفي الثالثة تنفست بعمق وأجابت !
مصطفي بلهفة : ماتيلدا انتي كويسة ؟!
ماتيلدا : ............
مصطفي : ردي عليا عشان خاطري .. أنا اسف
ماتيلدا بخفوت : اللي بنعمله دا غلط صح
مصطفي : لا مش غلط احنا بنتكلم عادي ومفيش حاجة وحشة وبعدين احنا صحاب وبقالنا 6 شهور صحاب وانتي ملكيش غيري وانا كمان مليش غيرك فاحنا صحاب ..عادي
إبتلعت ماتيلدا ريقها وهي تعلم أن هذا خطأ ولكن لا تعرف ماذا تفعل !
قال مصطفي : لسه بيضايقوكي في البيت صح ؟!
قالت ماتيلدا باضطراب : اه .. أنا عاوزة أقفل .. أنا مش عارفة أكلمك
مصطفي مسرعا : إستني بس .. ليه مش عارفة تكلميني أنا جمبك ومعاكي !
قالت ماتيلدا بتوتر : لا أنا مش بكلم ولاد غلط كده
مصطفي بهدوء : إسمعيني بس مش غلط ولا حاجة إحنا مبنقولش كلام خارج .. إحنا صحاب بس
ماتيلدا : أنا أسفة عاوزة أقفل
مصطفي بحدة : ما انتي كلمتيني يا ماتيلدا خلاص فخلينا نكمل حتي لو غلط ..كده كده عملتيه فخلاص وأنا بقولك إنه مش غلطت متخافيش بلاش العقد بتاعت أهلك دول أصلا بيعلموكي غلط وإنتي عارفة
ماتيلدا : لا مش غلط وحتي لو في حاجات غلط بس اللي بنعمله إحنا كمان غلط وأنا مش كده
مصطفي : ياسلام ممنوع تتكلمي مع حد ولا بنت ولا ولد ..
ممنوع تعلي صوتك وممنوع تتفرجي علي التلفزيون ولا تسمعي اغاني حتي بلاش موسيقي وممنوع تخرجي من البيت ولو راجل شاف وشك يبقي حرام مع انك مش منتقبة ..ربنا بيجلد اللي بيغلط ومش بيسامح بسهولة
كل دا مش غلط ازاي .!؟ ..
ازاي بيعلموكي ان ربنا مش بيسامح دول كفرة
منا عندي اخوات ومش كده في حاجات بنمنعهم عنها وفي حاجات لا
ماتيلدا : لو سمحت عاوزة أقفل متخوفنيش
مصطفي : ماشي إقفلي بس هكلمك تاني طيب ؟
ماتيلدا : لالا والنبي بلاش .. عشان جدو ساعات بياخد الموبايل
مصطفي : خلاص رنيلي بس لما يبقي معاكي وأنا اللي هكلمك
ماتيلدا : حاضر ..
وأغلقت الهاتف وهي تشعر بالخزي مما فعلته .. هذا خطأ وحرام !
توجهت لمنزلها ودلفت للمرحاض تبكي بإختناق كيف فعلت هذا لقد تحدثت الي رجل !
ودون شعور منها بدأت بتمزيع خصلاتها بهدوء وكأنها تؤلم نفسها قبل أن يؤلمها الله كما تعتقد !
كانت ماتيلدا تائهة تعلمت كل شئ خطأ وقد ترسخت العقائد الخاطئة برأسها من أهلها وما يقولونه
كان جدها وجدتها يريدون إقصائها عن أي خطأ خوفنا من الفضيحة
فحرموا كل شئ.. حرموا كل شئ خطأ وصحيح ..
فقط علموها أن كل شئ خطأ ومحرم وسيعاقبها الله عليه !!
خرجت بعد ما يقرب الساعة وهي تشعر بصداع شديد من تمزيعها لخصلاتها وبكائها المتواصل
وبدأت الأمور تزداد سوء وبدأت تري ذلك الرجل والفتاه يوميا حتي وإن كانت جدتها متواجدة !!
وقررت ذات يوم ان تقص ما يحدث معها لجدتها وليحدث ما يحدث ..
هي خائفة ومرتعبة حقا وبحاجة للمساعدة
حينها نهضت من الفراش لتخرج ولكن سمعت ولأول مرة صوت هذا الرجل ..
كان مخيف بشدة .. هي لا تعرف ما قاله وما تحدث به ولكن فقط نبرته غريبة
حينها إقتربت الفتاه وتكلمت بوحشية علي غير عادتها الهادئة !
- اذا تحدثت الي أحد لن نتركك وسوف نأذيكي .. فقط إعلمي هذا جيدا !
إضطربت ماتيلدا وبدأت بالبكاء وهي تري فم الفتاه متصلا ببعضه بطريقة مخيفة وكأنه عجينة تنفتح وتغلق بخيوط
عادت للفراش وهي ترتجف وتمددت وفقدت وعيها دون شعور
**********************************
استيقظت ماتيلدا فزعة بعد أن راودها كابوس بأن ذلك الرجل المخيف يقوم بفتح أزرار سترتها
نهضت وهي تلهث من التوتر والقلق وضعت يدها علي رأسها لتمسح جبهتها من التعرق وهي تنظر حولها بذعر وفجأة أمسكت صدر سترتها بإضطراب لتتفقده
وأصابتها الصدمة وهي تري الأزرار منفكة !!
اتسعت عينها بذعر وهي تنهج من سرعة تنفسها وبدأت تذكر الله حتي تهدأ وهي تشعر أن الجنون سيصيبها من الخوف والفزع .. فما هذا !
هل يقترب منها أثناء نومها !
نهضت تبكي وأمسكت هاتفها لتهاتف مصطفي !
ودون شعور أخرجت الورقة من أسفل مرتبة سريرها وطلبت الأرقام بيد مرتعشة دون النظر الي الساعة وهي لا تعلم أنها منتصف الليل

*************************************

أشعر بكNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ