Evanglin | H.S

Oleh DounniiaKhaaled

48.4K 4.2K 1.6K

"يَضِيقُ بِكَ العَالَم ويَتَّسِعُ لكَ فى قَلبِ شَخصٍ واحِدٍ". Lebih Banyak

Introduction.
الفَصلُ الأوَّل.
الفَصلُ الثَّانى.
الفَصلُ الثَّالِث.
الفَصلُ الرَّابِع.
الفَصلُ الخَامِس.
الفَصلُ السَّادِس.
الفَصلُ السَّابِع.
الفَصلُ الثَّامِن.
الفَصلُ التَّاسِع.
Note.
Characters
الفَصلُ الحَادى عَشر.
الفَصلُ الثَّانى عَشر.
الفَصلُ الثَّالِث عَشر.
الفَصلُ الرَّابِع عَشر.
الفَصلُ الخَامِس عَشر.
الفَصلُ السَّادِس عَشر.
الفَصلُ السَّابِع عَشر.
الفَصلُ الثَّامِن عَشر.
الفَصلُ التَّاسِع عَشر.
الفَصلُ العِشرُون.
Note.
الفَصلُ الوَاحِد والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّانى والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّالِث والعِشرُون.
الفَصلُ الرَّابِع والعِشرُون.
الفَصلُ الخَامِس والعِشرُون.
الفَصلُ السَّادِس والعِشرُون.
HELP!!
الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.
New Story.
الفَصلُ الثَّامِن والعِشرُون.
الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّلاثُون.
الفَصلُ الوَاحِدُ والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّانِى والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّالِث والثَّلاثُون.
الفَصلُ الرَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الخَامِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّادِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.
الفَصلُ التَّاسِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الأربَعُون.

الفَصلُ العَاشِر.

1K 116 44
Oleh DounniiaKhaaled

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ إنِّى أبرُأ إلَيكَ مِن حَولى وقُوَّتى إلى حَولِكَ وقُوَّتِك، فَلا حَولَ ولا قُوَّة لى إلَّا بِك.

* * * * * * * * * *

يَجرِى بِطُرُقَاتِ المَشفَى لا يَعلَم وِجهَتَهُ فقَط يُريدُ أن يَصِلَ لَهَا، تَائِه بِدُونِهَا كَطِفلٍ فقَد أُمَّهُ بالزِّحَامِ ويَبحَثُ عَنهَا بُدونِ جَدوَى.. يُرِيدُها، يُريدُها بَينَ يَديهِ الآن.

كٰلُّ الأفكَار السَّودَاويَّة تَتسَلسَل بِعَقلهِ وكَأنَّهَا فِيلم، تَتسَابَق ضَرَباتِ قَلبَهُ كَسِبَاقٍ يَشعُر بِها ستَتوَقَّف، هوَ لَنْ يتَحمَّل حُدوث شَئٍ لَهَا.. لَنْ يَحتَمِل فُقدَانِهَا.

وصَلَ أخيرًا للغُرفَة المَتوَاجِدَة بِهَا بعدَ مُساعَدةِ هارى ليَجِدُهم جَميعًا مُجتَمِعينَ أمامَ الغُرفَة.. غُرفَةُ العِنَايَة المُرَكَّزَة.

مسَحَهُم بِعَينَيهِ ليَقعَ نظَرهُ عَلى إيڤانچلين، اتَّجه نَحوَها بِكُلِّ نظَرَاتِ السَّخطِ فى الحَيَاة وأمسَكَها مِن كَتِفَيهَا يَجذِبهَا بِشِدَّة.

"ماذَا حدَثَ لَها! ماذا فَعَلتى بِهَا أخبِرينى!"
صرَخ بِوَجهِهَا لتَرتَعِب مِنهُ وتَجهَشُ فى البُكَاء ويتَدَخَّلا ليام ونايل ليُبعِدَاهُ عَنهَا.

"توَقَّف زين مالذى تَفعَلهُ!"
سحَبَها نايل مِن قبضَتهُ وليام دَفَعهُ مِن صَدرهِ لكِن ليسَ بالقُوَّة الكَافِيَة لتُؤلِمَهُ.
"استَفِق مالك بِدونِ إيڤانچلين لكَانَت مَيتَةً الآن!"

"إخرَس أيُّهَا اللَّعين هىَ لمْ تَمُت!"
صرَخَ زين بصَوتهِ الجَهوُر وكانَ سيَلكُم ليام فتَدخَّل هارى لتَهدِئَة المَوقِف وأمسَك بزين يُعيقَهُ عَن الحَركَة.
"إهدَأ زين هىَ بِخَير."

"توَقَّفوا.. أجُنِنتُم جَميعًا!"
كانَ هذا لوى الذى صَاحَ بِهم ليَستَعيدُوا رُشدَهم.

بِمُجرَّدِ توَقُّفهُم عَن الصُّرَاخِ والنِّزَاع أفلَتَت إيڤانچلين مِن عِنَاقِ نايل الذى كانَ يُحيطُهَا بِذِرَاعَيهِ وجَرَت إلى خَارِج الطُرقَة وصَوتُ بُكَائِهَا المَسمُوع كسَرَ سُكونَ المَوقِف ليَلحَقَها نايل بعدَما رمَق زين.

سقَطَ زين على رُكبَتَيهِ وشرَعَ فى البُكَاء ليُحيطُهُ هارى مُسرِعًا وهوَ مُندَهِشٌ مِن بُكَاءَ زين.. هُما صَديقَان منذُ عِشرُونَ سَنَة وحسنًا هذِه ثَانى مَرَّة يَرَاهُ بِهَا يَبكى بعدَما كُسِرَت لُعبَتَهُ وهُما فى السَّادِسَة.

"هارى لَنْ أحتَمِلَ حُدوثِ شَئٍ لَهَا، أرجوُكَ افعَل شَيئًا يا إلهى إقبِض رُوحِى لَكِن أخرِجهَا بِسَلامٍ سأفعَلُ أىَّ شَئٍ أُقسِم لكِن لا يَمِسَّها سُوءٌ."
كانَ زين يتحَدَّث وهوَ يَبكى بِشِدَّة ويتَمسَّك بِسُترَة هارى ويَدعوُ الإلَه فى وَقتٍ وَاحِدٍ.

احتَضَنَهُ هارى وظَلَّ يُرَبِّت على ظَهرهِ ويُخبِرَهُ كَلِمَاتٍ مُهَدِّئَة، ثُمَّ جَاءَ ليام يُسَاعِدهُ فى الجُلوسِ على الكُرسِّى بَدلًا مِنَ الأرضِ الصَّلبَة، أمَّا لوي كانَ يَستَند على الحَائِطِ عَاقِدًا ذِرَاعَيهِ يُتَابِع المَشهَد فى صَمتٍ.. وكُلُّهُم مُشفِقُون على حَالَة زين.

"ليُخبِرَنى أحَدٌ مَا مَاذَا حدَث؟ ولِمَ هىَ بالدَّاخِل كُلُّ هذَا الوَقتِ لَمْ يَخرُج أحَدٌ ليُطَمئِنَنا!"
سَألَ زين بَعد مُدَّة مِنَ الصَّمتِ المُوَتِّر ليَبدَأ ليام.

"لقَد خَرَجت مع إيڤانچلين بِناءًا على رَغبَتِها فى الخُروجِ، وأثنَاءَ ذَلِك شَعرَت بيرى بِبَعضِ التَّوَعُّك ومَع الوَقت زَادَ الألَم ليُغشَى عَليهَا فى وَسَطِ الطَّريق وتَبدَأ في النَّزيفِ.. ولَولا وُجودِ إيڤانچلين مَعهَا لا نَعلَم مَاذَا كَانَ سيَحدُث لَهَا."
تحَدَّثَ ليام بِبَعضِ الضِّيقِ ليَشعُر زين بالحَرَجِ مِن فِعلَتهِ لَكِن لَمْ يَلبُث كَثيرًا وعَاد عَقلَهُ مَعَ القَابِعَة فى الدَّاخِل، أمسَكَ رأسَهُ بينَ يَديهِ ودُموعهُ تَنهَمِر فى صَمتٍ وهوَ يُرَدِّد دَعوَاتٍ دَاخِليَّة ليُنجِدَها الإلَه.

"زين! ماذَا حدَث لابنَتى أخبِرنى؟"
جَاءَهُ صَوتُ وَالِدَة بيرى البَاكِى وهىَ تُهَروِل نَحوَهُ ليَنتَصِب مِن مَجلِسهِ ويَحتَضِنُها بِشِدَّة مُفَرِّغان سَويًا كُلُّ مشَاعِر حُزنِهمَا.

"ستَكونُ بِخَير أنَا أشعُر بِذَلِك."
قالَ زين بعدَ فَصلِ العِنَاق لتَضَع وَالِدَتَها وَجهَها بينَ كَفَّيهَا تَبكِى، قَلبُها مُنفَطِرٌ على ابنَتِهَا الوَحيدَة.

أثنَاءَ ذَلِك خرَجَ طَبيبٌ مِنَ الغُرفَة وهرَعَ إلَيهِ زين حتَّى أنَّهُ كادَ أن يَتعَثَّر مرَّتين..
"ماذَا بِهَا! هل هِىَ بِخَير! هَل أستَطِيعُ رُؤيَتَها!"
اندَفَع عَليهِ زين بالأسئِلَة ورَاعَى الطَّبيب حَالَتَهُ.

"هى بِخَير، الأمرُ أنَّهَا فقَط تنَشَّطت هُرمُونَاتِها وتدَافَعت فى جَسَدِهَا منذُ مُدَّة لكِنَّهَا لَمْ تَشعُر بِهَا ولَمْ تأتِ للفَحص، ونَتيجَة لذَلِك حَارَب جَسَدُها الأجسَامَ الغَريبَة الجَديدَة عَليهِ فأدَّى إلى صِدَامٍ بينَ الخَلايَا العَصَبيَّة ولَمْ تَستَطِع التَّحمُّل فانهَارَ جَسدُها سَريعًا.. عِندَما جَائَت إلى المَشفَى كانَت تُعانى مِن نَزيفٍ شَديد، لكِنَّنى أعطَيتُها العِلاجَ والمُنشِّطَات اللَّازِمَة وستَستَفيق بعدَ ساعَتين إثرَ تأثيرِ المُخدِّر."

تحدَّث الطَّبيب سَريعًا وبأشيَاء يُجزِم زين أنَّهُ لَو ظَّل يَومَين لَن يَفهَم مِنهَا شَئٌ.

"ح-حسنًا لكِن لِمَ حدَث لَهَا كُلُّ هذَا؟ لَقَد كانَت بِخَير."

"إنَّهَا حَامِل."

* * * * * * * *

-فى الخَارِج-

"إيڤانچلين أرجُوكِ إهدَأى قَليلًا، زين لَمْ يَكُن بوَعيهِ أُقسِم لَكِ."

يُحَاوِل نايل تَهدِأتَها مُنذُ خُروجِهِمَا مِنَ المَشفَى، هُمُا وَاقِفان أمَامَهَا لا تُريدُ إيڤانچلين الرَّحيلِ قَبلَ الإطمِئنَان على بيرى.

هدَأَت ومَسحَت دُموعِهَا "أنَا بِخَير." نطَقَت بحَشرَجة ليَحتَضِنَهَا نايل بعَفوَيَّة.

فى ذَلِكَ الوَقت كانَ هارى عِندَ آلَةِ القَهوَة القَريبَة مِن بَابِ مَدخَلِ المَشفَى، رآهُمَا مُتعَانِقَين ونايل يَمسَحُ على ظَهرِهَا صُعوَدًا ونُزولًا.

شعَرَ بِشَئٍ فى صَدرِهِ كَثَقبٍ، شَئٌ حَادٌ لَمْ يُعجِبَهُ يَثقُبَ فى جُزءِهِ الأيسَر بفِعلِ هذَا المَشهَد، كَان مُتَضَايقًا وبِشِدَّةٍ.

لَمْ يُفَسِّرَ سبَبَ غَضبهِ مِنهُمَا، ولَمْ يستَطِع مَنعِ عَينَيهِ مِنَ النَّظَرِ نَحوَهُمَا، هىَ لا تَخُصُّهُ، هىَ لا تَعنيهِ بِشَئٍ، هوَ يَكرَهُهَا.. لِمَ هذَا الشُّعورُ إذًا!

لَمْ يُدرِك أنَّ كُوبَ قَهوَتهِ قَد امتَلأ إلَّا عِندَما شعَرَ بالحَرَارَةِ على يَدَهُ ليَسحَبَها سَريعًا ويَرى إحمِرَارَها ليَذهَب إلى دَورَةِ المِيَاه ويَضَعُهَا تحتَ مياهِ الصُّنبُور لتُهَدِّئ الحَرق.

أدخَلَ يَديهِ فى خُصلاتِ شَعرهِ يشُدُّهَا بغَضَبٍ، لَيسَ مِنهُمَا بَل مِن نَفسِهِ، مُتعَجِّبًا مِمَّا حدَث الآن.. ألقَى الفِكرَة بمُؤخِّرَة رَأسهِ وقرَّر الخُروج ليُضَمِّدَ حَرقِهِ.

جَذَبَ انتِبَاهَهُ صَوتٌ كَشِجَارٍ وعِندَ نَظَرهِ للمَصدَر وَجدَ إيڤانچلين تَقِف وَحدَها وتّدفَعُ شَخصًا عَنهّا يُريدُ الإقتِرَاب بالقُوَّة!

بِدونِ التَّفكِير مَرَّتَين اتَّجَه نَاحِيَتَهُمَا وهوَ قَابِضٌ على يَديهِ، مَلامِحَهُ حَادَّة وعَينَيهِ مُنصَبَّة على هَذَا الشَّخص، وعَقلَهُ مُرتَكِز على كُلِّ ما سَيفعَلهُ بهِ الآن.

"ابتَعِد عَنِّى مايكل أأنتَ بكَامِل عَقلِك!"
كانّت تَصرُخ وهىَ تَدفَعهُ عَنهَا وهوَ مُتَمَسِّكٌ بِهَا بِذِرَاعَيهِ.

بِدوُنِ ولا كّلِمَة وبِخُطىً ثَابِتَة، وَجَّه نَحوَهُ لَكمَةً أرجَعتهُ عِدَّةُ خُطوَاتٍ للخَلفِ فاصطَدَم بسَيَّارَتهِ وهوَ مُمسِكٌ بوِجنَتهِ.

"ألَم تَقُل لَكَ ابتَعِد عَنهَا؟"
تحدَّث بِهُدُوءٍ مُرعِبٍ وهوَ يتَوجَّه ناحِيتَهُ ليستَقِمَ مايكل وهوَ يَنوى لَكمَ هارى.

"ما شَأنُكَ أنت؟"
صرَخَ عَليهِ وكَان ظَاهِرًا بصَوتهِ أنَّه ثَمل جِدًا، ولكِنَّ هارى كانَ أسرَعَ مِنهُ فى الإبتِعَاد وتَسديدَ رَكلَةٍ فى جَانِبهِ، سقَطَ مايكل أرضًا مُمسِكًا بمَوضِع الألَمِ ورَفعَهُ هارى مِنْ ياقَتَهِ

"أُقسِم أنَّنى سأكُونُ جَحيمَك مُنذٍ الآن إنْ لَمْ تَبتَعِد عَنهَا."
هَمسَ لَهُ هارى بحِدَّة ليَرتَعِب الآخَر ويُومِئ بِدونِ تَفكِيرٍ، رَماهُ هارى أرضًا ليُهَروِل مايكل سَريعًا فى رُكوبِ سيَّارَتَهِ والقِيَادَة بَعيدًا.

كُلُّ هذَا حدَثَ وإيڤانچلين لَمْ تَتحرَّك إنشًا مِن مَكانِهَا، وقَفَت مُشَاهِدَةً للمَوقِف بأكمَلهِ ولَمْ تُحَرِّك سَاكِنًا أو حتَّى تُخبِرَ أحَدًا مِن أمنِ المَشفَى عَنْ مُشاجَرَتهِما، فقَد كانَ سُؤالٌ وَاحِدٌ يَدوُر بِبَالِها..
'هل فِعلًا هارى يُدافِعُ عَنِّى؟'

إلتَفَتَ إلَيهَا بعدَمَا تأكَّد مِن ابتِعَادِ مايكل ليَجِدَها تَنظُرُ لَهُ صَامِتَةً والدُّموعُ جَافَّة على وِجنَتَيهَا.

"لِمَ أنتِ جَاذِبَةٌ للمَشَاكِل؟"
كانَ صَوتَهُ عاليًا وهوَ يُحَدِّثُها، بينَهُمَا مَسَافَةٌ كَافِيَة ليَصِلَهَا صَوتَهُ الغَاضِب.. رَآهَا ضَعيفَةً جِدًا للحَدِّ الذى جعَلَ مَلامِحَهُ تَلين قَليلًا.

لَمْ تَستَطِع مُواجَهَتهُ والنَّظر لَهُ طَويلًا بعَينَيهِ الثَاقِبَة، تَشعُرُ بهِ يَنظُر لِدَاخِلهَا ولَيس مُجرَّد النَظَر فى وَجهِهَا.. "آسِفَة." همَسَت وهىَ تَنظُر أرضًا وشَعرَت بِخُطوَاتِهِ نَاحِيَتهَا.

وقَفَ أمَامَها مُبَاشَرَةً و لاحَظَت يَدَهُ الحَمرَاء المُلتَهِبَة لتُمسِكَ بِهَا بعفَويَّة.. "ما بِهَا يَدُك؟"
سألَت وهىَ تَتفحَّصُهَا بعَينَيها، ولَمْ تُدرِك الرَّعشَة الغَريبَة التى انتَابَتهُ، "إنَّها فقَط.." لَمْ يُكمِل لأنَّها سَحَبَتهُ للدَّاخِل سَريعًا فهُمَا فى مَشفَى على أيَّةِ حَالٍ.

وَجَدت مُمَرِّضَة فى طَريقِهَا لتُنَادى عَلَيهَا "أيُمكِنُكِ تَضميدَ هذَا الحَرقِ مًن فَضلِك؟"
سألَتهّا بسُرعَةٍ ولَهفَةٍ شعَرَ بِهمَا هارى لكِنَّهُ لَمْ يُعَلِّقَ عَليهَا.

أخّذتهُم المُمرِّضَة إلى غُرفَةِ الإسعَافاتِ الأوَّليَّة وشرَعَت فى تَضميدِ يَدَهِ، وأمَامَها إيڤانچلين تُساعِدهّا إلى أن انتَهَت.. هوَ لا يَعلَم أنَّ هَذهِ طَبيعَتَها، الخَوفُ على الآخَرين وتَقدِيمهِم على نَفسِهَا؛ وهذَا ما سيُؤلِمُهَا مُستَقبَلًا.

"شكرًا لَكِ."
شكرَتهَا لتُومئ المُمرِّضَة بابتِسَامَة، ثُمَّ خَرجَت برِفقَةِ هارى.. يَسيران سَويًا بدُونِ أىِّ كَلِمَة إلى أن وصَلا إلى مَكَانِهِما السَّابِق.

كانّت تَنظُرُ لَهُ بأمَلٍ؛ تَنتَظِرُ مِنهُ التَّحدُّثّ بأىِّ شَيءٍ، فهَذهِ المَرَّة الأُولى التى يقِفَا بِهَا سَويًا دُونَ أن يُهينُهَا أو يَصرُخَ عَلَيها، لكِنَّهُ كانَ يَنظُرُ إلَيهَا بغَرَابَة وبنَفسِ عُقدَةِ الحَاجِب خَاصَّتَهُ، يَشعُر بشَيءٍ غَيرُ مَألوفٍ على وَشكِ الحُدُوث وستَكونُ هىَ السَّبَبَ بهِ.

كانَ سَيبدَأُ الحَديث لَكِن خُطُواتِ نايل باتِّجاهِهمَا جعَلَتهُ يَصمُت، وقفَ نايل بجَانِبهَا ووَضعَ يَدَهُ اليُسرَى حَولَ كَتِفَيهَا.
"بيرى بِخَير وستَستَيقِظ بعدَ قَليل."
نَظرَت لَهُ ثُمَّ أومَأت ولَكِن كانَ ذِهنَهَا مَشغُولًا بِمَن أمَامِهَا، ما هَذهِ النَّظَرَات وما هذَا الهُدوء؟ إذَا كانَ ماقَبلَ العَاصِفَة فهىَ مُستَغنيَةٌ عَنهُ منذُ الآن.. أحَاطَها نايل جَيدًا ثُمَّ قَبَّل جانِب جَبينِها ليُشيحَ هارى بنَظَرهِ عَنهُم ويَزفُر.

"أُريدُ الرَّحِيل، سأُحادِث بيرى عِندَما تَكونُ وَحدَها."
تحَدَّثَت بعدَ قَطعِ التَّواصُل البَصَرىَّ مَع هارى، هىَ تَشعُر بالغَرَابَة مِنهُ الآن.

فَهِمَا نايل وهاري ما تَرمى إلَيهِ ولَم يَعتَرِضَ أحَدٌ مِنهُما، خَلَعَ نايل مِعطَفَهُ وأحَاطَهَا بِهِ "حسنًا هيَّا لأُوصِلَكِ."
خطَفَت نظرَاتً سَريعَةً لهاري ووجَدَتهُ يَنظُرُ لهَا مُسبَقًا.

"إلى اللِّقَاءِ هاري."
قالَ نايل قبلَ ذَهابِهِم ليُجيبَ هاري على مَضَضٍ..
"إلى اللِّقَاء."

ظَلَّ يُتَابِعَهُمَا بعَينَيهِ إلى أن اختَفُوا عَن ناظِرَيهِ وعَادَ عقلَهُ إلَيهِ..
"ماذا بى؟"
حادَثَ نفسَهُ بخُفُوتٍ مُستَعجِبًا ثُمَّ عادَ لدَاخِل المَشفَى مُتَّجِهًا لزين.

* * * * * * * *

بعدَ خُروجِ الطَّبيب أرسَل مُمَرِّضَة إلى الغُرفَة لِمُتَابَعَةِ الحَالَة، كانَ زين بالدَّاخِل بالفِعل ووالِدَة بيرى وليام ولوى خَارِجَ الغُرفَة.

"مِنْ فَضلِكُم استَريحُوا فى المَقَاعِد الخَارِجيَّة المُخَصَّصة للزُوَّار."
قالَت المُمَرِّضَة بلُطفٍ ليومِئ ليام ويستَقيمُ مَع والِدَة بيري، عَدَا لوى مَفتُوحُ الفَاه.

"لوي مَابِك؟ هيَّا."
وكَزَ ليام ذِرَاعَ لوي الذى لَمْ يُعِرُهُ اهتِمامًا واتَّجَه إلى المُمَرِّضَة سَريعًا..
"أهلًا أنا لوي."
نطَقَ بحَيَويَّة لتَعقِدَ حَاجِبَيهَا باستِغرَابٍ بينَما هوَ ظَنَّهَا أكثَرُ مَخلُوقٍ لَطيفٍ على الأرضِ.

"ا-أهلًا؟"
نطَقَت بنَبرَةِ سُؤالٍ فهىَ مُتَوتِّرَة مِن عَينَيهِ المُتَوسِّعَة التى يَنظُرُ بِهَا إلَيها.

"أنتى جَميلَة."
قالَ بشُرُودٍ ليَحمَرَّ وَجهَهَا وتَنظُر أرضًا بخَجَلٍ، أمسَكَ بدَفتَرِ المُلاحظَاتِ المَوجوُدُ بيَدِها وكتَبَ رَقمَهُ ثُمَّ أعَادَهُ إلَيهَا، نظَرَت لَهُ عِندَمَا بَدَأ بالمَشى بَعيدًا.. "سأنتَظِرُ اتِّصَالَكِ." غَمزَ لَها ثُمَّ ابتَسَم وخرَجَ مِنَ الطُّرقَة.

نظَرَت إلى الدَّفتَر لتَجِدَ رَقمَهُ بأسفَلهِ..
"المُتَرجِم لوى الوَسيم؟"
حادَثَت نَفسَها بغَرَابَة ثُمَّ نظَرَت مَكانَهُ الفَارِغ الآن لتَهمِس "أحمَق." لكِنَّها لَمْ تَستَطِع مَنعَ ابتِسَامَتِهَا مِنَ الظُّهور.

* * * * * * * *

لَمْ ينتَظِر زين السَّاعَتَين لتَستَفيق بيري، بَل كانَ بِجانِبِهَا منذُ خُروجِ الطَّبيب وإخبَارِهِ بأنَّها حَامِل.. حسنًا هوَ إلى الآن لَمْ يُصَدِّق ولا يُطِيقُ صَبرًا ليُخبِرَها ويَرَى رَدَّة فِعلَها.

جَالِسٌ على كُرسِىٍّ بِجانِب سَريرِ المَشفى النَّائِمَة عَلَيهِ، مُمسِكًا بيَدَها ويُحَدِّقُ بِكُلِّ إنشٍ مِنهَا وعلى وَجههِ ابتِسَامَةً خَفيفَة ويَهمِسُ لَهَا..

"هلْ تَعلَمينَ كَمْ قَلقِتُ عَليكِ؟ لقَد شَعَرتُ بانتِزَاعِ قَلبى مِن صَدرِى عِندَما حَادَثَتنى إيڤانچلين، لقَد عَامَلتُها بِسُوءٍ شَديدٍ والآن أنَا نَادِمٌ جِدًا، سأعتَذِرُ لَهَا عِندَ استِيقَاظِكِ، لَكِن أرجُوكِ استَيقِظي سَريعًا."

مسَحَ دَمعَةً تمَرَّدَت علَيهِ وسقَطَت عُنوَةً ثُمَّ عَادَ لإمسَاكِ يَدَها..

"كانَت سَاعَة تَقريبًا لَكِنَّهَا مَرَّت عَلىَّ كَأنَّها سَنَةً.. كُنتُ أريدُكِ لأسألَكِ كَيفَ أتَصَرَّف بِدُونِكِ، كَيفَ لى أن أقضِىَ ثَانِيَةً وَاحِدَةً وأنتِ لَستِ بِجَانِبى.. لَنْ أستَطيعَ أبدًا." قَبَّل يَدَها بِرِفقٍ وأرَاحَ جَبينَهُ عَلَيها.

بعدَ مُدَّة مِن الهُدُوء عَدا صَوتُ الأجهِزَة المُحيطَة بِها، شعَرَ بِحرَكَةِ يَدِهَا ليَنظُرَ لهَا سَريعًا تَفتَحُ عَينَيها بِبُطءٍ.

"زين."
قالَت بصَوتٍ مُتحَشرِج لعَدَم حَديثَها مُنذُ فَترَة.
"بِجَانِبكِ هُنا لا تَقلَقى."
أمسَكَ بيدِهَا وملَّسَ على شَعرِهَا برِفقٍ.
"ماذا حَدَث؟"
"لا شَئ فقَط إغمَاءٌ بَسيطٌ أنتِ بِخَير."
ابتَسَم لَها ليُطَمئِنَهَا.
"كَيفَ جِئتُ إلى هُنَا؟ وأينَ إيڤانچلين لَقَد كانَت مَعى؟"
سألَت وهىَ تُحَاوِل الإستِنَاد على السَّرير ليُسَاعِدهَا زين ويَضَع لَها وسَادَة.
"إيڤانچلين هىَ مَنْ حَادَثَتنى، وأيضًا هى بالخَارِج تَنتَظِر خُروجَكِ."
"مَتى سأخرُج مِنْ هُنا؟ لا أُحِبُّ المَشفَى."
همَست بغَضَبٍ طُفُولىِّ بالأخير ليَبتَسِم لهَا ويُقَرِّر إخبَارَها.
"ستَخرُجينَ بعدَ تِسعَة أشهُر."
"ماذا؟"
صاحَت عِندَ إجابَتهِ لتَسعُلَ بعدَها ويُعطِيهَا كأسًا مِنَ المِيَاه وهوَ يَضحَك.
"على ماذَا تَضحَكُ جِديًا أنتَ تَمزَح؟ تِسعَةُ أشهُر لمُجرَّدِ إغمَاءٍ؟ ماذا لَو كُنتُ حا.."
توَقَّفَت فى مُنتَصَفِ حَديثِهَا ونظَرَت لَهُ بذُهُولٍ، هىَ كانَت تُعطِي مِثَالًا فقَط لكِنَّ ابتِسَامَتهُ الآن جعَلَتهُ أكبَرَ مِن مُجرَّد مِثَالٍ.

"أرجُوكَ زين أخبِرني مالأَمر."
كانَت تتحَدَّث بِرَعشَةٍ وَاضِحَةٍ فى جَسَدِها وصَوتِهَا، أمسَكَ بيَدِهَا وابتِسَامَتهُ لَم تُغَادِر شَفَتَيهِ.

"نَعَم بيرى.. أنتِ حَامِلٌ."

بمُجَرَّد نُطقِهِ لهَذهِ الكَلِمَات أخرَجَ جِهَازُ القَلبِ بجَانِبهَا صَوتًا عاليًا وارتَمَت بيرى على السَّرير ليَفزَع زين ويَضغَط على زِرِّ نِدَاءِ الطَّبيب باستِمرَارٍ.

دخَل الطَّبيبُ والمُمَرِّضَة إلى الغُرفَة سَريعًا وأبعَدا زين عَنهَا وبَدَأوا بِمُبَاشَرَةِ عَمَلِهِما، وبَعدَ حوَالى العَشرِ دَقائِق فتَحَت بيرى عَينَاهَا وعِندَ وُقُوعِ نَظرَها على زين بدَأت فى البُكَاء ليُسرِعَ باحتِضَانِها تحتَ أنظَارِ الطَّبيبِ والمُمَرِّضَة.

"أنتَ لا تَكذِب زين صَحيح؟ أرجُوك لا تَمزَح مَعى الآن."
تحَدَّثَت بِبُكَاءٍ ليُقَهقِهَ الطَّبيب ويَفهَم الأمر.
"لا يَمزَح سَيِّدَة مالِك أنتى بالفِعلِ حَامِلٌ بشَهرِكِ الأوَّل."
عِندَ انتِهَاءِ جُملَتَهُ ارتَفَع صَوتُ بُكَائِها أكثَر ليَخرُجَ الطَّبيب معَ المُمَرِّضَة ويَترُكهُمَا وَحدَهُما.

ظَلَّ زين يُؤكِّدُ لَها الخَبر تارَّة ويُرَبِّتُ على ظَهرِهَا تارَّة ويُحادِثُهَا فى مَوَاضِيعٍ عَشوَائيَّةٍ أُخرَى حتَّى توَقَّفت عَن البُكَاء.

"أحقًا زين؟ يا إلهى لا أُصَدِّق!"
قالَت وهىَ تَضعُ يَدَيهَا على وَجهِهَا ثُمَّ أرجَعَت شَعرَها إلى الوَرَاء.
"أُقسِم أنَّنى إلى الآن أشعُر وكأنَّنى فى حُلُمٍ."
قَهقَه زين لتَرتَمى بيرى بِحُضنهِ وهىَ مُبتَسِمَةً.

"سنُصبِحُ أروَع أبًا وأُمًا."

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

10.7K 1.6K 36
كل ما اردته هو حياة هادئة و سلمية لكني مت و الان انا في مكان بطل مانغا طوكيو ريفنجرز!!! أنا هاناغاكي تاكيمي سأعيش حياتي هذه المرة بطريقة سلمية بعي...
337K 14.8K 28
« الملك جيون، ملك المماليك انه جيون جونغكوك العظيم ملك لمملكة "روناموف" البالغ من العمر 28 سنة، وسيم حد اللعنة، انه جيون لطالما ارعب اعدائه ذا قلب ق...
720K 5.2K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى
159K 6.2K 27
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...