أريد سجنك

Door 3Handa99

30.1K 345 26

الملخص هناك عواطف غامضة كالهيام لا يمكن سبر أغوارها بسهولة ... تتخذ أشكالا غير متوقعة مليئة بالمفاجآت وقد تغي... Meer

1
2
4
5
6
7
8.9
10

3

2.8K 34 3
Door 3Handa99


3 - سجينة اليخت

كان الوقت ليلا عندما وصلا الى الميناء ، و قبل ان تدير تارا رأسها لترى ما حولها وضع احدهم يده على فمها و دفع بها الى قارب صغير لنقلها الى يخت اليوناني .

طار مشروعها بالاستنجاد بالناس و طارت معه آمالها .

و مما زاد في يأسها المعاملة الخشنة التي لقيتها و هي تنقل من السيارة الى القارب الصغير ثم الى اليخت .

واخيرا الى غرفتها .

اخذت تتفحص الغرفة .

فوجدتها مصنوعة من الخشب التيك الرقيق و كانت تسمع من خلاله اصواتا مكبوتة . كان ذلك هدير الآلات و المحركات .

وكان ليون قد ذكر لها ان في اليخت سبع غرف او قمرات بالاضافة الى شقة

لطاقم الملاحين .

اما شقة صاحب اليخت فهي مجهزة و مفروشة بأحسن ما يجده الانسان في ارقى الفنادق .

غرفتها لا تشبه غرفته طبعا الا انها مزودة بخزانة للثياب و بزاوية لطيفة للزينة .

كان الفراش ناعم الملمس عليه غطاء من الحرير فوق حرام أزرق .

جلست تارا على السرير و الدموع تسيل من عينيها .

واخذت تتحسر على ما

فاتها من سعادة بسبب هذا اليوناني الضاري الذي اوقعها في قبضته .

و لولاه لكانت الآن زوجة سعيدة تمضي شهر العسل في فندق مريح .

لم تكف عن البكاء و لكنها عادت الى افكارها السابقة .

ماذا جرى ياترى بعد ان اختفت ؟

بالطبع اول ما يقوم به جايك هو الاتصال باقرب مقر للشرطة . وتقوم الشرطة بالبحث عنها فلا تجدها ، و لن تجدها . و كيف سيجدونها .

لن تفكر الشرطة ان هناك صلة بين اختفائها و بين مالك اليخت كاتانا الراسي في ميناء دورست .

تذكرت تارا اول مقابلة لها لليوناني في غرفتها بالمستشفى ، وعضت اصابعها ندما لأنها لم تخبر ديفد بمعاملته لها ، و بما انها لم تطلع اى انسان على علاقتها به فلن يذكر اسمه في تحقيقات الشرطة .

هذه نتيجة حماقتها .

كانت لديها كل الاسباب لتشكو منه و مع ذلك احتفظت بها سرا .

فتح الباب و رأت ليون واقفا في المدخل متكئا بيد على دعامة الباب و اليد الاخرى في جيبه .

كان وجهه مشرقا بابتسامة ساخرة و وقفته وقفت انتصار و تحد . الا انها كانت ايضا وقفة ارستقراطية ، يونانية ، وثنية .

كانت عيناه السوداوان تتحركان ببطء و بوقاحة و هما تتفحصان الجالسة على السرير في ثوبها الابيض . كان منظرها من سخريات القدر مضحكا و مبكيا في آن .

- من المؤسف انه لا يوجد كاهن ليقوم بمراسيم الزواج .

خاصة و انت جاهزة لمناسبة كهذه .

كان تعليقه فيه تهكم آلمها ، لكنها امسكت عن البكاء .

و احتارت بين ان تتهدده او تتوسل اليه و لما رفعت نظرها و رأت سحنته المتحجرة ادركت تفاهة محاولتها . فهمست سائلة :

- ما هي نيتك تجاهي الآن ؟

فقط لو تكف عيناه عن

التطلع فيها بسخرية .

ضحك قليلا ثم تكلم بجد :

- هذا سؤال سخيف يا عزيزتي . نواياي تعرفينها جيدا ... هذه اول مرة تكون نيتي فيها شريفة حقا : اني اريد ان اتزوجك .

كان و هو يتكلم ينظر الى وجهها الجميل و رأسها المنحني و قوامها الرشيق و يديها اللتين كانت تفركهما بعصبية .

- يجب ان تفخري و تشعري بالسعادة لا ان تكوني بائسة حزينة كأن مأساة حلت بك .

و فجأة تحول صوت الغريب الى لهجة فيها شدة وعزم و شيئ من الحدة :

- هل تريدينني ان ارغمك على الابتسام ام انك ستبتسمين طوعا ؟

كان جوابها دموعا تسيل بغزارة :

- ارجوك ، دعني اذهب . اتوسل اليك ، ! ارجعني ، ارجوك ! ارجوك !

أتعيدني الى البيت اذا وعدت ب ... بعدم ابلاغ الش ... شرطة ؟

- هل قمت بهذه العملية الخطرة حتى تأتي انت و تقنعينني بان اعيدك ؟

- الا قلب لك ؟ كنت على وشك الزواج ... و الذهاب الى شهر العسل .

كن رحيما معي و دعني اعود الى الرجل الذي احب .

قالت هذا و يداها مضمومتان و مرفوعتان امام وجهها تتوسلان .

عبثا حاولت .

ظل واقفا غير متأثر بتوسلاتها و كانت عيناه تنظران اليها بلا شفقة و لا تتحركان . تذكرت كيف سحر عينيها في احدى المرات بجاذبية مغناطيسية و جعلها تخضع لارادته .

- تعتقدين انك تحبين ذلك الشاب ، ولكني اؤكد لك عكس ذلك . و ان زواجك سيكون نكبة عليك . انا انقذتك و ستشكرينني يوما على ذلك .

قالت بصوت تخنقه العبرات :

- لن اشكرك ابدا . من اين لك الحق ، انت الغريب ، تتدخل في حياتي ؟

- لن اتدخل في حياتك فقط بل سأتحكم بها ايضا .

صدمها هذا القول . من هو حتى يعين نفسه طاغية على الغير ؟ ثار فيها شعور بالغضب نسيت معه خوفها و بؤسها و أملها الضائع .

- اخرج من هنا و اتركني وحدي ! اخرج و لا تعد مرة اخرى !

و لكنه على العكس مما كانت تأمل ، اقترب منها و تناول يدها .

- فيك جرأة و انا احب المرأة الجريئة . و لهذا السبب افضل الانكليزيات على اليونانيات اللواتي تعلمن ان يكن متواضعات .

شد على يدها بقوة عندما حاولت سحبها من يده و هو يتكلم .

- الا انه لا يجب ان تظني اني سأمنح امرأتي الحرية بأن تتعدى المعقول في كلامها و مسلكها . و الرجل اليوناني سيد في بيته و انا يوناني .

لم يعجبه انها لم تكف عن البكاء . قال :

- آمل انني اوضحت الامور الآن .

رفعت نظرها اليه . كانت شاحبة اللون و اتخذت وضع كرامة و احتشام لعل ذلك يؤثر فيه اكثر من اوضاع الغضب و البكاء . أجابت :

- كل التوضيح ، و بما اني لست امرأتك فان التقاليد اليونانية لا تعنيني .

ضحك مرة اخرى . اوقفها على رجليها و جذبها نحوه ثم رفع وجهها اليه . توترت اعصابها و لكنه انحنى ببطء و عانقها بليونة .

- يمكنك ان تستمري في النظر الي بغضب و لكن غضبك سيتحول الى رضى بعد لحظة .

كادت تبصق في وجهه .

- الى رضى ! آراؤك بشخصك متكبرة !

- علمتني خبرتي معك اكثر مما توقعت انك ستكونين رفيقة مذهلة في الليالي .

نسيت موقف الكرامة الذي ارادته لنفسها و تملكها غضب شديد لحقيقة ما نوه به .

- اتركني ، و الافضل ان تتركني لأنني لن اكون امرأتك ، ابدا !

- ستكونين لي لأنني مصمم على ان تكونين لي يا تارا ، بزواج او بغير زواج . لذا من الانسب ان تتقبلي ما هو محتوم .

وعلى هذا طوقها بذراعيه في عناق .

* * * * * *

- نعم ، من المحزن عدم وجود أحد لعقد قراننا .

- ان وجد احد ام لم يوجد عندي سيان . لن اتزوجك .

- لن يفيدك عنادك .

- ... الذين سيخدمونك سفلة مثلك .

- لي بينهم اصدقاء . صدقيني ، سنتزوج .

- يعني ذلك انكم ستجرونني الى المعبد بقوة السلاح ؟

- لن نحتاج الى هذه المسرحية .

- كيف ستجبرني اذن ؟

وجهت اليه هذا السؤال و هي تحاول ان تتصور ما يحدث الآن هناك في المستشفى .

و في بيت ديفد الذي لابد ان يكون غارقا في حزن عميق .

و في والديه اللذين احباها و احبتهما و في اخته ماري التي كانت بمثابة صديقة لها . تصورت الفوضى التي تكون قد دبت في المعبد حيث المدعوون في انتظارها ، و فكرت بموقف جايك الذي كان مؤتمنا عليها ليوصلها الى عريسها امام المحراب . و مرة اخرى لعنت تارا نفسها لأنها لم تخبر انسانا عن مضايقات اليوناني و تحرشه بها .

- اذا رفضت الزواج الشريف فستكونين امرأة غير شرعية .

لم تجب بشيئ لأنها فطنت الى فكرة ربما كانت دخانا في الهواء و لكنها قد تنفع .

- اعتقد انك ستختارين طريق الزواج لأنك من النوع الذي يرفض حياة الخزي و العار.

- لن اكون لا زوجتك و لا شيئا آخر !

- كلام مدهش يطيره الهواء . انت في قبضتي و تعرفين ذلك . استطيع ان استولي عليك في هذه اللحظة بالذات .

جفلت من تهديده هذا .

وترددت قبل ان تقول له ما في ذهنها . نظرت اليه و كان نظره مسلطا عليها يعريها من كل قوة . الا انها ستحاول ، فقد تنجح :

- هل تعتقد فعلا انك ستنجو من العقاب لاختطافي ؟ الم يخطر لك اني اطلعت صديقاتي و غيرهن على علاقتك بي ومعاملتك لي ؟

ضحكت لتظهر له انها صادقة فيما تقول . واضافت :

- كثيرون هم الذين يعرفون قصتك معي . خطيبي يعرف و بعض ممرضات المستشفى ، و ما على الشرطة الا ان تقوم ببعض التحريات لتتبع آثارك .

و سيلقى القبض عليك حالما تصل الى اليونان ... ستحاكم وتسجن سنوات و سنوات ...

وخف حماسها و هي تحاكمه و تسجنه سنوات و سنوات عندما رأته يبتسم لسذاجتها . و بلعت ريقها بصعوبة لتقديرها الخاطئ و فشلها في سبر اغوار هذا الرجل الخارق . قال مبتسما :

- يا طفلتي الصغيرة ، انت شفافة كالزجاج . استطيع ان اقرأ افكارك ، اذ انك اخترعت كل هذا منذ لحظات .

- انت مخطئ . كل ما قلته صحيح . انني احذرك و ستندم اذا لم تهتم بهذا التحذير !

- محاولتك هذه حسنة ، و لكن يبدو انك نسيت وعدك بألا تخبري الشرطة اذا انا اطلقت سبيلك . و وعدك لا يفيد بشيئ طالما الشرطة تبحث عني الآن . هذه هفوتك الاولى . اما الهفوة الاخرى انك كنت تتوسلين باكية كي اعيدك الى بيتك . فلماذا التوسل اذا كان الكل يعلم بأمري و الشرطة جادة في انقاذك ؟ لست تلك الفتاة التي تتوسل كالجبناء ...

صرخت في وجهه :

- لست جبانة !

و نظرت اليه كمن يحاول قتله .

- كما قلت لك انت جريئة ولزمك الكثير لتتنازلي و تتوسلي الي . و ما كنت توسلت الي لو كنت تعلمين ان الشرطة تبحث عنك .

- اكرهك . لقتلتك لو استطعت .

- الآن فقط . اما في المستقبل فسأغيرك و ستختلفين عما انت عليه الآن .

اطبقت فمها و ادارت وجهها عنه . ترك الغرفة ثم عاد بعد لحظات بثلاث علب من الكرتون وضعها على السرير و قال :

- يجب ان تغيري ملابسك . لا تستطيعين التنقل في ثوب العرس . اتيت لك بثياب خارجية ارجو ان تعجب ذوقك و بملابس داخلية تعجب ذوقي .

نظرت اليه حانقة .

- انت ذهبت لتشتري ملابس ... داخلية ؟

ضحك و قال ان عملا كهذا ليس غريبا عنه .

- صديقاتي يتوقعن مني هدايا كهذه ... أغلاها طبعا .

رأى ان نظرة الاحتقار و الاشمئزاز كانت حقيقية في عينيها .

و هذا اغضبه حقا و لكنه لم يفعل شيئا سوى ان يعض على شفتيه .

- من الواضح ان نسوتك كثيرات .

- عدد لا بأس به . الا تريدين فتح العلب ؟

- كلا ، لا اريد .

مد يده و أمرها ان تفتحها .

- لن افتحها . لا اريد هداياك ، كما تسميها انت !

خذها الى احدى صديقاتك .

اغمض عينيه الى النصف و هددها قائلا :

- أطيعيني . و اذا كنت تعرفين المزيد عني لن تنتظري طلبا ثانيا .

- تعني أمرا ثانيا .

- مزاجي لا يتحمل جدلا تافها يا تارا . افعلي كما اقول لك حالا .

هزت رأسها رافضة . و لكنها خشيت موقفه الذي قد ينقلب الى غضب حقيقي .

- لا اريد هدياك .

و صرخت من الألم عندما لوى معصمها و صرخ فيها كالرعد :

- افعلي ما اقوله لك و الا ارغمتك على ذلك و قد اؤلمك و اهينك .

تأكدت تارا من حدة غضبه ، فاتجهت نحو السرير و فكت رباط احدى العلب و رفعت غطاءها .

- اخرجي ما فيها . سيفرحك ذلك كثيرا .

اخرجت رزمة في داخلها قميص نوم يبدو شفافا او شبه شفاف . و رمت بالرزمة على السرير ثم التفتت اليه و الدموع تملأ عينيها .

- دعني اذهب . لم اتسبب لك في اي اذى ، لذا ارجوك ، اعتقني .

كان يهز رأسه بالرفض حتى قبل ان تنهي كلامها .

تملكها يأس شديد و غطت وجهها بيديها . و لكن قبل ان تبدأ بالبكاء رفع يديها عن وجهها و اخذها بين ذراعيه بشيئ من الحنان .

- لا تكوني حزينة هكذا .

صدقيني ، المسألة ليست بهذا السوء . اساس حزنك قائم على تفويت فرصة الاكليل عليك و حرمانك من الرجل الذي كنت ستتزوجينه .

سيكون كل ذلك في خبر كان عندما نصبح زوجا و زوجته . و ستعرفين حينئذ انه مكتوب لي ان اكون زوجا لك و حبيبا.

امال رأسها قليلا الى جنب و ربت خدها بلطف قائلا :

- ابتسمي . لا يزعجني اكثر من منظر امرأة تبكي . افتحي الآن علبة ثانية ، و لكن افرغي ما تبقى في هذه .

رأت تارا انه من الحكمة ان تطيعه .

اخرجت ملابس داخلية و قميص نوم آخر و تنورة .

و طلب ان تفتح العلبة الثانية ثم الثالثة .نثرت كل شيئ على السرير ، فكان هناك فستانان وتنورتان و ثلاث بلوزات و عدة ملابس للسباحة او الاستحمام على اليخت .

و كل قطعة تحمل ماركات باريس . بعد ان انتهت من التأمل فيها نظرت اليه و قالت :

- لا شك انك غني .

- املك ما فيه الكفاية .

- انك تملك اكثر من اللازم .

اغضبه كلامها قليلا وحذرها قائلا :

- انتبهي . حتى الآن تعرفين الجانب الصالح في ...

ضحكت قائلة :

- بل الاصلح ...

ثم اضافت :

- اذا كان هذا احسن شيئ فيك ارجو الا ارى فيك أي جانب آخر !

تقدم نحوها ببطء دون ان يرفع نظره عنها .

فهمت حركته و تراجعت .

- انت اردت ذلك . فإما ان اجعلك تفهمين او اني سأهينك .

تناولها بين ذراعيه و ضمها بعنف و اعاد مشهد العناق بطريقة اسوأ من سابقتيها . كان فيها وحشية لم تعهدها فيه .

قاومت بشدة و بقوة و لكن اين ضعفها من بطشه .

و في النهاية كانت تنفذ ما يطلب منها لكن دون ان تتعدى طلباته حدود العناق .

اشمأزت من نظرته المألوفة بعد كل عناق من هذا النوع ، اي نظرة النصر ،

نصر القوي على الضعيف .

وبالرغم من قهرها ظلت تغلي حنقا . وعضت اصبعه الذي كان مازال يلامس فمها .

صرخ من الألم و اخافتها نظرته المستهجنة و حاولت ان تهرب الا انه امسك بها من شعرها و شدها كالوحش الى الوراء .

و شعرت بألم شديد و صرخت هي الاخرى .

- يالك من ... شقية ! سأكيل لك الصاع صاعين .

وضع يده على عنقها و اخذ يضغط تدريجيا الى ان اتسعت فتحتا عينيها و بان فيهما خوف كبير .

اكتفى بهذا و رفع يده عنها و قال بصوت هادئ :

- هذا انذار فقط ضد اية محاولة جنونية اخرى مثل هذه .

- اني اكرهك و سأقتلك اذا سنحت لي الفرصة .

كان وجهها اقرب الى وجوه الاموات لخلوه من الدم اثر هذه المعركة .

- جربي أحد الفستانين .

قال ذلك و جلس على كرسي بجانب المرآة .

- اذا كنت مرغمة على ان اجربه اتركني وحدي في الغرفة .

- لماذا هذا الخجل و نحن مقبلان على الزواج بعد بضعة ايام ؟

- كلا ، لن تنجح في ارغامي على الزواج و لن يخاطر اي كاهن بذلك !

- قلت اننا سنتزوج في خلال بضعة ايام .

جربي الفستان الازرق . احب ان ارى كيف تظهرين فيه .

ظلت واقفة و في عينيها حقد ظاهر .

- ماذا تجني من القاء الاوامر ؟ اخذتني من خطيبي و دمرت حياتي .

لم تتم كلامها لأن البكاء تغلب عليها .

- ليتني اموت ! دعني اذهب . لا تستطيع ان تتقبل امرأة تكرهك و تتمنى ان تراك ميتا عند قدميها !

- قلت لك ان شعورك سيتغير و لن تكوني كما انت الآن .

مد رجليه الى الامام مشيرا بذلك الى انه باق ، ثم اضاف :

- كفاك تفكيرا في الماضي . تطلعي الى المستقبل .

ادارت اليه ظهرها و بدأت برفع فستانها .

- ليس لي اي مستقبل و لا ارى نورا في حياتي و انا سجينتك .

نهض و قال انه سيعود بعد خمس دقائق ليراها في الفستان الازرق .

اقفل عليها الباب و سمعت اصواتا في الخارج .

ربما كان يصدر تعليماته الى افراد اليخت اذ ان اليخت بدأ يتحرك . و رأت من كوة غرفتها ان اضواء الفنادق تبتعد الى الوراء .

وخرج اليخت من المرفأ مما يدل على ان اجراء معاملات السفر قد تم .

هذه لحظة انتقال بين ماضيها و مستقبلها و لحظة كئيبة في حاضرها .

الا توجد وسيلة للهرب ؟

قد يأتي يوم تنجح فيه .

و لكن قد يحدث الكثير الى ان يحين ذلك اليوم .

و بدأت تبكي ، الا انها توقفت قائلة لنفسها ان البكاء لا يفيدها ، و استبدلت الدموع بالعزم على مقاتلته بكل الطرق الممكنة و في كل الظروف .

و سيأتي اليوم الذي يلعن فيه الساعة التي جمعته بها .

خلعت فستان العرس و وضعته على السرير.

وقارنت بين شعورها منذ بضع ساعات مضت عندما لبسته بمساعدة سو و شعورها الآن و هي تنزعه .

كانت حياتها هانئة سعيدة .

كلها ورود . وجودها على زورق اليوناني الغريب لا يصدق ، و فوق كل ذلك هي سجينة .

بينما يتخبط خطيبها في الظلام ليعرف ماذا حل بخطيبته .

انه يلاحق الشرطة لتحل لغز اختفائها او يلوم جايك على إهماله .

لكنها طردت من فكرها كل هذا و ركزت قواها جميعا على شيئ اكثر الحاحا : ايجاد طريقة للهرب .

كانت ترتدي الفستان الازرق عندما عاد ليون الى غرفتها .

تفحص كل شيئ فيه و وجده كاملا .

- جذاب ! اللون يليق بك تماما و ينسجم مع عينيك . و الآن ضعي ثوب العرس جانبا و الى الأبد او يمكنك القاؤه في البحر .

هزت رأسها رافضة :

- كلا ! لن ألقيه .

- اذن سأرميه بنفسي .

اسرع نحو الفستان ، فستان آمالها ، و حشاه في احدى علب الكرتون وحمل العلبة . و قال قبل ان يخرج :

- اظن انك جائعة الآن ، وسنتناول طعام العشاء في الصالون . ولكن اذا حدث ان ملت الى اثارة أحد مشاهدك الصاخبة فان بحارتي

وكلهم يونانيون لن يصغوا الى تذمرك او شكواك حسب تعليماتي لهم .

ولا تأملي في اية طريقة للهرب .

- بل هناك طريقة واحدة ... اقذف بنفسي في البحر .

قال ببرود مطلق :

- سننتشلك ، و ان حاولت ذلك ، فسأصفعك . وبعد قليل سيأتي احد البحارة ليعلمك بموعد العشاء ، في حوالي عشر دقائق . اسمه كارلوس و سيرافقك الى الصالون .

- لن اتناول اي طعام .

- ستفعلين ما يقال لك .

خرج غاضبا و اغلق الباب بالمفتاح .

************

*

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

7.5M 273K 48
#ْعشِڴ_الُجْبّلُ🔞🔞🔞 #الجزء_الٲول يهمس بحده وغضب ولكن بنبره خلت روحهه تموع بمكانها متعرف شنو الي صار بيهه وهي ضهرهه لازق بصدره وتحس بتقلص عضلات من...
16.5M 1.2M 101
سجينةٌ هيَ ؛ تفرقت عن عائلتها مجبرة ، فأتخذها زوجةٌ محرمة ، ليجرفهما طوفان الظلم والطغيان ، ظلم جلاد قاتل استباح الحرمات وانتهك الاعراض وسفك الدماء ا...
57.4K 4.4K 44
بحكم عاداتـهم وتقاليدهم ضْلمت وردة، هـل سيجبر الله قلبـها بما كُتب لها، سنشاهد ونعـيش مع ابطال قصتي "ورده"و "سلام " قريباً
30.6M 2.1M 99
( قاسي لايعرف الرحمة) لولا انك لم تكسر شيئاً ما بداخلي لولا إنك لم تضيعني بين طرقاتي لولاقسوتك علي انانيتك واحتجازي لما مات الشعور داخلي