Evanglin | H.S

By DounniiaKhaaled

48.4K 4.2K 1.6K

"يَضِيقُ بِكَ العَالَم ويَتَّسِعُ لكَ فى قَلبِ شَخصٍ واحِدٍ". More

Introduction.
الفَصلُ الأوَّل.
الفَصلُ الثَّانى.
الفَصلُ الثَّالِث.
الفَصلُ الرَّابِع.
الفَصلُ الخَامِس.
الفَصلُ السَّابِع.
الفَصلُ الثَّامِن.
الفَصلُ التَّاسِع.
الفَصلُ العَاشِر.
Note.
Characters
الفَصلُ الحَادى عَشر.
الفَصلُ الثَّانى عَشر.
الفَصلُ الثَّالِث عَشر.
الفَصلُ الرَّابِع عَشر.
الفَصلُ الخَامِس عَشر.
الفَصلُ السَّادِس عَشر.
الفَصلُ السَّابِع عَشر.
الفَصلُ الثَّامِن عَشر.
الفَصلُ التَّاسِع عَشر.
الفَصلُ العِشرُون.
Note.
الفَصلُ الوَاحِد والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّانى والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّالِث والعِشرُون.
الفَصلُ الرَّابِع والعِشرُون.
الفَصلُ الخَامِس والعِشرُون.
الفَصلُ السَّادِس والعِشرُون.
HELP!!
الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.
New Story.
الفَصلُ الثَّامِن والعِشرُون.
الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.
الفَصلُ الثَّلاثُون.
الفَصلُ الوَاحِدُ والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّانِى والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّالِث والثَّلاثُون.
الفَصلُ الرَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الخَامِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّادِس والثَّلاثُون.
الفَصلُ السَّابِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.
الفَصلُ التَّاسِع والثَّلاثُون.
الفَصلُ الأربَعُون.

الفَصلُ السَّادِس.

1.1K 115 24
By DounniiaKhaaled

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وبَارِك على سَيِّدنَا ومَولانَا مُحمَّد أشرَفَ المُرسَلين.

* * * * * * * * * *

Evanglin's P.O.V

فَتحتُ بابَ مَنزِلي ليَدلُفَ هارلي للدَّاخِل سَريعًا وأنا أيضًا، لم أُفكِّر مرَّتَين فى الدُّخولِ لِغُرفَتي والبُكاء فـ أنا لا أُجيدُ غَيرَهُ على أيَّةِ حالٍ.

تُريدُونَ مَعرِفَة مالَّذى حدَث؟ إلَيكُم كارِهي الأوَّل على ما أعتَقِد.. هاري.

•FLASH BACK•

استَيقَظتُ بِجانِب بيرى بَعدَما أصرَّت على نَومى بِغُرفَتِها وزين معَ نايل بِغُرفَتهِ.

قفَزَ علىَّ هارلي لأَضَع يَدي على وجههِ حتَّى لا يُصدِرَ صوتًا ويُزعِج بيرى النَّائِمَة "ششش اهدَأ سَتوقِظُها."
"ا-انا مُستَيقِظة." نَطقَت بيرى من العَدم بِصَوتٍ نائِم وكأنَّها تَحلُم ثُمَّ عادَت للنَّومِ مرَّةً أُخرى.

كانَت السَّاعَة الحَادِية عَشر صباحًا، نَهضتُّ من مَكانى تَارِكةً بيري فى أحلامِها ودخَلتُ دَورَة المِياة، أنهَيتُ روُتينى وخَرجتُ مِنها ولم أجِد هارلى.

خَرَجتُ من الغُرفَة لأبحَثُ عن هارلي وتِلقائيًا -لا أعلَمُ لِمَ- حوَّلتُ نَظَري لِغُرفَة هاري؛ وجَدتُّها مَفتوحَةً وكِدتُّ أتَوجَّه ناحِيتَها، بَعدَها تذَكَّرتُ ما فَعلَه اللَّيلَة المَاضِيَة مَعي فحارَبتُ نَفسى لِألَّا أدخُلها ثانِيَةً ونَجَحت.

رَكِبتُ الدَّرَج وأنا أُنادِي على هارلي بِصوتٍ مُنخَفِضٍ حتَّى لا أُوقِظَ أحدًا فـ تقريبًا كُلُّهم نائِمين، تَجوَّلتُ فى المَنزِل ولَمَحتُ بابًا لم أرَهُ بالأمس، ولا أعلَمُ لأينَ يُؤدِّى وكانَ بَعيدًا عنِ الغُرَف، وخِلتُ أيضًا أنَّ هارلي بالدَّاخِل لأنَّ الباب لم يَكُن مُوصَدًا بَل شِبه مَفتُوحًا.

دَلفتُ للدَّاخِل لأجِد مَمرًَّا، حاوَلتُ فتحَ الإضاءَة ووَجدتُّ المِقبَس ليَنفَتِحَ الضَّوء وتَنفَتِح مَعهُ عينَاى فى ذُهولٍ.

الجُدرَان بِأكمَلِها مَنقُوشةٌ بِزخارِفٍ بَارِزَةٍ، مَزيجٌ رائِعٌ مِنَ الألوَان الذَّهبىِّ والأسوَد اللَّامِع والفِضىِّ أيضًا؛ مُتدَاخِِلَةٌ مع بَعضِها بشَكلٍ أدهَشنى.

لَمستُها بيدَاى وأعدتُّ رَسمَها لأُشَكِّلَ زَهرَةً مُتعَرِّجَةً، الرُّسومات ليسَت واضِحَةً لَكِن أُجزِم أنَّها لم تُصنَع إلَّا على يَدِّ فنَّان.

استَمعتُ لِصوتِ ضَجَّةً مِن آخِر المَمر لأترُكَ ذُهوُلِى بالجُدرانِ جانِبًا وأتوَجَّه لِمصدَر الصَّوت.. كُنتُ خَائِفَةً فى الحَقيقَة فـ أنا لا أعلَم ماذا بِالدَّاخِل والآن صَوتُ تَحطِيمٍ وتَكسيرٍ.

تذَكَّرتُ ما حدثَ البَارِحَة لأترَاجَع وأُقَرِّر الخُروجَ من هذا المَمر، لم أُكمِل الخُطوَتين للخَلفِ ووجَدتُّهُ أمَامى.. رائِع.

"هل سأرَاكِ بِكُلِّ مَكانٍ أذهَبُ إليهِ!"
صرَخَ فى وَجهي بِشدَّة جَعلَتني أترَاجَع للوَراءِ قَليلًا.

"لِمَ مازِلتِ هُنا؟ هذا ليسَ فُندُقًا، اذهَبِ للجَحيمِ الذى أتَيتِ مِنه ولا تَعودِ هَل سَمِعتِ!"
أكمَل صُرَاخَهُ علىَّ واحمَرَّ وَجههُ لِدرَجة أبرَزت عُروقهِ.

"ا-انا فقط.."
حاوَلتُ تَجميعَ كَلِماتي لأرُدَّ عَليهِ؛ لَكِن هذا لم يُزِدهُ إلَّا غَضبًا لِيَكسِرَ المِزهَريَّة فَوقَ المِنضَدة ويتَناثَر الزُّجَاج فى كُلِّ مَكانٍ.

"أُغرُبِ عَن وَجهي لا أُريدُ رؤيَتَكِ ثَانِيةً!"
بِهذَا سارَعتُ بالخُروجِ مِنَ المَمر والمَنزِل بأكمَلهِ، وجَدتُّ هارلي فى الحَديقَة وعِندَما رآني أركُض ركَضَ هوَ الآخَر باتِّجاهي وخَرَجنا مِنَ المَنزِل.

لم أستَطِع الإكمَال بسَببِ الشَّهقَات الصَّادِرَة مِنِّى فـ أوقَفتُ سيَّارَة أُجرَة، فى البِدَايَة لَمْ يَفهَم مِنِّى وصفَ الطَّريقِ لَكن بعدَ مُحاوَلاتٍ وصلَت وهأنذا.

•END OF FLASH BACK•

ظَللتُ أبكِي فى غُرفَتي وهارلي بِجانِبي لا يُريدُ تَركي، أنا لا أبكي بِسبب هاري كُليًا فـ أنا أتفَهَّم كَونَهُ لا يُريدُني فى مَنزِلهِ لكن لا أفهَم سببَ كُرهِه لى، أنا لم أفعَل لهُ شيئًا يَقودُه لِمُعَامَلتى بِهَذهِ الطَّريقَة.

لِذا سأفعَلُ ما طَلَبهُ مِنِّى 'لن أُريه وَجهى ثَانيًة' فـ أنا لَن أحتَمِل إهَانَةً أُخرى.. كانَ يَجِب علَىَّ الرَّحيلُ منذُ الأمس بَعدَ الإهانَةِ الأُولى.

قُطِعَت أفكارِي وبُكائي قَرعٌ على البَاب، مسَحتُ وَجهي بيَداي سَريعًا وخرَجتُ لأفتَح؛ لِيُقابِلُني وَجه نايل ومُستَنِدًا بِرِسغهِ على حافَّةِ البَاب.

"لِمَ غادَرتي بَاكِرًا؟"
سألَ بِتَعبٍ وَاضِحٍ لأفتَح الباب أوسَع دَعوَةً ليَدخُل..
"فقَط أرَدتُّ العَودَة." أغلَقتُ البابَ خَلفَهُ.

"أحضَرتُ لَكِ أشيَاءكِ مِنَ الأمس." رفَعَ الأكيَاس لآخُذهم مِنهُ "لقَد نَسيتُهم." قَهقهتُ بِخِفَّةٍ ولاحَظتُ هُدوءَ نايل الغَير مُعتاد.. فـ نايل فالطَّبيعىِّ صَاخِبٌ.

"أهُنَاكَ شَئٌ؟ مابِك؟"
"مُرهَقٌ فقَط لَمْ أنَم." دعَك عَينَيهِ لأُقرِّر إغاظَتهُ.
"بِمَن تُفكِّر أيُّها العَاشِق؟"
"بِكِ."
قالَها بِتلقَائيَّة و بِدون أىِّ تعَابيرِ مُزاحٍ لأصمُت؛ وأظُنُّهُ أدرَك ما قَالَهُ لإنَّنى تصَنَّمتُ مَكاني ولم أرُد.

"اا-ما رأيُكِ بالخُروجِ اليَوم؟"
غيَّر مَجرَى الحِوَار لِأُسايرهُ.
"فِكرَةٌ جَيَّدة."

قرَّرتُ إخلاءَ عَقلى مِنَ التَّفكيرِ والتَّجهُّز، استَحمَمتُ سَريعًا وارتَديتُ مَلابِسى وخَرجتُ لـ نايل وَجدتُّهُ نائِمًا على الأريكَة.. يَبدُو أنَّهُ مُتعَبٌ بِحَقٍ.

هزَزتهُ بِخفَّة حتَّى يَستَيقِظ لَكنَّهُ لَم يَستَجِب، أحضَرتُ غِطاءًا لِتدفِئتَهُ وكتَبتُ لَهُ ورَقةً أُخبِرهُ فِيهَا أنَّنى خرَجتُ.

* * * * * * * *

"هارى حُبًا بالإله اهدَأ قَليلًا!"
صاحَ زين على هارى الهَائِج مُنذُ الصَّباح ومازادَهُ هذا إلَّا غضَبًا.
"لا تُحادِثنى الآن!"
صَرخَ أعلَى وألقَى مِزهَريَّة على المِرآة ليَنكَسِرَ الإثنَان سَويًا ويتَناثَر الزُّجاجُ فى كافَّةِ أنحَاءِ الغُرفَة.

"حسنًا اصرُخ كَما تشَاء حتَّى تُقطَع أحبَالكَ الصَّوتيَّة، لكِن إيَّاكَ فِعلُ شَئٍ عِندَما نعوُدُ للمَنزِل كمَا فعَلت صبَاحًا."
حذَّرَهُ زين وخرَج ليَترُكهُ وَحدَهُ معَ صُراخَهِ والزُّجاجِ المُتنَاثِر.

هُما الآن فى مَنزِل زين قَديمًا حَيثُ كانَ لَديهِ هذا المَنزِل بِدونِ عِلم وَالدِيه، وكمَا يُطلِقا عَليهِ هو و هارى عِندَما كانا أطفالًا 'المقرُّ السِّرىّ'.. إلى الآن وبعدَ مُرورِ أكثرَ من خَمسَة عشرَ عَامًا لازالا يَمتَلِكان المَنزِل ويأتيان إليهِ فى كُلِّ مرَّةٍ يَشتدُّ بِهم الألَم أو تَزداد الهُموم فوقَ كاهِلهُم أو التَّفكيرِ والتَّخطيطِ لشَئٍ، أو كمَا الآن عِندَما يَفقِد أحدَهُما صَوابَهُ.. ولازَالَ لا يَعلَمُ أحدٌ غَيرُهما عَنهُ.

"ابن العَاهِرَة."
صرَخَ هارى مُجدَّدًا وهذِه المرَّة قلَبَ الأريكَة رأسًا على عَقِب.. ظلَّ يَدورُ فى الغُرفَة ذهابًا وأيابًا ويَشدُّ شَعرَهُ تارَّةً والأُخرَى يَضرِبُ الحَائِط بِقَبضتهِ إلى أن أدمَت.

"ماذا أفعَل؟"
همَسَ لِنفسهِ فى حَيرَةٍ، خرَج للشُرفَة فى الهَواءِ الطَّلق حتَّى يُهدِّئ مِن غَضَبهِ قَليلًا.

"هل هدَأتَ الآن؟"
نطَق زين بعدَ مُدَّةٍ مِنَ اللامَكان حيثُ أنَّهُ لم يَشعُر بهِ، ومدَّ إليهِ كُوبًا من القَهوَة كَما يُحبُّها هارى.

"شكرًا لَك، ونَعَم قليلًا."
ارتَشَف مِن كُوبهِ وأغمَض عَينَيهِ بهُدُوءٍ..
"ماذا سنَفعَلُ الآن؟" عقَدَ هارى حاجِبَيه فى عَدم فِهمٍ "نَفعل؟"
"نَعم، ما الغَريب؟"
"لا شَئ، فقَط إنَّها مُشكِلَتى أنا."
"مُشكِلَتُنا، إنَّها مُشكِلَتُنا هارى.. حتَّى لَو أنَّك الطَّرَفُ الوَحيدُ بِها مازَالَت مُشكِلَتى أيضًا؛ فـ أنتَ صَدِيقى الوَحيد وإذا لم أُشارِكُكَ حيَاتَك بِحُلوِها ومُرِّها من سيَفعَل؟"
تحَدَّث زين بتِلقَائيَّة ليَجعل هارى يَشكُر الإله سِرًا على إعطائهِ إيَّاه.

"سأرفُض."
نطَقَ هارى بعدَ مُدَّة مِنَ الصَّمت ليَنظُرَ زين إليهِ بِسُرعة..
"إيَّاك!"
تحدَّث زين بِحدَّة.

"إذا لم أرفُض أعطِنى حلًا آخَر، هل سيُجبرني عَلى الارتِبَاطِ بـ فتَاةٍ لا أعرِفها فقط لمَصالحه الشَّخصيَّة؟"
قالَ هارى وعلى وَجههِ مَعالِم اشمِئزَاز ليَضحَك زين.

"سنَجِد حلًا، مازَالَ أمَامَك وَقتٌ طَويلٌ لا تَتعجَّل."
ربَّت زين على كَتفهِ وأرَاح هارى ظَهرَهِ على الكُرسىِّ.

"تمَنَّى لى الحَظ."

* * * * * * * *

Evanglin's P.O.V

كنتُ أسيرُ فى الطُرُق بِلا هدَفٍ واضِحٍ فقَط أرَدتُّ السَّيرَ، عِندَها وجَدتُّ نَفسى فى مركَزٍ تُجارىِّ لا أعلَم متَى دخلتهُ.. فكَّرتُ فى أنَّهُ من المُفتَرض أن يَكونَ مَعى هاتِفًا، مَن لا يَحمِلُ هاتِفًا هذهِ الأيَّام؟

دخَلتُ متجَر إليكترونيَّات وبحَثتُ عن أفضَلِ الأنوَاع إلى أن وَجدتَّهُ وقُمت بِشرَائهِ سَريعًا، خرَجتُ مِنَ المَركَز ومِنهُ إلى حَديقَةً قَريبَةً وأنا أتَصفَّح الهاتِف الجَديد، جلَستُ على مِقعَدٍ عِندَما شَعرتُ بالمَلل.

نظَرتُ للأعلَى حيثُ السَّماء قَدْ تلَوَّنت بالأزرَق الدَّاكِن؛ معَ نِقَاطِ النُّجوم البيَضاء الصَّغيرَة زَيَّنَتها، وغُيومٍ رَماديَّة بِفعلِ الشِّتاء أكمَلت اللَّوحَة.

ظَللتُ أُفكِّر فيمَا سأفعَل.. هل سأظَلُّ أنتَظِر عائِلَتي المَجهُولَة؟ وهل سيَكون انتِظاري هذا بِفائِدَةٍ فى النِّهايَة؟ أم أُكمِل حيَاتي كـ شَخصٍ بِلا مَاضٍ؟

قاطَعَ أسئِلَتي جُلوسُ شَخصٍ بِجانِبي؛ لَكِن لَم أقطَع توَاصُلي البَصريُّ بالسَّماء، حَمحَم ليَلفِت انتِباهي والتَفتُّ لَهُ بِدونِ أن أتحدَّث.

"مرحبًا."
"أهلًا."
نطَقَ بِحيَويَّة لأردَّ بِبرُودٍ ولاحَظتُ إحرَاجهِ.

"أنا مايكل."
مدَّ يَديهِ لِأُغمِضَ عَينى وأتنَهَّد فـ أنا فِعلًا لَستُ فى المِزاج.. صافَحتهُ سَريعًا وعدتُّ للنَظرِ فى السَّماء.

"لم تُخبِرينى باسمِكِ."
"ولَن أُخبِرك."
ردَدتُّ بِفظاظَة ليَصمُت.

"السَّماء جَميلَة صَحيح؟"
حاوَل فتحَ حَديثٍ سَخيفٍ لأنظُرَ لهُ بِطَرفِ عَيني ولَمْ أرُد.

"ماذا تَفعَ.."
"ماذا تُريدُ مِنِّى!"
رَفعتُ صَوتى لِدَرجَة جعَلت بعضَ المَارَّة يلتَفِتونَ لنا، نظَر إلىَّّ بِتَفاجؤٍ وشعَرتُ بِفِعلَتي الخَرقاء.. لَم يَكُن مِنَ المُفتَرض أن أصُبَّ غضَبي عَليهِ فـ أنا لا أعرِفهُ حتَّى.. ولكِن كيفَ أُخبِرهُ أنَّنى لستُ فى المِزاجِ للتَعرُّف والحَديثِ الآن بِدون أن أبدُو فظَّة؟

"اا-أنا أعتَذِر إن ضايَقتُكِ فقَط أرَدتُّ التَّحدُّثَ مَعكِ أو شَيءٍ ما لِأنَّكِ تَبدينَ حَزينَة، لَكِن ا-أعتَذِر."
نهَض مِن مَجلِسهِ ولِوَهلَةٍ شاهَدتُّ نَفسى كـ هارى فى تَصرُّفاتهِ تجاهي.

"انتَظِر.."
أوقَفتهُ بِسُرعَة وحاوَلتُ تَجمِيعَ كَلِماتى.
"أنا من يُفتَرضُ بِها الإعتِذَار لِوقَاحَتى، فقَط أنا أمرُّ بِظروفٍ.. لا تهتَم، أودُّ التَّعرُّفَ عليكَ حقًا."
حاوَلتُ أن يَكُونَ حَديثى مُقنِعًا وأظنُّهُ فعَل..

"لَنْ أُغيِّرَ اسمِي." قهقَه لأنطِقَ "أنا إيڤانچلين."
ابتَسمتُ لَهُ ليَردَّها لى بِتعَجُّب.. "اسمُكِ.. فَريد."
"هل أعتَبِر هذا مَديحًا؟"
سألتُ وأنا أُعاوِد الجُلوس على المِقعَد ليَجلِسَ بِجانِبي ومازالَت نظرَةُ التَّعجُّب على وَجههِ.

"بالطَّبع، اسمُكِ فَريدٌ مِن نَوعهِ لم أسمَع بهِ مِنْ قَبل." قالَ لأبتَسِم لَهُ.
"على كُلِّ حالٍ، لماذا كُنتِ تَجلسينَ بِمُفرَدكِ هكذا؟"
"لا شَئ فقَط أرَدتُّ استِنشاقَ بعضِ الهَواء والجُلوسِ وَحدي."
"هل تَطرُدينَنى مرَّةً أُخرَى؟"
"بالطَّبعِ لا."
ضحِكنَا سويًا وتَحدَّثنا عن بَعضِنا قليلًا.

"أنا فى السَّادِس والعِشرينَ مِنَ العُمر، أنهَيتُ دِراسَة القَانون منذُ ثلاثِ سنَواتٍ وأعمَلُ كـ مُتدَرِّب فى مَكتَبِ والدي لحِينَ يرَى أنَّهُ الوَقتُ المُناسِب لِتعيينى كـ مُحامىٌّ مُستَقِلٌّ." قلبَ عينَيهِ لأُقَهقِه.
"هيَّا دَورُكِ."
"لا أظنُّ أنَّهُ يوجَد ما تُريدُ مَعرِفَتهُ عنِّى."
تنَفَّستُ بِعُمقٍ وأشَحتُ بِبَصري عَنهُ.

"سأنتَظِر لِتُخبِرينى بِنَفسكِ."
"ستَنتَظِر طَويلًا إذَن."

ظَللنَا مُدَّة صامِتين وكنتُ شاكِرَةً لِهذا الصَّمت، مِنَ النَّظرَةِ الخّارِجيَّة لـ هذا المَايكل أظنُّهُ شَخصٌ عادىٌّ لا شَئٌ مُثيرًا للرَيبَة من ناحِيَتَهُ فقَط لا أشعُر بالرَّاحة تِجاهَهُ لا أعلَمُ لِماذا، ليسَ مِثلَما رأيتُ نايل لِأوَّل مرَّة فـ مايكل مُختَلِفٌ بِنَظراتهِ وحَديثِه لا أظُنَّهُ صادِقٌ كُليًا.. لكِن علىَّ ألَّا أُسئ الظَّن صَحيح؟ سأترُكهُ للمَواقِف لِتُثبِتَ لى.

لم أُخبِرَهُ بِشئٍ عنَّي فـ أنا قَدْ عَرِفتهُ مِنْ ساعَتين فقط؛ كيفَ سأُخبِرهُ عَن حيَاتى؟

'لقَد وَثِقتي فى نايل بعدَ يَومَين'
حادَثني عَقلى وهَززتُ رأسي بِسُرعَةٍ لأُخرِجَ الفِكرَة.. فـ نايل مُختَلِفٌ وأيضًا مَحلُّ ثِقَة.

"مابكِ؟"
سألَ مايكل لأفرُكَ وَجهى وأنظُر فى ساعَةِ الهاتِف لأجِدُها الخَامِسَة مساءًا.
"علىَّ العَودَة للمَنزِل لقَد تأخَّرت."
نَهضتُّ بِسُرعَةٍ فـ أنا قَد نَسيتُ أنَّ نايل بِمَنزِلى وأيضًا هارلى ترَكتهُ نائمًا.

"دَعينى أُوصِلَكِ."
شكَرتهُ لكِنَّهُ أصَرَّ على تَوصيلى لِأُوافِق فى النِّهاية، مَنزِلى لا يَبعُد كثيرًا على أيَّةِ حالٍ.

رَكِبتُ بِجانِبهِ وأنا أصِفُ لهُ طَريقَ المَنزِل حتَّى وَصلنَا؛ لَمحتُ ظِلَّ شَخصٍ يدوُرُ ذهابًا وإيابًا أمامَ مَنزِلى وعِندَما اقتَربتُ قليلًا وجَدتُّهُ نايل.

صفَّ مايكل السيَّارَة ليَنتَبِه لَنا نايل؛ وقطَبَ حاجِبَيهِ عِندَما رآنى أترَجَّلُ مِنهَا، سارَ اتِّجاهى ورَمقَ مايكل بِنَظرًةِ بَغضٍ.
"أينَ كُنتِ؟"
"كنتُ فى الحَديقَة.."
لَم يَجعَلَنى أُكمِل..
"من هذا؟"
سألَنى لأتَوتَّر ولا أعلَمُ لِمَ، مُمكِن مِن نَبرَةِ صَوتهِ الغاضِبة؟

"إنَّهُ مايكل تعرَّفتُ عَليهِ اليَوم.. مايكل هذا نايل صَديقى."
"أظنُّ أنَّهُ أكثَرَ مِن صَديقٍ." قالَ مايكل بابتِسامَةٍ جانِبيَّةٍ ليَرفَع نايل صَوتَهُ "وأظنُّ أنَّهُ ليسَ مِن شأنِك." ضرَبَ برَاحَةِ يَدهِ على مُقَدِّمَةِ السَيَّارًة ثُمَّ سَحَبني مِن يَدي لِداخِل مَنزِلي وأغلَق البابَ فى وَجهِ مايكل وأنا مُنصَدِمةً مِن تصَرُّفهُ الغَريب.

"توٌقَّف نايل مالَّذى تَفعَلهُ!"
سَحبتُ يَدي مِن قَبضَتهِ ليَصرُخ فى وَجهى..
"السَّاعَةُ الخَامِسة والنِّصف لقَد مِتُّ قَلقًا عليكِ، ليسَ مَعكِ هاتِفًا لأتَّصل بكِ وخرَجتُ للبَحثِ عَنكِ وأنتِ تتسكَّعين مَع شخصٍ تعَرَّفتِ عليه للتَوِّ!"
تفَاجأتُ مِن تَغيُّرهِ المُفاجئ فـ أنا لَمْ أعهَدهُ بهذِه الطَّريقَة.

جمَعتُ رِباطَة جأشى وبِنَبرةٍ واثِقةٍ أردَفتُ مُقلِّدَةً له..
"أظنُّ أنَّهُ ليسَ مِن شأنِك."

توقَّف مكانَهُ مُتَفاجِئًا لِبُرهَة، رَمشَ بلا استِيعَابٍ عِدَّة ثَوانٍ ثُمَّ أخفَضَ بصَرهُ للأرضِ ورَفعَه إلىَّ مرَّةً أُخرى بابتِسَامةٍ غَريبَةٍ..
"أتَعلَمين؟ أنتِ مُحقَّةً.. لا شأنَ لى."
وبِهذا خرَج مِنَ المَنزِل وصفعَ الباب خَلفَهُ.

Continue Reading

You'll Also Like

33.5K 4.1K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
645K 40.7K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
170K 6.6K 28
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
233K 8.1K 38
GIVE ME A GOOD RIDE!! مُكتملة "أحداث منطقة سباق السيارات" كل الحقوق تعود لي انا الكاتبة الأصلية للرواية.. Switch!!! الرواية مثلية وتحتوي علي العديد...