أرضُ العجائب

By -Cassiopeia_

33.7K 4.2K 2.4K

إياكَ ولمسَ ذاك الكِتاب؛ فقد ينتهي بكَ الأمر بأرض عجائب .. دموية ! حيث أحلامك الوَردية تتلطخ، حيث طُفولتك... More

| وبدأَ مِن كِتاب |
1~| سندريلا |
2~| بياض الثلج -الجزء الأول- |
3~| بياض الثلج -الجزء الثاني- |
4~| ذاتُ الرِداء الأحمَر |
6~| أليس في بلاد العجائب -الجزء الأول|
7~| أليس في بلاد العجائب -الجزء الثاني |
8~| العنقاء ! -الجزء الأول |
9~| العنقاء ! - الجزء الثاني |
10~| العنقاء ! -الجزء الثالث |
11~| هانسل وغريتل ج1 |
12~| هانسل وغريتل -ج2|
13~| جاك وحبة الفاصولياء |
14~| عرينُ الملكة |
15~| قلعةُ السحاب |
16~| لوبين والعِملاق |
17~| بين أطلالٍ منسية |
18~| واقعٌ أم خيال؟ |
19~| كشفُ ستارِ الحقيقة |
20~|في بلدةِ القطِ ذو الجزمة |
21~| بمُواجهة مُغير الأشكال |
22~| جاك وخُطة التدمير ‍‍|
23~| حكايةُ فتى بائس |
24~| بين زنزانات قصر |
25~| رحيل |
26 والأخير~| ليونارد وكِتابُ أرضِ العجائب |

5~| مِنطقة اللا مَكان |

1.6K 201 60
By -Cassiopeia_



سأل بعد برهةٍ من زمن:" لِم أنت هكذا اسود اللون؟ "

ترقبه الأرنب هُنيهةً سريعة، ليتنهد بعد مدة قصيرة، ويرحل بقفزةٍ وحركة كانت جدّ رشيقة..

-" هل عليّ أن اتبعه؟ " تساءل لوبين ببرود، فتلك كانت بداية رحلة أليس؛ ولربما ما توجب عليه أن يقع بنفس الخدعة بدوره .

هز كتفيه بلا مبالاة وأكمل المَشي نحو القرية وكل مرة مِن الفطيرة بيده يأخذ قضمة.

بعد دقائق، أحس بشيءٍ حادٍ يخترق جلد كاحله في سرعةٍ شديدة، فنظر بسرعة نحوه لتلتقط عيناه التي توسعتا ورقة لعبٍ حادة الحافة نزعها عنه بتألم؛ ولمصدرها راح يحدق ويُهمهم ..

-" لا أحد يتوجب عليه تجاهلي، أيها المَلعون ذو رأس البندق ! " اشتد لمعان عينيه القانيتين واتضح الغضب الذي تملكه على كل حركاته وملامحه، فحتى أذناه استقامت واشتدت وعلى استعداد كذلك لأن تصفع كما أخذ لوبين يتخيل !

نظر لوجه الورقة التي سيّلت بضعاً من دماء قدمه، فوجده ذاك الذي ولطالما ارتجف الكل بوجهه ..

-" الجوكر، ذاك هو لقبي .. ولا تستعمله بكثرة، لأن وفي ذلك لن تجد بأي حالٍ منفعة " قال بفمه الصغير الذي لا يعكس صوته الخشن الذي للغرابة هو مثير، مقاطعاً أفكاره.

قاطباً حاجبيه، ردّ عليه :" أنا لَم أسألك عنه "

ورغم ذلك فقد كان يفكر، أولائك الذين يعرفون بأنفسهم عادةً لا تجد لهم وبالقصص أي دخل، إذن فمن هم؟ ..عليه أن يكتشف .

صاح الأرنب وبيده الساعة:" الملكة تنتظرني يا هذا ولمحادثتك هذه لدي وقتٌ يضيع مهابة، فهلاّ اتبعتني فحسب أم اريك ما هو أسوء مِن كل ما شهِدته من أولائك الحثالة؟! "

أومأ عليه الفتى، متأملاً ألا يلقى مع قراره هذا مزيداً من الأسى..

ـــــ

يتوقع أن يمر بنفس الرحلة والدوامة؛ بعدما ارتمى برفقة الأرنب بحفرةٍ وِسعها من الداخل فاق طول أي بوابة ..

ولَم يُرد التفوه بكلمة؛ عقله كان مشغولاً، إذ وطبيعياً فقصة أليس لَم تكن سوى حلماً، فلربما لو عاشها بدوره بأكملها فلسوف يستيقظ مع نهايتها بعالمه كما لو أن شيئاً لَم يكن؟

-" تجربة القفز نحو القطار أفضل مِن ندم تفويته، ثم لن اخسر شيئاً بأي حال " تمتم لنفسه، وعيناه على ظهر الأرنب ذو البذلة السوداء المُنمقة تركزت .

وسرعان ما اشتدت الحرارة بالمكان؛ وبدأ وِسعه شيئاً فشيئاً بالتقلص، إلا أن الفتى لَم يلحظ ذلك ! فهو وكلما تقلص السقف أعلاه كان يتقلص بدوره !، حتى وأخيراً توقفا ليحس الفتى ببعض النسيم؛ عند بابٍ خشبي مزخرف ذو مقبضٍ على شكل برسيم ..

وقبل أن يدخلا، تساءل بعدما زحف التردد لقوله:" ما الذي يوجد خلف الباب؟ " فهو قد بدأ بالفعل يشك من كل هذا الهدوء الذي اخذ ينعم به؛ وبالضبط مع كون إحدى أهم ما استنتج عن هذه البلاد أن وبكل جزءٍ منها تقريباً .. يوجد مُجرم.

-" انظر خلفك " بدلَ ذلك أجابه، ليفعل بعد ثانية تعجب، ازداد مع ما التقطه عينه وقد كان حقاً الأغرب ..

السقف الترابي أعلاه ! وكيف هو يتصاعد ويتصاعد أكثر فأكثر مَع ابتعاده بنظره إلى الما لا نهاية، بل ولا يوجد أي طريقٍ خلفه ! وشبح أشعة يتسلل مِن أعلى، مع لمحه للصخور سبق ومرَّ عليها على احد حَواف هذه الحفرة موضوعة بمكانها عموديا ومثبتة بما بدا أنها قد هَزمت الجاذبية !.. فعلى حِين غرة انطلق صوت الأرنب يقول:" لا تجرب فهم هذا المكان، قد تنتهي بلا عقلٍ لتكمل ما تبقى لكَ من الزمان "

-" ولن أحاول حتى " همس بها لنفسه، ومجددا بدأ بتتبع الذي أكمل فتحَ الباب.

بابٌ ماهي إلا ثواني؛ وأخذهما إلى ما شبهه لوبين وبقوة بالسراب !

فقد كانت مدينةً كاملة من اقل ما يقال عنها مِن خيال، بدءًا مِن أبنيتها الخشبية اللولبية وحتى شعبها الذي تصّنف من إنسٍ إلى حيوانات وأشياء طائرة لكَثرتها لم يعرف ماهيتها ! والجميع؛ مِمن امتلكوا أفواهاً على الأقل، تبلورت وجوههم بابتسامات سعيدة.

لَم يعلّق لوبين على ما يرى بل اخذ يُحلل، فهل هو بقصةٍ ما جديدة لَم تكن سابقاً بمجال معرفته؟ أم هو ببلاد أليس للعجائب التي لَم تقلّ غرابةً عن هذه؟ أو علّها هذه نفسها أرض العجائب التي رُمي إليها ولَم يدري كُنهها للحظة !

بعد ثواني انتبه الفتى، لوجوه الإنس التي كانت بالواقع من صوفٍ أشبه بالدمى !

وكان المنظر كلما تقدما يختلف عما سبق ولاحظا، ما يطير اسوّد وما كان يمشي توقف وكل الأعين على وجهه تركزت، أعينٌ سوداء اقرب منها لأزرار القُمصان، وبسمةٌ مُحاكة وجهت نحوه تماماً مِن كل شخصٍ بهذه المملكة..

-" مُرعب " همس بها، فقد شعر انه قد يتلقى هجوماً بأي وهلة بين الفِينة والأخرى !

-" المظاهر خداعة، لكن إياك والنظر بعيونهم حتى نصل ! "

-" تقول هذا بعد ماذا " همس به وراح يجر عينيه نحو الأرض التي كانت بدورها كلما تقدما تزداد بشاعة، فيتهدم بلاطها الأبيض وينبثق مِن جوفه مع المشي أكثر سائلٌ عفنٌ احمر وشقوقه ديدانٌ زاحفة دعسَ الأرنب على بِضعٍ منها مخلفاً مكانها عُجةً خالطها مزيجٌ وردي اخضرٌ فاحت رائحته الكريهة حتى أنفه ..

-" أين أنا بحق خالق الجحيم بالضبط؟! " باح مختنق الصوت، مُتقزز المظهر.

لَم يُردّ عليه، فبعد برهةٍ من زمن، توقفا عند بيتٍ شكله المُسود لَم يشعره بأي ذرة أمن..

تقدم الأرنب نحو النافذة ليفتح قُفلها ويدخل مِنها، فنظر لوبين مستغرباً نحو الباب المُتمركز بجانبه ليرد من يدعى بالجوكر على سؤال الخفي:" جرب لمسه ولن تنتهي سوى بآخر قلعة الساحر أوز، دمائك تسبق أعضاءك في النزول "

-" أوز؟ " واتته الفكرة، علّه لَو وصل للساحر أوز كما فعلت دوروثي فقد يعيده لأرضه؟ " دوروثي ها؟ " همس مجدداً مع تسلسل الأفكار، فهل هِي نفس الفتاة التي ظهرت سابقاً بالجوار؟

مبتعداً عن حوار نفسه أخذ يحدق بالمكان، ظلامٌ أحاط بالغرفة، ولم يتوضح من أثاثها شيئاً عدى ثلاث ساعاتٍ ضَخمة، طغت بل واستولت على الجُدران الثلاثة كفئرانٍ هجمت على قطعة جُبنة ..

كانت مضاءة، فاستوضح توقف عقاربها إحداها بالثلث وأخرى بالنصف والثالثة كانت قد تعدت مُنتصف النهار .

-" التي بالثلث هي خاصتك، ذات النصف هي للمسافر الثاني، والأخيرة المتوقفة صاحبها أعلى الجبال حاليا يعول "

-" يفعل ماذا؟! " هز رأسه سريعا ليطرح مجدداً:" ماذا تُمثل هذه الساعات بالضبط؟! "

تحرك الأرنب مِن مكان لآخر قافزاً، وببضع جُمل اخذ يتمتم، حتى وصل أخيراً لما بدى كدُرجٍ عتيقٍ سحبه مصدراً الصرير، مِنه اخرج سكيناً رماه للوبين الذي عيناه مع ساعته هامت في البعيد، فيعود مٌحلقا وهامساً ببطء:" العقارب رغم ذلك لا تتحرك، لماذا؟ كذلك، ماذا يحصل حين تتم الساعة؟ "

عدّل الأرنب من وَضع نظاراته الدائرية الصغيرة، وبحركة سريعة نظر لساعته هو وهمس:" الساعة هي مِرآتك، تتحرك بتحركك وتتدمر حتى بتدمرك، مُقسمة إلى ستة، تسافر بين كل جزء منها بحثا عنها، وان لَم تجدها؛ فعلى حين غرّة ستشهد أبشع ما قد يرى قبل أن تُذبح ومن أعلى جبل ترمى "

-" أبحث عن ماذا؟! ثم أنت لم تجب ! عِند الوصول للنهاية ما الذي سيحصل لي؟! "

-" تبحث عن الأرض، أرض العجائب .. والنهاية تعتمد على قراراتك؛ رُغم انك وبرأي هالكٌ لا محالة .. "

-" هُراء ! " صاح بها منزعجاً واقر جدار أخذ يركل، فقد نال مِنه التعب مما يحيط بل ومن كل هذه السخافات صَار يشعر بما يقتل من ملل ..ليكمل:" اكتفيت منكم ! أين أنا؟! ما الذي فعلته العجوز وكيف أعود؟! أميراتٌ سفاحات وحيوانات تتكلم بل وبشرٌ مِن صوف وأزرار ! " صاح منزعجاً بشدة، بينما الأرنب لم يهمس ولو ببنت شفة .

تراجع بِضع خطواتٍ للخلف.

وابتسم، لينشر بلوبين كل ذرة قلقٍ وخوف ..

-" رحلةً سعيدة "

مع اتساع عيناه شعر بجاذبيةٍ نحو الأسفل، قلبه ارتفع بينما ونحو المجهول بدأ ينزل ..

وقبل أن يفقد وعيه، سمع صوتاً مألوفاً يصيح ثم وقبل السقوط يُمسكه:" اللعنة عليك وعلى المَلكة، أيها الأرنب الأحمق ! هذه المرة لن اسمح لكَ بالنجاح بالسرقة ! واخبرها أن دورها اقترب، فلن يكون اسمي دوروثي إن لَم أحولها لجثة ! "

اختتمت قولها بضِحكة .

بينما ولسببٍ مجهول؛ أحس بنفسه يضيع بين اللاوعي، تحت مُطاردة ذكرياتٍ مؤلمة .

ـــــــــــــــــــــ

س : لمن لم يفهم فقد انقذت دوروثي لوبين من السقوط المحتوم بالقصة الجديدة ..تقريباً، لكن ما هدفها من ذلك؟ وماذا قد تريد منه؟ بل ولِم ليست كالباقين تحاول قتله فحسب هي الاخرى؟

-💀🎶- = يُتبع 💔

Continue Reading

You'll Also Like

4.1K 444 32
الثلاثون من ابريل عام 2090م بعد الإبلاغ عن حادث إختطاف من طرف مجهول عصر اليوم الحالى أسرعت الشرطه إلى المزعوم أنه موقع الإختطاف . . . . لم يتم العث...
1M 5.4K 2
بَيْنٓ السٓمٓاءِ و الأرْضِ خُلِقْتْ وبَيْنَ سَعِيرِ الجَحِيمِ و دِفْءِ النُورِ نشأتْ بين الأَبيضِ والاسودِ فرقتْ وبين الملاكِ والشيطانِ سجنتْ بين الت...
3.2K 101 10
عندما تبحث في سراديب الغموض واسرار الماضي ستجد مالا تتوقعه!! شي قد يخيفك!! عن ماضي بعيد!! قد يغير حاضرك!! ADALINE
13.8K 1.1K 4
أخمدت روح الأمل لديها، ذلك جعل الحياة تعتقد أنها ميتة. لذا، لم تعطها فرصًا. فباتت هي و الموت، ورقةً واحدة. أول عمل جدي لي.