كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمرد...

By MonaLotfy

882K 21.6K 590

كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمردات الجزء 2) بقلمي / احكي ياشهرزاد ( منى لطفي ) الملخص همس: سيدي أنا أنثى عاشقة و... More

كبرياء أنثى الحلقة 1 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 2 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 3 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 4 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 5 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 6 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 7 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 8 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 9 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 10 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 12 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 13 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 14 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 15 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 16 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 17 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 18 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 19 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 20 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 21 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 22 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 23 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 24 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 25 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 26 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 27 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 28 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 29 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 30 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 31 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 32 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 33 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الحلقة 34 بقلمي/ منى لطفي
كبرياء أنثى الخاتمة.. بقلمي/ منى لطفي

كبرياء أنثى الحلقة 11 بقلمي/ منى لطفي

21.7K 602 7
By MonaLotfy

كبرياء أنثى – 11 – بقلمي/ منى لطفي

" السلام عليكم يا نزار بيه "..

نظر نزار من تحت نظارته الطبية الى مُقتحم غرفة مكتبه الذي ألقى عليه السلام بصوت مغناج وما لبثت ان انفرجت اساريره وقال بحب وهو يخلع نظارته الطبية راميا اياها على الاوراق المنتشرة فوق سطح مكتبه فيما هو يتجه الى الضيف المفاجأة فاتحا ذراعيه على وسعهما ويقول بكل ترحاب :

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا قلب نزار..

وما لبث ان احتضن همس ابنته مقبلا اياها على وجنتيها ، ابتعدت عنه همس قليلا ونظرت اليه بخبث قائلة وهى تغمز بعينها اليمنى بمكر :

- اوعى تسمعك راندا هانم أحسن انا وانت هنتحط في البلاك – لِيست ويتعلِّم علينا بالبونت الاحمر العريض !!

ضحك نزار عاليا وقال وهو يقرص ابنته في خدها بحنان :

- اوعي تكوني ناوية تقوليلها انى حضنت احلى بنت في مصر وبوستها عندي في المكتب هتقفلهولي من بكرة ؟!

ضحكت همس واجابت بمرح :

- لا لا لا وعلى ايه الطيب احسن هو انا مش عارفة راندا هانم، بس تصدق ليها حق تغير عليك من أي صفة مؤنث ولو كانت قطة حتى !!..

قال نزار بابتسامة مرحة :

- انا شامم ريحة طلب ورا مدرسة القرع المباشر دي.. خير يا آنسة همس ؟..

قطبت همس مصطنعة الحزن وقالت وهى تنظر اليه بألم مصطنع :

- بأه انا بتاعت مصلحتي بردو يا نزار بيه ؟ ماشي يا نزار بيه انا غلطانه انى جيت لك الشغل عموما انا عديت عليك علشان اسلم بس انا كنت جايه لحد تاني خالص !!

ضحك نزار عاليا وقال :

- ايوة قرِّي كدا واعترفي بالسبب الحقيقي اللي خلَّاكي تشرفيني انهرده ... اي ريح طيبة ألقت بك الينا يا آنستي الجميلة ؟ ..

ضحكت همس وقالت :

- والله انت ظالمني ! انا فعلا جايه علشان الفنان بس انت وحشتني اووي قلت افوت اشوفك !!

قطب نزار وقال وابتسامته لاتزال تلون ثغره :

- الفنان ؟ عصام ؟ غريبة ! ممكن أسأل ليه ؟

ابتعدت همس قليلا وقالت وهي تتجه الى الباب لتغادر :

- معلهش يا بوب اسمح لي لازم اقوله هو الاول بس اللي اقدر اقولهولك انك هتفرح له اووي..

قطب قليلا ليفكر ثم ناداها قبل ان تتوارى خلف الباب :

-افرح له ؟ اوعي تكوني جايبه له عروسة ؟

نظرت اليه وقالت قبل ان تغلق الباب خلفها :

- لالالا أَوِتْ يا بوب المرة دي..

ثم اغلقت الباب ووقفت هنيهة حدثت نفسها قائلة بمرح :

- عروسة ؟ انت عاوز ريما اختي تقتلني ؟!

ثم هزت برأسها يمينا ويسارا وهى تبتسم بمرح قبل ان تسير متجهة الى مكتب عصام لتبشِّره بما تحمله له من انباء سعيدة!..

******************

" مراد ممكن تفهمني انت بئالك ساعه عمال تتكلم كلام انا مش فاهمه ... هسألك لآخر مرة انت عاوز ايه بالظبط ؟"

زفر مراد بعمق ومرر يده في شعره الأبنوسي الناعم قابضا على خصلاته من الخلف ونظر الى عصام وقال :

- عاوزك تفهمني اسلام فيه ايه ! اسلام اخوك معرفش مالو بئالو فترة حاسس انه بيتهرب مني ! فيه حاجه هي ايه معرفش والمفروض انكم توائم واللي اعرفه ان التوائم بيكونو اكتر ناس حاسين ببعض واكيد هو قالك على اللي مضايقه ؟!

نظر اليه عصام وقال بابتسامة صغيرة :

- ما تشغلش بالك بإسلام انت عارفه هو بيختفي كدا لوحده وبيظهر لوحده وعلشان اريحك آه طبعا قال لي على اللي شاغل باله بس للاسف مش هقدر اقوله لحد لانها حاجه خاصة بيه هو مش انا فلَوْ عاوز يقولك عليها يقول هو !!

زفر مراد بضيق وقال :

- يعني انا بئالي ساعه معاك وفي الاخر تقول لي لو عاوز يحكي لك.. يحكي لك هو ؟! ... دا كفاية انك لغاية دلوقتي ما عزمتنيش على حاجه!.. دا ايه البخل دا انت طالع لمين يا بني انت عمى محمود وطنط مها اكرم من الكرم؟!

نظر اليه عصام وقال بتفكه :

- عاوز تفهمني انك سايب شركتكم وجايلي مخصوص علشان تدوق بُن عم رجب ولا اللمون بتاعه مثلا ؟ قول بسرعه ايه تاني شاغلك ومضايقك غير موضوع اسلام اخويا !

هتف مراد باندفاع وضيق كلمة واحده حمَّلها كل ما يجيش في صدره من مشاعر متضاربة بين حزن وغضب و ... حُب ليجيب هاتفا بصوت متهدج :

- همس !!

نظر اليه عصام باستغراب قليل لحرقته التي نطق بها اسمها، ولكنه غير مندهش فهو يعلم تماما ما بين هاذين الشخصين ويستغرب كيف الى الآن لم يُجهز مراد على اسامة خطيب همس ؟

قال عصام بتفاهم :

- مالها همس يا مراد ؟

مراد بيأس:

-هتجنيننَي!!.. مش عاوزة تفهم انها ما ينفعش تكون لحد تاني غيري ! مش قادرة تستوعب اني مش قادر اتخيل حياتي من غيرها ! والغرابة انها بئيت بتتكلم بقوة غريبة همس عمرها ما كانت بتقف قودامي وتتكلم وتتصرف بالثقة دي كلها ..ايه اللي جرى ؟ معقولة اللي اسمه اسامه دا قدر يغيرها بالشكل دا ؟

عصام وهو ينتقل للجلوس بجوار مراد على الاريكة العريضة :

- بص يا مراد همس اللي بتتصرف دلوقتي هي دي شخصية همس الحقيقية واللي كنت مش شايفها ! ايوة ما تستغربش همس الحقيقية مش شخصية خنوعه أبدا اللي تشتغل من وهى لسه في اولى جامعه وتحط أهلها قودام الامر الواقع وخصوصا واحد زي عمي نزار وانت عارف شخصيته عاملة ازاي على أد ما هو حنون ومتفاهم لكن غيور جدا على مراته وبناته وبيخاف عليهم ومش ممكن يسمح لحد فيهم انه يخطي خطوة واحده من غير مشورته .. اللي تقدر انها تعمل كدا عمرها ما تكون شخصية ضعيفة ابدا .. لكن المشكلة انها ابتدت تتنازل عن شخصيتها شوية بشوية علشان ترضيك لكن للأسف انت اخدتها من المسلَّمات زي حق مكتسب ليك ما حاولتش تفهم همس نفسها واتعاملت مع ارتباطكم على اساس انه شيء مفروغ منه لكن لما همس فاقت لنفسها وحسِّيت ان شخصيتها خلاص قربت تتلغي وقفت وهي اللي اجبرتك انك تشوف شخصيتها الحقيقية بالعافية!! الشخصية اللي هيا بردو بإرادتها هي كانت مستعدة تتنازل عنها بكل حب علشانك.. ساعتها انت قلت دي اتغيرت.. لا يا مراد همس ما تغيرتش انت اللي اتغيرت !!

نظر اليه مراد باستهجان هاتفا:

- ايه ؟ انا اللي اتغيرت ؟ ازاي بأه يا فيلسوف عصرك ؟

عصام بابتسامة ماكرة :

- ايوة .. وأي حد كان يشوفك مع همس الاول ويشوفك دلوقتي يعرف انت ازاي اتغيرت وبئيت غرقان لشوشتك في ...حبَها !!

كاد مراد ان يقاطعه فرفع عصام يده قائلا :

- استنى بس ما تئاطعنيش .. هي دي حاجه عاوزة جدال !! باين خاالص انك مع الاسف اكتشفت ان حضرتك بتموت فيها بس متأخر اوووي !!

قال مراد بقوة :

- لا مش متأخر ! ومش انا اللي اسيب حقي ابدا وهمس دي حقي انا !!

زفر عصام بضيق وقال :

- ما فيش فايده طول ما انت بتتعامل مع همس انها ملكية ليك وعمرك ما هتقدر توصل معاها لحاجه ابدا ! انت لغاية دلوقتي ما فهمتش همس ؟!

مراد وقد بدأ يستشيط غيظا وقهرا من عصام هادرا بصوت غاضب وقد انتفخت أوداجه من شدة الغيظ و .....الغيرة :

- وانت عاوز تفهمني انك فاهم همس اكتر مني ؟! تكونش كنت بتحبها انت كمان وانا معرفش؟!

أجاب عصام بتفكُّه :

- طبعا بحبها ! همس دي شخصية جميلة ونادر لو لاقيت حد زيَّها اليومين دول وبصراحة انا بحسد اسامة عليها!.. طلع أذكى واحد فينا وعرف يفوز بيها ازاي !!

لم يحتمل مراد حديث عصام وقفز فوقه طارحا ايَّاه على ظهره فوق الأريكة قابضا بقوة على ياقة القميص بينما يهدر بغضب عنيف من بين اسنانه :

- بص بأه.. لا انت ولا اسامة ولا 100 زيكم هتقدروا تاخدوا همس مني وهمس هترجع لي يعني هترجع لي بالزووء بالعافية هترجع برضاها غصب عنها هترجع... انا بس اللي ليَّا الحق فيها ولو سمعتك بتتكلم عنها بالطريقة دي تاني صدقني هنسى انك ابن عمي وهنسى أي حاجه تانية وهتصرف معاك بطريقة ما تعجبكش !!

حاول عصام الفكاك من قبضته بصعوبة شديدة دافعا اياه بقوة من فوقه ثم سعل بشدة ونظر اليه وكأنه ينظر الى مجنون قد فقد عقله وقال من بين سعاله :

- انت اتجننت ! انت كنت هتموتني ! لالا انت حالتك خطر !

ثم وقف مردفا :

- انا هسيبك شوية لغاية ما تروق علشان اعرف اتكلم معاك..

مراد بعصبية :

- لا لا وعلى ايه.. خليك في مكتبك انا همشي !.

عصام بسخط:

- انت اتجننت ! تمشي ازاي وانت بالحالة دي ؟ لا مش ممكن طبعا ...ثوان بس وراجع لك !!

وخرج عصام تاركا مراد وقد وقف مكانه حيث شردت نظراته في وَجْه ارتسم في مخيلته قد دأب في الفترة الاخيرة على مهاجمته في صحوه ونومه، وَجْه.. هو على اتم الاستعداد لدفع الغالي والنفيس فقط لينال نظرة حب كانت ملكه فيما مضى ولكنه بكل غباء وأنانية فرَّط فيه !! ..

----------------------

دخلت همس الى مكتب عصام مارة على مكتب السكرتارية فلم تجد ولاء السكرتيرة ، قطبت هامسة :

- غريبة!.. هتروح فين يعني ؟

ثم هزت كتفيها واتجهت الى مكتب عصام وطرقت الباب قبل ان تدخل فلم تسمع شيئا قطبت ثم فتحت الباب ناظرة قليلا داخل الغرفة فلم ترى أي احد وما لبثت ان استرعى انتباهها صوتا قادما من الداخل فدخلت مغلقة الباب وراءها وسارت متتبعة الصوت لتجده صادرا من غرفة جانبية ملحقة بالمكتب فابتسمت حيث علمت ان عصام لا بد وانه بداخل غرفة تظهير الصور والذي كثيرا ما يلجأ اليها هربا من ضغوط العمل ليمارس هواية التصوير التى برع فيها ويظهر الصور التى قام بتصويرها في وقت سابق ...

قررت انتظاره واخذت تسير في ارجاء المكتب حتى لفت نظرها صورة موضوعه على الحائط تمثل صورة طبيعية لقرص الشمس وهو يغطس في مياه البحر الفيروزية وقد تلونت السماء بلون الغسق الاحمر ، ابتسمت همس وسمعت بابا يفتح وراءها وخطوات تقترب فقالت من دون ان تستدير :

- عارف يا فنان اكتر حاجه بحبها فيك ايه ؟ احساسك بالحاجه اللي قودامك ! عارف انا شوفت صور كتير اووي لكن صورك انت بحس انها بتنطق يعني انا دلوقتي حاسة ان الشمس بتودع الارض وكأنها بتشاور لها وتقولها اشوفك بكرة وكأن السماء بتتلاحم مع البحر في نقطة مغيب الشمس ...بجد يا عصام انت فنان .... وبجد انا بحب فنك اووي..

" بيتهيألي ان اسامة مش هيعجبه كلمة بحب دي اللي انت بتقوليها كتير لعصام سواء بأه قصدك بتحبي صوره او بتحبيه هو شخصيا !!"..

شهقت همس عاليا واستدارت بعنف لتفاجأ بنظرات سوداء عميقة تتطلع اليها وقد استند صاحبها على الحائط المقابل لها عاقدا ذراعيه امامه بينما همست همس بدهشة :

- مراد!!

فك مراد ذراعيه وتقدم منها بخطوات وئيدة وهو يقول :

- ايه مفاجأة ؟!

وقف امامها وتابع وهو ينظر اليها :

- بس يا ترى بأه مفاجأة حلوة ولا ..وحشة ؟ ، اضطربت همس ولم تستطع اجابته فمنذ ذلك اليوم الذي ارسل اليها الورود وهاتفها فيه آمرا اياها على انهاء الفيلم الهابط كما أسماه ويقصد خطوبتها لأسامة لم يهاتفها مجددا وان كان لا يزال يرسل اليها الورود يوميا حتى كاد أسامة ان يشتاط غضبا وبعد ان كان يمزح عن مرسل الورود اصبح ينظر اليها بتساؤل وكأنه لا يصدق انه معجب فقط ببرنامجها ولولا انه يخشى غضبها منه لكان صارحها برفضه لاستلامها هذا الورد يوميا التى لا تعلم الى الآن لم ترفض استلامه يوما !!...

مراد بصوت منخفض :

- ايه يا بنت عمتي القطة اكلت لسانك ولا ايه ؟ ما كانش دا حالك آخر مرة كلمتك فيها لما قفلت السكة في وشِّي ؟!

وكأن تذكيره لها بآخر حديث لهما معا قد جعلها تنتبه من دهشتها فحاولت تمالك نفسها وأجابت متجاهلة سؤاله :

- عصام فين ؟

نظر اليها بغموض قائلا :

- وانت عاوزة عصام في ايه ؟ .

هتفت همس بحدة وقد سئمت تدخله في كل أمورها ووقفت وقد كتفت ذراعيها امامها :

- اظن دا شيء ما يخصكش ؟!

نظر مراد بعيدا وهمس محدثا نفسه بصوت مسموع :

- اممممم ... فعلا شيء ما يخصني!!

ثم تابع ناظرا اليها بقوة :

- انما انت تخصِّيني !!

شهقت همس بصدمة فقد بدأ مراد بشن هجومه عليها سريعا، لتتجه في خطوات قوية الى الباب لتغادر وهى تقول :

- للاسف انا مش فاضية لكلام ما فيش فيه فايدة، لا يودّي ولا يجيب، انا هبقى اكلم عصام فون..

شهقت عندما وجدت مراد وقد وقف امامها ساندا ظهره الى باب الغرفة مانعا اياها من الخروج فقالت بغضب :

- مراد لو سمحت خليني اخرج.

قال مراد برفض قاطع :

- مش قبل ما نتكلم..

هتفت بعصبية محاولة خفض صوتها كي لا يعلو ويسمعهما من بالخارج :

- وماينفعش نتكلم الا هنا ؟ في شغل عصام ؟ وبعدين اساسا انا مش شايفه حاجه تستاهل اننا نتكلم فيها فلو سمحت اوعى من وشِّي عاوزة امشي..

مراد وقد استدار قليلا فسمعت صوت مفتاح يدور في القفل فقطبت مستغربة ما لبثت ان فتحت عينيها على وسعهما وهى تراه يظهر مفتاحا بيده مشيرا اليه وهو يقول :

- يبقى انا وانت هنفضل هنا لغاية ما نتكلم ونحل اللي بيننا ومهما حصل الباب دا مش هيتفتح غير لما نخلص من اللي عملتيه فينا !!

اجابت همس باندهاش :

- انت مجنون ! انت عارف احنا فين ؟ احنا مش بس في مكتب عصام لا احنا بيننا وبين بابا كم متر؟ انت ناسي ان دي شركة بابا وسهل اووي انه ييجي هنا في ثانية ؟!

مراد وهو يرفع كتفيه وينزلهما بلامبالاة :

- ياريت يبقى سهلها عليا اووي !

همس مقطبة :

- سهلها عليك ! هي ايه دي اللي سهلها عليك ؟

مراد ببساطة:

- انى احط نهاية للفيلم الفاشل اللي انت مصرة تكملي فيه دا وانت عارفة ومتاكده انك عمرك ما هتكمليه للآخر!!

قالت همس رافعة حاجبها باستفزاز:

- واذا كان الفيلم عجبني وداخل مزاجي يبقى ما كملوش ليه ان شاء الله ؟

اقترب منها مراد وامسكها من يدها بقوة جاذبا اياها ناحيته وهو يقول بغضب من بين اسنانه :

- يكون اسمعك تقولي انه عجبك دي تاني ...همس ما تختبريش صبري اكتر من كدا .. انا اذا كنت ساكت لغاية دلوقتي فانا لسه مش عاوز اجبرك على حاجه وسايبك انت تاخدي قرارك بنفسك لكن صدقيني لو انا اتدخلت هخلي الفيلم دا يخلص في ساعتها فانهيه انت احسن بارادتك بدل ما يبقى غصب عنك !!

نظرت اليه همس محاولة جذب يدها من قبضته ولكنها لم تفلح فنظرت اليه قائلة بسخرية :

- ايه هتعمل ايه يعني ؟ هتخطفني ولا هتخطف اسامة ؟ علشان تكون عارف بس مافيش حاجه هتقولها ولا هتعملها هتخليني اغير رأيي !

دنا مراد منها حتى كاد وجهيهما ان يتلامسا وقال بجدية بالغة ناظرا بعمق في عينيها العسليتين :

- همس ما تستفزنيش !! انت مش متصورة حجم النار اللي جوايا .. لو اللي اسمه اسامة دا يهمك فعلا انه ما يتأذيش يبقى ابعدي عنه والا ما هسيبه الا لما اخليه يهاجر من البلد بحالها ! هحاربه بكل طريقة وكل وسيلة وفي كل حاجه له وكل شيء مباح في الحب والحرب !!

همت همس بالرد عليه عندما انتبهت الى تحرك مقبض الباب وكأن شخص بالخارج يحاول فتح الباب ثم سمعت صوت عصام يقول بدهشة :

- مراد ..ايه يا بني انت قافل عليك الباب ليه ؟

صاحت همس سريعا :

- عصام انا همس ..

وبترت عبارتها عندما وضع مراد يده سريعا مكمما فمها بينما سمع عصام يقول مستفهما :

- همس ؟ همس عندك يا مراد ؟

لم يجبه مراد وحاولت همس الافلات من قبضته ولكنه احتضنها مقربا اياها من جسمه واضعا ذراعه حول خصرها مكمما بيده الاخرى فمها وقال :

- عصام لو سمحت انا هستلف منك مكتبك فياريت ما تخليش حد ييجي دلوقتي !!

فتح عصام عينيه على وسعهما وقال بدهشة :

- تستلف مكتبي ؟

ثم وعى الى وجود همس بالداخل مع مراد وهو بالخارج وعلى بُعد عدة امتار يقبع والد همس في غرفته ويكفي ان يطلب رؤيته ليعلم انه قد أعار مكتبه لمجنون يهدد ابنته !!

عصام محاولا خفض صوته لعدم لفت الانتباه واضعا فمه على الباب ليسمعه مراد :

- مراد بقولك ايه ما تهزرش، المواضيع دي ما فيهاش هزار خصوصا مع عمك نزار..

لم يسمع صوتا فقطب مردفا:

- مراد افتح الباب وبلاش شغل عيال صغيرة ، استرعى انتباهه وصول ولاء السكرتيرة فاتجه اليها بينما كانت تجلس الى مكتبها وهى تطالعه بغرابة تكاد تسأله لِم وقوفه بهذا الشكل خارج مكتبه بينما قال لها بحدة :

- كنت فين يا هانم ؟ سايبه مكتبك وروحت فين ؟

كانت ولاء شخصية طيبة متفانية في عملها شابة في أواسط الثلاثينيات متزوجة ولديها ابنان ولكنها تلقائية وبسيطة لا تعلم المجاملات واذا ما غضبت فان لسانها يسبقها ولم تكن تظل في أي عمل اكثر من عدة اشهر لسرعة لسانها في الرد وحده عصام من صمد معها لانها نجحت في ابعاد أي شخص يضايقه وخاصة المعجبات بلسانها الطويييل !!

اجابت ولاء مستهجنة :

- في ايه يا أ. عصام ؟.. يعني ايه كنت فين ؟ كنت في الحمام ! ايه حرام ؟ اتزنئت زي أي بني آدم ما بيتزنيء، اعمل ايه يعني؟ ،

اغمض عصام عينيه وزفر بعمق ثم فتحهما ناظرا اليها وقال بحدة :

- مش طالباكي دلوقتي يا ولاء..

ثم سكت قليلا وهو يحاول ايجاد مخرج كي لا يصل خبر احتجاز مراد لهمس الى نزار الذي من الممكن ان يتسبب في قطيعه بين نزار وادهم بسبب فعل طائش لابنه..

قال عصام وقد وجد الحل :

- بقولك ايه يا ولاء انت ممكن تاخدي باقي اليوم اجازة انا مش محتاجك انهرده!..

قطبت ولاء قائلة :

- غريبة ! وليه ان شاء الله ؟ ايش معنى يعني ؟

هتف عصام بحدة :

- انت هتدخلي لي قافية ؟ هو كدا ! دا أمر مني .. روَّحي يا ولاء !!

قامت ولاء وتناولت حقيبتها اليدوية وهى تقول باستغراب :

- طيب طيب خلاص قلبك ابيض حضرتك انا بس استغربت مش بعاده يعني انما حاضر احسن بردو اروح اعمل لحسن دقيِّة المحشي اللي نفسه فيها..

وخرجت تاركة عصام وهو ينفخ بعمق فهاهو قد تخلص منها وضمن انها لن تنقل الى الموظفين خبر احتجاز مراد لهمس بالداخل وله هو بالخارج !! ...

---------------------

ترك مراد همس بعد ان قال محذرا :

- انا هشيل ايدي بس اوعي تزعقي ولا تصرخي ساعتها هسكتك بس بطريقة نفسي من زمااااااان انى اعملها بصراحه!!

سحب يده ببطء فابتعدت عنه سريعا ووقفت امامه قائلة بغضب:

- أفندم يا مراد بيه نعم ؟ هقول تاني؟

ثم زفرت همس بعمق لتهدأ أعصابها الثائرة مردفة وقد قررت تغيير طريقتها في الكلام فهي تعلم تمام العلم مدى عناده فقالت بهدوء نوعا ما :

- مراد ...احنا خلاص ..حكاية وانتهت !!..عادي اتنين من صغرهم اهلهم عاوزينهم يبقوا لبعض وما حصلش نصيب .. بتحصل كتير وهتحصل .. انا ربنا رزقني باسامة وانت ربنا يرزقك بـ..... بواحده تانية تقدر تسعدك!!

شعرت بنغزة في قلبها وهى تدعو له بان يرزقه الله بأخرى، لا تعلم لم شعرت وكأن قلبها يحتضر لدى تخيلها انه من الممكن ان يقترن مراد بأخرى يكن لها الحق في قلبه وحبه !!.. اقترب مراد منها وقال بخفوت وهو ينظر اليها بعمق نظرات جعلت اعصابها تضطرب ورجليها أصبحا هلاميتين فاضطرت الى الاستناد الى مسند الكرسي خلفها بينما هو يقول :

- وهتقدري تشوفيني مع واحده تانية غيرك ؟ لو انت تقدري انا مقدرش ! انا مش قادر اشوفك مع حد تاني يا همس !

قبض على يدها اليمنى رافعا اياها الى اعلى وسط دهشتها وقال وهو يشير الى بنصرها :

- عارفة احساسي ايه كل ما اشوف دبلته في ايدك ؟ كأنه حبل حوالين رقبتي بيخنقني !! همس انا عارف انى كنت بتصرف بغرور وانى عمري ما كنت صريح معاك بخصوص مشاعري لكن انا فوقت همس.. صدقيني عمري ما كنت اتخيل انك هتسيبيني .. آه ممكن نتخانق تبعدي ونرجع نتصالح لكن انك توافقى انك تكوني لغيري عمري ما تخيلتها ! دا موت بالبطيء يا همس !!

أجابت همس بصوت متحشرج من دموعها التى تموج في عينيها تصارع للخروج من بين سجن جفنيها :

- ارجوك يا مراد كفاية !..

اقترب منها وقال وقد خفف قبضته تاركا يدها محيطا وجهها بيديه وهو ينقل نظراته بين عينيها :

- ارجوك انت يا همس !! ارحميني ! انا ما عدتش قادر على بعادك اكتر من كدا ! انا بموت في اليوم ألف مرة كل ما بيمر في بالي انك قاعده معاه وبيكلمك وبيغازلك وبتضحكي له ! متصورة احساسي شكله ايه لما خلاص الاقي انه هو اللي له الحق انه يوافق او يرفض حاجه خاصة بيكي انت وانا ماليش أي حق عليكي ؟

همس وهى تحاول تمالك نفسها :

- مراد .... خلاص يا مراد ... كلامك متأخر اووي .. اسامة ما أذانيش في حاجه علشان يكون جزاؤه مني الغدر !! بالعكس اسامة حبني واحتواني في الوقت اللي انت اتعاملت فيه بكل غرور مع مشاعري ... مش ممكن انسان كان هو السبب انى افضل متوازنه ورجع لي ثقتي بنفسي اتعامل معاه بجحود في الوقت اللي انت كنت بتكسر ثقتي في نفسي لغاية ما حولتني لواحده من غير شخصية تابعه ليك .. انا كنت خلاص قربت اكون مسخ لولا انه ربنا باعته ليا في الوقت المناسب..

استشاط مراد غضبا وهدر بغيرة واضحة :

- وانا مش ممكن افرط فيكي يا همس .. انت ليا أنا.. وانا هروح اكلم عمني نزار حالا ولو عاوز هقول لبابا يكلمه هعمل أي شيء بس ترجعي لي تاني..

ثم ترك وجهها متجها الى الباب وقد وضع المفتاح ليدير القفل عندما نادته بخفوت قائلة :

- مراد ..... للاسف مابئاش ينفع !!

التفت مراد وسأل مقطبا :

- ايه ؟ ليه ما عادش ينفع ؟

اقتربت منه همس ووقفت امامه وقالت بصوت خافت :

- اسامة حدد معاد كتب الكتاب مع بابا خلاص ... هيبقى بعد اسبوعين !!

تسمَّر مراد في مكانه وقد ارتسمت على وجهه علامات الوجوم والذهول بينما انتهزت همس فرصة ذهوله وقامت بفتح القفل حيث اندفع عصام للداخل وهو يهتف بنزق :

- اخيرا ...

ولكنه سكت عندما شاهد مراد وهو واقفا كالتمثال بينما تنظر همس اليه بحزن وقد اشاحت بنظرها بعيدا عنه.. قال عصام مستفهما :

- فيه ايه ؟ ايه اللي حصل ؟

ليمر مراد من جانبه كالقذيقة دالفا إلى الخارج من دون ان يجيبه متجاهلا نداء عصام له بينما قالت همس محاولة الابتسام:

- لا ابدا ولا حاجه بس احيانا لازم الدفاتر القديمة تتقفل !!

نظر اليها عصام وقال بتساؤل :

- وانت متأكده انكو قفلتوها ؟

هزت برأسها ايجابا وقالت بشبح ابتسامة :

- أكيد !!

ثم قالت محاولة تغيير الموضوع وهى تتناول ظرفا من حقيبتها اليدوية :

- المهم ..اتفضل السبب اللي خلاني جيت لك انهرده مخصوص!!

تناول عصام الظرف وفضّه ليقرأ محتواه وما ان انتهى من قراءته حتى رفع رأسه ناظرا الى همس قائلا بتساؤل :

- مش فاهم يعني ايه ؟

أجابت همس بابتسامة خفيفة :

- هو ايه دا اللي مش فاهمه ؟ ببساطة وانا في لبنان كان فيه مسابقة عاملاها مؤسسة لهواة التصوير اتكلمت مع اسلام وباعت لي صور كتير اووي ليك قدمتها باسمك وحصل كذا فرز للمتقدمين لغاية ما فُزت انت بالجايزة الاولى وهى منحة لدراسة التصوير في ايطاليا لمدة 6 شهور من المؤسسة دي ايه رايك بأه ؟

طار عصام من الفرح ونسي أي شيء آخر وقال لهمس :

- انت بتتكلمي بجد يا بنت عمتي ؟

همس بمرح :

- وجد الجد كمان يا ابن خالي !!

سكت عصام قليلا ناظرا اليها بابتسامة خفيفة ثم قال بخفوت :

- همس ...انا عاوز اسالك سؤال واحد بس ..انت مبسوطة ؟

زفرت همس بضيق واغمضت عينيها ثم فتحتهما وأجابته بابتسامة خفيفة :

- ما تشغلش بالك يا فنان .....المهم تركز انت في نفسك وفنك..

ثم هزت برأسها مستأذنة بالانصراف وقد نظر اليها عصام وهي تسير مغادرة مكتبه ويقول في نفسه :

- يا ترى فعلا يا همس قفلت الدفاتر القديمة ولا اللي فات عمره ما هيتنسي !! ....

**********************

" ادهم مراد ما رجعش لغاية دلوقتي وبكلمه موبايله مقفول "..

أجاب ادهم سؤال ريتاج المشبع بالقلق وكانت تجلس بجواره في غرفة المعيشة بينما كان يطالع برنامجا وثائقيا على شاشة التلفاز :

- عادي يا تاج انت قلقانه من ايه بس ...اكيد عند حد من اصحابه او موبايله فاصل شحن ..ابنك ما بئاش صغير يا تاج..

ريتاج وملامح القلق تعلو وجهها الذي لا يزال يحتفظ بجماله رغم تخطيها الـ 48 عاما :

- معرفش يا ادهم قلبي مقبوض .. مش عادة مراد .. وخصوصا ان عصام اتصل بيه كذا مرة وصوته هو كمان معجبنيش وكل مرة يأكد عليا انى اخلِّي مراد يتصل بيه اول ما ييجي !!

قطب ادهم وقال بتساؤل :

- وعصام هيكون عاوز مراد في ايه ضروري اووي كدا ؟

قطع استرساله في تساؤله صوت الهاتف حيث اجابه وما لبث ان صرخ بقلق قائلا :

- ايه ؟ فين ؟ وامتى دا ؟ طيب طيب مسافة السكة انا عندكم .. شكرا..

اغلق ادهم الهاتف وهو يسير مسرعا ليتناول محفظته ومفاتيحه الموضوعه على الطاولة امامه وكان مرتديا بنطالا من الجينز الارزق وتي شيرت قطني فلن يأبه بإبدال ثيابه بينما تكلمت ريتاج متسائلة بخوف :

- في ايه يا ادهم ؟ المكالمة دي من مين ؟

ادهم وهو ينظر اليها بعد ان وقف امامها ممسكا اياها من كتفيها:

- ريتاج حبيبتي .....المكالمة دي من المستشفى !!

شهقت ريتاج بهلع بينما تابع ادهم :

- انا معرفش فيه ايه... اللي اعرفه ان اسلام ومراد عملوا حادثة !!

هتفت ريتاج بلوعة بينما دموعها تهطل مغرقة وجهها :

- طيب انا هروح معاك..

قال ادهم محاولا تهدئتها :

- حبيبتي انا هسبقك اشوف فيه ايه بالظبط وبعدين هكلمك، وما تنسيش ما ينفعش نحسس ماما سعاد انه فيه حاجه الانفعال خطر عليها..

اومأت ريتاج موافقة وقالت :

- طيب حاضر بس اول ما تروح المستشفى تطمنى على طول..

قبَّلها ادهم قبلة خفيفة فوق جبينها وخرج مسرعا بعد ان هاتف محمود اخاه وابلغه انه سيمر عليه للذهاب سويا الى المشفى وأوصاه ألا يبلغ مها الى ان يعلما ماذا حدث لولديهما ..

*********************

" نزار الحقني ..."

صاحت راندا لنزار الذي كان يبادل ابنتيه همس وريما الحديث بينما مهدي خارجا مع رفاقه ، التفت نزار الى راندا وقال بقلق:

- فيه ايه يا راندا مالك يا حبيبتي ؟

قالت راندا بهلع وهى تحاول تمالك نفسها :

- مها كلمتنى وهي منهارة.. بتقول ان ادهم كلمهم من المستشفى!!

هب نزار واقفا وهو يقول بقلق :

- ايه مستشفى ؟ ليه ايه اللي حصل ؟ ..

بينما وقفت ريما وهمس ناظرتين الى امهما التي قالت ودموعها تغرق وجهها :

- ادهم جا له مكالمة ان مراد واسلام عملوا حادثة!!

شهقت همس برعب واضعة يدها على فمها بينما هتف نزار بقلق عظيم:

- وحد منهم جرى له حاجه ؟

هزت راندا راسها نفيا وقالت :

- اسلام عنده كسر في دراعه وشوية كدمات ورضوض..

زفر نزار براحه قائلا :

- طيب الحمد لله..

ثم انتبه ان راندا لم تأت على سيرة مراد فتوجه اليها بالسؤال قائلا وهو يقطب جبينه بقلق :

- طيب ومراد ؟

أجابت راندا وهى تغالب دموعها :

- اسلام كان رابط الحزام علشان كدا ما اتصابش جامد انما مراد ....

وبترت راندا عبارتها غير قادرة على الكلام بينما تهطل دموعها بعنف وتكتم صرخة تكاد ان تفلت منها حزنا على ابن شقيقها مما جعل همس تشعر بقلبها يوشك على الوقوف عن العمل بينما تستمع الى امها التى تابعت وسط بكاؤها الحار :

- مراد...مراد ما كانش رابط الحزام وكان سايق بسرعة جنونية والخبطة كانت شديدة اووي من ناحيته.. مراد.. مراد حالته حرجة اووووي يا نزار، وادهم طلب من ريتاج انها تروح علشان تشوفه قبل... قبل ما...

وسكتت عاجزة عن متابعة الكلام في حين انطلقت شهقة عالية وصرخة باسم حبيبها من فم همس قبل ان تهوى ويتلقفها الظلام وهي تنادي صارخة :

- مراااد... مرااااااااد..... لااااااااااا !!

- يتبع - بقلمي \ منى لطفي

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 28.5K 42
[ 𝕊𝕖𝕩𝕦𝕒𝕝 𝕔𝕠𝕟𝕥𝕖𝕟𝕥 ] تنويه🔞: الرواية جريئة و لا تتناسب مع جميع الأعمار. [ مقتطف ] : أنا لست هي!!! : اخترتك ، أنت لا هي!!!
47.1K 1.2K 5
كل شيء بدأ بسبب سخريتها لكن كيف سينتهي الأمر
10.8M 964K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
4K 282 15
لم تفق وأستمر هو بصفع خدها إلي أن مل!، فذهب إلي المطبخ وأتي بكوب مياه باردة وسكبه علي وجهها بحده فاستيقظت تشهق وكأنها تغرق بالمحيط تحاول جلب الهواء إ...