كبرياء أنثى الحلقة 30 بقلمي/ منى لطفي

23K 562 27
                                    

كبرياء أنثى – 30 – بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

مر على وفاة والدة يارا ثلاثة أيام وهي تلتزم غرفتها في منزل والدتها رافضة أي شكل من أشكال الحياة, فهي لا تتحدث ولا تأكل الا بضعة لقيمات صغيرة وبإصرار من والدة أسامة التي تلازمها في بيتها ولا تدعها وحدها ثانية واحده وذلك بتحذير من الطبيب الذي أسعفها بعد إغماءتها بالمستشفى إثر سماعها نبأ وفاة والدتها حيث أخبرهم بإصابتها بانهيار عصبي حاد وحذرهم أنها على وشك الإصابة باكتئاب حاد قد يؤدي بها الى الحاق الضرر بنفسها, كما شدد أسامة على أمه ألاّ تغفل عينها عنها ولو للحظة واحده, وكان قد قدّم على طلب أجازة من عمله لمدة ثلاث أيام فترة العزاء ولكن لا بد من عودته للعمل وقد زاره زملاؤه جميعا بمن فيهم همس وزوجها لتقديم العزاء في وفاة والدة زوجته ومواساة يارا زميلتهم في مصابها الأليم بفقدانها والدتها وذلك بدار المناسبات المقام بها سرادق العزاء......

كانت يارا تجلس على الفراش رافعة ركبتيها الى صدرها مستندة بذقنها عليهما وهي شاردة بنظراتها الى البعيد حين دخل أسامة بصينية الطعام والتي رفضت تناول أي شيء منه بالرغم من إلحاح حماتها الشديد لتخرج الأخيرة بذات الصينية كما هي لم تمس وهى تنظر الى ولدها الذي وقف امامها رافعة كتفيها بقلة حيلة فتناول من يدها الصينية وطرق الباب ليجيبه الصمت التام كالمعتاد منذ ثلاثة أيام فدفع الباب دفعة خفيفة ودخل مغلقا الباب خلفه بقدمه...

وضع الصينية فوق الفراش جالسا أمامها بينما هي تناظر في الفراغ وتحدث اليها بحنو قائلا:

- يارا حبيبتي علشان خاطري.. انت بآلك كم يوم من غير أكل.. هتقعي من طولك كدا...

لم تلتفت اليه وظلت على صمتها التام فزفر بعمق ثم ابتسم ابتسامة خفيفة متابعا:

- انت عارفة أنا كمان بئالي كم يوم مش بآكل كويس, مش قادر آكل ولا أستطعم الأكل وانت صايمه بالشكل دا,.. ايه رأيك تاكلي معايا وأهو نفتح نفس بعض؟, عشان خاطري ما تكسفنيش.. انا جعان جدا ومش هآكل الا لما تاكلي.. وقبل ما ترفضي اعرفي انى لو وقعت من طولي من قلة الأكل يبقى انت السبب.

أجابت ببرود دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه:

- ماليش نفس.. كُل انت..

قال اسامة بحزن مفتعل:

- يعني بقولك مش هآكل الا معاكي تقوليلي آكل لوحدي؟, انا جعان جدا يا يارا وهموت من الجوع كمان!

فانتفضت في مكانها واضعة يدها سريعا على فمه بشكل فاجأه وقالت وعيناها تبرقان بدموع محبوسة وصوتها يحمل نبرة رجاء حار:

- بلاش سيرة الموت دي انا استويت الله يخليك!!

تنهد بعمق وجذبها ناحيته ليحتويها بين ذراعيه بقوة يريد غرسها داخل أضلعه ثم ربت على رأسها المستكين على صدره قائلا وهو يقبلها متنسما رائحة شعرها المشعث والذي لم تمشطه منذ وفاة أمها حتى عندما تغتسل فإنها تقوم بجمعه برباط مطاطي على هيئة ذيل الفرس بعيدا عن وجهها الذي أصبح عبارة عن عظام يكسوها الجلد!, قال اسامة بحنان زائد:

كبرياء أنثى (سلسلة نساء متمردات - الجزء 2 ) بقلمي/ منى لطفيWhere stories live. Discover now