I Will Change For Myself سات...

Von Magicgirlmana

444K 29.6K 31.9K

شاب من عائله غنيه وكاي عائله غنيه يجب أن يكون افرادها أذكياء وسيمون ومصدر فخر لهم أحد أفراد العائله لم يكن ك... Mehr

البدايه
بارت 1
بارت 2
بارت 3
بارت 4
بارت5
بارت 6
بارت 7
بارت 8
بارت 9
بارت 10
بارت 11
بارت 12
بارت 13
بارت 14
بارت 15
بارت 16
بارت 17
بارت 18
بارت 19
بارت 20
بارت 21
بارت 22
بارت 23
بارت 24
بارت 25
بارت 26
بارت 27 ( رمضان كريم )
بارت 28
بارت 29
بارت 30
بارت 31 (عيد سعيد )
بارت 32 ليس الاخير
بارت33
بارت 34
بارت 35
بارت 36
بارت 37

🌹بارت 38 ( الأخير )🌹

20.7K 1K 2.8K
Von Magicgirlmana

نظر ريو نحوه بهدوء وهو يرى ملامحه الفضولية والتي تطالبه بالجواب
(لاني تعلمت الدرس هذه المرة ! عد للنوم الان !)

امعن لوكاس بملامح والده بتركيز شديد ثم نطق بعد ان استلقى ودفن راسه تحت الغطاء
(اعتذر ,ولكن لم استطع ترك الامر والتنازل هذه المرة )

نظر ريو نحوه وهو تحت الغطاء فنطق بهدوء بينما ينظر نحو ابنه المختبئ
( اياتو يمكنك المغادرة ,لوكا اتركني مع شقيقك !)

نطق اياتو مستاءاً من رفيقه
( الا يمكنك قول هذا بشكل لطيف ؟ اهكذا تشكرني على ترك عملي والمجيء؟ )

نظر نحو اياتو بنظرة جانبية جعلته يستدير مغادرا دون قول اي كلمة بينما غادر لوكا ايضا بينما يسترق النظر نحو شقيقه ووالده بقلق حتى غاب الاثنان عن ناضريه

اقترب ريو من ابنه بهدوء وجلس على السرير بينما وضع يده فوق الغطاء على رأس صغيره بينما لوكاس يشعر بالارتباك فهو منذ مدة لم يتحدث مع والده كما يجب , نطق ريو بهدوء
(لوكاس , انت لم تخطأ ابداً ! انا من بدا بالخطأ ! لو لم اترك وحدك لكان كل شيء بخير! )

اخرج لوكاس رأسه من تحت الغطاء بشيء من التردد واعتدل بجلسته بينما ينظر نحو والده ويده تمسك بالغطاء كما لو انه يستمد منه بعض القوة رغم انه لا قوة به حتى! نطق بتردد ينما يشيح بوجهه
(لست بالسوء الذي تظنه يا ابي ! انا حقاً لست مجرماً كما تتخيلني !)

نظر ريو نحوه بأبتسامة ودودة وهو يسمع منه هذا الكلام
(لم اقل انك مجرم , كل ما قلته انك صرت متهوراً ولم تعد ذلك الطفل الذي يختبأ خلفي وخلف شقيقه بل صرت تأخذ موضع الهجوم وتعود لي على حافة الموت ! ماذا تتوقع مني ان افعل ؟)

تنهد وأكمل كلامه بنفس نبرته السابقة
( اتركك وشانك وكأن شيئاً لم يكن؟ ادير ظهري واعود هنا ولا ادري باي مصيبة سترمي نفسك؟ لقد رأيتك مغطى بدمائك ولمرتين ! ماذا تتوقع مني كأب لك ؟ )

نظر نحوه لوكاس بينما عيناه تحدق بوالده حتى اخفض راسه بهدوء

(لا اعلم حقاً ابي ! انا نفسي لا اعلم ماذا اتوقع او ماذا اريد! لكن كل ما ارغب به حالياً هو ان لا تنظر الي على انني شخص سيء, وربما منحي بعض الحرية !)

تنهد والده بينما نطق بتفهم
(حتى لو سمحت لك بالخروج لوكاس سيكون هذا لمكان اقرره انا, لاجل صحتك على الاقل ولفترة مؤقتة لا تلح على الامر , سأخذك انت وشقيقك للعمل معي ,كتغير للاجواء !)

اراد لوكاس الاعتراض لكنه قرر ان هذا افضل من البقاء بالمنزل لاربع وعشرين ساعة وبداية جيدة لتحسين الوضع مع والده خصوصا وانه سيخسر اخته لاجله , اومأ بهدوء فبعثر والده شعره بخفة وابتسم له
(عد للنوم ,انت تحتاج للراحة الان !)

اومأ فورا واستلقى بينما غادر والده

اليوم التالي حان وقت المحكمة فذهبت سيا الى هناك واسكا كانت مع محاميها دخلت الاثنتان للمحكمة , احدهما كانت برفقة المحامي تسترق النظر نحو ابنتها

نظرات غاضبة تحاول اضعافها بها لتشهد معها بينما الاخرى كانت بمفردها كشاهد يروي ما مر به

وقفت الاثنتان ضد بعضهما بالمحكمة بموقف لم تتوقعه اي منهما , تنظر نحو ابنتها وهي تقاضيها على ما تراه هي صحيحا بينما تشيح سيا بوجهها غير راغبة برؤية امها فهذا يؤلم قلبها

بدأت الجلسة واسكا انفعلت من بدايتها وهي تدافع عن نفسها باستقتال لتثبت انها ام جيدة لكن لم ينفع اي كلام فكل الدلائل ضدها وحقيقة انها اساءت الى ابنتها لن تتغير فتم اخذ الوصاية ومنحت لجدها

بدأت اسكا فور سماع الحكم بالصراخ على القاضي نفسه دون اعتبار مكانته ! حاول المحامي اسكاتها
لكي لا تتورط أكثر وهو معها !

يأست بعد وقت قصير فهدأت ووجهت انظارها نحو ابنتها التي كانت تحدق بصمت

بعد لحظات صمتت اسكا بينما تحركت بخطوات بطيئة وعيناها مثبتتان على ابنتها ، وصلت ووقفت أمامها وهي تحدق بحدة
(منذ اليوم لا ابنة لي ! ليتني لم أنجبك أيتها الجاحدة ! ما كان يجب أن اضيع حياتي لاجلك ! )

أما سيا فقد استدارت مغادرة بينما يدها امتدت إلى خدها تمسح أي دمعة تتمرد وتخرج من عينيها ، وصلت بخطوات سريعة للخارج بينما تأخذ نفساً عميقاً وهي تملئ رأتيها بالهواء ، حاولت الهدوء واجبرت ابتسامة على شفتيها في محاولة لرفع معنوياتها ، نظرت للسماء الزرقاء بتلك الابتسامة والتي لم تكن سوى تعبير عن الحرية الممزوجة بالحزن

والدها والذي انفصل عن أمها منذ زمن مات بمرض بعد مدة من انفصاله حين كانت سيا صغيرة والآن امها ماتت داخلها !

أغمضت عينيها قليلاً ثم انطلقت وهي تتحرك بالطريق دون وجهه محددة وهي تخطط لشراء هاتف لها بينما تحاول تناسي أنها فقدت أمها للأبد تواً وصارت يتيمة تماماً !

~~~~

قرر ريو اخذ ولديه معه لقضاء الوقت امام عينيه وتعلم العمل, بالوقت نفسه لا يبقى لوكاس حبيس المنزل ويكف عن تذمره !

ركب الثلاثة بالسيارة بينما والدته ضلت توصيه لوقت طويل بالعناية بنفسه واختارت له الملابس واعطته تحذيرات وهو فقط حاول ازالة قلقها حتى بالنهاية اخبرها انه ذاهب مع والده وليس للجبهه ليقاتل !

طالت هذه التوصيات ريو ولوكا فكان رد ريو بكل بساط مع ابتسامة مطمئنة على وجهه
( هو ابني ايضا ! هل حقا توصيني بشانه؟)

أما لوكا فقد كان أكثر تشدد من أمه فطمأنها هذا !

ظل لوكاس طول الطريق يحدق بالطريق ورغم جمال تلك المناظر والتي كان يوماً يتمنى رؤيتها كان يشعر بان الاجواء موحشة , لم يعلم ان كان هذا بسبب غرابة المكان عليه او لانه يريد العودة لرفاقه او لانه غير معتاد على والده تماما لكنه تابع التحديق للخارج فنطق والده وهو يحدق به بابتسامة لتلطيف الجو

( هل يعجبك المكان؟)

نظر اليه لوكاس ونطق من فوره بشيء من الحيرة (لست متاكدا لكن الجو كئيب نوعاً ما ! )

نطق لوكا بعد ان تنهد ونظر نحو شقيقه
(ستعتاد الامر اخي ,انت فقط تشعر بالحنين للوطن اظن ! او الحنين للعب... اقصد للرفاق )

نظر ريو نحو لوكا وتجاهل ما كاد يقوله لوكا حتى لا تحدث مشكلة جديدة , وصل بعد مدة للشركة فنزل الثلاثة بينما التفت ريو إلى ولديه
(اذهبا لمكتبي ، لدي بعض العملاء علي رؤيتهم ، سأتي بعد انتهائي !)

أومأ الاثنان بتفهم فغادر يسير بخطوات واثقة قبل أن يختفي من امامهما والتفت نصف التفاتة ونطق بتحذير
(لوكا ، لوكاس لا تعبثا ! )

التفت الاثنان ونظرا نحو والدهما فتحولت أنظار لوكا إلى شقيقه ينتظر ردة فعله فتحدث لوكاس بشيء من البراءة ظهرت دون قصد منه
(لن افعل شيئاً ! سأجلس بهدوء !)

ابتسم ريو وتابع طريقه بينما لوكا ولوكاس راقباه بعينيهما بينما نطق لوكا بهدوء
(قلبي يخبرني أن ما قلته لن يحدث ابداً !)

قطب لوكاس حاجبيه بينما ينظر نحو شقيقه بأستياء
(ما سوء الظن هذا ؟! إن كان تؤامي لا يثق بي من سيفعل؟!)

ابتسم لوكا ساخراً بينما بدأ السير للداخل وتبعه لوكاس بينما رد لوكا على كلام شقيقه أثناء سيرهما
(لأنني تؤامك بالذات انا اقول هذا يا مغناطيس المشاكل !)

تنهد لوكاس مستاءاً وهو يتمتم
(هذا اللقب فظيع ! هو مصدر المشاكل لا انا !)

ضحك شقيقه بخفة حتى وصل الأثنان لغرفة المكتب ، فور دخول لوكاس نظر في أرجاء المكتب بأعجاب شديد وهو يرى ذلك المكتب الواسع ذو السقف والأرضية الناصعة البياض حتى يمكن رؤية الانعكاس عليها ، طاولة بنية أمامها كرسي جلدي فاخر ابيض ، بإحدى زوايا المكتب وضع اثاث بلون اسود فاخر وضع بشكل مستطيل تتوسطه طاولة زجاجية وعليها مزهرية مملوءة بازهار حمراء

جال ببصره بالمكان بينما بدأ يتحرك بالإرجاء وشقيقه واقف يراقب شقيقه بابتسامة مرحة وهو يرى شقيقه يتحول لطفل صغير بسبب فضوله

تابع سيره بحماس بأرجاء المكتب وهو ينظر لكل ما حوله حتى جلس على الأريكة فتقدم شقيقه منه وجلس بقربه بينما اسند الاثنان ظهرهما للخلف ، نطق لوكاس بشيء من الحماس
(لم أتخيل المكان هكذا ! هل كنت تأتي إلى هنا ؟)

نظر اليه لوكا بينما آمال رأسه للجانب لتسنده حافة الأريكة وعيناه توجهتا لشقيقه
(أجل ، ابي قال إن علي إدارة الشركة لذا لابد من تعلم العمل )

صمت لوكاس فشعر لوكا بالقلق من ما يفكر به شقيقه فتابع بشيء من القلق بنبرة صوته
(ما الأمر أخي ؟!لما انت صامت ؟)

تنهد لوكاس بينما ارجع رأسه للخلف وبقي ينظر للسقف
(هل تظن هذا العمل ممتعاً ؟ )

رفع لوكا رأسه وهو ينطق بأستغراب بينما يعقد يديه إلى صدره
(العمل بالشركة؟ أجل اراه ممتعاً ! لما ؟ )

نطق لوكاس بملل
(لا اراه ممتعاً ! أريد شيئاً أكثر إمتاعاً ! لا اعلم ما هو ! يمكنك تولي إدارة الشركة وحدك !)

شهق لوكا ونطق بأنفعال
(اذاً لهذا تقول هذا ؟! اسمع لوكاس لا تهمني أمور الإدارة وغيرها ! يمكننا أن نديرها معا ! أعني انت تقول هذا لأجلي صحيح ؟!)

رفع لوكاس راسه وضحك بخفة
(لا ، لست لطيفاً لاتنازل لهذا الحد ! فقط لدي أمور أخرى اهتم لها )

تسائل لوكا بشيء من الفضول والشك
(ماذا بالضبط ؟! ماذا تريد أن تعمل ؟ )

وضع يده اسفل ذقنه وهو يفكر بعمق بينما شقيقه يراقب بتطلع لسماع جوابه وقبل أن يسمعه سمع الاثنان فتح الباب بينما أطلت سكرتيرته وبرفقتها رجل بشعره الأحمر وعينيه البنفسجية يتقدم بلباسه الرسمي نحو الكرسي المقابل للطاولة

نهض التؤام ونظرا للقادم ، لوكا معتاد على التعامل مع الأمر فتقدم ليلقي التحية على الرجل بينما لوكاس كان مصدوماً ينظر للرجل وهو يدعو أن لا يكون من يتوقعه !

تقدم تابعاً خطوات شقيقه حتى صارا أمام الرجل والذي فور رؤية لوكا ولوكاس شحب وجهه ونهض من الكرسي دون شعور منه كما لو كان يحاول استيعاب ما يحدث ، حدق بمن امامه بصدمة بينما كان لوكا يمد له يده بأدب لمصافحته مع ابتسامة رسمية
(مرحبا بك سيدي )

لم يتلقى رد بل انظاره توجهت للنسخة الاخرى والذي كان يقف خلف شقيقه وهو يحدق به بغير تصديق !

لم يتخيل أنه سيلتقي بوالد اكاي مجدداً وبمكتب والده دون كل الأماكن !

وبسبب ملامح لوكاس المصدومة أدرك والد اكاي أن الذي تعامل معه وافسد الزفاف هو لوكاس وليس لوكا

بالنسبة للوكا تحديق والد اكاي بشقيقه لم يعجبه خصوصاً بتلك الملامح المصدومة والتي سرعان ما تحولت الى ملامح منزعجه وقطب حاجبيه بضيق شديد

التفت ليرى شقيقه بعد ان انزل يده ممتنعاً عن مصافحة من امامه ليرى ملامح شقيقه فنطق بشيء من الشك
(اخي هل تعرفه ؟)

نظر لوكاس نحو تؤامه وتردد بين ان يقول الحقيقة او يؤجلها بعد خروجه , قبل ان يتوصل الى قراره سمع صوت باب الغرفة يفتح مجدداً بينما هم على نفس وقفتهم ليطل ريو ليستقبل الضيف الذي جاء لرؤيته ليجد الاجواء الغريبة التي ملئت الجو فنطق ليعيد الجميع للواقع
( احم)

التفت اليه الجميع كما لو أنهم عادوا للواقع الآن فقط ، تقدم ريو ليصير قرب ولديه بينما يضع يده على كتفيهما وهو ينطق
(ماذا يحدث ؟!)

نظر لوكا نحو شقيقه ووجه كلامه لابيه
(هذا الشخص جاء لرؤيتك ،... أظن !)

نطق والد اكاي محاولاً إظهار صوته دون ارتباك أو قلق بينما هو متوتر بشدة خوفاً أن يكون والد لوكاس يعلم بما جرى
(مرحباً سيد واين ، انا هنا للنقاش بشأن عرض، ربما يمكننا العمل معاً !)

نظر ريو مطولاً نحوه بينما لوكاس يبتسم بسخرية فهو ايقن أن حالة شركته لم تتحسن بعد

ابتسامة لوكاس جعلت لوكا يقطب حاجبيه بحيرة وهو يفكر عن سبب ابتسامة شقيقه أما والد اكاي فقد انتبه لها ولم يكن بوضع جيد كفاية لكي يحافظ على هدوءه فنطق بحدة موجهاً كلامه للوكاس
(ما سبب هذه الابتسامة المستفزة ؟! تدرك انك السبب بكل هذا صحيح ؟)

نظر اليه لوكاس بينما يعقد ذراعيه الى صدره وارتفع حاجبه دلالة على استنكاره
(سببي ؟! ماذا بعد ؟ هل سأتهم اني السبب بالاحتباس الحراري؟لم اقترب من شركتك بأي شكل من الأشكال وكونك أخفقت بعدة صفقات انا لا شأن لي به !)

نظر ريو ولوكا نحوه بشيء من الشك بينما نطق والد اكاي بأنفعال بعد أن نسي نفسه وهدفه تماماً
(لقد افسدت الزفاف اللعين ! لو لم تفعل لكنت اعمل مع شركتهم ببساطة ! بسببك انت وذلك التافه...)

اتسعت عينا لوكا ووجه سؤاله إلى شقيقه
(زفاف ؟ الزفاف الذي خطر على بالي ؟!)

لوكاس بدل الإجابة نظر نحو والد اكاي و
نطق ببرود شديد وبنبرة تهديد واضحة
( التسجيلات !)

ايقن لوكا أن ما يفكر به صحيح بعد تذكره ما اخبره لوكاس به بينما احتدت ملامح ريو ونطق بنبرة صارمة
(ما الذي تريده بالضبط أيها السيد ؟! هل جئت هنا لتهدد ابني ؟! )

ارتبك المعني حين شعر بنفسه أوقع نفسه بنفسه وافسد الامر فقرر المجازفة وأخبار ريو فنطق بهدوء
(لا احاول تهديده يا سيد واين هو فقط أفسد حفل زفاف ابنتي الكبرى وبالتالي إفساد الصفقة !)

نظر ريو نحو لوكاس بهدوء شديد فمهما كان غضبه لكنه وعد أن لا يشك به فوراً فنطق متسائلاً
(أهذا صحيح لوكاس ؟!)

اخرج لوكاس هاتفه وتحدث بهدوء بينما يعبث بالازرار
(ابي ، هذا الشخص اضطهد ابنائه وهدد ابنته أنه سيرسل شقيقها ظلماً لاصلاحية لاجبارها على الزواج وهي ساعدتني قبلاً فرددت الدين ! )

ثم اكمل ببرود
(وزوجته هددتني بالسكين وحين وجدت الأدلة ضده صار اتفاق على أن يغلف فمه أو أبلغ عنه واجعل السلطات تأخذ ابنته الصغيرة )

نظر نحو والد اكاي بابتسامة ماكرة ظهر بها الغضب وحقد دفين يهدد بالخروج
(وبما أنه خرق الاتفاق سأقوم بالإبلاغ فوراً ويمكننا أن نرى حينها نتيجة اخلافه الشرط !)

نظر ريو نحو والد اكاي والذي تبدل لونه كما لو أنه رأى شبحاً وسرعان ما خرجت الكلمات من فمه بصراخ
(انا تنازلت عن وصاية التعيسين وكان الاتفاق أن لا تبلغ !)

نظر لوكاس اليه بحاجب مرفوع ونطق بغضب مكتوم
(بل كان أن تنسى امرهما ولا تبدأ بالنحيب هنا وهناك لأن الزفاف الإجباري أو بالأصح المأتم تم افساده ولكن بما انك الآن لم تلتزم سارسلك بزيارة لطيفة للسجن ولا تقلق زوجتك ستكون برفقتك وابنتك ستوضع بميتم جيد !)

شحب وجهه أكثر بينما ريو لاحظ شحوبه فنطق بنبرة هادئة
(اذا أستطيع أن أرى من صمتك وبما أنني اعرف ابني جيداً سأطلب منك المغادرة وسأتكفل بمنعه عن التبليغ شرط أن لا تتهم ابني مجدداً وتلتزم بعقدك معه !)

ظهر عدم الرضا على ملامحه فأخذ سترته وغادر سريعاً أمام أنظارهم فتنهد لوكاس براحة من انتهاء الأمر إلا أنه شعر بيد والده توضع على كتفه بينما يتحدث والده بنبرة لم يستطع لوكاس تحديد الخفي خلفها

احتار بمعرفة أن كان والده غاضباً أم هادئاً
(اذا ، لا تظن انك فقط ستغلق الموضوع دون أن تبلغني بالتفاصيل صحيح ؟! لن تتحرك من مكانك حتى اسمع الموضوع بالتفصيل !)

استدار ورد على والده بنبرة مترددة قليلاً بينما تحاول عيناه الزرقاء الهرب من خاصة والده
(سأفعل !)

أما بداخله فكان أول ما فكر به
(أشعر اني استمع الى ميارا على شكل صبي !)

جلس بينما شقيقه جلس بجانبه ينظر إليه ووالده أمامه وكانت ملامحه هادئة تماما طوال فترة استماعه ولوكاس كان يسترق النظر اليه أحياناً ويخفض رأسه أحيانا أخرى ، يداه معقودتان يحرك اصابعه بتوتر حتى انتهى أخيراً من سرد كل ما جرى وحاول اختصار بعض الأجزاء

نظر والده نحوه بينما تشابكت يده ارجع جسده للخلف يسند ظهره بالاريكة ، أطلق زفيراً عميقاً
(أحسنت عملاً )

رفع لوكاس رأسه بصدمة ولوكا نظر نحو والده مصدوماً هو الآخر آمال لوكاس راسه قليلاً وتحدث بصوت اقرب للهمس
(انت تمزح صحيح ؟)

وضع ريو قدم فوق الاخرى بينما يتابع حديثه بهدوء
(لا ، كفتى متهور بعمر المراهقة طبيعي ان يساعد رفاقه وهو أمر جيد لكن ...)

نظر ريو نحو لوكاس واردف
(لكن كوني والدك يحتم علي أن اتصرف مع تهور كهذا بما يناسب حتى لا تضع حياتك على المحك أو تتصرف بما يؤذيك لذا توقع تمديد العقاب صغيري ولا تغضب فهو لاجلك

ابتسم بعدها وأكمل
(هل تعلم ؟ يمكنك الغضب هذا لا يهم ولكن مع هذا العقاب ساري !)

قطب لوكاس حاجبيه بأستياء شديد بينما اشاح بوجهه بينما بداخله يشتم والد اكاي على ظهوره أما لوكا فقد حاول كتم ضحكه على ملامح شقيقه والتي كانت أقرب لملامح طفل يتم توبيخه

بدأ ريو بالقيام بأعماله بهدوء بينما بقي لوكا قرب شقيقه بينما يتحدث بمرح
(الم أقل لك ؟ انت مغناطيس مشاكل !)

عبس لوكاس بشدة بينما يعقد ذراعيه لصدره بينما استلقى على الأريكة
(أخي هل ابدو بمزاج لسماع هذا !؟)

ضحك لوكا وجلس بالقرب من لوكاس بينما يبعثر شعره
(لا تقلق سأحاول أن أجد لك شيئاً لفعله أثناء العقاب ربما !)

بقي لوكا ولوكاس مع والدهما بقية اليوم حتى عادوا للمنزل ليجدوا ميا وبرفقتها اكي بأستقبالهم

تقدم ريو نحوها بأبتسامة ودودة بينما تقدمت هي منه بقلق ونطقت بهدوء
( كيف حالكم ؟)

ابتسم بتفهم وعدل على كلامها
(تقصدين هل أصيب لوكاس بأذى أم لا ولكن لا يمكنك السؤال لأنك تعرفين اني والده وسأحرص عليه أكثر من أي أحد اخر )

ضحكت بمرح بينما مدت رأسها لترى الولدين بينما تقدمت اكي لسحب لوكاس من يده وبرفقته لوكا
وهي تتحدث بمرح
(وكما قلت سابقا ان لم اميزكما ساخذ كلاكما فهذا أسهل ، أرغب بقضاء الوقت مع شقيقاي الاحمقان قليلا )

قبل ان يصل الثلاثة للدرج سمعوا صوت الباب فالتفت الثلاثة ليروا اسكا مقبلة بهدوء شديد ، عم الصمت الاجواء حتى بدأ المكان خاليا من البشر ، وقفت أمامهم بابتسامة منكسرة وساخرة امتزج بها غضب دفين وحقد شديد بينما تتحدث موجهه كلامها للوكاس والذي فور دخول اسكا تجمهر حوله كل من أمه وشقيقه واخته بينما وقف ريو امامهم جميعاً
( سلبت مني كل شيء بالنهاية وحققت وعدك لكن لا تعتقد أنك ربحت وانتهى الآمر ، سيأتي يوم تندم وبشدة ، مثلما سلبتني كل شيء سيعاقبك الله ويسلبك كل شيء كما دمرت حياتي !)

وجهت أنظارها نحو ريو بينما تتحدث والدموع تجمعت بعينيها
(ستندم على التخلي عن اختك الوحيدة لاجل كاذب كهذا وسيظهر الحق يوماً ولكن حينها لن اقبل اعتذارك ابداً !)

ظهر جد التؤام ووالد اسكا ليقول بنبرة صارمة
(لا يزال مرحباً بك هنا ! لا داعي للمغادرة ! فقط ما حصل هو أنني ابعدت عنك ما يجعلك شخصاً مستبداً)

ابتسمت بحزن وتركت دموعها تنساب بحرية
(انا لن اتقبلكم بعد الآن ، وجدت من يقدرني ويفهم تضحيتي لذا سأذهب اليه فهو من سيسعدني! سأتزوج جاك ولا أحد منكم مدعو! سأقطع صلتي بكم للأبد !)

ارتفعت يدها لتتحرك على خدها وتمسح تلك القطرات المالحة بينما استدارت اسكا مغادرة
(انتم أموات من هذه اللحظة !)

غادرت المنزل بخطوات واثقة بينما شعر لوكاس ببعض الذنب ليس لأجلها بل لأجل جده ولكنه لم يندم على ما فعله فهو لا ذنب له برغباتها المريضة ، نظر نحو جده فانتبه والده للأمر فتحدث بهدوء بينما ينظر إليه بابتسامة مطمئنة
(عد للراحة برفقة اخويك ، سأتصرف انا وامك !)

أومأ لوكاس وغادر بينما ذهب ريو مع ميا للتخفيف عن الجد فهو يدرك كم أخطأت ابنته لكنها كانت وما زالت بقلبه ابنته الوحيدة والمدللة والتي لم يدخر جهداً لاسعادها لكنه أفسدها وخسرها فلم يعد ممكناً غير الدعاء لها بالسعادة

حل منتصف الليل ولم تعد سيا للمنزل وهذا اقلق الجميع خصوصاً انهم يعلمون أن اسكا دون شك حرصت على جرحها ، لم يستطع أي منهم أن يهدأ فقرر ريو الخروج للبحث عنها فأصر لوكاس على البحث أيضا وبالطبع قوبل بالرفض إلا أن إصراره جعل والده يخضع لرغبته شرط أن يكون شقيقه برفقته بحال حدوث شيء

انطلقت رحلة البحث وبدأو البحث حول المنزل ، استمروا بالنظر بالإرجاء حتى ظهرت امامهم حديقة واسعة تتوسطها اراجيح

اخذ الاثنان نظرة خاطفة بالارجاء حتى وقعت عينهما على شخص يجلس على احدى الاراجيح

نظر التؤام نحو بعضهما يتبادلان الاحاديث بالنضرات وحين تماثلت افكارهما اومأ الاثنان بوقت واحد وتقدما نحو الارجوحة بخطوات هادئة حتى لا يفزعاها

وقفا امامها وضوء القمر الذي كان يتوسط كبد السماء اختفى بسبب وقوفهما , سيا والتي كانت تحدق بالارض بينما يداها امسكتا بحبال الارجوحة رفعت راسها لتنظر للقمر الذي ظنته حجب بسبب الغيوم وقبل ان تصل عيناها للسماء نظرت للتؤام امامها وتقاسيم وجهها تغيرت خلال ثانية بينما نطقت بصدمة وتردد
(ماذا تفعلان هنا؟ )

قفزت ابتسامة مطمئنة الى شفتي لوكا بينما امتدت يده لتستقر على راسها بينما يبعثر شعرها بخفة

(قلق الجميع عليك, ابي وانا واخي نبحث عنك منذ ساعات )

تقدم لوكاس بينما استند لقاعدة الارجوحة ويداه عقدتا الى صدره , امال راسه قليلا بينما نطق
( لست وحدك ,لديك نحن , سنكون بمقام اخوين لك طالما انت اخت جيدة نفخر بها )

نظرت نحو لوكاس بينما تابع لوكا مضيفا لكلام شقيقه
(لا يمكننا ملئ الفراغ الذي تركته امك لكن سنكون سعداء بتقديم يد العون لو امكن!)

ملامحها تجمدت فقد شعرت انها غرقت بافكارها فلم يعد يمكنها التعبير بالواقع

تقدم لوكاس ليقف بالقرب من شقيقه وحرك الاثنان يدهما ومداها اليها بينما ظلت هي تنظر اليهما محدقة

ابتسم الاثنان لها ليشجعاها تحركت يداها دون امر منها فامسكت احدى يديها بيد لوكاس والاخرى بيد لوكا بينما ابتسامة صغيرة شقت طريقها لشفتيها والدموع اغرقت عينيها لينتشر لون البنفسج بها كزهرة بنفسج تفتحت تحت ضوء القمر , تحرك الثلاثة عائدين للمنزل بعد ان طمئنوا ريو

عادوا للمنزل للراحة وقد أخبرهم ريو فور عودتهم أنه سيسجل لوكاس وسيا مع لوكا بنفس المدرسة لكي ينهوا العام الدراسي هنا

لم يعترض المعنيان فلم يكن هناك مجال للرفض وفكرة طلب العودة للقرية كانت أشبه بطلب عقوبة خصوصاً مع حالته الصحية

صباح اليوم التالي أشرقت أشعة الشمس لتدخل عبر الستائر ، تقلب لوكاس بسريره بأنزعاج حين شعر بأشعة الشمس تدخل للغرفة وتخترق عينيه ، سحب الغطاء ليدفن رأسه تحته ويتابع رحلته بعالم الاحلام لكن امتدت يد تنتشله للواقع فلم تكن سوى يد أمه والتي نطقت بمرح وهي تسحب الغطاء منه
(صغيري ، حان وقت النهوض ! ستتأخر عن أول يوم لك ! )

حاول سحب الغطاء مجدداً بينما يتذمر رافضاً ترك سريره
(لا بأس سأفعل فقط إذهبي ! استيقظت بالفعل !)

تنهدت بيأس وسرعان ما ابتسمت بسعادة ، كانت امنيتها طوال تلك السنوات هي أن يكون صغيرها بقربها لتعتني به وتوقظه كالسابق وتطهو له ما يحب فكان هذا حلم تحقق بعد انتظار

سمعت صوت خطوات فرأت صغيرها الآخر مقبلاً بعد أن استعد للمدرسة بينما يقترب من تؤامه عيناه ارتكزتا على شيء معين ووجه كلماته المطمئنة لأمه
(دعيه لي امي ، سأوقضه !)

ابتسمت ومسحت على شعر صغيرها بينما تغادر غرفته بهدوء تاركة الأمر لشقيقه والذي سحب الوسادة من تحت رأسه بسرعة إلا أن هذا لم يمنعه من تقطيب حاجبيه ثم مواصلة النوم بأنزعاج أما لوكا فتوجه للخطة الثانية والتي حرص فيها على مراعاة حالة شقيقه الصحية المتدهورة فأمسك بكوب ماء وابتسم بمكر لثواني حتى سكبه بسرعة

قبل أن يفكر لاحظار كوب آخر شهق شقيقه بفزع بينما اعتدل بجلسته فوراً مصدوماً من الماء البارد الذي بلل شعره ووسادته , نظر بغضب نحو شقيقه والذي اوقع الوسادة وتراجع للخلف بحذر بينما يدافع عن نفسه
( انت اضطررتني فلا تغضب ! سنتاخر فلم اجد وسيلة اخرى لايقاظك!اردت ضربك بالوسادة ولكن خشيت ان يسبب هذا نزف للجرح لذا ....)

قبل ان يكمل امسك شقيقه الوسادة بين يديه بينما نهض من السرير ورماها باقصى قوته لتصيب شقيقه والذي ظهر الاستياء الشديد على ملامحه بينما يتمتم باستياء
( تبا لك هذا جزائي على ايقاظك !؟)

تنهد لوكاس بينما سار متوجها نحو خزانته لاخراج ثيابه بينما يتذمر
(لو ايقظتني بطريقة البشر لما اعترضت ايها المزعج!)

زفر لوكا ذرات الهواء بينما يغادر بامتعاض
( حسنا ايتها الاميرة النائمة غيري ثيابك علينا المغادرة !)

استعد لوكاس خلال وقت قصير خلال هذا تولت اكي ايقاظ سيا والتي قد حظيت بليلة رمادية فلم تكن سعيدة تماما بسبب ما حدث مع امها ولكن كلام لوكاس ولوكا خفف عنها ففور دخول اكي اقتربت منها لتوقظها فنهضت سيا بانزعاج بينما تبعثر شعرها في محاولة لادخال النشاط الى عينيها , اقتربت اكي واحظرت لها ثيابها المدرسية الجديدة وتحدثت بحماس
( سأساعدك للاستعداد! لطالما اردت اخت صغرى لكن كل ما حصلت عليه هو شقيقان احمقان يرفضان ان اعاملهما بلطف لذا ستكونين اختي الصغرى وساعتني بك بنفسي!)

حدقت بها سيا بقزحيتيها البنفسجيتين بينما عيناها تطرفان بحيرة وسرعان ما ضحكت بخفة وردت على كلام اكي بمرح
(يسعدني امتلاك أخت أخرى !)

نظرت اكي بحيرة إلى كلمة أخرى لكن لم يكن الوقت مناسباً للسؤال

غادرت الثلاثة للمدرسة معاً بينما كانت اكي تدرس لامتحاناتها النهائية

طوال الطريق سيا كانت تشعر بتوتر شديد ! كيف لا والمدرسة كانت أكثر مكان اذت به الآخرين ! لن تستغرب لو كانت المدرسة كلها تكرهها وستحرص على اهانتها رداً على ما فعلته !

كانت هذه المواقف ترافقها وتخيفها ولم يخفى هذا على التؤامين ، نظرا نحو بعضهما كعادتهما لتبادل الحديث بالنظرات حتى لا تستمع لما يقولانه ، سرعان ما اتفق الاثنان وتوجهت أنظار لوكاس نحو الخارج لينظر للشوارع عبر النافذة ويده أسندت رأسه

لوكاس لم يكن مختلفاً كثيرا فهو سيذهب لمدرسة أخرى ومكان جديد دون رفاقه ولن يكون ذلك سهلاً ، إلا أنه لم يكن خائفاً فهو ليس شخصاً ضعيفاً والأكثر من هذا لديه شقيقه معه وبعد أن قطع ذلك الوعد لسيا فهو مسؤل عن رعايتها ،

وصلوا للمدرسة اخيراً والتي كانت من بين أفضل المدارس بالمدينة ، نظر لوكاس اليها بينما يمر على عقله مدرسته القديمة ، ذكرياته بها ، وشعوره اول مرة ، شرد بذهنه حتى وصل إلى مسامعه صوت شقيقه ويده التي وضعها على كتف لوكاس ليحركه بخفة ويعيده للواقع
(إلى أين ذهبت بعقلك ؟! )

استدار رأس لوكاس نحو مصدر الصوت وابتسم بخفة بينما يأخذ الحقيبة
( لا شيء ، لنذهب !)

ضغطت سيا على يديها بتوتر فالتفت اليها لوكا ليخرجها من شرودها هي الآخرى
(وانتِ سيا ! كفوا عن التحليق بعالم الاحلام ! لنذهب !)

نظرت اليه ولم يكن بمقدورها إخفاء توترها لكنها حملت حقيبتها ونزلت بسرعة ، لوكا فور نزوله تقدم منه شاب ينافس البن بلونه وعيناه البحريتان يتقدم نحو لوكا بمرح ويحمل حقيبته على احدى كتفيه

وصل إلى الثلاثة فوقف بحيرة امامهم بينما تنتقل عيناه بين الثلاثة محاولاً استيعاب وجود اثنين من صديقه ومعرفة من منهما يكون صديقه

نطق بحيرة وما تزال عيناه تتنقلان بينهما بينما يحدق به لوكاس بحاجبين مقطبين فسبق كلام سوتا
ليجيب على السؤال الذي توقع سماعه
(صديقك واقف هناك أمامك فهلا توقفت عن التحديق بي كما لو كنت تمثال بمتحف !)

ثواني حتى انفجر سوتا ضاحكاً ولوكا شاركه الضحك أم سيا فقد تراجعت قليلاً للخلف لتصير قرب لوكاس فسوتا أحد من يعرف ماضيها ، نطق سوتا من بين قهقهته
(هو حقاً كما وصفته لوكا ! )

تنهد لوكاس ونطق بهدوء بينما يمر من جانبه وتبعته سيا من فورها
(لن اؤخرك على صديقك لوكا ، سأذهب لمكان هادئ !)

قبل ان يستطيع المغادرة شعر بيد تمتد لتقبض على يده بقوة فالتفت نصف التفاتة لينظر بغير اهتمام نحو شقيقه والذي كان ينظر إليه بعبوس وهو يتذمر
( وتعتقد اني سأسمح لك بالغياب عن نظري ؟! لا تحلم ! ستبقى معي لوكاس والا من يعلم ماذا سيحدث ؟!قد يظهر قاتل متسلسل من اللامكان أو يحصل حريق ضخم أو من يعلم !؟ لن اسمح لك بالابتعاد !)

التفت سوتا لينظر نحو لوكاس هو الآخر ليساعد صديقه والذي كان دوماً يخبره بكل ما يجري معه بما في ذلك تهور شقيقه فتحدث بشيء من الهدوء
(شقيقك كاد يموت أكثر من مرة بسببك ، أظن من حقه عليك أن تعطيه إجازة من القلق وتنفذ ما يريده ! المسكين صار يشبه الأشباح من شدة اصفراره من قلقه عليك !)

تنهد لوكاس ونظر نحو سوتا بعد أن أبعد يد شقيقه برفق
(لما لا تعتني به لأجلي اذا؟ أحتاج لبعض الحرية فأنا حبيس المنزل منذ أيام ! )

قبض لوكا على يده مجدداً وسحبه معه دون انتظار رأيه بينما تبعه لوكاس كطفل يتبع والدته دون اعتراض رغم أن ملامح وجهه أظهرت عبوس على تجاهل شقيقه لكلامه لكنه سرعان ما ابتسم بأستسلام وتابع سيره برفقة شقيقه وكان سيا وسوتا قد تبعاهما

نظام المدرسة لم يسمح بوضع لوكا ولوكاس بنفس الصف فتم وضعه بشعبة أخرى وسيا كانت برفقة لوكا ، فور دخولها الصف اربكتها نظرات الجميع فأخفضت راسها بينما الجميع يتبادل النقاش بشأنها

لاحظ لوكا هذا فتقدم وامسك بيدها لتفاجأ هي بينما هو سحبها حتى وصل لمقعدها ، ترك يدها بينما ذهبت هي لتجلس بينما تحدق به بصمت فنطق بهمس بابتسامة واثقة
(قلت لك ، سنكون معك ، لو ازعجك أحد اخبرينا وسنتصرف !)

ابتعد عائدا لمقعده وسوتا كان برفقته أما لوكاس فقد جلس بذلك الصف وحده محاطاً بأصوات الهمس التي ظلت كل منها تروي إشاعة عنه وهو يبتسم بسخرية على سعة خيالهم وان كان واقعه أغرب من الخيال الذي يحيكونه !

~~~~~~~~~
في السجن

جلس ذلك الشاب بزنزانته يحدق بالحائط يده حطت على قدمه التي اقتربت من صدره ، وقدمه الآخرى مدها على السرير الأبيض الخشن والذي لا يزال يواجه صعوبة بالاعتياد عليه

منذ دخوله السجن لم يأتي أحد لزيارته ، أقنع نفسه أنه لا يهتم ولا يحتاج أحداً ، كان أكثر ما يزعجه بهذا المكان عدا عن الطعام السيء والذي يبعد شهيته عنه تماماً والمكان الخانق والأشخاص السيئين حوله والعداوات التي كسبها خلال وقت قصير بسبب غروره ، كلها كان يمكن أن يتقبلها بمرور الوقت لكن شيء واحد كان يقتله ويجعله يخرج عن طوره !

اقبل ذلك الشخص كعادته يتحدث بنشاط وثقة يجعل من يراه يظنه بمنتجع فاخر يقضي أيام إجازة سعيدة ربما ! رغم أنه في زنزانة بالكاد يصل لها هواء نظيف ! كانت رؤيته تستفز استر ولكن حظه فرض عليه البقاء معه بزنزانة واحدة !

تذمر استر عدة مرات بشأن شريكه وقوبل بالتجاهل فكان عليه تحمل البقاء مع شريكه والذي كان يتميز بعينيه العسلية وشعره الازرق ، دخل للزنزانة وبيده بعض الكتب يحملها بيديه

ذهب كاي ليجلس على السرير ليرتاح وبعد أن أخذ أنفاسه نهض ليمد أحد هذه الكتب لاستر والذي حين رأى هذا رفع حاجبه مستنكراً ينتظر كلام من أمامه والذي ابتسم بهدوء
(يجب عليك ايجاد طريقة لقضاء الوقت وأفضل واحدة هي قراءة كتاب ! جرب هذا قد يفيدك !)

تحركت يده بحركة سريعة ليدفع الكتاب بقوة حتى وقع ارضاً بينما أنظار من أمامه لا تزال تركز عليه بهدوء شديد وكأن استر لم يفعل شيئاً ، نظر استر نحوه بتحدي والمقابل لم يبدي ردة الفعل المتوقعة فتنهد ليهدأ نفسه ثم نطق ببرود شديد
(انشغل بنفسك واتركني ! لأنك يبدو للان لم تعلم أين أنت ! وآخر ما ينقصني هو التعامل مع المجانين )

ابتسم الآخر بهدوء وتحدث بشيء من الاستفزاز
(هل رأيت ؟ تبدو الآن أفضل ، وجود شخص تغضب منه أفضل من البقاء وحدك !)

توجه الشاب نحو الكتاب وامسكه بيده وعاد إدراجه نحو استر ووضع الكتاب على سريره بينما الآخر ضم ذراعيه لصدره كما لو كان ملك !

عاد الشاب لسريره بهدوء وتابع قراءة الكتاب بينما يستلقي
( شيء آخر ، بشأن كوني لا اعلم أين انا ، انا اعلم لكنها ليست نهاية العالم ! هي فقط البداية ! ارتكب الجميع هنا أخطاء ونحن هنا لنكفر عنها ونعود أشخاص جدد ! ليست نهاية شيء فقط لا تبقى انت متجمداً بزمنك وتنظر للأمر أنه بقعة سوداء تبتلع كل شيء ! طالما انت حي لا بأس ، يمكنك التعويض
وسيتقبلك الآخرون بمرور الوقت )

ابتسم بعدها وتابع بغير اهتمام محركاً يديه بملل
(وان لم يفعلوا ، للجحيم ايضاً ! المهم أن ننهي هذا ونحظى بحياة جديدة لأنفسنا بعد أن نكون دفعنا ما علينا ! وبأي حال انا صديقك لذا لم تعد وحدك ! )

صمت استر ورمى الكتب عليه واستلقى بغير اهتمام !
~~~~~~
في القرية بعد مرور بعض الوقت تقرر رحيل جولي فقد وجدت عمل بالمدينة وقررت ترك القرية والذهاب إلى هناك للاستقرار بينما استمر الباقون بدراستهم هناك بهدوء نسبي

🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بعد مرور سنتين

انهى الجميع مدارسهم وحان وقت التخرج ولعدم توافر الجامعة حان وقت رحيلهم من القرية !

وقف اكاي ومارك ولايت وبرفقتهم ميارا وناتالي يحدقون بتلك القرية كل منهم غارق بأفكاره ، جميعهم هنا بدأو حياة جديدة وغير متوقعة ، كسبوا لهم أسرة ورفاق ، تألموا وفرحوا ، ضحكوا وبكوا ووصلوا إلى ما هم عليه تحت ناظريها

شعور بالحنين تولد قبل رحيلهم حتى ، قلوبهم ترفض تقبل حقيقة انهم كبروا وحان وقت الفراق ،

لكن جميعهم عزوموا المغادرة ولم يكن شيء كهذا ليردعهم فليست اول مرة ولا آخر مرة يفارقون بها شيء عزيز عليهم لكن لابد من المضي قدماً لرؤية ما يخبأه المستقبل

وصلوا للمحطة وقد رافقهم ليو إلى هناك ، وقف بينما احتظن شقيقه بخفة وضرب على ظهره بينما يركز عينيه الخضراوتين إلى الفراغ بابتسامة حزينة ظهرت دون إرادته
(حقاً لا أصدق ان أخي الصغير كبر وصار بالجامعة وحان الوقت لاتركه ينطلق بحرية !)

أبعده عنه قليلاً لينظر نحو عيني شقيقه والذي كان ينظر بحزن هو الآخر ووضع يداه على كتفيه
(لكن لا تعتقد أنك حر الآن ! ستبقى أخي الأصغر للأبد ! العبث غير مسموح واذا تصرفت بتهور ستعاقب !)

قطب حاجبيه بينما يعترض بسرعة دون تفكير بشيء من الأنفعال
(فظيع ! وما الذي تغير اذاً!؟ أين الحرية ؟! )

ضحك شقيقه بخفة بينما يضع يده على كتف شقيقه
(انا اتركك تسافر وحدك هذا الفرق ! اعترض وسأمنعك من هذا أيضاً !)

تحرك قبل سماع رد شقيقه نحو اكاي وحين مد يديه ليحتظنه وضع المعني يده أمامه كدرع ونطق بسرعة وجدية
(لا تفكر أن تفعل هذا أو ستقتل ! لست طفلاً كأحدهم ! ولو اردت فعلها سيكون عليك الدفع !)

تقدمت ميارا بهدوء وضربته على رأسه بخفة فنظر اليها بامتعاض وصرخ معترضاً
(ماذا فعلتي ؟!)

تحركت يدها متجاهلة سؤاله ودفعته لتستقبله يد ليو والذي ابتسم بود بينما يعبث بشعره
(نصيحة أخي الصغير ، لا تعبث مع ميارا فلست نداً لها !)

وضعت يدها على خصرها وارتفع حاجبها استنكاراً فنطق ليو بتردد
(ولا انا ند لها !)

ابعده عنه ونطق بلطف
(سأتبعكم قريباً لذا هذا وداع مؤقت !)

نظروا اليه بأستغراب على هذا التصريح
فصمت قليلاً وتردد بالكلام فتقدمت ميارا منه ووقفت بقربه وامتدت يدها لتمسك بيده بينما تتحدث بثقة
( انا وليو اتفقنا على الزواج لذا هو سيأتي عما قريب بعد أن يرتب أمور عمله !)

اتسعت أفواههم بصدمة وحل صمت على المكان فكان أول من كسر الصمت هو مارك والذي كان يسند ناتالي وابتسم ابتسامة هادئة
( أخيراً أعلنتما الأمر ؟! مبارك لكما )

نظر اليه لايت واكاي بأستغراب بينما تحدث اكاي معترضاً
(لحظة كنت تعلم!؟ هل أنا آخر من يعلم ؟!)

تحدث لايت بسرعة
(لا أيها القائد انا ايضاً أعيش معه وهو بكل جرأة أخفى الأمر عني بينما يطلب مني أخباره بكل شيء !)

تنهد وتابع بابتسامة
(اذا الزعيمة ميارا حقاً ستصبح زوجة أخي ! هذا فظيع !)

تقدمت ميارا منه فتراجع للخلف بتوتر
(قصدت أنه رائع ! ماذا يمكن أن يكون أفضل من أن تصبح الآنسة فضولية زوجة أخي الفضولي!)

نطق ليو بينما يبعثر شعره الداكن وابتسامة لطيفة بسبب تلك الاجواء الدافئة
(أظن يجب أن تذهبوا قبل ذهاب القطار ! اراكم لاحقاً !)

توجهوا نحو القطار ليقلهم نحو العاصمة ولوحوا لليو ، جلسوا بمقاعدهم بينما يحدقون بكل شيء بعاطفة واضحة فنطقت ميارا بهدوء بينما تضع الأمتعة بمكانها
(ما بكم جميعاً ؟ توقفوا عن النظر كجدة توشك أن تموت وتنظر إلى احفادها !)

شهق لايت بفزع بينما يتحدث بأستياء
(نحن بطريقنا لحياة جديدة فهل هذا كل ما لديك لقوله ؟!)

ضربت كفيها وتحدثت بأستياء
(ذكرتني بما اردت قوله ! اليوم اريدكم أن تأتوا معي لمكان ما ! )

نظروا اليها بأستغراب فتحدثت ناتالي بحيرة
( أي مكان ؟!)

غمزت لها ميارا وهي تبتسم بمرح وجلست بمقعدها
(هذا سر ، ستعرفين قريباً !)

~~~~~
وقفت تلك الفتاة بشعرها الأسود الحريري الذي كانت ترفعه للاعلى والذي يصل لأسفل ظهرها بثوبها الداكن والاقراط التي كانت على شكل حلقة بأذنيها قرب حديقة كبيرة تنتظر بلهفة شديدة

ظلت تنظر بعينين متلهفتين بين الحظور الذين كانوا يتنزهون برفقة اسرهم بينما هي تبحث عن شخص واحد تنتظره منذ زمن ، لمحت تلك الفتاة الشقراء القادمة من بعيد وهي تركض بأقصى سرعتها

تجمدت سيا مكانها وهي تنظر لجولي والتي كانت طوال تلك المدة تمدها بالدعم وتتصل بها كل يوم لتجعلها تشعر بالتحسن بعد رحيل أمها وها هو أخيراً
موعد اللقاء !

وقفت الفتاتان أمام بعضهما لوقت حتى توجهت سيا نحوها لتحتظنها بينما استقبلتهما الاخرى لتحتظنها بين يديها بابتسامة عريضة
(مرحباً بعودتك للمنزل !)

ابتعدت سيا قليلاً لتتحدث بسعادة بالغة وحماس لم تشعري به منذ زمن
(اخيراً سنبقى معاً ! لا أصدق أننا معاً مجدداً !)

اومأت المعنية بحماس
(أجل عزيزتي ! انا كذلك ! )

أظهرت صندوق ما ورفعته لتريه لسيا
(لقد اعددت هذا الطعام خصيصاً لكِ ! سنقضي باقي اليوم بنزهه ما رأيك !؟)

اومأت سيا بسعادة ولكنها سرعان ما تذكرت أمراً
(لكن يجب علينا العودة قبل الخامسة مساءاً !)

أجابت جولي بابتسامة ودودة
(أجل لا تقلقي ! لم انسى !)
~~~~~~
بذلك المنزل الواسع الذي كان أقرب للقصر ، دبت الحياة فيه مجدداً بعد عودة اثنين من أسياده !
الخدم يتحركون هنا وهناك بينما يجلس صاحبا القصر في غرفة الجلوس قرب موقد النار وهما يشربان كوب من الشاي ، نطق الشاب بعينيه الزرقاوتين بينما يقلب أوراق العمل بيده بملل
(من التعيس أن يكون أول ما افعله فور عودتي هو العمل على أوراق مملة !)

ابتسم شقيقه بينما يمسك الكوب بيده ويحتسي منه القليل
(هذا يجعلني سعيداً اني قررت ترك هذه التعاسة لك أخي !)

تنهد ورمى الأوراق بأستياء على الطاولة وارجع جسده واسنده بالاريكة
( للأسف اسبابك تجعلني أرغب بإجبارك على هذه التعاسة لكني للأسف لن افعل خصوصا بعد أن وافق ابي !)

تذكر الاثنان ذلك اليوم حيث أعلن الطبيب اياتو عن حالة لوكاس الصحية

Flash back
قبل سنة
جاء الطبيب اياتو كعادته ليتفقد حالة مريضه ، فور انتهاء الفحص نطق بحزن شديد
(لدي خبر مؤسف !)

نظر نحوه الجميع بشك وبعض القلق تسلل لهم عدا لوكاس والذي كان يغلق أزرار القميص بقي يمسك بالزر وينظر بحاجبين مقطب لاياتو وريو كان يضم ذراعيه الى صدره
(لوكاس شفي ولم يعد بحاجة للرعاية !)

تنهد لوكا ووضع يده على قلبه بشيء من الاطمئنان بينما والده أغلق عينيه ونطق بسخرية
(الم يخبرك أحد أن أسلوب كهذا قد يتسبب بقتلك على يد أحدهم ؟!)

أما لوكاس فقد ابتسم بسعادة
(اخيراً لن اضطر لرؤيتك مجدداً ! )

نظر نحوه اياتو بحاجب مرفوع
(كم انت صريح ! )

ابتسم بمكر واردف
(ثم لا تطمئن كثيراً مع تصرفاتك تلك اتوقع ان ازوك قريباً !)

اشاح لوكاس بوجهه بصمت فتحرك اياتو للمغادرة بينما ينطق بابتسامة مستفزة
(اراك لاحقاً صغيري !)

فور خروجه توجه والده وجلس على الكرسي بهدوء وأمر لوكا بالجلوس قرب شقيقه ، نظر اليه الاثنان بقلق واضح بعينيهما ، نطق ريو وعيناه مثببتان على صغيريه
(اسمعاني جيداً ، قريباً ستبلغان ال 18 وبما أن لوكاس شفي أخيراً قررت انا ووالدتكما شيئاً !)

نظرا نحو بعضهما ثم عادا للتحديق بوالدهما والذي تابع
(لذا سأعطيكما الخيار بتحديد مكان دراستكما والتخصص ، إذا رغبتما بالعودة لليابان والعيش بالمنزل هناك ، انا ووالدتكما وجدكما واكي باقون هنا ولكن لو قررتما الرحيل سنأتي لزيارتكما هناك ، بالطبع الخيار لكما كلياً !)

اكمل بعد أن أخذ نفساً عميقاً
(انا لا مانع لدي رغم أننا سنشتاق لكما لكن رغبتكما تهمنا )

وبالطبع يوم مغادرتهم كان مليء بالدموع ووالدتهما سألتهما الآلاف المرات أن كانا يرغبان بالتراجع !

لوكا قرر العودة برفقة شقيقه فلم يكن يرغب بتركه وايضاً لكي يدير الشركات باليابان أثناء دراسته وهذا سيساعد والده ويخفف عنه

End of flash back

عاد الأثنان للواقع ليتحدث لوكا بهدوء
(الا تزال مصراً على دراسة الصيدلة ؟! )

نظر اليه لوكاس بينما يضع قدمها استقرت إحداهما فوق الآخرى والكوب بيده
(أجل ، سمعت ان احد فروعه يسمح بالعبث بالمواد الكيميائية وهذا ظريف ! أعجبني !)

تنهد شقيقه بيأس بينما يتمتم بخفوت
(لا أمل منك ! )

أقبلت احدى الخادمات لتتحدث بأحترام
(سيدي ، الضيوف وصلوا !)

وضع لوكاس الكوب بهدوء على الطاولة بينما يوجه سؤاله لشقيقه وهو يلم بالنهوض
(ستأتي معي لاستقبالهم وتترك كومة الأوراق المملة صحيح ؟! )

نهض شقيقه تاركاً الأوراق جانباً بينما يتحدث
(لن افوت فرصة رؤية ملامح التفاجأ عليهم ثم لا يزال على التعرف على بعضهم خصوصاً ميارا !
لقد ظلت تتصل طوال السنتين ولم اقابلها ابداً !)

~~~~
بالطابق الأسفل حيث دخل الجميع لذلك المنزل وهم ينظرون بالإرجاء بأعجاب شديد وتوجهت التساؤلات نحو ميارا والتي امتنعت عن الإجابة مطلقاً منتظرة صاحب المنزل

بدأو ينظرون للصور والأثاث بفضول فأقبل صاحب المنزل برفقة تؤامه وقبل أن يلاحظوا وجوده نطق بابتسامة ساخرة وسعيدة عكست مشاعره كلها
(تركتكم سنتين لاعود واجد عدوى الفضول قد أصابت الجميع !)

التفت اليه الجميع بوقت واحد ونطقت ناتالي بسعادة بالغة
(لوكاس ؟! لا أصدق ما أراه !)

اقبل للأسفل حتى وصل لأسفل الدرج برفقة تؤامه فتقدمت منه ناتالي بسعادة فأبتسم لها بهدوء وبعثر شعرها بخفة
(أهلا صغيرتي ، كيف حالك! ؟ اشتقت لك كثيراً !)

استرق النظر لاكاي ونطق بغير اهتمام
(ارجو ان لا تشعر بالغيرة أيها القائد !)

اقترب اكاي ونطق بنبرة ودودة دلت على غضبه المكتوم داخله
(لا ،أبداً لما قد افعل ؟! )

امسك اكاي بيد لوكاس بقوة وابعدها فنطق لوكا بمكر وهو يعقد ذراعيه لصدره
( حتى المغرور يشعر بالغيرة !؟ هذا غير متوقع ! )

تقدم من ناتالي ومد يده لها بينما يتحدث بلباقة
(انتِ مذهلة يا انسة ، مرحباً بك انا لوكا شقيق هذا المتهور!)

تورد خداها وصافحته من فورها بخجل
(مرحباً لوكا انا ناتالي شقيقة مارك )

تقدم اكاي وابعد يدهما بالقوة وسحبها
نحوه وهو ينظر بعينين عدائيتين
(شقيقة مارك وحبيبتي !)

حدق به لوكا لثواني ثم انفجر ضاحكاً بينما تقدم لايت فضرب لوكاس كفه بكف لايت والذي تحدث بابتسامة سعيدة على شفتيه
(لا أصدق انك عدت ! حقاً مفاجأة سعيدة ! لما لم تخبرني !؟ بأي حال سعيد بعودة شريكي في العبث ! )

شهق لوكا وقطب حاجبيه من فوره ليتحدث بتهديد
(لا تنسى أنه عاد معي وصدقني انا أسوء من السجن نفسه ! )

نطق لايت بأستياء شديد بعد أن تنهد
(لطالما اخبرني لوكاس عن قيامك بمنعه عن العبث بالوقت نفسه انت تعبث مع من يزعجكما وهذا ليس عدلاً ! )

نظر اليه بهدوء واقترح
(اذا لنتشارك بالعبث معاً !ما رأيك !؟)

وضع المعني يده اسفل ذقنه وهو يفكر بعمق ثم تحدث بابتسامة ماكرة
(اظنني سافكر بفعل هذا حقاً ! )

واردف بعد أن قطب حاجبيه
(لكن لن اسمح بأي مخاطرة ! )

تقدمت ميارا لتتحدث بابتسامتها اللطيفة وهي تتحدث
(مذهل كيف انك تؤام المتهور لوكاس ! حقاً انت ما يحتاجه !)

قطب لوكاس حاجبيه بأستياء واشاح بوجهه
( لست متهوراً ! أنتم من يبالغ بردود الفعل ! )

تقدم مارك منهما مع ابتسامة هادئة لم تظهر على شفتيه إلا بعد عناء طويل ، عيناه الواثقة والتي غطتها خصلات شعره البنفسجي والتي طالت ، حدق به لوكا لمدة وسرعان ما تقدم ليتصافح الاثنان بعد أن صارت علاقتهما قوية بشدة بالمدة الأخيرة بسبب اعتماد مارك على لوكا بتعليمه اساسيات العمل الإداري

تحدث لوكا بعد ان ابتعدت يداهما
(سررت برؤيتك مارك !)

رد المعني بابتسامة واسعة على كلامه
(وانا كذلك لوكا )

وجه أنظاره نحو لوكاس والذي كان سعيداً برؤية مارك بخير وعيناه كانت أكثر من كافية ليعلم أنه بخير

جاءت سيا وجولي بهذا الوقت لتلقيا التحية على الجميع فأقتربت جولي من لوكا ولوكاس فحدقت بهما محاولة أن تحزر من منهما لوكاس ، نطقت بشيء من التردد وهي تشير للوكا
(لست لوكاس على ما أظن صحيح !؟)

ابتسم لوكا بخفة وقال بشيء من الإعجاب
(مذهل ، شخص لم يخطأ بيننا !؟ هذا مفاجئ !)

تحدثت بشيء من الخجل
(هذا لأن نظراتك كانت تقول من هذه الفتاة !)

اقترب لوكاس منها ليتحدث
(حقاً مذهل معرفتك للامر ! مرحباً بك جولي !)

ابتسمت بحماس واقتربت لتعانقه بخفة بينما ربت هو على ظهرها
(سعيد برؤيتك بخير !)

نظر شقيقه نحوه بابتسامة ماكرة فنطق لوكاس بحيرة وهو ينظر إليه
(ماذ؟!)

ابتسم بأتساع وتحرك لغرفة الطعام مع الآخرين
(لا شيء أخي !)

جلس الجميع على المائدة إلا أن ميارا تركت الطعام وأخذت دفة الحديث لتبدأ بتحقيقها وسألت بفضول
(اذا ماذا سيدرس كل منكم ؟!)

ترك الجميع ملاعقهم وتحدث لايت بشيء من الاستياء
(أيجب ذكر موضوع كهذا الآن !؟سيسد شهيتي !)

أما لوكاس فقد نطق بشيء من العبث
(جربي أن تحزري!)

نظرت اليه بأستياء شديد وهي تشتكي بأنزعاج
(فظيع ! لا يمكنني الصمت أكثر ! انا أرغب بأن اعرف منذ بعض الوقت لكنك ظللت تقول لم أقرر بعد ! الآن لم يعد هناك مجال للهرب ! وليس لدي صبر كافي لمحاولة التخمين اخبرني وحسب !)

تنهد وابتسم بخفة وتحدث
(صيدلة ، أظنها ستكون الأنسب لي بطريقة او بأخرى ! ربما يمكنني العبث ببعض الكيميائية حينها ! الفكرة تروقني !)

نطقت جولي بأعجاب
(خيار جيد أظن !)

نطق لايت
(انا واكاي قررنا دراسة الطب ! سنكون زملاء عمل لوكاس ! )

تحدثت سيا بأبتسامة رقيقة على شفتيها وهي تنظر نحو جولي
(انا وجولي ايضاً قررنا دراسة شيء مشترك !)

نظرت ميارا بفضول وهي تضع يديها اسفل ذقنها
(ماذا قررتما؟!)

تابعت جولي بدلاً عن سيا
(هندسة ديكور ! هي الأفضل لنعبر عن أنفسنا وذوقنا ورقتنا كفتيات !)

تحدث مارك وهو ينظر نحو لوكا بهدوء
(انا مع لوكا ، إدارة الأعمال ، أريد فتح شركتي الخاصة يوماً ما !)

أما ناتالي فقد شبكت كفيها مع بعضهما وتحدثت بشيء من السعادة
(أما أنا أريد أن اصير معلمة ! أريد التعامل مع الكثير من الأطفال ! هم مذهلون! )

تحدثت ميارا بينما تبعثر شعرها وعيناها تعبران عن حماستها
(اذا احرصي على إنجاب الكثير من الأطفال ! أريد أن أعتني بأبناء اكاي وهم يلعبون حولي !)

احمرت ناتالي خجلاً واخفضت راسها بصمت أما اكاي فقد أحمر هو الآخر وصمت دون تعليق وتظاهر بتناول الطعام فأبتسم لوكا وهو يحدق بأكاي بمكر
(لما يبدو وجهك أحمر أيها المغرور ؟ هل الجو حار ربما ؟! )

نطق اكاي بغضب مصطنع
(أخرس وتابع طعامك !)

تحدث لوكاس بشيء من التأنيب وهو يحدق بأكاي
(أخي اترك المسكين وشأنه ! ألا ترى أنه نسي كيف يأكل حتى ؟!هو يأكل بالشوكة كما ترى !)

انتبه الجميع للأمر بما في ذلك اكاي نفسه !

اكمل لايت بشيء من الشفقة وهو يضع يده على كتف اكاي
(لا تقلق سأعلمك ما نسيته ، انا صديقك بعد كل شيء !)

نهض اكاي بشكل مفاجئ ، توجهت الأنظار نحوه وقبل أن يدركوا ضرب الطاولة ونطق بتهديد ونظرات مخيفة
(ستغيرون الموضوع وفوراً !)

ضحك الجميع على هذا وتابعوا الطعام بعدها وقد تقرر أن يبقوا اليوم بمنزل لوكاس بدل الذهاب لمنازلهم

ناتالي ومارك قد قررا العيش معاً بشقة دفع مارك ثمنها من خلال جمع المال عبر العمل !

لايت اكاي وميارا اشتروا منزلاً قرروا أن يعيشوا معاً خصوصاً بعد أن تم الاتفاق على الزواج من شقيق ليو

سيا ولوكا لوكاس يعيشون بمنزلهم وجولي تأتي أحيانا للبقاء مع سيا وتبقى أحيانا بشقة استأجرتها لنفسها

~~~~
بذلك السجن

توجه ذلك الشاب لتناول ما يسمونه الطعام والذي كان أبعد ما يكون عنه، جلس على المائدة بهدوء بمفرده بعيداً عن أعين الجميع حتى سمع صوت كاي والذي اقترب منه يحمل بين يديه صينية الطعام مع ابتسامته المعتادة وجلس أمامه

توقفت ملعقة الطعام بمنتصف الطريق قبل أن تصل لفم استر ، قطب حاجبيه وأعاد الملعقة لصحنه بينما تحدث كاي وبدأ بتناول الحساء
( متى ستتوقف عن التصرف وكانك رايت شبحاً كلما ظهرت امامك ؟! تناول طعامك ، تحتاج لمصدر للطاقة ، لديك عمل بعد هذا !)

عقد استر ذراعيه لصدره وهمس بصوت منخفض
(عمل ؟أي عمل ؟)

اكمل كأي كلامه بهدوء شديد وهو يتابع إكمال طعامه
(المحقق يطلب مساعدتنا لإحدى القضايا ، لذا كن مستعداً بسرعة !)

كان استر خلال إقامته بالسجن وبسبب ذكائه الشديد والذي اكتشف بعد مدة صاروا يطلبون مساعدته ببعض الجرائم فكان يساعدهم مقابل أطعمة معينة او مبلغ من المال يوضع له ليستعمله حين يخرج !

وكان كاي شريكه بهذا فهو كان الآخر قادراً على التعامل مع عدة أمور وأفكار أخرى تساعدهم لذا كان الاثنان أقرب لكونهما شريكين رغم تعامل استر الذي يميل لتجاهله إلا أن كاي أدرك أن شيء بداخل استر بدأ يتغير بعد أن تغير محيطه وصار يقوم بأعمال لمساعدة القانون !

وسواء اعترف استر بهذا أم لم يفعل كاي كان قد اتخذ قراره بالبقاء بقربه بعد أن استشعر الوحدة بداخله ولكنه كان يلجأ للاستفزاز لجعله يتحدث !

استر حرص على عدم السماح لأحد بدخول حياته لكنه كان يشعر بشيء يفرض عليه التعامل مع كاي، انزعاج خلفه راحة ، غضب مصطنع يخفي خلفه نكران للواقع لأنه لا يريد أن يعترف امام نفسه أنه يسمح لشخص بأقتحام حياته وخصوصيته !
~~~~~

استيقظ الجميع بكسل بعد سهر طال حتى انتصاف الليل , خرج الجميع بسيارتين عدا عن ميارا ولوكاس اللذان قررا الذهاب لمكان ما قبل فعل اي شيء , توجه لوكاس نحو محطة القطار برفقة ميارا والتي لم تمانع مرافقته اطلاقا بل كانت سعيدة بطلبه بعد ان اخبرها انه لا يريد جعل شقيقه يضيع اول يوم دراسة بسبببه ورغم اصرار لوكا الا ان لوكاس كان اكثر عناداً !

اخذته ميارا برفقتها نحو القرية التي كان يعمل فيها لوكاس برفقة العجوز بعد ان طلب منها رؤيته , وصل بعد مدة للقرية وظل الاثنان يتحدثان عن كل ما حدث بما في ذلك مجيء والدها فكان ردها بكل سخرية وتشفي
( احسنت لوكاس ! لم اكن لاتوقع اقل من صاحب خطة الزفاف !)

نطقت ميارا بعدها بتسائل بينما تشبك يديها خلف ظهرها وتنظر للاشجار العملاقة المحيطة بالطريق

(لما لم تدرس ادارة الاعمال مع شقيقك ؟ ولا تقل لي بشأن العبث فلست طفلة امامك !)

ضحك بخفة بينما ينظر امامه ويستشعر جمال النسيم العليل الذي يضرب وجهه بخفة
( لاني لست مهتماً بالمال والشركة بقدر رغبتي بأن اكون حراً وسعيدا مع اسرتي! موقف مارك مع استر وكل ما فعله استر بسبب مسالة الميراث جعلني افكر بأني مهما حدث لا ارغب بان اقع بنفس خطأ استر ! اعلم ان لي حق بالشركة ولكن منافسة شقيقي على الادارة غباء لا داعي له فالادارة حقه اساساً كونه الابن الأكبر )

رفع راسه ينظر للسماء واردف
( اريد صنع حياة لي , حياة تعتمد على جهدي , دون انتظار ان يعطيني احد ما احتاج لانه واجب عليه !لا اقصد اني سأتنازل عن حصتي او ما شابه لكني فقط لا اريد الاعتماد عليها او جعلها الشيء الوحيد الذي اراه !)

ضحكت ميارا بخفة وقالت مازحة
( بمعنى اخر لاجل شقيقك ولكن بدل قولها مباشرة بقيت تلف وتدور ! حقا جميع اخوتي غير صريحين !)

ظهرت حمرة خفيفة على خديه واشاح بوجهه , تابعت ميارا حديثها بهدوء
( هل تعلم فكرت بشيء كهذا حين تركت منزل والدي , اترك المنزل, اعمل, اكسب المال , واعيش مع شقيقي بمالي ! كانت هذه احلامي !عملت صحفية , بمرور الوقت صرت الرئيسة وصرت صاحبة افضل جريدة ! وصحفية مشهورة )

قبل ان تكمل توقف لوكاس والتفت اليها بصمت وملامح الصدمة عليه .نظرت اليه ميارا باستغراب لا تفهم سبب صدمته , نطق لوكاس بهدوء

(صحفية؟ اشهر صحفية ؟ انتِ؟ )

اومات بأستغراب فنطق بهمس وكانه يناقش نفسه او فقد عقله , وضع يده اسفل ذقنه
( هذا منطقي ! فضولها! تهديدها للمدير!نفوذها ! تبا ! كيف لم احزر !؟)

تقدمت ميارا نحوه وقرصت خده فوضع يده بصورة لا ارادية متالما وتذمر بأنفعال
( لما فعلتي هذا ؟ احاول استيعاب الامر!)

وضعت يدها على خصرها وتحدثت بحاجببين مقطبين
( لا تقل لي انك لم تكن تعلم ! انا مشهورة حقا! اكنت تتعامل مع احد المشاهير دون علمك؟)

وضع يده على خده مستاءا بينما يتذمر
( وهل اعطيتني اي مجال؟ كلما رأيتك بداتي استجوابي !اليس من الجيد اني اعرف اسمك ؟!)

ضحكت بخفة وبدات بالسير بمرح وتبعها لوكاس وصلوا للمحل بعد مدة ، حدق به لوكاس بشيء من الحنين بعد غياب سنتين ، تقدم بهدوء وصمت وتبعته ميارا بالهدوء ذاته ، دخل للمحل لينظر بالإرجاء ، جالت عيناه المكان بشيء من القلق وشعور خانق يعتصره

ظهرت سيدة ما من بين الرفوف وبدت بعقدها الثالث وفور رؤيته ابتسمت مرحبة به وبميارا واقتربت منهما لتسألهما عن ما يحتاجانه ، تردد لوكاس بالسؤال وهو يشعر بالخوف من سماع ما ستقوله فلم يكن صعباً على ميارا معرفة هذا فبادرت بأخذ زمام السؤال
(كان هناك رجل مسن يعمل بهذا المكان هل تعلمين أين نجده ؟!)

ابتسمت الشابة بأبتسامة دافئة ووضعت يدها على خدها وهي تتحدث بسعادة
(أجل ، احد افراد أسرته جاء إلى هنا وقرر أخذه ليعيش معه بدل تركه وحيداً ! ولا يوجد رقم هاتف للأسف )

رفع لوكاس رأسه وأخذ نفساً عميقاً وحدقت عيناه بعيني الشابة ليتحقق من نظرات عينيها وسألها بملامح جادة
(هل كان سعيداً ؟ )

نظرت اليه الشابة بتفاجأ سرعان ما تحول لابتسامة دافئة
(لا تقلق ، كان سعيداً جداً ! )

زفر لوكاس الهواء براحة وابتسم بخفة ، شكر السيدة وغادر برفقة ميارا والتي ظلت تسترق اليه النظر بقلق
(متأكد ان لا بأس بهذا ؟!)

أومأ لوكاس وتابع دون ان ينظر إليها
(المهم انه بخير ، تعلمين اني طلبت من اكاي أن يكلمه لأجلي حين اضطررت للمغادرة سريعاً وكنت أرغب بشكره بنفسي لكن طالما هو سعيد هذا كافي ! )

ذهب لوكاس وميارا للمدينة مجدداً وكان الليل قد حل تقريباً ، ظل لوكا يتصل به من حين لآخر للاطمئنان عليه حتى اعترضت ميارا وأخبرته أن شقيقه بأيدي امينة معها !

عادا للجلوس بمطعم ما فور عودتهما ، جلسا معاً بالجزء الخارجي منه وطلبا كوبين من الشاي

كانت ذرات الهواء تنذر بقدوم الشتاء مع لسعة برد خفيفة جعلت الجو مثاليا لنزهه ربما ، السماء الليلية المليئة بالنجوم واضواء المدينة التي ملئت الطرقات الواناً حدق لوكاس بالقمر المكتمل الذي ملئ ضوءه السماء وامتد بعضه للأرض بجمال بديع وضع يده على خده وعيناه لم تفارق السماء ،ميارا والتي كانت تحرك الملعقة بكوبها سمعت صوت لوكاس الهادئ ينساب لاذنيها
(تذكرين ميارا السؤال الذي سألتني عنه بالمشفى ؟!عن كيف أرغب أن اصبح؟!)

حدقت به بأهتمام وأومأت ، نظر اليها لوكاس بعد أن انزل يده لتستقر على الطاولة وهو يتحدث بملامح هادئة كما لو كان يفكر
(هل ترغبين بسماع الجواب ؟)

اومأت بفضول وبتركيز شديد
(وهل هذا سؤال!؟ طبعاً أريد !)

ضحك بخفة وتابع كلامه
(لا اعلم ان كان جوابي دقيقاً ولكن ما اريده وما يطلبه قلبي هو أن اعيش ، لا متسلط ولا ضعيف ، أدافع عن نفسي واساعد من يستحق ومن أريد مساعدته ! )

نظر للسماء مجدداً وتابع
(ولكن القول أسهل من الفعل ! اذيت أشخاص في سبيل رغباتي ، اذيت أشخاص لحماية نفسي ، لست ملاكاً ولن أكون)

اخفض رأسه وحدق بالكوب امامه بينما امتدت يداه بهدوء لتحاوطا الكوب واكمل
(لكن سأفعل ما انا قادر عليه ولن الغي وجودي أمام نفسي ، أجل انا أناني أريد مصالحي ايضاً لكن أليس هذا طبع البشر ؟! اللطف المبالغ به قد يصير حماقة لا داعي لها والشر المطلق لا خير فيه لأي أحد ولا حتى صاحبه ! )

ارتفعت عيناه وحطت على خاصة ميارا والتي تستمع بأهتمام شديد
(لا اعلم ان كنت حقاً كذلك الآن ولا أعلم ان كنت أعرف نفسي جيداً حتى ! لكن سأفعل كل ما بوسعي لاساعد نفسي ومن احب ، بالبداية قلت اني سأتغير لاعود لاسرتي لكن هذا خطأ ، لا يجب فعل شيء وتغير نفسي لارضاء الاخرين !)

ارجع جسده للخلف قليلاً وتابع تحديقه
( طالما نحن لسنا على خطأ لا يجب ان نفعل فقط لاجلهم ، لكن بحالتي انا كنت ضعيفاً لذا التغير كان امر ايجابي وضروري ليس لارضاء الاخرين بل لكي اتقبل نفسي ولا اسمح لاحد بأهانتي !)

ابتسم لها بأمتنان وأخرج علبه ما ووضعها أمامها فنظرت اليه بفضول وفتحتها لترى قلادة فضية اللون يتدلى منها قلب مرصع نصفه بجواهر بيضاء والاخر من الفضة الخالصة ، نظرت اليها بأعجاب شديد ثم رفعت عينيها لتنظر للوكاس متسائلة عن سبب هذه الهدية فأشاح بوجهه بشيء من الخجل واحمرار طفيف فرض نفسه على وجنتيه

(رأيتك سابقاً ترتدين مجوهرات فضية لذا فكرت انك تحبين هذا اللون فأشتريتها ! تعلمين انك السبب ببداية كل شيء وتعرفي على الآخرين لذا اقبليها بصمت وكفي عن التحديق !)

نهضت من مكانها واقتربت منه بينما هو ينظر إليها بأستغراب فقامت بسحبه واحتظنته بلطف شديد وهي تتحدث بتأثر
(اخيراً أحد اخوتي يترك التصرفات المختلة ويريني لطفه ! )

ازداد إحراجه من كلامها وحاول ابعادها بهدوء متمتماً
(تباً !لست لطيفاً وانسي الموضوع لا أريد لأحد منهم سماع هذا!)

ضحكت بخفة وهي ما تزال تحتظنه
(هل تمزح قد انشر هذا بالجريدة حتى !)

ابتعد عنها واخيراً بعد جهد طويل وحدق بها بنظرات جادة حاول إخفاء احراجه بها
(شكرا على كل ما قمتِ به لأجلي !....... ومبارك زواجك ! ارجو لكي السعادة !)

تحرك مغادراً دون انتظار ردها بينما تبعته هي والضحكة لا تفارقها وهي تخبره كم يبدو لطيفاً وهو خجل وهو يحاول التظاهر أنه لا يسمعها !

تابع الاثنان سيرهما ولم يكونا وحدهما ، الجميع كان يتقدم بأستمرار ورغم وجود العقبات يميناً ويساراً والتي تحاول ايقافهم كان لابد من الاستمرار بالتقدم للوصول لآخر النفق !

لا نعلم أين الخير لنا ولا نعلم ما يخبأه المستقبل ، كل ما نعلمه هو أن علينا المضي بأيمان بقلوبنا أن القادم أفضل بإذن الله وأن اللحظات المؤلمة يوماً ما ستزول وتصبح مجرد محطة مررنا بها وتعلمنا منها الكثير وتزودنا منها للمستقبل فلا يجب ترك اليأس والتشائم يغزونا طالما نحن على قيد الحياة

❤ النهاية ❤

ارجو ان تكون النهاية اعجبتكم 😍
أرغب بسماع رأيكم بشأنها

شكراً على حسن المتابعة وشكراً على تعليقاتكم الجميلة ، ارجو اني كنت عند حسن ظنكم !

واتمنى ان تكون الرواية قد أوصلت الرسالة وساعدت ولو بالشيء القليل

بشأن الجانب الرومنسي سأتركه لخيالكم لتقرروا فأنا لست جيدة فيه بالإضافة لا يمكن إرضاء ذوق الجميع فيه لذا فكروا به كما يعجبكم وارجو ان تعذروني❤😶

استودعكم في أمان الله وحفظه وارجو لكم السعادة وان ينير الله قلوبكم ودروبكم دوماً ❤🌹

البارت 8500

اياتو👇

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

1.8K 488 27
ليلة ككل ليلة في قرية بضواحي فيغاس . . . القصة لم تكن تروي يوماً حكاية شخص سيء واحد اتلف حياة البقية...كل شخص هنا اجرم بحق نفسه بشكل ما ، بإحساس...بن...
77.4K 7.3K 37
في حُجرةٍ ضيقة... إضاءتها خافِتة... فتحَت الكتاب وبدأت بقراءة القصة لطفلها... كانت تقرؤها له دومًا... فتعلق بها وأحبها... فسمّى شقيقه على اسم بطل...
96.4K 6.1K 28
قصتي تتحدث عن فتى توفي والداه ويعيش مع زوجين ساديان يعذبانه ولكنه قرر الهرب وبدء حياة جديده وسيلتقي اصدقاء واعداء وهناك الكثير من الامور اتمنى تستم...
165K 15.6K 71
" سر جين سميث " بعد الفاجعة التي حدثت له، جين سميث، أصبح فتى بارد المشاعر، ولكنه يتصرف أحياناً بغرابة. ما هو السر الذي يخفيه ؟!؟ مكتملة