ظل الصبيان فى مكانهم لما يقارب الساعة بعد اختفاء يورى و كان لون سوبارو الشاحب بدأ يزول ببطئ شديد. لقد كان الصبيان فى حالة يأس فكون يورى مستذئبة (كما يظنون) سيجعلها تبتعد عنهم لحدود المستذئبين. كوو كان مازال فى صدمته يلوم غبائه و اعتقاده بأن كارل وافق لحبه له.
"لقد عادوا" تمتم كاناتو، رغم انهم جميعا شعروا بهالاتهم و لم يحتاجوا لإنظار. دخلت يورى بشكلها البشرى ببسمة ساطعة و وجها اكثر نصاعة خلفها اخوها لكن الفتيات لم يكن هناك.
"لقد عدت" قالت يورى بإبتسامة و صوت يملئه الفرحة كأنها عادت بعد فراق طويل. ابتسم ريچى بإستهزاء
"و بماذا سيفيد ذلك فأنت سترحلين قريبا"
"لما؟!" تعجبت يورى ليقف خلفها اخوها الذى استوعب الامر ليقول
"لقد كنت رائعة اختى، لقد انقضضتى على فريستك بلا رحمة" تعجب الصبيان قبل ان تلتف يورى لأخيها
"شكرا يا يوكينى، سأخذك فى صيدى القادم" قالت يورى
"صيدك؟" سأل روكى بعدم فهم
"نعم فيورى اصطادت غزال اليوم" رفع كوو نظره لتبتسم يورى
"انا هجين يا شباب" مثلت الحزن "هل اعتقدتم انى سأختار ان اكون مستذئبة و اترككم" صعق الصبية قبل ان يتحدث اياتو بهدوء
"إذن ما أمر هذا الغزال؟" نظرت له يورى فى عينه و قالت بكل ثقة
"ربما اكون مصاصة دماء لكن من قال انى سأحيا على دماء البشر" زادت صدمة الصبيان و هى تكمل "لكنى سأعيش على دماء الحيوانات" دخلت الغرفة فى صمت تام بينما كان الصبيان يتلقون الصدمة
"و الان انا حقا احتاج لقضاء بعض الوقت مع اخى إذن اعذرونا" قبل ان يرد أو يعترض احد الفتيان سحبت يورى يوكينى صاعدين لغرفتها حيث دخلوا فى حديث طويل دام ما يقارب الثلاث ساعات. خلال ذلك الوقت اتجه كل من الصبيان لمكانه الخاص ليصفى ذهنه و يستجمع شتات ما حدث خلال هذه الساعات القليلة لكن سوبارو لم يفق لذلك نقله اخوه الكبير ريچى إلى غرفته ليستلقى على سريره.
"يورى لقد اتخذت قرارى" قال يوكينى بحزم و نظرة حادة ليس فيها مجال للمحادثة و كأنثى عاقلة زفرت يورى بهدوء
"حسنا...لكن إخبار الصبيان سيعد جحيم ثم عليك اتباع بعض القوانين التى سأتلوها عليك" ابتسم يوكينى بسخرية
"اليس من المفترد ان اكون انا الاكبر؟" مازحها لتضربه يورى بخفة
"اصمت" فى تلك اللحظة ظهر روكى امامهما ليفزع يوكينى على عكس يورى التى اعتادت هذا الظهور المفاجئ
"الطعام جاهز" اعلن روكى لتومئ له يورى ليختفى و يتركها تدل اخوها على الطريق للمائدة حيث تجمع الجميع عدى سوبارو.
"كيف حال سوبارو؟" سألت يورى لتقطع الصمت
"افضل اعتقد" تمتم روكى ليضبط ريچى نظارته و يفسر
"إنه يتحسن لكن فرصة استيقاذه قبل غدا ضئيلة" اومأت يورى و بدأت بالأكل بعدما شكرت الطباخ روكى على الطعام.
"اوه يا صبيان لدى أمر مهم لمناقشته معكم" بدأت يورى للفت انتباههم جميعا حتى شو النائم الذى اخفض صوت ااموسيقى لسماعها بوضوح "هل تمانعون استضافة مستذئبين فى المنزل؟" ظلت الغرفة صامتة لثوانى قبل ان يسأل كاناتو
"هل الإستضافة تشمل المبيت؟" اومأت يورى ليقز أياتو من مقعده بقوة
"انت تمازحينى سيعيشون معنا؟!" صرخ أياتو صوته يحمل اعتراض واضح كالشمس ليهز يوكينى رأسه بيأس بينما تبتسم يورى
"أياتو ان لا اتذكر تعريف من المقصود بحديثى. لكن لا إنه يوكينى فقط فعلى أية حال الفتيات لن توافقن" زفر أياتو بإرتياح رغم ان هناك نصف مازال غير راضى عن الامر
"بالطبع يا يورى لا مشكلة ببقاءه هنا" جاء رد المؤل عن المنزل 'ريچى' الذى و رغم كونه الابن الثانى فهو يمتلك معظم شؤون المنزل و قراراته. ابتسمت يورى و هى تقف لتحتضنه و تعطية قبلة على خده
"شكرا"
.
.
.
حل و اخيرا الصباح مؤدى بذلك خمول مصاصى الدماء و ايضا على يورى و اخوها الذان ناما كالمقتولين حتى منتصف اليوم حيث استيقذت يورى على كبوس.
"يورى هل انت بخير؟" سأل اخوها بإهتمام و هو يربط على ظهرها فتومئ يورى بثقل قبل ان تنظر له
"لقد كان كابوس بأول مرة فقدت فيها سيطرتى" قالت يورى بينما كان نفسها يهدأ لكن الدموع تكونت فى عينها "لقد دمرت المنزل بأكمله و كدت اقتلك و انت تحاول سحب الطاقة منى" نظر يوكينى لها بحزن قبل ان يحتضنها و هى تبكى. عندما هدأت قررت زيارة خطيبها، فتدخل الغرفة لتجده جالس على الارض شارد فى السقف فتقول بحماس
"و انا من ظننت انى مجنونة لكثرة شرودى" جلست بجانبه و هى تبتسم. لكنه لم يتحرك سوى بالنظر لها و العودة للسقف. قلب يورى شفتاها و هى تميل لتسند رأسها على كتفه. "لا تلوم نفسك يا كوو هنالك دائما شئ مخفى فأنا لم اعرف انى هجين حتى اليوم" ابتسم كوو بسخرية
"و بماذا سيفيد هذا الان. نحن الان لا نصلح لنكون سويا لانه وافق لمصلحته" غضبت يورى من كلامه فأمسكت بذقنه و جعلته ينظر لعينها الجادة
"إياك و قول ذلك" صرخت فيه "انا احبك بجد و سأظل احبك بجد و لا اكترث لما قاله كارل فمشاعرنا ملكنا و انا من اخترتك فى البداية إذن ارجوك لا تكرر هذا الحديث" صعق كوو لوهلة قبل ان يبتسم فماذا توقع من خطيبته. مال قليلا و طبع قبلة على شفتاها
"عدينى يورى انكى ستظلى بجانبى"
"اعدك" تمتمت " و الان دعنى احكى لك كل شئ" ظلت يورى تحكى له ما حكاه لها والداها و الكابوس و بعظد الإنتهاء عم الصمت للدقائق قبل ان ينطق كوو
"لكن شئ واحد لم افهمه بعد" نظرت له يورى بفضول "لما تعتقدين انك ولدت بكل هذه الطاقة؟" ظلت صامتة فهى شخصيا لا تعرف لكنها عرفت انه فى مكان ما ستجد الإجابة فقط عليها البحث
.
.
.
جاء العشاء و استمتعت به العائلة و كان سوبارو بدأ بالإستيقاذ لكنه فقد الوعى ثانية مما ارسل الخوف فى قلب يورى لك ريچى طمئنها و قال انه ما ان يشرب دماء سيكون بخير لنهم لم يجدوا الوقت المناسب.
امسكت يورى بيده و بدأوا يتجولون فى حديقة القصر
"لقد ابقيت الكثير سرا عنى يا يوكينى لذا قد اكرهك قليلا" قهقه يوكينى و هو يتوقف امام اخته بجد
"يورى انا اريد ان اخفيكى و احميكى حتى الان" نظر للارض بحزن "ربما الان اكثر من قبل" تسائلت يورى عن مقصده و بعد إلحاح طويل وافق على الحديث ليبدأه ب
"يورى هناك سبب جعل كارل يريد التحكم فيكى الى جانب كونك هجين"
"و الذى يكون؟"
"إنه يخشاك" صدمت يورى و ظلت صامتة بينما يكمل هو "هناك من تنبأ بولادة هجينة ستخترق القواعد و سينتهى على يدها حاكم مصاصى الدماء. يبدو ان كارل شعر بكونه انت منذ ولدت فطاقتك كانت و مازالت عالية عن مستوى الهجين الطبيعى و ذلك اليوم حين فقدت سيطرتك لأول طاقتك اعلمت نصف الكرة الأرضية بوجود هجين و كان هذا من منبآت الرؤية حيث ان قوة الهجينة المنشودة تكفى لإعلام نصف الاجناس بوجودها" ظلت يورى صامتة تجمع شتات ما سمعت قبل ان تبتسم
"هذا يبدو مريب لكن على اية حال ربما يتغير المستقبل"
"نعم معك حق" تمتمت يوكينى "من يعرف المستقبل؟"