04
.
يوم أخر تجاهل جديد ، كان يرتدي جواربه إستعدادًا لرحيل ، جين كالأبله ظن بأن جونغكوك و الذي فعله بالأمس سيعودوا كالسابق ..
عندما دخل إلى فصله و الإبتسامه ترافقه تلاشت بثانيه لقد كان تفكيره خاطئ فقط ، هم كما هم لم يتغير شيء حتى إن جونغكوك نظر له ولم يبدي أي ردة فعل بل أكمل حديثه مع تايهيونغ..
لم يحدث شيء خلال ذلك اليوم سوى أن جين قام بتوزيع بطاقات دعوه لعيد ميلاده على ثلاث فقط جونغكوك ، نامجون ، تايهيونغ ..
.
عيونه لم تعد تتحمل حبس دموعه أكثر ، كانت تنساب على وجهه وهو يصرخ..
" عمِي أرجُوك لَا تَجعلُهمَا يَأتيَان ! "
وضع كأس مياه أمام جين وأجابه بخفوت ..
" وَلكِن أنتَ مَن دَعوْتَهُم "
كان بكاءه كالأطفال إنها المره الأولى التي يبكي بها أمام أحد ، نطق بصوت مبحوح ومتقطع..
" أنَا فقْط سَأنهَار إنْ رَأيتهمَا الإِثنَان هُنَا ، لمْ أكُن أعْلم.. أنَا فقْط لَا أُرِيد ذَلِك.. هُم.. هُم.. أنَا.. أنَا "
" إهْدَأ .. "
أخذ نفسًا عميقًا و مسح دموعه بصمت أخذ رشفه من الماء ثم نظر لعمه الذي تحدث ..
" سَأتصِل وَ أُخبِر الثَلَاثةِ بِأنك مَرِيض وَ لنْ نَستَطِيع إِقَامْة الحَفْله ، مَا رَأيك ؟ .. "
" حَ.. حَسنًا "
بعد عدة دقائق عاد يونغي ليضع يده على كتف جين..
"أُرِيد أنْ أتَكَلم مَعَكَ قَلِيلًا "
.
قام جين بالنوم على الأريكه بينما يونغي أحضر كرسيًا وجلس بجانبه يحمل دفترًا وقلم..
" إذًا أيُهَا الزَرَافةِ الصًغِيرةِ "
رفع بصره لجين و لم تتغير تعابير وجهه الجامد ، ليكمل يونغي..
" سَأُخبِرك بِعدةْ كلِمَات و قُل لِي مَا الذِي خَطَرَ بِبَالك حِينهَا "
أومأ له بالموافقة ليبدأ..
" سَمَاء ؟ "
" ظلَام "
•
" أوْرَاق ؟ "
" كُتُب "
•
" وِسَادَه ؟ "
" بُكَاء "
•
" صَدِيق ؟ "
في هذه المره هو صمت قليلًا ثم جاوب..
" كَذِب "
حرك القلم بين أصابعه ونطق..
" إذًا مُشكِلتُكَ معَ أحْد أصدِقَائكْ ، جُونغكُوك صحِيح ؟ "
نظر لسقف بإضطراب ناطقًا بتحسر..
" أجـ.. أجَل ، سَأُخبِركَ بالذِي حَدث.. هُوَ أصبَح بَارِد إتجَاهِي و يَتَجَاهَلنِي ، لديْه الأَن صدِيق أقْرَب منِي.. لَا أعْلم لمَ يَتجنبنِي لهذَا الحَد..لقْد ظَننت عندمَا سَنتقَابل بِالمَدرسةِ سَنُثَرثِر مع بعض كالسَابق نتحَاوَر عن كُل الذِي حَدَث بالإِجَازه لَكن لَا شيْء ، وأنَا أسِف لأنِي لم أُعلِمك بالحقِيقه فِي أوَل يَوْم ، هُوَ أيضًا تَعَهد لٌي بِألَا يَترُكنِي وَحِيدًا أوْ يَكُف عَن التَكلُم معِي لكِنهُ فَقْط كَاذِب "
حرك القلم على الورقة بطريقة عشوائيه..
" كَيْف تَشعُر إتجَاه ذَلِك الشَخْص الذِي تَقَرب مِنْه "
" بِالغيْره "
قهقه يونغي ليلطف الجو المشحون بالسلبيه قليلًا ..
" حقًا مُبَارك لكَ لِأَوْل مرَه كِيم سُوكجِين يغَار مِن أحْد ، حسنًا أمزَح.. ألَا تستَطِيع البَحث عَن صَدِيق أَخْر "
سكت مره أخرى يفكر بالأمر..
" نَامجُون ، هُوَ ليْس مُقَرب منِي لكِنهُ صَدِيق جَيْد فِي النِهَايه "
فرك عينيه ثم أكمل قائلًا..
" رُبمَا سَببْ كُل هذَا أننِي شخصٌ إِنطوَائي بينمَا هُوَ إِجتمَاعي بِمَا فِيه الكفَايَة ، أظُن بِأن المَدرَسة كُلُهَا أصبَحت صَدِيقةً له.. "
" جِين هُم لَا يَستَحِقُون أنْ تَذْرُف هَذِه الدُمُوع مِن أجلِه.. مَا رأيُك بِأن تَدعهُ و شَأنه فَقْط حَاول بِألَا تَحتْك بِه هَكذَا سَتستَطِيع العَيْش بِرَاحة.. "
حل الصمت لدقائق ، فرك جين أصابعه بعضها البعض وأردف..
" لَدَي سُؤَال.. "
" تَفَضل "
أشار برأسه لدفتر الذي بين يدي يونغي..
" عَمِي مَا الذِي قُمت بكتَابَته ؟ "
أداره لتظهر تلك الصفحة التي تحتوي فقط على دوائر وخربشات.. أطلق ضحكه صغيره ثم تكلم..
" لَا شَيْء "
إبتسم جين لعمه و نطق..
" أنتَ تَصلُح بِأن تَكُون طَبِيبًا نَفْسيًا "
بادله الإبتسامه وأجابه..
" أُوه حقًا ؟.. شُكرًا لإِعلَامِي "
.
نظر إلى السماء عبر نافذة غرفته كانت الغيوم تبكي بحرقه ، المطر غزير بشدة أعجبه ذلك المشهد وقرر الخروج ليراقبه عن قرب..
إرتدى معطف واقي من المطر ، فتح الباب وأخرج نفسه ثم أغلق خلفه..
كان الجو ليلًا وعمه نائم ، تمشى قليلًا تحت قطرات المياه التي لطخت وجهه وخصلات شعره المنسدله على جبهته.. وجد مقعد فوقه سقف يحجب المطر فجلس عليه ..
مسح وجهه بلين ثم بدأ يتأمل الأشجار التي تهتز.. أتى شخص وجلس بجانبه ، وجه بصره له ثم شد جين قبعة المعطف أكثر على وجهه كي لا يراه من بجواره.. قد كان تايهيونغ حينها..
لاحظ تايهيونغ ذلك فنطق بإستغراب..
" أُوه سُوكجِين ، مَاذَا تَفعْل هنَا ألسْتَ مرِيض ؟ إِذهَب إلى مَنزِلك ستسُوء حَالتُكَ أكْثَر هَكذَا.. "
أشاح ببصره بعيدا..
" لَا أُرِيد التَحَدُث مَعَ شَخص مِثْلُك "
" لمَـ.. "
قاطعه جين بوقوفه والتكلم بنبره خشنه ..
" لَا أعلَم إِن كَان الذِي سَأقُوله سَيْجرحُك أم لَا لكْن لَم يَعُد يَهمُنِي أحَد ، شُكرًا لكَ لسَرِقةْ سعَادتِي التِي لَم تَكُن شَيْء وَ أخْذ صَدِيقِي الذِي قَلَ إِهتمَامُه بِي فَجَأه ، شُكرًا لتقدِيم المُعَانَاه لِي دُون عِلمَك ، شُكرًا لجَعْلِي أبكِي طوَال الليْل عَلَى وِسَادتِي لِسببْ الجمِيع يَعتبِرُه تَافِه ، عِندمَا كُنتُ صَغِيرًا إلَى الأَن طَرفٌ ثَالِثْ مَع كُل أصدِقَائي أمْ أقُول صَدِيقِي الوَحِيد.. حاول أن تشعُر بِالحُزن كمَا عِشتَهُ أنَا لِشَهرَان وَ خَمسةْ أيَام "
أشتد صوته بأخر كلمه ، كاد يذهب لولا إمساك صاحب الشعر الأشقر كم معطفه ..
" أولًا أنَا أعتذِر عمَا بَدرَ منِي دُون عِلمِي ، لَكِن مَن هُوَ صَدِيقك الذِي تَتَحدثُ عَنه ؟ "
أصدر ضحكه متألمه..
" حَاوِل أنْ تَكتَشِف.. "
" جُونغكُوك ؟ "
عندما أغمض جين عينيه بأسى تيقن تايهيونغ بأنه فعلا جونغكوك ..
" جِين أنَا حقًا أسِف.. "
قام بإفلات يده ليعدل قبعته بينما ينطق بصوت يوضح فيه ضيق نفسه ..
" إِهتَم بِه جَيدًا ، وَ لَا تُحَاوِل التَّكَلُم مَعِي مُجددًا "
ذهب وخلفه شخص لا يعلم هل يلوم نفسه أم لا ؟.. هل حقًا كان سبب بمعاناته ؟.. كان يشاهد ظهر جين الراحل يفكر بالذي سيفعله لم يجد سوى حل واحد ألا وهو إخبار جونغكوك عن هذا الأمر ..
حملَ مظلته وإنطلقَ إلى منزل السيد جيون رغم تأخر الوقت..
.🌵.