03
.
مر يومان..
كان نائم على سريره يحدق بسقف غرفته الأبيض الصافي.. مد يده لهاتفه ثم رفعه أمام عينيه فتح معرض الصور ونظر لبضع الأشياء القديمة مع جونغكوك منذ الصغر كان لديه ست سنوات تقريبًا..
إبتسم وهو يقلب بالصور كأن ضحكاتهما تدوي صوتها منها.. هل إبتسامته الأن مجرد شيء إصتناعي يلاقيه بها أو يمكن أنه تغير لإفتراقهما شهران..
العديد و العديد من الأفكار في رأسه كالدوامه.. خلع نظارته و وضعها بجانب هاتفه على الطاوله ثم أزال العدسات أيضًا..
أغلق عينيه ليريح عقله الهالك من كثرة التفكير.. دخل يونغي يحمل هاتف على أذنه كي يعطيه إياه لكنه علم بنومه..
" إنهُ نَائِم ، بُنيْ تَستَطِيع التَّكلُم معهُ بِالمَدرسةِ ، ألستُمَا بِرفقَةْ بعْض؟ "
رد من بالجانب الأخر بنبره هادئه..
" أجْل أجْل ، وَدَاعًا سيْدِي "
خرج بينما يده تمسك بمقبض الباب لتغلقه ..
.
شعَرَ بشخص ينقر على ظهره فألتف ليرى فتاة تنظر للأرض بخجل .. أنحنى لها ثم نطق ..
" مْرحبًا أيتُهَا الآنِسْه "
أجابته بينما تفرك أصابعها كان كلامها مجرد جمل متقطعه ..
" مْر .. مْرحبًا ، لقْـ .. لقْد أتَيْت لِأسأَلكَ عَنْ .. عَنْ تايْهيُونغ هُوَ يدرُس بِنفسْ فَصلِك صحِيح ؟ "
هو بالكاد فهمها ليردف ..
" تايْهيُونغ ؟ لَا أظُن بِأنِي سَمعتُ هذَا الأسْم مِن قَبْل .. إِن أرَدتِ أَن أُخبِرهُ بِشيْء عِندَ إِلتقَائي بِه فَأنَا هُنَا "
ختم كلامه بإبتسامه صغيره ، ليهدأ توترها قليلا ..
" وِيندِي .. أخبِرهْ بِأَن وِيندِي كَانْت تسْأَل عنْه "
" حسنًا "
قالها بينما هي فقد ذهبت من أمامه ، أخذ يفكر بالذي يسمى تايهيونغ من يكون يا ترا هل هو شخص يعرفه ؟.. أيضًا هو لم يستبعد إحتمالية كونهُ ذلك الفتى الجالس بجانب جونغكوك ..
تقدم إلى فصله وجلس على مقعده ألقى التحيه على نامجون و الذي بخلفه ..جونغكوك لم يكن موجودًا حينها فأستغل جين تلك الفرصه لسؤال..
" مَا هُوَ أسمُك ؟ "
" كِيم تايْهيُونغ ، لمَ ؟ "
إبتسم جين له ولكنها لم تكن نابعه من قلبه أبدًا ..
" إذًا لَقْد أصَبْت بِإحتمَالِي ، لَا تَهتْم للذِي قُلتهُ لِتوْ.. هُنَاك فتَاةٌ كَانت تتسَأل عنكَ أسْمُهَا وِيندِي "
حك مؤخرة رأسه وهو ينطق بأسمها ..
" وِيندِي ، وِيندِي ، وِيندِي.. حسنًا "
إعتدل على كرسيه مستعدًا لبدأ الحصص ..ليأتي جونغكوك متأخرًا كعادته الجديده ..
في حصة اللغة الإنجليزية ، قام الأستاذ بتوزيع بعض الأوراق على الطلاب ليردف ..
" هَذِه الوَرقْه كَإِستمَاره بسِيطه لتًّعرُف عَليْكُم أكثْر جَاوِبُوا عَليْهَا بِالإنجِلِيزِيَة "
فبدأ الجميع بتعبئتها ، توقف جين عند نقطه كان محتواها ..
- Who is your best friend ?
نظر للجمله مطولًا ، ألتفت للذين خلفه ونظر لأجوبة جونغكوك أولًا ، خطه كان طفولي جدًا .. لكن الذي جعل جين يحُس بضيق في تنفسه هو وضع كوك لأسم تايهيونغ بدلًا عنه ..
أعاد بصره للذي بيده ليكتب ..
- No one .
هو بالطبع لم يشعر بالراحة لكن أحسَّ ببعض الإنتصار لنفسه ومع ذلك لا زال يود البكاء قليلًا ..
.
في وقت الإستراحه ، إتجه لذلك المكان وجلس لم يأتي نامجون للأن لهذا إنفرد بحاله وبدأ يتمتم مع نفسه..
" هُوَ لَيْس جُونغكُوك ، يُمكِن بِأنهُ خَضعْ لغَسِيل دِمَاغ أَو فَقْد الذَاكِره.. هُوَ بِالتَأكِيد لَن يعَاملنِي بهذَا الجفَافْ ، صَوْت قهقهَاتِهم أشعُر بِأنِي أسمعهَا رُغم عَدم وجُودِهَا.. "
تقدم نامجون و جلس بجانبه..
" مَاذَا تَفْعل؟ "
" لَا شَيْء فَقط أتَأمْل "
أخرج قطعة الخبز المحشوه بمربى الفراوله وأخذ قضمه ليردف ..
" لَديْ سُؤال .. "
لوهله شعر جين بأنه سمع ما قاله لنفسه فأجاب بإرتباك..
"مَاذَا ؟ "
" لمَ لا تَأكُل فِي إسْترَاحةْ الغْدَاء ؟ "
الإرتياح حلَّ بقلب جين ليبرر ذلك بإبتسامه ..
" أتَّبِع حِميْه ، الجَمِيع يَنعتْنِي بِالسَمِين "
توسعت عينا نامجون إثر كلمات جين ليتحدث ..
" أنتَ رشِيق أكثْر مِنِي ! ، كيْف تَهتْم لِكلمَات النَاس هكذَا ؟.. مهمَا فَعلتْ لنْ تُعجِبهُم أنَا أُقسِم لكْ ! "
هز برأسه يمينًا و يسارًا ..
" لَا بَأس فِي النهَايةِ أنَا لَا أُحِب الطَّعَام "
أخذ قضمه أخرى و أشاح ببصره بعيدًا..
" بِرَبك أتَمزَح ؟ لم أسْمع بِشَخْص يَكْره الطَّعَام.. حسنًا بعيدًا عَن ذَلك ، عِيد مَوْلد سَعِيد "
" شُكرًا لكَ "
قالها بلا مبالاه لكن جين أدرك شيئًا ليتكلم بسرعة ..
" لَحْظَه كَيْف عَلِمْت ؟.. لَا أتَذَكر بأننِي أخبرتُكَ عَنهُ سابقًا.. "
تحركت شفتي صاحب الشعر البنفسجي لكن دقَّ الجرس المعلن عن إنتهاء الإستراحة ، إستقام جين وذهب بسرعه بينما نامجون يجمع أغراضه..
.
في نهاية الدوام خرج بحقيبته على ظهره أتى شخص يركض ووضع يده على كتف جين هو توقف ونظر خلفه كان جونغكوك يتكئ على ركبتيه بينما يلتقط أنفاسه..
وقف بإعتدال لينطق..
"أَنَا أسِف لقْد نَسيْت عِيد مِيلَادْك الذِي بِالغْد سَامِحنِي.. وبِالمنَاسبَة كُل عَام وأنْتَ صَدِيقِي.. "
عانقه بلطف ، تفاجئ جين من ذلك أين ذهب التجاهل في لحظه.. عُقد لسانه ولم يستطع الإجابه فقط أكتفى بإبتسامه..
رحل جونغكوك وهو يلوح له ثم قفز ليتعلق بعنق صديقه تايهيونغ..
بعد رؤيته لذلك المشهد أغمض عينيه و أخذ نفسًا عميقًا ثم أفرغ رئتيه قائلًا ..
" كِيم تايْهيُونغ إِعتَبر نَفسْك الشَخْص الأوَل الوحِيد الذِي غَرِق بِبَحْر غَيْرتِي "
أستدار و أكمل خطاه إلى منزله..
. 🌸 .