01
.
قدم الورقه التي تحتوي على درجات الإختبارات النهائيه لهذا العام لوالده الذي يجلس على الأريكه صوفيه ، لقد كان فخور بنفسه جدًا و لكنه مرتبك بنفس الوقت من نظرات أبيه..
تفحصها الوالد بدقه كان ينقصه بعض العلامات بمادة الرياضيات ..
رفع بصره لإبنهُ المبتسم ، لينطق بحِدَّه ..
" هل أنتَ سعِيد بكوْنك فالمرتبةِ الثَانيه ؟ "
كانت ذراعيه خلف ظهره رفع واحده منهما وعدل نظاراته ثم أجابه بثقه..
" لمَ لا فِي النهَايةِ لَقد حَاوْلتُ و.. "
بُتِر كلامهُ بتحدُث السيد كيم..
" هل هُو نفسِه الذي يتعدَاك دائمًا ؟ ألا تَحُس بالغيْره مِنه ؟ طوَال هذِه السنوَات وأنتَ فقط تبتسم لهُ يجب عليْكَ الشعُور بالحقد قليلًا لأنه يسبِقُكَ ! .. لكن يبدُو بأنكَ مُتبلِد مِن المشَاعر ! "
رميَ بالأوراق على إبنه و همَّ بالرحيل تاركًا خلفهُ شخص لازالت إبتسامته تشق وجهه ، عيونه لمعت بسبب الدموع المتراكمه بها.. مسحها ببساطه وكأن شيءٍ لم يكن ثم حمل المُرمَى عبى الأرض و إتجه إلى غرفته..
وضع تلك الأوراق على مكتبه بهدوء وسحب هاتفه بيده ، جلس على مقعده الخشبي ونظر للشاشة .. فك الرمز السري ثم إتجه إلى منصة الرسائل وبالطبع إلى صديقه الوحيد..
-أشعُر بِالحُزن والسعَادة بنفسِ الوْقت..
-لمَ والدِي يعَاملنِي دائمًا هكذَا ؟.. أنَا أشفُق علَى حَالي..
-أنَا لا أحُب الغيْره مِن أحد أبدًا و لكِن هو يُريد منِي هذَا ، بل يُجبِرُني علَى ذَلك! ..
-أسِف إن أزْعجتُكَ برسَائلي المتتَاليْةِ ،فقط أردتُ إزَاحةْ بعض مِن الألِم الذِي ينَام علَى صدرِي..
وضع جهازه الإلكتروني بجانبه ثم أزال الزجاج الذي يغطي عينيه سامحًا لمقلتيه السوداء تنفس بعض الضباب.. أجل هو لا يستطيع الرؤيه بدون نظاراته الدائريه..
فرد ذراعه على الطاوله ثم نام برأسه عليها .. حدق بالجدار يفكر بالمرحله الجديده التي سيخوضها في حياته ، أشخاص جدد و مدرسته الحديثة التي سيذهب لها بعد شهران ، كيف سيتأقلم و من هذه الأمور ..
.
مر أسبوع بشكل سريع .. الرد الذي حصل عليه من جونغكوك كان بسيط وغير كافي لشخص مثل سوكجين ..
-إنهُ والِدكَ صحِيح ؟ بالتأكِيد يرِيد مصلحتكَ !.
-شيء أخْر..
-إن شَعرتَ بِالحُزن مرةً أُخرَى ولم تُخبرنِي سأقتُلكَ أتفهم ..
حدق بتلك الرسائل للمره الخامسه ولم يرد عليها ، يود تجاهلها ولكن هناك شيء يوسوس بأذنه يخبره بأن صديقه سيغضب سيكرهه إن لم يرد ، خرجت لوحة المفاتيح الصغيره حرك أصابعه الطويلة ذات الإلتواءات البسيطه عليها ثم ضغط على زر إرسال..
-شُكرًا جُونغكُوك..
سمع صوت دق الباب ليعدل شعره المتبعثر بسرعه لأنه إستيقظ منذ بضع ساعات لكنه لم يترك الفراش وحيدًا .. أستقام يرتدي خفيه ثم توجه إلى الشخص الذي بالخارج ..
كانت والدته بإبتسامةٍ مشرقةٍ ، تحمل بعضٍ من ملابسه المعطره النظيفه .. دخلت إلى الغرفة ثم وضعت الثياب على السرير وبدأت بالتنظيف ..
بينما تفتح الستائر نطقت بنبره حنونه ..
" صغيري اليوم أنا ووالدك سنذهب في رحلة إلى الولايات المتحده .. "
فتح فمه ليتكلم ولكنها لم تعطيه فرصه بل أكملت مباشرةً .." عمُكَ يُونغي سيأتِي الليْله ليقضِي معك هذِه الخمسةَ أشهُر فِي عَدم توَاجُدنَا، كُن شخصًا مطيعًا يَنيَن "
هو يود الذهاب معهما ولكن كما يبدو لقد خططوا لكل شيء دون علمه إلا الأن .. أخذت أشعة الشمس طريقها إليه ليفرك عينيه بلطف ثم إبتسم ليجيبها..
" حسنًا أُمي .. "
-----
أتى وقت الوداع كان يجلس على إحدى الحقائب الضخمه في الطريق العام يراقب الأشياء التي توضع بالسياره بنظرات فارغه.. كان عمهُ يقف بجانبه ..
حينما إنتهوا من تحميل جميع الأغراض ، إتجهت أمهُ إليه وقبلت جبينه ثم إحتضنته بسرعه ..
" كُن بِخيْر يَنيَن لحِين عوْدتنَا "
أومئ برأسه بينما الدموع تملئ عينيه لكنهُ يحبسها .. عندما غادرت السياره جفف دموعه بسريه ثم أكمل سيره بجانب الذي أصبح ولي أمره الأن ..
جلس على الأريكه دون فعل شيء ، ليقفز العم يونغي بجانبه .. رادفًا بإبتسامه ..
" جين !.. مَا رأيُك بفِعل شيْء مُمتِع ؟ "
أنزل جين رأسه بقصد موافقته لكنه كان مرتبك قليلًا.. صفق العم بحماس لينطق ..
" حَفله ؟ "
" لَا "
قالها بصوت خفيف ليفكر الأخر بشيء جيد ، خطرت واحده على ذهنه ..
" تشغِيل بَعض الأغَاني الصَاخِبه بأعلَى صوْت ؟ "
"فِي الحقِيقةِ أُحب الأشيَاء الهَادِئه .. "
قام يونغي بدفعه بشكل طفيف على كتفه ليتحدث .. " مَا بِك طِفلٌ سَاكِن هكذَا ؟! .. عِندما كُنت بِسِنكَ كَانت حيَاتي مُبهجه جدًا وملِيئه بِالمغَامرات "
رفع مقلتيه الطفوليه إلى عمه ليرد بصوت ناعس ..
" أيُمكِننِي الذهَاب لنوْم "
" أُوه بِالطبع .. "
نهض من على الأريكه وحرك رجليه إلى مقتنه الصغير ..أغلق الباب و أصبح يدور في مكانه حول نفسه لينسى أمر سفر والديه أجل لقد كان يفكر بأن هذه طريقه مناسبةٌ لنسيان .. في النهاية سمع صوت تكسُر شيء فتح عينيه التي كانت مغلقه ليرى كل شيء بشكل مشوش ..
--
١¦ إنطباعك الأول عن شخصية جين ؟
باقي ما بدأت الأحداث الصح ، هذا كتمهيد يعني 🌚🌸..
180617