في المساء وبينما كان ميشيل نائماً راوده نفس الحلم الذي كان فيه ينزع السواد عن ماكس إلى أنه في هذه المرة كان كلما نزع السواد تلبسه السواد فإستيقظ فزعاً ثم قال : كان مجرد حلم مجرد حلم .
في صباح اليوم التالي ذهب ميشيل إلى المدرسة وعندما دخل إلى الصف بدأ زملائه بالتهامس وهم يحدقون به فقال بغضبٍ : ماذا ؟
نهضت سالي عن مقعدها ثم تقدمت نحوه وأمسكت بيده لتأخذه للخارج .
إبتعدا عن الصف فأخرجت هاتفها وأرته صورته التي إلتقطها جيمس مما جعله يصدم.
ميشيل : كيف حصلت عليها !!
سالي : إنها منتشرةٌ بين الطلاب .
ميشيل : كيف هذا ؟
سالي : لست أعرف .
شعر بالغضب فضرب الخزانة التي بقربه بقوه.
سالي : إهدء الغضب ليس حلاً .
ميشيل : ماكس أجل لابد بأنه هو من فعل ذلك .
سالي : لا يمكنك إتهامه من دون دليل .
ميشيل : أنا واثقٌ بأن هذا من فعله .
سالي : كف عن إتهامه .
أمسك برأسه قائلاً : أنا في مشكلة كبيره .
نظرت إلى يده التي جرحت بسبب الضربه ثم أمسكتها قائلةً : يدك تنزف .
سحب يده قائلاً : ليس مهماً .
سالي : ولكن لمَ كنت تدخن بالأمس هل حصل شيء سيء لك .
بقي صامتاً فأخرجت منديلاً من جيبها ثم عادت لتمسك يده وتلف المنديل عليها قائلةً : التدخين ليس حلاً لمشاكلك .
ميشيل : ليس هناك حلٌ لمشاكلي .
رفع ميشيل بصره فشاهد ماكس واقفاً ينظر إليهما .
سالي : يمكنك إخبارنا ونحن سنساعدك لا تنسى بأننا أصدقائك .
فجأةً قام ميشيل بمعانقتها ففزعت وعندما همت بإبعاده قال : فقط إبقي هكذا لدقيقة بعد هذا سيجعلني أشعر بالتحسن .
أرادت إبعاده عنها لكن طيبة قلبها منعتها من ذلك وفي تلك اللحظة مر ماكس بجانبها متوجهاً للصف فصعقت برؤيته .
إبتسم ميشيل بخبثٍ ثم إبتعد عنها وقال : شكراً لك أظنني أفضل حالاً الآن .
فجأةً تلقى صفعةً منها ليدهش من تصرفها.
سالي : كيف أمكنك أن تستغلني بهذا الشكل إن كان بينك وبين ماكس أي عداوةٍ فأبقني بعيدةً عنها .
غادرت وتركته فأمسك بخده قائلاً : سحقاً كانت صفعةً قويه .
جاء المعلم المسؤول عن صفهم وقال : ميشيل تعال إلى غرفة المدير بسرعه.
ميشيل : هاقد بدأنا.
ذهب ميشيل برفقته إلى مكتب المدير حيث كان والده بإنتظاره .
المدير : لقد إنتشرت الصورة بين الطلاب بشكلٍ كبير وهذا يسيء إلى سمعة المدرسه ما الذي سيظنه الأهالي عندما يعلمون أن طالباً من المدرسة التي يرتادها أبنائهم يدخن السجائر ، طالبٌ في المرحلة الثانوية يدخن أي نوعٍ من التربية تلقاها ليصبح على هذا الحال.
جورج : أعتذر عما حصل وأعدك بأن هذا لن يتكرر.
نظر إلى ميشيل ثم قال : إعتذر إليهم .
بقي ميشيل صامتاً فقال : أخبرتك بأن تعتذر .
ميشيل : أنا لن أعتذر وسأكرر ذلك ثانيةً وثالثه .
قال جورج بغضب : ميشيل .
ميشيل : لمَ كل هذا الغضب فهي ليست المرة الأولى التي أفعل بها هذا ولن تكون الآخيره إن أردت نقلي لمدرسة أخرى كعادتك فإفعل لا يهمني هذا الأمر .
المعلم : هذا يكفي يا ميشيل يمكنك العودة لصفك .
المدير : يبدو بأن لدينا الكثير لنتحدث عنه سيد جورج.
خرج ميشيل لكنه لم يعد لصفه بل إختبأ في إحدى زوايا المدرسة وبدأ بالتدخين وهو يقول : جميعكم حمقى أنا أكرهكم .
عادت سالي إلى الصف فوجدت ماكس جالساً في مقعده وهو يضع رأسه على الطاوله .
( ماذا عساي ان أفعل لا يمكنني التحدث إليه أمام الطلاب فهو لن يجيبني)
جلست في مقعدها بحزنٍ فقالت روز : مابك يا فتاه تبدين كمن وقع في ورطه .
سالي : لا شيء.
روز : أنت سيئةٌ في الكذب هيا أخبريني .
فجأةً إنفجرت سالي قائلةً : قلت لك لا شيء لم تستمرين بالإلحاح علي كف عن هذا .
نهضت ثم غادرت وسط حيرة روز التي قالت : ما مشكلتها.
نهض ماكس وخرج من الصف متوجهاً للخارج وأثناء سيره في فناء المدرسة قابل جورج الذي إبتسم عندما شاهده وقال : ماكس كيف حالك اليوم .
ماكس : لمَ أنت هنا .
جاء ميشيل وقال : لقد اتى لأجلي هذا اليوم وليس لأجلك .
تعجب ماكس من كلامه فنظر إلى جورج منتظراً منه جواباً.
ميشيل : أجل هذا صحيح الطبيب المشرف على حالتك هو والدي أنا إبنه وهو أبي وأنا أعرف كل شيءٍ عنك وعن ماثيو .
جورج : ميشيل إخرس هذا يكفي .
ميشيل : لماذا ؟ على الأطباء أن يكونوا صادقين مع مرضاهم .
جورج : قلت لك إخرس.
ميشيل : صحيح هل ذكرت لك بأن ماكس هو زميلي في الصف وبأن علاقتنا متينةٌ حقاً .
شعر ماكس بالغضب فقال ميشيل : ما هذا هل أغضبتك ؟ هل قلت ما يزعجك ؟ هل ستطلب من ماثيو إيذائي ؟ أنا لا أفهم لمَ تقوم روح شخص قتلته بحمايتك .
بدأ ماكس بإغلاق قبضتيه وفتحها بشكل متكرر فخشي جورج على إبنه وأمسك به قائلاً : هذا يكفي غادر حالاً.
ميشيل : لن أفعل.
ماكس : ماثيو غاضِبٌ جداً ، الفتى المزعج يجب أن ينال عقابه .
جورج : كلا لا تفعل.
فجأةً طار ميشيل من بين يدي والده وصار معلقاً في الهواء وهو يختنق وكأن أحداً يضغط على رقبته بقوه.
جورج : ماكس توقف أخبر ماثيو بأن يتوقف عن ذلك .
تجاهله ماكس فنظر جورج إلى إبنه الذي كان على وشك أن يلفظ آخر أنفاسه ثم أمسك بماكس وهزه وهو يصرخ قائلاً : توقف إنه شقيقك .
صدم ماكس مما سمعه فوقع ميشيل على الأرض وهو يحاول إستجماع أنفاسه .
جورج : آسف لإخفاء الحقيقة عنك ولكني إضطررت لذلك ماكس أنت إبني وميشيل يكون شقيقك .
صدم الآخر مما قاله والده فأمسك ماكس برأسه وفجأةً فقد وعيه فأمسكه جورج وهو يقول : ماكس ماكس هل أنت بخير .
نهض ميشيل قائلاً : أخي! ولكن كيف هذا ما الذي تهذي به.
قام جورج بحمل ماكس ثم غادر متجاهلاً الآخر فلحق ميشيل به وهو يقول : توقف أخبرني بالحقيقة .
صرخ جورج بغضبٍ قائلاً : أغلق فمك وأغرب عن وجهي لقد أفسدت كل شيء.
وقف ميشيل بدهشةٍ فغادر جورج برفقة ماكس.
ذهبت روز إلى الحمام بحثاً عن سالي فعثرت عليها تبكي .
روز : كما توقعت .
إقتربت منها ثم مسحت دموعها قائلةً : والآن ألن تخبريني مابك .
سالي : أنا آسفه لم أقصد الصراخ في وجهك .
روز : أعرف هذا وأنا لست غاضبة منك .
أخبرتها سالي بما حدث فقالت : كل هذه الدموع لأجل هذا .
سالي : سيظن بأني لا أثق به لذا لن يثق بي أو يتحدث معي بعد اليوم.
روز : فقط إذهبي إليه وإشرحي له الأمر وأنا واثقةٌ من انه سيسامحك.
سالي : ماذا إن لم يفعل .
روز : فلنأمل أن يفعل.
تفاقمت الأمور في منزل ماكس بعد أن علم جده بما حدث .
جورج : كان سيقتل إبني لو لم أخبره بالحقيقه .
ويلسون : لست هنا لسماع أعذارك بل أنا هنا لأخبرك بأنك مطرودٌ ويمنع عليك رؤية ماكس بعد هذا اليوم .
جورج : أرجوك يا سيد ويلسون .
صرخ قائلاً : إخرس حذرتك من ذكر ذلك أمامه لكنك لم تصغي لا أعرف ما مدى الضرر الذي سيلحق بحالة ماكس بسببك ، أيها الحراس أرموه خارجاً ولا أريد رؤيته مجدداً .
جورج : مهلاً أرجوك لا تفعل أرجوك دعني أبقى بجانب إبني.
جرَّه الحراس للخارج ثم رموه كما ترمى أكياس القمامة فنهض وحاول الدخول وهو يصرخ قائلاً : أرجوك لا تبعدني عنه ماكس هو إبني لا يمكنك أن تحرمني منه.