in the next morning
فتح كونور عينيه ببطء , نظر الى الشباك ليرى ان الصباح قد حل ... كاد ان ينهض كالمجنون الى المدرسة لكنه تذكر ان اليوم هو عطلة لذلك بقي في مكانه
نظر الى الجانب الأخر , و سرعان ما توسعت عيناه و احمر وجهه بالكامل , لرؤيته ويل ... عاري الصدر
انها ليست المرة الأولى التي يستيقظ و يراه بهذا الشكل لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً , لأنه رسم تخيلات عديدة لم يكن يجب عليه تخيلها , و التي كانت عالقة بذهنه عندما نام مع دانيال !
و بسبب شروده , تعثر اثناء نزوله عن السريرو سقط على الأرض بقوة مما جعله يصرخ , فاستيقظ ويل بسرعة بوجه خائف
" كونور !! , هل انت بخير ؟ " قال ويل مذعوراً اثناء نهوضه اليه
عندما اقترب ويل منه , بصدره المكشوف و شعره المبعثر و تلك الشفتين المنتفختين .. حاول كونور ان يتفادى النظر اليه
" نعم , انا بخير .. آسف لإيقاظك " قال كونور اثناء محاولته للنهوض
فأمسكه ويل من ذراعه ليساعده لكن كونور افلتها فوراً , بسبب الشعور الخاطيء الذي ولدته تلك اللمسة
" كونور؟ مابك؟ ... هل هناك خطب ما؟ " سأله ويل متعجباً من حركته الغريبة
" لا تقلق , كل شيء بخير ... انا فقط , حظيت بحلم مزعج و لهذا سقطت , لا تهتم " قال كونور متجاهلاً النظر اليه
بينما قلبه يقرع بسرعة و احمرار وجهه يتزايد , مما جعله يشعر بالإحراج
لم يكن من الصعب على ويل ملاحظة توتر كونور من قربه منه , و لذلك قطب وجهه و حاول استيعاب الموضوع
"انا .. انا يجب علي العودة الى المنزل , اراك لاحقاً " قال كونور بنبرة متقطعة و خرج من الغرفة هارباً كي يخبيء مشاعره التي خرجت كلها دفعة واحدة !
ركض باتجاه الباب و خرج منه بأقصى سرعة ممكنة , يلهث بتعب , يلهث لكثرة الضغط الذي شعر به
ركب السيارة و قادها كمن يلاحقه الشرطة !
_________
_________________
______________________
Italy
Hotel Laurin Small Charming
في الصالة الرئيسية للفندق ... يجلس زعامات المافيا يتهامسون فيما بينهم عن سبب هذا الاجتماع المفاجيء الذي عقده فيرغاس و ارثر
" انتباه رجاءاً يا سادة " قال فيرغاس ليجذب انظار الجميع اليه
عمت لحظة صمت
" الجميع هنا يعلم بشأن العلاقة التي تجمع عميل ويل و ابن اخت السيد ارثر كامبير , لذا هذا هو محور حديثنا اليوم " قال فيرغاس
ثم ارتشف من كأس النبيذ الذي امامه ممرراً نظره على الحاضرين الذين كانوا اغلبهم غير مرتاحين من ناحية هذا الموضوع
كما كان هو , لذا عذرهم
" انا اعرف ان الموضوع يبدو غير .. منطقياً , لكننا لا نتسلى هنا , فتلك العلاقة هي من تدبير السيد كامبير من اجل الوصول الى ويل " تابع فيرغاس
" لكن سيد فيرغاس , نحن استطعنا الوصول اليه مسبقاً بالاضافة الى تحكمنا بأرباحه في الوقت الحالي " قال بيدرو
" نعم صحيح , لكن ألم تلاحظوا ان حركة عصابته انعدمت تماماً , و انه لا يجني اي ارباح منذ ان عاد الى لندن ؟ ... هو يفعل هذا عمداً كي لا نتقاسم ارباحاً معه بما انه لا يكسب اياً منها .. و نحن علينا جعله ان يتحرك " قال ارثر
" نعم صحيح , علينا ان نخرجه من حجره القذر و نستغله " قال جون بنبرة غليظة مليئة بالحقد
" سيد مكمان , نحن لم نتغاضى بعد عن هجومك على ويل اثناء عودته , لذا رأيك متوقف بالنسبة لنا حالياً " قال فيرغاس
لكن جون لم يستطع ان يفعل اي شيء سوى تقليب ناظريه
" برأيي , نحن لا نحتاج ارباحه و لم يكن مقصدنا منذ البداية ان نكسب منه شيء , بل السيطرة عليه كما نفعل الأن " قال لوشيانو
مما جعل ارثر و فيرغاس ينظران ببعضهما نظرة سريعة
ابتسم ارثر و شابك يديه ثم قال : كيف سنفرض سيطرتنا عليه اذا كان لا يتحرك؟ هو فعلياً عطّل سيطرتنا بسبب جموده و لهذا نريد ان نريه و نثبت له انه مهما كان قوياً او حتى ذكياً , لن يستطيع المرور بيننا من دون قتال !
تهامس الجميع بالموافقة لكلام ارثر , الذي نظر الى فيرغاس مبتسماً بانتصار
فالجميع يعرف عاطفة لوشيانو ل ويل بحكم علاقة العمل التي كانت ناجحة جداً بينهما في الماضي لذلك وضع نفسه بمكان هجوم رغماً عنه
" لكن بعد ان اصبحت الشمس الحمراء تحت تهديدنا الان , لا نحتاج ل ويل ... فمجرد ادراكه انه ينام تحت جناحنا هو كافٍ لنا "
قال جافيير بمنطقية
" و اذا ظل نائماً لفترة طويلة سيشكل عائق علينا , يجب ان نتخذ خطوة جدية .. "
" صحيح , انا مع فيرغاس ... فسكون ويل يدل على قيامه بخطة ضدنا " قال آدم فنظر اليه الجميع
و راحوا يتمتمون بالإيجاب
" اذاً , ماذا لديك؟ اخبرنا .. " قال غيلبرت ليجمع انتباه الحاضرين نحو فيرغاس الذي كان يرمقهم بكل ما يحمل من مكر ...
و كان الأمر مشابه لآرثر ... فعندما تجتمع رغبة بين هذين الاثنين , ما على الكون الا الاجابة
_______
______________
________
Daniel's POV :
نظرت الى الساعة للمرة الخامسة خلال هذه الدقيقة , فهي لم تتحرك عن الثامنة و النصف !!
ام انني اشعر بالوقت بما ان كونور قادم بعد ساعة؟
صحيح انني متحمس , لكن بذات الوقت غاضب منه , فأنا لم اره اليوم ابداً الا عندما ايقظته لنذهب الى المدرسة سوياً
بالاضافة الى تصرفه الغريب معي اثناء الفطور فهو كان رافض تماماً ان ينظر الي
بذلك لم استطع تقبيله , و بدلاً من شرحه للسبب فضل ان يتهرب بعذره المعروف و هو عدم استعداده التام لعلاقتنا
لا ادري لماذا بدأت اشعر بأن عذره هو غطاء لشيء لا يود اظهاره
ربما لأننا تسرعنا .. لكن لا , هناك شيء آخر يجعلني قلق من ناحيته
هفففف , من يعتقد ان القلب هو الوحيد المسؤول عن الحب فهو مخطيء , لأن العقل هو المسؤول الفعلي
ألقيت نفسي على الاريكة و حاولت تصفية افكاري و تذكر اشياء تريحني
لكن قاطعني صوت رنين هاتفي
كان المتصل خالي ! , رائع .. هو الوحيد الذي سيفهمني
اجبت متحمساً : اهلاً خالي !
" اهلاً عزيزي , كيف حالك؟ "
" لا ادري .. ربما بخير "
" ربما؟ , دانيال ... مالخطب؟ " سألني بهدوء
" همم , بشأن كونور .. اشعر بأن هناك شيء ما يوتر العلاقة بيننا "
" الا تستطيع تحديد هذا الشيء؟ " سألني , لأعاود التفكير بكل الاحتمالات التي فكرت بها مسبقاً
" كلا , لقد تخيلت كل ما هو ممكن لكن لم اجد التفسير المنطقي و لا ادري ماذا افعل " قلت باستسلام
" لدي فكرة "
تحمست و قلت بلهفة : ما هي؟
" ما رأيك ان تذهبا برحلة الى ايطاليا و تصنعا ذكريات جميلة هناك بعيداً عن كل الضغوط هنا ؟ , لربما تكون هذه نقطة تحول في علاقتكما و تصبح اقوى من ذي قبل "
قطبت وجهي و رحت افكر بكلامه ... الذي بطريقة ما , ولّد شعوراً مريحاً لدي
" انها فكرة ممتازة , لكن خالي .. و مدرسته؟ , اعني هو يحتاج الى الذهاب لأنه في مرحلته الثانوية الأخيرة "
" اذاً لا تطيلا المدة هناك , حاولا ان تكون سريعة لكنها مليئة بالذكريات "
عاودت التفكير من جديد , لكن هذه المرة كان تفكيري ايجابياً
" اتعرف؟ .. انت محق , سنسافر الى ايطاليا " قلت بثقة
" اذاً , انا انتظركم "
" تنتظرنا؟ ... هل انت في ايطاليا خالي؟ " سألته بدهشة
" نعم , و لهذا طرحت عليك الفكرة "
همم .. كم احسده فهو يسافر الى جمع بقاع الأرض خلال اسبوع واحد و المشلكة انه لا يمكنني معرفة مكانه
فرقمه دولي
" سيكون هذا رائعاً , اذاً ستتسنى لي الفرصة كي اعرفك عليه "
" نعم بالتأكيد .. سأحجز لك رحلة بعد اسبوع هل هذا جيد؟ "
" نعم , شكراً جزيلاً خالي , انت الأفضل "
" العفو يا عزيزي , اعلمني برأي كونور حيال الموضوع اتفقنا؟ "
" اتفقنا "
ثم ودعنا بعضنا و اغلقنا الخط
قلبي سيطير من الفرحة ... فهو محق , قد تكون هذه فرصة لنجدد علاقتنا و تصبح رسمية
على الأقل سأتعرف الى طريقة تفكيره اكثر ونصبح أفضل ثنائي في العالم ... لا استطيع الانتظار حتى يصل و اخبره !!
.
.
.
Italy
Hotel Laurin Small Charming
" لقد تم الأمر ايها السادة , ابن اختي و عميل ويل قادمان الى هنا الاسبوع المقبل و سننفذ الخطة " قال ارثر بعد ان انهى مكالمة دانيال و التي كان يجريها امام الزعماء
" جيد , اذاً سأتواصل مع الشمس الحمراء على الفور " قال فيرغاس و اخرج حاسبه المحمول من حقيبته السوداء ووضعه امامه
كان ارثر يبتسم بينما يقلب ناظريه على الزعماء , لكنه تبادل نظرة خاصة مع جون
فهما اكثر شخصين يبغضان ويل في هذه الجلسة
.
.
.
conor's POV :
اصبحت فريسة ضعيفة امام افكاري , فما حصل اليوم صباحاً مع ويل جعلني طريح فراش عقلي !
فأن تحمل مشاعر قوية بداخلك و انت لا تعرف ما هي , قد يكون اصعب شيء في العالم , بخاصة عندما تحول هذه المشاعر بينك و بين اقرب الناس اليك
انا مشوش كثيراً و اريد ان اجد نهاية مناسبة لهذا
و بما انني اسير الى منزل دانيال , فأعتقد انني قد ارتاح قليلاً , على الرغم من تجاهلي له البارحة و اليوم لكنه يحبني
لن يتضايق من هذا السبب السخيف
قرعت الباب و كالعادة فتح بسرعة , حسبت ان يقابلني بوجه متهكم بسبب تجاهلي له لكنه كان سعيداً كاللعنة
مما جعلني ابتسم بعدم فهم
" مـ..مرحبـ.." قبل ان اكمل سحبني الداخل و اندفع ليقبلني , فلم يترك لي خيار سوى مبادلته
" مع انني غاضب منك , لكنني احبك لا استطيع رؤيتك و عدم الالتصاق بك " قال بعد ان فصل القبلة بسعادة
فضحكت على انفعاله و قلت : جيد , وفرت علي اعتذار
فابتسم و قادني الى غرفة المعيشة , جلسنا سوياً حيث كانت يداه تحيطني , حاولت ان اشعر بالراحة
و نجحت ! , حتى ولو كان تمثيلاً لكنه اجدى نفعاً
" اذاً ما سبب هذا الحماس كله؟ " سألته
" انها مفاجأة " قال رافعاً حاجبيه
فقلبت ناظري و نفخت : ليس مجدداً !
فضحك و عبث بشعري , ثم قال : لكنها مفاجأة جميلة جداً , لن تتوقعها
" همم , رائع .. و متى تحب ان تخبرني بها؟ " سألته مكتفاً يداي ضد صدري
" الان ... " قال ثم أخذ نفساً عميقاً و ازداد وجهه سعادةً و تابع بحماس .. " سنسافر الى ايطاليااااا "
قطبت وجهي فوراً و رمشت عيناي بسرعة
" لم تعجبك المفاجأة؟ " سألني بعد ان تلاشت السعادة عن وجهه
" بلى .. اعجبتني , لكن .. ماذا عن مدرستي؟ " قلت متلعثماً
" اعرف , فكرت بالأمر .. و لذلك لن نغيب سوى ثلاثة ايام , ها؟ ماذا قلت؟ " سألني باهتمام
بلعت ريقي و قلبت ناظري على الغرفة افكر ... افكر بشيء واحد حصراً و هو النتائج المترتبة على سفري
اعني .. فأنا لن ارى ويل
دقيقة ! , نعم بالضبط !
هذا هو الحل .. ان ابتعد عن ويل و احصر كل طاقاتي و مشاعري بدانيال , بذلك اكون قد حققت توازناً مع نفسي و خففت من حدة الندم و الحقارة التي اشعر بها .. ممتاز !
نظرت الى دانيال و ابتسمت
" اتعرف , انها فكرة رائعة , لقد احببتها جداً " قلت بثقة
" فعلاً ؟ " قال بعدم تصديق فأومأت له بالإيجاب ... ابتسم بسعادة و عانقني
" سأحبك جداً هناك " قال ثم ابتعد عني
و اخيراً ... سأجد حلاً لهذه الفوضى التي تزداد كل يوم بداخلي ..
اقترب دانيال مني , أدخل يده تحت قميصي و راح يمسح برفق على معدتي , ثم همس بأذني : سنستمتع جداً هناك
انتقل الى فمي و دمج شفتيه بخاصتي ... ثم فصل القبلة و همس امام شفتي : انا و انت فقط
ثم تابع القبلة الى ان اصبح فوقي
من المفترض ان ارغب بهذا , و من المفترض ان اشعر بالسعادة
لكن كل ما كنت افكر فيه هو عدم تكرار ليلة البارحة ! , لأننا اذا قمنا بها الان سأكره نفسي أكثر
و لهذا السبب دفعته عني !!! , الأمر الذي جعله ينظر الي بصدمة اثناء محاولته لتنظيم انفاسه
" ما الخطب؟ " سألني مقطباً حاجبيه
بلعت ريقي و اشحت بناظري عنه
" انا آسف لكنني ... اشعر بالتعب و لا استطيع فعلها " قلت بنبرة مهزوزة بدون النظر اليه
لكنه نفخ بعمق و أخذ نفساً ليهدأ نفسه
اعرف انني جرحته , لكنه سينسى .. انا انا فلن انسى ابداً
اقترب مني و رفع وجهي بيده و قال بلطف : لا بأس , لا تتردد ابداً بقول ما تشعر به .. كي لا تخطيء
معه حق , هو محق تماماً , لكن المشكلة انني سأخطيء ... ان قلت ما اشعر به !