well's POV :
" اهلاً ، سيد ... ويل ، هل هذا مناسب؟ فقط ويل؟ " قال أرثر بعد الصمت و التحديق بي
" نعم ، هذا كافٍ " جاوبت ببرود ناظراً في عينيه مباشرةً , ليس هو الشخص الخائف هنا ... بل هو صاحب فكرة قدومي و صاحب فكرة كل ما يجري هنا ! , اعرف ما يريده مني تماماً , عندما نصبح بمفردنا
" ليس لديك عائلة ها؟ " سألني بكل براءة !
" انت تعلم اين هم ، ربما رأيتهم اكثر مني خلال الايام الماضية .. لذا لا داعي لهذه المقدمات " اردفت رافعاً حاجبي
ليعلم انني ... اشعر اتجاهه كما يشعر اتجاهي , الرغبة بالسيطرة !
ابتسم و اشاح نظره نحو فيرغاس كما لو انه يقول له ( رأيت؟ , انه تماماً كما اخبرتك عنه ) هذا ما جعلني ارتاح أكثر
و اشعر بالنشوة بداخلي أكثر ... انا القنبلة الموقوتة بينهم ! , ما عليهم سوى الاستعداد للقفز خارج النافذة عندما انفجر
أخرجت علبة السجائر خاصتي و التي كانت مغلفة بغلاف ذهبي يتوسطه الحرف الاول من أسمي
وضعت سيكارة بين شفتي و اشعلتها لتندمج مع باقي الأدخنة فوق رؤوسنا و حول وجوهنا
" جريء ! " هتف فيرغاس بعد ان اخذ نفساً من السيجار البني العريض خاصته
لم اصدر اي ردة فعل سوى نظري اليه و الابتسام بسرور!
" احم , السيد بول و السيد فرانسيس و السيد جايمس قدموا اليوم للتحدث باسم بيير " قال أرثر مشيراً الى الشبان الثلاثة
نظروا الي ثلاثتهم لكن بطرق مختلفة , الشاب بالوسط كان هادءاً لكن الآخرين كانا كالكلاب المسعورة
أومأنا لبعضنا كنوع من الترحيب ... الترحيب الجنائزي
" اذاً ويل ، انت تعديت املاكنا الشخصية ، و التي هي بيير ، نفوذ بيير لأكون واضحاً ، و هذا ما جعلنا نستاء و نغضب ، ما رأيك انت بالذي حدث " اردف فيرغاس ليوترني أكثر بسؤاله الأخير
" كان تصرفاً سيئاً مني ، لكن .. كانت لدي اسبابي ، حاول الدخول الى دائرة لا تتسع لمركزين , ولو انه اذكى قليلاً ، لكان الان بينكم يخبركم عن اكتشافه لعصابة جديدة يترأسها شخص يدعى ويل بدلاً من مكوثه اسفل الارض " شرحت بثقة
ثم شرعت بالتدخين من جديد ناظراً الى عيني فيرغاس مباشرةً , الذي اخذ يعالج كلامي بعقله
" معذرةً , فلتكن اجوبتك اكثر وضوحاً و أقل تهزيئاً لزعيمنا " نطق احد الشبان الثلاثة الفرنسيين , غريب انه عقلاني جداً
العاقل الوحيد بين الذئبين اللذان يجلسان بجانبه !
" لم اقلل من احترام زعيمكم لكن يجب عليك ان تعرف ان تدخله في أمور غيره كان خطأ , و هكذا ارد على الخطأ "
" اذاً يتوجب علي قتلك في هذه اللحظة رداً على أخطائك التي قمت بها في بلدي " سمعت جون يتكلم بوقاحة و انفعال
مما جعل الجميع ينظرون اليه , و من ضمنهم انا ... تبادلنا نظرات الضغينة فيما بيننا لأنهيها بابتسامة جعلته يعض شفته غاضباً
" معرفتي بقواعد اللعبة في بلدك لم تكن خطأي , بل خطؤك .. لذا احمي رأسك جيداً قد تموت في اي لحظة ! " قلت ببرود
" ايها السافل! , هل تهددني؟!" قال محتقناً و كان على وشك النهوض و الانقضاض علي لولا إمساك آياكو بيده و ارغامه على الجلوس , صاحب العينين الناعستين الأبله ! ... لكنه يملك جيشاً قوياً , الى حد مخيف
رمقني آياكو برغبة بالانقضاض علي هو الأخر , لكنه استطاع السيطرة على نفسه عندما بدأ بمخاطبة جون ليهدأ
" هذا غير لائق سيد ويل , عليك احترام انك بين أيادٍ تستطع خنقك و انت راضٍ " قال كيونغ جا وون بهدوء اعصاب
حسناً , للتفكير بالأمر نعم معه حق , يستطيع الجميع الان التصويب على رأسي و انهاء حياتي
لكن خوف فيرغاس و مبتغى أرثر سيمنعان حدوث ذلك ! , لأن حقدهم اتجاهي جعلهم يقفون بصفي
" كفى ايها السادة ! , فلنركز على هدفنا من خلال هذا الاجتماع , نحن لسنا اطفالاً " هتف أرثر ناظراً نحو الجميع بتأنيب
ليعود الهدوء مرة أخرى
" ما قلته صحيح سيد ويل ، لكن هذا لا يعطيك العذر لقتله " قال الشاب الفرنسي الذي في الوسط , اعتقد انه بول
" لم اكن افكر بأعذار اعطيها لكم او لنفسي حتى اقتله ، لست من النوع الذي يحمل ضمير " قلت دفعة واحدة و أطفأت السيكارة
لأسمع تمتمات الاعجاب بما قلته , لأنهم اعتقدوا انني خائف منهم لكن بعد ان اوضحت انني ميت من الداخل
بدأ عقلهم يتقبل فكرة وجودي , بل و يتقبل فكرة ان اكون منهم!
لكن هذا جعل جون يغضب اكثر و يدخن سيكارته بسرعة بسبب ذلك , بينما بقي اصحاب العيون الناعسة بالتحديق بي بحقد
" اذاً ، بما انك صلب الى هذه الدرجة ، سندخل فوراً بالاشياء التي ترتبت عليك , لقيامك بقتل بيير " قال فيرغاس ثم شابك يديه على الطاولة ناظراً الى الجميع و الي
" انا اسمع " جاوبت فوراً
" انت امام خيارين ، الاول : ان تأخذ مكانه من حيث النفوذ ، اي ان نصف ارباحك ستكون لنا و تكون تحت سيطرتنا بشكل مطلق ، حرفياً , تواصلك مع اي احد سيكون مراقب بالاضافة الى تحركاتك " قال فيرغاس بنبرة جدية و مشيراً بيديه
" الخيار الثاني ؛ ان ترحل من بريطانيا و تترك عمل المافيا الى الابد ، ايضاً بشكل حرفي " انتهى معيداً ظهره الى الخلف منتظراً ردي
" لم يعجبني اياً منها " قلت ببرود بعد ان اخرجت سيكارة اخرى و شرعت بتدخينها
الأمر الذي جعل الحاضرين ينظرون الي بدهشة ثم يتهامسون فيما بينهم
" و نحن لم يعجبنا ما قمت به " رد أرثر فوراً , مكتفاً يديه
كنت على وشك الرد لكنني شعرت بأن حماس بول للدفاع عن بيير قد انخفض , و كأن العلاقة التي تربطه به ليست كافية للقتال من اجله
اذاً , لماذا احضروه و هم يعرفون انه لن يصمد للنهاية من اجل بيير!؟ ... انه حقاً .. شيء غريب
" لكنني اغضبتكم ، اما انتم فلن تغضبوني بهذه الخيارات ، انها فقط ... لا تؤثر بي " جاوبت بعد ان حولت نظري الى ارثر
الذي سرعان ما ابتسم و اغلق عينيه
" ماذا عن شيطانك الاول؟ الن تفكر به الان ؟ " سأل غيلبرت
نظرت اليه و جاوبت : سيكون بخير
سؤاله كان يوحي الى شيء اخر , شيء قريب جداً من الشك الذي في داخلي اتجاه هذا اللقاء ! و الذي جعل قلبي ينبض بسرعة لأن كل الأعين تحولت الي عندما تم ذكر اسم ( الشيطان الاول ) , شعرت للحظة انهم آكلي لحوم شياطين او ما شابه!
" لماذا لم تحضره معك؟ " سأل آدم
حسناً ... بدأ الحبل يضيق حول رقبتي أكثر ... و لا بد ان اوسعه
" لديه فروض عليه انهاؤها " قلت ببساطة , مستعيداً السيطرة على نفسي عن طريق ادخال اكبر كمية من الهواء النقي عبر فتحات حلقي من خلال ثقوب رقبتي !
اندهش الجميع , بل و ان البعض اصدر قهقهات خفيفة ظناً منهم انني أمزح !
" فروض؟ ماذا تعني ؟ اتقول انه طالب مدرسة؟ " تعجب أمير و على شفتيه ابتسامة عدم تصديق
" نعم ، وهو كسول جداً " قلت بفخر
ما خطب الجميع بحق الجحيم؟! , لماذا يتفاعلون مع بعضهم على هذه النقطة بالتحديد؟!
" اتصل به ! " سمعت فيرغاس يقول , اتى الصوت اولاً من اسفل قدمي مثيراً قشعريرة غليظة ببدني وصولاً الى اذني
نظرت اليه لأتأكد من جدية كلامه , لكنني تأكدت عندما رأيت ملامح الاتفاق تظهر على وجه ارثر
لا بأس اذاً , فلتكن حرباً باردة ...
" نعم فهو يظهر فجأة ، يحصل على مايريد و يختفي بعدها ، سيكون ممتعاً لو سمعنا صوته " قال جافيير متحمساً
لم يخفني صوته لأنه الشخص الوحيد هنا الذي يحب دراسة تحركات المافيات الأخرى ليتعلم منها او ليهزمها
يريد جمع اكبر عدد ممكن من المعلومات حول العصابات الموهوبة و خاصة الغامضة منها , اي نحن !
" حسناً , لا بأس " قلت بعد ان اخرجت هاتفي
اتصلت به ... ها قد بدأ يرن .... , نقرت على سماعة السبيكر ليسمع الجميع صوته
اراهن ان قلبه توقف عندما رأى اسمي ! , و يده ترتعش الأن بينما عيناه لا تصدقان الأحرف على الشاشة !
لكنه اذكى من هذا , .... اخبرته بأن يضع مشاعره جانياً ... ارجو ان تخطر بباله هذه الكلمة !
" مرحباً " سمعت صوته , كما فعل الجميع .... السكون و صوته !
انها الأمسية المفضلة لدي , لكن ... هناك دخلاء بصحبتي
شعرت بأن الجميع بدأ ينهش صوته , بوحشية و عنف .... وددت لو اقف و افقأ اعينهم واحد واحد
لا اريد من احدهم ان يشاركني صوته ! , ولا وجوده و لا اي شيء منه !
تلك الأفكار ... عانقتني من الخلف و رَفَعَتْ رأسي للأعلى , ثم هَمَسَتْ بقرب اذني .." لديك سكين بجيبك , افعلها! "
" كلا ! , ابقى مستيقظاً ويل ...! " صرخت السكين لأصحو
عدت للحاضر لأقول فوراً .. " قل مرحباً للأعداء " طلبت منه بحيوية ليقهقه الجميع , حيث كانت اصواتهم مسموعة بالنسبة لكونور
" مرحباً أعداء " رد بحيوية هو الأخر
نظر الي فيرغاس و اشار لي بعينيه ان أنهي المكالمة , أومأت ثم اغلقت الخط
وضعت الهاتف جانباً
" الجميع راضٍ الأن؟ " سألهم أرثر ليهز الجميع برؤوسهم
ما المغزى من اتصالي؟ او بالأحرى ... ماذا يحاول ارثر ان يثبت لهم؟ , لأنه نظر الي فوراً بعد ان سألهم و ابتسم
" الان ، لنعد لما كنا نقوله ، ماذا تختار؟ " قال فيرغاس معاوداً شبك يداه ووضعها على الطاولة
" رجل حكيم مثلك لن يملك سوى خيارين ، انه فقط شيء بسيط جداً مما يستطيع عقلك نسجه , انا أؤمن ان لديك خيار آخر ، و اود سماعه " قلت منوعاً نبرة صوتي بين الخبث و الذكاء , كي اعطيه اشارة انني اعرف بما يفكر
و فعلاً نجح الأمر ... فقد ابتسم و نظر الى ارثر فوراً , ثم الى الجميع
" انت ذكي ، فعلاً كذلك ... و بالفعل لدي خيار ثالث " قال و لا تزال تلك الابتسامة مطبوعة على شفتيه
شعرت بأن الوضع أصبح أكثر جدية الأن
" تفضل , اخبرني به " قلت بينما اخرج سيكارة من العلبة و ابدأ بتدخينها
أخذ نفساً عميقاً ثم بدأ ..
" هناك عصابة من شمال اوكرانيا ممولة من قبل الدولة الروسية لكي يقبضوا على العصابات المختبئة في المنطقة تدعى
( الشمس الحمراء ) , حاول السيد سوكولوف التدخل و حجب رؤيتهم عنا لكن الأمر لم ينجح لأنه اتضح انهم عصابة ارهابية ! ، لذا رشيتهم انا شخصياً ان يتكتموا علينا و ايضاً لم يوافقوا و هم الان تقريباً يلاحقون كل واحد منا , بما ان عقلك يتنفس الخطط ، اعطني واحدة جيدة و لك في المقابل ، مكافأة " ما ان انتهى من كلامه حتى نظر الجميع الي و عم السكون
اذاً ... هذا ما كانوا يحالون الوصول اليه منذ جلوسي بينهم ! , رائع ... هذا سهل , و لهذا يبدو خطيراً جداً !
همهمت اولاً , ثم بدأت
" اخطف واحد منهم ، احضره الى هنا و ازرع في جلده جهاز تنصت قابل للتفجير الذاتي عن بعد ، ثم امره ان يتنصت على خططهم التي تتعلق بالقبض عليكم و بنفس الوقت تهدده اذا فضح امرك سوف تقوم بتفجيره ! ، ثم ابعث رسالة الى زعيم العصابة و قل له انك تتابع ما يرمي اليه و الذي ينقل له الاخبار هو من احد افراد العصابة , و عندما يبدأ بفحص افراد عصابته و يكشف امر ذلك العضو قم بتفجيره , ليصبح لديك جثة القائد تحترق على الأرض , بالاضافة الى موت العديد منهم و بهذا تكون قد اوصلت رسالة واضحة الى الحكومة الروسية انك اقوى منهم ! , و ها انت تصبح حر ! " قلت لأدرك ان الأمر تطلب مني اقل من خمس دقائق
الأمر الذي جعل الحاضرين ينظرون الي بعيون متوسعة و افواه مفتوحة
" و كيف سنخطفه؟ " سأل أرثر مقاوماً دهشته من الظهور , كي لا يجعلني اشعر بأنه متفاجيء بقدراتي !
" اخبرني اين مكان العصابة , و سيكون العميل عندك غداً " قلت بثقة , بل و لأكون واضحاً , جعلت نبرتي اقرب الى رسالة
تخبره بوضوح انه ( باستطاعتي القيام بكل ما تعتقد انني لا استطيعه )
سمعت صفير لوشيانو من جانبي , ثم ترافق ذلك مع تصفيق الجميع لي تدريجياً
هاها , الزعماء يصفقون لي بعد جلوسي معهم لساعات قليلة !
اللعنة على روعتي
نظرت الى فيرغاس وسط تلك الهتافات ثم املت رأسي الى أرثر كما لو انني اتفاخر امامهم ... بكل ما لا يعرفونه عني
" ما هي مكافأتي؟ " سألت فيرغاس رافعاً حاجبي الأيمن
" سنجعلك تحت سيطرتنا , كباقي العصابات في المنطقة ... لكن... سوف نغض البصر عنك و نتساهل معك من حيث الارباح و المراقبة , اي انك ستكون شبه حر "
ليس كما توقعت , لكن لا بأس .. فالغرض الرئيسي من وجودي هنا لم يظهر بعد , انها فقط البداية
أومأت موافقاً
" هذا مناسب؟ " سأل ارثر الشبان الفرنسيين الثلاثة ليومئوا بتكلف
اللعنى لقد هدأوا فجأة !, لماذا اشعر ان وجودهم هنا مجرد خطة مخطط لها مسبقاً بين ارثر و فيرغاس بموافقة من الشبان
نعم بالطبع انها كذلك , انا متأكد تماماً من هذا
انتهى الاجتماع الغريب بنهوض الجميع و مصافحة بعضهم , بينما التفت لوشيانو الي فوراً و مد يده
ابتسمت تلقائياً و صافحته بالمقابل , شعرت و كأنني اصافح الماضي شخصياً
لأن اروع الايام قضيتها مع الشيطان الاول الذي كان من بلده , و ابن اخته ايضاً , لذا كان الأمر الى مصافحته الماضي هو ايضاً
" اعتنِ بنفسك و ابقي عينيك مفتوحة يا بني , وداعاً " قال لي ثم غادر
في الواقع , هذا ما كنت اردده لنفسي طوال الطريق الى هنا ...!
ملاحظة :
كل الأسماء التي ذكرت خلال هذا الجزء و الجزء السابق لا تمت للحقيقة بصلة , بل هي من وحي خيالي و حسب ! و ذلك ايضاً بالنسبة لعصابة ( الشمس الحمراء ) .... و شكراً