will's POV :
" انا اكره ان اشعر بهذه الطريقة ... اشعر بتعب شديد من مقاتلة هذا ... "
رددت فرقة skillet المقطع الاول من الاغنية الالهية comatos في عقلي , فقط الكلمات كانت تتراشق ببطء في ذهني بدون موسيقى فقط صدى ....
" و كل مرة احاول فيها ان اخبئ الامر , اخسرك ببطء ... "
" الطريقة التي تجعلني اشعر بها .. "
" اكره ان اعيش بدونك .. "
" اوه كم اعشقك ... اوه كم انا متعطش لك , اوه كم احتاجك "
" انت تأخذ الألم الذي اشعر به "
و تتردد بأذني بينما اخلع قميصي في الحمام , لا اريد الاستحمام .. اريد ان أهدأ فقط ... ان أهدأ بجنون
كما انا الأن هائج بجنون
وصلت هاتفي بمكبرات الصوت المتواجدة على شكل فتحات في زوايا السقف و وضعت الأغنية
ما ان بدأ بالجملة الأولى حتى أغمضت عيني و بلعت ريقي ببطء , لماذا هناك حرقة؟
رائع ... هذا رائع , شعور الضعف ... انه حقاً شعور رائع
" لا أريد العيش , لا اريد التنفس ... " صرخت معه و بدأت اغني وراءه بصوتٍ عالٍ
نسيت العالم , نسيت نفسي ... نسيت كل شيء و عاد بي الزمن الى تلك السنتين , ففتحت عيناي بسرعة لأتأكد انني مازلت في الحاضر , حاضر انني الان في مكان لوحدي . اصمت لوحدي . لكنني اغني بصوتٍ مرتفع , بصوتٍ لا يستطيع التعرف على موجاته حتى !
أدرت صنبور المياه لتنزلق بسرعة في حوض الاستحمام و يختلط صوتها مع صوت الاغنية لكنني قد اطبقت شفتاي و فضلت سماع صراخه بعد كلمة ( اوه كم اعشقك ) ... بهدوء , و سرعان ما اغلقت عيني و بلعت ريقي عندما لامس جسدي المغطى بالثياب الماء البارد حتى بدأ بنطالي يصبح اثقل و يلاصق قدماي بسبب الماء
غمرت جزئي العلوي ايضاً , وصولاً الى الى منتصف صدري
ترافق هذا مع انتهاء الأغنية و ورود الأغنية التالية / Danny Fernandes - Come Back Down / ....
رفعت رأسي للأعلى و انطلقنا بالمقطع الأول انا و داني معاً حتى رفعت نبرة صوتي عند وصولي للمقطع الرئيسي لكننا بلعت حلقي عندما دخل بالمقطع الثاني منزلاً رأسي ناظراً الى الماء تتخلل ثيابي و تتحرك برفق مع حركاتي
كل شيء يبدو ضبابياً الأن , ليس لأنني خائف على حياتي او ان الموت قد يقرع باب الحمام الان و يستلقي بجانبي , كلا !
انا لست خائفاً من الاساس .. انا فقط ... انا فقط لا اريد العودة الى الوراء و لا اريد التقدم الى الامام
اعرف ان الدقائق الان تمشي و ان الوقت يتجه نحو الغد دائماً , لكن الغد لم يأخذ رأيي به و لا مرة الى الان , لم يأخذ رأي قلبي بكل ما سيحصل , ... لا اريده ان يجعلني اختار أو ارتب الاحداث كما اريد
لكن فقط ان يهدأ , هل يحتاج عناق؟ ربما يحتاج الى قبلة عميقة تمزق شفاهه , او ربما يريد متعة تجعله ينسى ان يستيقظ
استطيع فعل ذلك , لكنه لم يطلب ! و لن يفعل !
لذا , تكوين علاقة مع الحاضر افضل من ممارسة الجنس مع الغد , لكنه أسوأ بكثير من الانفصال عن الماضي
لكن ....
تعلمت ان آخذ الامور بهدوء ، كما تفعل هذه النيران اسفلي ! و في الواقع ، كلما طال الامر بي اكثر كلما شعرت بأنني يجب ان اتخلى عن هذه العادة لكن اللهب سيحافظ على عمله بداخلي على اية حال! لذا .. ليس لدي خيار
ان تأقلمت ، قد يكون الامر اقرب الى التنازل لكن ايضاً هذا الواقع شيء خارج عن الطبيعة فكل ما اشهده الان ، لا اريد تذكره لاحقاً لانني لن اعرف يوماً كيف سأفسره
عندما بدأت حياتي في المافيا كنت قد تركت الدراسة و لكن عندما قابلت ذاك الاحمق ذو الشعر الفضي كنت قد تركت كل شيء!
لكنني تركته لي وحدي , اعتقدت انني عظيم لدرجة انه بمقدوري تدبر كل شيء لوحدي
لكنه غير لي هذا المفهوم . رغماً عني . احببت ان اعطيه نصف ما اشعر , نصف ما اريد , نصف الحلم و نصف الحقيقة
كان في المنتصف , في مركز الدائرة و لا طريق يؤدي الى المخرج
لقد تحرك من مكانه , أي ان شيئاً بداخلي الأن ينكسر ببطء و صعوبة ... ينكسر وهو لا يعرف كيف سيترمم
تنبهت فجأة عندما انتهت الاغنية ... حركت عيني بسرعة في الأرجاء , لأسمع الأغنية التالية / Hollywood Undead - We Are /
اللعنة ... انها الاغنية التي لا استطيع التفكير اثناء تشغيلها .... لأن كلماتها اقوى من افكاري !
لذا أغمضت عيني , و بدلاً من الغناء بصوتٍ عالٍ , رحت اهمس الكلمات
تذكرت ان هناك زجاجات شامبانيا على الرفوف التي تقع ورائي مباشرةً , فأدرت جسدي و التقط واحدة , كانت مفتوحة مسبقاً
بالاضافة الى وجود علبة سجائر بجانبها
هذه الاضافات البسيطة دائماً تكون موجودة , لكن بالعادة تكون ممتلئة , زجاجة جديدة و اكثر من خمس علب سجائر
لكن على ما يبدو انني نسيت تجديد الوضع هنا
وضعت الزجاجة بفمي على اية حال و ايضاً السيجارة و عاودت الاستماع الى الاغنية و همس الكلمات التي قد اختلطت مع الدخان
زعامات المافيا لا تخيفني , و رغبتهم بأذيتي كذلك , لكن ... لا اريدهم الاقتراب من كونور
و المشكلة , ان تركيزهم كله عليه!
لأنه ورقتي الرابحة و العميل الذي طغى على اسماء العصابات المشهورة في اميركا , كما سيصبح الحال في بريطانيا
في الواقع , هم خائفين مني اكثر من خوفي منهم . على الرغم من صغر سني لكن فيرغاس يعرف تماماً ان قدرتي لن تتوقف عنده
لقد كنت استمع الى تمتمات القتل و خطط السرقة في اذني كالاغنية قبل النوم , عشت في قاع الجريمة ل 11 سنة !
كانت الخطط تقال امامي كتراتيل الصلاة , في كنسية عبادة الرصاص و المسدسات
تربيت بين رجال الموت , ربتني الرغبة بالعيش , جسدي ممتليء بتجاويف منسقة و منظمة منذ اكتسابي للخبرة
كيف يتوقع مني ان اسقط امامه؟! و مراهقتي بدأت عندما اطلقت النار على رئيس الشرطة
انه يخاف مني , زعيم المافيات حول العالم يخاف مني ! و من الممتع ان يستضيف خوفه ليجلس امامه و يهدده!
حقاً شيء ممتع , و الأكثر متعة ان يخاف خوفه منه!
استيقظت من رحلة افكاري الثانية عندما سمعت الموسيقى الختامية للأغنية ... انها المرة الأولى التي اسمح لنفسي بتجاهل هذه الاغنية حصراً
نعيم مؤقت / The Cab - Temporary Bliss / ... حان دور نعيم مؤقت
و للمفاجأة ادركت انني انهيت 6 سجائر دفعة واحدة !
حسناً , لكي اتفادى الوقوع برحلة اخرى داخل افكاري قررت الغناء معه
" لا يمكنني الاستمرار بلمسك هكذا , ان الأمر و كأنه فقط نعيم مؤقت " صرخت معه ! صرخت بقوة معه !
الكلمات ... ستفقدني صوابي ! لماذا اتت هذه الاغنية؟ لماذا!!!؟؟
لم استطع الاحتمال , لأن الكلمات , .. انها فقط تقول الحقيقة , تحكي واقع ما يحصل بداخلي بشكل دقيق
و لا استطيع التعامل مع الواقع بشكل جيد , لا استطيع
لذا نهضت , لتنزلق الماء علي بسرعة و اخرج من الحوض متجهاً نحو هاتفي , أطفأت الأغاني و اخذت نفساً عميقاً
لمحت المرآة من زاوية عيني , و كان هناك شخص يقف في المنتصف
اعطيته نظرة طويلة , كان مبللاً . عيناه حمراوتان من شدة التعب . وجهه شاحب و شفتاه جافة
قطبت حاجباي لأعطيه اشارة انه ليس على ما يرام لكنه فعل نفس الشيء لي , قطب حاجبيه ... اعرف انه لا يفهمني
و بما انه لا يفعل , فإنه يقوم بنسخ حركاتي كي لا يلقي اللوم على نفسه اذا حصل خطأ ما !
اقتربت منه و القيت انفاسي حول وجهه ليصبح ضبابياً , لقد اختفى ... لكنني لازلت استطيع الشعور به
رفعت اصابعي و كتبت مكان الضباب * أنا آسف *
انا حقاً كذلك
لأننا ... لأنه ... لأنني لا اعرف ما هي احتمالية نجاحي بإنقاذ الاشخاص الذين احبهم
هذا ما يخيفني , نعم هذا هو !
خلعت ثيابي و عدت الى المرحاض لأنعم بحمام هاديء , على من اكذب؟ اريد الاستحمام لأستعد للغد
لن يكون اي شيء هاديء بعد الأن , و لا حتى أنا !