عاصفة من المشاعر الثلجية

By Flouna000

6.3K 573 201

بذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها ... More

0 " غفلة "
1 " مجدداً يتكرَّر "
2 " برود "
3 " أوراق متناثرة "
4 " ترنُّم "
5 " إستفزاز "
6 " تبدُّد الثلج "
8 " إنجلت المشاعر "

7 " وردة "

486 51 11
By Flouna000

       
       
        
- هل تريدين مني أن آخذكِ للمشفى ؟

سألها حالَمَا صعدت سيارته
أجابت ببرود : لا داعٍ لهذا
     
وضعت في راحةِ كفِّه ورقة صغيرة
- خذني إلى هذا العنوان.

- ألَم تخبريني أنكِ مريضة ؟!
- تحجَّجْتُ بالمرض لأخرج من المدرسة
    
    
بانت الصدمة على وجه أخيها.
- كُنتِ تكذبين ؟!

- أجل.

صاح بها بغضب : أخرجْتِني من الجامعة في وقتٍ مبكِّر لأصطحبكِ من المدرسة و في النهاية كانت خدعة ! هل جُنِنْتِ ريتا ؟

صاحت هِيَ الأخرى : لا تصرخ في وجهي كأنني طفلة

زاد علوُّ صوته : لماذا كذبتِ ؟
ريتا بانهيار : لديَّ أسبابي.
      
     
بعد لحظاتٍ من الهدوء السائد.

- وأنا قد أتيتُ حالاً ظنّاً مني أنكِ حقاً مريضة.
    
    
لفت انتباهها السخرية الظاهرة في نبرته
جاهدت لِتُعِيد لِصَوْتها طبيعته ، لكنه خرج من حنجرتها مصحوباً بنبرةٍ حزينة.

- ألَم تَكُن تريد مساعدتي ؟
- أساعدكِ لماذا ؟!

- لأنني طلبتُ منك ، هذه أولُ مرة )':

تذمَّر بضجر : ما الذي تريدينه اﻵن ؟ ، و لِمَن هذا العنوان ؟

- فقط خذني إليه .. بسرعة
   
    
" يجب أن أصل سريعاً ، بالتأكيد سيتفاجأ بي ،
لكنّ المهم أنني سأطمئنُّ على حالِه ، لمَ أشعرُ أن الوقت صار بطيئاً !؟ "
     
     
بأعصابٍ مشدودة كانت تحدِّق من النافذة و تتنهَّد كلّما مرّ بعض الوقت

ولم تستمع لأخاها الذي بات يحدِّثها طول الطريق في مواضيع تافهة كما تظنُّها هِيَ.
    
    
- ألَم نصل بَعْد ! .. هل أضعت الطريق ؟
سألت فجأة باستغراب و تكاد دموع اليأس تطغى عليها

إلتفت نحوها بشيءٍ من الفضول

- ألَن تخبريني ما قصّةُ هذا العنوان ؟ .. و لماذا ستذهبين له في هذا الوقت ..

" عاود التركيز أمامه و أكمل ببرود "
كما أنها المرةُ الأولى التي تخرجين فيها من المدرسة مبكِّرة .. و بكذبة.

- سأخبرك لاحقاً

فَهِمَ أنها لن تجيب على سؤاله اﻵن ، لذا قرَّر الصمت
و في قرارةِ نفسه مُتَيقِّنٌ أنه سيكتشف الأمر فيما بَعْد.
     
     
- توقَّف ! .. هذا هو !

فاجأتهُ صرختها لِيَلْتفت و يرى منزلاً صغيراً ذا لونٍ أبيض كُتِبَ عنده الرقم الذي في الورقة ، أوقف سيارته أمامه فنزلت مُسْرِعة

- هل ستتأخَّرين ؟
- لا أعلم ، إنتظرني.

خَطَت نحو المنزل فيما اقترب هو من مقعدها و جذَبَ الباب لِيُغْلقه

- كان عليها إغلاق الباب قبل ذهابها ، تلك الحمقاء !
تمتم بسخطٍ عليها.
  
أخرج هاتفه و بدأ يعبث به إلى حين عودتها.
             
             
                                 ¡¡¡¡¡¡¡
        
         
      
طرقت الباب بتردُّد والبرودة تعصفُ بأطرافها من شدةِ توتُّرها

" أرجوك ساعدني يا رب ، أشعر باﻹغماء "
    
    
تجمَّدت عندما فُتِحَ الباب و ظهر من خلفه رجلاً كبيراً شعرهُ أسود تخالطه بعض الخصيلات البيضاء ، يبدو في بداية سنّ الأربعين

ملامحه جميلة تُسِرُّ الناظر إليها ، عيناهُ تحملان كمّاً هائلاً من لمحةِ البراءة.

ذُهِلَت ريتا من مظهره. " يشبهه !.. لا أصدِّق !.. ماذا أفعل ؟ "

لاحظ توسُّع عينيها فسألها بريبة
: تفضلي ! .. ماذا تريدين ؟

ريتا بارتباك : لا شيء..أقصد..لا أدري..كُنتُ أبحث عن شخص

- لحظة، لم أفهم !
قاطعها بابتسامة لطيفة.
     
    
إختنق صوتها ولم تَعُد قادرة على النطق

" يا إلـهي ، لا تبتسم أرجوك ، أين أنت يا جاد ؟
أنـ-ــقذني "

ألقت بنظراتها للأسفل و وجهها مُحْمَرٌّ تماماً

- هذا.. منزل نيار ؟
- أجل ، هل تعرفينه ؟
- نعم ، نحنُ..أصدقاء.

دُهِشَ الرجل و صاح بلا تصديق
- أصدقاء !! .. أنتِ صديقةُ ابني !؟

ريتا بصدمة : هاا ؟ ابنك !

" والده ؟ مستحيل. "

- تفضلي بالدخول ، أهلاً بكِ.
- شكراً.
- إنه في الحديقة ، من هناك.
     
     
أشار إلى بابٍ أسود اللون ، تقدَّمت إليه عبر الممر
وهي تشعر بنظراته الغريبة تتفحَّصها بحرصٍ شديد

تملَّكها الخوف لكنها تصرَّفت بهدوء

" إنهما حقاً متشابهان ، لا أصدِّقُ أنه والده ، ملامحه لطيفة جداً ولا تتناسب مع عمره ، نسخة مطابقة ، مثله تماماً ، لكنَّ أباهُ أجمل "
     
همست : كيف أمكنني قول هذا الكلام ؟ .. فيمَ أفكِّرُ أنا !!
    
    
صمتت عندما لمحت طيفاً ما في الحديقة ، إلتفتت لتجدهُ يقف أمام مشتلٍ صغير يسقي الورد باهتمامٍ بالغ

إقتربت منه فلاحظت انشغاله ، بدا لها أنه شارد الذهن ، فهو لم ينتبه لوجودها ولم يسمع خطوات أقدامها حتى.

إقتربت أكثر لتلاحظ حزناً غريباً في وجهه

ريتا : نيار .. مرحباً.

لم يصدِّق أبداً ما سمعه ، إلتفت و رءآها تقف بجواره

من صدمته أسقط وعاء الرَّي الذي كان يحمله بيديه
أمَّا هي شهقت بقوة و غطَّت فمها من الرعب

أحد جانِبَيْ وجهه مُغَطَّى بضمادة بيضاء كبيرة ، من طرف جبينه إلى منتصف خدِّه ، معصمهُ الأيسر مُغَطَّى بضمادة ، و قدمه اليسرى كذلك.
    
    
- مـ ما.. ما هذا !؟

- ريتا ؟ كيف أتيتِ ؟! لماذا ؟ ما الأمر ؟

دمعت عيناها من مظهره الذي يُرثَى له

- أتيتُ لأطمئنَّ عليك ، علمتُ بشأن الحادث المروري ،
و عرفتُ أنك تأذَّيت كثيراً ، لم أستطع اﻹنتظار فتغيُّبك أخافني عليك

- حقاً ؟ . سألها بصدمة.

ريتا : أجل ، أتعلم ؟ ..  بقيتُ خلال هذه الأيام أنتظرك طول الصباح ، ظننتُ أنك ستتأخَّر فقط ، كان الجميع يعلم بما حدث عداي أنا ، حتى أنهم لم يفكِّروا في التحدث عنك رغم أنك دوماً تكون حديث الفتيات ، عرفتُ أنك لستَ بخير و لأنني لم أحتمل اﻹنتظار قررتُ أن أزورك اﻵن لِأُزِيح الرعب الذي احتلَّ قلبي ، كم أشكرك يا إلـهي لأنك حفظته ولم يُصَب بمكروه.
    
     
فتحت عينيها لتراهُ يقف مبهوتاً يحدِّق بها ، خَجِلَت من نفسها واستوعبت حديثها.

- المعذرة ، لم أنتبه لنفسي و أنا أثرثر بكثرة
- لا ، لا عليكِ ، أنا سعيدٌ لمجيئِك
     
     
" يا إلـهي كم هو لطيف ، لا أدري كيف يُتْقِنُ رسم ابتسامةٍ جذابة "

أشارت بأُنْمُلَتِها نحو خدِّه و أطراف جسده المضمَّدة

- كيف حصل بك هذا ؟

- في الحقيقة .. كُنتُ قد ذهبتُ لشراءِ حاجيَّات المنزل ، و عندما خرجتُ من أحد المتاجر ، عبرتُ الطريق و في تلك اللحظة ظهرت شاحنة من العدم واصطدمت بي ، و ألقت بي على منتصف الطريق ، وكما تَرَيْن فقط أطرافي اليساريَّة قد تأذَّت.
     
    
- أرى ذلك . كانت تنظر بألم مما حدث

" مهلاً ! ، أشعر أن هناك خطأً ما بي ! "

نظرت إلى نفسها ، للتو لاحظت أنها جاءت بزيّ المدرسة

وأيضاً نَسِيَت شيئاً مهمّاً كان عليها فعله قبل المجيء إلى هنا
    
    
- عذراً منك ، أتيتُ هكذا بسرعة خالية اليدين.
- لا بأس ، زيارتكِ وحدها تكفي.

تلفَّتت في أرجاء المنزل الذي كان يعمُّهُ الهدوء الغريب

- أين أفرادُ أسرتك ؟ .. لم أرى أحداً منهم.

- إخوتي جميعهم في المدرسة ، و أمي خرجت في زيارة لأحد الجيران ، لا يوجد سواي أنا و أبي.
    
   
عدَّل وضعيَّة وعاء الرَّي و هِيَ تحدِّق به و تراقب تصرُّفاته

" يا للمسكين ، تشوَّه وجهه ، لكنه يبقى وسيماً في عينَيْ

أومأت برأسها مؤكِّدة على أفكارها.
عاد يسقي الورد ثانيةً و بالهُ مشغولٌ في أمرٍ ما

سأل بتردُّد و وجنتيه تحمرَّانِ خجلاً
- ريتا.. هل.. قَلِقْتِ عليَّ عندما تغيَّبتُ عن المدرسة ؟

- أجل.
- إذاً .. خَشِيتِ أن أُصَاب بأذى ؟
- صحيح ، و خِفْتُ عليك أكثر اﻵن.
    
   
تفاجأ من إجابتها ، كيف تجرَّأت للإجابة بهذه الطريقة !

إلتفت لها ببطء ليراها تتمعَّن بالضمادةِ البيضاء التي في وجهه ، كأنها شاردة ولا تعي ما حولها.
   
    
" هل كانت تجيبني بكامل وعيها !؟ "
تساءل باستغراب !

بلا مقدِّمات..تفاجأ بيدها تمتدُّ نحوه و تمسك بخدِّه

- هل تؤلمك ؟ . سألته بعفوية و لُطْف.

أجاب بارتباك : بصراحة.. لا .
    
    
تلاقت نظراتها بعينيه الخجولة ، إنتبهت لما تفعله فأبعدت يدها كالملسوعة ، تراجعت عدة خطواتٍ للخلف.

- أنا..يجب أن أذهب..شقيقي ينتظرني في الخارج
    
     
إستدارت لِتُخْفي ملامحها عن ناظِرَيْه

- إنتظري

وصل إليها و نكس رأسه خجلاً

- أرجو..أن..

أغلق عينيه و مدَّ كفَّيْه نحوها ، تعلَّقت مقلتها بوردةٍ حمراء صغيرة ، قطفها لها من المشتل الذي كان يسقيه.

- هذا..لي !

أومأ لها بصمت ، أخذت الوردة و بريقُ اﻹعجاب يُشِعُّ من عينيها

" يا لجمالها ! "
    
    
إبتسمت له و لوَّحت بيدها مودِّعة

- أشكركِ لزيارتك.
- هذا واجبي ، و أيضاً لا شكر بين الأصدقاء.

دخلت للمنزل من الباب الأسود تاركةً إياه في صدمة من كلماتها الأخيرة.

كانت تشتَمُّ رائحة الوردة عندما أرعبها ذلك الرجل بظهوره المفاجئ ، خبَّأتها خلفها كيلا يلاحظها.

- ماذا ؟
- هل سترحلين ؟
- أجل !

- أنتِ حقاً صديقته ؟
- صحيح ، ماذا في الأمر ؟

- جميع من زاروه قالوا أنهم زملاؤه ، عداكِ أنتِ قُلتِ أنكِ صديقته.

- قلتُ هذا و لكنني أُعْتَبرُ كالبقية !
    
     
ظهرت عليه ابتسامةٌ غريبة
- لا تبدين كالبقية و في يدكِ وردة من المشتل الذي لدينا.

شعرت بالصدمة تُجَمِّدها . " كيف استطاع رؤيتها !؟ "
        
        
        
         
                                   ¡¡¡¡¡¡¡             
        
        
           
            
صعدت السيارة فتذمَّر أخاها كعادته.
- تأخَّرتِ أكثر من اللازم ، ما الذي كُنتِ تفعلينه
في ذلك المنزل ؟ و لمن ذهبتِ من الأساس ؟
       
     
صمت و هو يشاهدها شاردة الذهن و تحدِّق بالوردة
و تبتسم.

- أووهـ من أين لكِ هذه ؟
- لا شأن لك.

- سأخبر أمي عنها XD

- لا يهم ، هيا تحرَّك (=
     
      
" أشعر اﻵن بالراحة و السعادة ، فـ نيار بخير
و سيتحسَّن قريباً ، الشعورُ بالرضا جميلٌ جداً ،
كما أننا أصبحنا صديقين مقرَّبَيْن في مدةٍ قصيرة ،
أنا لستُ نادمة على خروجي من المدرسة. "
       
        
         
          
                              " إنتهى "                     
         
                   
                
               
                 

Continue Reading

You'll Also Like

396K 21.9K 104
رواية تتحدث عن أسطورة لطفلة صغيرة من كوكب آخر خارج مجرة درب التبانة والتي ولدت لأجل اكمال مآسي والدها في الانتقام والثأر لقاتل الملكة قديماً حيث أن و...
46K 1.5K 16
هي ساحرة نقية لا تعرف معنى الشر أو الظلام مسالمة لحد كبير تساعد من يحتاجها لها قوى عظيمة التي تجعلها محط الأنظار هناك من يحاول الإستولاء عليها. هو أق...
2K 170 6
الثِقه بالاخرون سريعًا، ليست جيده كما نعتقِد . • 이대휘 | Lee Daehwi
10K 663 23
مقطع مقتطف: لوسيانا باستنكار: أليس هذا عالم آخر خيالي؟! ......: سواء كان يبدو لكِ عالم آخر خيالي أم لا فهذا المكان الذي يفترض أن تكوني به!! لقد جذبت...