cono'r POV :
احقر ما قد يوجهه شخص نحوي هو التجاهل!
كما فعل ويل قبل قليل
و بالاخص ويل ، الشخص الوحيد الذي اهرب اليه عندما يتجاهلني احدهم !
ما اللعنة التي حصلت له؟! ، و اياً كان الخطب اللعين الذي حل به لا يحق له ان يفعل بي هكذا ....!
ضربت المقود بعنف للمرة الالف على ما اعتقد ، ان هذا المقود تعرض للضرب ربما اكثر مني!
لكنني حقاً ، اشعر باحتقان فظيع جعلني اتخيل ضريح ويل بأكثر من مكان
و أولهم ، اسفل منزلي!
ركنت السيارة في الكراج و بدأت اجر اقدامي بالاكراه نحو الباب ، لان المكان الوحيد الذي كنت افكر بالذهاب اليه هو الملهى الليلي!
لكنني لن افعل ، فعودتي سالماً الى المنزل لن تكون مضمونة ، و كذلك الامر بالنسبة لكل الناس الذين سيكونون في الملهى ايضاً !
لذا .. فكرة بقائي مكبلاً افضل من فكرة انتحاري!
دخلت الى المنزل و اتجهت فوراً الى المطبخ لأحضر زجاجة نبيذ ، رميت كل ما بداخلي على الاريكة و بدأت اتجرع من الزجاجة كالطفل الجائع عندما يرضع من صدر والدته !
حتى بدأ غضبي يتضارب مع النبيذ في معدتي
فما وجدت الا قدماي تركضان باتجاه الحمام و القي كل ما في بطني في المرحاض
رحت اتنفس بصعوبة اثناء تذوقي لبقايا القيء في فمي و الذي كان بطريقة ما اقرب الى طعمة النبيذ !! ، فهو الشيء الوحيد الذي تناولته هذا اليوم ... و اللعنة على ويل !
بسببه الان اشعر بألم في بطني و صداع حاد على جانبي رأسي
اتجهت الى المغسلة ، غسلت فمي ببعض الماء ثم وجهي ، و لم انظر الى المرآة لاني شعرت بانهاك فجائي جعلني انخفض الى الارض بهدوء و اجلس سانداً ظهري الى الحائط
نظرت بعين فارغة الى الجدار المقابل ، فعادت ذاكرتي بي الى كلام ويل
رابطة زعامات المافيا تريده ! لان بيير كان منهم !
لماذا لم يخبرنا منذ البداية ؟! حتى ولو كنا سنتراجع ، هذا افضل من محاكمته من قبل هؤلاء الوحوش ، سيعملون على حشو رأسه بالرصاص حالما يدخل من الباب !
فركت جبهتي بعنف لأشعر ان الصداع يتوزع في جميع انحاء رأسي لمجرد ورود فكرة تعرض ويل للأذى .. نعم انا غاضب منه جداً لكن إن اصابه مكروه ، سأعمل على زرع فكرة الهجرة الى المريخ لجميع سكان الكرة الارضية !
اعدت رأسي الى الخلف و اغمضت عيناي ببطء
لماذا رفض رؤيتي؟! لماذا...!
.
.
.
2:00 am
cono'r POV :
مرت ساعتان و انا امشي ذهاباً و اياباً في غرفة المعيشة ، انتظر من ويل ان يتصل ...!
لكنه لم يفعل ، و لكن المشكلة هنا ، ماذا لو انه لن يفعل؟!
لا يمكن ان يكون هذا منطقياً
كلا , كلا , سيفعل .... سيتصل بأي وقت ! , الان ربما ... لا؟ , بعد قليل؟!
" اللعنة! " صرخت محتقناً بعد ان ركلت الكنبة بقدمي
انحنيت امام الطاولة الموضوع عليها جوالي , و انزلت رأسي اتضرع الى الأمواج الصوتية ان تجد طريقها الى الهاتف !
ارجوك ويل .... اتصل ! , اتصل!
....
على الارجح انه لن يفعل ... نعم لن يفعل !
أحياناً .... انكار الحقيقة أسهل من تقبلها , و ها انا اكتشف الأمر كالأبله مرمي على الارض بعد منتصف الليل مترجياً بكل ضعف !
حسناً لن ابقى هكذا , خطرت ببالي فكرة ... كونور انت رائع يا جزئي المفضل !
التقطت هاتفي من على الطاولة و وضعته بجيبي , خرجت من المنزل متجهاً الى السيارة
ان لم تكن لديه الرغبة بسماع صوتي , فسأريه وجهي!
انطلقت كالمجنون بالشارع , حيث كانت الحركة شبه منعدمة و الطرقات خالية من البشر , السيارات القليلة فقط
لكن الشيء الوحيد الذي كنت آراه ... وجه ويل ! في الواقع , كلما تقدمت ميلاً كلما تضخمت لدي رغبة ... رغبة عناقه
على الرغم من تصرفاته التي اكره ان تصدر من بقية الناس و التي صدرت منه , الا ان كل ما بداخلي يعمل على نسيان الامر و حسب ! كل ما بداخلي يطلب مني ان اقود بسرعة ! ان يصبح الطريق اقصر ! ...
انعطفت و اخيراً الى الصحراء المعتادة و نزلت تحت الارض , وصلت الى ساحة الفحص انتظر من الشاب ذو الشعر الاحمر ان يخرج , لكنه لم يفعل ! , اللعنة , ضغطت على مزمار السيارة بشكل متتالي و انا انتظر منه ان يخرج
دقائق حتى لمحته ينظر بريبة نحو سيارتي , و لا يجر اي جهاز بين يديه
فدقق بي اكثر حتى تبدلت ملامح وجهه الى الدهشة و قطب حاجبيه ... " ايفان؟ " كانت نبرته خليط من التعجب و الريبة
اقترب مني فأنزلت زجاج النافذة بينما يرمقني بعينيه المتوسعتين
" ماذا اتى بك في هذه الساعة ؟ " سألني مكتفاً يديه بلهجته البريطانية
فنفخت ناظراً الى الأمام .. " و مالمهم في الأمر؟! , فقط افتح البوابة اللعينة " قلت بنبرة اقرب الى الترجي
كنت اعقتد انها ستخرج كأمر لكن الضعف كان يتكاثر كالجراثيم في عقلي !
" هل هناك خطب ما؟ " عاود السؤال لكن بخوف
فنظرت اليه و ابتسمت .. " كلا , لا تقلق ... كل شيء بخير اريد رؤية ويل لا اكثر " قلت و بلعت ريقي
أومأ متفهماً ثم فتح البوابة لي , و سرعان ما انطلقت كالمجنون خارجاً منها
.
.
.
.
will's POV :
ها هي النجمة الأولى في السماء تظهر ... مع انتهائي لآخر سيكارة في العلبة ! لقد انهيت 7 علب سجائر اليوم فقط
لأن حالتي لم تكن مناسبة لأستمتع بأربع او خمس علب أخرى
نظرت بشكل أعمق الى السماء , و اسندت مرفقي على طرف النافذة ... أخذت نفساً عميقاً لكنني ما لبثت ان اخرجه حتى لمحت اضواء سيارة تدخل الى الساحة ... و اذا بها سيارة أكثر الاشخاص الذين لا اود رؤيتهم الان !
اللعنة ! تهور رغبته بالقيام بما يملي عليه عقله تخرجني عن طوري !
القيت بالسيجارة لتنزل ببطء على الارض و اخرجت جسدي من الشباك ثم القيت بنفسي لأقف بعدها , ريثما يخرج الاحمق من سيارته
عدلت ملابسي ثم اتخذت طريقي باتجاهه , حيث كان يقف بجانب السيارة , يديه في جيبه وعينيه علي !
نظرة قاتلة , قد تخرج رصاصة من بؤبؤته الان و تخترق جبهتي لشدة غضبه , لكنه قد يركض باتجاهي بعدها ليحميني من الطلقة و يموت هو! نعم خليط من كل شيء و لا شيء !
لكنني تابعت تقدمي نحوه على اية حال و تتوسط عيني نظرة فارغة جداً لدرجة انه بلع ريقه مرتين و اخرج يده من جيبته
" كف عن هذه التصرفات و تحدث معـ..." نطق كلماته كما لو انه يتجمد من البرد لكنني قاطعته باقترابي منه , و انحناء فمي باتجاه اذنه " دعني أوضح لك الأمر .. " قلت ثم اردفت هامساً " اذهب الى المنزل ! "
هنا شعرت بأن نيزك اخترق فمه و بقي يحترق في حلقه مانعاً اياه من الكلام , و حتى من ابتلاع ريقه
فابتعدت عنه , اتجهت الى السيارة لأجد ان المفتاح لا زال في الداخل لذا ادرت المحرك فوراً و وجهتها نحو مخرج المقر
ثم فتحت الباب و اخرجت قدمي من المقعد لتستقر على الارض , و لحسن الحظ كانت هنا سيكارة وحيدة في جيبي , فشغلتها و خرجت من السيارة , اسندت مرفقي على باب السيارة و نظرت الى كونور , كانت عيناه تلمعان و اعصابه هادئة
نفخت الدخان .. " لقد جعلتني أخسر مرة , و ها انت تفعل مرة اخرى .. لذا عد أدراجك و دعني اقنع نفسي مجدداً بالسبب الذي منعني من قتلك منذ البداية ! " ما ان انتهيت حتى دفعت الباب بقدمي بكل ما اوتيت من قوة لدرجة ان السيارة اهتزت
و مشيت نحو الباب , و احداث السنتين تتزاحم في مخيلتي ... كما يتزاحم الناس على جثة ميتة مرمية على رصيف شارع
ما ان وصلت حتى سمعت صوت ابتعاد السيارة , لم يستطع ان يتحدث ... في الواقع لم اكن لأسمعه مطلقاً
لأنني لا اود رؤيته , على الرغم من ان وجوده موازٍ لوجود ذاتي بالنسبة لي الا ان ماضيه معي سيء للغاية , سيء لدرجة انني قد اذهب الى مشعوذ و أطلب منه ان يمحي لي هذه الذكرى من رأسي فقط , فقط هي
ما ان دخلت حتى رن هاتفي ... و لأول مرة يقرع قلبي بسرعة و ترتجف اصابعي .. شعور لم استطع فهمه , ربما الخوف !
سحبته من جيبي ببطء .. رقم بلا اسم , اظنني عرفت
" مرحباً , سيد فيرغاس ! " قلت بأحقر نبرة لدي
لأسمع صوت قهقهة غليظة من السماعة أثارت قشعرير في كامل جسدي
" كيف حالك , سيد ويل ؟ " سألني بذات النبرة
" في الواقع , انا دائماً مستعد لتكون حالتي سيئة " راوغت بخبث ليرتفع صوته قهقهته و يتحول الى ضحك مستفز
" جيد , سيأتي غداً اثنين من رجالي ليأخذوك بطيارة خاصة , لا داعي لأن تخسر وقود من سيارتك لأجلنا "
هه ! الوغد
" لا بأس لدي , لطالما ان وقودك يدفعه رئيس الدولة الإيطالية , فأنت لن تخسر شيء من اجلي ايضاً كما تعلم "
هذه المرة كانت ضحكته ناجمة عن اعجاب , اعجاب بالغ الخطورة
" انا انتظرك غداً , انا و جميع الفرنسيين "
كلمته الأخيرة لم تشعرني بأي تهديد ... لأنه يحاول ان يخفيني ! يحاول فقط ! لا يخيفني بشكل جدي !
" و انا ايضاً , انا وحدي "
" جيد , وداعاً " قال( وداعاً ) بالإيطالية فودعته بالبريطانية و اغلق الخط
ما ان رفعت رأسي حتى وجدت آنا و مارسيل يقفان و يحدقان بي بوجوه صفراء
فابتسمت و اعدت هاتفي الى جيبي
" ما بكما ... على الأقل سأركب طيارة ! " قلت الأخيرة رافعاً كتفي و موسعاً عيناي كما لو انه الجانب المشرق
لكنهما لم يفهما ما قلته و تبدلت نظرتهما الى تساؤل
تابعت سيري باتجاه غرفتي ... " احظيا بنوم كافٍ كي تودعاني غداً بلون غير هذا الذي على وجوهكم " قلت لهما و دخلت الى الغرفة
من يخاطر بحياته , لا يجب عليه ان يقلق بشأنها عندما تتم محاسبته !