عاصفة من المشاعر الثلجية

By Flouna000

6.3K 573 201

بذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها ... More

0 " غفلة "
1 " مجدداً يتكرَّر "
2 " برود "
4 " ترنُّم "
5 " إستفزاز "
6 " تبدُّد الثلج "
7 " وردة "
8 " إنجلت المشاعر "

3 " أوراق متناثرة "

578 68 26
By Flouna000




عادت إلى المنزل و قد سرق التفكيرُ عقلها ، لم تنتبه لأخيها الذي كان يحدّثها إلا عندما تناءت عنه ، سار خلفها و جرَّها من ذراعها ..


- أفلِتْني !

صاحت متألِّمة ، فركت ذراعها بألم ، عيناها تُرسِلان شرارات حقدٍ نحوه


- بِمَ شاردة ؟

- ما شأنك !

- أنتِ لم تستمعي لما أقول

- ولا أريد أن أستمع

رفعت حواجبها بأسلوبٍ مُغِيض


صرفت نظرها عنه و لم تهتم ، تقدَّمت لغرفتها فأتى خلفها و مدَّ قدمهُ لتتعرقل و تقع ، فـ خبَطَ رأسها بباب غرفتها.

صدرت منها آهـة قوية ، دخل غرفته و قهقهتهُ العالية وصلت مسامعها


- جـاد !!

صرخت بغضب و نزعت أحذيتها و قذفتها على باب غرفته.


- كم أكرهه.

تمتمت و دخلت غرفتها ، مسدت رأسها و جبينها لِتُبْعِد الألم

فجأة في غمرةِ هدوئها طرَأَ عليها ذلك الحُلْم.

" لماذا أفكّر به ، ربما يكون حُلْماً عابراً، لا داعٍ لكلّ هذا القلق "


ظلَّت بضع دقائق تتأمَّل السقف ، حاولت بعدها النوم لكن لم تستطع

إستغربت من نفسها ! ، لأول مرة تحاول النوم ولا تقدرُ على ذلك

" ما بي !؟ .. أنا معتادة على النوم مباشرةً بعد المدرسة ، ما الذي تغيّر اﻵن ؟ .. لابد أنه الأرق ".


بدَّلت الزي المدرسي و خرجت من غرفتها

شاهدت والدتها و أخاها يتناولان الغداء فقرَّرت
مشاركتهما ، فهي لم تفعل ذلك منذ فترة طويلة

جلست على المائدة و لاحظت نظرات الصدمة باديةٌ عليهما ، لم تُعِر ذلك اهتماماً و حتى تعليقاتهما تجاهلتها ..

لكنها في ذات الوقت سعيدة بهذه اللحظات ،
أن تكون أسرتها مجتمعة معاً .. هذا يكفيها.



¡¡¡¡¡¡¡¡¡




مرَّت عدةُ أيام و هي تتجنَّب رؤيته ، أو اﻹحتكاك به ،
و هو كذلك يتجنَّبها ، و هذا أثار استغرابها ..

و شعرت أنه نَدِمَ و لا يريد مصادقتها ، لكنها
لم تهتم .. فهو شخصٌ عادي و لا شيء بالنسبةِ لها ...



في إحدى حصص النشاط المدرسي ، حيث الهدوء سائدٌ في الصفوف و المراكز التعليمية ، الفناء و الساحات خالية من الطلاب و المعلِّمين

عدا هِيَ تسير وحدها بتذمُّر في أحد الممرّات و بين يديها أوراقٌ كثيرة طُلِبَ منها إحضارها ﻹكمالِ النشاط ..


" لمَ عليَّ الذهاب بنفسي ؟ أكره تلك الأنشطة ،
لا فائدة تُرجَى منها "


قابلت في طريقها إحدى زميلاتها في الصف ، تجاوزتها بصمت و الضجر واضحٌ عليها.

شهقت الفتاة بخفة و لحقت بها

- هي ريتا ! ما كلُّ هذه الأوراق !؟
أجابت باختصار : إنها للنشاط

ظهر الفضول في صوتها : ما هو النشاط الذي انضممتِ له ؟

: اﻹعلام

: حقاً ؟ .. هذه الأوراقُ كثيرة ، لابد أنها ثقيلةُ عليك ِ،
هل أساعدكِ ؟


لم تَعْتَد على طلب المساعدة ، أو يأتي شخصٌ
و يعرض عليها أن يساعدها

تلك المرةُ الأولى ، و من فتاةٍ ذات معرفةٍ سطحيةٍ بها

أجابت بتردُّد :... لا ، شكراً ، سأتدبَّر أمري

- كيف ذلك ! .. لا أعتقد أنكِ قادرة على حملها ،
ألا ترين ؟ كأنها أكثر من مئةِ ورقة


" معها حق ، ربما تنزلق من يدي في لحظة "

- لا بأس ، يمكنني التحمُّل ، عليّ إيصالها بنفسي

رسمت ابتسامةً مزيَّفة و أكملت سيرها

" تأخَّرتُ بسببها ، مُزْعِجَة "



رأت أمامها مجموعة فتياتٍ معاً ، يتهامسن و يُقَهْقِهنَ بصوتٍ خافت

إنقلب مزاجها تماماً عندما رأوها

" أينما أكون يظهرن أمامي ، هؤلاء السيئات "


- إضبطِ أعصابكِ و تنفَّسِ بهدوء.
تمتمت واقتربت منهن


- أوه ما هذه الأوراق الكثيرة ؟!
- هل جُنِنْت ِ لِتُحضري هذا الكم من المنزل
- ربما هي للأنشطة
- هل تريدين مساعدة ؟


يسخرن منها ، لم تُبَالي بهن ، كادت تذهب لكنّ إحداهن قطعت طريقها و تعمَّدت أن تصطدم بكتفها.

إختلَّ توازنها و سقطت الأوراقُ منها ، تناثرت على الأرض وسط صدمتها ، شهقن بخوف و حينها رَمَتْهنّ بنظرة ساخطة مُسْتَحْقِرة

جثَتْ لتجمع الأوراق التي سقطت منها ، أمَّا الفتيات قد سخرن منها وابتعدن بلا مبالاة بها


مسحت دمعة تحرَّرت من طرف عينها ، لِتٌفَاجأ بشخصٍ يجمع الأوراق معها

رفعت رأسها لِتَلْتقي عيناهما.
" عينانِ حزينة و أخرى بريئة "

أتى ليساعدها قبل أن تطلب ، إبتسمت بامتنانٍ له

- الأوراقُ كثيرة.

- من الجيد أنها كمية قليلة التي سقطت و ليست كلها


" أنا مُمْتَنَّة ، حتى و أنه لم يَعُد بحاجةٍ لصداقتي لكنه أتى و ساعدني ، ليته كان صديقي فعلاً ، وقتها لن أكون بحاجةٍ إلى أصدقاء غيره ، يكفي هو من أحتاج إليه .. "


أعادها للواقع سؤاله : من أولئك الفتيات !؟

- إنهم من أسوأ طلاب المدرسة ، يكرهونني بسبب هدوئي .. و يحاولون استفزازي دائماً

- ربما يغارون منكِ ، لأنكِ أفضل منهن
- لستُ مهتمَّة


" لماذا أتحدَّث معه ؟ .. و كأنكِ تعرفينه يا فتاة ..
هيا لا تدَعِيهِ يُلهيكِ عن حصةِ النشاط .. و إلا سَتُعاقَبِين لتأخُّرِك "

جمعت الأوراق بسرعة واستقامت لتذهب

- تفضلي

أعطاها بقيَّة الأوراق التي جمعها ، تمتمت شاكرة له
وامتدّت يدها لأخذها

تجمدت عندما لمست يده دون قصد ، تركت الأوراق بسرعة لتتناثر على الأرض مرةً أخرى

شعرت بالغضب يفور داخلها


- لا ، يا إلهي

صاحت بنبرة أشبه بالبكاء ، عادت تجمعها من جديد
فيما أدار وجهه عنها لِيُخفي احمراره و خجله


رحلت من فَوْرِها فالتفت براحة ، عبَثَ بشعره
و حينئذٍ وقعت عيناهُ على عدة أوراقٍ مُلْقاة

" نسيت أخذها !! "


- لابد أنها لم تنتبه لها

لَمْلَمَها بيديه و عزم أن يعطيها لها





" إنتهى "



Continue Reading

You'll Also Like

128K 6.5K 102
تمر أحداث الرواية عن اساطير مظلمة لامرأة غامضة من كوكب وعالم آخر .. . الملكة الساحرة التي تعود من جديد للحكم على كوكبها المظلم بعد ان كانت منبوذة في...
2K 326 29
بحثا عن القوة ورد الاعتبار تقوم اميرة منبوذة من مملكة السحرة باقتحام عرين التنانين المتوحشة وهناك تلتقي بطفل ضائع... او هذا ما اعتقدته هي ! خدعها ب...
122K 8.7K 40
الجزء الثاني من مافيا الذئاب الأساطير التنبؤات لاتخطئ ابدا فمهما كان هناك شر في العالم سوف تتجدد وتمنح الحياة أمل جديد واسطورتنا هنا تتحدث عن الإمبر...
146K 10K 53
يقال أنها هيا الظلام ويقال أنها هيا النور وهناك من تنبأ أن ولادتها هيا ولادة الشيطان نفسه حقيقتها لا احد يعلمها وولادتها كانت غريبة جدا مع ذلك كان مق...