عاصفة من المشاعر الثلجية

By Flouna000

6.3K 573 201

بذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها ... More

0 " غفلة "
1 " مجدداً يتكرَّر "
3 " أوراق متناثرة "
4 " ترنُّم "
5 " إستفزاز "
6 " تبدُّد الثلج "
7 " وردة "
8 " إنجلت المشاعر "

2 " برود "

664 69 29
By Flouna000

        
        
        
ألقت تحيّتها المعتادة على والدتها التي تجلس
قُرْب التلفاز

- أخبريني ماذا حصل اليوم ؟
      
     
سألتها والدتها على غير العادة ! ، و على وجهها ابتسامة غريبة !

فهمت ما ترمي إليه ، لكنها ادّعت الجهل واكتفت بقول " لا شيء " .
     
     
- هيا كُفِّي عن خداعي ريتا ، أعلم أن هناك الكثير حصل لِتُخْبريني به.

- قلتُ لكِ لا شيء .. ماذا يمكن أن يحصل غير الدراسة !

- أنتِ حمقاء ، كنتُ أقصد بشأن ذلك الفتى الخجول.

ها قد صرَّحت بما تريد معرفته ، كسى وجهها البرود
و تجاهلت ردَّ والدتها

- إنتظري .. هل رأَيْتِه ؟ تحدّث إليكِ ؟ ماذا فعل ؟
- لا شيء منها.
       
      
أغلقت الباب خلفها واستلقت لتنام.
لكنّ عقلها تشتَّت و تفكيرها انشغل به

" ماذا كان يريد ؟ ، و لماذا ألاحظُ أنه يراقبني طيلة الوقت !؟ بالتأكيد ليس شيئاً عادياً، ربما يريد تكوين صداقةٍ معي ، أَيُعْقَل ؟؟ .. مستحيل ، لكنه احتمالٌ وارد ، نيار .. ما القصةُ معك !! ، مع أنني لستُ متأكّدة إذا كان هذا اسمُك فعلاً، لكنه جميل "
     
      
- أتمنى أن يكُفَّ عن ملاحقتي لأنَّ هذا مُزْعِج

همست و أغمضت عينيها ، و في وسط أفكارها غرقت في النوم .
     
      
      
                             ¡¡¡¡¡¡¡¡¡
    
      
      
"

أزعجها صوت الهاتف يرن منذ فترة ، خرجت من
غرفتها بسخط من الشخص الذي يتصل بتكرار ،

نادت والدتها و أخاها و لم يُجِبْ أحد ، ظنَّت أنهما
خارج المنزل ، أخذت سماعة الهاتف و ردَّت بهدوء
مُعَاكِس لموجة الغضب التي تعتريها اﻵن .
    
     
- أهلاً، من يتحدَّث ؟
- مرحباً .. ريتا.

أربكتها نبرةُ الصوتِ الغريبة ، كانت نبرة رقيقة مصحوبة ببعض التلكُّؤ

- نعم ، من أنت ؟
    
    
- هل فعلاً لم تعرفيني ؟

ردّ بهمس ، لم تتحدّث ، كأن لسانها انعقد ، حاولت لكن لم يُسْعِفها صوتها.
      
    
- إفتحِ الباب ، ستعرفيني.
      
      
وجدت أخاها الأكبر يقف بجوارها لكنها انقادت بلا وعي نحو الباب لتفتحه.

رأتهُ يقف أمامها بكامل هدوئه ، بوجهٍ جامد يحدّق بها ، ملامحهُ غير واضحة

إبتسمت و صوتها خالٍ من الحياة عندما قالت
- أنت هو .. نيار .. مرحباً
   
   
تكرَّر صدى صوتها في مسمعها عدة مرات ، شعرت بالدُّوار و كل ما حولها صار سواد ...

"
       
      
     
فُزِعَت من نومها بذعر و هي تتلفَّت بأنحاء الغرفة

همست : يا إلهي .. ما كان هذا .. كيف وصل إلى منزلنا !!

مسدت جبينها براحةِ كفِّها.

- أنا لم أفهم شيء ، إنه كابوسٌ مُشَتَّت
     
    
رفعت رأسها بعدم استيعاب : صحيح !؟ .. ما علاقةُ أخي ؟ .. كيف دخل إلى الحُلْم معي !! .. آه حمقاء ، إخرسي.
     
    
لطمت خدَّيْها و خرجت من غرفتها ، كانت الساعة تشير إلى وقتٍ متأخِّر من الليل.

- هذا غريب ، أول مرة أنام أكثر من تسعِ ساعات ،
و لكنني لستُ مُتْعَبة.

هزَّت رأسها متعجِّبة و عادت إلى غرفتها لِتَحُلَّ واجباتها المدرسية.
       
     
     
                             ¡¡¡¡¡¡¡
        
     
      
    
في الحافلة صباحاً وصلت إلى المدرسة ، إستَعدُّوا جميعاً للنزول
      
بلا شعورٍ منها دارت عيناها بين الطلاب لتبحث عنه ،
لكنها لم تَرَهْ ! ..
      
     
" مُتَغيِّب !! .. ربما هو مريض ، جيد لقد أراحني من إزعاجه "

وقفت بجانب البوابة و خطَرَ لها شيءٌ ظريف
" كأنه مجرمٌ من عصابة يلاحقني أينما ذهبت "
     
    
غطَّت يدها على فمها لتكتم ضحكتها ، لكنها انفلتت منها بسهولة

بمجرَّد أن رفعت رأسها انخرست و شحبت ابتسامتها

كان هو يقف مع أصدقائه و ينظر لها بذهول ، ربما لأنها المرةُ الأولى التي يسمع فيها ضَحِكَها و يرى وجهها مُشْرِق.
    
    
تلوَّن وجهها و فاجأتهُ استدارتها السريعة

" تباً له متى حضر ! .. هل أتى بحافلة أخرى أم وسيلةُ نقلٍ خاصة ؟ .. متأكِّدة لم يكُن معنا .. ظننتهُ مريض .. لكنه هنا و يبدو بحالٍ أفضل مني "
    
    
- عذراً .. صباحُ الخير

إرتعبت عند سماعها صوته ، هدَّأت نفسها و أخذت نَفَساً عميقاً

- أنا ..

قاطعته بكلماتها الحادّة : ماذا تريد اﻵن ؟

إرتبك : فقط أُلقِي التحيَّة.

- إذاً إبتعد
    
    
ذهبت بسرعة قبل أن يرُد ، لِتٌفَاجأ به يتبعها ..
توقَّفت بتذمُّر والتفتت إليه بصمت

إعتقد أنها فرصته الوحيدة للكلام لذا استغلَّها
و بدأ حديثه
     
     
- أنا إسمي نيار ، و أعرفكِ منذ فترة ، أنتِ ريتا ،
أنا أراكِ وحيدة دائماً ، أنتِ حادة الذكاء و مجتهدة كثيراً، و لأنكِ ذكية لا تملكين أصدقاء ، و السبب أن جميع زملائِكِ استغلاليُّون

- لكنني معجبٌ بشخصيَّتكِ الباردة ، و أعرف أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه الصفة هم أشخاصٌ مميَّزون ، و أنا كُنتُ أراقب ما تفعلينه منذ وقتٍ طويل ، يبدو أنكِ لم تنتبهي سوى يوم أمس

- أردتُ قول هذه الكلمة من قبل لكن لم أستطع ،
هل .. تقبلين أن نكون أصدقاء ؟ .. رجاءً !
لا تُسِيئي الفهم لكنني مُصِرٌّ على طلبي .. أردتُ الحصول على انتباهِكِ و .. ها ....
      
       
قطع جملته حينما شاهد ملامحها ، إِحْمَرَّ وجهه لاستيعابه ما قاله

أمَّا هي لم تفهم كلامه المتقطِّع بالكامل ، بل فهمت بعضاً منه ، ذُهِلَت من اعترافه ، تغيّر لونها ولم تَعُد تستمع له من اﻹرتباك.
     
     
" معجبٌ بشخصيتي !! .. يريد صداقتي ..
أظهر غايته .. كان خجولاً و اﻵن .. تحدَّث ".
      
      
لم تنتظر منه أن يُكْمِل ، هرعت إلى داخل المدرسة بسرعة و لم تُعْطِهِ جوابها ، حاولت تجنُّبه و عدم الظهور أمامه ، حتى وقت الراحة اختبأت في صفها حتى لا يجدها

كانت متوترة للغاية ليس لسببٍ محدد !
بل لأنه فاجأها بطلبه ، و أول مرة شخصٌ يطلب صداقتها ، كانت تراهُ خجولاً جداً أمامها ،
لكن في هذا الموقف تكلَّمَ بجُرأة.
      
         
       
" أين البرود الذي وصفني به !؟ .. ما بالي أشعر
بأن وجهي ساخن ! "
      
     
إنتظرت على أعصابها حتى حان موعد اﻹنصراف ،
إستقلّت الحافلة و تعمَّدت الجلوس بمكانٍ مزدحم ،

شاهدته يجلس بعيداً مُدِيراً وجهه عنها ، تعجَّبت من تصرُّفهِ لكنها ارتاحت من ذلك ، على الأقل لن تشعر باﻹرتباك لوجوده.
       
       
      
     
                             " إنتهى "
     
      
      
    

Continue Reading

You'll Also Like

397K 21.9K 104
رواية تتحدث عن أسطورة لطفلة صغيرة من كوكب آخر خارج مجرة درب التبانة والتي ولدت لأجل اكمال مآسي والدها في الانتقام والثأر لقاتل الملكة قديماً حيث أن و...
6.3K 475 19
_ماذااا !! ماذا تقصد أنا لا أعلم ما الذى تتحدث عنه أبتسم ليوناردو بسخرية ناظرًا نحوها بغضب واضح ، هب واقفًا من مكانه فجأة ، تحدث بنبرة ساخرة _ ماذا...
1.5M 54.1K 41
جينرال اسبانيا الصارم " إليخاندرو ثيوبالد " ماذا لو وقع بحب فتاة في الثانوية .. مقتطف :- أشعل سيجارته لتسحبها من يده بغضب و قالت بنبره حاده " متعمد...
731K 14.8K 63
" إمَا أن يَحتوِيكَ حضنِي أوْ يحتوِيكَ القبر " - كَارلوُس. - مَاكس. _______