عاصفة من المشاعر الثلجية

By Flouna000

6.3K 573 201

بذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها ... More

1 " مجدداً يتكرَّر "
2 " برود "
3 " أوراق متناثرة "
4 " ترنُّم "
5 " إستفزاز "
6 " تبدُّد الثلج "
7 " وردة "
8 " إنجلت المشاعر "

0 " غفلة "

1.4K 89 42
By Flouna000





خرجت من البوابةِ الكبيرة ذات اللون الأخضرِ الباهت برفقة العديد من الطلاب

و لأنه نهاية الدوامِ المدرسي فقد تلقَّت صعوبةً في الوصول إلى الحافلة بسبب اﻹزدحام.



إستقلّت الحافلة و جلست في مقعدها المعتاد ،
تنفّست براحة و ألقت حقيبتها في المقعد المجاور لها والتفتت ناحية النافذة بشرود.

بانتظار العودة للمنزل بأسرع ما يمكن حتى تنام.


كاد النعاس يغشاها و إذا بشخصٍ يقف بجوارها يحدّثها

أمالت طَرْفَها له فقَطَع كلماته عندما رأى وجهها.

حالَ لونهُ و تلعثم مما أثار دهشتها.
أشارت له بيدها بمعنى " ماذا تريد "

_: هل .. يمكنني الجلوس ؟ .. من فضلِك !


أمعنت في الحافلة فكانت مزدحمة ، عاودت له
وأخذت حقيبتها من المقعد و تركتها في كَنَفِها.
تمتم شاكراً و جلس بجوارها.

إنطلقت الحافلة مُبتَعِدة عن المدرسة ، نظرت في ساعة يدها و زفرت بضيق ، ستتأخر عن منزلها كما هو الحال دائماً بسبب العدد الهائل من الطلاب الذين يوصَلُون قبلها.


تنبّهت لِوُجوم الطالب الذي بجانبها ، ألقت نظرةً خاطفة عليه و لاحظت ارتباكه و كيفيّة فركهُ ليديه

" ما باله !! "


حرّكت حاجبيها باستعجاب و لم تهتم لتصرّفه.

بعد انتظار طويل و عناء وصلت الحافلة أخيراً إلى الحي الذي تمكثُ فيه

نهضت على عَجَل لتذهب ، و بما أنها كانت تجلس بجوار النافذة و بجانبها اﻵخر يجلس الفتى ،

فاضطُرّت للخروج من أمامه دون أن تطلب منه اﻹبتعاد ﻹفساح الطريق.


لضيق المكان بسبب المقعد الذي أمامهم احتكَّت حقيبتها فيه و سقطت الميداليّة المعلّقة على الطّرَف.

إِلتَقطها الفتى و نظراته ترسل علامات
اﻹستغراب منها !!


" كانت ميداليّةً خشبية بلون الخشب الفاتح،
محفورٌ عليها إسمٌ باللونِ الأحمر القاتم "


توقَّع أن يكون اسمها لذا تقدَّم بسرعة نحو باب الحافلة و نادى الفتاة به.

:" ريتا ! "


إستدارت له المعنيّة و التي لم تبتعد عن الحافلة سوى عدة خطوات.

رفع لها الميداليّة و فور رؤيتها لها عادت مُهَرْوِلة
و أخذتها منه

إبتسمت ببهجة لأنها لم تُضِعْها، أرادت شكرهُ على تنبيهها لكن حينما حاولت نطقها رأت النظرةَ الغريبة في عينيه واحمرار وجهه.

إبتعد عن الباب و دخل مُسْرِعاً. أما هِيَ تفاجأت
من تصرُّفهِ و توجَّهت لمنزلها بذهنٍ شارِد

" ما خطب هذا الأسلوب !؟ .. أَهُوَ خجول ! "


إبتسمت على أفكارها و وصلت غرفتها ، ألقت بثِقْلها على سريرها طلباً للنوم ولم تكترث لتبديل الزيّ المدرسي بل نامت و هِيَ ترتديه.



¡¡¡¡¡¡¡¡¡




أفاقت مساءً على صوتِ والدتها، بدَّلت زيّ المدرسة
بآخَر مُرِيح.

ذهبت للمائدة و جلست لتناول الوجبة، و كعادتها ما زال النعاسُ لم يفارقها، كانت تأكلُ و عينيها مُغْلَقَتان .. إمتعضت والدتها على هذا السلوك بصمت


_: أمي .. هل يوجد فتيانٌ خجولين؟

_: ما هذا السؤال فجأة !؟
تساءلت والدتها بدهشة !

_: لا أدري، هكذا طَرأَ علَيْ


إبتسمت و حطَّت راحة كفّيها على وجنتيها ،
دون أن تفتح عينيها.

_: كان هناك فتىً خجولٌ في الحافلة اليوم ..
مثيرٌ للغرابة !

أنزلت رأسها ضاحكة


_: ما المضحك؟ .. يوجد هناك ، لكنهم قِلَّة.

_: لكنني .. أراهُ كثيراً في المدرسة .. و هذه أول مرة يبدو عليه الخجل .. في العادة يختلف أسلوبه.

تمتمت في نهاية الجملة.


فَرْقَعت الأم أحَدَ أصابعها
_: ربما هو أحدُ المُعْجَبين !


ردَّت بحنق : كفاكِ سخرية أمي ، من المستحيلِ أن يكون كذلك.

_: لا شيء كهذا مستحيلٌ يا ريتا ، جميع الفتياتِ يحصلن على مُعْجَبين


أجابت وهي تقف : أنا لستُ كهؤلاءِ الفتيات

سارت مبتعدة عن المائدة لكنها توقَّفت و استدارت لوالدتها.

_: أنا لستُ جميلة، ولا أتصرَّف بِلُطْف، لا أُسَرّحُ شعري
بِطُرقٍ تجذب اﻹنتباه، ولا أبتسم بوجهِ أحد، لا أحبُّ
الصداقات .. هذه أسبابٌ معقولة لِتُبْعِدَ الجميع عني.


_: لا ليس كذلك، أنتِ تمتلكين عينينِ برَّاقة،
و وجهٌ لطيف رغم عبوسِك، مجتهدة و ذكية،
تُقَدّرين قيمة الصداقة مع أنكِ فاشلة في تكوين الصداقات، هناك أشياءُ أهمُّ من الجمال ،
وأنا أعرفكِ جيداً لأنكِ ابنتي.


بعد وُجُومٍ دام لحظات.

_: لا يُهِم، أشعر بالراحة لِكَوْني فتاةً عادية ،
هذا يناسبني.


رحلت تارِكَة والدتها تتحدَّث وحدها و دخلت غرفتها، إستلقت على سريرها و أخذت تفكّر بينما فتحت كتاباً لِتَسْتذكر دروسها.


" أمي دائماً ما تفكّر هكذا و تقول ذلك الكلام ،
أيضاً تبالغ باستنتاجاتها و تتسرّع في حُكْمِها ،
حتى أنها لم تتفهَّم رأيي و تستوعب قصدي "


_: لا أتوقَّع أن ما قالتهُ صحيح ، حقاً غير مهم.

همست و تذكَّرت وجه الفتى ، شعرت أن طبيعته هكذا ، يخجل من الناسِ الغرباء الذين لا يعرفهم.

أغلقت كتابها بملل واستعدَّت للنوم.




" إنتهى "



Continue Reading

You'll Also Like

846K 40.2K 32
حين تنتقل جايد الى مدرسة داخلية بسبب طردها من مدرستها السابقة لتجد ان اشهر فتى فى تلك المدرسة يكرهها بشدة لسبب لا تعرفه ويبدأ فى التنمر عليها فماذا س...
2.4M 171K 52
مكتملة #1 الاولى تصنيف خوارق (16_01_2017) فائزة بمسابقة #CreativitY-FingerS على عكس ما يظنه الكثير من الناس ؛ البشر ليسوا المخلوقات الوحيدة التي تعيش...
6.9M 126K 51
ممنوع نقل او اقتباس الرواية دون اذن مني