ملامح الحزن العتيق

By qqtttyy3

1.3M 11.8K 9.9K

اتمنيي تعجبكم More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47

24

25.6K 225 333
By qqtttyy3

فصلٌ عاشر

صراعُ واقع

اسبوع من البحث المضني والمتعب والمنهك على ابوفهد وفواز وعماد وبندر اخو فهد

والنتيجة بلاجدوى وكلٍ يرجع خالي الوفاض ..

.

دخل لبيته بعد صلاة العشاء ..

كان الهدوء هو اللي يعم المكان ..

مر على غرفة جدته وشافها فارغه الا من آثارها وريحتها ..

طلع فوق ومر على غرفة شادن .

كان متردد يدخل يدور عليها ويشوفها ولا يرجع ..!

له الحين اكثر من اسبوع ماشافها الا مرة وحده بعد ماجا من جده وكانت مجرد لمحه وهي تدخل غرفتها وماانتبهت له .

" لها حق تطلع مع جدتي وتروح للمكان اللي تبي ..

اصلاً وش انا في حياتها اللي انتظر منها استئذان ولا انتظار .. "

زفر وهو يتذكر انه اخذ في جده خمسه ايام ثم ر جع في الليل وصبح اليوم الثاني وهو رايح يدور على فهد في البر مع بندر وخاله فواز ..

ضاقت عليه الدنيا وهذا حاله ووضعه مع هالبنت اللي مالها ذنب الا انها ربطت مصيرها فيه ..

بس سرعان ماتنهد بارتياح يجهل سببه وغمض عيونه باطمئنان وهو يسمع صوت حركة في الغرفه تدل على وجودها فيها ...

ماتردد لحظة وحده انه يمد يده ويفتح الباب اللي بينه وبينها ..

كانت مسنده بظهرها على السرير وممدده رجولها وتقرأ في مجله ..

اول ماشافته فزت من مكانها ووقفت ..

طالعها وهي لابسة جلابية لونها كحلي ناعمه وعادية ..

ولامة شعرها بشباصة ووجهها خالي من أي اضافات للزينه ..

هي كذا مغرية وجذابة بدون رتوش او اضافات ..

والكحلي عليها مبرز لونها الفاتح ومعطيها انوثة اكثر ..

كان نفسه يضمها على صدره بس تذكر العواقب اللي كان يحسب لها الف حساب وهوَّن .

دخل يدينه في جيوبه وكأنه يتفقد شي قال بحيرة : السلام عليكم

صوته الرجولي الحاد والهادي بنفس الوقت اخترق اذانيها ووصل لعمق تفكيرها وعقلها ويمكن شلّه لثواني قليله ..

تجاهلت كل احاسيها المرتبكه ناحيته وردت وهي تتأمل ملامحه التعبانه والمنهكة وتلف المجلة بيدينها بتوتر ..

: عليكم السلام .

فتح فمه من طريقة تدقيقها بوجهه قال : جدتي وينها ..؟

بلعت ريقها وهي جاية تمشي

خوفها عليه يقدمها لناحيته وخجلها منه وتوقعها لردة فعله تعثر خطوتها ..

قالت بارتباك وهي تحاول تستعد لمواجهته لوحده : جدتي عند عمي ناصر .. اش فيك ..؟

طالع في ملابسه المغبره وجسمه قال : ها .. ايه .. يبي لي ادخل اتروش والبس لي شي نظيف .

عطاها ظهره وهو يقول : دخنا في البر ثلاث ايام ورجعنا بدون فايده .

لحقته تمشي وراه قالت بعفويه : لا لا مو عن الملابس .. عماد انت تعبان ..؟ انت مرة تعبان صح ..؟ شوف وجهك .. وجهك يقول انك تعبان ومااكلت شي ..

بلعت ريقها وقطعت كلامها وهو يلف يطالعها

قريب منها كثير ..

عيونه بالرغم انها تعبانه الا ان فيها شي مايقدر يقول وماتدري وش هو بالضبط ...

قالت بصوت مختنق ووجه مخطوف ومختلف كلية عن اللي قبل : حتى عيونك صفرا وو .. تعبانه .

كان يطالع في وجهها المتوهج ويدينها اللي ماتركت المجله وتبرم فيها كأنها تعبر عن اللي في داخلها ويعصرها ..

قالت : بنزل اسوي لك شي تاكله .. صحيح تذكرت .. ملابسك عندي في غرفتي .

عقد حواجبه قال : وش يجيبها في غرفتك ....

قاطعته بسرعه وهي تقول : جبتها من غرفة الشغالة .. انت مقفل غرفتك وماابغاها تبات عند الشغاله .

دخل غرفته بسرعه قال بصوت مرتفع وكأنه يدور على شي يزعله منها ويبني الحاجز اكثر

قال : هاتيها كلها عندي الحين .. ولاتعيدينها ....

قطع كلامه وهو يشوفها ترجع بسرعه من دون ماتنتظر بقية كلامه ..

انطلقت لغرفتها بسرعه وبعصبية طلعت كل ثيابه من الدولاب وملابسه الداخلية وجات لغرفته نزلتها على سريره وطلعت وهي تقول بحزم اقرب للعصبية وعدم الرضا : بسوي لك شي تاكله على بال ماتتحمم وتلبس .

مارد عليها لأن ماعنده كلام يقوله ولا فيه كلام ينقال لها ..

تنهد بقوة وجلس على السرير

ياكثر ماهو مثقل بالهموم

همه هو اللي قد الجبال ومحد يقدر يشيله بصمت غير اعتى الرجال واصلدهم .

وهمها هي اللي يحسسه بالذنب وتأنيب الضمير ليل ونهار ..

وهم فهد اللي مايندرى وين ارضه من سماه .

من وين تلاقيها ياعماد ولا من وين

اخذ منشفته وروبه ودخل للحمام ..

ليت الانسان اذا غسل جسمه غسل همه معه ..

ليت الهموم تنجلي بالما والصابون كان يغسلها ليل ونهار حتى ينام لو ليلة وحده بدون هموم .

طلع واخذ له حبة من حبوبه اللي تركها واشغله موضوع فهد عنها اكثر من اسبوع ..

لبس ملابسه ونزل تحت لأن ريحة الاكل وصلته فوق وهيجت جوع معدته اكثر .

لمحها وهي في المطبخ ويازين شوفتها وياصعبها بنفس الوقت ..

وين يروح منها وهو اذا شافها ولا قرب منها حس انه على هاوية الخطر .

..

وهي في المطبخ ..

قررت تسوي له بيتزا ..

كوجبة خفيفة ومشبعه بوقت واحد ..

خلصتها بوقت قياسي جداً ..

وقطعتها لقطع متوسطة ورصتها في صينية من الصين المزخرف ..

كانت تحس وهي تشتغل بلا مبالاة غريبة ..

تحس تصرفاتها غبية ومع هذا تستمر فيها ببرود ..

وكأنها استسلمت لوضعها وبدت تتخلى عن كل احساسيها وتعيش ..

المهم انها تعيش وبسلام وسلامه .

دخل عليها عماد وهي ترص بيالات الشاهي في الصينية ..

تنحنح قال : ماكان تكلفتي .

رفعت حاجبها وهي ترجع كم جلابيتها الواسع واللي يضايقها اذا بغت تشتغل .. قالت : روح اجلس في الصاله وانا اجيب لك الاكل .

مد يده واخذ قطعة بيتزا ..

قالت : ترى ماحطيت فلفل عشانك .

وكأن ربي يجيب له الفرص حتى يكلمها بجفاء ويبتعد عنها وتبعد عنه اقل شي بالتفكير وعدم الانجذاب ..

عقد حواجبه وهو يطالعها قال : احد قايل لتس اني مااحب الفلفل ..؟

لفت واعطته ظهرها وراحت تغسل يدينها من المغسله وردت : مو لازم احد يقول .. اللي عنده قولون المفروض ماياكل فلفل و لا بهارات .

شال صينية البيتزا في يد وصينية الشاهي بيده الثانية قال : اذا بغيتي تسوين شي مرة ثانية لاتفكرين فيني ..

طلعت من المطبخ بسرعه وهي تتأفف ..

وقطع كلامه وهو يشوفها تشمي بسرعه وصوت الأوووف اللي تحاول كبته وطلعه القهر واصله بوجع واوجعه اكثر ..

توجهت للدرج وطلعت وتفكيرها مشغول ومزحوم بالأفكار ..

ماابغى اسمعه اكثر

ولا ابغاه يقول مالك دخل فيني ..

وصلت غرفتها وسكرت الباب عليها بقوة

ورمت نفسها على سريرها

حطت يدينها على وجهها وهي تتنهد بقوة ..

" خلاص ياربي ماعاد اقدر اتحمل والله ماعاد فيني .. "

اشوا انها بكرة بترجع للدوام وبتنشغل عنه وعن التفكير فيه ومشاكله ..

كشرت وهي تتذكر ان بكرة يوم جديد ومختلف

حياتها دايما فيها ثنائيات للمشاكل

اول خالها وصالح

ثم نوف ومشكلة زواجها

ثم لازالت نوف وحياتها مع عماد ..

يعني تصارع في المدرسة وتصارع في البيت

والضحية احاسيسها ومشاعرها ونفسيتها ويمكن هدر كرامتها جاي في الطريق ..

زفرت بآهه مخنوقة ووراها كم هائل من الآهات المكبوته

مشتهية تبكي حتى ترتاح .

البكا عندها سلاح وعلاج من صغرها ..

والدموع تريحها كثير وتكفيها الشكوى والفضفضة دايماً ..

حطت يدها على جبينها وهي تفكر في بكرة

كيف بتواجه عماد بعد تصرفها معاه .

قلبها وعقلها يقولون حلال فيه ويستاهل وهذا حقه اللي يستحقه بعد كلامه لها وتجاهله وغيابه عن بيته ..

والمنطق والعقل والمفروض يقولون لها لا ..

كان خليتيه يتكلم ولاتجاهلتيه

كان سمعتيه يقول اللي عنده ورديتي برد محترم ولا أي رد المهم ماتطنشين ..

هذا مهما كان زوجك .. ورجل ..

رجل ياشادن ..!

واجب تسمعينه وتقدرينه ..

لأن التطنيش يعتبر اهانه ..

مو كذا كان نايف دايما يقوله لك ..؟

انا رجال وكلمتي تنسمع ..!!

وياويلك لو اعطيتيني قفاك وانا اتكلم . !!

نزلت منها دمعه حارة لمجرد ذكر نايف وسيرته العطرة

ياقلبي يانايف ليت عماد يشيل نص قلبك

ليت كلمة عماد عليّْ مثل كلمتك

كان اتحمله واتقبله واعيش معاه للأبد وانا راضية ..

ضمت مخدتها وهي ترحب بالسيرة اللي هيضت شجونها وبتتكفل بسكب الدموع وهلّها ..

بكت بحرقه ووجع وصوتها يعلو بنحيب ...

كأنها كانت تبحث عن شي غير عماد يفتح المجال لسيل الدموع .

راحت تجيب القديم والجديد

امها ..

اشتاقت لريحتها ودفى حضنها

اشتاقت لنايف وحضنه لها بكل حنان الأبوة والأخوة ..

اشتاقت لغرفتها بكل ذكرياتها ماعدا صالح وسيرته ..

اشتاقت لسارة ..

زاد نحيبها وهي تتذكر سارة

ياكثر ماهي مشتاقة لها ..

مرت عليها ساعه وهي تبكي ..

محتاجه احد يحضنها ويقول ليه تبكين

فضفضي وقولي وافتحي لي قلبك

بس من ..؟

من وين تجيب من يخفف عنها ..؟

سمعت صوت دقات خفيفه عند الباب وصوت شهد تناديها ..

: شادن عماد يقول تعالي تحت جدتي جات .

تغطت شادن بلحافها قبل شهد تدخل وسوت نفسها نايمه .

نادتها شهد وهي تفتح الباب وتقرب من السرير ..

قالت : شادن قووومي انا جيت عندكم عشان ابغى اسألك انتي وعماد سؤال مهم . شااااادن .

: شااادن قومي .. صحيح انتي وعماد اذا جاكم ولد بتسمونه مشعل ..؟

انقلبت شادن على الجهه الثانية قالت بصوت باكي تحاول تطلعه عادي : شهد حبيبتي انا ابغى انام اخرجي واقفلي الباب وراك .

انسحبت شهد بخيبة واحباط وطلعت برا الغرفه وراحت لعماد تحت بوجه بائس وحزين .

جات جلست بجنبه طالعت في عماد قالت : جدتي راحت تنام .

رد عليها وهو مركز على التلفزيون قال : ايه دخلت تنام .. وش قالت لك شادن ..؟

: تقول ابغى انام .

مسح على راسها قال : يالله اجل انتي بعد قومي روحي لبيتكم عشان تنامين بكرة وراك مدرسة .

: امي تقول بكرة شادن بترجع للمدرسه .

: اووووه اشوا انك ذكرتيني يالله يالله امشي بوصلك لبيتكم . حتى انا ابي انام بدري عشان اصحى بدري .

مشى وهي تمشي معاه ويدها الصغيره متمسكه يده .

وهم في الطريق لبيت اهلها قالت : عماد ليش شادن تبكي ..؟

عقد حواجبه قال : تبكي ..؟

: ممممم ايووه انا شفت عيونها حمرا وخشمها احمر عرفت انها تبكي وعندها مناديل كثييييييرة على الكومدينو .. صح هي تبكي .. عماد انت ضربتها ولا خاصمتها .

تنهد بعمق قال : ماضربتها ولا خاصمتها بس يمكن مزكمة ولايمكن اشتاقت لامها .

: طيب ليش ماتوديها لامها مسكينه ماعندها ام .. وماعندها اخو وابوها مات .. صحيح ابوها خالي خالد اللي مات .. زي امك .... امي علمتني .

ابتسم على براءة شهد وتفكيرها الطفولي قال وهو يتذكر شي غاب عنه وكأنه يكلم نفسه بصوت عالي

: صدقتي ياشهد شادن يتيمه . يتيمه وماعندها ام ولا اخو . انتي ذكية ياشهد ماشاء الله عليك . يالله ادخلي لبيتكم واقفلي الباب زين .

دخلت شهد لبيتهم وهي تجري وهو سرح بعقله لبعيد وكمل بصوت مسموع : وماعندها زوج بعد ياشهد . وحيده وماعندها احد .

حس انه مخنوق ..

دخل البيت وطلع فوق لغرفتها ..

دق الباب مرتين مافتحت وحاول يفتحه بس حصله مقفول . .

رجع لغرفته ..

ياليته يقدر يبكي مثلها ..

كان يخفف لو شي بسيط من اللي بداخله

بس دموعه قتلها من سنين ..

من يوم ماعرف بمرضه وهو حاكم عليها بالاعدام .

حتى التوجد على الحياه وعلى الفرح الحقه البكا والتشكي .

دفنهم وحرم حياتهم ونبش قبورهم في حياته ..

الدنيا تبي مواجهه وقوة ..

والحياة رغم صعوبتها الا انه لابد يكون قد الحمل ويعيشها ويتعايش معها .

تمدد على سريره واخذ دفتره الاسود الكبير اللي يكتب فيه متى مااشتهى وقعد يخط بعض الحروف المعبرة ..

***

يوم الجمعه ..

اذن المغرب وهي تمشي في سور البيت ..

كانت تدعي ربها من صلاة العصر لأن فاطمة نصحتها بتكثيف الدعاء من بعد صلاة الجمعه لأذان المغرب ..

قد تصادف ساعة استجابة فلا يرفض لها الله دعوة او طلب ..

كانت موجهه بيدينها وبقلبها للسماء وتلهج بدعوات وأمنيات ورجاء وماحست في الدنيا الا بعد ماصرخ مشاري وهو يدور في البيت ..

: ياسارة .. ياسااارونه ... ياسوسو .. ولما ماردت عليه نادى بصوت اعلى : ياااااااااسويرة ..

وصلت عنده قالت : خير يامشمش اش عندك سمعت الجيران صوتك وانت تنادي عليّ . من زين الاسم اللي تناديني فيه .

جاها يمشي والضحكه تهلل وجه قال : ههههههههههههههههه وش احلى من سويرة . .. المهم عندي لك اخبار حلوة ان شاء الله انها تعجبك .

: خير ان شاء الله ..؟

: ابشرك الله اظهر الحق ياسارة .. خالد ظهر على حقيقته وبالجرم المشهود .. وماباقي الا نرفع عليه قضية طلاق وهذي مضمونه مية بالمية بإذن الله .

كانت ملامحها تعبر عن عدم فهمها وعدم رغبتها في الفهم ..

ماتبي تنصدم فيه اكثر من كذا ..

قالت : مشاري لاتقول لي شي مو لازم اعرف شي عنه .

مسك يدها ولف يده من ورى كتفها قال : الا ياسارة لازم تعرفين وتفهمين كل شي .. لاتكونين سلبيه والسكوت عمره ماكان حل لمشكلتك ... واجهيها وناقشيها وربي بيساعدك ان شاء الله ..

ماشاف منها رد وكمل : تعالي ادخلي وراح اقول لك على كل شي .

بلعت ريقها وسلمت امرها لله واستسلمت لاخوها ومشت معاه من دون ماتتكلم ..

وصلوا للصاله وجلست على اقرب كنبه وابوها قدامها يكلم امها بحديث جانبي وموطي صوته ..

شافها ابوها وفتح لها يدينه قال : وين اختفيتي ساعه ندور عليك .. تعالي هنا في حضن ابوك . ليش حبيبة ابوها تجلس بعيد عنه ..؟

جلست بجنب ابوها وهي تنقل نظرها بين وجه امها المتجهم والمصدوم وبين وجه مشاري اللي يتهلل والدنيا مو سايعته من الفرح .

قال ابوها : الحمد لله ان ربي فرج لنا من اوسع ابوابه من هالابتلاء ياسارة .

طالعت في ابوها بخوف وكأنها في مواجهه لأصعب موقف تمر به في حياتها ..

مست شفايفها تجبرها على الابتسامه قالت : الحمد لله .

قال مشاري : يبه تقول لها وشلون ربي فكنا منه ولا اقول انا .

انسحبت امهم واعطتهم ظهرها وهي تقول بقرف : بالله كرموا مجلسنا من هالسيرة .

لحقت امها بنظراتها وعرفت ان الموضوع فيه يمس الشرف ولا يمت للطهر بصلة .

تكلم ابوها على طول : خالد مسكته الهيئة البارحه في الرياض وهو متلبس .

رد مشاري : اللهم لاشماته .. تدرين اش قضيته ..؟

هزت راسها بلا وهي مابين تبي تعرف وماتبي ..

كمل مشاري بعد ماشاف ابوه مستحي منها او متردد يجيب هالموضوع قدام بنته قال : لواط والعياذ بالله .. وسكر ورقص ومجون وخلوة غير شرعيه في الاستراحه اللي قبضت الهيئة عليه فيها ..

ماتحرك منها ساكن وكأن الله ثبتها بيقينها وقوة ايمانها ..

ردة فعلها على عكس ماتوقعوا ..

يمكن عشرة فاطمة بثتها قوة الايمان والقناعه والصبر

ويمكن الايام اللي راحت تخيلت كل شي عنه ومااستغربت هالكلام ..

وقفت وقالت : الحمد لله اللي فرج لي منه .. الحمد لله ياربي ..

باست راس ابوها وكملت : يبه من بكرة طالبوا بطلاقي واذا تبغوني اسوي لكم توكيل سويت ..

قاطعها مشاري قال : بتروحين معانا للشيخ وهو راح يطلق منه غصب . وبهالمناسبة ..

قاطعه ابوه : اجل مناسباتك لبعدين ولاتفرح على خالد يامشاري ادع له بالهداية والصلاح لاتبتلى .

: الله يهديه ومن هم على شاكلته . انا فرحان يايبه لأن جزء من الوباء المتحرك بين الناس انسجن وافتكوا عيال خلق الله من اذاه .

طلعت لغرفتها فوق وهي تسمع ابوها ينصح مشاري من رفقة السوء ويقول له على اسباب الشذوذ يمكن من البيئة او التربية او انه مريض نفسي او ان الشيطان عرف يدخل له من مدخل لأن ايمانه ضعيف ودينه مختل ..

هي من النوع اللي ماتقدر تعيش بهمومها لوحدها

وبُعْد شادن خلاها تلجأ لفاطمة بلسم جروحها وماخابت يوم خلتها مكان شادن وصارت لها الصاحبه الصالحه والرفيقه اللي تحثها للخير والصلاح ..

دقت عليها وسردت لها اللي صار بالحرف ..

باركت لها فاطمه ظهور الحق قبل ماتتورط معاه وان حبسه ورحم عيال الناس من شره وغثاه ..

ونصحتها بالصبر والصلاة والتفاؤل وحب الحياة لأن فيها اجمل من خالد وذكرياته وهمومه ..

***

صحت من بدري ولبست تنورة جينز وبلوزة لونها سماوي بكم طويل وزارير من قدام وتحتها بدي ابيض يغطي اعلى صدرها ..

نزلت تحت وشافت جدتها وتوجهت لها على طول ..

قالت وهي تبتسم : صباح الخير ياوجه الخير ..

ردت جدتها وهي تقصر على صوت الراديو قالت : صباح النور والسرور يالغاليه .. تعالي افطري معي .

: سامحيني ياجدتي مانزلت بدري افطرك انشغلت بلبسي عشان مايفوتني الوقت .. لكن من بكره ان شاء الله بحط المنبه على سته بالضبط اسوي فطورك وارجع البس ..

: لا وانا جدتتس ماعليتس مني ولاتقومين بدري عشاني .. يسد انتس تسوين فطوري من اسبوعين وانتي توتس عروس .. غيرتس يشيلن نوم للظهر وانتي تقومين من صباح الله علشاني ..

سلمت على راسها قالت : مو اقوم عشان الغاليه ؟ .. مو انا اخدم جدتي الغالية وام ابوي الغالي الله يرحمه ؟ .. قولي بس آمين ان الله يقدرني وارضيك عني .

: الله يرضى عليتس ويسهل امورتس ويستر عليتس ويرحم اللي جابتس .

: طيب جدتي بمشي للمدرسة انا الحين .. وبمر على عمتي فوزية آخذ شهد بطريقي .

: هالحين ورى ماتخلين عماد يوديتس بدال ماتمشين مع هالتربان وانتي مغطيتن وجهتس حتى عيونتس مغطيتها .

لبست عبايتها وهي تقول: حرام اصحيه عشان خمس دقايق .. بعدين انا عادي متعودة على الغطى .. والمشي صحه ياجدتي .. بس الله يستر انا خوافه خاصة بجنب بيت ام جواهر كل مانمر من عند بيتها انا وشهد زمان تفتح شباكها تراقبنا ولا تنادينا والناس تسمع صوتها .

اخذت شنطتها ..

واعطت جدتها ظهرها وهي تقول : دعواتك ياجدتي .

وقفت بمكانها وتسمرت لمن جاها صوت عماد من وراها وهو ينزل الدرج قال : لاتروحين اصبري انا اللي اوصلك .

طالعته وهو لابس ثوبه الابيض ويقفل ازاريره وبدون شماغ وعيونه شبه مغمضه قالت : مايحتاج ..

قاطعها بصوت كله نوم : الحقيني بس .

ركب السيارة وشغلها وسند راسه على المرتبه ينتظرها ..

وهي وقفت على البوابه محتارة ومستحيه ..

تركب معاه ولا تقول له ينزل وهي تروح مشي ..؟

واذا راحت معاه فين تركب .؟

" ياربي شو هالاحراج .. "

تقدمت لمن شافته رفع راسه وطالعها وهي بمكانها وفتحت الباب اللي ورى ..

التفت عليها يحسب انها بتحط شنطتها بس تفاجأ انها ركبت وجلست ورى ..

قال بلهجة امر : انزلي اركبي قدام .

: عادي كذا مرتاحه ...!

: انزلي اركبي قدام لاتفضحينا بخلق الله ..

تذكرت لو احد شافها انها بتصير نكتة الموسم ..

نزلت وركبت قدام وهي تلوذ بالباب من قربه ..

وهو حرك سيارته قال : لاتفكرين تروحين مشي بعد اليوم .

ردت بصوت هادي وهي تطالع بالبيوت اللي تمر السيارة بجنبها

: اليوم انت فيه .. بس بكرة مو اكيد اش اسوي ؟ .. اقعد ؟.

التفت عليها قال : شادن ..

التفتت عليه من دون ماتتكلم قال : انا مسؤول عنك هنا .. سكت ثواني وكمل .. عموماً السواق بيجي اليوم ان شاء الله .

حست انه غير الكلام اللي كان بيقوله ..

وفضلت انها تسكت .رغم انها دايماً تتمنى لو يكلمها حتى تعرفه اكثر ..

هو بالنسبة لها لغز كبير وصعب تحله اذا هو ساكت ومايتجاوب معاها الا لاتسوين لاتتدخلين فيني .

وقف قدام المدرسة واخذت شنطتها ونزلت قال : اليوم راح اجي على 12 ونص آخذك .

: بس انا مااطلع الا وحده اليوم السبت وفيه حصص نشاط .

: اها حسبتك تطلعين مع شهد ... اجل اجيك وحده ان شاء الله .

نزلت وسكرت الباب ودخلت المدرسة اول و حده قابلتها الخاله مزون اللي استقبلتها ووقفت بمشقه وسلمت عليها وباركت لها ..

توجهت للإدارة وهي تاخذ نفس عميق وتهدي نفسها استعداداً لأي تلطيش من نوف ولا كلمة ترفع لها ضغطها خاصة انها مو مستعده تسمع منها او من غيرها أي كلمة تنرفز ..

دخلت الادارة وهي تقرا المعوذات وآية الكرسي علّها تهديها وتسكن نفسها ..

آخر شي توقعته انها تشوف المديرة غير ..

كانت صدمه جمدت شادن في مكانها لثواني وهي فاتحه فمها وعيونها ..

هذي نوف ولا مغيرين المديرة بوحدها تشبه لها

الشعر اللي كانت لامته كعكه ولافته بمنديل ولا ماسكته بربطه عادية ..

الحين مفتوح وقصير لحد الكتف ولونه هاي لايت طالع حلو على ان نوف سمرا ..

وملونة شفايفها بأحمر صارخ ..

حاطه مكياج ثقيل ..

والحواجب مشقرتها ومغيرة من شكلها نهائي .

اما عيونها كانت مكحلتها باسود من داخل وراسمتها من برا ..

وقفت لها نوف وجات تسلم عليها ..

لا لا هذي مو معقوله تكون نوف ..!!

وتقوم تسلم .. ؟

سبحان المغير .. !!

حتى ملابسها غيرتها .. !!

كانت لابسة تنورة لونها زيتي وبلوزة تفاحي ومقلمة بفوشي ..

بعد التنورة السودا والكم بلوزة عادية ..

تكلمت وتأكدت شادن انها نوف بعد ماكانت بتجزم انها وحده ثانيه ..

: هلا ابلا شادن وشلونتس .

ابتسمت شادن ورفعت حاجبها

قالت : الحمد لله بخير . نعيماً .

طالعت بشكل شادن اللي ماتغير عن قبل زواجها

وابتسمت بانتصار قالت : الله ينعم عليتس .. تفضلي .

: ها ..؟ لا لا مشكورة بروح اشوف البنات يمديهم وصلوا .

طلعت لغرفة المدرسات اللي دوبهم وصلوا ..

واستقبلتها خلود بالاحضان ..

وبعد التباريك والسؤال عن الاخبار توجهوا للطابور اللي ابتدا ..

قربت منها خلود قالت : شادن شفتي نوف اش عاملة .

: ايوه ماشاء الله عليها طالعه حلوة بس خلود تكفين لانتكلم فيها مو ناقصة ذنوب على الصباح ..

ردت خلود وهي تضحك : خليني اقول لك عن اسئلتها لنوير عنك .

: لاوالله فكينا من سيرتها مانبي ناكل لحمها .. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك اللهم وأتوب اليك .

كررت خلود نفس الدعاء واصغوا اسماعهم للإذاعة الصباحية ..

وخلود تضحك وتقول : شكلي بتطوع على يدك ياشدون .

ردت شادن وهي تبادلها الضحك : خليني اتطوع انا اول .. الله يهدينا بس .. خلاص اسكتي بدأ القرآن .

***

رجع للبيت وهو ساكت وتفكيره يجيبه ويوديه ..

ماقدر يكلمها ..

موقفه وحياته اصعب من كل الكلام ..

قالت جدته اللي تشرب من قهوتها الشعير : اشوا انك وديتها .

جلس بجنب جدته وصب له فنجال قال : جدتي ماابيها تطلع تمشي بين البيوت نبهي عليها ماودي ازعلها ولا اضغط عليها .. كلها يومين ويجي السواق الجديد .. تروحون وتجون معه ماابي ولا وحده منكم تطلع تمشى بين البيوت .

: انت لو علمتها باللي تبيه ماتخالفه .. حتى يوم راحت معي للدكتورة قالت اخاف ان عماد يزعل ان طلعت امشي .

طالع بجدته شوي ...

وانكسر بداخله شي ..

ليه تفرض نفسها عليه ..

وليه تفرض احترامها على الكل ..

بدءاً به هو وجدته وانتهاءً بحريم الحارة اللي يشكرون فيها وتعلمه فوزية عن كلامهم ...

قال : الشهادة لله هي سنعه وماشفت منها الزلة من يوم جاتني .

: وانا اشهد وانا امك . بس تراك مقصر معها .. مااشوفك تداريها ولاتقعد معها ..

وقف وقاطعها قال : الله يرضى لي عليتس انتي تبين اللي اعيده ازيده .. ماقلت لتس على الظروف اللي صارت لنا بعد سالفة فهد .. ان شاء الله اعوضها الايام الجاية .

هزت راسها بعدم اقتناع قالت : الله يوفقكم ويرزقكم .

كان بيطلع بعدين رجع لها قال : تروحين معي للمزرعه ؟ اليوم نبي ننقل اشجار الحنا من مزرعتنا الاولى تعالي اشيري عليّ بالمكان اللي يصلح لها .

: والجوافه ماتبينا نجيبها ؟

: لا الجوافه بتحشر الاشجار فكينا منها ومن ريحتها .

: هاناد الشغاله خلها تجيب لك فطور وخلنا نمشي قبل ماتحتر الشمس .

: امشي بس ... مابي فطور الحين . بقولها تجهز القهوة ناخذها معنا والتمر قدامنا بالمزرعه .

مر على الشغاله قال لها تجهز له القهوة وتحطها بسله ومعاها فناجيلها ..

وطلع بجدته للمزرعه بعد عشر دقايق ..

في السيارة ..

كانت جدته تسولف وهو يفكر وشلون يتركها لوحدها ويروح للمزرعه الصغيرة اللي في آخر القرية ..

قال لجدته : تراني ابي امر على فوزية وآخذها معنا .

: وشو له تقومها من نومها مايمديها رقدت الا بعد الفجر .

: خليها تقوم مع المسلمين .. ابيها تقعد معتس في المزرعه وانا ابي اروح للمزرعه الثانية اجيب الاشجار ..

: ها سو اللي تبيه ويجوز لك .!

وقف عند بيت فوزية ودق عليها الباب .. وفتحت لهم الشغاله ..

دخل وقال لها تنادي المدام بسرعه ..

وبعد دقايق قليله جات فوزية لابسه روب طويل وعيونها كلها نوم يادوب تفتح قالت : عماد خير امي فيها شي .؟

: لا ابد محد فيه شي بس قومي اغسلي وجهتس والبسي وتعالي مع جدتي للمزرعه .

: لاحوووول وش هالصبح ...

قاطعها : ماعندي وقت عجلي وراي مية شغله .

: زين ..وعبدالعزيز ..؟

: امر عليه الظهر اخليه يجي عندنا . بس عجلي خمس دقايق وانتي جاهزة .

: طيب ..

رجع لسيارته وبعد وقت قصير كانوا كلهم في المزرعه ..

فوزية معصبة وزعلانه من ازعاجهم لها..

وام ناصر تبارك المزرعه اللي انعشها جوها ونشطها ...

نزلت شغالة فوزية فصولي اللي قعد يلعب وجابت لهم القهوة ..

اخذ عماد فنجال وقام للعمال اللي متفق معاهم يجون من بدري يحفرون الأرض للأشجار اللي بينقلها من المزرعه الثانية لهذي ..

مرت ساعتين ماحس فيها غير العمال وعماد اللي رجع لجدته وفوزية ورمى نفسه على الأرض بتعب ووهن ..

قال : يوووه من التعب انكسر ظهري .. انتبه لفيصل ولد فوزية جاي يمشي ناحيته قال : وخري ولدك يافوزية عني لايطيح علي .

قالت فوزية اللي صحصحت وبدت تسولف بنشاط : حلال فيك وش اللي منكد عليك من الصبح ونكدت علينا معك .

رفع لها راسه قال: الحين ابي اعرف شي واحد ليه انتي مو مثل باقي الحريم .. ؟

: قصدك على شادن .

: شادن وغيرها ..!

: يعني عشان الست شادن تصحى بدري تحسب كل الحريم يقومون مثلها .

قالت ام ناصر : شادن الله يستر عليها مامثلها .

جلس عماد قال : يالله بروح للعمال اقف معهم يمديهم خلصوا حفر .

وقف عماد وراح لعماله وكملن فوزية وامها سوالفهن لحد مااذن الظهر . .

بعد صلاة الظهر خلصوا العمال شغلهم وطلعوا ..

دخل عليهم عبدالعزيز قال وهو يتأمل المزرعه الكبيرة باعجاب

: الغدا اليوم في المزرعه ياابو مشعل .

جاه عماد يمشي وهو ماسك اسفل ثوبه .. مسح حبات العرق اللي انتثرت على جبينه قال : تم ياابو فيصل .!

جلسوا يتقهوون ويسولفون والوقت يمشي محد حس فيه ..

طالع عماد بساعته ووقف على طول قال : انا بروح اجيب اهلي من المدرسه واجيب لكم غداكم .

رد عبدالعزيز وهو يشيل فيصل ويحطه بحضنه قال : جيب لنا شهد معك لاتنساها .

: افا عليك انسى بنتي ..؟

عطاه عماد ظهره وقام عبدالعزيز لفوزية وام ناصر كمل جلسته معاهن افضل من الجلسه لوحده .

***

لابسه عبايتها وواقفه عند الباب تنتظره ..

قالت نوير : من بيوصلك لبيتك ياشادن .؟

: زوجي بيجي ياخذني .

: وشهد ؟

طالعت بشهد اللي ماسكه شنطتها وتدور وتلعب عند البوابه قالت : اكيد شهودة معانا .

: اقول شادن انتم مارحتوا ولا سافرتوا رغم ان زوجك مثل ماسمعت بطران . ؟

: لا لسه تعرفين الوقت مرة ضيق وانا مو مرة حريصه على السفر بعدين جدتي فرحانه ومستانسة واحنا عندها خليها لين تشبع منا بعدين نسافر على كيفنا .

قالت خلود لنوير وهي تضحك : اكيد الرادار حقك قال لك على اخبارهم ويدري انهم ماطلعوا ولا راحوا ولا جو .

ضحكت نوير قالت : هههههههههههههههههههه حرام عليك مو لهالدرجه بس تعرفين عيال الحارة يلعبون وسامر يحب عماد وكل ماشافه قال لي بس له كم يوم مايشوفه قلت يمكن راحت شادن معاه .

جات الخاله مزون ( الفراشه ) قالت لشادن اللي تضحك من نوير وخلوود : ابلا شادن ابوعلي يقول زوجك برا اطلعي له .

: حاضر ياخاله انا خارجه . يلا بنات سلام واشوفكم بكرة ان شاء الله .

ردوا : مع السلامه الله معاك .

طلعت شادن هي وشهد وركبت السيارة وشهد ركبت ورى بعد ماسلمت على عماد .

قالت شادن اول ماسكرت الباب : السلام عليكم .

: عليكم السلام .

ساد الصمت دقايق قليله قال عماد : شهودة تبين تروحين تتغدين في اللمزرعه ؟

: ايه ايه تكفى عماد تبغى نروح وخل شادن تروح معانا .

: طيب بنزلك في المزرعه يالله .

توجه للمزرعه ونزل شهد قالت : شادن انزلي معاي .

قال عماد : روحي ادخلي امك وفصولي قدامك يالله بسرعه .

وقف لحد مادخلت وشاف ابوها يفتح يدينه لها وهي تجري عشان يحضنها .

رجع بالسيارة للبيت قال : بدلي ملابسك وقولي للشغاله تسوي الغدا بوديه لجدتي وفوزية ورجالها في المزرعه .

: حاضر .

: ترى بتروحين معانا .

قالت بتردد : بس زوج عمتي معاكم . !

حس بترددها وحياها وكأنها بتجبر نفسها على الروحه حتى ماتعارضه

قال : ماراح نجلس عندكم .. تعالي عشان جدتي .

هزت راسها وسكتت ماردت عليه ..

نزلت للبيت ومرت على الشغاله في المطبخ ..

فتحت الفريزر وطلعت لحم يكفيهم ..

وراحت تنزل عبايتها في الصاله

جا عماد يمشي ناحيتها قال : امشي وانا ارجع بعد شوي آخذ الغدا .

: لا انا بسوي الغدا .. وبعد ساعه تعال .

سكت ولا رد عليها ..

وتوجه لاقرب كنبة طويلة وتمدد عليها وحط يده على راسه ..

قال : اذا خلصتي صحيني ..

نزلت عبايتها ورجعت للمطبخ ..

قالت الشغاله المتفانية بشغلها ومتحمسه في تقطيع السلطة : مدام لاتحطي زيت كتيير .. عشان مستر عماد .

طالعتها شادن باستغراب قالت : ليش ..؟

: انا يسوي اكل زيت كتير مستر مافي اكل .. يسوي بدون زيت ياكل .

قالت باقتناع وهي تكلم نفسها : الله يعين اللي عنده قولون .

قطعت اللحم وعزلت الشحم عنه نهائي ..

وسمعت كلام الشغاله وتركت الزيت ..

اضطرت انها تحط البصل مع الطماطم والثوم وتحركها مع بعض ..

طبعاً فادتها خبرة امها في الطبخ لمن كانت تطبخ لابوها مريض القلب قبل وفاته ..

اخيراً خلصت الرز البرياني والشغاله غلفت السلطه وحطت الملح في السله مع الكاسات واللبن والمويه والملاعق .. وحظرت الصحون واطباق السلطه ..

فتحت غطا قدر المرقوق حق جدتها واللي بدون ملح ..

وشافته ماباقي عليه شي وانه جاهز طفت عنه ورفعته على جنب ..

وأخذت معاها سفرتين كبار وطلعت بتقول لعماد ان الغدا خلص ..

شافته نايم وغاط في نومه .

كسر خاطرها وشكله تعبان ونايم بعمق ..

قالت بهمس : عماد .

مارد عليها ..

قالت بنفسها " الحين لايكون نومه ثقيل ويبغى لي ساعه عشان يصحى "

نادته مرة ثانيه وبنفس الهمس : عماد . ونفس الحكاية لارد .

: عماد اصحى الغدا جاهز .

رفع يده عن جبينه وفتح عيونه ببطء من دون مايطالعها كأنه مو داري عن نفسه ..

التعب واضح عليه ..

لدرجة انه مايدري وش قالت ولا وين هو ..

قالت بنفس الهمس : عماد الغدا جاهز .

كأنه بدا يستوعب قال : ها .. همممم .. يالله طيب .. اذا خلصتوا قولي لي .

: خلاص جاهزين .

ماسمعها لأنه غمض عيونه وراح في النوم من جديد .

رفعت صوتها اكثر من قبل قالت : عماد .. عماد ترى الغدا بيبرد وانت نايم .

فتح عيونه وجلس ثواني ماتكلم ..

رفع نظره لها قال وهو يوقف : يالله .. البسي على بال مااحطه بالسيارة وقولي للشغاله تمشي .. فوزية تقول لازم تجي .

: اوكي .. انا حضرته كله ماعليه الا تشيله .

رجعت للشغاله قالت لها : روحي ودي السله للسيارة وارجعي خذي القدر الصغير واللبن .

راحت الشغاله تودي الاغراض وجا عماد اخذ القدر الكبير اللي طبخت الغدا فيه .

لبست شادن عبايتها وتغطت وركبت معاه ..

***

Continue Reading

You'll Also Like

31.2K 567 25
اول روايـه لي في عالم الخيـال والكتابـه ، تمت كتابتها في عام 2018 بالتاسع من اكتوبر ✨ - لا احلل سرقتها او اقتباسها او نقلها لمكان آخر ✖️- - تتكلم عن...
574 58 34
الجد: كان شاعر وهو في صغر سنه! تبارك الرحمٰن.! خالد: احمم احممم سمعتو؟ احمد: اي اي معليكك! ههههههه بس دون حنحنه! هههههههههههههه.. سعود: حتنى شاعر...
1.2M 67.8K 44
حازت على المركز #1. من صنف الفامبير 💜 خلف القضبان مقيدة ، بين الوحوش أعيش ! فهل أرضى بالقضبان الى الآبد أم أمشي الى الموت بقدميّ ؟ يراني ضعيفة و...
4.3K 139 39
عاميه وليست بِفُصحى.. الكَاتبة:شُتات احمد. بين ممرات المستشفى وبين فرق التحقيق الجنائي بين الألم والفرح والصدمات الغير متوقعه وفي كُل الاوضاع يبقون ي...