22

25.8K 224 165
                                    

فصلٌ تاسع

غربة مشاعر

في قسم الشرطه في الطايف ..

تحقيق واسئلة وتقارير طبية ..

كان جالس قدام الضابط اللي جزم انه حزين ولايمكن يكون له يد بوفاة سعود .

لأن الحزن عمره ماكان اصطناع ..

الحزن احساس ووجع ..

وصورة تجسدها الملامح والعيون ..!

وفهد كله على بعضه كتلة حزن

نظراته البائسة واليائسة شاردة

الذكرى مارحمته والواقع قسى عليه ..

رفع نظره للضابط قال وهو مخنوق : الله يرحم ابوك عجلوا بدفنه لايطول .

اخذ نفس عميق ورفع وجهه لفوق يدور الاوكسجين ويحاول يمنع الدمعه لاتنزل قدام الرجال وكمل : اكرام الميت دفنه .

هز راسه الضابط اللي صار عنده خبره بمعرفة الجاني من المجني عليه مثل فهد وضعفه وكسره يوم القدر اخذ منه رفيق دربه .

اشر للعسكري يستدعي عبدالرحمن حتى يقفل المحضر ويبت في الامر ..!

دخل عبدالرحمن وكمل التحقيق وأقواله مااختلفت عن اقوال صلاح وفهد ..

وقع الضابط على خروجهم وبراءتهم وان وفاة سعود ليست جنائية وليست محاولة انتحار انما خطأ في استخدام السلاح ..

الجو كان كئيب ..

والحياة اضيق من ثقب ابرة ..

مايبي يرجع للديرة ..

كانت عيونه تدور عبدالرحمن وماشافه مع صلاح اللي يكلم عماد وبندر عن الحادثة بالتفصيل .. .

قرب منه بندر وهو يشوفه كأنه يبي شي وموقادر يتكلم قال : خلنا نرجع للديرة يافهد اكيد اليوم بيصلون على سعود . لازم تصلي عليه وانا اخوك وتوقف مع اهله في عزاه .

انتفض بقوة وصار صدره يعلو ويهبط بسرعه ..

الموقف صعب ..

صعب جداً لدرجة انه مايقدر يتخيله .

اصلاً كيف يقدر يروح لأي مشوار ولايقضي أي لزوم بدون سعود .

كيف يحضر عزا ولايروح يعزي ناس بدونه ..!

ولايشوف ابوه واخوانه وهو مو معاهم ..

بلع ريقه بصعوبه واوداجه تنتفخ من الحزن العارم ..

ومن الوجع اللي بداخله واللي مايقدر يعبر عنه قدام الناس .

قال وعيونه حمرا وهو يرمش بسرعه ويحاول انه يضم على دمعته .

: ابي مفتاح ونيت عبدالرحمن وخلوه يرجع مع صلاح .

مسكه بندر بيده قال : وين بتروح .

ملامح الحزن العتيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن