She's A Muslim || H.S

By xxaas9a

291K 19.5K 11K

رايان فتاة في الثامنة عشرة ، مسلمة و تعاني من فوبيا الخوف من الرعد. +الرواية الحائزة على جائزة الواتيز لعام 2... More

Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Chapter 30 || THE END ||
||New Story قصة جديدة||
- فَصِــل إضافّـــي -
طلب

Chapter 20

9.3K 647 528
By xxaas9a


|| وجهة نظر الكاتبة ||

-بعد ثلاثة أيام-

"مرحباً ، أود زيارة المريضة رايان ماهر ، حُجرة 266 "

اللكنة الآُسترالية العميقة و المُهتزة جعلت من أعين الموظفة التي إرتفعت ، مُتسعتاً ! .

هو رفع المِنديل المُمتلئ بدموعه منذ البارحة و بدأ بالتمسيد حول عيناه و قد حاول جعل الأمر طبيعياً ..

الموظفة الشقراء حركت رأسها في إيماءات مُتتالية فور إنتباهها لشرودها الطويل ،

و تحديها في مُحيط عيناه المُزرق الباهت و قد طغى الإحمرار حولها كـ نار شبت حريقاً حول مُحيطيهِ الأزرق ..

الشعور بضربات قلبهِ كان عالياً ،

لم يُسمح له بالدخول البارحة و قد جعله هذا في حالة غثيان ..

عض شفتاه بشدة و قد أخفض نظرهُ ببطء للآسفل أثناء تَذكر ما حدث خلال هذان اليومان الجحيميان ..

"لوك ، أنا آسف لم نستطع منعهُ من الدخول ! "

صوت أجش و أنفاس سريعة تكونت بصوت صُراخ من صاحب الشعر البنفسجي ،

أثناء تأوهات المُحتجز بين ذراعهما و عدم توقفهِ عن الشتم و قول الكلمات الاذعة لـ ثوانٍ ! ..

تَحرك نظر لوك ببطء نحو الشخص المُحتجز ، الكره ، الحقد ،

و البُغض إجتمعا و شبا كـ لهيب حارق داخل صدره ،

الإنتقام كان يغزوا فِكره ، الألم و الشعور بالخيبة على صديقهِ كان حارقاً ،

هو لم يظن أن ذلك سيحصل بها ، يَحمدُ الرب على كونهِ أتى قبل أن يفقد كل شيئ ،

قبل أن يفقد مَلاكه ..

الأنظار توجهت نحو شعر مُجعد و عينان خضروان ،

زي رث و مُتسخ و عينان جاحظة -واسعة بغضب- ..

مُحتجز بين يدا أمريكي و نصف أُسترالي ، يُحاولان منع الوحش الذي لم يتوقف عن الشتم لـ ثانية ! ..

"لوك للعنة أنا لم أفعل شيئاً ! أُقسم أنني كنت تحت الصدمة ! "

الغرفة بأكملها توجه أنظارها لهما ،

الساعة تَحركت ببطء و توقفت لدى الثانية عشراً مُعلنتاً يوماً جديداً ..

العدد القليل من المارة كان مُهتماً بما يحدث و قد أدرك ذو العينان الزرقاوان أن ' الباباراتزي ' يصورون كل جزءٍ يحصل ،

حقاً هو لم يكن سيضيع فرصة كـ هذه لـ ينتقم و يجعل شُهرتهُ أسفل قدماه ! ..

صوت إرتطام حِذائهِ بالأرض الإسفَلتية بدأ يَصدر مما جعل الأجعد يصمت ،

كذلك الجميع ..

النظرة الباردة التي إحتلت وجه الأشقر كانت كفيلة بإصمات القاعة بأكملها ،

شَعر صَديقه الأمريكي -أشتون- بالرهبة ، هو لم يعتاد على رؤية هذه النظرة ،

هو فقط رءاها مره واحدة و حقاً هو لا يود تذكر سببها ..

توقف الأجعد عن الحركة حيث توقف الأشقر أمامه لعدة ثواني قبل أن ترتفع قبضتهُ القاسية مُسددتاً لكمةً قوية في وجه الأجعد ! .

الشهقات مَلئت القاعة ، الأجعد إرتد عدى خطوات للخلف و قد تأوه بسبب فكهِ النازف ! .

الإضاءات البيضاء أثر الآت التصوير لم تتوقف أبداً ،

فـ ذلك سيكون حقاً حدثاً مهماً في تاريخ هاري ستايلز الذي سيتصدر الصفحات الآولى لـ جميع المَجلات اليوم ! .

إبتسامة غير مُحببة إرتسمت على شفتي الأشقر ،

صديقاه واقفان و لا يستطيعان المُساعدة سوى الشعور بالصدمة ! .

الأشقر إتخذ خطوات واسعة أثناء ضغطهِ على أسنانه التي بدأت بإصدار أصوات مزعجة ! ،

هو أمسك بـ ياقه الأجعد بِحدة ضاغطاً ظهرهُ ضد الجِدار البارد و قد تأوه هو أثناء ذلك ..

"أنُظر ! أنا أُحذرك الآن ! إن لم تبتعد عنها فـ إنسى كونك لعنة هاري ستايلز المغني المشهور ! "

صوتهُ كان خافتاً ،

يُحذر بطريقة إستفزت الأجعد الذي عقد حاجبيه بغضب و قد بدأت قبضته تضيق ،

كان ذلك عندما دفع هاري الأشقر بقوة فائقة جعلتهُ يرتطم بـ السطح البارد لـ حِجارة القِرميد -الرخام- و يتأوه عالياً ! .

"أنظر أنا لا أهتم لك ! أنت مُجرد كاذب ! أنا لم أُحضر ذلك الرجل ، أعلم أنني وقفت بِلا عَمل لكني كُنت مصدوماً للغاية ! فـ ذلك الرجل كان صديق طفولتي الذي أخبروني أنهُ توفى ! "

صُراخ ستايلز كان شيئاً جعل الحُراس يخرجون من أماكنهم ، فـ هو بدأ بإزعاج المرضى ،

الأشقر لم و لن يصدق شيئاً و قد كان على وشك الإنقضاض على هاري مجدداً لو لا توقف أصدقائه في وجهه ! .

"لوك توقف ! نحن سنهتم بالأمر ! أنهُ لا يستحق ! "

الأمريكي صَرخ بينما ذو الشعر البنفسجي قبض على كَتفا صديقه ..

"أنت لا تفهم ! هي كادت تُغتصب ! "

الأشقر صَرخ عالياً مُمسكاً برأسه ، الحُب كان يُعمي بصيرته ! .

لوك كان من أولائك الأشخاص ،

الذين إن أَحبوا يحبون بجنون و إن كَرهوا يكرهون بجنون ! ..

الشرطة بدأت في التجمع حول لوك الذي دفعهم ببغض قبل أن يتوجه الى الخارج دافعاً كَتف الأجعد بقوة شديدة جعلتهُ يرتد بضع خطوات إلى الخلف ! ،

فـ هاري كان يُفكر بعمق أثر كلماته صديقه و لم يكن يعطي لعنة لمَ يحدث ..

هو فقط شَعر بالآلم ،

لم يكن ذنبه هو يتذكر ما حدث عندما أخبرها شيئاً يشعر بهِ لأول مره ،

عندما أخبرها كون خَطبهُ مُتعلق بها ، في ذلك الوقت هي أعطته إهتماماً هو ظَن أنهُ فقده ! .

لكن ، كونهُ كان أحمقاً جعلهُ يتركها ذاهباً في وسط الحديث ، عائداً إلى خيمته ! ..

الأمر الذي جعل من الفتاة تشعر بحزن و ألم عميقان و تلعن نفسها كونها ودت أن يكونا أصدقاء ! ،

بدلاً من مُحاولاتها الفاشلة في جعلهِ يُحبها سابقاً ! .

لكن الآن هو تمنى كونهُ بقى لـ يخبرها بما يشعر من حزن بسبب ما يحدث له .

لأنه يعلم ، بعد ما حَدث .. هي لن تُكلمهُ أبداً ..

أخفض الأجعد رأسه ، الحشد القليل من الناس قد قَل ،

لوك و أصدقائه ذهبوا و هاري بقى ! ..

لم يشعر بقدماه عندما سحبت نفسها نحو الموظفة بهدوء ،

توقف بذلك الحذاء المُتسخ أمامها حزيناً ..

هي رفعت رأسها من بين كومه الأوراق و التقارير الخاصة بالمرضى و قد شعرت بالرهبة و الصدمة كونه هاري ستايلز و كونها سمعت ما دار قبل عدة دقائق ! .

هاري عض شفتاه بيأس و قد فهمت هي ما يجول في ذهنه ،

كانت ترى ذلك الحزن و حقاً هي لم تستطع فعل شيئ .. سوى إخباره .

"الطابق الثالث ، حُجرة 266 ، أتمنى أن لا تُطيل البقاء حتى لا تستيقظ بوجودك "

الشقراء قالت بهدوء جاعلتاً عينا هاري تتسع و إبتسامة صغيرة دافئة لم يستطع منعها إرتُسمت ،

هو حقاً كان مصدوماً من طِيبة تلك الفتاة ! .

"أشكرك حقاً ! أعدك لن أُطيل البقاء"

هو قال بعد أن هيئ قدماه للذهاب الأمر الذي جعل الموظفة تبتسم بـ رُحب و تومأ له ..

إتخذ هاري مَساراً نحو المِصعد ،

و قد ضغط على أحد تلك الأزرار عندما كان بداخله ، الأفكار بدأت في السيطرة عليه مجدداً .

كان خائفاً من رؤيتها ، يشعر بالخزي لفعل ذلك .. ما ذنبه ؟ لمَ يجب عليه أن يكون بهذه الحماقة ؟ ،

هو يدرك أن هذه ستكون رؤيتهُ الأخيرة لها ،

فـ هي .. لن تريد أن تراه طوال حياتها بعد ما حَدث ..

سَحب أنفاساً طويلة من حوله مُتنهداً بعد أن فُتح المِصعد .

بدأ بالسير نحو المكان المطلوب بحذر ،

أنظار كثيرة كانت مصدومتاً برؤيته ! في ذات الوقت تشعر بالرهبة من الذهاب لإلتقاط صورة معه في وسط المشفى ! -الأنظار- ..

هاري توقف ، قلبهُ نبض سريعاً كونه أمام ذلك الباب الذي يفصلهُ عنها ! .

حَرك المِقبض ببطء و دفعهُ مُقتحماً إلى الحُجرة متوسطة الحجم ..

لم يهتم بـ أَيِن مما يُحيط به ، و فقط وجهُ نظرهُ لها ! ،

كانت نائمةً بهدوء و أثار تلك الدموع مازلت عالقة على وجهها الجميل ..

الأجعد قوس شفتاه و بدأ بالتقدم غير واثق بما يفعل ، لكنه يفعل على أي حال ..

عندما كان يقف من جانبها الأيسر بدأ في تأملها ! فقط هكذا ! ، يُشبع نظرها بها فـ ذلك الشيئ الذي لن يستطيع فعلهُ بعد الآن ..

و هو النظر لها .

يده تحركت ببطء نحو نهاية خُصل شعرها المُتناثر حول الوسادة البيضاء ،

أدخل أصابعهُ عميقاً و بدأ بتمرير يده ببطء و هدوء ، كان يعلم أنها ستستيقظ إن لمس شعرها من الأعلى ، لذلك فضل هذا ..

أبعد يداه بهدوء بعد أن شعر بها تتحرك في السرير ، لم يستطع كبح تلك الإبتسامة عندما رءاها تتحرك هكذا ! ..

كـ الأطفال الرُضع ..

"أنا آسف "

هو قال بِـ عُمق ، بعدما هي توقفت و عادت إلى نومها العميق ..

هاري كان يريد فقط تَقبيل جبينها الناعم ، فقط كـ وداع أخير .

إنخفض مستوى إنحناء ضهره و إقتربت شفتاه من جبينها الذي هو حَملق بهِ طويلاً ، لكنه توقف ! .

هو لم يُرد ذلك أيضاً ! ، لأنه بالفعل أخسرها أحد أهم الأشياء التي تريد و هو لن يفعلها مجدداً ..

لأنه يَعلم أنها لن تريده إن كانت مستيقظتاً ..

إبتعد ! ، تَراجع ! ، و خرج ! ..

خرج بعد أن كانت هي تعلم ما يحدث و ما يقول ، و تعلم من هو ذلك الشخص تماماً ..

تدحرجت قطرة ماء دافئة من عينها الُمغلقة بعد أن حل الظلام و إنطفأت الأضواء فـ قد حان موعد النوم ..

-

|| وجهة نظر رايان ||

أصوات كثيرة في الجوار ، همسات و كلمات غير واضحة لكني إستطعت فهم بعضها ،

النوم ذهب و التعب و الإرهاق يَتملكاني ،

لا أستطيع التحرك و هذا مُزعج ! .

عيناي بدأت بفتحها ببطء ، لم يوجد أشعة شمس الأمر الذي جعل عملي أسهل ! .

فجاةً جميع الأصوات أُخمدت ، عيناي فُتحت و أول ما كان أمامي هو .. لوك ! .

رمشت عدة مرات حيث بدأت في النظر حولي ،

الجميع يبتسم و كأنني إختفيت لـ مائة عام ! ..

أول ما أتى إلى ذهني هو البارحة ! ، هاري كان هُنا لكن الآن .. هو ليس كذلك .

"راي ! "

صوت لوك لفت إنتباهي و أعادني إلى الواقع المؤلم ،

ذكرى ما حدث جعلت قلبي ينقبض لا أصدق أنني كدتُ أُغتصب و أمام عيناه .. لكنه لم يفعل شيئاً .

أخفضت عيناي غير قادرة على التحكم بأي شيئ ، جميع ما أردته كان هو ،

لكن الآن أنا لا أريد سوى الإختلاء بنفسي حتى أُفكر بكل شيئ ..

إسترجعت نفسي عندما شعرت بيد لوك تُمسك بخاصتي ،

كانت يده دافئة و ناعمة الأمر الذي جعلني أبتسم بخفة و أبدأ في مُحاولة رفع ظهري و الجلوس ..

"لا ! فـ لترتاحِ راي ! أنتِ مازلتِ متعبة "

كان ذلك لوك مُجدداً ، لكني إبتسمت و تجاهلتهُ بإعتدالي ..

"أنا بخير "

شعرت بـ حُنجرتي جافة و إحتجت فقط الراحة ، قد غبت عن الوعي لأكثر من ثلاثة أيام ! .

"أريد ، م-ماء "

تمتمتُ بصعوبة بالغة و قد سارعت سيلينا بإحضارها ، يالها من صديقة جيدة ..

لاحظت أن الموجودن فقط سيلينا و لوك ، مايكل أشتون و تايلور ! ..

إرتشفت القليل منها و قد شعرت بالحياة تعود لي ،

إبتسمت هذه المره بـ إمتنان و قد نظرت لهم ..

"أشكركم حقاً ، لكني أريد الخروج من هُنا "

قلت ليعبس لوك و يغمض عيناه .

"أنتِ يجب أن تبقِ ! "

هو عاند مُجدداً ، حسناً أنا أُحب إهتمامه بي لكني فقط أكره الأشخاص المُتحكمين للغاية ! .

"لوك أنا بخير ، ثم أنني بحاجة للذهاب إلى المنزل ! "

أنا قلت بصوت مُنخفض و لم أستطع كبح ذلك الغضب في صوتي ، قد تغيرت ، تغيرت كثيراً ! .

التوتر إجتاح الحُجرة لعدة ثواني قبل أن يزفر لوك بتعب و يومأ ..

"هل بإمكانكم تركِ للتحدث مع لوك رجاءاً ؟ "

قلت ليتوقف لوك عن السير و ينظر لي ، الجميع إبتسم و أومأوا سريعاً أثناء خروجهم ! .

فقط أنا و هو ، التوتر كان يُحاوطنا ،

أقسم أنني لم أعد أريد شيئاً سوى العودة إلى موطني و نسيان كل شيئ ..

"لوك أنظر ، أنا آسفة إن كنتُ فضةً ، أنا فقط مُتعبة و أحتاج للقليل من الوقت لأُصبح جيدتاً لكني آسفة حقاً إن ألمتك ، أتمنى أن تتفهم موقفي "

تحدثتُ سريعاً و قد أغمضت عيناي ،

و عندما إنتهيت فتحت عيناي مُجدداً و نظرت له .. حيث كان يبتسم بدفئ و يومأ لي ! .

"أعتقد أنني أتدخل أكثر من الضروري أيضاً ، أعتذر عن ذلك "

هو قال بإبتسامة و قد بدأ في حَك مؤخرة عُنقه ، قهقهتُ بخفة على ظرافته ليشاركني هو ..

"حسناً ، أنا سأذهب لإجراء بعض الأمور حتى تخرجِ ، إنتظريني "

تحدثتَ للتسع عيناي و أبدأ في محاولة الخروج ! ..

"لا لا لوك ، أنا من سيدفع أُجرة إقامتي ! أنا لن أسمح لك بفعلها ! "

قلت سريعاً لكني تفاجأت عندما هو قهقه عالياً ! ، كأنني عجوزٌ و قد بدأت في التخريف ، رائع ! .

"فـ للتوقفِ راي ، أنتِ تعلمين أنني لن أسمح لكِ بفعل ذلك حتى لو بعد مليون عام "

كانت كلماته عفوية لكني لم أستسلم و جادلت مرةً أُخرى .

"لـــوك ! "

"هذا يكفي يا فتاة ، خمس دقائق و أعود "

هو أنهى المُحادثة و خرج ! .

عبست و قد أعدت ظهري إلى الخلف بقوة ،

أغمضت عيناي و حاولت التفكير بشكل أصح ..

شعرت بعيناي تحرقني و قد أدركت أنني أتذكر ما حدث ،

و كأنني لا أستطيع التحكم في عقلي ..

هل ما قالهُ لوك وقتها كان صحيحاً ؟ ، ذلك يعطيني شعور أسوء ،

هاري ليس من النوع الشرير ، أنا أعلم ذلك ، أنه لا يستطيع أن يُرسل رجلاً لـ يغتصبني أمام عيناه ! .

هو لا يستطع فعلها ، ربما حطم قلبي ، ربما جرحني ، ربما جعلني أكرههُ ، لكنه لن يراني أُغتصب أمام عيناه ولا يُدافع عني ..

لكن ذلك ما حَدث ، و أنا لا يمكنني إنكار ذلك ..

إغمضت عيناي بهدوء و شعرت بقلبي يتخدر ، ذلك الألم العميق الذي أشعر به ، كم أتمنى أن يذهب ..

أنا لا أريد رؤيته ، ليس إنتقاماً ، أنا لم أنتقم من أحدهم يوماً ،

لكني فقط إن رأيته سأشعر بذلك الثقل داخل صدري و سأنهار باكية ..

"لقد عُدت "

صوت لوك جعلني أفتح عيناي بينما أشعر بنبضات قلبي سريعة ،

كنت أخشى وجود القليل من قطرات الدموع لكني رأيتهُ يبتسم ،

و قد علمت أنهُ لن يستطيع رؤيتي أبكي ، أنا أسيطر على الأمور و ذلك سبب كونهُ سيئاً ! .

زَيفتُ إبتسامة ، و قد تقدم لوك إلى جانبي ، هو لم ينتبه لذلك الحُزن الذي يَحتضرني و ذلك ما يجعلني مُتألمتاً ..

ممرضتان كانا خلفهُ ، تقدما و نَزعا ذلك المُغذي من ذراعي و ساعداني على الوقوف و لم يكن بوسعي سوى شكرهما مُمتنتاً ..

"أحظرتُ هذه الثياب لكِ ، فـ لتبدليها في دورة المِياه و سأكون خارجاً"

لوك أَخرج حقيبة صغيرة مُمتلئة و قد إكتفيتُ بالإيماء لهُ مُبتسمتاً بعد أخذي للحقيبة الداكنة ..

"أنا سأكون بخير ، يمكنكم الذهاب"

أشرتُ إلى المُمرضتان لـ يومأوا لي ثم يخرجوا ، لوك تنهد و بدأ في التقدم لي ، كنت أشعر بهِ خلفي ..

أغمضت عيناي ، أنا لا أشعر بالراحة في قربهِ مني ..

هو أمسك بشعري و بتلك الربطة و قد بدأ في رفعهِ على شكل ذيل حصان ..

وددتُ دفعه لكني لم أستطع ، هو سيحزن ، هو مُعجب بي .. لكني لا أفعل .

"تبدين جميلة "

هو هَمس بعد إنتهائه و قد إبتعدت أنا عنهُ مُبتسمتاً بتزييف ،

هو إبتسم كذلك و أدخل ذلك القُرط بين أسنانهُ مُحرجاً ..

"آوه لوك .. أنا قد تأخرت ، هل يمكنك الخروج ؟ "

تَهربتُ منه ، بعد أن شعرت بهِ أصبح عاطفياً ، هو إبتسم مُجدداً و أومأ ثم خَرج .

أخرجتُ نفساً كنت قد حبستهُ و بدأت في تغيير ثيابي إلى تلك الكنزة السوداء الكبيرة و البنطال الأسود الفضفاض قليلاً ،

يبدو أنهُ يعلم كم أُحب اللون الأسود ..

عندما إنتهيت ، حملت الحقيبة و قد تسألتُ عن مكان هاتفي لأُدرك فيما بعد أنهُ داخل الحقيبة ..

"لقد إنتهيت "

قلتُ فور خروجي ليبتسم لي و يمسك بـ الحقيبة ..

"حسناً ، سنذهب إلى منزلك ، لكنها تُمطر لذلك فـ لتأخذي هذه المِظلة"

هو قال بِلطف مُقدماً مِظلة سوداء مُغلقة لأبتسم له ،

ثم نبدأ في السير خارجين بعد أن إرتدى لوك قناعاً و قبعة ..

فتحتُ المِظلة سريعاً فور خروجنا ، فـ المطر كان غزيراً ، لكن جميلاً ..

بدأنا في الجري للصعود إلى السيارة السوداء الحديثة في التقاطع الآخر من الشارع ،

كان مظهرنا مضحكاً ،

لكني لم أستطع منع مُخيلتي من التحليق و التخيل أنني و هاري نجري أسفل المَطر بعد أن علمني كيف أتغلب على خوفي من الرعد أنذاك ..

"إصعدِ "

لوك تَحدث مُبتسماً بعد أن فَتح السيارة لي من الخلف ،

لأنتبه أن السائق هو من سيقودنا إلى المنزل ..

بدأ السائق في القِيادة ، السيارة كانت مُظلمة و كُلٌ منا شارد ،

أخرجت هاتفي و بدأت في تفحصه لأجدهُ فارغ كالمعتاد ،

و فقط رسالة صغيرة في الجوار ، من رقمٍ مجهول ..

- أَنــا آسِْف H. -

أغلقتُ هاتفي سريعاً و وضعتهُ في الحقيبة ضاغطتاً رأسي ضد النافذة المُمتلئة بقطرات المياه التي مازالت قائمة ..

عضضتُ شفتي السُفلى عاقدتاً حاجبي ، بينما أشعر بإلمٍ عميق للغاية في الجانب الآيسر من صدري ..

بِضع دقائق و كنا أمام منزلي ، فتحتُ الباب من جانبي بعد رفعي لـ مِظلتي و خروجي ..

"إنتظري "

إستمعت لصوت لوك خلفي و قد توقفت ،

ظهري كان مُقابل له ، المَطر كان يسقط و من حسن حظي لا أثرَ للرعد .

"يا فتاة أنتِ مُتعجلةٌ للغاية "

هو قال بعد أن أصبح بجانبي ، أخذتُ أنفاساً عميقة و إبتسمت مُلتفتاً له ..

"لوك ، لقد تأخر الوقت ، أُقسم أنني بخير فـ لتذهب لا تقلق ، أعدك عندما أشعر أنني لستُ على ما يُرام سأتصلُ بك ، إتفقنا ؟ "

أنا آسفة لوك ، لكنني بحاجة لأن أكون وحيدةً الآن ..

"آوه لا بأس ، عِمتِ مساءً إذاً ، راي "

هو إبتسم مُتفهماً بعد أن أمسكَ بيدي و قبلها ! ، الأمر الذي زاد شعوري بالآلم و الذنب ..

"عِمتَ مساء "

تمتمتُ بصوت خافت ليبتسم لي قبل أن يذهب ،

تابعتُ بنظري السيارة أثناء ذهابها و قد بدأت أشعر بالبرد يُحاوطني ..

فقط رائع ، لقد كانت ليلة رأس السنة قبل يومان ، لكني كنت غائبتاً عن الوعي في المَشفى ..

إبتسامة مُتألمة إرتسمت على شفتاي قبل أن أبدأ في سحب نفسي إلى داخل شَقتي ..

وضعتُ ما تَحملهُ يداي على الطاولة المُجاورة للباب بـ إهمال فور دخولي ،

سارعتُ بإرتداء ثياب نومي الدافئة و بعدها إستلقيتُ على سريري الدافئ ..

أَغرقتُ جسدي أسفل البطانيات و قد بدأت أنظر إلى النافذة من جانبي الآيسر ،

أتأمل قطرات المطر كيف تسقط بهدوء و تتأرجح ضد النافذة كـ دموعي ..

لا أريد جَرح لوك ، لكني أدركتُ أَنها مُجرد إعجاب ، أنا لا أشعر بألم في معدتي عندما يكون قريباً مني ،

أنا لا أرى بهِ ما أراه بـهِ هو ..

أنا لا أرى بهِ ما أراه في هــاري و هذا سبب كوني ضائعتاً ..

أريد أن يتوقف كل شيئ ، لكني لا أستطيع ،

أنا فقط لا أستطيع الإختباء من الحقيقية و الواقع ..

أغلقتُ عيناي بشدة و قد سمحت للقطرات بالتساقط في حرية تامة ،

فـ هو لا يستطيع رؤية أحلامي حوله ، و لا يستطيع سماعي أبكي ، و لا يستطيع شِفاء قلبي أبداً ..

"صَدِقني عَزيزي ، أنتَ لا تستطيعُ تَحطيم قَلبٍ مُحطم"

هَمسات صغيرة غادرت فمي لأغرق بعدها في نومٍ كُنتُ قد إفتقدته ..

-

|| في الصباح ، الساعة التاسعة صباحاً ||

"أجل أنا كذلك ، أنهُ جاهز لا تقلق ، لقد كتبتهُ مُنذُ مُدة "

دونتُ الموعد و إسم المكان بينما أستمع لـ كلام مدير دار النشر من الخط المُجاور .

"أجل سيدي ، لا تقلق ، وداعاً "

أغلقت الهاتف و وضعتهُ جانباً بعد إرسالي لـ تلك النبذة الخاصة بقصتي الجديدة عبر الموقع الإلكتروني ..

رفعتُ إصبعي السبابة و بدأت بالقضم عليه في توتر ،

رأيتُ الخط الآخضر يبدأ في الظهور مما يعني أنهم يقرأون النبذة الآن ! .

بِضع دقائق مرت لتصلني تلك الرسالة ،

تحركت بهمجية و قربت وجهي من الجهاز لأبدأ في القِراءة ..

"آنسه رايان ، يسرنا قُبول كتابتك لمجمُوعتنا السنوية لهذا العام ، بالتوفيق "

عندما إنتهيتُ كنت مُتصنمةً في مكاني ،

قبل أن أُطلق صرخة عالية إرتدت في جميع جُدران المنزل ! .

"يا إللهي ! ، لا أُصدق ! "

صَرختُ مرةً آخرى و قد شعرت بنفسي أبتسم بغباء و قد تذكرت أنني لم أُجيبهم لتتسع عيناي ! .

جلستُ مرةً آخرى و قد بدأتُ في الكِتابة: "يسرني ذلك ، أنا حقاً مَدينةٌ لكم"

أرسلتها و أغلقت الحاسوب بعد أن أمسكت بِـ هاتفي سريعاً ،

أضغط على لوحة المفاتيح الصغيرة به ..

"آدم ! يا إللهي آدم ! لقد قَبلوني ! "

صرختُ بسعادة لأسمع قهقهتهُ السعيدة من الجانب .

"أنا حقاً فخور بك "

هو قال لأشعر بسعادتي تُضاعف ، آدم كان و لازال مَلجأي الأول و الأخير ..

"آدم ! فـ لتخبر الجميع بالآمر ، أنا بحاجة للذهاب و تكملة الإجرائات في المساء و الآن إلى الجامعة "

أنا تحدثتُ سريعاً بإبتسامة لأشعر بهِ يتنهد ضاحكاً ..

"لكِ ذلك "

هو قال لإودعه مُغلقتاً هاتفي و قد بدأت في الإستعداد للذهاب إلى الجامعة ،

و بعدها إلى المُدير لتلقيح كتابي الجديد بـ عنوان: "Me And You" ..

ذلك الكِتاب حقاً يشعرني بالسعادة ، هو ثاني كتاب لي و أشعر أنهُ سيكون أفضل ! ،

أنا واثقة من ذلك ..

-

|| الساعة الثامنة مساءً ||

شعرتُ بهاتفي يهتز في حقيبتي بعد دخولي إلى المنزل ،

أمسكتُ بهِ لأرى إتصالٌ من .. زين ؟ .

وضعتُ حقيبتي على المنضدة بجانبي فقط عدتُ للتو من عند المُدير ،

و أمسكت بالهاتف ضاغطتاً على إسمه مُجدداً ..

"مرحباً ؟ "

تمتمتُ فور إجابتهِ و قد سمعتهُ يلهث ! .

"رايان ، يجب أن تأتي ! "

هو قال سريعاً و كان مازال يلهث ! ، قلبي خفق و قد شعرت بالرعب بدأ يُحاوطني ..

"لكن ماذا هُناك ؟ ما الخطب ؟ ، هل أنت على ما يُرام ؟ ماذا يجري زين ؟! "

إندفعتُ بأسألتي بعد أن وقفتُ مجدداً مُتجهتاً إلى خارج المنزل و المطر يتساقط بغزارة ..

"هاري ليس على ما يرام ! "

هو صرخ لأشعر بقدمي تتوقف و عيناي تتسع ،

قلبي نبض سريعاً و قد شعرت بألمٍ فائق في صدري ..

هاري ليس على ما يُرام ! ....

________________

يُتبع.....

Continue Reading

You'll Also Like

18.6K 2.4K 31
جريمة في فندق بطلتها "مُراهِقة عادية" و ضَحِيَّتُها "زعيم منظمة إجرامية كبيرة" تربط بين أقدار عدة أشخاص.. في لعبة لا تعرف الرحمة، يحاولون إنقاذ الآخ...
311K 9.8K 66
"زوجى مغرى للغزل، مثير للقبل" 1997.. البنفسج الأول started: 15/11/2023 100k~ 8/3/2024
2.7K 81 20
💎مكتملة💎 ❌حصرية على الواتباد❌ هاد القصة قصيرة ذات طابع #خيالي #رومانسي دافئ ... غتهزكم لعالم آخر ... عالم الخيال و الاحلام ... تخليكم تخدمو عاطفتك...
7.1K 484 15
_ هَاتَفْهَا كُل يَومٍ ، مُحَاوِلاً إسْتَرْجَاع مَا فَقَدَه. The original author is @desmadres #261 in 1dfanfic