خرج ويل من الغرفة يمشي بسرعة و احمرار
غامق يجتاح وجهه ، ريقه قد جف لكثر ابتلاعه اياه
كانت خطواته سريعة و مسموعة في الارجاء
يبدو انه سيلتهم الجميع!
وقف امام مكتبه و قد لفت انتباه الجميع حتى تجمدوا في اماكنهم يتساءلون مالخطب؟!
رفع ويل رأسه يترصد ملامح الموجودين
الاغلبية فكروا بالهروب و أخرون فكروا بالانتحار الفوري
لكن حتى افكارهم لم تتجرأ على التحرك!
ابتسم باستهزاء ناظراً الى الاوراق على مكتبه
" نحن اعظم مافيا قد رأيتها في حياتي،. نحن من صنعنا من انفسنا عقدة صلبة امام البشرية" قال هذا بهدوء
لكن سرعان ما رفع رأسه ليرى الخوف قد استوطن في ملامح كل من حوله
بدأ بالصراخ: "نحن المافيا اللعينة التي حطمت احلام كل عدو في رؤية فشلنا
نحن المافيا اللعينة التي شوّهت بذلات اكبر قادة العصابات اللعينة
نحن المافيا نفسها التي تم خداعها! "
قال الأخيرة بإحباط !
و حتى الان لم يتجرأ احدهم على التحدث كل ما استطاعوا تجميعه هو بعض القدرة على تحريك اعينهم بعيداً عن ويل
لأنهم يعرفون ما معنى _ إخفاق _ بالنسبة له
" فليجتمع الكل في صف واحد" أمر ويل وهو ينظر الى الاوراق
نظروا ببعضهم اذا ماكان هذا آمناً لاستمرار بقاءهم ، لكن ما باليد حيلة
ضغط ويل زراً اسفل الطاولة حتى بدأت كراسي حديدة امامه تصعد من اسفل الارض ببطء
امتلأت القاعة بالكراسي و جلس الجميع يصلون ان يعبر كل شيء بسلام
و ينهضون بنفس الاعداد التي جلسوا بها
عم الصمت الارجاء
حتى انهم امتنعوا عن الهمس لفقدهم القدرة على الكلام
و ويل لا يزال ينظر الى الاوراق و لكن عقله في مكان اخر تماماً
اخذ نفساً عميقاً و رفع رأسه باتجاه الجميع
صمت...
ثم التالي،.
" كما تعلمون نحن بعنا قبل يومين مخدرات لعصابة العاهر مارك و لقد تم بيعها بواسطة شاحنة كبيرة و الكل يعلم ايضاً ان العاهر دفع لنا المبلغ بنقود مزورة و لهذا قررنا ارسال كونور لتفجير مقرهم كرد على ذلك"
قال ويل ثم سكت....
كان الصمت هنا و كأنك تحترق بهدوء اسفل النار و تتمنى بكل هذيان ان ينتهي و تموت بسرعة..
اخد ويل نفساً اخر و عاود النظر اليهم
" بالمقارنة مع كلامي البسيط و السهل مع ماحصل فعلياً فلابد و ان هناك خطأ ما جرى
اليس كذلك؟" سأل ويل باستفسار
فتهامس الجميع و بدأت التمتمات تتعالى
" سأخبركم ما جرى فعلياً" ويل بابتسامة مريبة
توقف قلب الجميع و اطبق نفسهم على صدورهم حتى اصبح كل شيء جنونياً الان
" كما يعرف الجميع اعطاني مارك عنوان مقره مسبقاً ليتم تسليم البضاعة فاستعدت الاحداثيات حتى اعطي كونور التعليمات الازمة ليتصرف لكن ما ان وصل زميلنا الى داخل المقر حتى تعطلت القنبلة التي كانت معه "
أحنى جسده مقوساً ذراعيه على الطاولة
"الجميع سمع هذا؟" قال مستفسراً
لكن وجهه لا يبشر بنهاية آمنة
اومأ الجميع برعب ينتظرون التالي!
عدل وقوفه بحذر و أردف :
" لكن كان هناك قنبلة اخرى داخل المقر ، همم ... و لن اعلق على هوية من وضعها لأن هناك شيء اهم و هو .. ان القنبلة التي في مقرنا كان يتم التحكم بها من خلال القنبلة التي كانت مع كونور و التي كانت بدورها معطلة مسبقاً لكنها لم تتعطل كلياً بل جزء منها فحاول زميلنا ايقاف القنبلة التي كانت هنا عن طريق الاساليب التي علمتكم اياها المتعلقة بتركيب القنابل و التحكم بتوقيتها لكن .. لم ينجح الامر معه و انفجز جزء من القنبلة هنا في المقر بينما الاخرى بقيت مستقرة لان كونور قد غير في اعدادتها ... و في النهاية العملية فشلت بالاضافة الى اضرار بنائية يتم تدبر امرها حالياً "
رمق الجميع بنظرات تترصد ردات فعلهم و كانت كالمتوقع
عيون متوسعة .... تمتمات مصدومة
محادثات جانبية منخفضة
اخذ ويل نفساً عميقاً
ثم رفع نظره ليرى ملامح الجميع تتصلب
" و لن ننسى امر الشخص الذي وضع القنبلة في المقر طبعاً و لهذا .. سيتم اغلاق جميع ابواب المافيا و لن يخرج احدهم منها ، سينام الجميع في المقر حتى نجد الفاعل .. و لن يستطيع احد الهرب من خلال الفتحة في الحائط لان العمال سيعملون ليلاً نهاراً بالتناوب ، الى ذاك الحين فليذهب الجميع و يأخذ اجهزة كشف البصمات و البحث عن بصمات غريبة في المخزن و قرب مكان التفجير "
" الأن!" صرخ
و ضغط الزر نفسه اسفل الطاولة
فبدأت الكراسي تنزل من حيث خرجت لكن العملاء كانوا لا يزالوا عليها لصدمتهم من ردة فعل زعيمهم المتحمس للغضب!
تداركوا الأمر بسرعة و نهضوا عنها متفرقين بأشكال غير منتظمة في المقر
كما
" ناثان ابقى" قال ويل بينما ينظر الى الشاب ذو الشعر الحكلي الذي كان على وشك التحرك
لكنه تراجع عن خطواته و نظر الى ويل
" تعال" قال ويل عندما جلس على الكرسي
بلع ناثان ريقه و اتجه ببطء اليه حتى وصل امام الطاولة
" نعم زعيم" قال بتوتر
فتح ويل الابتوب و ضغط زر التشغيل
" اعد برمجة جهاز حماية الاتصال و اجعله هذه المرة يحمل موجات كهرطيسية نستطيع تفجيرها اذا اردنا ذلك بالاضافة الى تزويدها بترددات مبهمة الرموز حتى يصبح اختراقها شبه مستحيل"
سكت ناثان
" لكن نظام الحماية السابق كان يحمل هذه الصفات بالفعل" قال بينما يترقب رده
" كانت الرموز عشوائية لم تكن مرتبة يصعب تخمينها و لكن يسهل اختراقها اجعلها هذه المرة مرتبة بشكل معقد و كون رابط مشترك بين كل ثنائية حروف" كان يقول هذا و عيناه تترصدان حركة السهم على الشاشة
أومأ ناثان بحماس و اتجه الى احدى الحواسيب الضخمة و بدأ بالعمل
في هذه اللحظة تم فتح باب غرفة ويل ببطء
خرج منه كونور كما لو كان معزولاً عن العالم الخارجي لسنوات و ها قد تحرر!
كان شكله كشكل البشر في العصر الحجري عندما يخرجون لتوهم من الكهف
اغلق الباب وراءه ، عدل شعره و قميصه
نظر بفراغ حوله..،. عيناه كانت محمرة و رموشه تلمع... انها اثار سائل.. سائل مالح
و انفه ايضاً كان احمراً
لابد و ان هناك خطب ما...
مشى ببطء ماراً من جانب مكتب ويل الذي لم يكلف نفسه ليحرك عينيه نحوه
تعجب من خلو المكان من العملاء
هناك فقط عمال البناء يصلحون الفتحة في الحائط ، عقد حاجبيه لكنه تابع السير ينظر الى الارض يستنشق الهواء بصعوبة
صوت انفاسه كانت تدل على انه كان يبكي!
مسح انفه بأصابعه و هو ينظر الى الأرض
خرج من الباب بنفس الطريقة التي دخل بها
انتبه له ناثان فلاحظ الحالة المزرية التي كان بها فوراً... من الواضح انه لم يكن بخير!
نظر الى ويل الذي كان لايزال منهمكاً بالعمل على الابتوب
لم ينظر ناثان بأسى او بتأثر ، بل نظر برغبة لمعرفة ما جرى من خلال تعابير وجه كونور
لكنه سرعان ما ادار وجهه و تابع العمل
دخل كونور سيارته اغلق الباب ادار المحرك و انطلق بهدوء وهو ينظر الى الطريق بعينان مبهمتان !