_" الحقيقة لا تبلغ أفواه الصامتين، لكن على احدهم ان يصمت ليستمع البقية!" همس في إذن الريح، ورفع كلتا حاجبيه في سخرية، وانطلق في الظل يجر من خلفة الظلام.
و لأن في كلام البعض حرفاً مجدولاً كان على احدهم ان يقص ظفيرته، فوقاً من الراكن جانب الحائط كتبتْ، ولما بلغ منه الوجع حد الوجع رفع وجه يكمم بيده فاه، والدم يتسرب بين أنامله، على ذقنه، حتى استقر حيث عنقه.
شهق آخر_"لسانك!!"، و غيره يبلع الخوف ويلفظ الخوف، حين تتزاحم قطرات العرق على جبينهم جميعاً،ترنحتْ بعض الكلام_"أ ليسمع الجميع الحقيقة ضحيتَ بِلسانك؟!"قال أخير.
لهذه العبارة حدق الصامت بمحجريه اليهم، يصرخ بسكونه _"على الحقيقة ان تكسر الصوت بحناجركم"، خطوة مكسورة فأخرى تراجعتْ الأقدام الى الخلف ومن قبلها تقدمَ الخوف، لا، أسف، مستحيل، ولا يمكن، هكذا كان ردهم.
كأن تضحي لأجل الحقيقة.. لـِيُضحِيَ بك الواقع!