مضى زمن منذ بدأتُ بنثر روايتك
كُنتَ غامضاً...
فبعض فصولك كانت فارغة
هممتُ لفصلك الاخير لأدرك انني لم ولن ابدأ بكتابتك ابداً
لوهان ...لم يكن هذا سوى اسم لأحد طلاب الثانوية الذي دفعه فضوله منذ صغره للتجول في الأماكن الممنوعه دون ان يعلم والداه عن ذلك
فهو قد وجد متعته بمراقبة الصراعات بين قطاع الطرق وعصابات الدراجات
حتى خلق ذلك له هواية غريبة
فهذا الطفل لم يكتفي بمشاهدة تلك الامور الخطرة وحسب
انما خصص جزءاً كبيراً من حياته فقط لتعلم الفنون القتالية واستخدام السلاح
حتى احترف ذلك
يخبئ خلف تلك البراءة رجل قد اصبح يجابه قادة العصابات قوة ودهاءاً
هذا الفتى كان اليد اليمنى لقائد احدى العصابات
براعته هي ما اهلته لكي يترشح ليكون القائد القادم للعصابة
هذه العصابة هدفها الاستمتاع وقتل الوقت فقط
فهم لايتعرضون للمسالمين
فقط يكتفون بالقتال والصراع مع العصابات الاخرى
من جانبٍ آخر
فشخصيته العاطفية ماتزال موجودة
وهذا بفضل عائلته الصغيرة المكونة من والداه واخاه الاكبر كريس الذي يبلغ 23من عمره
عاد لوهان من مدرسته التي لا تستهويه على الاطلاق
ليجد كريس كالعادة يتسكع في الحي مع صديقه سيهون البالغ 21 من عمره
-"سيهون هيونغ...كريس هيونغ"
صرخ بها لوهان ليلفت انتباه الاثنان اللذان اقبلا عليه ما ان انتبها له
-"يبدو انكَ عدت مبكراً اليوم لوهان "
قالها كريس وهو يبعثر شعر اخاه
-"كالعادة لقد هربت من المدرسة"
اجابه الاصغر بفخر
ليوبخه الاطول
-"لوهاني كيف تهرب كل يوم
ستفصل من المدرسة
يجب ان تنتبه اكثر انه مستقبلك"
-"انظروا من يقدم النصائح "
قالها سيهون بطريقة ساخرة
ففي الواقع كريس قد ترك المدرسة
ويبدو ان لوهان يسير حذو اخيه
-"كريس هيونغ ...حين تقع بحب المدرسة اتصل بي
الآن يجب ان اذهب انا مشغول"
قالها لوهان وقد هَمَّ بالمغادرة
-"ياطويل...اخاكَ الاصغر يثير شكي"
تحدث سيهون بلا مبالاة
استغرب كريس من نبرة سيهون فتحدث
-"مابه لوهان...هل فعل شيئاً سيئاً"
-"لا ادري ...انه غالبا مايترك المدرسة
ولا يراه احدٌ في الحي طوال النهار وفي بعض الاحيان يعود متأخراً بحجة انه يدرس مع اصدقائه"
-"وماذا في ذلك؟"
-"كريس بحقك...هل عهدت لوهان يفتح كتاباً يوماً لكي يضيع نومه الثمين من اجل ان يدرس"
-"لابد انه يهدر وقته بطيش...دعه يستمتع بشبابه سيهون لاتكن مثل العجائز"
قالها كريس والآخر تنهد بيأس
ليكملا تضييع وقتيهما
في احد ملاعب كرة السلة التي قد اغلقت لأسباب امنية منذ سنين ولم تفتح بعد ذلك
مجموعة من المراهقين اتخذوا من المكان مقراً لهم
يترأسهم شابٌ في الـ 20 من عمره
والى جانبه Akuma كما يسمونه الذي قد بلغ 18 من العمر
انه لوهان ...من غيره الملقب بالشيطان
يخططون لجنون آخر للعبث مع رجال الشرطة او مع عصابة اخرى من قطاع الطرق
تكلم المتمركز في وسط المجموعة
-"شباب مهمة جديدة...متأكد ستستمتعون"
اعتلت ابتسامة الجالسين ظناً منهم ان ما يفعلونه مجرد لعبة
اردف ذلك الشاب
-"ضحيتنا هذه المرة هم CHINBOTSU
هم خمسة افراد لكن لا يمكن الاستهزاء بهم...متأكد ستكون من افضل معاركنا"
تكلم احد الجالسين الذي قد غطت الوشوم ذراعه
-"خمسة فقط؟...يالهم من مساكين سنريهم اليوم من نكون"
-"شباب احذروا"
لم يكن هذا سوا صاحب الشعر الاسود ذا الخصلة الحمراء التي زينت الجانب الايسر من غرته
بالتأكيد انه لوهان الذي قد رسم عيناه بالكحل بطريقة مثيرة
بالاضافة الى ذلك الوشم الاسود الذي قد نُحِتَ على بشرته ناصعة البياض اسفل اذنه
والقرطين الكرويين اللذان زينا الجانب الايسر من شفته السفلى
مما يعطيه كاريزما مميزة تخص العصابات والمتمردين
التفت له الجالسون هناك
تسائل قائدهم
-"ماذا هناك Akuma الشيطان لا يخاف من شيء ماذا حصل"
اجابه لوهان بنبرة هادئة وهو يُقلِبُ سكيناً صغيراً بين يديه
-"منظمة CHINBOTSU ليسوا مثلنا فعصابتهم ليست بمزحة ...بل انهم منظمة عالمية سرية لايتعدى افرادها 25 فرداً فقط
هم مجموعة مجرمين ...لا تتورطوا معهم"
-"كيف عرفت عنهم Akuma"
اطلق لوهان السكين التي بين يديه لتمر بجانب الشاب الذي كان يتحدث
محدثتاً خدشاً اعلى وجنته
وتمر بسرعة الرياح لتغرس في الجدار القابع خلفه
فيجيب لوهان بنبرة خبيثة
-"لا تكثر اسئلتك عزيزي"
بالتأكيد لوهان وبعقله بالغ الذكاء يستطيع الحصول على ايّ معلومة مهما كانت صعبة
فهذا الفتى استطاع تسخير عقله لأختراق اكبر الشبكات العالمية
بحق انه معجزة
مرة اخرى تكلم قائدهم
-"شباب غداً سيكون موعدنا لاتنسوا...
شيءٌ آخر ...شباب غداً لن تعودوا الى منازلكم ليلاً "
انهى كلامه ثم غادروا جميعاً
كُلٌ عائدٌ الى منزله قبل غروب الشمس
دخل لوهان الى ذلك الحي الكبير الذي يحتضن منزل لوهان متوسط الحجم
وقد تبدلت ملامح الشيطان بأخرى بريئة
ما إن وطئت اقدامه الحي حتى لمح اخاه كريس وصديقه سيهون يرمقونه بنظرات مريبة
تقدم نحوهم وكلمهم بنبرة طفولية
-"هيونغز لما انتما هنا؟"
تقدم كريس منه
انزل قامته ليصبح بطول لوهان
اقترب كثيراً منه حتى لم تعد تفصلهما سوى بضع سانتيمترات
رفع احدى حاجبيه باستهزاء وتكلم
-"اين كنت سيد لوهان"
اجابه لوهان بنبرة واثقة
-"ذهبت الى احد اصدقائي"
تدخل سيهون
-"هل صديقك يسكن في ذلك المكان المهجور ؟"
رفع سيهون سبابته مشيراً الى المكان خلف لوهان
حافظ لوهان على نفسه من التوتر
-"لا سيهون هيونغ...هل هو شبح ليسكن هناك...نحن فقط نلتقي هناك ونلعب"
سارَ كل من كريس وسيهون نحو المنزل
وخلفهما يسير لوهان
تكلم سيهون دون ان يستدير نحو لوهان
-"في المرة المقبلة دعنا نتعرف على صديقك لوهان "
لوهان وسيهون مثل النار والجليد
لايطيقان بعضهما ابداً
لكن بسبب كريس فذلك يحتم عليهما اللقاء كثيراً
وصلوا الى منزلهم
تكلم سيهون
-"وداعاً شباب...اراكم غداً"
-"لما لا تبقى معنا اليوم سيهون"
عرض كريس على سيهون البقاء
-"آسف ربما في وقتٍ لاحق"
قالها سيهون
-"لاتنسى غداً موعد المهرجان السنوي عليك ان تأتي"
قال كريس
فأجابه سيهون
-"بالطبع لن انسى...لوهان أتأتي غداً معنا في المساء؟"
لوهان كان شارد الذهن ولم ينتبه لكلام سيهون
ضربة خفيفة اتته من خلف رأسه من كريس
جعلت لوهان ينتبه ليجيب سيهون
-"آسف هيونغ...سأخرج مع اصدقائي"
-"حسناً اذاً...وداعاً الان"
قالها سيهون و ذهب
دخل الاثنان الى المنزل وقد استقبلتهم والدتهم
-"مرحباً صغيراي...لقد جهزت العشاء
اغتسلا وتعاليا"
ما إن انهت كلامها حتى اعتصرها لوهان بعناقٍ كطفلٍ صغير
-"امي ...انا احبكِ كثيراً...لو لم اكن ابنكِ كنتُ تزوجتكِ حقاً"
ابتسمت والدته وقالت
-" هاتِ مالديك لوهان ... مالذي تريده؟"
حسناً هذه هي استراتيجية لوهان عندما يريد شيئاً من امه
-"انتِ ستوافقين اليس كذلك؟"
-"قل ماعندك لوهان"
-"غداً سأذهب وابقى مع صديقي لكي نحتفل بالمهرجان وابيت عنده"
-"سيكون هذا جيداً لنرتاح من ازعاجك"
قالها كريس الذي كان يخلع معطفه
-"اخرس هيونغ"
-"لوهان ماهذه الوقاحة ...لا تكلم اخاك الاكبر هكذا "
-"حسناً ...لكن ستسمحين لي بالذهاب "
-"وهل استطيع ان اقول لا لطفلي
لكن احذر فالمهرجان مليء بالالعاب النارية "
-"حاضر امي"