الكمد | JK

By philomena_elvis

18.2K 988 1.1K

يقرر الألفا جيون جونغكوك الزواج من ابنة ألد أعدائه للأنتقام منه! ° القصة خيالية ولا تمت للواقع أو للفنان المذ... More

مأساة
عرض زواج
أولى خطوات الانتقام
فايا ترحل عن الديار
الضيوف قد وصلوا
رائحة الموت تغزو كونفالاريا
إيفوريا
مولان تشعر بالحزن
فستان زفاف
روح توفانا ترقد بسلام
رغبات صادمة
سمعة وشرف
جوفان، الرجل الصلب
جيكي يُقابل ساين
جونغكوك يعتذر، فـهل تقبل فايا؟!
المنطقة المتنازع عليها
جونغكوك يمزح مع فايا
فايا تأخذ لقب جونغكوك
K
مهم
صدمة العمر!
الغميضة
اريد عائلة
اللونا
خذلان
الحكيمة
سيدة جيكي
مُثير للريبة
الأرملة السوداء

رهان

659 38 114
By philomena_elvis

شكرًا لصبركم. ❤️
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

__________________________


أصبح التنفس ثقيلًا وكأن كل جرعة هواء تدخل بصعوبة إلى الرئتين، والخوف الذي كان يسري في عروقها،
قد تجمّد فيها رفقة دمائها، بدأت السيدة تتعثر بكلماتها من شدة الرعب، و ازدادت رجفة جسدها بشكل واضح. كانت تبدو وكأنها تحاول التحدث ولكن الكلمات تعجز عن مغادرة فمها المتشابك بالخوف، وعيونها المذعورة تتبع حركة ذهبيتيّ جيكي.

خلفها، بدأت إحدى الفتيات بالبكاء بصوت عالي، ليتداخل صوتها مع صراخ الأخريات اللواتي أظهرن علامات الذعر على وجوههن المرعوبة. بينما كانت النساء الأربع يحاولن بشكل مستميت العثور على كلمات للرد على أسئلة جيكي، كان الخوف يزداد تأصلًا في قلوبهن.

من جانبها، كانت فايا تشاهد الوضع بصمت، من تعبير النساء الأربع على وجوههن، أدركت أنهن لن يتمكن من الإجابة على استفسارات جيكي. بصوت آمر وصارم، قالت لهن. «غادرن المكان!» وأشارت برأسها للسيدة أوديليا التي نظرت لها بعيون مفزوعة عاجزة.

اندهش جيكي من تصرفها، لكنه لم يُظهر ذلك على وجهه، حيث ظلت تعابير الغضب مرسومة على وجهه. السيدة أوديليا، من شدة الخوف، لم تكن قادرة على الحراك، بدت وكأن جسدها قد تصلب، فـحاولت الفتيات الثلاث سحبها، وخرجن بها من المكتب بعيدًا عن جيكي والوضع المرعب الذي كانوا يعيشونه.

بعد إغلاق الباب خلفهن، التفت جيكي إلى فايا بتعبير جاد، وسألها بصوت هادئ يحمل الكثير من الفضول. «لماذا أمرتي بمغادرتهن؟!»

أصدرت فايا تنهيدة خفيفة، وأجابت بهدوء وحكمة، مذكّرةً جيكي بعواقب استمراره في الضغط النفسي الذي كان يمارسه على القابلة ومساعداتها. «هناك نساء حوامل، تاريخ ولادتهن اليوم وغدًا! إذا استمريتَ بالصراخ عليهن سيفقدن الوعي، والضرر سيصبح أكبر!»

تنهد جيكي بانزعاج، حيث عرف في داخله أن فايا كانت على حق، وأن سلوكه العدواني فيما سبق كان سـ يتسبب في ضرر أكبر. بعد لحظة من التفكير، أجاب بصوت هامس. «فهمت!»

عندما رأت فايا كيف أن جيكي يغطي وجهه بكف يده، يحاول ضبط غضبه وإيجاد حل لمَ يحدث، تحدثت مجددًا بصوت هادئ مهذب، تحاول إعطاء حل يخفف غضب القائد ويسمح له بمعرفة ما كان يجري من خلف ظهره، ويكون في نفس الوقت مريح للنساء الأربع. «اسمح لي باستجوابهن، سيكون الأمر أكثر راحة لهن!»

بعد لحظات من التفكير، أومأ جيكي برأسه بتأييد، معبرًا عن ثقته في قرار فايا، وعندما غادرت الأخيرة المكتب بعد ذلك مع مالوري، بقي جيكي مع مستشاريه، متأملاً فيما حدث وسط جو من التوتر.

بينما كان الهدوء يخيّم في الجو الثقيل للمكتب، بقي جيكي صامتًا، وهو يستند بيديه على سطح المكتب، يحاول تصفية ذهنه وترتيب أفكاره لاتخاذ القرار المناسب في ظل الظروف الراهنة. كانت تلك اللحظات من التأمل تعكس الجانب العميق والمتعقل في شخصية جيكي، الجانب الذي لا يظهر إلا نادرًا لكونه سريع الانفعال!

بعد دقائق، دخل دافيان إلى المكتب، ليشعر جسده بالرجف فورًا لإحساسه بالفيرمونات الغاضبة التي تنبعث من جسد قائده. كانت تلك الفيرمونات تبعث على الرهبة والخوف فيه، تجعله يتمنى لو تنشق الأرض وتبلعه، لكنه حاول التماسك قدر المستطاع.

بخضوع واضح في جسده وصوته، قال دافيان بصعوبة. «لقد طلبت حضوري، ألفا!»

لكن جيكي لم يُجبه، بل استمر في الصمت لدقائق أخرى، مما جعل الأعصاب في الغرفة تزداد توترًا، فالجميع كان ينتظر بخوف شديد ليعرفوا ما سيكون رد فعل جيكي وما القرار الذي سيتخذه فيما يتعلق بوضعهم الحالي.

وسط الصمت الذي يسيطر على المكتب، شعر أوزيرس بالذعر يتسلل إلى قلبه، فقد رأى ابنه دافيان في المكان، وهذا كان كافيًا ليثير خوفه وجزعه. بدأت فكرة أن يقوم جيكي بتعذيب ابنه البكر عقابًا له على صمته تستولي على فكره المتعب، تلك الفكرة التي أثقلت تنفسه وأجحظت عيناه العسلية.

أراد أوزيرس أن يتحدث، أن يعتذر من جيكي ويطلب السماح، وأن يطلب ألا يُدخل ابنه دافيان في الأمر، وأن اضطر، سيركع عند قدميه ويقبلهما في سبيل إبعاد العقاب عنه. لكن ملامح جيكي الساخطة لم تكن تسمح له بالتحدث، فكانت تلك النظرة الحادة تكفي لتثبّت أوزيرس في مكانه، ممنوعًا من قول أي كلمة.

في النهاية، استقام جيكي بجسده أخيرًا، وقال بصوت صارم دون النظر لمستشاريه الذين كانوا يترقبون بتوتر شديد، «ضعوا مفاتيح المكتب على الطاولة وغادروا المكان حتى إشعارٍ آخر!»

كان كلام جيكي ثقيلاً على أوزيريس ودان، حيث شعرا بالذنب والارتباك، لكن في الوقت نفسه رأياه أهون من إشراك عائلتهما في الأمر وإعطاء عقاب بناءً على تهمة الخيانة. وعلى الرغم من أن اللحظة قاسية وصعبة عليهما، إلا أنهما لزما الصمت.

دافيان كان في صدمة تامة لسماع القائد يقول ذلك، فقد كانت تلك الكلمات كالصاعقة بالنسبة له، فـجونغكوك معروف بثقته ومحبته اللذان يكنهما تجاهه مستشاريه، فكرة أن جونغكوك قد يتخلى عنهما صادمة ومفاجئة بالنسبة له.

جسد دافيان كان متجمدًا مكانه، وهو يشاهد والده ودان يغادران المكتب وهما مطأطأين الرأس، فكانت الصورة تبدو وكأنها لحظة من الهزيمة والاستسلام. كانت الكلمات الثقيلة لجيكي تترك آثارها على الجميع، فالأجواء كانت مليئة بالحزن والتشويش، ولم يكن هناك من يتجرأ على التكلم أو المواجهة، فالقرار كان قد اتُخذ والأمر كان واضحًا.

شعر دافيان بالضياع مما كان يحدث حوله، فسأل بعد أن غادر والده. «أخي..» لكن جيكي قطع حديثه بصوته الصارم. «ألفا» تذكيرًا له بالاحترام الذي يجب أن يظهره في ساعات العمل. لم يكن هناك مجال للعواطف في هذه اللحظة، فكان الوضع يتطلب الانضباط والانتباه لمَ يخرج من الأفواه.

نظر دافيان للأرض بحزن للحظات، يحاول فيها قمع رغبته في إجراء الحديث كأخ وأخيه، ثم رفع رأسه ليرى جيكي الذي اقترب منه بملامح مظلمة، لا يمكن فهم ما يشعر به جيكي من خلالها.

اثناء ما كانت الأفكار تتداول في عقل كلٍ منهما، جاءت عبارة جيكي بصوت هامس، و وجهه مقابل وجه دافيان، لا يفصلهما سوى بضع إنشات. «ماذا تعرف عن ضرب النساء الحوامل؟!» فاستغرب دافيان هذا السؤال الغامض، وبينما كانت تلك الكلمات تتردد في عقله، سأل بحيرة «ضرب ماذا؟!»

ليعلم جيكي من رد فعله وتعابير وجهه المستغربة أنه لا يعرف شيئًا. عاد جيكي نحو مكتبه بخطى بطيئة، منسحبًا خلالها من وعي جونغكوك، بينما ينتظر دافيان بفارغ الصبر معرفة ما سيحدث بعد ذلك.

بمجرد توقف جونغكوك عند مكتبه، تسللت كلماته الآمرة إلى أذني دافيان. «من الآن فصاعدًا أنت مستشاري بشكل رسمي!»

فيما مضى، كان دافيان يتطلع بشغف ليومه كمستشار في عهد جونغكوك، فتعيينه في هذا المنصب يعني أن القائد يثق به، ويعترف بذكائه في حل المشاكل والصراعات، لكن علمه بأن والده قد طُرد من منصبه أفسد عليه فرحته، لقد أراد أن يقف بجانب أبيه، ليرى الأخير كم أن ابنه البكر قد كبِر ونضج. بالرغم من حزنه العميق، لم يكن لدافيان خيار سوى السير إلى مكتب والده ليستأنف عمله كمستشار.

في الوقت نفسه، جلس جونغكوك خلف مكتبه، يحاول جاهدًا استعادة توازنه العاطفي والعقلي. كان يُخفي وجهه بين يديه، والفيرمونات الغاضبة ما زالت تنبعث منه بقوة، مما يعكس الضغوط الكبيرة التي كان يواجهها كزعيم، وفوق ذلك، خيانة مستشاريه له!

بينما كانت مشاعر الضيق تعصف بروحه، لم يتمالك جونغكوك نفسه وضرب يده بقوة على سطح المكتب، مُطلقًا صرخة غضب مكتومة. لم يكن قادرًا على تجاهل حقيقة أن مستشاريه الموثوقين كانا يعرفان بالأمور التي كانت تجري، ومع ذلك، لم يخبراه، مما زاد من غضبه وسخطه.

دافيان، الذي كان يراقب الوضع بدهشة واستغراب، انزعج لرؤية جونغكوك بهذا الحال، فقرر الاستفسار عن سبب غضبه. نظر إلى جونغكوك الذي كان يتجول داخل الغرفة بخطى سريعة، ثم ألقى نظرةً متسائلة نحوه وقال بلطف واهتمام. «ألفا، هل يمكنني معرفة ما يحدث؟!»

توقف جونغكوك عن الحركة وأبعد نظره نحو السقف للحظات، عيناه تبرقان من شدة السخط. ثم ببطء، حول وجهه نحو دافيان، بينما ظل جسده كما هو من دون حركة، وقال بحنق واضح في صوته. «والدك قد خانني!»

نظر دافيان إلى جونغكوك بعينين مندهشتين، وكلمة 'خانني!' ترن في أذنه مرارًا وتكرارًا. «خيانة؟! ماذا تقول ألفا!» صوت دافيان يكاد يكون هامسًا، مليئًا بالدهشة والتساؤل.

اقترب جونغكوك من مكتب الشاب، ووقف مستندًا عليه بيديه. ثم، انحنى بجزعه العلوي نحو دافيان الذي كان جالسًا، بدت عيناه السوداوين تلمعان بشكل لافت وهو ينطق كلماته التي تنبعث منها شرارات الغضب. «كان هناك نساء حوامل يتعرضن للضرب، ووالدك كان يعلم بذلك، ومع ذلك، لم يخبرني!»

دافيان، الذي كان ينظر بتركيز إلى عيني الغرابي، أدرك فجأة خطورة الوضع. «بالتأكيد هناك سوء فهم!» صوته كان هامسًا مرتجفًا، فمعرفة أن تهمة والده هي الخيانة كانت كفيلة بجعله يشعر بالخوف، عقوبة الخيانة هي الإعدام، وربما تتم إدانة أسرته بأكملها!

فجأة، مر أمام نظر دافيان منظر نيرو أثناء قتله، وهذا قد زاد من مشاعره السلبية... دافيان لا يريد رؤية جسد أخيه ماثيو يتمزق لأشلاء، وتتناثر دمائه في كل مكان!

«أي سوء فهم؟! أربع سنوات، والنساء الحوامل يتعرضن للضرب، وأباك، الذي يكون ذراعي اليمنى، لم يكلف نفسه عناء اخباري!» صرخ جونغكوك بغضب، ضاربًا يده مجددًا بالطاولة!

عندما سمع دافيان كلام جونغكوك، تصاعدت التساؤلات في ذهنه. «أي نساء حوامل؟! أنا لا أفهم!» كان يحاول تصوير ما قاله جونغكوك في عقله، لكنه لم يستطع استيعاب الموقف. تأمل في كلمات الألفا لهنيهة محاولًا الفهم لكن بلا جدوى.

عاد جونغكوك إلى مكتبه وتحدث بانزعاج. «سأخبرك فيما بعد، أغلق فمك في الوقت الحالي لأن غضبي في أوجه وأنا لست راغب في تفريغه فيك!» كلامه كان واضحًا وصريحًا، مما جعل دافيان يغلق فمه ويصمت.

حاول جونغكوك أن يعود لمراجعة التقارير التي بين يديه، لكن غضبه كان يعيقه. ومحاولاته للتركيز كانت مجرد عبث، لم يستطع قراءة أو فهم ما كُتب على الأوراق. ثم قرر وضعها جانبًا، ووضع رأسه فوق ذراعيه الممدودة على مكتبه. أغلق عينيه بإحكام، حاول التركيز على تهدئة غضبه، ولكن الأفكار المتشابكة والشعور بالغضب المتصاعد كانت تجعل من الصعب عليه السيطرة على نفسه.

بعد مرور قليل من الزمن، ساد هدوء تام في المكتب، بعد أن كان مليئًا بالتوتر والفيرمونات الثقيلة. في لحظة ما، تم فتح الباب ودخلت مولان، طفلة جونغكوك الصغيرة.

بصوت مليء بالحماس والحب، صرخت مولان. «بابا!» وهذا الصوت المليء بالحيوية جعل جونغكوك يرفع رأسه بقلق، معتقدًا أنها ربما تكون في خطر، لكن عندما رآها وهي تبتسم وتبدو سعيدة، انتعشت روحه وابتسمت عيناه.

لاحظ جونغكوك وجود فايا أيضًا، حيث دخلت الغرفة وهي تحمل سلة مغطاة بقطعة قماش بيضاء مخططة باللون الأخضر. ركضت مولان نحو أبيها الذي حملها بين ذراعيه وبدأ بتقبيلها بحنان، وكانت الطفلة تقهقه بسبب شعورها الكبير بالسعادة والأمان بين ذراعي والدها.

في هذه الأثناء، كانت فايا تنظر إليهم بابتسامة صغيرة، ثم تحركت قليلاً وقالت بلطف لتجذب انتباههما. «لقد جهزت بعض المعجنات، وقلتُ نأكلها في الغابة، بالقرب من الجدول.»

بصوت مليء بالبراءة، قالت مولان. «هل يمكننا، أبي؟!» فألقى جونغكوك نظرة على ابنته للحظات، وفي عينيها رأى رغبةً بالخروج، فابتسم لها وأجاب بحنان. «بالتأكيد يمكننا صغيرتي!»

ثم التفت الغرابي نحو دافيان الذي كان يقرأ ورقة، وقال له بصوت هادئ عميق. «أكمل عملك حتى أعود، وأياك ترك الباب غير مقفل إذا اضطررت للمغادرة.» اومأ دافيان برأسه بصمت، ثم غادر جونغكوك المكتب مع زوجته وفتاته.

كانت الأشجار تتلون بألوان خضراء زاهية، وكلما تقدموا في الغابة كلما زادت الأصوات الطبيعية حولهم، فكانوا يسمعون أصوات الطيور والحيوانات البرية. وفي لحظاتٍ ما، كانوا يشعرون بأشعة الشمس التي تخترق فتحات الأشجار المتباعدة، مما أضفى عليهم لمسات من الدفئ.

سار جونغكوك بجانب فايا بين الأشجار الشاهقة، ومولان تمشي أمامهما، تتبع ليليث ذات المشية المتغنجة. يتجهون نحو الجدول الذي ينساب بسلاسة تحت ضوء الشمس الساطع، حتى وصلا إلى مكانٍ يظهر فيه الجدول بوضوح، وتشكّلت حوله شلالات صغيرة تضفي جمالًا خاصًا على المنظر.

نظر جونغكوك للجدول الذي يتدفق بسلاسة، كأنه شريان يجري في جسد الطبيعة، يتألق تحت أشعة الشمس الدافئة، تتلاطم مياهه الصافية على الصخور الصغيرة والكبيرة، معبرةً عن جمال الحركة الطبيعية التي تعطي الحياة للمكان.

وحيث تشكلت حوله حدائق من النباتات الخضراء الكثيفة، تزيد من جمال المكان وتعزز الشعور بالهدوء والسكينة، جلست فايا تحت شجرة عمّرت فوق إحدى الشلالات، تطل بأغصانها على النهر، فأصبحت المياه التي كانت تعكس ألوان السماء والأشجار المحيطة، تعكس صورة فايا، شعرها الثلجي الذي يتمايل مع النسيم الخفيف، يداها اللتان تفرغان مافي السلة بهدوء.

نزلت مولان بحماس إلى الجدول، تلتقط يديها الصغيرة قطرات الماء اللامعة وترميها للأعلى بفرح، وتسمح للماء بالانسياب بين أصابعها مثل اللآلئ. إلى جانبها، كانت ليليث تلعب بالماء بدورها، تقفز وتلتقط قطرات الندى وتلعب بها.

بينما مولان تستمتع باللعب، جلس جونغكوك على السجادة الناعمة التي فردتها فايا في وقت سابق، أسند ظهره براحة على جذع الشجرة القريبة، يتأمل ابنته السعيدة وهو يتبسم، يراقبها بعيون مليئة بالحنان والحب.

أثناء لعبها في الماء، لاحظت مولان حركة الأسماك الصغيرة وهي تتحرك بحرية بين ساقيها، تثير فضولها وتحملها إلى عالم آخر من الدهشة والإعجاب بجمال الطبيعة. يتناغم صوت الطفلة والحيوانات مع همس الرياح وهي تلامس أوراق الأشجار، لتخلق سيمفونية طبيعية تملأ الهواء بالبهجة.

أثناء ذلك، شمّ جونغكوك رائحة زكية في الهواء، فأسرع بالنظر إلى فايا التي كانت تنسق المعجنات بحرص في صحن فخار. عيناه، التي كانت تتألق بالسواد العميق، تحولت فجأة إلى ذهبي براق، كأنهما امتلأتا بأشعة الشمس الذهبية.

فايا التي لاحظت حضور الذئب المتعجرف، رأت عينا جيكي اللامعة وهي تنظر إلى المعجنات التي تشبه الجزر. فابتسمت أثر ذلك، وشكرت مولان بداخلها لأنها أخبرتها تفضيلات والدها ناحية الطعام، وخاصةً المعجنات. وبفضل ذلك، قامت ساين بإعداد مجموعة من المعجنات بنكهة الجزر المفضلة لديه ووضعتها في صحن جميل الشكل.

وعندما انتهت من وضع كل شيء في مكانه، وضعت واحدة في صحن ثم قدمتها بلطف لجيكي الذي كان يقمع رغبته في تناولها بصعوبة. لم تكن فايا تتوقع ردة فعل منه، لكن عندما رأت خدوده تتورد بسبب رؤية المعجنات أمامه، علمت فورًا أنها أحسنت التصرف.

أخذ جيكي الصحن من يدها بصمت، ثم، بدلاً من أن يأخذ المعجنة ويأكلها بنهم، أمسك بها بحذر وبدا وكأنه يستمتع برائحتها ومظهرها اللذيذ. وبعد لحظات من التأمل، أخذ يهمس بكلمة. «شكرًا!» بصوت هادئ مليء بالامتنان... مضى وقت طويل مُذ تناول جيكي واحدة، منذ رحيل فانيسا!

وعندما سمعت هذه الكلمة، لم تستطع فايا إلا أن تبتسم بلطف، وبصوت هادئ ردت قائلة. «العفو!» ثم قالت بينما تراقبه وهو يستمتع بالمذاق في فمه. «لكن... لست أنا من أعده!»

بينما كان جيكي يستمتع برؤية المعجنة التي كانت في يده، فاجأته كلمات فايا، فتوقف عن مضغ لقمته ونظر لها بحيرة. ثم، بعد لحظة من الدهشة، قال بصوت متسائل. «من قام بإعدادها إذن؟!» كانت ابتسامة فايا واضحة ومشرقة، وهي ترى تعبيرات وجهه الفضولية.

لم تتمالك فايا نفسها من الضحك عند رؤية تعبير جيكي المرتبك، وقامت بإشارة بسيطة باستخدام يدها للضغط على ذقنه من الأسفل، مما جعله يغلق فمه لأنه كان لا يزال يحتفظ بقطعة من المعجنة ولم يبتلعها بعد. ثم، بعد أن أوقفت ضحكها، قالت بابتسامة لطيفة. «أنا لا أجيد صنعها، ساين من قامت بذلك!»

عندها، أعاد جيكي بصره للمعجنة التي كانت في يده، ونظر إليها للحظات طويلة، كما لو أنه يفكر فيما سمع. ثم، بعد لحظات من التأمل، قال بلطف. «أشكريها بدلاً مني لو سمحتِ!» كانت هذه الكلمات مليئة بالاعتراف والتقدير لمن قامت بإعداد هذا الطعام اللذيذ... لساين!

بينما كانت ساين تشاهد تفاعل جيكي من خلال عيني فايا، وسمعت حديثه، شعرت بسعادة كبيرة تغمرها. بدأت ساين بالرقص والتمايل هنا وهناك داخل عقل فايا، مما أضاف شعور من البهجة للأخيرة التي كانت ترى ذئبتها بهذه السعادة.

وفي هذه اللحظات الدافئة، وبينما كانت فايا تتأمل مولان السعيدة وهي تلهو وسط الماء، انعكست البهجة على وجهها بابتسامة صغيرة. كانت سعيدة برؤية الطفلة مبتهجة!

وفي الوقت نفسه، استمر جيكي في تناول كل المعجنات بطعم الجزر بشهية مفتوحة، حريصًا ألا يُبقي شيئًا في الصحن، ثم انسحب بهدوء ليعود جونغكوك إلى وعيه، ومنذ أن عاد وعيناه لم تفارق القطة التي تلعب بالماء، على حد علمه، القطط تكره الماء، إذن لماذا هذه القطة تبدو نشيطة هكذا وهي مبللة؟!

وفيما كان يحدق بها، امتدت يده ليأخذ معجنة بطعم التوت، النكهة المفضلة لديه على عكس ذئبه جيكي، ثم قال باستغراب وهو يأكل. «لم أرى في حياتي قطة تحب الماء!»

بينما كان جونغكوك يستمتع بمذاق المعجنات، قالت له فايا دون النظر إليه. «كنت آخذها معي للجدول مُذ كانت هُريرة صغيرة، لقد تعودت!» همهم جونغكوك لها بفهم، ثم عاد للاستمتاع بالمذاق اللذيذ للمعجنات، ممتناً لهذه اللحظات الجميلة التي يمكنه فيه الاسترخاء هكذا، بعيدًا عن أي ضغوط!

وعندما شعرت فايا بأن الوقت مناسب وأن الطفلة قد استمتعت بوقتها بالفعل بما يكفي، نادت عليها وقالت. «تعالي صغيرتي، هيا لنأكل المعجنات معًا!» فركضت مولان نحوها بفرحة وهي تضحك، ثم جلست مقابلهما وهي لا تزال تبتسم.

فايا بدورها، أخرجت قطعة قماش من السلة وبدأت بتجفيف قدمي الطفلة برفق، فأحسَّت مولان بالدغدغة في باطن قدميها وانفجرت بالضحك بصوت عالٍ، مما جعل فايا تبتسم وتضغط عليها أكثر لتجعلها أكثر سعادة.

في هذه الأثناء، كان جونغكوك يشاهد ابنته بابتسامة سعيدة، فرؤية فرحتها جلبت البهجة لقلبه. وفيما كانت فايا تنشغل برعاية الصغيرة، وضعت صحنًا من المعجنات بطعم التوت أمامها بجانب كأس من عصير البرتقال، لتستمتع بوقتها مع عائلتها في هذه اللحظات الدافئة والمليئة بالحب والسعادة.

عندما نظرت مولان للمعجنات للحظات، بدأت تبحث بعينيها السوداء عن معجنات الجزر التي كانت المفضلة لديها من بعد التوت، لكنها لم تجدها. بعبوس، قالت لفايا بصوت متسائل. «أين معجنات الجزر؟!»

جونغكوك، الذي كان يشاهد الوضع، ابعد نظره للجانب بسرعة، لأن ذئبه هو الذي أكل معجنات الجزر بالكامل، مما جعله يشعر ببعض الإحراج. أما جيكي الذي سمع سؤال جروه، أدار ظهره لجونغكوك الذي كان ينظر له من الإحراج أيضًا.

بينما كانت مولان تتساءل عن معجنات الجزر، لاحظت فايا خدود جونغكوك الحمراء، فقالت بلطف وهي تقطع المعجنة إلى نصفين ثم تعطي قطعة للطفلة. «لقد صنعت ساين القليل ولم يتبقى، سأطلب منها أن تعدها لكِ مساءًا!»

بدت مولان سعيدة بالمعجنة التي كانت تتناولها، لكنها فجأة تذكرت ليليث التي تنظر لها بعيناها الزرقاء اللامعة بهدوء، فبدأت تتساءل عنها وقالت لفايا بفضول. «لكن ماذا عن القطة؟!»

عندها، قال جونغكوك بابتسامة وهو يحاول جعل نفسه مفيدًا في أمر غير تناول الطعام. «سأقوم بالذهاب واصطاد سمكة لها!» فاجأت هذه العبارة فايا، فنظرت إليه بدهشة وعيناها توسعتا، مما جعل جونغكوك يستغرب ويقول بحيرة «ماذا؟!»

بدت فايا مندهشة ولكنها استسلمت للضحك وردت بثقة. «أرح نفسك سيد غرابي، أنا سأقوم بالصيد لقطتي!» جونغكوك لم يستطع إخفاء ابتسامته عند سماعه لهذا الرد، وقال بسخرية. «أراهن أنكِ ستفقدين وعيكِ قبل فعلها!»

ألا أن فايا اعتبرت سخريته تحديًا لها، فأجابت بثبات. «حسنًا، لنراهن! إذا لم أفقد وعيي، عليك أن تعد لنا عشاء اليوم وتنظف المطبخ بعد ذلك!» جونغكوك، الذي كان يبتسم من شدة حماسه؛ لأن المراهنة تعزز من غريزته كألفا يحب الحصول على ما يريد، قال بثقة. «لكِ ذلك، لكن ماذا لو فقدتِ وعيكِ؟!»

وبينما كانت تنظر فايا إلى عيني جونغكوك حالكة السواد، فكرت لعدة لحظات ثم قالت بثقة واضحة في صوتها. «لك أن تطلب طلبًا، وسأنفذه لك مهما كان!» الجواب راق لجونغكوك بشكل غير متوقع له، فابتسم وقال لها. «وأنا قبلت!»

بدأت فايا تنزع ردائها وتضعه جانبًا، كاشفةً بذلك عن ملابسها التي كانت ترتديها تحته، كانت ترتدي قميصًا أبيض ذا أكمام طويلة تثبتها في منتصف ساعديها بأساور عريضة، وبنطالًا ضيقًا باللون البني الداكن. وكانت تلف حول خصرها شالًا أحمر مزينًا بزخارف ذهبية، يصل لمنتصف أفخاذها، وتشده بسلسال عريض من الجلد.

كانت ملابس فايا غريبة على جونغكوك، حيث إن النساء في قطيعه يرتدين فقط الفساتين والتنانير، ولكنه كان يشعر بالارتياح في نفس الوقت؛ لأن فايا ترتدي دائمًا فوق ملابسها رداءً طويلاً يخفي جسدها بالكامل، فهو لا يرغب في أن يرى أي رجل من القطيع جسدها.

نظرت مولان لفايا بإعجاب، على الرغم من أنها تراها دائمًا بملابس مثل هذه في المنزل، إلا أن أسلوب فايا المختلف وجرأتها دائمًا ما تُثير فيها مشاعر مختلفة. التقطت فايا جذعًا رفيعًا من على الأرض، ثم سارت إلى الجدول بعد أن رفعت بنطالها قليلاً كي لا يتبلل.

وبينما تبحث في الجدول، نظرت للأسماك التي تسبح بين قدميها للحظات، وكأنها مجموعة من الجواهر الحية التي تتلألأ بألوانها الزاهية تحت خيوط الشمس. أجسادها الصغيرة تنساب بين الماء بحركات غير متوقعة وسريعة... تبدو الأسماك وكأنها تتأمل فايا ثم تبدأ بالتودد لها!

رفعت فايا الجذع عاليًا وبابتسامة واسعة، غرسته ببراعة في إحدى الأسماك، مما جعل الماء يتلاطم حولها. ابتسمت بفرح وهي ترفع الجذع والسمكة تتراقص في محاولة للنجاة، ثم صرخت بقول. «هل رأيت ذلك؟!» وبينما تنظر ناحية جونغكوك أكملت بسعادة «دينيس!»




يُتبع
________________

مين دينيس برأيكم؟!

ميمز الفصل:

دمتم بخير. ❤️




Continue Reading

You'll Also Like

6.3K 548 10
ربمَ انا سيئة و أكون الطرف الثالث لهما لكنني راضية عن أفعالي كُلّها _وجهكِ جميل عكس أخلاقك_ لكنني اتسائل ... هل انا الظالمة ام الضحية ولأنهم يقول...
43.4K 2.2K 21
ألفا جيون جونكوك زعيم قطيع أل الظلال، و زوجه اوميغا اشقر الشعر تايهيونغ ،حياة ال جيون ذاخل القطيع ...... مشاهد للكبار +18 ألفا # اوميغا junkook /t...
3.8M 218K 48
"ماذا تريد مني؟" قالت وهي تبكي على أمل أن يتركها وشأنها. كافحت لإبعاده عنها لكن جسدها الصغير لم يكن ندا له. "أنا أطالب بما هو ملكي رفيقتي الصغيرة."...
34.3K 1.1K 22
مَـاذا أن وَقعت بِـحُـب فَـتاه لا تُـؤمِـن بالحُـب ؟ - جِـيون جُـونغكوك - مـارتِـينا يَـانغ 2023/10/30 رِوايَـة ذات فـصول قَـصيرة ! .